30.07.2015 Views

ﰲ ﺇﻧﺘﻈﺎﺭِﻩِ ﻓِﻌﻞﹲ - Plough

ﰲ ﺇﻧﺘﻈﺎﺭِﻩِ ﻓِﻌﻞﹲ - Plough

ﰲ ﺇﻧﺘﻈﺎﺭِﻩِ ﻓِﻌﻞﹲ - Plough

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

يرجى مشاركة هذا الكتاب ‏»التفاني في خدمة امللكوت اآلتي!«‏ عن نسخته اإلنكليزيةمع أصدقائكم.‏ وال تترددوا في إرساله في البريد اإللكتروني أو طبعالكتاب كليا أو جزئيا،‏ لكن الرجاء عدم إجراء أي تغيير بأية طريقة كانت.‏ ولو رغبتم فيعمل نسخ متعددة منه لتوزيعه على نطاق واسع،‏ أو إلعادة استنساخ أجزاء منه كرسائلإخبارية أو دورية،‏ فيرجى مراعاة القيود التالية:‏»Action in Waiting«ال يجوز إعادة نشره ملكاسب مادية.‏- <strong>Plough</strong> Publishing House سنة .© 2007 تميجب إدراج عبارة االئتمان التالية:‏ ‏»حقوق الطبع والنشر لدار املحراث للنشراستخدامه بعد اإلذن«.‏هذا الكتاب من منشوراتدار املحراث للنشرفي عنوانيها التاليين:‏<strong>Plough</strong> Publishing HouseFarmington ،PA ،15437 USARobertsbridge ،East Sussex ،TN32 5DR ،UKwww.plough.com/arالترقيم الدولي للكتاب:‏ISBN: 978-0-87486-711-4جميع الحقوق محفوظةCopyright © 2007 by <strong>Plough</strong> Publishing HouseFarmington, PA 15437 USA


المحتوياتاملقدمة................................‏صالة أوسكار روميرو................................‏اطلبوا أوال ملكوت هللا!...........................................................‏ 125............................................. ................................11 .....................................................1.2.3.4.5.6.7.8ها أنا أجعل كل ش يء جديدا!................................................‏ 18انشغِ‏ لْ‏ وانتظِ‏ رْ‏ !...................................................................... 27املُخَ‏ لِ‏ ص آتٍ‏ اآلن!...................................................................‏ 36هل مايزال هللا مي تا؟.............................................................‏ 43اقترب ملكوت السماوات!.......................................................‏ 51يسوع يحتاجك أنت،‏ ال تديُّ‏ نك!.............................................‏ 63الحياة الجديدة!.....................................................................‏ 74.9.10.11.12.13.14.15.16.17اِ‏ نسَ‏ نفسك ألجل هللا!............................................................‏ 83يريد هللا إقامة مدينته املقدسة – صهيون!..........................‏ 97ال بالكالم،‏ بل باألفعال!........................................................‏‎108‎يقوم املسيح من بين األموات اآلن!......................................‏‎119‎ماذا تستميت أنت له؟.........................................................‏‎127‎د للعمل!................................‏ .......................................136ْاستعِ‏ال تفرض إرادتك على هللا – استسلم إلرادته!.....................‏‎148‎جبروت هللا!................................‏ ..........................................157اِ‏ فرحوا دائما في الرب!..........................................................‏‎164‎خاتمة................................‏ ................................ 182..........................................من هو كريستوف فريدريش بلومهارت؟....................................................‏‎188‎كتب أخرى عن دار املحراث................................‏ ......................................202


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏المقدمةالمقدمةاختتم أحد قساوسة هذه األيام البارزين أحد كتبه بالعبارات التالية:‏.»«أنا أستمتِ‏ عُ‏ باهلل في هذه األيام،‏ ألنه يستجيب إلى صلواتي الخاصة،‏ويقوي نفس ي،‏ ويهبني بصيرة روحية من كلمته اإللهية،‏ ويقود حياتيالشخصية،‏ ويمدني بعالقات حميمة.‏ وما زال يذخر لي أمورا رائعة.‏ما هذا؟ ‏»أنا«‏ و ‏»صلواتي الخاصة«‏ و ‏»نفس ي«‏ و ‏»حياتي الشخصية«‏ ويل»‏ ‏«؟!‏ ألهذا السبب سوف يأتي ملكوت هللا في املسيح؟ هل يرمي هللا إلىتدليل وإشباع املسيحيين كأفراد؟ هل سوف تتمحور سيادة هللا على‏»نفس ي«‏ وعلى ‏»ما هو لي«؟ أو على تلك الحياة الروحية لإلنسان التي يُ‏ رادبها البصيرة واالرشاد الروحي الشخص ي غير املبالي بالتخبُّ‏ ط وبالتقلبات التييمر بها العالم؟ فلو كان األمر كذلك فال يمكنني إال أن أدق ناقوس الخطروأعيد صياغة كلمات القديس بولس الرسول ألقول أننا نحن املسيحيين:‏َّ الن اسِ‏ ‏)‏‎1‎كورنثوسأَ‏ ْ ش َ قى َ ج مِ‏ يعِ‏)19 :155


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏المقدمة«أكتب هذه الكلمات في نهاية األسبوع بعدما أطلق تلميذا مدرسةأحدهما في الحادية عشر واآلخر في الثالثة عشر بوالية أركنساس األمريكيةالنيران على زمالئهما في املدرسة وعلى أحد املعلمين مستخدمين البنادق.‏ إنظلمة الشر ترمي بكل ثقلها علينا بأساليب كثيرة غيرها مثل:‏ انتشار الفقر فياملدن األمريكية واملناطق الريفية،‏ والصراع العنصري املستمر امليؤوسمنه،‏ وارتفاع معدالت االنتحار فيما بين املراهقين،‏ وغيرها من املشكالتالبشرية العميقة.‏ وبالطبع ال تقتصر املعاناة واألزمات على الواليات املتحدة،‏بل تمتد إلى منطقة مثل الشرق األوسط التي هي قاب قوسين أو أدنى منعنف مميت.‏ كما تتماثل جمهوريات االتحاد السوفيتي السابقة للشفاءبعد عقد من التصرفات البربرية،‏ لكن نراها تشتعل مرة أخرى هنا وهناك.‏وتجاهد جنوب أفريقيا واألمم األفريقية األخرى ألجل تحقيق املصالحةوالديمقراطية في حين أن الجميع يشهدون ويعرفون أن تلك املحاوالت غيرمضمونة.‏ وفي الوقت الحالي ترغب الكرة األرضية كلها في تقليد أمريكاالشمالية في اإلسراف في تكديس املواد املنزلية،‏ وفي أساليبها التبذيرية،‏ وفيأبشع الجوانب من تقاليدها الشائعة الواسعة االنتشار.‏إجهاض،‏ ووأد األطفال.‏ دمار بيئي.‏ كراهية،‏ وسوء تفاهم فيما بينالجنسين.‏ غطرسة علمية.‏ التشريعات الخاصة باستباحة القتل الرحيم،‏في وقت يتضاءل فيه احترام كبار السن.‏ اقتصاد عالمي مبني ومسنود علىتفاهات مثل فاز من مات وكان له لُ‏ عب كثيرة.«‏ و االرتفاع الصاروخيملعدالت الجرائم التي ترتكبها الدولة املعروفة باسم عقوبة اإلعدام.‏ التهديداملستمر بالتدمير الذري.‏ال يمكن للعالم أن يخلِ‏ ص نفسه بنفسه.‏ فعلى الرغم من حقيقةوجود كثير من الكنائس اآلن حيث أفرادها مَ‏ نْ‏ هم مِ‏ ن الطبقات العلياواملرفهة والتي تَ‏ كرز بالخالص،‏ إال أن اإلنجيل ينادي بأن إعالن ملكوت هللا6


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏المقدمةال يركز على الهدوء الداخلي لألشخاص املرتاحين من الناحية املادية.‏فملكوت هللا أسمى وأعظم من هذا.‏ والعالم بحاجة ماسة إلى ما هو أسمىمن ذلك،‏ وملكوت هللا أكبر بكثير من ذلك وأكثر إثارة وأكثر تحديا من ذلك.‏وهذا األمر يعرفه جيدا كاتب هذا الكتاب كريستوف فريدريشالذي ينحدر أصله من أملانيا،‏بلومهارتوهو قسيس ورا ‏ٍع كنس ي غير عادي وأحيانا سياس ي . ولهذا قرأتُ‏ كالمبلومهارت ‏)وأبيه القسيس يوهان كريستوف بلومهارت)Blumhardt بكثير من االمتنان والتقدير وكان مصدر تشجيع لي.‏ ونصحتكثير من أصدقائي بقراءة هذا الكتاب.‏ وفي النهاية فأني أعتقد أنه لشرفعظيم أن أذكي على هذه املجموعة الجديدة الرائعة والتي هي من أفضلعظات كريستوف بلومهارت.‏كان كريستوف وأبيه خادمين للناس العاديين،‏ وكان كالمهما بسيطاوصريحا وخاليا من التملق،‏ مثلما نجد لدى الكثير من القديسين العظماءفي الكنيسة.‏ ومع ذلك،‏ فقد أعاد كل من بلومهارت االبن وبلومهارت األباكتشاف ملكوت هللا وقصة انتصار يسوع املسيح املذكورة في الكتاباملقدس بطريقة جديدة وكاملة تماما.‏ ولم يخرجاها من نطاق األرض إلىالسماوات.‏ ولم يحصراها في حدود وضعتها الكنائس املتحررة أو التقليديةولم يؤخرا إمكانية التغيير الفعلي في العالم حتى عودة املسيح.‏فلذلك لو شرعت بقراءة هذا الكتاب لوجدت أن كريستوف بلومهارتيعلن عن مدى جسامة واتساع ملكوت هللا في قوله:‏ ‏»عندما أنتظِ‏ رُ‏ الرب،‏فانتظاري هو للعالم كله،‏ الذي أنا جزء منه«.‏ وستجده يشجب حصر قوةامللكوت وجعلها مقتصرة على الخالص الشخص ي للفرد،‏ في قوله:‏ ‏»لقدأصبحنا أكثر اهتماما بالخالص الشخص ي على حساب ملكوت هللا،‏ فلوأردنا خالصنا أوال وملكوت هللا ثانيا،‏ فلن يكون هناك أي نور على األرض،‏Johann ChristophChristoph Friedrich Blumhardt7


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏المقدمة-«ال!‏ لن نفكر في خالصنا.‏ ولن نطلب خيرنا أوال!‏ فنريد أن نكون خداما!‏ ونريدأن نطلب خالص هللا الحقيقي،‏ ومجد هللا،‏ وملكوت هللا!‏ و«‏ ستجد توقعاتهبأن العالم سيتغير مهما كانت درجة عدم كماله من خالل شهادة شعبهللا،‏ فها هو يقول:‏ترانا نصرخ اليوم هلل ونطلب منه:‏ ‏»خلصنا يا رب«.‏ لكن يقول هللا:‏ال احتاجك في السماء؛ ألنه لدي ما يكفي من املُخَ‏ َّ لصين هنا.‏ فماأحتاجه هو فَ‏ عَ‏ لة،‏ ناس ينجزون األمور على األرض.‏ فأخدمني هناكأوال«.‏ فلو أننا،‏ نحن املسيحيين،‏ نربط كل كالم الكتاب املقدسبأنفسنا العزيزة علينا والصغيرة فقط دون أن نتوقف للتفكيروالتساؤل:‏ هل يا ترى أحوال حياتنا وأحوال عاملنا صحيحة؟ عندئذفأن الخطأ يكون خطأنا إن لم يقتحم ش يء جديد حياتنا.‏نشكر هللا على فضله السيما عمله من خالل التأثير املباشر أو غير املباشرللقسيس بلومهارت وأبيه،‏ بأننا نعيش في زمن يقرأ فيه العديد من علماءالكتاب املقدس والالهوت يقرأون الكتاب املقدس من جديد ويثمنونكالً‏ من دور ملكوت هللا على أنه محور اإلنجيل وكذلك تأثيره االجتماعيوالسياس ي والثقافي ‏)وأيضا التأثير ‏»الفردي«‏ و ‏»الشخص ي«(.‏ وهذا إلى حدكبير أسلوب يهودي لقراءة الكتاب املقدس نا بأن يسوع ورسله كانوايهودا.‏ وفي األيام األولى من الكنيسة األولى كان اليهود الذين لم يقبلوا يسوعكمسيح كانوا يجادلون بطريقة منطقية قائلين بأنه لو لم يتغير العالمفأن املسيح الحقيقي لم يأت بعد.‏ وعالوة على ذلك،‏ فقد قال األنبياءإشعيا و إرميا وغيرهما أنه مع مجيء ملكوت هللا ستكون هناك نهاية للحروبواملجاعات ونهاية للعداوة ما بين البشر وبقية الخليقة.‏-- ويذكر-8


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏المقدمةوهذا صحيح جدا،‏ فنرى الوضع اآلن مثلما كان في أيام الكنيسة األولى،‏حروب ومجاعات ومرض ووحوش األرض.‏ لكن لم يرفض الرسل و آباءالكنيسة املنطق اليهودي ليجعلوا من امللكوت مجرد ملكوت روحي مثلمايفعل كثير من املسيحيين اليوم.‏ فمن ناحية أدركوا واعترفوا بأن امللكوت لميأت بعدْ‏ بكل ملئه ونهايته،‏ ولن يأت إال بعد عودة املسيح.‏ لكن من ناحيةأخرى نذكر هنا اقتباس أل حد العلماء املعاصرين ويدعى جيرهارد لوهفينك‏]وهو قسيس والهوتي كاثوليكي أملاني[،‏ عن املسيحييناألوائل قائال أنهم كانوا ينادون ‏»بأن املسيح قد أتى وأن العالم قد تغيربالحقيقة.‏ وقد تغير العالم لدى - شعب املسيح الذي يعيش وفقا لناموساملسيح.«‏ أو لنرجع ثانية لكالم كريستوف بلومهارت املفعم حيوية:‏--Gerhard Lohfink-عندما يتحدث يسوع املسيح فإن األمر يتعلق دائما بمسألةاجتماعية ومسألة إنسانية.‏ فما قام به يسوع كان إرساء قضية هللاعلى األرض،‏ من أجل إقامة مجتمع جديد ليشمل في النهاية كلاألمم على نقيض املجتمعات التي صنعناها نحن البشر،‏ التي اليمكن فيها حتى تكوين عائالت حقيقية بكل ما تعنيه الكلمة؛ حيثال يعرف اآلباء كيف يرعون أوالدهم؛ وحيث تتشكل روابطالصداقة ومن ثم تتفكك وتنحل؛ وباختصار حيث يعيش الكل فيحالة حزن وعذاب نفس ي.‏ فإزاء هذا النظام االجتماعي البائس يريديسوع بناء مجتمع جديد.‏ ونصيحته لنا هي:‏ ‏»أنتم تنتمون إلى هللا الإلى املجتمعات التي من صنع البشر«.‏فرؤية كهذه هي حقا رؤية مجيدة ومشجعة ينبض لها القلب بسرعة،‏وتشير لنا إلى املغامرة التي تستحق أن نكرس لها حياتنا ونقدم التزاماتنا9


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏المقدمةالحياتية لها.‏ أما التركيز على خالص ‏»نفوسنا الغالية علينا«‏ فأننا بهذا نقللجدا من حجم اإلنجيل،‏ ونجعل ملكوت هللا سقيما جدا ويرثى له.‏ لكنيذكِ‏ رنا بلومهارت في لغة بسيطة وبليغة ونابضة بالحياة ألنها مليئة كثيرابالروح القدس بأن السالم الشخص ي رغم أنه ليس سيئا بحد ذاتهلكنه مجرد غالف للنعمة العظيمة مللكوت هللا،‏ وليس النعمة العظيمةبحد ذاتها.‏ فهل أجرؤ،‏ وهل نجرؤ،‏ وهل تجرؤ الكنيسة على الصالة نيابةعن العالم من أجل الثقة بأن ملكوت هللا حي وشامل األفق مثل ما يجرؤعليه هذا الرجل بلومهارت؟أنه ألمر مخيف.‏ فربما سيُ‏ غَ‏ يرنا،‏ فيمكن لهذا أن يحصل ثانية وينقلبالعالم رأسا على عقب،‏ كما حصل عندما تجسد الكلمة ‏]يسوع املسيح[‏ْ ‏َسْ‏ كُ‏ ونَ‏ ةَ‏‏)وبالتالي امللكوت(،‏ مثلما يشهد اإلنجيل:‏ إِ‏ نَّ‏ هؤ َ ءِ‏ َّ ال ذِ‏ ي نَ‏ ف ُ وا امل‏)أعمالفلينعم علينا هللا بالشجاعة على الصالة واالنتظار،‏ وأن نعيش بحسب–»َ َ تن–ُ ال-«-.(6 :17األعمال التي يعكسهاانتظارنا.‏ ♦10


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏صالة أوسكار روميروصالة أوسكار روميرومن المفيد أحيانا أن نتراجع ونلقي نظرة بعيدة املدى.‏فامللكوت ليس أكبر من نطاق جهودنا فحسب بل حتى أكبر من نطاق رؤيتنا.‏فال ننجز في فترة حياتنا سوى نِ‏ زر يسير من املشروع العظيم الذي هو عمل هللا.‏ال ش يء نصنعه كامل،‏ أو بتعبير آخر؛ أن ملكوت هللا هو أوسع من نطاق قدرتنادائما.‏فال توجد جملة تقول كل ما يمكن أن يقال.‏وال صالة تعبر بالكامل عن إيماننا.‏وال اعتراف بالخطايا يأتي بالكمال وال زيارة رعوية تأتي بااللتئام.‏وال برنامج عمل يتمم رسالة الكنيسة.‏وال مجموعة من األهداف أو الغايات تشمل كل ش يءفعملنا هو كاآلتي:‏نزرع البذور التي ستنمو يوم ما.‏ونسقي البذور التي قد زرعها غيرنا قبلنا،‏ عاملين أنها ستأتي بثمار مواعيداملستقبل.‏ونضع األساسات التي تحتاج إلى مزيد من الرعاية.‏ونقدم الخميرة التي تؤثر أكثر بكثير من إمكانياتنا.‏ال نستطيع أن نفعل كل ش يء،‏ وهناك إحساس من التحرر في إدراك ذلك.‏وهذا ما يُ‏ عيننا على تأدية ش يء ما وعلى تأديته بطريقة حسنة للغاية.‏ربما يكون عمال ناقصا لكنه بداية وخطوة في الطريق وفرصة لنعمة هللا لتدخلوتُ‏ كم ل الباقي.‏ربما لن نرى النتائج النهائية أبدا،‏ لكن هذا هو الفرق بين أستاذ البناء والعامل.‏فنحن عمال ولسنا أساتذة بناء للكلمة يسوع املسيح،‏ ولسنا املسيح.‏نحن أنبياء ملستقبل ليس ملكا لنا.‏- خدامآمين.‏ ♦11


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏اطلبوا أوال ملكوت اهلل!‏لذلِك ال َ تهتم وا فتقولوا:‏ماذا نأكُ‏ لُ‏ ؟ وماذا نشرَبُ‏ ؟ وماذا ن َ سُ‏ ؟فهذا يطلُ‏ بُ‏ ه الوَ‏ ثنيُّ‏ ونُوأبوك مُ‏ السَّ‏ ماويُّ‏ يعرِفُ‏ أنَّ‏ ُ كم ت َ إلى هذا كفاَ‏ طلبوا أوَّ‏ ً ال مَ‏ َ لكوت هللاِ‏ ومشيئ ُ مُ‏ ُ هللا هذا ك‏)متىَ لب. َُ لِ‏ هِ‏ .ُ َّ له.‏)33 :6َ حتاجونَ َ ت ُ ه ، َ فيزيدكاطلبوا أوال ملكوت اهلل!‏‏َلتاريخ حياة يسوع هو تاريخ ملكوت اهلل في املاض ي والحاضر.‏ فقد ذُ‏ هِ‏البعض بهذه الحقيقة واستحوذت على حياتهم بالكامل.‏ لكن غابت عنكثيرين غيرهم رؤية ملكوت هللا هذه األيام.‏ إذ انبهرت عيون الناس بالكثيرمن األشياء،‏ وكانت للحياة الخارجية مطالبها.‏ فصار اإلنسان يرفع نفسهعاليا وبكل قوة في تقدمه وبحثه باألسلوب البشري،‏ اآلن و أكثر من أي وقتمض ى.‏ ويبدو كما لو أن العالم بأسره أراد أن يقدم لنا طاقته على طبقذهبي قائال:‏ ‏»استخدمني،‏ لتصبح عظيما وقويا،‏ وغنيا،‏ ومبدعا،‏ ونشيطاوسيطر على كل ش يء.«‏ فإن القوى التي ما كاد الزمان يحلم بها سابقا قدأصبحت متاحة لنا اآلن وأبوابها مُ‏ شر عة.‏ ويجد كل شخص نفسه في مكانة-112


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏اطلبوا أوال ملكوت اهلل!‏تسمح له أن يستغل تلك االختراعات الجديدة وتلك القوى الجديدةألغراضه الخاصة.‏ ويبدو أن مجتمعنا بأكمله يعتمد ويتوقف على هذا.‏ وإذاما غضينا الطرف عن تلك األمور،‏ فسوف نتباطأ ونفتُر وأخيرا سيقض ينحبنا في ظلِ‏ حياتنا األرضية البحتة.‏ فهناك روح تسعى لتحقيق إنجازاتفكرية والتي تنحي جانبا االهتمام بملكوت هللا.‏لقد حدث سوء فهم فظيع فيما يتعلق بملكوت هللا.‏ فقد قيل الكثيرعن الكنيسة.‏ وذُ‏ كِ‏ ر الكثير عن التعاليم التي أبقتها الكنيسة،‏ وعن الطوائفاملتعددة التي صارت أمرا فاضال ومقدسا داخل جسد الديانة املسيحية.‏وهناك تشديد جسيم تم ترسيخه على الشكل واإلطار الخارجي الذي نعبرمن خالله عن أنفسنا كمسيحيين.‏ وهكذا فال يمكننا اليوم أن ننكر أنكثيرين ال يجدون فعليا الصفات الحية التي أراد أبينا السماوي أن ينعم بهاعلينا في يسوع املسيح.‏ فلم يروا ولم يتذوقوا الحياة التي تأتي من هللا،‏ لهذافهم في مأزق.‏ فمن ناحية ال يمكنهم أن ينكروا أنهم هم أيضا بحاجة إلى هللاوإلى كلمة هللا وإلى إعالن هللا في قلوبهم.‏ ومن ناحية أخرى لم يعودوا يؤمنواتماما بالوسائل التي يمكن من خاللها نشر كلمة هللا،‏ ولهذا ترى الكثيرينمنهم صاروا وكأنهم يعرفون ما يفعلون بأنفسهم فيما يتعلق بملكوت هللا.‏فتجوع قلوبهم وتعطش وهم يدركون أن هناك شيئا ما في أبدية هللا،‏ وشيئافي الحق اإللهي،‏ البد وأن يستعلن فينا،‏ لكنهم ال يعرفون تماما ما يفعلونبه.‏فلهذا السبب يجب أن نبدأ بالحديث عن ملكوت هللا بطريقة جديدة.‏وعلى الرغم من الظروف الحالية،‏ حيث أن جزء كبيرا من الكنيسة ومنالشركة املسيحية ميت تقريبا،‏ إال أنه اليزال بمقدورنا الحديث عن ملكوتهللا للناس من رجال ونساء عصرنا.‏ فملكوت هللا كان وكائن وسيكون سيادةالحق والنظام والقوة والسلطان لكل ما هو من هللا على الخليقة.‏ وهو ما13


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏اطلبوا أوال ملكوت اهلل!‏-يؤثر في قسم منا نحن البشر من الذين يتوخون الحقيقة،‏ والبد لهذا أنيتجسد ويصير له كيانا بالكامل.‏ ومالم تنصهر حياتنا لتكون وفقا لهذهالسيادة فسوف يستمر في داخلنا الشعور بعدم الرضا.‏ وربما نستمتعبرفاهية الحياة العصرية،‏ لكن واقع األمور األبدية سينطفئ في حياتنا مالميبزغ فجر سيادة وهيمنة حقائق هللا وعدله لتصير نور حياتنا.‏ومع ذلك فإن هذه الحقيقة تسبب الكثير من التنافر بمجرد التطرقإليها.‏ فماليين من الناس ‏»املسيحيين«‏ يشعرون بكل السالم والراحة منمرحلة الطفولة وما بعدها حتى يوروا الثرى.‏ فهم مقتنعون ومكتفون ملايُ‏ قال عن هللا،‏ وال يثير هذا أي شعور بعدم الراحة فيهم بأي طريقة منالطرق.‏ فالدين يؤخذ كأمر مُ‏ سَ‏ لم به على أنه جزء من الحياة؛ ويتم قبولهكما هو.‏ وهذا ال يسبب أي خالف أو صراع لكنه على األكثر قد يثير جداالهنا أو هناك فيما يتعلق بتفسير هذا التعليم أو ذاك التعليم،‏ إال أن تلكاملجادالت غير ذات جدوى.‏ وسرعان ما ينشأ خالف جديد حينما نشعربضرورة إعالن ملكوت هللا على أنه ش يء حي ، وهو ما أريد أن أفعله اليوم.‏فأنا ال أريد مجرد تثقيفك،‏ لكني أريد أن أعلن لك ما وضعه هللا في قلبي:‏ أالوهو أن ملكوت هللا واقع حي،‏ وهو سلطان يفعم النفوس هنا واآلن.‏ واليوم،‏هو قريب ومتاح قريب أكثر مما نعتقد.‏ وتدخُّ‏ ل هللا الحي أقوى اليوم أكثرمما يعتقد الكثيرون.‏ فاهلل يريد أن يُ‏ ظهر نفسه وجبروته وقدرته على إجراءأي ش يء اآلن،‏ فهو الوحيد الذي علينا أن نشغل أنفسنا به،‏ وبكامل البهجةوالسرور.‏عندما نتحدث عن ملكوت هللا فأننا نبشر بأن يسوع املسيح ليس ميتا.‏وهو ليس مجرد شخص ما ظهر من ألفين سنة مضت،‏ وشخصية مناملاض ي نحتفظ ببعض تعاليمها.‏ ال،‏ فمثلما عاش يسوع من ألفين عاممض ى،‏ هو حي اليوم.‏ ويريد أن ينتصر في وسطنا ألجل مجد هللا.‏ ويريد أن14


