You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
ً<br />
◄ العدد 10505<br />
الثلاثاء 22 جمادى اخرة 1438 ه 21 مارس 2017م<br />
منوعات<br />
Issue No ١٠٥٠٥/ Tuesday ٢١ Mar ٢٠١٧<br />
40<br />
تضم مناظر طبيعية وأكبر<br />
البحيرات المصرية<br />
الفيوم..<br />
المشاهير لصيد البط المهاجر مقصد<br />
القاهرة - أحمد مجدي<br />
تشتهر محافظة الفيوم المصرية، التي تقع على بعد 100 كيلو متر من العاصمة القاهرة، بالعديد من<br />
المقومات، فهي مدينة تحتوي على كم كبير من الآثار الفرعونية، وهي في ذات الوقت مقصد لسياح<br />
المناطق الطبيعية الخلابة، لكن أبرز ما يميزها على الإطلاق، ويعرفها في شتى أنحاء مصر، أنواع الطيور<br />
المختلفة، من بط وأوز ودجاج.<br />
جزيرة البط<br />
المدينة تشتهر أيضاً بشيء أكثر إثارة، وهو صيد البط،<br />
وقد كانت إحدى مناطقها «جزيرة البط» ً مقصدا لأناس من<br />
شتى أنحاء العالم، حيث يصيدون البط الطائر، الذي صار<br />
عملة نادرة في العالم أجمع.<br />
ولكن صيد البط في الفيوم لم يعد كسابق عهده، نظراً لكثرة<br />
القرى السياحية التي بنيت في تلك المنطقة، على ضفاف<br />
بحيرة قارون، أكبر البحيرات الموجودة في مصر، ولذا فقد<br />
صار صيد البط في بعض الأحيان، ذكرى من الماضي، إلا<br />
أن بعض سكان الفيوم لا يزالون متشبثين بصيده، وأكل<br />
لحمه اللذيذ.<br />
ليس البط فحسب، وإنما تشتهر المحافظة كذلك بصيد<br />
السمان واليمام.<br />
فندق الأوبرج<br />
الطيور المهاجرة<br />
الملك فاروق أثناء إحدى جولات صيد البط بالفيوم<br />
أصل ارتباط البط الطائر بالفيوم، هو<br />
الهجرات العشوائية التي تهاجرها تلك<br />
الطيور بدءاً من الأسبوع الأخير من شهر<br />
نوفمبر، وحتى نهاية شهر مارس، لكن<br />
في بعض الأحيان، تكون تلك الهجرات، في<br />
شهري أبريل ومايو.<br />
وأهم الأنواع التي تهاجر إلى الفيوم<br />
من البط، البط الخضاري، والشرشير،<br />
والحمراوي، والغر، والسماري، والكيش،<br />
والظي.<br />
وقديماً كانت العائلة الملكية في مصر، أيام<br />
الملك فاروق، ترتاد الفيوم في موسم هجرة<br />
البط، لممارسة الصيد، وأكل لحوم البط<br />
مختلف الأنواع، وقد أظهرت العديد من<br />
الصور الملك فاروق في تلك البقعة «جزيرة<br />
البط» على ضفاف بحيرة قارون.<br />
كما ينجذب السياح من شتى بقاع الأرض<br />
إلى تلك الهجرات في الفيوم، لكن الأمر آخذ<br />
في الانحسار تلك الأيام لاتساع رقعة البناء<br />
أمام البحيرة للتكسب من الطبيعة الخلابة<br />
الموجودة على ضفافها، واختلاف درجات<br />
الحرارة.<br />
صيادو البط في الفيوم، يحرصون على<br />
الاختباء من الطائر الذي يشعر بسرعة<br />
شديدة باحتمالات الاصطياد، ولذلك فإن<br />
الأماكن التي يتم فيها صيد البط، تكون<br />
مجهزة بشيء يسميه السكان المحليون<br />
«اللبد» وهي عبارة عن أكواخ مصنوعة من<br />
سعف النخل، يختبئ داخلها الصيادون<br />
لكنها تتيح لهم مشاهدة البط، وفور تحين<br />
اللحظة المناسبة، يكون الاصطياد سهلا<br />
.<br />
أحد سكان المنطقة المحيطة بالجزيرة،<br />
ويدعى "محمد إسماعيل" يقول ل" الشرق"<br />
عن تاريخ تلك البقعة، وأبرز من زارها:<br />
"قديماً كان الملك فاروق وأسرته يأتون إلى<br />
فندق "الأوبرج" وما زال جناحه وصورته<br />
مع "تشرشل" هناك كما هي". الفندق<br />
الذي يستمد روعته من متاخمته لشريط<br />
بحيرة "قارون" كان محط رحال كل هواة<br />
صيد البط والسمان واليمام قديماً، الهواية<br />
التي كان الملك فاروق أحد أبرز هواتها.<br />
ويضيف إسماعيل: "هجرة البط تكون<br />
تجاه البحيرة، حيث تلائم طبيعة الطقس،<br />
وتجد أكلها من الصدفيات والأسماك،<br />
لكن الآن لم يعد الأمر كذلك، فأعداد البط<br />
صارت قليلة للغاية". وعن سبب قلة<br />
تلك الأعداد، يقول إسماعيل: "طبيعة<br />
الطقس اختلفت، كما أن البحيرة طالتها<br />
يد التلوث". وعن انجذاب السياح، يضيف<br />
إسماعيل: "لم يعد السياح يأتون هنا كما<br />
الماضي، ً أولا لقلة أعداد البط، وثانيً ا بسبب<br />
انحسار حركة السياحة في مصر بشكل<br />
عام بعد 2011". لا يزال البط بكافة أنواعه<br />
مشهورً ا في الفيوم، لكن "البط الفيومي"<br />
مشهور بجمال طعمه، ووفرة أعداده،<br />
وإتقان أهل الفيوم ومزارعيها في مأكله<br />
ومشربه، ونشره في الأسواق، لكن هواية<br />
"صيد البط الطائر" في الفيوم تقترب<br />
للغاية من الاندثار، فليت الإنسان يلتفت<br />
لذلك الجمال الذي يخفيه من الأرض، بفعل<br />
التلوث أو الحروب.<br />
الأثرياء والوجهاء كانوا يحرصون على ممارسة الصيد بالفيوم