muqawil magazine
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
أنجح وسيلة لحل النزاعات<br />
في المشروعات الكبرى<br />
إن الوسسيلة المشلى لهل النزاعات في المششروعات الكبرى ليسست هي التهكيم كما قد يتبادر الى الأذهان؛ فالتهكيم وسسيلة من الوسساءل<br />
التي تراجعت موءخراً على نطاق العالم، لكلفته العالية وإخفاقه في بعضض الأحيان في حل الخلافات التعاقدية بششكل أسسرع.<br />
لقد أثبتت الدراسسات والتجارب العملية أن «مجلسس مراجعة النزاع» – أو كما يسسمى عقد الفيديك - هو الوسسيلة الأفضضل والأسسهل والأقل<br />
كلفة من أي وسسيلة أخرى.<br />
فما هو هذا المجلسس؟ وما هي فكرته؟ وكيف يطبق في المششاريع الهندسسية؟ ولماذا لم ينتششر لدينا في العالم العربي بششكل عام، والمملكة<br />
والخليج على وجه الخصوص؟ دعونا نجيب باختصار عن ذلك من خلال السسطور التالية.<br />
إن فكرة مجلسس مراجعة النزاع تنطلق من إزالة بوءر النزاع أولاً بأول بين أطراف النزاع قبل وقوعه؛ فلماذا ننتظر حتى يقع الخلاف<br />
والششقاق بين طرفي العقد ثم نقوم بمهاولة حله؟<br />
ولذلك فإن طرفي العقد (المقاول والمالك) يقومان بتوقيع عقد مع مجلسس مراجعة النزاع حال توقيع عقد التنفيذ، وتكون مهمة المجلسس<br />
هي الاجتماع بطرفي العقد مع وجود الاسستششاري بصفة دورية، حيش يقوم المجلسس بتهيئة الأجواء الإيجابية بين أطراف التعاقد خلال<br />
مدة التنفيذ، وطره الهلول لأية مششكلة تعاقدية أو مالية تعترضض سسبيل تنفيذ المششروع أولاً بأول.<br />
الجميل في مجلسس مراجعة النزاع أن قراراته غير ملزمة لأي طرف، وهذا سسر نجاه هذه الوسسيلة، فالنفوسس مجبولة على رفضض القرارات<br />
الملزمة وعدم قبول الإملاءات من الآخرين، بعكسس ما لو كانت هذه القرارات مجرد توصيات غير ملزمة، فإنها سسوف تهظى بالقبول<br />
والترحيب، خاصة إذا علمنا أن أتعاب المجلسس تكون مناصفة بين الطرفين، فلا يوجد ششبهة في انهياز المجلسس لطرف دون آخر.<br />
ومجلسس مراجعة النزاعيمكن أن يكون ششخصاً فرداً يهظى باحترام وثقة الطرفين. وإذا تعذر ذلك فإن كل طرف يقدم ششخصاً من جهته،<br />
ويجتمع الششخصان ويختاران ششخصاً ثالشاً يكون مرجهاً في المجلسس؛ لتكون توصيات المجلسس بالأغلبية.<br />
بقيت نقطة مهمة جداً في ششروط المجلسس وأعضضاءه، وهي ضضرورة أن يتميز أعضضاء المجلسس بالمصداقية والهكمة والصفات الششخصية<br />
لإدارة الأزمات، والهنكة والدراية في التفاوضض وطره الهلول البديلة، وهذه الصفات قد تكون أكشر أهمية من المعرفة المهنية الهندسسية<br />
المجردة.<br />
وهناك تجربة وقفتُ عليها لششخص عامي يبلغ من العمر 60 سسنة، اتفق المقاول والمالك على توليته ليكون مصلهاً بينهما في مششروع<br />
سسوق ضضخم في أحد مناطق المملكة، يقول لي المالك بالهرف الواحد: لقد نجه المششروع وتجاوزنا كل الأزمات مع المقاول، بفضضل االله<br />
ثم بفضضل حنكة وصفاء نية هذا الششيخ الذي كان معنا منذ بداية العقد وحتى نهايته!<br />
أما لماذا لم تنتششر هذه الوسسيلة هنا في المملكة بششكل خاص والعالم العربي بششكل عام، فهذا مرده - في ظني - إلى أننا غالباً ما نتأخر<br />
في التطبيق، إضضافة إلى قلة الوعي بهذه الوسسيلة وأهميتها في حل النزاعات بين أطراف التعاقد، ولعل هذه المقالة تسسهم في التوعية<br />
بهذا الاتجاه، متمنياً عقد الورشش والمهاضضرات والندوات حول هذه الوسسيلة وتفعيلها في عقود الجهات والهيئات الخاصة وششبه الهكومية<br />
المعنية بالمقاولات وتنفيذ المششروعات الكبرى في المملكة.<br />
المهندس الاستششاري/ مذكر بن دغشش القهطاني<br />
الرءيس التنفيذي للمششروع الوطني للتوعية<br />
الهندسية (بيت عامر)<br />
madkar111<br />
103<br />
العدد األول - اغسطس 2018