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏اطلبوا أوال ملكوت اهلل!‏املسيح،‏ ومن هو الروح املعطي للحياة.‏ فهو اليوم مثلما كان في زمن الرسل.‏وال يعتمد األمر على هذه أو تلك الكنيسة،‏ أو على هذا أو ذاك التعليم،‏ لكنعلى يسوع املسيح وليس سواه ‏)يوحنا 6(. فالبد وأن نتعرف عليه!«‏أما بالنسبة لي،‏ فإن هذا هو الطريق الوحيد.‏ لكني إن أعربتُ‏ عن هذالآلخرين فقد يكون رد فعل الناس:‏ ‏»مَ‏ ن هو هذا الشخص املتغطرس؟ كيفيمكن ألحد أن يقول مثل تلك األشياء اليوم؟ أال يُ‏ عتبر الكتاب املقدسوالطوائف القائمة كافية بالنسبة لنا؟ هذه خرافة ومبالغة.«‏ لهذا سيتولدصراع،‏ إال أنه سيوقد النور في قلوب كثيرة،‏ نور الرجاء،‏ ونور القوة،‏ ونورمن األعالي فيما وراء هذه األرض.‏ إذ ال يمكن ألي ش يء أن نستمد منهالقوة أكثر من اإليقان بأن يسوع حي ويعمل وأنه ليس كلمة فارغة أو مجردتعليم.‏ وال ش يء يمدنا بالقوة والنشاط أكثر من وعينا بأن يسوع موجود فيوسطنا ‏)متى 20(. ويجب أن نؤمن بهذا حتى تصبح حياته حقيقة فيناوحتى تنقينا روحه.‏إذن ما معنى أن نؤمن؟ هناك الكثير من الجدل حول اإليمان؛ لكنويل لنا ولجدالنا حول اإليمان!‏ أليس اإليمان شيئا بسيطا؟...‏ ش يء يمكنألي طفل أن يفهمه؟ أصدقائي،‏ إذا كان يسوع حي حقا،‏ وإذا كان هو ملكامللوك،‏ فعندئذ يجب أال تتوكلوا على ذواتكم من اآلن فصاعدا.‏ ويجب أنملك هلل.‏ ويجب أن تكونوا كالشخصٌتنكروا أنفسكم في كل األشياء التي هيالذي يحتضر،‏ وشخص يقول فيما يخص أمور هللا:‏ ‏»ال يمكنني أن أفعلشيئا،‏ فال أحد سوى يسوع له الحق في أن يُ‏ ظهر لنا األمور اإللهية!«‏ وبهذهالطريقة فقط نُ‏ كرم هذا امللك.‏لو كان ملكوت هللا هام بالنسبة لك،‏ عندئذ لن تكون أنت بنفسكشيئا هاما،‏ بل على العكس،‏ يجب أن ترمي نفسك عند أقدام يسوع،‏:14:1816


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏اطلبوا أوال ملكوت اهلل!‏وتفكر،‏ أنا كائن بشري ضعيف لكن يسوع حي ويسوع منتصر،‏ وسأعطينفس ي له،‏ وسوف اُ‏ رجِ‏ ع كل ش يء له حتى ال يسودني ش يء بل هو وحده.‏هذا هو اإليمان.‏ إن آمنا بيسوع املسيح عندئذ يجب أن نقفصامدين.‏ فلن ينفعك أن تسمع شخصا ما يتحدث عن اإليمان أو تتحدثعن مَ‏ نْ‏ ضحى بنفسه من أجل قضية جيدة،‏ أو أن تؤمن بالتعاليم،‏فسيكون كل هذا بال جدوى.‏لذلك أود أن أصرخ وأنادي للعالم كله:‏ مُ‏ تْ‏ ، ليحيا يسوع في حياتك!«‏‏)غالطية 20(، بمعنى آخر،‏ ال توجه اهتماما لش يء زائف،‏ أو لش يءيتعارض مع الحق.‏ فيسوع املسيح هو الرب.‏ فارفعوا قبضتكم عالياغاضبين ضد كل ما يأتي من الجسد،‏ وضد كل خداع يأتي من تفكيركالبشري.‏ فكل ما هو زائف يجب أن يسمى زائف.‏ أفعل هذا ألجل هللامُ‏ خَ‏ لِ‏ صك!‏ وكل ما هو خطأ ليموت ويموت مرة ثانية وثالثة ألنها كلها بدونجدوى.‏ عندئذ سوف نتعجب من كل ما يمكننا أن نفعله من خالل سيادته«:2علينا.‏ ♦17


ٌَْْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ها أنا أجعل كل شيء جديدا!‏‏ُس على العَ‏ ر ‏ِش:‏وقال الجالِ‏‏»ها أنا أجعَ‏ ‏ُل كُ‏ ‏َّل ش يء جَ‏ ديدثُ‏ مَّ‏ قا ‏َل لي:‏أُ‏ كتُ‏ بْ‏ هذا الكال ‏ُم صِ‏ دق وح‏)رؤياً ا »!»َ قُّ‏)5 :21:«ها أنا أجعل كل شيء جديدا!‏أعظم آية تتوج كل اآليات األخرى هي:‏‏»ها أنا أجعَ‏ لُ‏ كُ‏ لَّ‏ش يءجَ‏ ً ديدا!«،‏فتقدم لنا هذه اآلية دعما متميزا وارتياحا عندما ندرك كيف يمكن أنيزول كل ش يء سريعا ويصبح تراب ورماد.‏ كل ش يء جديدا!‏ فال يمكن هللأن يتسامح مع ما هو فاسد ومدمِ‏ ر،‏ لكنه يريد أن يغيره.‏ بالطبع ال نحصلعلى الحياة الجديدة إال من خالل التوبة،‏‏َع الحاضِ‏ رون هذا وَ‏ خَ‏ ز ْ ‏َت هُ‏ م قُ‏ لوبُ‏ هُ‏ م،‏ فقالوا لبُ‏ طرُ‏ ‏َسفلمَّ‏ ا سمِ‏‏ِل يَ‏ ج ‏ُب علَ‏ ينا أن نَ‏ عمَ‏ لَ‏ أيُّ‏ ها اإلخوةُ‏ ؟«‏ فقالَ‏ لهُ‏ موسائِ‏ رِ‏ الرُّسُ‏فتُ‏ غفبُ‏ طرُسُ‏ تُ‏ وبوا وليَ‏ تعَ‏ مَّ‏ د كُ‏ ‏ُّل واح ‏ٍد مِ‏ نكُ‏ م باَ‏ س ‏ِم يخطاياكُ‏ م ويُ‏ نعَ‏ ‏َم علَ‏ ُ يكم بالرُّ‏ و ‏ِحَ ‏َر،الكالمَ‏ ،املَسيحِ‏ ،َ سوعَ‏القُ‏ ُ د سِ‏ »، ‏)أعمال -37 :2 .)38: ‏»ماذا« :218


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ها أنا أجعل كل شيء جديدا!‏لألسف يفكر كثيرون أن أمورا كثيرة من حولهم يجب أن تتغير عداأنفسهم،‏ أو أنهم يرغبون في تغيير أمور معينة حتى يتمكنوا من االستمراربطريقة مريحة أكثر.‏ فالبد وأن ننكسر ونكون متواضعين كثيرا بحيثيمكننا أن نقر بأن كل ش يء قادر على التجدد حتى نحن شخصيا.‏ فلوتسنى لي أن ألقي نظرة فاحصة على كل واحد منكم فسأرى أنكمجميعكم بحاجة إلى تجديد.‏أصدقائي،‏ إن الوضع اليوم هو كما يلي:‏ لقد غطت وهيمنت الظلمةعلى موضوع التجديد لدى الديانة املسيحية.‏ فسرعان ما نرض ى ونقتنعبتلك الديانة املسيحية التي تجعل منا مجرد أشخاص لطيفين ومقبولين.‏فهذا ما يريده الجميع.‏ لكن لو دققنا النظر في األمر فالبد وأن نقول:‏ ‏»كال!‏ال يمكن أن يكون هذا هو كل ش يء.«‏ فاألمر ليس مجرد تذوق ش يء واحدجديد،‏ بل تذوق كل األشياء الجديدة في داخل نفوسكم أوال وأخيرا.‏ فكممرة قد جلسنا هنا،‏ وكم مرة قد سمعنا املواعظ،‏ وكم مرة قد عر ضناأنفسنا للتوبيخ مرة تلو األخرى!‏ ومع ذلك فال توجد أية عالمة النبثاق ش يءجديد.‏ وهذا يجعل املرء يموت حزنا عندما يرى ضآلة التغير الذي حصل.‏فهناك الكثير من األشياء الجديدة بانتظارنا،‏ ومع ذلك فالثمار قليلة جدا؛وهي دائما عند عتبة بابنا،‏ ومع ذلك ال تدخل.‏ربما يُ‏ حزننا هذا األمر،‏ لكن بالحقيقة يجب أن يُ‏ وَ‏ حِ‏ دنا في حاجتنااملشتركة إلى التوبة.‏ فلماذا ال نسير عكس طرقنا القديمة؟ وملاذا ال نحصلعلى قوة ضد الخطيئة؟ وملاذا ال يحدث إال القليل؟ أال يجب أن يكونصراخنا:‏ ‏»أرحمنا يا يسوع املسيح،‏ يا مُ‏ خَ‏ لِ‏ صنا!«؟هناك الكثير من املسيحيين املنتفخين،‏ لكن بالحقيقة،‏ ليس لديهم مايفتخرون به.‏ فقد سكروا بتدينهم،‏ وكل واحد فيهم يظن أن ال أحد سواه،‏-19


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ها أنا أجعل كل شيء جديدا!‏«وأنه قد ضبط كل أموره،‏ وأن جماعته مضبوطة.‏ هذا الكالم ينطبق عليناأجمعين.‏ لكن إن لم يتغير هذا فسيقض ي نحبنا؛ وربما ننضم أيضا إلىعداد املوتى.‏ وعندئذ سترى كيف أن الجميع في كل ممارساتهم وعاداتهميجتازون في الطريق القديم املعروف نفسه إلى أن يصلوا إلى القبر،‏ ويُ‏ لقىعليهم التراب ويعود الجميع إلى منازلهم ويستمرون في حياتهم بنفس الرتابةوالسطحية القديمة.‏التفت هلل!‏ فاهلل ال يقول:‏ ‏»ربما،‏ أو إذا أمكن،‏ أو في ظل ظروفْلهذامعينة،‏ سأجدد األشياء؛ أو علي إعادة التفكير في املوضوع من جديد.«‏ لكنهيقول بكل صراحة:‏ أَ‏ صْ‏ نَ‏ عُ‏ كُ‏ ‏َّل ش يء جَ‏ دِ‏ يد !«. وهذا الوعد هو لعصرناالحالي.‏ وهو جاهز لكل منا ممن يرغب في الحصول على هذا الوعد،‏ وملن هومستعد للتخلي عن ممتلكاته،‏ وملن ال يجعل من نفسه في الطليعة وملن الي فضِ‏ ل حياته.‏ جَ‏ ربْ‏ األمر!‏ أم ‏ِض في طريق التوبة الكاملة والشاملة ومن ثمإلى اإليمان التام!‏ فحتى لو أن القليل قد أصبح جديدا،‏ فما زال هناك ش يءما.‏ وأخيرا،‏ ستصبح كل األشياء جديدة.‏عندما نتواجه مع الدينونة التي حَ‏ لت على األرض والتي قد تحل علينا،‏سنتكل على هذا الوعد بإيمان.‏ فأنتم تعرفون جيدا حال األمور.‏ فاألسلحةالفتاكة جاهزة لترمي،‏ وقوى الظلمة قامت وتريد أن تسوق األمور إلى ذلكالحد بحيث تصبح فيه األرض بركة من الدماء.‏ فهل البد للحروبوإشاعات الحروب أن تجري لألبد؟...‏ فإذا لم نقدر على الصالة من أجلذلك الزمان اآلتي الذي ستوقف فيه يد هللا الجبارة الجيوش املتحاربة،‏عندئذ فأنه من السخف أن نعتقد أن هللا يمكنه أن يجعل كل ش يءجديدا.‏ولو أردنا أن يصبح كل ش يء جديدا،‏ فطبعا البد لش يء ما أن يقتحم،‏ش يء ال يأتي منا نحن البشر بل من السماوات.‏ فالبد أن يحدث عمل جديدً ا20


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ها أنا أجعل كل شيء جديدا!‏« نإمن لدن هللا؛ والبد لش يء حي وأصيل يوافينا من يسوع ليقتحم عاملنا هذا.‏ويجب أن يكون هذا االقتحام مرئيا بالدرجة الكافية لكي يُ‏ ظهر أن هللاالقدير هو فعال قدير،‏ وبطريقة بينة بحيث أنه ال يدع أحدا ينحيه جانبا.‏لكن الكثيرون ال يؤمنون بأن هللا قادر على فعل ش يء من األعالي.‏ فربمايقولون:‏ هللا يتحكم بمصائر الشعوب،«‏ فعندئذ يبصمون كل ش يءعلى أنه عمل هللا،‏ حتى لو كان الشيطان فاعله.‏ فالبد لذلك الزمان أن يأتيعندما نصلي فيه من أجل زوال تلك األخطار املهددة لخليقة هللا وتستجابفيه صلواتنا.‏هناك كثير من األشياء التي تهددنا.‏ حتى لو لم تقمْ‏ الحروب فماليينالناس يفقدون حياتهم في كل أنحاء العالم بسبب كافة أنواع املِ‏ حن،‏ مثلالعواصف،‏ واالنفجارات والزالزل واألوبئة وكل أنواع الحوادث.‏ وفي الوقتذاته،‏ هناك كم جسيم من أمراض الجسد والنفس.‏ فكم من اآلهات فياملستشفيات ما تزال موجودة،‏ وكذلك البؤس في املصحات العقلية.‏ وكمعدد الذين يُ‏ قتلون،‏ وقسم منهم يُ‏ قتلون ببطء نتيجة الحسد ونتيجةالكراهية ونتيجة لخبث الناس بعضها نحو بعض.‏ فكر في كل هؤالء الذينيُ‏ قتلون سنويا.‏ فال يحتاج األمر إلى مسدس،‏ فالناس يفنون على أية حال.‏يجب أن تتأهب كل عائلة لحصول أمر ما يعكر صفاء سالمها بصورةفجائية وغير متوقعة.‏ عندئذ سيكون علينا أن نؤمن ونصلي لينصرف عناهذا القضاء.‏ فلو أن هللا يحفظ كلمته،‏ فيمكننا أن نصمد أمام كل ش يء،‏السيما عندما نكون نحن أنفسنا نحيا في ما هو جديد ‏)‏‎1‎يوحناقُ‏ مْ‏ وأذهبْ‏ والت ‏ِق مع ما هو جديد.‏ وص ‏ِل ألجله.‏ وتوسلْ‏ من أجله.‏ فالعالمكله سيتجدد من خالل قوة هللا القدير.‏إن هذا وحده هو ما يريده يسوع املسيح.‏ ولهذا فهو البكر من األموات.‏ولهذا وُ‏ لد املسيح،‏ ولهذا مات وقام،‏ ولهذا يجلس عن يمين هللا.‏ فانطلق.)5 -3 :521


ًُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ها أنا أجعل كل شيء جديدا!‏لكي تلتقي مع هذه النهضة،‏ لكي تجيء إليك فعال!‏ فهذا ما يجب أن نؤمنبه،‏ وهكذا يجب أن نرى ما هو أمامنا.‏عندما يأتي ما هو إلهي،‏ احتضنه!‏ وعندئذ سنمر عبر دينونة،‏ وعبر نار.‏وعندئذ سيكون علينا أن نتنقى لكي نصير ذهبا ال خشبا.‏ وعندئذ يجب أننصبح حقيقيين تماما كما هو حال كل ما هو في السماء وكما أن الربيسوع كامل وحقيقي،‏ وكل املالئكة حقيقيين وهللا نفسه حقيقي ‏)عبرانيين18(. لهذا يجب أن تصبح أنت أيضا حقيقيا.‏ هذا ما تعنيه كلمةجديد.‏ وهذا الش يء الجديد هو ليس شيئا مجهوال سابقا لم نسمع عنه منقبل.‏ إنه واقف على أعتاب الباب؛ وموجود بالفعل على األرض،‏ فكل من لهعالقة ولو بسيطة بامل خَ‏ لِ‏ ص يرى دائما شيئا جديدا.‏ْإن ما هو مهدد هو‏َّرِيقُ‏ وَ‏ ْ ال حَ‏ قُّ‏ وَ‏ ال حَ‏ يَ‏ اةُ‏قال يسوع املسيح:‏ أَ‏ ن هُ‏ ‏َو الطالحق.‏ ويجب على هذا الحق أن يصير واقعا جديدا في حياتنا.‏ فهو ليسمسألة تعاليم جديدة،‏ أو قوانين ونواميس جديدة أو مؤسسات جديدة.‏صحيح أن الديانة املسيحية صنعت الكثير من التعاليم والقوانينواملؤسسات باسم يسوع،‏ لكن هذا هو ليس الحق الذي يتحدث املسيحعنه.‏ فالحق الذي يجب أن نفتح أذاننا له هو الواقع الجديد الذي يأتي بهابن اإلنسان للعالم.‏ فهو رسالة مفادها أن هللا يخلق واقعا جديدا علىاألرض اآلن بدءا بشعبه،‏ ثم بالخليقة كلها.‏ وسيتجدد كل من األرضوالسماء في هذا الواقع الجديد،‏».« َ ا-13 :6ماواتَ ت نتَ‏ ظِ‏ رونَ‏ َ وت ستَ‏ عجِ‏ لونَ‏ مَ‏ جي ‏َء يو ‏ِم هللاِ‏ ؟ تَ‏ لت ‏ُب السَّ‏ ُوتَ‏ ذوبُ‏ العَ‏ ناص ‏ُر بِ‏ النا ‏ِر.‏ ولكِ‏ نَّ‏ نا نَ‏ نت كما وع هللاُ‏ ، سَ‏ ماوا ‏ٍتفيها العَ‏ د ‏ُل.‏ ‏)‏‎2‎بطرسوأرضً‏ ا جديدة َ ي سكُ‏ نُ‏َ هِ‏َ دَ‏َحينَ ظِ‏ رُ‏ ،َ‏ُّل وتَ‏ نحًجديدة.(13 -12 :322


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ها أنا أجعل كل شيء جديدا!‏يحيا كثيرون منا في الواقع القديم،‏ الذي يحتل أحاسيسنا كلها بصورةكاملة.‏ فهو تلك القصة القديمة عن الهالك،‏ وعن الضياع،‏ وتكمن ورائهاظلمة عارمة أال وهي املوت.‏ نعيش ونموت.‏ تعيش الطبيعة ثم تموت.‏ تدخلالخطيئة إلى الحياة.‏ هناك فشل،‏ والناس تسير بطريقة مغلوطة،‏ لكن فييسوع املسيح يظهر واقع جديد،‏ واقع يتناقض مع تاريخ العالم.‏ وش يءجديد يبدأ بجانب القديم.‏أن الواقع القديم ال يختفي فجأة،‏ لكنه يستمر إلى جانب الجديد.‏ ومعذلك،‏ ففي يسوع يبدأ تاريخ جديد،‏ وعمل جديد هلل ‏)‏‎1‎يوحناأن هللا كان دائما حاضرا في القديم،‏ والروح القدس قد أثر فيه عبرالعصور،‏ لكن اآلن،‏ نعم اآلن،‏ ش يء جديد بدأ في املسيح.‏ وهذا ما كانيقصده هللا ألن يكون منذ البداية،‏ لكن املوت ال يزال له سلطان.‏ وحتى فيحياة املسيحيين،‏ فما زالوا يشعرون باملوت.‏ وهذا املوت كان قويا السيماعندما ظهر يسوع،‏ وهذه الظلمة ظهرت بسبب الناموس،‏ واملوت الذيتسببه التعاليم البشرية.‏ فقوة املوت قوية للغاية لدرجة أنه كان على يسوعأن يصارع بشدة لكي يجعل الناس يرون بأن شيئا مختلفا تماما قد جاءفيه،‏ وتاريخا جديدا قد ح ‏َّل.‏هذا التاريخ سوف يتجس د في كل شخص.‏ ويجب أن يكون واضحا فيكوفي وفينا جميعا.‏ واآلن هناك ش يء جديد ممكن.‏ فإن لم نضع أنفسنا فينطاق هذه الحقيقة فال نقدر إنجاز أي ش يء.‏ وهذا ليس تعليم عقائدي؛وهذا ليس مجرد كلمة جديدة.‏ إنها كلمة قديرة ذات سلطان.‏ أنهاالشخصية الحي ة ليسوع املسيح،‏ الذي بزغ فيه فجر جديد لتاريخ البشريةوالذي فيه صار التاريخ في ذروته.‏ هل تحيا أنت في واقع يسوع املسيح؟ هلوضعت نفسك تحت السلطان الذي أعطي له ألجلك وألجل الجميع؟ هليمكنك أن تعي هذا فعال؟ هل يمكنك أن تقبله؟ هل تأخذه لتطبقه على.)8 :2 صحيح23


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ها أنا أجعل كل شيء جديدا!‏حياتك؟ هل يمكنك أن تسمح له بأن يقود كل حياتك،‏ حتى في وسط أشداآلالم؟إن لم تفعل هذا لن يكون لك أي حق للتشو ق مللكوت هللا.‏ وإال ما هوملكوت هللا يا ترى؟ بالتأكيد هو ليس الجمعيات الخيرية املسيحية أواملؤسسات املسيحية.‏ إن ملكوت هللا هو قوة هللا.‏ إنه سلطان هللا.‏ وملكوتهللا هو إعالن الحياة اإللهية هنا على األرض،‏ وميالد القلوب الجديدة،‏واألذهان الجديدة،‏ واملشاعر الجديدة،‏ واإلمكانيات الجديدة.‏ فهذا هوملكوت هللا.‏ لكن من يمكنه أن يفهم معنى سلطان هللا؟ من يمكن أن يدركمن هو هللا؟لكي نفهم هذا جيدا يجب أن نعترف بأن يسوع أتى من هللا.‏ وإنه النورالذي يض يء عبر القرون،‏الك َ لِ‏ مَ‏ ةُ‏ه ‏َو النُّ‏ و ‏ُرالحَ‏ ق ُّ ،جا ‏َء إلىَالعال‏ِم لِ‏ يُ‏ ني ‏َر كُ‏ ‏َّل إنسا ‏ٍن.‏ ‏)يوحنا.)9 :1وال يمكن ألحد سواه أن يقول:‏ن نْ‏ ُ كمْفمَ‏ مِ‏ْ يَ‏ قد ‏ُرأنََ ‏َّي يُ‏ ثبِ‏ تعَ‏ لخَ‏ طيئة ً ؟‏)يوحنا)46 :8فقد أتى يسوع من هللا لكي ينتصر على املوت.‏ وقد جاء يسوع املسيح فيوسطنا على أنه واحد منا حتى يهزم املوت.‏ وأرس ى األساس لحياة جديدةتماما،‏ ولنظام جديد.‏ وفيه يمكننا أن نصبح رجاال ونساء مختلفين كليا عنالسابق وفي صميم أعماق كياننا.‏هذا هو السلطان والطبيعة الحقيقية مللكوت هللا.‏ فما فائدة تدي ننااملسيحي إن كنا نستمر في العودة والسقوط ثانية في املوت،‏ وكذلك إن24


