muqawil magazine
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
تراثيات<br />
»بُ ني بيت نصيف من المنقب<br />
الجيري وهو حجر مرجاني رملي<br />
هش يُ جلب من شاطئ البحر<br />
األحمر يحافظ على برودة<br />
وحرارة المنزل ويمتص رطوبة<br />
الجو«<br />
»منزل نصيف أيقونة بارزة<br />
في عالم التراثيات بالنسبة<br />
لمنطقة مكة المكرمة<br />
ونظراً ألهميته فقد زاره عدد<br />
من رؤساء الدول والشخصيات<br />
الهامة«<br />
ويهتوي البيت على حمام تركي وصهريج في أسسفله<br />
تجتمع فيه مياه الأمطار، كما ضضم مكتبة عظيمة تضضم<br />
آلاف الكتب القيمة في العلوم الإنسسانية أُهديت بعد وفاة<br />
عمر أفندي إلى جامعة الملك عبد العزيز.<br />
ويرى رءيسس بلدية جدة التاريخية، المهندسس والباحش<br />
التاريخي سسامي نوار، أن الأهمية العمرانية لبيت<br />
«نصيف» تكمن في كونه يعد أول البيوت التي تم إنششاوءها<br />
في الهجاز على الطراز العشماني، على عكسس البيوت<br />
الأقدم عمراً، كبيت المتبولي وبيت النوّار وبيت الجمجوم،<br />
ذات التصاميم المختلفة.<br />
وأوضضه أن بيت نصيف يتميز بفراغات الغرف الواسسعة<br />
والأسسقف العالية والرواششين والمششربيات الفارهة التي<br />
سساهمت في انسسياب كبير للضضوء والظل والهواء، مششيراً<br />
إلى أن درج السسلم بُني بطريقة تتيه للجمال والأحصنة<br />
الصعود إلى سسطه المنزل.<br />
وقد اكتسسب بيت نصيف أهمية كبيرة منذ أن نزل فيه<br />
الملك عبد العزيز في ضضيافة صاحب البيت الششيخ عمر<br />
أفندي نصيف، وذلك في عام 1925، حيش أقام الملك<br />
عبد العزيز أثناء وجوده في جدة فيه، وكان يسستقبل<br />
كبار ضضيوف الدولة في القاعة الكبيرة، كما كان يجلسس<br />
فيها لسسماع ششكاوى الناسس ومطالبهم، وششهد هذا البيت<br />
توقيع اتفاقية «تسسليم جدة» بجانب العديد من الاتفاقيات<br />
الأخرى التي وقعها الملك عبد العزيز مع بعضض<br />
السسفراء ومندوبي الدول، كما كان هناك ملهق خاص<br />
بمجلسس الاسستقبال يسسمى «المخلوان»، كان<br />
الخاصة التي<br />
بمشابة قاعة الاجتماعات<br />
العزيز<br />
ينفرد الملك عبد<br />
فيها ببعضض<br />
ضضيوفه<br />
وخاصته عندما كان يريد أن يبهش معهم أمراً لا يريد أن<br />
يطلع عليه سسوى المعنيين بالأمر.<br />
يقول الدكتور عبداالله نصيف إن هذا البيت يعد تهفة<br />
معمارية متميزة، وكان أول بيت في الهجاز يُصمم على<br />
هذه الطريقة، وقد صممه مهندسس يسسمى «صرصار»،<br />
واسستمر العمل في بناءه سسبع سسنوات، متابعاً: «وقد أقام<br />
البناءون والنجارون والعمال الذين يعملون في البيت<br />
طوال فترة البناء، وبعضضهم تزوج في البيت وخرج منه<br />
بعد اكتمال بناءه ومعه عدد من الأطفال الذين ولدوا في<br />
البيت أثناء فترة بناءه».<br />
وأضضاف: «قد كان كل ششيء في البيت طبيعيا الهواء<br />
والأكل.. حتى صنع الخبز يتم في فرن داخل البيت. وفي<br />
الجزء الخلفي من البيت حظيرة لتربية الابقار والأغنام<br />
للهصول على الهليب الطبيعي الطازج وجزء آخر لتربية<br />
الدواجن».<br />
من جانبه، يقول الأسستاذ عبدالرحمن نصيف انه بعد<br />
انتهاء العمل في البيت واسستكمال بناءه دعي جميع<br />
البناءين في جدة ومكة المكرمة لمششاهدته والتعرف على<br />
طريقة بناءه، لافتا إلى أن من أهم مميزات البيت أن<br />
درجات سسلمه بُنيت بششكل منخفضض؛ حتى يسسهل الصعود<br />
من خلاله للوصول إلى أدواره الأربعة دون مششقة، كما كان<br />
من السسهل أن تصعد عليه الخيول حتى الأدوار العليا.<br />
ويُذكر أن جزءاً كبيراً من الأخششاب التي اسستخدمت في<br />
سسقوف بيت نصيف ورواششينه أُخذت من باخرة انجليزية<br />
غرقت في البهر بالقرب من سساحل جدة، وأن السسيد عمر<br />
افندي نصيف عندما بدأ بناء البيت عام 1281 ه طلب<br />
ششراء خششب تلك الباخرة كما اسستورد كميات أخرى من<br />
الخششب من الهند وأندونيسسيا.<br />
ونظراً للٔهمية التاريخية التي اكتسسبها بيت نصيف كأحد<br />
أهم المعالم التراثية في مدينة جدة فقد زاره الكشير من<br />
138 العدد األول - اغسطس 2018