akhbarolmarkaz 13 -April 2020 A4
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
3
كلمة التحرير
العدد - ١٣ أبریل ٢٠٢٠
كان ماركوس أنطونیوس بارعا في
خطبته التي ّ ألب فیھا الرومان ضد
الانقلابیین مستغلا قدرته على
التلاعب بالمفاھیم وبعواطف
المستمعین. وصارت خطبته التي
صاغھا شكسبیر شعراً مقطوعة
أدبیة مشھورة في عالم الأدب.
يوم وصول خبر وفاة سماحة الشیخ
حامد الظاھري تذكرت تلك الخطبة.
نعم. تذكرتھا وتذكرت ذلك المقطع
الذي يقول:
سیئات المرء تعیش بعد وفاته
أما حسناته فتدفن مع عظامه
وقلت: كم كان شكسبیر مخطئا لو
كان ما افترضه على لسان انطونیوس
قاعدة عامة.
لو قیض لشكسبیر أن يتصفح وجوه
الناس في ستوكھولم بعد خبر وفاة
سماحة الشیخ حامد الظاھري، أو
ولو قیض له أن يقرأ الحزن والأسى
في عیون المعزين في مراكز
وحسینیات الطائفة، ولو وصل إلى
آذانه الكلمات التي عبرت عن مدى
الألم الذي يعتصر قلوب محبیه لكان
شكسبیر قد قال كلاما مختلفا.
فالحسنات ولیس السیئات ھي
التي تعیش وتدوم، أما السیئات
فھي التي تنسى و"تدفن مع
العظام".
ھذا بالعموم. لكن بخصوص فقیدنا
فالقاعدة تختلف قلیلا:
فحسنات الفقید ھي التي ستعیش
وتدوم.
أما سیئاته...
فإننا وللأمانة لم نعثر علیھا
لذلك لم نجد ما ندفنه مع الراحل الا
خالص دعائنا له، وخالص سلامنا إلى
الذين سبقونا بالإيمان وسبقونا
بالالتحاق بالرفیق الاعلى،
وعلى رأسھم نبینا المختار وأئمتنا
الاطھار.
المحرر