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ها أنا أجعل كل شيء جديدا!‏استمر ت الظلمة غالبة في حياتنا؟ وما فائدة إيماننا باملسيح إن استمر كلش يء في السير وفقا للطرق القديمة؟ فسنكون في طريق س يء لو أن قوةالخطيئة واصلتْ‏ عملها فينا.‏ عندئذ فإن تدي ننا املسيحي وإيماننا وعبادتناهلل لن يكون لها إال قيمة ضئيلة.‏ فيجب أن تكون الحقائق منظورة،‏ حقائقالحياة؛ وحقائق الحياة الجديدة،‏ والقوة الجديدة،‏ والفرح الجديد.‏ إذ لمنعد نحيا تحت سلطان املوت،‏ وال تحت قوة خطيئته.‏ لكننا نحيا في واقعالحياة الحقيقية التي تأتي من هللا.‏هناك تياران قويان يجريان جنبا إلى جنب وفي اتجاهين متضادين،‏الواحد عكس اآلخر.‏ فالخطيئة تريد أن تسيطر.‏ وتريد أن تصل إلى هدفها؛وتريد أن تدمر كل ما يمكنها أن تصل له بالدمار والخراب.‏ بينما يجري ضدهذا التيار حركة يسوع املسيح،‏ رئيس الحياة.‏ فهو يقودنا إلى ش يء خارجنطاق سيطرتنا بالكامل.‏ وحتى املوت يمكن أن يُ‏ هزم.‏ وحتى لو أنه كان عليناأن نموت فهو يعدنا:‏ْمَ‏ نآمن بي يَ‏ حياَمات.‏ ‏)يوحنا 25(. 11:َْوإنفهل هناك وعد أعظم من هذا قد سبق وقيل لنا؟ فلو أننا نسمع تلكالكلمات وندركها عندئذ سيتجدد تاريخ األمم أيضا.‏في املسيح بزغ فجر يوم جديد.‏ وقد أتى في املاض ي وسيأتي في املستقبل.‏أنها أبدية هللا . ألن املسيح هو مَ‏ نْ‏ قام من بين األموات.‏ وألنه قام فهو وحدهاملهم.‏ و ال نودُ‏ التشبث بما هو بشري،‏ وال حتى بأولئك املتدينين أو األتقياء.‏فالبد وأن يأتي كل ش يء من امللك،‏ من املسيح الرب.‏ فهو وحده املنتصر.‏وهو وحده الذي اجتاز وانتصر على قوى الخطيئة واملوت،‏ في العالم وفيقلوبنا.‏ فال يوجد أي بشر أو حركة بشرية يمكن أن تفعل هذا.‏ وال حتى25


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ها أنا أجعل كل شيء جديدا!‏أفضلها قادرة على تحقيق هذا.‏ بيد أن هناك إمكانية جديدة.‏ إذ يمكن هللأن يحكم العالم مرة ثانية.‏ ويجب أن تحيا تلك اإلمكانية في قلوبنا.‏ عندئذفأن املسيح الحقيقي سيكون معنا،‏ وهو الذي جاء ليجعل كل ش يء♦ ا.‏ جديد26


ََََُّّْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏انشغِل وانتظِرا!‏والالذي َ ن شهَ‏ دُ‏ لَ‏ ه،‏نْولن ت م سَّ‏ ك مِ‏ دو ‏ِن انحرا ‏ٍف بِ‏ الرَّجا ‏ِءتَ‏ نق َ طِ‏ عواألن هللا الذي وع َ دَ‏ أمينٌ‏ ،وليَ‏ هتَ‏ مَّ‏ بَ‏ عض بِ‏ بَ‏ عضٍ‏ ،‏ِل الص الِ‏ ‏ِح.‏‏ِة والعَ‏ مَ‏مُ‏ ت في املَحبَّ‏‏ِن االجتِ‏ ما ‏ِع كما اعتاد بَ‏ عض أن يَ‏ فعَ‏ لَ‏بَ‏ لْ‏ شَ‏ جِ‏ عوا بَ‏ عض بَ‏ عض‏ُب‏ِب يَ‏ قتَ‏ رِ‏أن يو ‏َم الرَّ‏‏ِر ما َ ت روْ‏ نَ‏على َ ق دْ‏‏)عبرانيينُ نا،ُ كم ً ا،‏.)25 -23 :10ُ ك ُ مَ عاوِنينَ‏َع3انشغِل وانتظِر!‏السيد المسيح هو بداية ملكوت اهلل ونهايته.‏ لذلك يمكننا أن نقول بكلثقة ويقين:‏ ‏»سيأتي امل خَ‏ لِ‏ ص ثانية!«‏ فهو ملتزم بإتمام عمله،‏ ومهمتناببساطة هي أن نكون خداما لغاية عودته،‏ وأن نكون رهن خدمته ذاكاآلتي.‏ فيصبح بمقدورنا اآلن،‏ كما فعل الذين قبلنا،‏ تمثيل وتوضيح مجيءيسوع املسيح من خالل حياتنا.‏ لكن يجب علينا أن ننتبه من ناحية أخرىأن ال نكون قلقين جدا أو نبذل نشاطا كبيرا جدا أو بذل تلك الجهودالجسيمة كما لو أن انتصار الخير في هذه األرض كان قد تحقق بفضل-27


َََُُّالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏انشغِل وانتظِرا!‏---َقدراتنا البشرية.‏ فهذا األمر عاجزون نحن عن إنجازه بالتأكيد.‏ فالرب يسوعوحده قادر على تحقيقه،‏ ذاك الذي أتى أول مرة وسيأتي ثانية.‏ وهو وحدهبكل والءأعيننا لكن لو وضعنا نصب وليس نحن.‏ الذي سيتمم األمر فسوف تصبح عندئذ بشارة امللكوت اختبارا‏»سيأتي ثانية«‏ وثبات ما يلي السيدهذه البشارة عن شخص لنا.‏ وال يجب أن نفصل شخصيا وحي ا املسيح.‏ فبدون حضوره الشخص ي لن يكون هناك أي كالم عن اإلنجيل والأي كالم عن ملكوته اآلتي،‏ ألنه سيكون غير ذي قيمة.‏ملجيء يسوع املسيح،‏ وهو ليس حدثالهذا يجب أن نكون مستعدين سيحدث في املستقبل فقط بل واقعا حاليا في يومنا هذا لدى أولئك الذينينتظرونه في قلوبهم.‏ ويُ‏ فترض بنا أن نكون خداما منتظرين ومترقبين عودته.‏وإنما نؤجلليكون جميال ومنمقا ش يء وليس بمعنى أننا نعِ‏ د ألنفسنا كل همومنا الرئيسية لغاية مجيئه.‏بمعنى أنانتظاره الرب مهمة مزدوجة أال وهي:‏ أوال،‏ عليهم فلِ‏ خُ‏ دام ينشغلوا والقيام بشتى أنواع الخدمات،‏ وثانيا،‏ أن يكونوا وكالء أمينين.‏ إذينطوي اِ‏ نتظار امل لِ‏ ص على الدخول في عالقة شخصية معه ألنه شخصحي،‏ ويجعل اإلنجيل حي وذي صلة بنا.‏ فهناك كثيرون يعلقون اآلمالشيئا معيناهناك في املسيحية،‏ كما لو أن وينتظرون دائما شيئا جديدا سيتم تحقيقه من خالل إيمان جديد من نوعه أو كنيسة جديدة منولنتمسك بالوعد الخاص بامل لِ‏ صنوعها.‏ فلنترك كل هذا وشأنه.‏ الشخص ي الذي سيرسله هللا كما أرسله من قبل.‏ فنعلم أننا أفراد غيرقادرين أبدا على أن نحيا حياة أمينة إال إذا كان مُ‏ خَ‏ لِ‏ صنا نفسه معنا.‏و ستزول كل قوانا وسيزول كل ذكائنا،‏ وكل أحاسيسنا مهما كانت حيةألن ة هذا العال ‏ِم في زوا ‏ٍلونشيطة.‏ فإننا نعيش في زمن يحتضر،‏ 31(. فال نريد أن نختبئ عنه.‏ إن طاقاتنا آخذة باالنحدار.‏‏)‏‎1‎كورنثوس »....«:728


ٌَُّالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏انشغِل وانتظِرا!‏واهنا،‏ وسترحل كل مشاعرنا مهما تبدو حية.‏ فيغلفوتفكيرنا أضحى نفعله ونفكر فيه ونشعر به.‏ أما اآلن،‏ فناموسش يء ناموس املوت كل الحياة يقتحم كل ما هو ميت،‏ وهو الرب يسوع نفسه.‏ فهو الوحيد الذيمعنا من العالمقام من األموات،‏ والذي يظل قريبا يحيا لألبد،‏ والذي احتضارنااآلخر،‏ والذي يرسل لنا روحه القدوس،‏ بحيث ونحن في ذروة تماما،‏ ونعيش بفضل نعمته،‏جديد ش يء على نحيا ونحصل ثانية ودائما لن ندركه إال في نهايةش يء وبفضل حضوره،‏ وبفضل مجيئه.‏وحاشا لنا أن نتوقع مجيئه كما لو أنهفيامل لِ‏ ص ملجيء رؤية متطلعة الزمان،‏ بل يجب أن يكون لدينا دائما حياتنا هنا واآلن.‏ سيأتي يسوع املسيح ثانية بالتأكيد.‏ ويوم مجيئه يقترب،‏لكن في هذه األثناء لعلي أختبره مرة ومرات مثلما اختبرته من قبل.‏ وملا كاناإلنجيل يعتبر بالنسبة لي حياة وتعزية،‏ فسوف يظل يأتيني ثانية بالتأكيد.‏فهو قد يختفي لكنه يعود.‏ فلن يخذلك يسوع أبدا.‏ فإذا حدث أن استهلولو تمسكت بهعندئذ سيعود إليك دائما داخلك،‏ ما في شيئا يسوع ألشرق لك كالنور فتفرح وتغتبط حتى في وسط أكثر األحداث مرارة وأملانعم حتى عند املوت،‏فأنا واثِ‏ ق بِ‏ أن الذياملَسيحِ‏فيكُ‏ م بد َ أَ‏--. ‏)فيلبي .)6 :1َ ي سوعَ‏ًعمَ‏ ال صالِ‏ حً‏ ا سيَ‏ سي ‏ُر في إتمامِ‏ ‏ِه إلى يو ‏ِمتمسك بهذه الفكرة فهو سيأتيك ثانية!‏ ألن هذا هو ما سيجعلك خادما.‏ إذإن حياته على األرض لم تذهب سدى لألبد ال،‏ فحياته على األرض قدقُ‏ دِ‏ رَ‏ لها أن تستمر،‏ وعندما نوجه كل قلوبنا وكل أحاسيسنا لألمر وعندما-29


ٌٌََُُُُُُْْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏انشغِل وانتظِرا!‏لحياته علىنصير خداما ننتظره بفارغ الصبر ونتلقى منه اإلرشاد فسوف األرض.‏إن كل مَ‏ نْ‏ ينتظر الرب سيفتح قلبه للرب حين يأتي ويقرع بابه،‏ها أنا واقِ‏ ف على البا ‏ِب أدُ‏ قَمَ‏ عَ‏ ه وتَ‏ عَ‏ شَ د خَ‏ لتُ‏ إلَ‏ ي ‏ِه وت عَ‏ شَّ‏ يتُ‏ُّ ُ ه ،َّ ى‏َع أحد صوتيفإن سَ‏ مِ‏ه ‏َو مَ‏ عي.‏ ‏)رؤياَ ‏َحوفَ‏ تالبا ‏َب.)20 :3فإن يسوع املسيح حي.‏ وبغض النظر عن مدى الحزن الذي قد يصيبنا،‏ أوعندما نحزن في الدنيا على الذين نحبهم كثيرا والذين ربما قد يرحلوا عنا،‏فأن أعمق أشواقنا البد وأن يكون موجها نحو مجيء املسيح.‏ فالرب يسوعيحتل أعلى مكانة،‏ُهللا كُ‏ ‏َّل ش يء فيالخَ‏ الئِ‏ ‏ِق كُ‏ لِ‏ ها.‏ ه َ خ لَ‏ قَ‏بِ‏هوَ‏ صُ‏ ورَ‏ ة ‏ِهللا الذي ال يُ‏ رى وبِ‏ كْ‏ ‏ُرالسَّ‏ ماواتِ‏ وفي األر ‏ِض ما يُ‏ رى وما ال يُ‏ رى:‏ أأصحابَ‏ عَ‏ ر ‏ٍش كانوا أ ‏ْمهللا كُ‏ ‏َّل ش ي ‏ٍء.‏ كان قَ‏ ب ‏َل ك ‏ِل‏ٍة أ ‏ْم سُ‏ لطا ‏ٍن.‏ بِ‏ ه ولَ‏ ه َ خ لَ‏ قَ‏سِ‏ يادَ‏ ةٍ‏ أ ‏ْم رِئاسَ‏رأ ‏ُس الجَ‏ سَ‏ أي رأْ‏ ‏ُس الكَ‏ نيسَ‏ وه ‏َوش يء وفي ‏ِه يَ‏ تكوَّ‏ ن كُ‏ ‏ُّل ش ي ‏ٍء.‏ هوَ‏،ْالبَ‏ دءُ‏ وبِ‏ ك ‏ُر مَ‏ ن قا ‏َم مِ‏ ن بَ‏ ي ‏ِن األموا ‏ِت لِ‏ تكون لَ‏ ه األوَّ‏ لِ‏ يَّ‏ ة في ‏ِل ش يءٍ‏‏)كولوس يةِ‏ ،ُكدِ‏ ،.)18 -15 :1وهو أهم من أي ش يء آخر.‏ وعلى الرغم من أن املرض والعوز واملوت يحيطبنا،‏ فال ش يء منها مهم؛ وال يمكن ألي منها أن يمأل قلوبنا.‏ ال...‏ فهو آتٍ‏ ، هوالحي!‏ وهو األعلى فوق الكل،‏ وهو حقا لذلك نريد أن نحيا في سبيله،‏وعلى استعداد لتحمل العذاب والخوف في سبيله،‏ واالستماتة في سبيله:‏آتٍ‏ !30


ََُُْْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏انشغِل وانتظِرا!‏فهو آتٍ‏ ! وهذا أمر أكيد وثابت بالنسبة لنا،‏ ووفقا لهذا النور،‏ نود أن نحياما دمنا على هذه األرض.‏إن مهمة الخادم ال تشتمل على مجرد ا ‏ِالنتظار وعدم فعل أي ش يء.‏بالعكس،‏ أنها مسألة ممارسة الوكالة.‏ فالوكالة األمينة تعني أن نعتنيبالخدام،‏ أي هؤالء الذين هم تحت نطاق رعايتنا.‏ ولو أن قلوبنا وعقولناكبيرة بالدرجة الكافية لقلت أن كل الناس على األرض قد أودعهم هللا تحترعايتنا،‏َ صادُ‏‏ِل الخَ‏ يرِ‏ ، فإن كُ‏ نا ال نَ‏ ت جا ‏َء الح في أَ‏ وانِ‏ ‏ِه.‏ وماوال نَ‏ يأ ‏ْس في عَ‏ مَ‏َإلى جمي ‏ِع النا ‏ِس،‏ وخُ‏ صوصً‏ ا إخوتِ‏ نا فيدامَ‏ ت لنا الفُ‏ رصَ‏ ة ف لْ‏ نُ‏ حسِ‏ نْ‏اإليمانِ‏ ‏)غالطيةَ راخى، ُ.)10 -9 :6.فينبغي أن يمد خدام املسيح أياديهم بعضهم لبعض ولكل الناس،‏ فيما هميتطلعون نحو مجيء املخ ‏ِلص.‏ إن الكثير من الناس يعتقدون بأن مجيءاملسيح الثاني يعني دينونة مروعة،‏ حين يُ‏ طرح غير املؤمنين في الجحيمويُ‏ خلص املؤمنين.‏ ال،‏ فعندما يأتي يسوع يريد أن يجد خدامه مستعدينلقبوله ك مُ‏ خَ‏ لِ‏ ص،‏ وأيضا كمساعد جاء إلى العالم ال لكي يحكم ويدين لكنباألحرى لكي يفدي ويشفي،‏ ألن هذا هو ما خلقه هللا ألجله.‏ ومنذ مجيءيسوع للمرة األولى،‏ فقد احتضنت محبة هللا العالم بأسره.‏ فهي محبة لمتستثنِ‏ أحدا حتى امللحدين.‏ فقد تم احتضان الجميع بمحبة هللا،‏ ومنخاللنا أصبحوا من أهل بيت هللا.‏ وهم باستطاعتهم أيضا أن يقوموا بتأديةدور ما.‏ ويمكننا أن نرى في زماننا هذا كيف يفعل الناس الكثير من الخيرعلى األرض،‏ فتتسهل أمور الحياة.‏ فنرى كافة أشكال أعمال الرأفة على31


ََُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏انشغِل وانتظِرا!‏األرض،‏ بفضل مساعدة الناس،‏ وبفضل الدائرة الواسعة ألهل بيت هللاوالذين هم تحت رعاية خدامه.‏لذلك،‏ فالويل لنا إن بدأنا ندين،‏ أو نحكم،‏ أو نقطع األمل عن هذاالعالم الذي جاء ألجله يسوع املسيح،‏ والذي ألجله تألم ومات،‏ والذي ألجلهقام ثانية،‏ والذي ألجله سيأتي ثانية بال ريب.‏لهذا يجب أن تكون وكيال،‏ ال مجرد خادم كسالن ينتظر فقط،‏ لكنوكيل أمين.‏ فهناك الكثير مما يمكنك أن تفعله.‏ ففي كل مكان حولك هناكنفوس قد أوكلها هللا لك لترعاها،‏ ناس يقودها هللا وأياك سوية.‏ وربما همال يزالون ناس دنيويين جدا:‏ أهلك على سبيل املثال،‏ أو أقرب جيران لك.‏كما يستوجب علينا رؤية شعوب بأكملها على أنها جزء من ‏»أهل بيتهللا«،‏ وتقديم املحبة لهم كما يحبهم اآلب السماوي.‏ فالبد وأن تمتد لهمأرادتنا الخيرة وأمنياتنا الجميلة،‏ كما أن اآلب السماوي لم يفعل ش يء سوىالصالح للجميع،‏فتكونوا أبنا ‏َء أبيكُ‏ ‏ُم الذي في السَّ‏ ماوا ‏ِت.‏ فهوَ‏ يُ‏ طلِ‏ ‏ُع‏ُر على األبرا ‏ِر والظاملين.‏ ‏)متىاألشرارِ‏ والصَّ‏ الحينَ‏ ويُ‏ مطِ‏ش مْ‏ سَ‏ هُ‏ َعلى.)45 :5،فنريد أن يكون همنا الرئيس ي هو انطالق قوى الفداء من املخ ‏ِلص لتصل إلىكثيرين،‏ نعم لكثيرين حتى لو لم نستطع أن نفهم األمر،‏ وحتى لو كان علينااالِ‏ نتظار طويال.‏ لكن في يوم ما ستنفتح األبواب على مصراعيها،‏ وستُ‏ حررالقلوب.‏ وسيحل سالم جديد وفرح جديد على األرض.‏أشعر باألس ى كثيرا عندما أسمع وأرى كيف أن كثيرين يسمون أنفسهم‏»مسيحيين«‏ وغالبا حتى تسمية ‏»مسيحيين حقيقيين«،‏ وال يجرؤون على أنيتمنوا كل الخير للجميع مثلما يتمنوه ألنفسهم.‏ فما أقل الناس اململوئين32


ُْْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏انشغِل وانتظِرا!‏بنعمة الغفران اإللهية!‏ فنرى بدال من ذلك الكثيرين الذين يفصلونأنفسهم حين يضعون أنفسهم فوق اآلخرين أي بمرتبة أعلى.‏ غير أننابانتظارنا لل مُ‏ خَ‏ لِ‏ ص فلن ننتظر ونترجى الغفران لخطايانا نحن فحسب بللخطايا العالم كله،‏ٌفهوَ‏ كفارَة‏)‏‎1‎يوحنالِ‏ خَ‏ طايانا،‏اللِ‏ خَ‏ طاياناوحدَ‏ ها،‏لِ‏ خَ‏ طايا بَ‏ ‏ْلَكُ‏ لِ‏ ه.‏ ‏ِم العال.)2 :2فمالم تتفجر وتطفح في قلوبنا اإلرادة املُلِ‏ حة للمغفرة،‏ وكذلك تمني امل خَ‏ لِ‏ صلكل الناس،‏ فلسنا بخدا ‏ٍم حقيقيين.‏ وعلى الرغم من أننا قد نعرف إرادةهللا بشأن املحبة والرحمة والغفران إال أننا ومع ذلك نفشل في أن نفعلإرادته ألن محبة هللا ال تحكم حياتنا بالكامل.‏ وسيعاقبنا هللا على هذا.‏ فإنلم نتمسك بشدة بمحبة هللا وبغفرانه،‏ وإن لم تكن العيون التي ننظر بهاللعالم صالحة وطيبة،‏ وإن توقفنا عن التواصل مع اآلخرين باملحبة،‏عندئذ لن تتواصل إرادة هللا معنا أيضا،‏ وسنجد أنفسنا مع غير املؤمنين،‏بغض النظر عن إن كنا نردد كلمات التقوى أم ال،‏‏َالتِ‏ هِ‏ م،‏زيَ‏ غفِ‏زالَّ‏ تِ‏ هِ‏ م،‏‏ْر لكُ‏ م أبوكُ‏ ‏ُم السَّ‏ ماو ‏ُّي زالَّتِ‏ ك‏ُر لكُ‏ م أبوكُ‏ ‏ُم السَّ‏ ماو ‏ُّيال يَ‏ غفِ‏ُ م .لِ‏ لنَّ‏ ا ‏ِسفإن كُ‏ ُ نتم َ ت غفِ‏ رونَ‏لِ‏ لنا ‏ِسوإن كُ‏ نت ال َ ت غفِ‏ رونَ‏زالَّتِ‏ ك ‏)متى.)15 -14 :6ُ مُ م .فاهلل ال يهتم بكلماتنا لكنه يهتم بحقيقة واقعنا.‏ والواقع الفعلي للحياةاملسيحية يتكون من الغفران والرغبة في سالمة العالم كله،‏ مهما بدامظلما . وحتى لو لم تنشب الحروب وتُ‏ سفك الدماء فإن هللا أعظم.‏ فهو33


َُُُْْْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏انشغِل وانتظِرا!‏ينفذ إرادته.‏ وفي النهاية ستتوقف الخطيئة.‏ وفي النهاية سيأتي إلينا عدلوحقيقة ومحبة هللا.‏ال يمكنني أن أحيا ساعة واحدة دون أن أفكر:‏ تعال أيها الرب يسوع!‏وإن استطعنا جميعا بأن نفكر بهذه الطريقة حتى عندما يكون هناكمشكلة في بيوتنا أو في قلوبنا عندئذ سنكون كلنا واحدا،‏ وسيعطى لنا أننستمر في اختبار قوة هللا كشهود لذاك اآلتي.‏ أن قوة هللا العجيبة مثل تلكالتي نشهدها في آالمنا وفي موتنا،‏ نعم،‏ في كل ش يء،‏ ستكون شهادة لجبروتهللا . فبهذا ُ سن ذكِ‏ ر أنفسنا بأن املُ‏ خَ‏ لِ‏ ص سيعود.‏ هل سيحدث هذا فيالساعة األولى أو في الثانية؟ نحن ال نسأل كيف ومتى؟ فباستطاعته أنيدخل في أية لحظة يشاء.‏ لذلك هلموا نلبس قوته اإللهية،‏ ولو فعلنا ذلكفسوف نعيش شيئا من مستقبله.‏و ال توجد أية قيمة في أية مساعدة قد نحصل عليها من هللا خارج إطارمجيء يسوع.‏ ولدى اآلخرين كذلك،‏ نرى بأن املساعدة تُ‏ وهب هنا وهناك،‏لكن عندما ال يكون لها أية عالقة بمجيء امل خَ‏ لِ‏ ص فهي مجرد حدث عابر.‏أما عندما تكون لها عالقة بيسوع املسيح ذاك الحي،‏ الذي هو البدايةوالنهاية،‏ واأللف والياء،‏ وهو الكائن والذي كان والذي سيأتي،‏ عندئذستصير كل املساعدة املوهوبة لنا جزء من األبدية في داخلنا،‏--ن َ سوعَ‏ْومِ‏ ي املَسي ‏ِح الشاهِ‏ ‏ِد األمي ‏ِن وبِ‏ ك ‏ِر مَ‏ ن قا ‏َم مِ‏ ن بَ‏ ي ‏ِن األموا ‏ِت ومَ‏ لِ‏ ‏ِكمُ‏ لوكِ‏ األر ‏ِض:‏ هوَ‏ الذي أحَ‏ بَّ‏ نا وحَ‏ رَّ‏ رنا بِ‏ دَ‏ مِ‏ ‏ِه مِ‏ ن خطايانا،‏ وجعَ‏ ‏َل مِ‏ ناآمين.‏ ها ه ‏َو‏َّةُ‏‏ِد الدُّ‏ هو ‏ِر.‏هلل فل املَجد والعِ‏ ز إلى أبَ‏مَ‏ لكوتً‏ ا َ وك هنَ‏ ةً‏آتٍ‏ م ‏َع السَّ‏ حا ‏ِب!‏ سَ‏ ت كُ‏ ‏ُّل عي ‏ٍن حتى ع الذين طَ‏ عَ‏ نوه وتَ‏ نت ‏ُبعلَ‏ يهِ‏ جمي ‏ُع قَ‏ بائِ‏ ‏ِل األر ‏ِض.‏ نَ‏ عم،‏ آمين.‏ يَ‏ قولُ‏ الرَّ‏ ‏ُّب اإلل ‏»أنا ه ‏َو األلِ‏ فَ حِ‏، ُ:َ هُ‏ُ يونُ‏أبيهِ‏ ، َ هُ‏َ راهُ‏34


ُُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ُ ‏ُر علىكانشغِل وانتظِرا!‏والياءُ‏ «..)8 -5 :1َنُهوَ‏ الكائِ‏ والذي كان والذي يأتي القادِ‏‏ِل ش ي ‏ٍء.‏ ‏)رؤيا-وعليه فإن كل تلك املعونة التي نحصل عليها تجعلنا شركاء للحياة األبدية.‏وهذا صحيح حقا:‏ فلو لم نحصل على معونة من هللا لكان إيماننا هزيال.‏لكن عندما نتذكر عدد املرات التي يأتي بها إلينا فسيكون عار علينا إنقلنا:‏ ‏»لقد خسرنا األبدية؛ وال يمكننا أن نحيا مع هللا«.‏ بالعكس،‏ فنحنمملوئون باختبارات من هللا.‏ وكل يوم يأتي لنا بش يء جديد،‏ وينعم عليناباستمرار لنرى قدر كبير منها في حياتنا وفي حياة اآلخرين،‏ لدى كل األحياءواملشرفين على املوت على حد سواء.‏ نعم لقد رأينا الكثير من مجيء امل خَ‏ لِ‏ صلدى أولئك املشرفين على املوت.‏ إذ تنفتح أعين الكثيرين بإشراق في آخرساعة من حياتهم ألن امل خَ‏ لِ‏ ص في الطريق.‏ وهكذا نشعر بملء التعزيةوالسرور،‏ ويرنم باطننا بال انقطاع،‏ قائال:‏ سيرجع يسوع؛ وقد اقترب يوممجيئه!‏ فالبد وأن تملكنا هذه الترنيمة وتغلف حياتنا بصوتها املقدس حتىنحصل على مزيد من الثقة والقوة.‏دعونا نتحد ونتقوى،‏ ألن املهمة التي أعطاها لنا يسوع ليست كبيرةجدا علينا.‏ وإنها ليست خارج نطاق قدرتنا على إتمامها.‏ فربما نرتكبأخطاء،‏ وربما نفعل من دون معرفة أشياء نستحق عليها التأديب،‏ لكنهللا رحيم.‏ فقد جعل منا لنكون خدامه،‏ ونريد أن نظل خدامه.‏ ولكونناخدامه فسنشهد ذاك اليوم العظيم والجليل للمسيح.‏ وسيأتي هذا اليوملكل العالم،‏ إنه يوم املسيح،‏ والذي سيعلن لنا شخصية هللا وسيمألنفوسنا بكثير من الفرح األبدي.‏ ♦-35


‏ٍتَُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏المُ‏ خ لِّص آتٍ‏ اآلن!‏فاليَ‏ عرِف ُ هُ‏ ماأمَّ‏ اك اليو ‏ُمَذلِ‏وتِ‏ لكُالسَّ‏ اعةأحدٌ‏ ، ال مالئِ‏ كة السَّ‏ ماوا ‏ِتوال االَبن إال اآل ‏ُب وحدفاَ‏ سهَ‏ روا،‏ ألنَّ‏ ك ال تأيَّ‏ يو ‏ِم يَ‏ جي ‏ُء رَبُّ‏ كُ‏ م.‏‏)متى.َ هُ‏ُ م َ عرِفونَ‏36 :24 و )42، ُ4المُ‏ خ لِّص آاآلن!‏ينادينا ال ‏ُمخ ‏ِّلص عدة مرات:‏ ‏»اِ‏ سْ‏ هَ‏ رُ‏ وا!‏ استعِ‏ دُ‏ وا!«‏ فدعوة السيد املسيحَ رقُّ‏-« َ رقُّ‏هنا تحديدا بشأن ت ب مجيئي،‏ وت ب مستقبلي!«‏ وبهذه الدعوة يسلمنايسوع مهمة.‏ وإن أتممنا هذه املهمة أي سهرنا ألجل مجيئه - سيبدو كمالو أن مستقبله سيأتي في حاضرنا.‏ فبسهرنا وترقبنا يقترب منا املستقبلاإللهي.‏ وسيجعل هللا مستقبله محسوسا في كل كياننا وفي كل حياتنا.‏ فاليمكننا أن ننغمس في الحاضر،‏ ألننا مرتبطين باملستقبل.‏ فسنختبراملستقبل بالفعل في زمننا.‏ وستوهب حياة متجددة مرة بعد أخرى؛ وثمةش يء يكشف لنا طريقا.‏ وفي كل مرة،‏ يكشف لنا جزء من مستقبل يسوعاملسيح.‏36


ُُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏المُ‏ خ لِّص آتٍ‏ اآلن!‏ْ ‏ُخليس مستقبل يسوع املسيح نقطة محددة في بُ‏ عدٍ‏ زمني بعيد ومعزولعنا،‏ بحيث يتحتم علينا انتظاره،‏ أي مجرد حدث قادم.‏ فإن كان كذلكفهي فكرة ال تُ‏ طاق،‏ ألننا جميعا،‏ وعلى األرجح،‏ سوف ننعس وننام.‏فمستقبل املسيح هو اآلن،‏ أو لن يكون هناك مستقبل على اإلطالق.‏ ويجبأن يكون هذا اختبار كل فرد مؤمن وكل جماعة من املسيحيين على حدسواء.‏ والبد لعمل هللا من خالل يسوع املسيح أن يصير اختبارك اليوموغدا وكل يوم.‏امل َ لِ‏ صُ‏ آتٍ‏ . فهو ال يجلس مرتاحا في عرش سماوي في مكان ما فياألبدية،‏ وفي انتظار وقت معين قبلما يعمل أو في انتظار لحظة معينة حتىيدخل إلى املشهد فجأة.‏ لكن يسري مجيء امل خَ‏ لِ‏ ص مثل خيط أو حلقةوصل في كل التاريخ،‏ ومن خالل عمل هللا في العالم،‏وعلِ‏ موهُ‏ م أن يَ‏ عمَ‏ لوا ‏ِبك ‏ِل ما أوصَ‏ يْ‏ ُ ت ُ كمإلى اَ‏ نقِ‏ ضا ‏ِء الدَّ‏ ه ‏ِر.‏ ‏)متى.)20 :28بِ‏ ه،‏ وها أنامَ‏ عكُ‏ مطَوا ‏َل األي امِ‏ ،فلو استمر هذا الخيط دون أن ينقطع،‏ فالبد وأن يأتي يسوع باستمرار.‏وكثيرا ما كانت هناك أوقات للعواصف والرعد وأوقات للحزن واأللم.‏ ومعذلك،‏ وحاملا نشعر بأننا ال نقوى على االستمرار فإذا بأبواب جديدة وطرقجديدة تتفتح أمامنا.‏ وحتما سيأتي وقت ينتهي فيه انتظارنا وسهرنا اللذينهيَّ‏ آ الطريق ملجيء الرب.‏لدي الكثير من املجلدات السميكة عن املجيء الثاني للمسيح،‏ وطلبمني كثيرون أن أقرأها وأدرسها.‏ لكن،‏ آه!‏ فقد تعبت من هذا!‏ فنصفها الأفهمه؛ فأنا غبي جدا.‏ إذ يقوم كتاب هذه الكتب بحسابات مطولة ويصلونإلى نتائج غريبة عجيبة.‏ ويتحتم على املرء أن يجبر نفسه لفهم تلك37


ُُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏المُ‏ خ لِّص آتٍ‏ اآلن!‏التكهنات.‏ وفي كل مرة علي أن أفكر وأقول،‏ يا إلهي،‏ إذا كان هذا هومجيئك املستقبلي،‏ فأنا ال أفهم األمر!‏ وبقدر علمي،‏ فإن كل هذه األمورستغرق في مياه نهر الراين األملاني إذا تمكنتُ‏ فقط من توحيد جميع الناسفي مجرد أمر واحد ال غير،‏ أال وهو:‏ أن يتوقعوا حدوث ش يء من هللا.‏يجب أال نتحدث كثيرا عن املجيء الثاني للمسيح.‏ فليس لنا أن نعرفكيف سيحدث كل هذا.‏ إن تفسيرات سفر الرؤيا تفسد كل ش يء!‏ نعم،‏ إنهاتفسد كل ش يء!‏ فكر في هذه الفكرة:‏ عندما يجد شخص ما شيئا من هللا فيالكتاب املقدس،‏ فيجب أن يتصرف مثلما تفعل القوارض:‏ يأخذها سريعاإلى مخزنه وال يعرضها على العامة.‏ فهذا هو رجاؤنا الهادئ بأنه آ ‏ٍت.‏لذلك اسهروا.‏ اسهروا وافرحوا،‏ حتى لو تغلب عليكم الخوف،‏ اسهروا.‏إذ أن شيئا ما من مستقبل امل خَ‏ لِ‏ ص سيدخل إلى حياتكم.‏ فأنا شخصيا قداختبرت األمر كثيرا عن طريق ما يقودني له الرب.‏ فدائما هناك مخرج.‏ حتىعندما أشعر أنه ال يمكنني االستمرار،‏ فيفتح هللا طريقا جديدا وبابا جديدا.‏وعندئذ يمكن للمرء أن يستمر.‏ وعندئذ يكون لنا نصيب من مستقبلاملسيح في وسطنا.‏ فحياتنا متوقفة على مجيء امل خَ‏ لِ‏ ص.‏ وكل ما نفكر فيهونحياه يصبح حقيقة ويتجسد في حياتنا بفضل حقيقة واحدة ال غيرها أالوهي:‏ أن هللا قد وهبنا أن نتوقع حصول مثل تلك األمور العظيمة،‏ أمورستقودنا في النهاية إلى الحياة الحقيقية.‏وفي أيامنا هذه،‏ هناك كثير من الناس يرجون الخير،‏ ويرفضونالتسليم باستمرار بأن يدعوا األمور تجري في مجراها املعتاد وكما هي عليهيوما بعد يوم وسنة بعد سنة،‏ ويرفضون الفكرة القائلة بأن البشرية لنتحقق أي هدف.‏ إذ إن أي أمل من أجل التقدم،‏ وأي اعتقاد يؤمن بأنالعالم سيرى أياما أفضل،‏ وأي مجهود يُ‏ بذل من أجل زمان أفضل،‏ ما هو38


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏المُ‏ خ لِّص آتٍ‏ اآلن!‏«إال برهان ونتيجة لهذا الرجاء الذي نؤمن به نحن بشدة والذي نعبر عنهامل ‏ُخَ‏ لِ‏ صُ‏ آ ‏ٍت!«‏بالكلمات التالية:‏ ْيجب أن نسهر ونتيقظ أكثر من ذي قبل.‏ فالبد ملستقبل يسوع املسيحأن يكون اختبارا شخصيا لك.‏ فعندما تختبر الحفظ واملعونة الرائعة،‏وعندما يقودك الرب إلى طرق جديدة،‏ وتراه يقود اآلخرين أيضا،‏ فالبد وأنتفكر:‏ ‏»هذا جزء من مستقبل املسيح«.‏ فهناك جو خاص يحيط بمجيءاملسيح.‏ فنرى كل أنواع العالمات،‏ وكل أنواع البراهين على معونة هللا جليةللعيان.‏ فمهما كانت درجة فقرنا،‏ ومهما كان الضعف الذي نشعر به،‏ فإننانرغب في مواصلة الرجاء والترقب.‏ وسيأتي الوقت الذي يُ‏ سمح لك فيه أنتتصرف دون أن يكون هناك ما يعيقك.‏ وهذا جزء من مستقبل املسيح.‏وكل هذه األمور تبقى سرا من أسرار هللا.‏امل ‏ُخَ‏ لِ‏ صُ‏ آ ‏ٍت!‏ إنه في طريقه إليك،‏ ولي،‏ ولنا أجمعين،‏ في كل ظروفْحياتنا.‏ وحتى لو كانت األمور تمض ي كما كان الحال في أيام نوح،‏ وحتى لوكان العالم كله يمض ي كما لو كان ظاهريا ال يهتم بش يء سوى باألموراألرضية،‏ وباألكل والشرب،‏ وبالزواج،‏ فيجب أال نيأس.‏ فالبد وأن يكون لنانور للرجاءحضور حي في كل األوقات.‏ والبد أن يكون إيماننا حيواألمل ونور في وسط عالم الالمباالة.‏ فالبد وأن يكون هناك نور في وسطالعجائب الدنيوية.‏ فنتوقع أمورا أعظم من التكنولوجيا الحديثةواالختراعات.‏ فنتوقع اندحار قوى الشر،‏ وجميع أنواع الخطايا التي ماتزالسائدة.‏ ونتوقع النصرة على كل البؤس الذي يقي د الكثيرين،‏ وعلى كلالقوى الشريرة والعدائية التي تسعى لتعذيبنا.‏ هذا هو توقعنا وترقبنا.‏ وهذااليقين سيتفوق على كل االنتصارات الظاهرية التي يلوح بها العالم متباهياوالتي حققها من خالل عمل يديه البشريتين.‏– ويكون-39


ُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏المُ‏ خ لِّص آتٍ‏ اآلن!‏في هذا التوقع لن نشعر باإلرهاق والسَ‏ ئِ‏ م.‏ ففي كل أنشطتنا يجب أننحيا في مستقبل يسوع املسيح.‏ نعم سيكون هناك دائما بعض من يتشكىويتذمر ويريد أن تكون األمور مختلفة،‏ والذي يتذكر دائما األيام الخواليالجميلة،‏ ويود استردادها،‏ لكنهم مخطئين،‏ فهم يعذبون أنفسهم ويعذبوناآلخرين أيضا.‏ فلنترك هذا املاض ي!‏ فنحن نريد مستقبل املسيح!‏إن مستقبل يسوع املسيح يجب أن يكون واقعا حيا في اختبار كلمسيحي،‏ بل وفي الحقيقة،‏ لكل من يتوق إلى طريق مختلف.‏ ويجب أن تكونحياتك جزء من مستقبل يسوع املسيح،‏ حياتك وموتك أيضا.‏ ويجب أاليقودنا احتضارنا إلى موت بل إلى حياة.‏ فحتى في لحظاتنا األخيرة البد وأنيلمسنا مستقبل املسيح.‏ فينبغي أن يتعجب االحتضار امل َ لِ‏ صُ‏ آتٍ‏وعالوة على استيقاظ وتوبة الخطأة،‏ فعليهم االعتراف بأن:‏ امل َ لِ‏ صُ‏ آتٍ‏فبهذه الطريقة سنكون ساهرين.‏ وال أعلم بوجود طريقة أخرى تقوم بذلك.‏ففي حياتنا وفي الوقت الحاضر يجب أن نختبر مجيئه.‏ فهذه هي حقيقةيسوع املسيح.‏أن هذا السهر جزء من حياتنا ومن إيماننا،‏ ومن خدمتنا هلل.‏ فيحثناامل خَ‏ لِ‏ ص بكل جد لكي ‏»نسهر،‏ ونسهر،‏ نعم نسهر«،‏ كما لو أنه يريد أنيضع أساسا لهذا األمر في قلوبنا،‏ وفي حياتنا كلها.‏ فيبدو كما لو أنه ينتظردائما ويسأل:‏ ‏»كيف سأتقرب من هذا الشخص،‏ أو من ذاك؟ وكيفسأقابل مَ‏ نْ‏ ينتظرني؟ وكيف سأقابل الكثيرين في الوقت املناسب،‏ بحيثيحصلوا على النصرة الواحدة تلو األخرى؟ وماذا سأفعل لكي أجعل دعوة‏›يسوع حي،‏ ويسوع منتصر‹‏ مسموعة لدى كل املؤمنين،‏ وفي كل أنحاءالعالم؟«...‏ ففي سهرنا وترقبنا،‏ فأننا ال نفكر في حياتنا وحسب بل نسهرونترقب ألجل العالم كله.‏ فنحن نفكر في العالم الذي ال يزال يحيا فيالظلمات.‏»!.»!« ْ ‏ُخ« ْ ‏ُخ40


ُُُُُُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏المُ‏ خ لِّص آتٍ‏ اآلن!‏ال تسقط إذن في ظلمة الالمباالة لكن اسهر!‏ فستأتي ساعتك فكن -مستعدا لها.‏ اسهر!‏ وال تفقد حماسك وعزمك.‏ فغالبا يأتي امل خَ‏ لِ‏ ص في أكثرالساعات صعوبة.‏ وفي أكثر األوقات املحزنة.‏ اسهر،‏ ألن امل خَ‏ لِ‏ ص في الطريق!‏و اسهر ألجل العالم أيضا.‏ ال تيأس من العالم كما لو أنه فُ‏ قِ‏ د لألبد.‏ صحيحأن مستقبل امل خَ‏ لِ‏ ص سيجلب االنفصال،‏ إال أن الدينونة موجودة فعليااآلن حين يحصل شخص ما على إيمان في حين يظل اآلخر خارجا مؤقتا وفيغضون هذه الفترة.‏ لكن يجب أال يجعلنا هذا نضطرب ونقلق.‏ إذ أنمستقبل يسوع املسيح في حد ذاته معونة عظيمة وقوية اآلن وفي املستقبلعلى حد سواء.‏ فستنفتح كل العيون،‏َ فرَف عَ‏ هُ‏فياملَسيحَ‏َ وقَ‏لتَ‏ نح ‏َي َ ي سوعَ‏أعطاه اسمً‏ ا فُالس ‏ِمك ‏ِلكُ‏ ‏ُّل لِ‏ سا ‏ٍنَ وي شهَ‏ دَ‏السَّ‏ ما ‏ِء وفي األر ‏ِض وته ‏َو الرَّ‏ ‏ُّب تَ‏ مجيد هللِ‏ اآل ‏ِب.‏ ‏)فيلبيَّأناسمٍ‏ ، َ نِ‏األرضِ‏ ،.)11 -9 :2َ حتَ‏ً اُهللا»!‏ٍةكُ‏ ‏ُّل رُكبَ‏َ ي سوعَ‏سيبكي الناس وينوحون عندما تتكشف أمامهم حقيقة كم كانوا مخطئين؛لكن دموعهم ستحتوي بالتأكيد على الحقيقة التابعة ملستقبل يسوعاملسيح،‏ وملجيء امل خَ‏ لِ‏ ص،‏ إذا قبلوا استالم املعونة.‏أما نحن الذين لدينا إيمان اآلن فأننا نحيا في مستقبل يسوع املسيح.‏وال يسعنا أبدا أن نقول بأن امل خَ‏ لِ‏ ص لم يأتِ‏ ، وبأننا لم نختبر شيئا منمستقبل يسوع املسيح.‏ فهذا اليقين هو فرحنا؛ إنه ينبوع حياتنا املسيحية.‏فلنبقى في هذا اليقين البهيج كل يوم من أيام حياتنا.‏ ولندعه يمأل أيامنااليوم وغدا.‏ فلن يخذلنا أبدا.‏ وبالحقيقة،‏ فإننا حين يكون لنا أن نقول،‏« ْ ‏ُخ امل َ لِ‏ صُ‏ آتٍ‏ فإنما هو بمثابة اجتياح أمواج جي اشة لروح هللا.‏ وهذه41


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏المُ‏ خ لِّص آتٍ‏ اآلن!‏األمواج ال تنتهي أبدا؛ إنها ستداوم على املض ي بنا قدما،‏ وستداوم علىقيادتنا وإرشادنا وعلى تقويتنا في جميع أفكارنا وسعينا،‏ طوال حياتنا.‏لهذا اسهروا!‏ اسهروا جميعكم!‏ وليكن كل واحد منكم محاربا ملستقبلاملسيح،‏ وخادما لل مُ‏ خَ‏ لِ‏ ص اآلتي.‏ سلموا نفوسكم له،‏ وأعدوا قلوبكم.‏عندئذ سيأتي يسوع املسيح إليكم،‏ والى منازلكم،‏ والى قلوبكم،‏ والىامل َ ‏ُخ لِ‏ صُ‏ آتٍ‏حياتكم.‏ فال تنسوا هذا أبدا:‏ اسهروا!‏ ْ♦ !42


َُُُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏هل ما يزال اهلل ميّتا؟: ‏ُّب الرَّ‏ ي قولُ‏َ اإلل هُ‏‏»أنا ه ‏َو األلِ‏ ف واليا ‏ُء«.‏هوَ‏ الكائِ‏ نوالذي كانوالذي يأتيالقادِ‏ رُ‏ على ك ‏ِل ش ي ‏ٍء.‏)8 :1 ‏)رؤياهل ما يزال اهلل م ‏ّيتا؟قرأت من مدة قصيرة رواية فلسفية بعنوان ‏»هكذا تكلم زرادشتThusFriedrich5»Spoke Zarathustra.Nietzscheللفيلسوف األملاني فريدريش نيتشهفقد ظل زرادشت مقيما في كهفه في الجبال لسنوات يفكر ملي افي نفسه،‏ ثم خرج وأراد أن يترك هذا املكان املنعزل ويرجع للناس مرةأخرى.‏ وفيما هو نازل من الجبل كان أول من قابله ناسك عجوز.‏ فحذرهالناسك لكي ال يذهب للناس،‏ وسأله عن سبب رغبته للقيام بمثل هذاالعمل.‏ فأجابه زرادشت:‏ ‏»أنا أحب الناس.«‏ فقال الناسك:‏ ‏»أن محبةالناس هي التي خر بت حياتي،‏ وهي التي جعلت مني ناسكا.‏ أنا أحب هللا اآلن،‏43


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏هل ما يزال اهلل ميّتا؟ال الناس.«‏ ومن ثم أنهيا حديثهما وتفارقا.‏ وعندما أصبح زرادشت بمفردهصار يفكر في األمر فتعجب وقال لنفسه:‏ ‏»من يمكنه أن يصدق هذا!‏ يبدوأن هذا الرجل العجوز الطيب لم يسمع بأن هللا ميت!«‏أما أنا فاقشعر من ذلك بدني كله من فوق إلى تحت.‏ لكنه،‏وبالحقيقة،‏ كان على حق،‏ فاهلل ميت!‏ وبالطبع فهو ليس ميتا فعال لكنهميت في حياة الناس.‏ فال أحد يتحمس أبدا عندما تُ‏ لفظ كلمة:‏ ‏»هللا«؛ فهذايعتبر ولألسف من أكثر األمور اململة في العالم.‏ أما عندما يقفز أرنب فيالحقل فالجميع يصيحون:‏ ‏»أنظر!‏ هذا أرنب!«‏ ويُ‏ ظهِ‏ رون اهتماما معينا به.‏لكن بالنسبة لكثيرين فإن هللا ليس محل اهتمامهم،‏ فهو ميت عندهم.‏هناك طريقة أخرى تخبرنا بأن هللا ميت:‏ أال وهي أن حضارتنا،‏ وبكلبساطة،‏ لم تعد بحاجة إلى هللا.‏ فما فائدة هللا عندما تكون في القطار؟فالرجل الذي يقود القطار،‏ على سبيل املثال،‏ وظيفته هي أن يصل بي إلىمدينة شتوتجارت ‏]األملانية[‏ .Stuttgart فيمكن أن يئن محصل التذاكر،‏وينكسر ظهر رجل اإلطفاء،‏ ويقلق املهندس املصمم،‏ لكن هل هذا مهمبالنسبة لي؟ فتراني جالسا هناك في عربة القطار غير مبا ‏ٍل.‏ فلهذا السبب،‏فقد أصبحنا فظيعي الطبائع وقساة القلوب حينما نستمتع بكل ما يقدمهلنا العصر الحديث؛ فلسنا بحاجة إلى هللا.‏ والعلم والتكنولوجيا ليسااآليةبحاجة إلى هللا.‏ فهما يحققان نجاحا ملحوظا بدونه!‏ فقد ُ ق تِ‏ لتْ‏التالية:‏مطلقا –وجاءَ‏في آي ‏ٍة أُ‏ خرى:‏َ نظُرونَ‏سي «إلى الذي طَعَ‏ نوه«.‏ ‏)يوحنا)37 :19وهذا معناه أن هللا ميت،‏ ومقتول.‏ لقد اختبر زرادشت الحقيقة في أعصابهالهائجة اختبارا أكبر من كل أولئك املسيحيين اململين،‏ الذين لم تبقَ‏ لديهم44


هللا»‏ُهللا»‏التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏هل ما يزال اهلل ميّتا؟أية فكرة جادة بشأن هللا!‏ فاهلل ليس له أية أهمية حقيقية،‏ حتى ملن لديهمدين،‏ وذلك ألن الدين أصبح أكثر أهمية من هللا.‏ وعلى الرغم من أن الناسيدخلون في جداالت فظيعة حول األمور الدينية،‏ إال أن هللا ميت عندهمطوال الوقت.‏ وهذا األمر ممتاز للغاية لهم حين يكون مي تا،‏ ألنه عندئذسيفعلون ما يحلو لهم.‏ وهذه ميزة أخرى يتسم بها زماننا،‏ فالناس يريدونأن يكونوا قادرين على القيام بكل ما يتبادر إلى أذهانهم أو يفضلون الشعوربالسعادة والرفاه في الوقت الراهن.‏لكن هذه هي املشكلة:‏ فاهلل في املسيح ليس مي تا،‏ بل ما يزال َ األ لِ‏ فُ‏وَ‏ الْ‏ يَ‏ اءُ،‏ ْ ال بِ‏ دَ‏ ايَ‏ ةُ‏ وَ‏ النِ‏ هَ‏ ايَ‏ ة«.‏ ‏)رؤيا وكل ما بين البداية والنهاية ليس إالفوض ى،‏ وليس مجرد اغتراب وقطيعة روحية ال يعرف فيها الناس إلى أينتمض ي الحياة بهم،‏ بل فوض ى بكل ما تعنيه الكلمة.‏ فقد خلق هللا الناسمن رجال ونساء لكي يشاركوا في العمل في سبيل الغاية،‏ وفي سبيل ملكوتهللا على األرض،‏ غير انهم ال يشاركون فيه.‏ وهكذا يستمر الجنون.‏ ويمكن لهأن يصير فوض ى أبدية فيما عدا أن يسوع قد جاء،‏ ومن ثم تبعته القلة.‏أما تلك القلة فلم تكن من املتدينين،‏ ممن يحرصون فقط على خالصهم،‏وممن ينخرطون في الدين ألجل النفع الذي سيعود عليهم منه.‏ ال،‏ إن أتباعيسوع هم من يعر ضون حياتهم للخطر،‏ فقد قال يسوع املسيح:‏«)8 :1ْ‏ُل يَ‏ حمِ‏ مَ‏ ن اله ويَ‏ تْ‏ بعُ‏ ني،‏صليبَ‏ ُفال يَ‏ سْ‏ تحِ‏ ق‏)متى ُّ ني ..)38 :10وهم مولودون من هللا،‏ ويستميتون هلل،‏ وللدنيا كلها.‏ والكنائس ال تستفادمنهم،‏ ألن الكنائس تريد أن تبقي نفسها كما هي عليه.‏قال نيتشه:‏ ميت«،‏ وهو على حق.‏ أما نحن فنقول:‏ حي!«‏ والنطمح إلى حياة ملؤها الرفاه،‏ ال في هذه الدنيا وال في اآلخرة.‏ فكل ما نريد45


ُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏هل ما يزال اهلل ميّتا؟. فلست-معرفته هو أن هللا حي راغبا في أية لحظة من السعادة الرخي ة،‏لغاية أن تعرف هذه األرض أن هللا حي!‏ لذلك،‏ يجب أن ننحني أمام هللاالحي ونبكي بكاء مر ا ألننا مستمرين في قتله لغاية هذه اللحظة.‏ لقد ‏ُولدنالدنا من أجلوجئنا إلى هذه الدنيا من أجل املصاعب ومواجهة املشاكل،‏ ووُ‏املعركة.‏ عار علينا نحن املسيحيين الذين نريد دائما أن تكون األمور سهلةولطيفة معنا،‏ وجزء يسير من هللا في حياتنا.‏ فعلينا أن نبذل قصارى جهدناونسعى حتى املوت وإال فإننا ال نستحق اسم املسيح.‏ وينادينا هللا:‏ ‏»هلموا،‏وشاركوا في عملي!«‏ أما نحن فنخدع أنفسنا ما لم نقوم بذلك.‏لقد قال هللا إلبراهيم ‏)بما معناه(:‏ ‏»تعال وشارك«،‏ ولم يكن هناكشك.‏ فلم يسأل إبراهيم:‏ ‏»نعم،‏ لكن ماذا سيحدث لي؟«‏ إن كل من يسألهذا السؤال سيُ‏ ستبعَ‏ د وال يسعه أن يكون مشاركا.‏ فالذين يريدون املشاركةفي عمل هللا ويريدون الوصول إلى النهاية ووضع حجر األساس في الخليقة،‏فإنما هم وحدهم الذين يدرون بحقيقة وبواقعية هللا.‏ فحجر األساس ماهو إال روح،‏ روح في دم ولحم.‏ وعلينا أن ننخرط في تلك الروح باستمرارليتسنى للنهاية اإللهية املجيء أي بمعنى ملكوت هللا على األرض.‏فهكذا تُ‏ َ صنع األنبياء،‏ فهم ال يتناسبون مع أي قالب مسيحي علىأساس مغلوط.‏ فكل نبي يدين املسيحيين على أساليبهم السهلة واملسترخية.‏فقد انتهتْ‏ ْ وولت تلك الحياة املسترخية.‏ وعندما يصل األنبياء فهم يأخذونإجراءات حازمة ألنهم شركاء في اهتمامات هللا.‏يسوع هنا على األرض.‏ وينبغي لك أن تقوم بتغيير كامل وعكس ي التجاهتفكيرك،‏ وإال لن يمكنك االنضمام لهذا العمل.‏ أما املشاعر الدينية املحضةوالتي ترمي إلى النفاذ بجلدنا فهي مجرد تجارة تافهة.‏ فينبغي لك أن تقرأ مايقوله األنبياء والرسل.‏ فمتى رأيتهم قد فكروا في النفاذ بجلدهم؟ لقد46


أ»‏ًََُْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏هل ما يزال اهلل ميّتا؟د ‏َل‏ٌر على ه ‏ِم الحُ‏ صو ‏ِن:‏ َ ن هدِ‏ مُ‏ الجَ‏ َسِ‏ الحُ‏ جِ‏ هادِ‏ نا جَ‏ سَ‏ دِ‏ يٌّ‏ ، بَ‏ ‏ْل إلَ‏ ه ‏ٌّي قادِ‏‏ٍة تَ‏ رت ‏ُع لِ‏ تَ‏ حج ‏َب مَ‏ عرِف ونَ‏ أ ‏ُر كُ‏ ‏َّل فِ‏ ك ‏ٍرالباطِ‏ لَ‏ وكُ‏ ‏َّل عَ‏ قَ‏ بَ‏‏ٍة متى‏َب كُ‏ ‏َّل مَ‏ عصيَ‏ونُ‏ خضِ‏ عُ‏ ه لِ‏ طاع ‏ِة املَسي ‏ِح.‏ ون مُ‏ ستعدون أن نُ‏ عاقِ‏أصبَ‏ حَ‏ ت طاعَ‏ ت كامِ‏ لة.‏ كورنثوسْ سِ‏هللاِ‏ ،َ دْ‏َ ةَ‏.)6 -1 :10َ حنُ‏2(َ فِ‏ُ ُ كموأي ش يء ال يأتي من هللا فهو من الشيطان - حتى ولو كان بطرس نفسه هوالذي يعرقل طريق يسوع.‏كل ما علينا أن نفعله اآلن هو أن نشترك في عمل هللا في الروحالقدس.‏ فالنزر اليسير من املسيحية الذي في جعبتنا لن يخلصنا منشدائد األزمنة العصيبة عندما ستُ‏ محى ماليين الناس،‏ مالم يكن لدى هللاشعب يشاركه في العمل في سبيل ملكوته.‏ فليس لشعب هللا أيه مهمة علىاألرض غير أن يعيشوا ويعملوا ويجاهدوا في سبيل ملكوت هللا.‏ ‏»فامللكوتآ ‏ٍت«.‏ فهذا املنحى سلكه تالميذ يسوع املسيح.‏ وصرخة ‏»امللكوت آتٍ‏ ما هيإال البشارة التي يعلنها اإلنجيل.‏ ولو لم يتم وضع حد للفوض ى في هذهالدنيا،‏ لكان اعتقادنا بأننا نحقق نجاحا أو نخطو خطوات إلى األمام هومجرد خيال محض.‏ فحضارتنا مجرد خدعة.‏ ولم نحقق أي تقدمبالحقيقة.‏ فلن تتذوق البشرية طعم الرُ‏ قي إال بحلول ملكوت هللا.‏ُوَ‏ الْ‏ يَ‏ اءُ‏ ْ ال بِ‏ دَ‏ ايَ‏ ةُ‏ وَ‏ النِ‏ هَ‏ ايَ‏ ة«‏ يقول الرب ‏)رؤيا 8(. 1: هل‏َلِ‏ فُ‏نَ‏ ا هُ‏ ‏َو األنؤمن حقا بهذا؟...‏ فاإليمان به ش يء أما وضعه في حيز التطبيق وتجسيدهفي الحياة فهو ش يء آخر.‏ فليكن كل منا صريح مع نفسه ولينهض منفراشه الوثير.‏ فحتى لو كلفك األمر حياتك،‏ تقدمْ‏ وخُ‏ ضْ‏ املعركة وهي فيأوج ها!‏ إن يسوع حي،‏ وهو منتصر وقد أعطانا نصيبنا لكي نتممه.‏أما عندما نلعب دورنا،‏ فدعونا ال ننس ى أن كل ما يهم بالنهاية هوأعمال هللا ال أعمالنا،‏».،48


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏هل ما يزال اهلل ميّتا؟أي أن نرى تغييرا في حياة الناس وفي حالة العالم.‏ لكن ما نوع األعمال التيمن هللا؟ يمكنني أن أقول،‏ على سبيل املثال،‏ عندما ال تطلق البنادقبنيرانها في الحرب.‏ هل تعتقد أن هذا ممكن؟ يبدو أن تلك الفكرة تجعلالجميع يضحك بينه وبين نفسه!‏ لكن ألم تحدث أحداث مثل هذه فيإسرائيل قديما؟!‏ ‏)راجع سفر يشوع لغاية 27(. أننا بحاجة ألعمالمماثلة كهذه أكثر من أي ش يء آخر حتى يؤخذ كل ش يء تماما من أيديناونضعه في أيدي ذاك الحي.‏ بالطبع،‏ حينما يأتينا ش يء من هللا تراه يأتي فيالوقت املناسب وبطريقة هللا الرائعة.‏ لكن املهم هو أن واقعية هللا تدخلمرة أخرى إلى حياتنا.‏إن هذا هو ما ينقصنا.‏ ألن هللا ال يُ‏ عتبر واقع حقيقي بالنسبة لنا.‏ فماوُ‏ جِ‏ د زمن من قبل فيه القليل من هللا كزماننا.‏ أنه ش يء غير عادي علىاإلطالق.‏ ويوجد تدي ن بشكل غير مسبوق،‏ ومع ذلك قلوبنا ليست مملوءةباهلل لكن يمكننا أن نمتلئ بمثل هذا الفرح عندما نتحول إلى غصن جديدوبالتالي نصبح أشخاصا صادقين،‏ أشخاصا قد تغيروا واستقاموا.‏ لهذانريد أن نكون شحاذين أمام هللا.‏ وهذا لن يتحقق بفضل األعمال الخارجيةالبشرية لكن بفضل ش يء ذا شأن يصنعه هللا وملكوته.‏ وعندما نختبر هذانفوز بكل ش يء.‏ وبدونه يبقى هللا:613 :5ميتا.‏ ♦.50


َََََّّالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏اقترب ملكوت السماوات!‏« هنيئً‏ اَ أَ‏َ قَ‏«:‏ُر َ ق ائِ‏ الً‏يُ‏ بَ‏ شِ‏مِن ذلِ‏ ك ْ ال حِ‏ ي ‏ِن بَ‏ د َ ي سُ‏ وعُ‏السَّ‏ مَ‏ اوَ‏ ا ‏ِت!«.]...[‏تُ‏ وبُ‏ وا،‏ ف ‏ِد اقْ‏ ت ‏َب مَ‏ َ ل كُ‏ وتُ‏‏ِة ال َ لِ‏ ي ‏ِل كُ‏ لِ‏ هَ‏ ا،‏يَ‏ تَ‏ ن ‏ُل فِ‏ ي مِ‏ ْ ن طَ‏ قَ‏وَ‏ ك َ ي سُ‏ وعُ‏يُ‏ عَ‏ لِ‏ مُ‏ فِ‏ ي مَ‏ جَ‏ امِ‏ ‏ِع الْ‏ يَ‏ هُ‏‏ِة املوَ‏ يُ‏ نَ‏ ادِ‏ ي بِ‏ بِ‏ شَ‏ ارَ‏‏ِل وجلَ‏ ‏َس.‏فلمَّ‏ ا رأى ي الج صَ‏ عِ‏ د إلى الجبَ‏فَ‏ دنا إلَ‏ ي ‏ِه تالميذُ‏ ه فأخ يُ‏ علِ‏ مُ‏ هُ‏ م قا ‏َل:‏للمساكي ‏ِن في الرُّ‏ وحِ‏ ، ألن لهُ‏ م مَ‏ لكوت السَّ‏ ماوا ‏ِت.‏هنيئً‏ ا للمَ‏ حزونينَ‏ ألن م ُ ي عزَّ‏ ونَ‏وَ‏‏)متىْ جودِ‏ ،ْ َ ‏َل ُ ك وتِ‏ ]...[،َ ذَ‏، َُّ هُ‏ ».،)4 – 1 :5 23 ، 17 :4َ رَ‏َ قَ سوعُ‏ ُ موعَ‏َ انَ‏اقترب ملكوت السماوات!‏تحدث يسوع المسيح في الموعظة على الجبل عن ملكوت السماواتوكان مملوء بروح جبارة،‏ روح سلطان هللا،‏ وقد أثارت املوعظة زوبعة بينصفوف املستمعين عندما قال ‏)بما معناه(:‏ ‏»توبوا!‏ وليتغير كل منكمويصبح شخصا مختلفا كليا!‏ فالبد وأن يتغير كل ش يء فيكم فقد اقتربملكوت السماوات!«‏ وهذا معناه اتركوا كل انشغاالتكم واتركوا كل ما كانيؤثر عليكم لغاية هذه اللحظة،‏ وتخلوا عن كل قوة دنيوية استحوذت-651


َََإ»‏التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏اقترب ملكوت السماوات!‏.عليكم.‏ فهناك قوة جديدة لتحل محلها.‏ وهناك مُ‏ لك جديد على العرش.‏ومَ‏ لك جديد استرد مُ‏ لكَ‏ ه.‏ وسيكون لكم رب جديد عليكم.‏ فقد مض ى األولوعهد جديد آتٍ‏مما الشك فيه،‏ كان الروح الذي في يسوع املسيح ذا مفعول قويبحيث جعلت الناس يصرخون منذهلين كما لو كانوا يقولون بصوت واحد:‏‏»ما هذا؟«‏ فقد جعلهم هذا الروح يؤمنون بالسيد املسيح ويستودعونالرجل الذي أتت منه رسالة انتظرها كثيرون نفوسهم:‏ نه هو!‏ فهذا هوالذي من خالله يجلب هللا القادر على كل ش يء،‏ مُ‏ لكا جديدا،‏ وملكوتاجديدا،‏ إنه هو!«.‏ مثلما يشهد لنا اإلنجيل:‏قالوا:‏ «َ سوعُ‏َ سوعُ‏ َّ هُ‏.َ هُ‏.»!بالحقيقَ‏ ةِ‏ ، هذافلمَّ‏ ا رأى النا ‏ُس هذِ‏ ‏ِه اآلية التي صنَ‏ عَ‏ ها يالَختِ‏ طافِ‏ ‏ِههوَ‏ النَّ‏ بِ‏ ‏ُّي اآلتي إلى العال ‏ِم وعرَف ي أن م َ ي ستَ‏ عِ‏ دُّ‏ ونَ‏‏ِل ‏)يوحناوجَ‏ عْ‏ لِ‏ ه مَ‏ لِ‏ كً‏ ا،‏ َ فا بتَ‏ عدَ‏ عنهُ‏ م ورَ‏ جَ‏ ‏َع وحد إلى الجبَ‏.)15 -14 :6وعلى الرغم من أن املسيح لم يتحدث سوى عن األمور اإلنسانية،‏ إال أنكل ما قاله لم يكن مقبوال من قبل السلطات األرضية على اإلطالق.‏ فالذيقاله كان طبيعي جدا،‏ لكن بالحقيقة كان أكثر من ذلك.‏ فلم تكن تعاليمهضد الطبيعة اإلنسانية لكنها جاءت بش يء إلهي إلى الشؤون البشرية.‏ ش يءسماوي للعالم الطبيعي.‏ وفي الواقع كان األمر كما لو أن األرض لها أن تصيرجنة.‏ إذ قد أكل الناس خبزا في البرية،‏ حيث لم يوجد ش يء يؤكل.‏ وعلىفراش املرض كانت توهب العافية.‏ وحتى أولئك الذين ماتوا حصلوا علىحياة جديدة.‏ فحل الفرح بكامل عنفوانه أينما كان هناك عذاب وحِ‏ داد.‏52


ْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏اقترب ملكوت السماوات!‏َلقد حدثت كل هذه األمور في أكثر األماكن الدارجة بالنسبة للحياةل أحزاب خاصة،‏ ولم يُ‏ قام أي ناإلنسانية.‏ فلم تُ‏ دمَ‏ ر عروش،‏ ولم ت كل شخص استمر في منزله،‏ وفي مكانه.‏ غير أن الجميع،‏لكن أو تمثال وباألخص أفقر الفقراء،‏ تيسر لهم اآلن ش يء مختلف تماما،‏ ش يء منالسماء،‏ وش يء من لَ‏ د هللا نفسه.‏ فحينما يدنو ملكوت السماوات لنانختبر ونعيش شيئا جديدا تماما.‏ ويظهر في وسط حياة كل فرد ش يءهي للحياة،‏ ولكل ما هو خير،‏ وحر،‏هللا وحيوي بشكل عجيب.‏ فإرادة وأصيل،‏ وأبدي.‏إن امللكوت يعلن عن ذاته باألسلوب التالي:‏ سيادة هللا على النفوس الطريق فهم مختلف لألمورتظهر من خالل الكالم فقط،‏ وال تنشأ عن الدينية،‏ لكنها تكمن في األعمال والحق.‏ُ صبحي ،ُ شكُ ن-وأمَّ‏ ا مَ‏ ن يَ‏ عمَ‏ ‏ُل لِ‏ لحقِ‏ ،كانَ‏ ت حسَ‏ ‏َب مشيئ ‏ِةفيخرُ‏ ‏ُج إلى النُّ‏ ورِ‏ ،‏ِهللا.‏ ‏)يوحناَّ ‏ُس النا يرى حتىأنأعمال َ هُ‏.)21 :3فالناس يتغيرون ويستقيمون ألنهم صاروا يعيشون اآلن تحت سيادةوقيادة مختلفة.‏ وهذه القيادة ليست حكومة بشرية وإنما السلطان الذييأتي من السماء إلى قلوبنا.‏ وملا كانت تكرز بالحياة،‏ فسنعيش من أجلالحياة.‏ وملا كانت تلك الهيمنة اإللهية تحكم وتُ‏ سير بالبِ‏ ر والصالح فعليهسوف نصبح أبرارا.‏ وفي يسوع املسيح،‏ أي في االبن الذي أرسله هللا،‏أصبحت الحياة جديدة جوهريا.‏ وهذا التغير ال يأتي بفضل مجهودك كماتتخيل.‏ كال،‏ لكنه يأتي بفضل قوة هللا ونعمته.‏ فأعمال هللا تجيء إلينا،‏وعندئذ يُ‏ بنى عالم جديد بفضل قوة الحياة،‏ والفرح املحض بها:‏ ‏»لقد53


ُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏اقترب ملكوت السماوات!‏--‏»نعم!‏ سيأتي امللكوت حقا!‏ فترقبوه!«‏ لكن كيف يا ترى أجرؤ على هذاالقول؟ هل هذا حمق مني أن أقول هذا؟ كال!‏ فأنا متيقن كل اليقين منه،‏متأكد %100. وقد حان الوقت لنقول اآلن:‏ ‏»فلينتبه إليه الجميع!‏ فهناكحُ‏ كم جديد على وشك الشروع«.‏ وسيحل مُ‏ لك هللا وسلطانه كل السلطاتاألخرى حتى تلك التي اعتبرناها جيدة.‏ لكن ال تخافوا؛ فملكوت السماواتقادم!‏ ففي زماننا الحاسم هذا،‏ وفي وسط الفيض الطافح من عدماالنسجام وعدم التآلف بين الناس واالكتئاب واالضطراب،‏ والتي تدفعناهذه األمور ملجرد وضع أنفسنا في مقدمة ومركز اهتمامنا وتفكيرناوانشغالنا،‏ والتهافت الستحواذ زمام القيادة،‏ ولفرض جدول أعمالناوقضايانا على اآلخرين،‏ وقيام كل حزب أو جماعة ضد غيره،‏ وكل منهميرغب في السيطرة ففي هذا اليوم بالذات يقترب ملكوت السماوات ثانية.‏فاليوم يريد هللا أن يحكم،‏ وقد بدأ بالفعل.‏ وبدون شك فأن ما قد أعلنهيسوع في وقته صار محط سخرية عندما قال ‏)بما معناه(:‏ ‏»اليوم هوالبداية!«‏ وفي زمننا الحاضر أيضا يهزأ كثيرون بكل موعظة تعلن أن يسوعاملسيح سوف يؤسس ملكوته في حين يفهمها البعض اآلخر.‏ فاليومكذلك،‏ ساعته حاسمة!‏ نعم وبالتأكيد،‏ فيجب أن نستعد ملُلك هللا،‏ وهذالن يخزينا.‏يجب أن ال نحب شيئا أكثر من تحقيق عدل هللا وإتمامه،‏ ليس عنطريق القداديس الكنسية ‏)والتي عادة ما تجذب الناس كما يجذب العسلالذباب(،‏ لكن باألحرى عن طريق حياتنا اليومية،‏ أينما كنا.‏ أي عندمانباشر بالعمل الدؤوب بهِ‏ م ة وغيرة على وصايا هللا وعلى الحق الذي يريدههللا،‏ نعم وحقوقه،‏ فهناك يجب أن نُ‏ ظهر جوعنا وعطشنا للبِ‏ ر واالستقامة.‏وهناك يجب أن نبرهن:‏ أنريد هللا أم ال؟ ال يمكننا إثبات هذا في كنائسنا،‏55


ْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏اقترب ملكوت السماوات!‏-لكن يجب أن نقوم بهذا خارج الكنائس،‏ في الحقول،‏ وفي شغلنا،‏ وفيالحياة اليومية،‏ وفي عوائلكم أنتم أيها األزواج والزوجات واألوالد.‏ فيجبأن ننتبه ونهتم بحقوق هللا معا.‏ وأنت عزيزي القارئ،‏ يجب أن تخش ى لئالتهمل أي ش يء في سعيك للبر والحياة القويمة فهذا هو الشرط.‏السَّ‏ مَ‏ اوَ‏ ا ‏ِت!«‏ انتبهوا لهذا األمر.‏ نعم،‏‏َرَ‏ ‏َب مَ‏ َ ل كُ‏ وتُ‏لذلك:‏ تُ‏ وبُ‏ وا،‏ ف ‏ِد اقْ‏ تفاليوم يجب أن ننتهز الفرصة ألجل مُ‏ لك هللا وسيادته على نفوسنا.‏فباستطاعة يد هللا الجبارة أن تطال حياتنا وسنصير غير ما كنا عليه،‏ إذأنها سوف تكنس وتزيل نفوسنا القديمة ونحيا بعدئذ في عهد جديد!‏فيجب أن نتجم ع ثانية.‏ مَ‏ ن سيُ‏ خضِ‏ ع نفسه لسيادة هللا مَ‏ نْ‏ ؟نإن هللا ال يبحث عن شخصيات بطولية أو عن ناس رائعين-‏ مِ‏ مَ‏ ْيأسرون اآلخرين بسحر مواهبهم.‏ فلقد إحتار املتعلمون وعاملهم املثقفبالتأكيد عندما أعلن يسوع:‏ هنيئً‏ ا للمساكي ‏ِن في الرُّ‏ و ‏ِح«‏ أي بمعنى هنيئالغير املتعلمين،‏ ولهؤالء الذين ال يحاولون فهم كل ش يء بأدمغتهم!‏ هنيئاللذين ال يحتاجون لنيل إعجاب اآلخرين عن طريق إظهار ذكائهم.‏ هنيئاللذين ال يضفون الصبغة النظرية على األمور الروحية.‏ وما يقصده يسوعبقوله هو أن العمال الكادحين هم املباركون،‏ أي أولئك الذين يكدحونيوميا بشق النفس لسد رمقهم.‏ غير أنهم ومع ذلك يتقنون استعمالمعاولهم.‏ هنيئا ملن يعمل في الحقول باملحراث،‏ من الذين ال يفكرون في أيش يء سوى تأدية عملهم على أحسن وجه.‏ هنيئا للحرفيين الذين يصنعونشيئا جديدا بأياديهم ويكدون إلنهائه في وقته لكن ليس لديهم الوقتليقرؤوا العديد من الكتب.‏ هنيئا لكل الذين نقول عنهم بأنهم غير متعلمين- ألن هؤالء هم من يعلِ‏ مهم هللا.‏----«َ قَ‏«56


َََََََََََََََُُُُُُُُْْْْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏اقترب ملكوت السماوات!‏-«إن ملكوت هللا هو ملثل هؤالء املساكين والفقراء في الروح ألن هؤالءهم مَ‏ نْ‏ يفهم هللا،‏ كونهم يعيشون وفقا ملا تمليه عليهم قلوبهم.‏ أما اآلخرونفيعيشون بحسب أدمغتهم وما تمليه عليهم،‏ ولهذا يصعب تسخيرهم منقِ‏ بل هللا.‏ وتراهم يقلقون جدا عما سيحدث لهم أو يصيبهم من مكروه،‏ واليتركون لآلب السماوي الحرية لكي يعمل فيهم.‏ لذلك فإن املباركين همأولئك الذين يبقون مثل األطفال أمام أبيهم السماوي في كل ما تأتي لهم بهالحياة وال يضعوا أنفسهم في منزلة أعلى،‏ وكأن كل حظ وسعد الدنيا كامنفي هذا املقام.‏ و احمدوا هللا على أن الحكمة الحقيقية تتواجد في الشوارع الفي القصور أو في حجرات الدراسة،‏ كما يعلمنا اإلنجيل:‏َ» الذينَ ةٌ‏َ حنُ‏طريق الهال ‏ِك.‏ وأمَّ‏ افالبِ‏ شارة بالصَّ‏ لي ‏ِب حماق عِ‏ ند َ ي سلُ‏ كونَ‏فه ‏َو ق ‏ِهللا.‏ فالكِ‏ تابُ‏طريقعِ‏ ندَ‏ نا ن الذين َ ي سلُ‏ كونَ‏حِ‏ ْ ك مَ‏ ةَ‏ الحُ‏ ك وأُ‏ زي ‏ُل ذَ‏ كا ‏َء األذكيا ‏ِء«.‏ فأين الحكيمُ‏ ؟يقولُ‏‏ُل في هذا الزَّمانِ‏ ؟ أمَ‏ ا جعَ‏ ‏َل هللا حِ‏ كمَ‏ ةالعَ‏ الَّمة وأين املُجادِ‏العالَ‏ ‏ُم بالحِ‏ كمَ‏ ةِ‏ ،العالَ‏ مِ‏ حماقةً‏ ؟ فلَ‏ مَّ‏ ا كانَ‏ ت حِ‏ كمَ‏ ة ‏ِهللا أن ال َ ي عرِفَ‏ هُ‏‏َص املُؤمنين بِ‏ ه بِ‏ البِ‏ حماقَ‏ ةِ‏ شارَة.‏ وإذا كان اليَ‏ هودشاءَ‏ هللا أن يُ‏ خلِ‏واليونانِ‏ ي ون يَ‏ بح ع ‏ِن الحِ‏ كمَ‏ ةِ‏ ، فن نُ‏ نادييَ‏ طلفي ‏ِر الوثنيِ‏ ين.‏ وأمَّ‏ ابِ‏ املسيحِ‏ مَ‏ صلُ‏ وبً‏ ا،‏ وهذا َ ع قبَ‏ ةٌ‏ لليَ‏ هو ‏ِد َ وحماق ةٌ‏لِ‏ ل دَ‏ عاه ‏ُم هللا مِ‏ ن اليَ‏ هو ‏ِد واليوناني ينَ‏ ، فاملَسي ‏ُح ه ‏َو ق ‏ِهللا‏ِةوحِ‏ كمَ‏ ة ‏ِهللا.‏ فما يَ‏ بدو أن حماق مِ‏ ن ‏ِهللا هوَ‏ أحك ‏ُم مِ‏ ن حِ‏ كمَ‏‏ِة النا ‏ِس.‏الناسِ‏ وما يَ‏ بدو أن ض مِ‏ ن ‏ِهللا هوَ‏ أقوَ‏ ى مِ‏ ن قُ‏ وَّ‏‏)‏‎1‎كورنثوسُ درَةُ‏َ حنُ‏ُ درَةُ‏َنظالخالصِ‏ ،»«َ ثونَ‏َ ةٌ‏َ ماءِ‏ ،َّ هُ‏َّ هُ‏ ُ عفٌ‏: ‏»سأمحوُ ؟املُعجزاتِ‏ ،.)25 -18 :1َوأينُ بونَ‏،َّ ذينَ‏57


َُُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏اقترب ملكوت السماوات!‏إن هللا ال يستخف باملتضعين والفقراء وغير املهمين في نظر املجتمع.‏ فهويرى الصورة اإللهية في البسطاء؛ ويرى مدى حماسة جوعهم وعطشهم للبِ‏ رواالستقامة.‏ فهو يرى معاناة كل منهم.‏ ويرى املنكسرين الذين أصبحوا منجراء ضعفهم متضعين وأنقياء القلوب ورحومين،‏ وال يجعلون من قلوبهمصحراء قاحلة جرداء من اإلنسانية.‏ ويرى هللا أولئك املرض ى ممن لهمحنين متلهف ملشيئة املخ ‏ِلص.‏ ويرى هللا اآلب العمال املرهقين املظلومينالذين يكدون ليأكلوا من عرق جبينهم.‏ فهو يرى ويقبلهم بأجمعهم.‏ فلمثلهؤالء يقترب امللكوت.‏ما أبدع سيادة هللا عندما ال تكون متوقفة على القابليات والكفاءاتاملتباهية لحفنة من الناس!‏ ال بل بالعكس،‏ فتملُّ‏ كه على القلوب يقوم أوالبالبحث عن املرض ى والفقراء واملنبوذين.‏ فال تسعى بركة هللا إلى تطوير مايحيطنا أو إلى تزيين البيوت امليسورة سلفا.‏ فلهذا يجب على كل شخص أنيصبح فقيرا ويظل فقيرا،‏ لكي ال يقال أبدا ألحد:‏ ‏»ينبغي لك أوال أن تحوزعلى هذا وذاك وإال فال يسعنا االستفادة منك واالنضمام إلينا!«‏ في حين مامطلوب منك في ملكوت هللا هو أمر واحد:‏ انعطاف كامل.‏ فلو كنت ثريافأترك كل تلك املمتلكات السخيفة!‏ وقل لنفسك:‏ ‏»لن أدع أموالي تتسلطعلي . ولن أحسد مَ‏ نْ‏ يملك الكثير.‏ فال أبغي شيئا غير أن يملك هللا علىقلبي!«‏ وإن كنت فقيرا فانصرف كليا عن فقرك وال تدعه يستولي عليك.‏وقل:‏ ‏»لن أسمح بالهموم واألحزان أن تتسلط علي . وكل ما أبغيه هو أنيحكم هللا في حياتي حتى في أشد معاناتي.‏ فسوف يساعدني هللا ثانية.‏وسوف أظل تحت سيادته وإرشاده«.‏فعندما تسمع عن ملكوت هللا،‏ كن صادقا إزاءه؛ فهذا هو الش يءالوحيد املطلوب منا.‏ كن وفي ا.‏ وعندما تزحف وتتسلل إلينا التأثيرات58


ًٌََََََََََََُُُّّّْْْْْْْْْْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏اقترب ملكوت السماوات!‏ُ ذَ‏ َ ،َ ينٌ‏-َّ هُ‏-الغريبة فأغربْ‏ عنها فنحن ال نبتغي سوى هللا وليس سواه!‏ ال تسمحلش يء آخر أن يتسلط عليك؛ فاألمر كله يتوقف على هذا.‏ وال تنهك نفسكبالقلق.‏ فآثامك وصفاتك السيئة وظروفك ستنهزم عندما تدرك مدى زيفالعالم ومدى انجذابك له،‏ وكم تتوق سيادة ومُ‏ لك هللا الطاهرة والنقية أنتقتحم حياتك،‏ وستقول آنذاك:‏ ‏»فليغرب عني كل ش يء آخر،‏ فها هيالروح النقية تسودني!«‏ فكل ش يء يتوقف عليها.‏كن أمينا في حزنك،‏ وفي جوعك وعطشك للبِ‏ ر والصالح،‏ كن صادقا معأبيك الذي في السماوات،‏سَ‏ مِ‏ عْ‏ تُ‏ مْ‏ أن قِ‏ ي ‏َل:‏ ع بِ‏ عَ‏ ي ‏ٍن وسِ‏ ن بسِ‏ ‏ٍن.‏ أمَّ‏ ا أنا فأقو ‏ُل لكُ‏ م:‏ ال تُ‏ قاوِموا، فحَ‏ و ‏ْل لَ‏ ه اآلخَ‏ ‏َر.‏ ومَ‏ نعلى َ خ دِ‏ كَ‏إلَ‏ يك مَ‏ ن َ لط مَ‏ كَ‏األيْ‏ منِ‏مَ‏ ن يُ‏ س ي ‏ُءأراد أن يُ‏ خاصِ‏ مَ‏ ك ليأخ ثَ‏ وبَ‏ ك َ فا تْ‏ رُكْ‏ لَ‏ ه رِداءَ‏ ك أيضً‏ ا.‏ ومَ‏ ن سَ‏ خأن تَ‏ مش ‏َي معَ‏ ه مِ‏ يال واحدً‏ ا،‏ فاَ‏ م ‏ِش معَ‏ ه مِ‏ يلَ‏ ي مَ‏ ن طَ‏ ل ‏َب مِ‏ نك شيئً‏ افأَ‏ عطهِ‏ ، ومَ‏ ن أراد أ يَ‏ ستعي ‏َر مِ‏ نك شيئً‏ ا فال ترُد خائِ‏ بً‏ ا.‏ سَ‏ مِ‏ عتُ‏ م أنَ دُ‏ وَّ‏ كَ‏ بُّ‏ وا‏ْض ع أمَّ‏ ا أنا فأقو ‏ُل لكُ‏ م:‏ أحِ‏قِ‏ يلَ‏ أحِ‏ بَّ‏ قريبَ‏ ك وأبغِ‏‏َهِ‏ دونك فتكونوا أبنا ‏َء أبيكُ‏ ‏ُم الذيأَ‏ عداءَ‏ ك وصَ‏ لُّ‏ وا ألج ‏ِل الذين يضْ‏ طَ‏ُر علىعلى األشرا ‏ِر والصَّ‏ الحينَ‏ ويُ‏ مطِ‏في السَّ‏ ماوا ‏ِت.‏ فهوَ‏ يُ‏ طلِ‏ ‏ُع ش مْ‏ سَ‏ هُ‏يُ‏ حبُّ‏ ونكُ‏ م،‏ فأ ‏ُّي أج ‏ٍر لكُ‏ م؟األبرارِ‏ والظاملين.‏ كُ‏ ُ نتم ُ ت حِ‏ بُّ‏ ونَ‏إال على إخوَ‏ تِ‏ كُ‏ م،‏أما يعمَ‏ ‏ُل جُ‏ باة الضَّ‏ رائِ‏ ب هذا؟ وإن كنتُ‏ م ال ُ ت سلِ‏ مونَ‏هذا؟ فكونوا أنتُ‏ مفماذا عمِ‏ لتُ‏ م أكث ‏َر مِ‏ ن غَ‏ يرِك أما يعمَ‏ ‏ُل الوَ‏ َ ثني ونَ‏‏ٌل ‏)متىكما أن أباكُ‏ ‏ُم السَّ‏ ماو ‏َّي كامِ‏َّ رَكَ‏َّ هُ‏،ْ ن .َّ هُ‏.)48 -38 :5ُ م،‏.َالذين.ُ م؟َ نْ‏ْفإنُ م .ُ م،‏:كاملينَ‏ ،59


َالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏اقترب ملكوت السماوات!‏كن رحوما تجاه الذين يضطهدونك،‏ وتجاه الذين يعادونك.‏ وال تدعالشتائم تؤذيك.‏ لهذا ال تسمح بأن يكون هناك ش يء آخر في قلبك،‏ سواءكان في معاناتك وآالمك،‏ أو في فقرك أو في أساك وحزنك،‏ أو في اهتمامكوقلقك.‏ فابق وبكل بساطة أمينا لسيادة هللا عليك،‏ وساعد اآلخرينليفعلوا الش يء نفسه.‏ تحنن على املحتاجين.‏ تواضع مع الحقودين.‏ ولوحاول اآلخرون خلق املشاجرات فأصنع سالما معهم.‏ وال تدع أي ش يءيأتيك من الطريق الضال.‏ وفوق كل ش يء:‏ ت ‏ُبْ‏ ! وآمن بملكوت السماواتإذ يجب أن نيهئ نفوسنا لهذا؛ ويجب أن تكون صادقا مع نفسك،‏ وصادقامع اآلخرين.‏ وعندئذ يمكننا أن نهزم العالم،‏ وفي الحال سيأتينا ملكوت هللا.‏مما يتكون هذا امللكوت؟ في املقام األول يتضمن تعزية وأملا.‏ فعندمانغرق في احتياجنا أو ضيقنا املستمر على الدوام مهما كان مختبئا في حينه،‏فإن الكالم املعزي يتغلغل وينتشر:‏ هللا وأب نا حقا وسوف يرعانا«.‏ فهذاهو ملكوت السماوات.‏ وهذا معجزة عظيمة أيضا.‏ وال يمكن لهذه املعجزةأن تحصل عن طريق ترديد كالم ما ألن الكالم وحده ال يقدر أن يعزيويفر ح أي إنسان كان!‏ غير أن ملكوت السماوات يأتي ليعزي أحزاننا.‏ فهويأتي لنا نحن الخطأة ليأخذنا إلى البر واالستقامة.‏ ويأتي أيضا لكي يوضعامللكوت األرض ي في يدي هللا وفي يدي شعبه.‏ أنه يأتي برحمة للرحماء،‏ ويأتيبسالم لصانعي السالم.‏ ويأتي ألنقياء القلوب ليروا هللا كما هو.‏ وهذه كلهاأجزاء من ملكوت السماوات.‏ فعسانا نتوقعها وننتظرها اليوم باإليمان.‏في كل مصيبة تحل علينا،‏ وفي كل خطيئة نرتكبها،‏ وفي كل جوع أوعطش،‏ فظمئنا واشتياقنا هو أن يقتحم امللكوت حياتنا.‏ ونؤمن به وال نريدأن نخسره أبدا:‏ ‏»أيها اآلب السماوي نحن لك - و ال نريد أن ننتسب إلى أيش يء آخر سوى إلى ملكوتك!‏ فملكوتك هو للفقراء ولثقيلي األحمال والخطأة.»«-« نإ60


ُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏اقترب ملكوت السماوات!‏واملرض ى واملظلومين،‏ وألفقر الفقراء!‏ والبد أن يكون ملكوتك ألجلهم،‏ لو آمنافقط وتمسكنا به ولم نسمح له أن يؤخذ منا.‏ فالبد وأن يكون منظورااليوم لكل شخص يؤمن باسم يسوع املسيح!«‏ عندئذ سيأتي ملكوتالسماوات،‏ وستظهر أعمال امللكوت.‏ وستظهر أعمال امللكوت عندئذ لكلقلب؛ وأخيرا ستصبح منظورة للعالم كله.‏ وستظ ‏ِهر عندئذ نفسها أمام كلقوى الظلمة،‏ وكل خطيئة وموت،‏ وكل عنف وكل سلطة زائفة.‏ فهكذاسيتأسس ملكوت السماوات بكل تفاصيله.‏إن الذين يتعلقون باملاض ي والذين يتمسكون بحكمة هذا العالم،‏وبكل حكمة إنسانية،‏ ليس لهم أي نفع.‏ فيجب أن نتعافى،‏ ويجب أال نكفعن التضرع:‏ ‏»أيها اآلب السماوي أننا ننكر ذواتنا تماما من أجلك.‏ ونريد أننكون شعبك.«‏ مَ‏ نْ‏ تراه عالم بإمكانية تفادي هذه الشدائد املروعة التينزلت على األرض؟ لكن إن كانت مدننا مليئة باملمزقين واملضطهدين،‏ فهلسنقيم مناحة ونندب عليهم؟ ال،‏ فيجب أن نصرخ ونقول:‏ ‏»هلموا تعالوا!‏إننا نريد أن يساعد بعضنا البعض.‏ ونريد أن تطال محبتنا كل شخصوتخفيف آالمه عنه.‏ ونريد أن ننضم إليكم لنصبح شعبا واحدا يخدم هللا.‏ونريد أن نتضرع هلل معا،‏ يد بيد،‏ حتى يحل ملكوته بيننا،‏ وحتى يتأسسفعال في وسطنا ليتسنى لنا القول بالعمل الفعلي والحق:‏ ‏»هنا،‏ نعم هنا،‏لدينا أعمال هللا.‏ هنا ليس لدينا ناس صالحين،‏ بل يسوع املسيح هو الذييعمل هنا!«‏وهكذا نريد أن نكون ملحا،‏ ونريد أن نكون نورا!‏ و ال ننكر أننا خطأة؛لكن هللا قد دعانا،‏ ونحن مصممون على أن نكون على أهبة االستعداد.‏والبد هلل أن يعيننا لينزع كل التأثيرات السلبية األخرى من باطن قلوبنا،‏ لكينصبح مثل الساعين إلى السالم والرحماء واملتضعين والذين يعيشون61


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏اقترب ملكوت السماوات!‏بصدق في ظِ‏ ل سيادة هللا على نفوسنا،‏ والذين يطرحون خارجا كل ش يء الينتمي إلى ملكوت هللا،‏ وفرحين في الشدائد بفضله.‏ وبالتالي سوف ندركمدى قوة هللا وعظمته وقدرته املُعزية لروح اإلنسان،‏ التي هي الثمار األولىللملكوت السماوي.‏ عندئذ سنفرح أننا سمعنا الدعوة تقول:‏ تُ‏ وبُ‏ وا،‏ ف ‏ِدالسَّ‏ مَ‏ اوَ‏ ا ‏ِت!«.‏ ♦اقْ‏ تَرَبَ‏ مَ‏ َ ل كُ‏ وتُ‏َ قَ‏«62


ًٌُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏يسوع يحتاجك أنت،‏ ال ديانتك!‏أرس لي َ سوعُ‏«اَ‏ ثن َ ي ‏ِنَ بان ، وقا ‏َل لهُ‏ ما:‏ْمِ‏ تالميذِ‏ هِ‏اَ‏ ذه إلى القري ‏ِة التي أمامكُ‏ ما،‏تَ‏ جِ‏ دا أتانً‏ ا مربوطة وجَ‏ حش مَ‏ عها،‏فح رِباطَهُ‏ ما وجيئا بِ‏ هِ‏ ما إل ‏َّي.‏قا ‏َل لكُ‏ ما أحد شيئً‏ ا،‏ فأجيبا:‏السَّ‏ يِ‏ د مُ‏ حتا ‏ٌج يهِ‏ إلَ‏ ما،‏ وسيُ‏ عيدُ‏ ه في الحا ‏ِل‹‏فذهَ‏ بَ‏ التِ‏ لميذا ‏ِن وفَ‏ عَ‏ ال ما أمرَهُ‏ ما بِ‏ ه ي‏)متىُ ها... .».َ سوعُ‏)6 -1 :21ُ ماُ الَّ‏ْوإن‹7يسوع يحتاجك أنت،‏ ال تديُّنك!‏ال نفع في تهيئة نفوسنا الستقبال مجيء اهلل عن طريق التطلع بأعيننانحو السماء متوقعين حدوث ش يء غير عادي ليوافينا من هناك ويجذبانتباه العالم كله.‏ إن الدعم واملناصرة الفعلية وبذل الجهود في سبيل الربهي وحدها الكفيلة بتهيئة نفوسنا ملجيئه.‏ فال نكون مستعدين له إال عندمانصمم من كل قلوبنا ونفوسنا هنا في هذه الدنيا على أن نكون تالميذاحقيقيين يريدون أن يرتبوا األمور وفقا لحق هللا وعدالته وبمعونة روحالرب اآلتي،‏ الروح القدس.‏ ويجب أن ال ننغمس في مشاعر روحية مفرطة63


َُُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏يسوع يحتاجك أنت،‏ ال ديانتك!‏أو في شتى أنواع التكهنات بشأن مجيء املسيح بفكرة أن هذه هي الطريقةالتي سنقابل بها الرب.‏ فمن األفضل أن نفكر كيف يمكننا أن نذهبلنقابل املسيح اآلن على األرض وكيف يمكننا أن نكون في خدمته في ظلاألحوال التي هي عليها اآلن.‏والقصة التي سوف نستشهد بها ظهِ‏ تُ‏ ر بساطة األمر:‏ فقد أرسل يسوعاملسيح تلميذين ليحضرا له أتانا ‏)حمارا(‏ ليمتطيه.‏ ولقد فعال ذلك.‏ وألنهمافعال ذلك بدون تفكير في األمر وبدون أي تلكؤ،‏ فهما خادمان في ملكوت هللا.‏وبعدما سألهما صاحب الحمار:‏ ‏»ماذا تفعالن؟ فهذا حماري«‏ أجابا:‏ ‏»دعنانأخذه ألن الرب املعلم يحتاج إليه«،‏ لم يتوقف صاحب الحمار ليفكر فياألمر،‏ لكن بسبب احترامه ليسوع املسيح سلم الحمار للمعلم.‏ وبهذا أصبحخادما في ملكوت هللا ألنه فعل ما طُلِ‏ ب منه في تلك اللحظة وهذه هياملساعدة الحقيقية التي نقدمها للمُ‏ خ ‏ِلص على األرض.‏يجب أن نكتب هذا ونحفره بعمق في قلوبنا.‏ فكثيرا ما أكرر وأقول،‏ابتعدوا عن املشاعر الدينية.‏ فسوف نكون واقفين على األرض عندما يأتيامل خَ‏ لِ‏ ص ولن نكون عائمين في الهواء.‏ إال أن هناك اآلن ولألسف الكثير مناألمور التي تتم بسبب فكرة أنه كلما كنا روحيين أكثر وكان خيالنا في اآلخرةكنا أفضل.‏ لكن العكس هو الصحيح.‏ فكلما تعلمنا أن نطلب الحق وأننتصرف بقدر اإلمكان في املوقف الذي يضعنا فيه الرب حتى ولو كان هذاوسط أكثر الناس وأكثر املؤسسات قذارة،‏ كان األمر أفضل.‏ أل ن امل خَ‏ لِ‏ ص اليريد أن يأتي كمجرد فكرة بل كواقع،‏ أينما عاش الناس وأينما تُ‏ بذلالجهود،‏ مثلما قال:‏-فأينَ‏ ما اَ‏ جتم ‏َع اَ‏ ثنا ‏ِن أو َ ثالث ةٌ‏باَ‏ سمي،‏ك ُ نتُ‏ه ُ ناكَ‏‏)متى بَ‏ ينَ‏ هُ‏ م.‏.)20 :1864


ًًَََََََََُّالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏يسوع يحتاجك أنت،‏ ال ديانتك!‏فهنا يجب أن نيهئ الطريق له؛ لكن كيف يمكننا أن نقوم بهذا من دون أننتصرف وفقا لطبيعته وإرادته؟ أما طبيعته فهي بسيطة وحقيقية وأصيلة.‏إن كل من ينتظر يسوع ينال بصيرة فطرية عن ما هو خير وصائب،‏خَ‏ طِ‏ ئوا وهُ‏ ‏ْم غي ‏ِر شريع ‏ِة موس ى،‏ فَ‏ بِ‏ غي ‏ِر شريع ‏ِة موس ى يَ‏ هلِ‏ كون.‏بِ‏فالذينخَ‏ طِ‏ ئوا ولَ‏ هُ‏ م شريعة موس ى،‏ شريع ‏ِة موس ى يُ‏ دان ومافبِ‏والذين‏ِل َ ي عمَ‏ لونَ‏كال ‏َم الشَّ‏ ريع ‏ِة هُ‏ ‏ُم األبرا ‏ُر عِ‏ ند هللاِ‏ ، بَ‏َ ي سمَ‏ عونَ‏بأحكامِ‏ الشَّ‏ ريع ‏ِة هُ‏ م الذين يَ‏ َ ت برَّ‏ رونَ‏ فغَ‏ ير اليَ‏ هو ‏ِد مِ‏ ن األُمَ‏ مِ‏ ، الذين بالإذا عَ‏ مِ‏ لوا بالفِ‏ طرِة ما بِ‏ تأْ‏ مُ‏ ‏ُر ه الشَّ‏ ريعة كانوا شريعةشَ‏ ريع ‏ٍة.‏ ه الشألنفُ‏ سِ‏ هِ‏ م،‏ م ‏َع أن م بِ‏ ال فيُ‏ ثبِ‏ تون أن ما تأمُ‏ ‏ُر بِ‏قُ‏ لوبِ‏ هِ‏ م َ وت شهَ‏ دُ‏ لهُ‏ م ضمائِ‏ رُهُ‏ م وأفكارُهُ‏ م،‏ فه ‏َي مرَّة مُ‏ هُ‏ متَ‏ َّ ت هِ‏مكتوبٌ‏ فيدينتُ‏ دافِ‏ ‏ُع عَ‏ نهُ‏ م.‏ وسيَ‏ ظهَ‏ رُ‏ هذا كُ‏ ل كما أُ‏ بشِ‏ رُك ه،‏ يو ‏َم يَ‏ ُبِ‏بِ‏ املَسيحِ‏ ي خفايا القُ‏ لو ‏ِب.‏ ‏)رومةَّ ريعةُ‏ُهللا.ُ ونَ‏َالذين، ُُ مُّ ُ ه ،.)16 -12 :2.َّ هُ‏َ سوعَ‏َالذينشريعةٍ‏ ،ًومرَّة‏ُسِ‏ ر هللا.‏ فإن كف عنها وتغيرربما يشعر أن واحدة أو أكثر من عاداته ال تواستقام فإنه بهذا يعد الطريق للرب اآلتي.‏ فإذا كانت لقلوبنا تصميماللمض ي في اِ‏ نتظار عملي من هذا النوع،‏ فسيرشدنا هللا بالتأكيد في كلخطوة من خطوات الطريق.‏ وفي الواقع،‏ فإن كل أتباع يسوع املخلصينسيُ‏ عطون املزيد من األعمال واملهام العملية ليقوموا بها،‏ بحيث التؤاخذوني بالقول أنهم بالكاد سيجدون وقتا يقضونه في طقوس العبادةالطويلة أو الجلوس في الكنائس.‏ ويقول اإلنجيل:‏--65


َََُُْْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏فالدِ‏ يان َ ةُ‏واألراملِ‏ُالطاهِ‏ رَةَّ الن قيَّ‏ ةُ‏في ضِ‏ يقَ‏ تِ‏ هِ‏ م،‏ْوأنيسوع يحتاجك أنت،‏ ال ديانتك!‏‏َي أن يَ‏ َ عتن ‏َي اإلنسان بِ‏ األيتا ‏ِمعِ‏ ند ‏ِهللا أبينا هِ‏‏ِس ‏ِم ‏)يعقوبمِ‏ ن َ د نَ‏يَ‏ صون َ ن فسَ‏ هُ‏:1.َالعال)27إن مهمة تالميذ يسوع املسيح هي أن يجسدوا طبيعة يسوع عمليا.‏ وهذهُالحقيقة ليست مفهومة بصفة عامة،‏ ألن يسوع أطلِ‏ ق عليه أنه مؤسسديانة جديدة،‏ لكن هذه ليست كلمة هللا للعالم.‏ فلم يكن هدفه قط أنيعطينا ديانة جديدة كي نحيا بطريقة أكثر لياقة فلو كان األمر كذلك لكانموس ى وناموسه كافيين.‏وبوصية يسوع البسيطة إلى تالميذه،‏ فاملُخلِ‏ ص يريد القول:‏ ‏»ال تجعلوامني ديانة!‏ فما جئت به من هللا هو ليس ديانة،‏ ألن كل الديانات صارمة.‏وهي ال تريد أن تتقدم لألمام،‏ وال تنوي التغيير.‏ فهذه الديانات تؤسسأضرحة ومتاحف،‏ وتقيم الهيئات االستشارية،‏ ولهذا فهي تمثل حجر عثرةللعالم«.‏ وفي الحقيقة والواقع وبصراحة فإن أدياننا ما هي إال عائقليس للعالم فحسب بل لتاريخ البشرية أيضا.‏ال يوجد ش يء غير الديانة أكثر خطرا على تقدم ملكوت هللا:‏ ألنها هيالتي تجعلنا وثنيين.‏ وهذا ما صارت إليه الرسالة املسيحية.‏ أال تعلم أنه مناملمكن أن تقتل املسيح بمسيحية كهذه!‏ وقبل كل ش يء،‏ ما األهماملسيح،‏ أم،‏ الديانة املسيحية؟ وسأقول ما هو أكثر من هذا:‏ فيمكننا أننقتل املسيح بالكتاب املقدس!‏ أيهما أعظم:‏ الكتاب املقدس،‏ أم،‏ املسيح؟أجل،‏ وبوسعنا قتل املسيح حتى بصلواتنا.‏ فحينما ندنو إلى هللا بصلواتناالطافحة بمحبة الذات واالقتناع بالذات،‏ وحينما ترمي صلواتنا لجعلعاملنا الشخص ي عظيما فال جدوى من صلواتنا.‏–---66


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏يسوع يحتاجك أنت،‏ ال ديانتك!‏ُإن امل خَ‏ لِ‏ ص لن يسمح لنفسه بالتحجر في ديانة.‏ وهذا ما جعله يخبرناعن قصة العذارى العشر اللواتي كان بعضهن حكيمات واألخريات جاهالت‏)متى 13(. وهكذا فكأنه يقول:‏ هناك البعض منْ‏ يصنع دينا منيومالذا مريحا وحالة من السعادة.‏ إال أن غيرهم من الناس سيكونونمسيحيين مفعمين بالحياة حقا ومنفتحين دائما على التغيير،‏ ويتوخونالتجدد باستمرار،‏ إلى أن يتم تجديد العالم بأسره«.‏ لهذا أسألوا نفوسكم:‏هل أنتم على استعداد لبذل كل ما هو غالٍ‏ ونفيس في سبيله،‏ أم ال؟أصدقائي األعزاء البد وأن نعي مدى أهمية وضرورة تسليم ذواتنابالكامل.‏ فهناك أشكال كثيرة من املسيحية ال تخضع فيها القلوب هلل،‏والكثير من صيغ التدين التي تترك الناس تماما مثلما كانوا عليه من قبل.‏فالكيفية التي يُ‏ خدم فيها يسوع،‏ ولقاء واستقبال هللا،‏ ليست مفهومة لحداآلن.‏ فيعتقد الناس أنهم يقومون بهذا عن طريق الكنائس واملواعظواجتماعات العبادة،‏ لكن هذا ال يتم بهذه الطريقة.‏ وهذه الطريقة قدتأصلت فينا لدرجة أنها تكلفنا جهدا كبيرا لنتمكن من االنصراف عنها،‏ ومنثم إيجاد من جديد ما ييهئ الطريق أمام ملكوت هللا.‏عندما يتحدث يسوع فيتعلق األمر دائما بمسألة اجتماعية وبمسألةإنسانية.‏ فالذي قام به يسوع كان تأسيس قضية هللا على األرض،‏ أال وهيإنشاء مجتمع جديد ليشمل في النهاية كل األمم على نقيض املجتمعاتالتي صنعناها نحن البشر،‏ التي ال يمكن فيها حتى تكوين عائالت حقيقيةبكل ما تعنيه الكلمة،‏ حيث ال يعرف اآلباء كيف يهتمون بأوالدهم؛ وحيثتتمزق عالقات الصداقة والزمالة إرباً‏ إربا أي باختصار،‏ حيث يعيش الكلفي حزن فإزاء هذا النظام االجتماعي البائس يريد يسوع بناء مجتمعجديد.‏ ونصيحته لنا هي:‏ ‏»أنتم تنتمون هلل ال إلى املجتمعات التي من صنعالبشر«.‏-ً ؛«-1 :25وغم .67


ُْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏يسوع يحتاجك أنت،‏ ال ديانتك!‏قرأت قبل مدة قصيرة كتابا صغيرا لرجل دين روس ي حيث يقول فيهأننا ال نحتاج ال إلى كنائس وال إلى كاتدرائيات فمجرد حظيرة تكفينا.‏وإجماال،‏ فإن كل هذه األمور ال صلة لها باملوضوع األساس ي.‏ فيسوع املسيحليس مؤسِ‏ سا لديانة جديدة؛ فهو يجدد الحياة.‏ ويجب علينا محبة كالم هللاالذي يقوله للبشرية؛ وإذا كنا فعال نحبه فيجب أن نفهم أوال أن هذاالكالم هو أعظم من الكتاب املقدس.‏ وال يمكن تكبيله بالسالسل والقيودكما لو أنه مدون في إسمنت متصلب.‏ إذ عندما تتجمد كلمة هللا،‏ فسيتسنىحتى ألفضل املسيحيين أن يبرروا كراهيتهم نحو اآلخرين بل يقتلونهمويفصلون أنفسهم عنهم بكل تهور وانفعال.‏ كال!‏ إن كالم هللا هو الكالمالذي يدعو إلى االلتزام،‏ ومع ذلك فهو كالم التحرر.‏لو كنتم أحرارا لكان والئكم هلل وحده،‏ ولكان واجبكم هو العملالدؤوب ليتدخل هللا في هذا املجتمع البائس و الضائع والواقع تحت اللعنة.‏واآلن قارن كالم هللا هذا مع ديانتنا املسيحية املعاصرة.‏ فاليوم هناكمسيحيو ن يعتقدون أنهم ‏)بعد مماتهم أو عند عودة يسوع(‏ سيطيرون معامل خَ‏ لِ‏ ص للسماء ويضحكون على هؤالء الذين تركوهم ورائهم.‏ أما أنا فليسبمقدوري هضم أو فهم موقف الذين يعتبرون أنفسهم مكرسين ويرونأنفسهم أفضل من اآلخرين أو معفيين من دينونة هللا.‏ فمثل هذا النوع منالدين زائف ألنه يفصلني عن البشر اآلخرين.‏ وال أريد أن يكون لي أية عالقةمعه!‏ إذ أن يسوع قد دخل مباشرة إلى صميم الحالة البشرية بكل قبحها.‏واتحد مع الناس.‏ ولم يفصل نفسه عنا.‏ وهكذا أريد أن أمض ي جنبا إلىجنب مع أوطأ الناس في الجحيم وال أفصل نفس ي.‏ وشغفي أن أرى مَ‏ نسيُ‏ عتبَ‏ ر بارا وصالحا في النهاية.‏ وأتساءل:‏ أليس يسوع أعظم من بِ‏ ر نا الذاتي؟لذلك ال تنجرح يا أخي إن قلت لك أن الناس اليوم ينظرون إلى ملكوتهللا على أنه أمر خارق للطبيعة وعلى أنه ش يء غريب تماما عن حالتنا-68


َََُُّالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏يسوع يحتاجك أنت،‏ ال ديانتك!‏البشرية.‏ فهم يؤمنون بهبوط ش يء ما من السماء في يوم من األيام والذيسيغير كل ش يء في الحال كمفعول السحر،‏ وأما في هذه الغضون فيحقلحياتنا باالستمرار كما هي عليه،‏ ما دمنا منكبين على أداء فرائضنا الدينية.‏فقد ذهبت مجريات األمور بعيدا جدا بحيث يمكنك رؤية متدينين جدايعيشون ضمن ظروف غير عادلة وغير حقيقة بشكل فظيع،‏ وال يحركونإصبعا لتغيير وتقويم أي ش يء من حولهم.‏ وسيأتي يوم حين يُ‏ طلق علىُإيمانهم هذا بالدجل.‏ وأنت تعلم جيدا أن ألمثال هؤالء يأتي امل خَ‏ لِ‏ صكالسارق،‏ كما يخبرنا اإلنجيل:‏َ ةُ‏َ عرِفونَ‏أمَّ‏ ا األزمن واألوقات فال حاجة بكُ‏ م،‏ أيُّ‏ هاألنَّ‏ ك ت جيِ‏ دً‏ ا أن يو ‏َم الر ‏ِب يجي ‏ُءتسالونيكيُ مْاإلخوةُ‏ ، أنُ مكاللِ‏يُ‏ كتَ‏ ‏َب إلَ‏ يك فيها،‏‏ِص في اللَّ‏ ي ‏ِل.‏1(.)2 -1 :5ومع ذلك فأن املخ ‏ِلص يأتي أيضا كاملنتصر.‏لذلك،‏ فلو أردنا تقويم ما نتمكن من إصالحه في داخل نفوسنا لكونيسوع يحيا فينا،‏ ولو سعينا ملا هو صالح فقط،‏ لصار عندئذ الطريق معبداأمام الرب يسوع بصورة صحيحة.‏ وحتى لو بقي الكثير مما يراد إصالحهفينا،‏ الذي ال يقدر أحد غير الرب على إصالحه في نهاية املطاف،‏ إال أنناسنبين من خالل موقفنا هذا أننا ناس ال ينتظرون ويترجون خالصهمالشخص ي فقط بطريقة متمركزة حول الذات وبطريقة مُ‏ حِ‏ ب ة للذات،‏ لكننانفضل أن تستحوذ علينا الحماسة للتفاني والعمل على تمهيد السبيل هلل،‏حتى لو كان بقدر ضئيل.‏وأحب أن أقول لكم أن كل ش يء يوافينا من ملكوت هللا نعم،‏ كلش يء يجب إعداده هنا على األرض أوال.‏ ويجب أن يكون هذا له بعدا--69


ُْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏يسوع يحتاجك أنت،‏ ال ديانتك!‏«أكثر وأكثر حتى يمكن في النهاية أن نفهمه ونعيه بطريقة ملموسة.‏عمليا ويجب أن نبذل جهدا ألجله أينما نعيش،‏ وحيثما نعمل،‏ حتى يكون كل ماأن نشغل أنفسنا بالسؤال اآلتي:‏علينا يتحتم حينئذ ال هللا.‏ نفعله ألجل هل سيعود امل لِ‏ ص غدا،‏ أم،‏ بعد ألف عام؟«‏ فنحن بالفعل نحيا ألجلمجيئه.‏ وسيصير ملكوت هللا قضيتنا وسينكشف لنا في الحياة بوضوح أكثرمنأن نعيش ونلمس شيئا يتسنى لنا بهذا األسلوب وبطريقة أكيدة،‏ لكي هللا.‏لهذا ليفكر كل شخص:‏ كيف يمكنني أن أظهر الطاعة بطريقة تظهرمحبتي للرب يسوع؟ نعم،‏ كيف يمكنني أن أظهر الطاعة اليوم؟ هناك فرحهلل.‏ ويمكن أنش يء عظيم في السماء عندما يقوم أي شخص بعمل أي يكون هذا الش يء صغيرا،‏ لكنه يرينا الثمار في كل مرة يصمم فيها الفرد علىتمس الفؤاد.‏ فالسماءألي كلمة حقيقية مطيع الطاعة وال غيرها،‏ نعم،‏ كلها تتوق ملثل هؤالء التالميذ.‏ فلدينا ما يكفي ممن يصلون وممنيحضرون االجتماعات الروحية والقداديس.‏ ولدينا أكثر من اللزوم مِ‏ مَ‏ نبحسب اعتقادهم.‏ أما الفعلة،‏ فالسماءالصواب والغلط بشأن يجادلون أن مامن استوعبوا ليس لديها كفاية منهم!‏ فال يوجد ناس كفاية قد ليس املعرفة أو التعليم أو املواعظ.‏ فالذي نفتقدهنعتقده باملرتبة األولى هو هو الحياة الصحيحة،‏ وهذا يحدث فقط حين تتبنى الناس معا موقفا أكثرصدقا وأصالة في سبيل هللا.‏يجب أن يكون موقفنا كهذا.‏ فالحماس يجب أن يشتعل في داخلنا،‏ الذي شأنملجرد تأدية بعض الرياضات الروحية املنعشة بل للقيام بش يء صحيح وحقيقي أمامه وأمام سلطانه.‏ فهلموا بنا يا أيهاش يء للمسيح،‏ األصدقاء لنعمل بكل حماسة وهم ة.‏ فسوف نسير بهذا األسلوب الستقبالملكوت هللا.‏ آه لو كان بإمكاني مجرد التوضيح لكل من يقرأ هذا!‏ فغالبية70


ًََََََُُُّْْْْْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏يسوع يحتاجك أنت،‏ ال ديانتك!‏األمر بالنسبة لتالميذ يسوع يعتمد على ميولهم الداخلية الشديدة بحيثيتدفق منهم ينبوع غني وحي وذو حياة مليئة بالحركة والذي به يزدهر كيانهمبأكمله،‏ ويبقى خاضعا لهم باستمرار،‏ إلى أن تأتي اللحظة التي يصيرون فيهاللرب تماما وكليا.‏لألسف،‏ أن مسألة التَ‏ ْ تل مُ‏ ذ ليسوع املسيح هي عملية صعبة،‏ والتيتبين سبب قلة حصول يسوع عليهم،‏ مثلما يبين لنا كالم الرب يسوعاملسيح:‏َ هُ‏ما كُ‏ ‏ُّل مَ‏ ن يقو ‏ُل لي:‏ يا يا ر ‏ُّب!‏ يدخُ‏ لُ‏ مَ‏ لكوت السَّ‏ ماواتِ‏ ، بل مَ‏ نيَ‏ عملُ‏ بمشيئ ‏ِة أبي الذي في السَّ‏ ماوا ‏ِت.‏ سيَ‏ قولُ‏ لي كثي ‏ٌر مِ‏ ن النا ‏ِس فييومِ‏ الحِ‏ سا ‏ِب:‏ يا يا أما َ با سمِ‏ كَ‏ نَ‏ َ ط ْ قنا بالنُّ‏ بوءاتِ‏ ؟ َ وبا سمِ‏ كَ‏طَرَد الشَّ‏ ياطين َ وبا سمِ‏ كَ‏ عَ‏ مِ‏ لنا العجائ ‏َب الكثيرةَ‏ ؟ فأقو ‏ُل لهُ‏ م:‏ مااَ‏ َ بت عِ‏ دوا ه‏َل بِ‏‏َع كالمي هذا وعمِ‏عَ‏ رَفت مرَّة.‏ عنِ‏ ي يا أشرا ‏ُر!‏ فمَ‏ ن سمِ‏‏ٍل عاقِ‏ ‏ٍل بَ‏ نى بَ‏ يت على الصَّ‏ خ ‏ِر فنزَ‏ لَ‏ املَطَ‏ ‏ُر وفاض ‏ِتيكون مِ‏ ثْ‏ ‏َل رَجُ‏‏ِت الرِيا ‏ُح على ذلِ‏ ك البَ‏ ي ‏ِت فما سقَ‏ ط ألن أساسَ‏ ه علىالسُّ‏ يولُ‏ وهَ‏ بَّ‏‏َل بِ‏ ه يكون مِ‏ ث ‏َل رَج ‏ٍل غَ‏ ب ‏ٍي بنَ‏ ى‏َع كالمي هذا وما عمِ‏الصَّ‏ خرِ‏ ومَ‏ ن سَ‏ مِ‏‏ِت الرِيا ‏ُح على ذلِ‏ كبَ‏ يت على الرَّم ‏ِل.‏ فنَ‏ زَلَ‏ املطَ‏ ‏ُر وفاض ‏ِت السُّ‏ يو ‏ُل وهَ‏ بَّ‏عَ‏ ظيمً‏ ا.‏ ‏)متىالبَ‏ يتِ‏ فسَ‏ قَ‏ سُ‏ ُ قوط هُ‏، َ.)27 -21 :7.ربُّ‏ ،ربُّ‏ ، ربُّ‏ ،َ ؟َط َ ، وكانْ ناُ ُ كم.َ هُ‏فكل من ال يعمل بأية وصية كانت،‏ تلك الكلمة اإللهية التي تصل إليه فيالحق،‏ لن يحصل على امللكوت.‏ فلن تدخل إلى امللكوت مالم تكن مطيعا!‏إن أكثر ما يس يء إلى ملكوت هللا هو قلة الراغبين في اإلطاعة.‏ فعوضا عنهذا،‏ نرى الجميع يزرع أسلوبه الخاص في األمور الروحية.‏ فهناك اآلن ألفتعبير للروحانيات:‏ باختصار،‏ شتى أنواع التدي ن.‏ لكن أين هو ذاك الذي71


ٌَََََُُُْْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏يسوع يحتاجك أنت،‏ ال ديانتك!‏:يطيع وصية إلهية بسيطة عندما تصل إليه في الحق ومن ثم يخضع لها؟وأين ذاك مَ‏ نْ‏ يقبل اإلهانة ألجل هللا ويسوع ومع ذلك يبقى صادقا،‏ مثلبطرس؟ فيعلم شخص كهذا في قلبه أن ‏»يسوع هو الطريق!‏ وسأتبعه سواءكان موتا أو حياة!‏ فحتى لو أن األمر يسير ضد كل أفكاري ومشاعري،‏فيسوع منتصرٌ‏ ! وسأبقى معه«.‏دعوني أخبركم بأن يسوع املسيح سيأتي كقاهر،‏ وسيلفظكم دونرحمة إن لم تكونوا مطيعين،‏ رغم كل رجائكم في ملكوت هللا،‏ كما يخبرنااإلنجيل:‏‏ُب أروا ‏ِح ‏ِهللا‏ِة سارْدي ‏َس:‏ ‏»هذا ما يَ‏ قو ‏ُل صاحِ‏واكتُ‏ بْ‏ إلى مال ‏ِك كَ‏ نيسَ‏‏ِة أنا أعرِف أعمال أنت حَ‏ ‏ٌّي باالس ‏ِم م ‏َع أنالسَّ‏ بعةِ‏ والكواكِ‏ ‏ِب السَّ‏ بعَ‏املوت.‏ فأنا‏َي لك مِ‏ ن الحيا ‏ِة قَ‏ ب ‏َل أن ُ ي عاجِ‏ لَ‏ هُ‏‏ْش ما بَ‏ قِ‏مَ‏ يْ‏ ت.‏ اسهَ‏ ‏ْر وأنعِ‏َوكيف قَ‏ بِ‏ لتال أجِ‏ د أعمال كامِ‏ ل في نظ ‏ِر إلهي.‏ فاذكُ‏ رْ‏ ما ت عَ‏ لَّ‏ متَ‏ هُ‏‏ِةتَ‏ سهَ‏ ‏ُر ، ال ت في أيَّ‏كاللِ‏ صِ‏واعمَ‏ لْ‏ بِ‏ ه وتُ‏ ‏ْب.‏ فإن ك ال جِ‏ ُ ئت كَ‏‏)رؤياُ أ باغِ‏ تُ‏ كَ‏ساعَ‏ ةٍ‏َّ كَ‏َ ُ ه ،َ عرِفُ‏.َ كَ‏َ ةً‏ُ نتَ‏.)3 -1 :3َ كَ‏.وحتى لو كنتَ‏ ضعيفا فال يهم هذا طاملا أنه يمكنك أن تقول:‏ ‏»سأتبعك!‏سأتبعك!‏ سأتبعك!‏ وسأذهب مباشرة إلى الحق أينما رأيته،‏ دون لفٍ‏ أودوران،‏ ولن أتوقف ألفكر في األمر.‏ سأخدم يسوع إكراما هلل!«.‏ فبهذهالطريقة فقط سيكون هناك حلقة من التالميذ حول يسوع يمكنه أنيعتمد عليهم.‏ فهو ال يحتاج إلى ناس أقوياء،‏ وال ناس مغرورين بثقتهمبالنفس،‏ وال جسورين،‏ وال مدربين،‏ وال جريئين يفرضون األمور في العالم.‏إنه يحتاج إلى ناس منكسرين يخشون لئال يصبحوا غير طائعين لوصاياه.‏فهؤالء هم من يحتاجهم ألنهم خدام.‏ وكل اآلخرين الذين لديهم تقوى72


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏يسوع يحتاجك أنت،‏ ال ديانتك!‏-متصنعة ويشعرون آمنين بها يصعب تسخيرهم في أكثر األحوال.‏ أما أولئكالذين يخشون ويرتعشون،‏ والذين يهِ‏ زهم ويصقعهم كالم الحق ومع ذلكيستجيبون له ويقولون بفرح:‏ ‏»نعم«‏ وبكل نشاط وحركة،‏ إنما هم شعبه.‏لذلك،‏ يجب أن نتعلم أن نسلم أنفسنا بطريقة بسيطة جدا وعمليةجدا وننكب على العمل الغيور:‏ ‏»إنني أسلم نفس ي هلل،‏ وسأجعل قضية هللامن أهم اهتمامات قلبي حتى تحدث على األرض«.‏ فإننا نريد العيش بطريقةبحيث يتسنى لش يء منظور وذي شأن أن يحدث على هذه األرض ليتمجدهللا.‏فليمنحنا هللا أن نهضم هذا األمر ونثق فيه.‏ فهو سهل وبسيط وواضحبحيث يمكن ألي طفل فهمه.‏ وليصبح كل فرد مطيعا في املكان الذي هوفيه.‏ اسمعوا!‏ اسمعوا أيها األوالد!‏ فعندما يقال ش يء صائب فتحمسوالتفعلوه.‏ وأنتم أيها الشباب والشابات،‏ إن كنتم تعلمون أن شيئا ما صائبفافعلوه!‏ وأنتم أيها الشيوخ من رجال ونساء،‏ إن رأيتم أن هناك أمرا صائبافافعلوه!‏ وأي شخص آخر بيننا سواء كان مريضا أو معافى،‏ ذا منزلة عاليةأو واطئة،‏ غنيا أو فقيرا فإن علمتَ‏ بصواب أمر،‏ فافعله!‏ ال تفكر كثيرا فياألمر.‏ فكر فقط:‏ هل هذا صائب،‏ أم ال؟ ولو كان صائبا فأفعله.‏ عندئذستجد املسيح.‏ ♦73


ًٌَََََالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏الحياة الجديدة!‏فماذا نَ‏ قولُ‏ ؟ أَ‏ َ نبقى في الخ ‏ِة َ طيئَ‏هللاِ‏ ؟حتى تَ‏ في ‏َض َ ن عمَ‏ ةُ‏الذين مُ‏ تنا ع ‏ِن الخ ‏ِةَ فن حنُ‏كيف نَ‏ حيا فيها بَ‏ عدبِ‏ موتِ‏ ‏ِه ع ‏ِن الخ ‏ِة مَ‏ رَّةوفي حياتِ‏ ‏ِه يَ‏ حيا هللِ.‏فاحسبوا أنتُ‏ م أيضً‏ ا أنَّ‏ كأموات ع ‏ِن الخَ‏ طيئأحياءٌ‏ هللِ‏ في املَسي ‏ِح ي رَبِ‏ نا.‏‏)رومةَ طيئَ‏ُ ؟ ]...[واحدةً‏ ،ُ مَ ةِ‏ ،َ سوعَ‏)11 -1 :6َ طيئَ‏َماتَّكال!‏ألن َّ هُ‏8الحياة الجديدة!‏يكتب الرسول بولس عن وضع جديد للحياة.‏ وهذه الفكرة غريبة علينااآلن.‏ فماذا نعرف عن املوت؟ إننا نحاول دائما أن نحافظ على حياتنا،‏ونقلق على األمور األرضية ونمأل قلوبنا بشهوات هذه الحياة تلك الحياةنفسها التي تملؤها الديدان والتي هي عالمة على فسادنا.‏ إال أنه مناملفروض أن تكون األشياء قد تغيرت اآلن بالنسبة لنا نحن املسيحيين من-74


ًَََالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏الحياة الجديدة!‏حيث أننا يجب أن نتحكم كملوك في الحياة،‏ وال يجب على املوت أن يهيمنعلى كل ش يء بعد اآلن.‏ وهذا ما يفعله الرب يسوع.‏ فقد أتاح لنا وضعاجديدا للحياة لكي يبدأ فينا.‏ويقول الرسول بولس في أجزاء أخرى من رسائله أن املوت صار مَ‏ لِ‏ كابسبب خطيئة آدم فأصبح الكل تحت الخطيئة األصلية:‏َ والخ طيئَ‏ ةُ‏وسَ‏ رىَ د خَ‏ لَ‏ تْ‏املوتُإلى جمي ‏ِعفي العال ‏ِم بإنسا ‏ٍنَّ ألن هُ‏ م كُ‏ ل هُ‏ َّ‏ِر‏ِةَ وبالخ طيئَ‏م خَ‏ طِ‏ ئوا.‏ ‏)رومةواحدٍ‏ ،دخَ‏ ‏َلُاملوت.‏.)12 :5َالبشفقد مات الناس ولم يكن باإلمكان أن يحصلوا على مساعدة.‏ ألنه لم تكنهناك أية مساعدة.‏ وكان بمقدور الرب أن يحمي الناس مؤقتا ويسترالبعض من خالل وعده.‏ لكن واقعيا،‏ خضع الجميع لناموس املوت.‏ فكاناملوت مَ‏ لِ‏ كاً‏ والقوة الوحيدة على األرض.‏ لكن اآلن،‏ وبفضل املسيح،‏ ولدتحياة جديدة.‏ وبفضل ما عمله املسيح،‏ فالحياة ستحكم اآلن.‏ واآلن بكلمةعدل واحدة سيطلق الجميع من هذا الهالك إلى الحياة.‏ وسينغمر كيانناكله في هذا األمر وسنتحكم في الحياة،‏ كما كتب الرسول بولس:‏اآلن على هُ‏ ‏ْم في املَسي ‏ِح يَ‏ سوعفال حُ‏ كْ‏ ‏َم َ ب عدَ‏نَ رَّ‏ رَ‏ تكَ‏ ْح مِ‏الذي يَ‏ هَ‏ بُ‏ نا الحياة في املسي ‏ِح َ ي سوعَ‏واملوتِ‏ ‏)رومةَشريعةََّ ، ألنَالذين.)2 -1 :8.شريع ‏ِةالرُّ‏ و ‏ِح‏ِةالخ َ طيئَ‏يبدو لنا للوهلة األولى كما لو أن يسوع قد فعل كل ش يء ورتب كل ش يء لنا.‏فالنعمة اآلن متيسرة لكل شخص ليقبلها وليحيا في نعمة هللا.‏ هل نستمرإذن في اقتراف الخطايا اآلن،‏ ألن كل ش يء سهل للغاية وأن املسيح قد فعل75


ََََُُُُالحياة الجديدة!‏التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏، فاملكل ش يء ألجلنا؟ هل نقعد متكئين وقائلين:‏ ‏»الحمد هلل والشكر خ ‏ِلصمُ‏ حب جدا،‏ وقد خلصني.‏ نعم خلصني!‏ وبالطبع ما أزال خاطئ،‏ لكناملخ ‏ِلص أنقذني بنعمته؟«‏ لذلك يسترخي الجميع ويعيشون مثل اآلخريندون أن يفكروا في أن بِرَّ‏ املسيح البد وأن يجعلنا نضع األمور في نصابهاالصحيح.‏ فالبد وأن نبلغ الوضع الجديد للحياة بكامل كياننا ال أن ندورحوله،‏ ونعزي أنفسنا بأن كل ش يء اآلن على ما يرام،‏ وأن يسوع قد صححكل ش يء وأنه سيَ‏ عِ‏ د كل ش يء لنا.‏ كال!‏ يجب أن ننتقل إلى الحياة الجديدةبكل كياننا وأن يكون باطننا كتربة خصبة تؤتي بالثمار.‏ فال يوجد أي طريقآخر إن كنا قد فهمنا املخ صِل بطريقة صحيحة،‏ وهذا هو معنى املعمودية.‏فاملعمودية ما هي إال حدث يسمح لنا أن نشارك في موت املسيح حتىيمكننا أن نحيا معه وأن ندخل إلى الحياة الجديدة.‏ واملعمودية متاحة لنالكي نموت عن الخطيئة ونُ‏ دفن بالجسد مع املسيح حتى يمكننا نحن أيضاالدخول إلى قيامة يسوع.‏ فكما قام من املوت بمجد اآلب هكذا نحن أيضاسنبدأ الحياة الجديدة.‏وهكذا فإن موت يسوع املسيح أو موته عوضا عن طبيعتنا األنانية،‏ينتقل إلينا بامل خَ‏ لِ‏ ص عن طريق املعمودية.‏ ويجب أن يستحوذ علينا هذاويتملكنا كليا بحيث يجب على كياننا كله التجاوب معه قائال:‏ ‏»نعم«.‏ والأعود أقلق بشأن حياة الخطيئة هذه.‏ فيمكنني أن أجاهد ألجل ش يءمختلف!‏-:َ ج ديدةٌ‏كان وإذافي أح َ دٌ‏فه ‏َوخ َ ليقَ‏ ةٌ‏زالَ‏القَ‏ دي ‏ُمه ‏َو وهااملَسيحِ‏ ،الجديد.‏ 2( كورنثوس .)17 :5ُ76


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏الحياة الجديدة!‏يجب أن نمتلئ بالحماس والغيرة والسرور والعرفان ونتحمل كل ش يء بفرح،‏مهما كان صعبا،‏ لكي نتحرر من املوت ومن هذه الحياة وسط املوت.‏ عندئذفإن قوى القيامة ستقترب منا،‏ وعندئذ سيكون املسيح فعال قائما من بيناألموات،‏ وستصبح الحياة الجديدة واقعا ملموسا ومنظورا.‏ وليس تلكالحياة التي كنا نركض ورائها لغاية هذه اللحظة،‏ بمعنى أننا نحاول أننكون أفضل قليال من اآلخرين،‏ معتقدين أن الحياة الجديدة هي أن نسرقأقل مما نسرقه اآلن أو أن نسلك بطريقة أكثر لياقة من ذي قبل أو نرتديمعطفا مقبوال نوعا ما.‏ فهل يعتبر كل هذا حياة جديدة؟...‏ هذا هراء!‏ فاليتعلق األمر أبدا بأن تصير أفضل مما كنت عليه.‏ فالحياة الجديدة تعني أنتلك القوى التي تدفع للحياة يمكن أن نراها في داخلك،‏ بمعنى أن هناكشيئا من هللا ومن السماء،‏ شيئا مقدسا ينمو فيك.‏ وهي تعني أن بإمكاننابالحقيقة رؤية انتهاء سطوة الشهوات األثيمة عليك،‏ بل يمكننا حتى رؤيةأن شيئا من قيامة املسيح،‏ وشيئا من حياته الذي فيه قدرة من خاللالروح القدس،‏ يعمل فيك ويقودك إلى االستقامة والبر.‏آه ما أبعد أكثرنا نحن املسيحيين عن هذا!‏ وكم أتحسر على هذهالحقيقة من أن كل هذا بعيد جدا عنا.‏ آه كم أتمنى أن تنكشف لنا حياتناعلى حقيقتها لنرى مدى تعلقنا ولحد اآلن بالحياة القديمة.‏ ولعلنا ننالعندئذ ظمأ قلبي صميمي إلى ما هو جديد.‏ فالجميع يريدون أن يخلصوا،‏لكن من تراه يتلهف فعال على الحياة الجديدة؟ ألسنا بعيدين كل البعدعن التفاني والتضحية واسترخاص كل غالٍ‏ ونفيس؟ فجميعنا مُ‏ ثخنٌ‏ ،بدرجة أو بأخرى،‏ بطبقة جلدية واقية،‏ ونود التشبث بها والذهاب معها إلىالسماء.‏ فمجرد التفكير بالتضحية بالنفس يعتبره معظم الناس أمرا مخيفاجدا.‏ فهم يحس ون بغاية االرتياح داخل ذاك الجلد القديم ولن يتخلوا عنهبأي ثمن كان.‏ لقد تحدثت قبل فترة وجيزة مع شخص له مكانته في77


ًًٌٌَََََََََََََُُُُّّْْْْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏الحياة الجديدة!‏َ ياةَ‏األوساط املسيحية.‏ وقد أقام لنفسه منزال فخما ومريحا للغاية حيث تجدكل ما هو رائع في هذا املنزل.‏ وفي الوقت نفسه كان يُ‏ فترض أن يكون راعياكنسيا يقدم املواعظ.‏ وهو ما كان فعال يفعله.‏ لكن عندما رأيته هناك فيوسط كل تلك الراحة والرخاء قلت له:‏ ‏»أنصت إلي!‏ إنك تفسد نفسك بكلهذه األمور!«‏ غير أن الناس يفضلون االستلقاء على كنبتهم املريحة،‏ ال بلعلى أكثرها راحة!‏ فهم بكل بساطة ال يرون كم يقودهم هذا إلى املوت،‏وأقبَ‏ لَ‏ إلي ‏ِه شا ‏ٌّب وقا ‏َل لَ‏ ه:‏ ‏»أيُّ‏ ها املُعَ‏ لِ‏ مُ‏ ، ماذا أعمَ‏ ‏ُل مِ‏ ن الصَّ‏ ال ‏ِح ألنا ‏َلالح األبدِ‏ يَّ‏ ةَ‏ ؟«،‏ فأجابَ‏ ه ي : ‏»ملِ‏ اذا تَ‏ سأل عمَّ‏ ا ه ‏َو صالِ‏ حٌ‏ ؟ الأن تَ‏ دخ ‏َل الحياة فاَ‏ عمَ‏ ‏ْل بالوصايا«.‏ فقالَ‏صالِ‏ حَ‏ إال واحد.‏ إذا َ أ رَدْ‏ تَ‏لَ‏ ه:‏ ‏»أيَّ‏ وصايا؟«،‏ فقالَ‏ ي تَ‏ قت ال تَ‏ ز ال تَ‏ سرِق ال َ ت شهَ‏ دْ‏فقالَ‏ لَ‏ ه‏َّب قريبَ‏ ك مِ‏ ثلما تُ‏ ح ‏ُّب َ ن فسَ‏ كَ‏‏ْم أباك وأُ‏ مَّ‏ ك أحِ‏بالزُّ‏ ورِ‏ ، أكرِ‏بِ‏ هذِ‏ ‏ِه الوصايا كُ‏ لِ‏ ها،‏ فما يَ‏ عوز أجابَ‏ ه يالشَّ‏ ابُّ‏ َ ع مِ‏ لتُ‏أردت أن تكون كامِ‏ الً،‏ فاَ‏ ذه ‏ْب وبِ‏ ‏ْع ما تملِ‏ ك ووَ‏ زِع ثمَ‏ ن على الفُ‏ قراءِ‏ ،ْ‏َع الشا ‏ُّب هذافيكون لك كنز في السَّ‏ ماواتِ‏ ، وتعا ‏َل اَ‏ ت بَ‏ عْ‏ ني فلم ا سَ‏ مِ‏الكالمَ‏ مَ‏ ض ى حَ‏ زين ألن كان يملِ‏ ك أمواال كثيرة.‏ وقالَ‏ ي لِ‏ تالميذِ‏ ‏ِه:‏الحق أقو ‏ُل لكُ‏ م:‏ يَ‏ صعُ‏ بُ‏ على الغن ‏ِي أن يَ‏ دخُ‏ ‏َل مَ‏ لكوت السَّ‏ ماوا ‏ِت.‏‏)متى، ْ.»: ‏»إذاَ سوعُ‏َ سوعُ‏َ هُ‏ُ ني‏ْنِ‏ ،ُ ني؟«‏ُ هُ‏»!ُ لْ‏ ،َ سوعُ‏: ‏»الَ سوعُ‏، ًَ ا َّ هُ‏« :.)23 -16 :19.«نعم،‏ فديانتنا املسيحية من جهة،‏ والفرد املسيحي هذه األيام أخذ يزرعأسلوب حياة الكنبة،‏ وثقافته الدينية،‏ ونشرها مع ما يتعلق بها من جهةأخرى،‏ مؤمنا بأنه اآلن قد حقق أفضل ما يريده له املسيح.‏أيها األعزاء!‏ ليسأل كل منا نفسه:‏ ‏»هل لدي أي ركن صغير في مكان ماأحب االنزواء فيه دون أن يجر ني أحد منه؟«‏ فهناك نعتاد االستلقاء،‏78


َالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏الحياة الجديدة!‏---وليقرع هللا بابنا ويوعظ على قدر ما يشاء،‏ لكننا لن نخرج ولن نبالِ‏ . فلهذاالحياة الجديدة،‏ تلك الحياةإلى كجماعة كلها الكنيسة السبب ال تقدم التي البد وأن ينكشف ويتجسد ش يء إلهي فيها.‏ فالكثيرون يفهمون الحياةالجديدة على أنها تعني شيئا أفضل بقليل من حياتهم القديمة،‏ وشيئا أكثرخلقا لكن املسيح لم يأت ليجلب لنا هذا!‏ فاملقصود منها أن تكون حياة‏ُظهِ‏ ر أن هللا حي ، وأنيكون بمقدور ش يء إلهي أن يعمل فيها حقا ، وأن تاملسيح حي ، وحياة لم تعد فيها األمور الروحية مجرد كالم في كالم بل واقعملموس.‏ فيا لغباوة هؤالء املسيحيين!‏ فمعظم املسيحيين ليس لديهم وعلىإال القليلليس لديهم يستحق ذكره،‏ ألنهم ببساطة ش يء اإلطالق أي أي عندما نحجب أنفسنا في زوايانا الدافئةليظهروه.‏ وعلى هذا األساس إلىالتي أتى بها املسيح أن تصل ال تستطيع الحياة الجديدة واملريحة شؤوننا األرضية والدنيوية ولن تغلب العالم.‏النقطة نفسها.‏إلى يجب أن نبدأ بداية جديدة تماما.‏ سأظل أعود وبأكثرالبدء من جديد،‏ مرة بعد أخرى،‏ وبأكثر عمقا إلى فنحن بحاجة شمولية.‏ ويجب أن نداوم على فعل هذا حتى نضع بحق أساسا جديدايعكس حصولنا على املُ‏ خ ‏ِلص يسوع املسيح.‏ ألننا لو وصلنا فعال إلى النقطةالتي نتحد فيها مع املسيح بموت مثل موته،‏ فسنتحد بالتأكيد معه فيقيامة مثل قيامته.‏ وعندئذ سندخل إلى حياة جديدة تماما.‏ فيا له من أمرعظيم حين نتقابل مع القيامة!‏لقد كان الرسول بولس مدركا تماما معنى الحياة الجديدة،‏ ولهذا نراهفي كل رسائله يوضح أنه ليس علينا أن نخدم الطبيعة الخاطئة والجسد.‏فالبد وأن نترك وراءنا كل خدمة للذات.‏ فيكتب بولس:‏79


ََََََُُُُُّْْْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏الحياة الجديدة!‏مِ‏ ن أج ‏ِل الرِب ‏ِح األعظَ‏ مِ‏ ، وه ‏َو مَ‏ عرِف َ ةُ‏بَ‏ لْ‏ أحسُ‏ ‏ُب كُ‏ ‏َّل ش ي ‏ٍء َ خ سارةً‏ًكُ‏ ‏َّل ش ي ‏ٍء نِ‏ فايَ‏ ةكُ‏ ‏َّل ش ي ‏ٍء َ وح سَ‏ بتُ‏املَسيحِ‏ ي رَبي.‏ مِ‏ ن أجلِ‏ ‏ِه َ خ سِ‏ رتُ‏ألربَ‏ حَ‏ املَسي ‏َح.‏ ‏)فيلبي.)8 :3َ سوعَ‏فأشخاص أمثال بولس اختبروا شيئا من هللا،‏ وسمعوا شيئا وملسوا شيئا،‏وفهموا شيئا.‏ لهذا فلم يعد هللا مجرد نظرية أو فكرة:‏الذي كان مِ‏ ن البَ‏ دءِ‏ ، الذي سَ‏ مِ‏ عناه ورَ‏ أيناه بِ‏ عُ‏ يونِ‏ نا،‏ الذي َ تأ مَّ‏ لناهُ‏ََ ‏َسَ‏ تْ‏ هُ‏فَ‏ رَأيْ‏ ناها واآلن َ ن شهَ‏ دُ‏ لَ‏ ها‏ِة والحياة ت جَ‏ لَّ‏ تْ‏ومل أيدينا مِ‏ ن كلِ‏ مَ‏‏ِة التي كانَ‏ ت عِ‏ ند اآل ‏ِب وتجَ‏ ل لَ‏ نا،]...[‏ وهذِ‏ هِ‏ونُ‏ َ ب شِ‏ رُك بالحيا ‏ِة األبَ‏ دِ‏ يَّ‏‏َي أن هللا نو ‏ٌر ال ظَال ‏َم في ‏ِه.‏البُ‏ شرى التي سَ‏ مِ‏ عناها مِ‏ نه ونَ‏ حمِ‏ ل إلَ‏ يك هِ‏‏)‏‎1‎يوحناَّ تُ ها ُ مالحياةِ‏ ،.)5 ، 2-1 :1ُ موال نريد أن يكون لنا بعد اآلن أية عالقة بالظلمة!‏ فلتغرب كلها عنا!‏عندئذ سنتقابل مع العالم الجديد،‏ وسيوافينا ش يء جديد،‏ ومنالبديهي ستنقطع الحياة األثيمة لدينا.‏ غير أن هذا ال يعني أننا مجردسنودع العالم،‏ ألننا حتى لو طردنا شخصيتنا الخاطئة من الباب األمامي،‏ففي اللحظة التالية ستدخل مرة أخرى من الباب الخلفي.‏ ال يهم كيفنطردها،‏ ألنه ال يمكننا أن نتخلص منها لألسف!‏ فال يسعنا إال التنهدعليها.‏ لكن يجب أن نئن بكل أمانة،‏ وغير ساعين للحفاظ على هذا الجزء أوذاك الجزء من طبيعتنا أمال وبش يء من الصرير أن ننجو ساعة مجيءامل خَ‏ لِ‏ ص.‏ ال،‏ بل يجب أن نحزن كما لو أننا نريد فعال أن نشارك في األموراإللهية ونريد أن نكون مَ‏ نْ‏ يستلم شيئا من لدن هللا،‏ ومن قيامة املسيح.‏يجب أن نتحمس لهذا كما نتحمس للنجاح في عملنا.‏ فكل من الرجال-80


ََُُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏الحياة الجديدة!‏-والنساء غيورين فعال على مهنهم ومصالحهم فتراهم يعملون طوال النهاروطوال الليل ليضمنوا عدم فقدانهم ألي ش يء!‏ فهذه هي الغيرة التي يجبأن نتحلى بها.‏ وهذا ما يجب أن نفعله في سبيل ملكوت هللا.‏ فالبد وأن يصيرهذا جزء من دمنا ولحمنا لو أردنا أن نكون محاربين من أجل امللكوت.‏محاربين من أجل العالم الجديد.‏ وإال ستفوتنا في النهاية املزايا التي يوهبهاهللا.‏يجب أن أعرب عن قلقي علينا.‏ فعلى الرغم من أنني قد وعظت كثيراإال أن انطباعي العام يظل كما هو.‏ ألنه ال تحصل سوى تغييرات طفيفةعند بعض األفراد،‏ لكن كم هي عجيبة قدرة الناس املطاطية في الرجوع إلىالحياة القديمة.‏ فهذه تماما مثل املطاط الذي تسحبه ألعلى،‏ وعندما تتركهيرجع ملكانه على الفور؛ وإذا بالذات القديمة ترجع ثانية.‏ فحالنا فيما بعدمثلما كان عليه من قبل.‏ فهل نعير أية أهمية لقدرتنا على النجاة وتدبر األمرواجتيازه؟ فعندما تصبح األمور أكثر جدية وتحتدم،‏ فهل لدينا الطاقةالكافية لكي نرغب في أن ننتمي للمُ‏ خ ‏ِلص؟ أم،‏ سنحب حياتنا أكثر ممانحبه؟ ال داعي للقلق أن الرب يسوع سوف يتركك.‏ احترز فقط لئال تتركهأنت.‏ وانتبه لئال تؤخذ في غفلة من أمرك مثل زوجة لوط،‏ وانتبه لئال تكونممتلكاتك أغلى من املخ ‏ِلص.‏ ألن الكثير من الناس سيندهشون عند مجيئه.‏فبدال من أن ينحنوا أمامه سيقفزون قبل كل ش يء إلى محافظ نقودهم أوإلى مطابخهم.‏ فالحرية املوهوبة باملسيح لن تكون ملحوظة فيهم.‏واآلن أال تحس بغيرة وحماس بولس؟ فهو قد قلق مرة ولهذا كتبرسالته لرومة.‏ لكن ملاذا كتب لهم بهذه الطريقة؟ لقد كان يخش ى أن يجر واالرسالة املسيحية إلى القذارة والحضيض،‏ فقد شعروا أنه ليس لديهم مايفعلونه إذ مات امل خَ‏ لِ‏ ص وقام ثانية،‏ وهكذا أتموا دينهم!‏ فقد فزعالرسول بولس وصر ح لهم:‏81


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏الحياة الجديدة!‏كُ‏ ‏ُم َ الغ باوَ‏ ةُ‏َ ل تْ‏هَ‏ لْ‏ وصَ‏ بِ‏بالرُّ‏ وحِ‏ ؟ ‏)غالطيةإلى هذا الحَ‏ دِ‏ ؟أت َ نتَ‏ هونَ‏بَ‏ عد َ ما ‏ِد بالجَ‏ سَ‏بَ‏ دَ‏ ْ أ ُ تم.)3 :3ُفنرى أن امل خَ‏ لِ‏ ص ال يسعه مساعدتك مالم تكن قد التفت إلى ما هو جديدتماما،‏ لكن إن متنا مع املسيح وكنا مثله،‏ عندئذ سنحيا أيضا معه.‏ واآلنهو حي،‏ وعندما نتمكن مرة من كسر قيود كل البنية الدنيوية كلها وليسنصفها فسيتاح للعالم الجديد أن يشرق علينا؛ ففي هذه الحالة فقطلن يكون لدينا ما نفعله.‏ عندئذ لن نحيا ألجل الخطيئة لكن ألجل هللا كماأن املسيح يحيا اآلن ألجل هللا.‏الحياة الحرة في سبيل هللا.‏ آه لو تحقق هذا األمر في حياتنا!‏ أي النعود نعيش في سبيل قصورنا وال غِ‏ نانا وال أي ش يء من هذا القبيل،‏ بل فيسبيل هللا وحده.‏ آه،‏ كم أتمنى أن يحدث هذا!‏ فليرحمنا الرب!‏ يا ليته يفتحلنا السماء بسرعة لنفهم،‏ ألن الناس يبدون وكأنهم ال يفهمون،‏ وكل هذا بالفائدة.‏ لكن دعونا ال نخور.‏ فزمان جديد آتٍ‏ . وحتى لو كانت مجرد قلة منالناس ممن تلهفت بأمانة وغيرة على بذل كل الجهود بحياتها في سبيل هللا،‏--فإنه آتٍ‏ . فباملوت سيجدون الحياة.‏ ♦82


ِالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏و أ مَّ‏ ا مِ‏ نْ‏ جِ‏ هَ‏الحياة الجديدة!‏‏َري،‏ فَ‏ َ ح َ اشا لِ‏ ي َ أ ْ ن َ أ ْ ف َ ت خِ‏َ ا َ ي سُ‏ وعبِ‏ هِ‏ قَ‏ ْ د صُ‏ لِ‏ بَ‏ ْ ال عَ‏ َ ال مُ‏ لِ‏ ي‏َن ُ فِ‏ ي ْ امل ‏َسِ‏ يحِ‏ يَ‏ سُ‏ وعَ‏الُ يَ‏ ن فَ‏ عُ‏ ش ً ا وَ‏ ‏ْألإِ‏ بِ‏ الَّ‏ صَ‏ لِ‏ يبِ‏ رَبِ‏ ن َ ْ امل ‏َسِ‏ يحِ‏ ،الَّ‏ ذِ‏ يوَ‏ أَ‏ َ نا لِ‏ ْ ل عَ‏ اللَ‏ ْ ي سَ‏ ْ ال خِ‏ تبَ‏ لِ‏ ال َ لِ‏ يق ْ جَ‏ دِ‏ يدَ‏ ةُ‏َ ينَ‏ يَ‏ سْ‏ لُ‏ف كُ‏ لُّ‏ الَّ‏ ذِ‏ كُ‏ َ ون بِ‏ َ ح سَ‏ بِ‏ َ هذا ال ُ و ‏ِنعَ‏ لَ‏ يْ‏ هِ‏ مْ‏ سَ‏ الَمٌ‏ وَ‏ رَ‏ حْ‏ مَ‏ ةٌ‏ وَ‏ عَ‏ َ لى إِ‏ سْ‏ رَائِ‏ ي ‏ِل هللا.‏‏)غالطيةَّ هَ ْ يئ َ ْ ال ُ غ َ رْل ُ ة ،ْ خ َ ُ ة ال .ْ َ قان)16 -14 :6،َ مِ‏ .َ ان9ا سِننفسك ألجل اهلل!‏هلل رب الخليقة وإله األمم آخرون غيرنا،‏ فنحن املسيحيين لسنا بالحقيقةأهم وأفضل ناس في العالم!‏ فلسنا سوى مجموعة واحدة،‏ لكن هناكمجاميع أخرى غيرنا أيضا،‏ كما قال يسوع املسيح:‏83


ًٌَََََُّالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ْولي خِ‏ راف أخرى مِ‏ ن غَ‏ ي ‏ِر هذِ‏ ‏ِه الحَ‏ ظيرةِ‏ ، فيَ‏ جِ‏ُأيضً‏ ا.‏ ستَ‏ سمَ‏ عُ‏ صوتي،‏ فتكون الرَّعِ‏ يَّ‏ ة واحدةالحياة الجديدة!‏َأن أقودَ‏ ها ه ‏َيْ‏ُب عل ‏َّيوالر اعي واحدً‏ ا.‏ ‏)يوحنا.)16 :10ُ موحين يشتملنا هللا معهم فإنما هو لطف بالغ منه.‏ وينبغي أن ال نتذكرباستمرار هذا املوضوع فحسب بل أن نتحسسه أيضا.‏ فما نحتاجه هوالتظافر في سبيل هللا أكثر بكثير من التظافر في سبيل جماعتنا.‏ لهذا اليمكنني أن أتسامح مع هذه الرغبة املتواصلة في الخالص الشخص ياملحض.‏ فأنا غاضب للغاية على كنيستنا ألن شغلها الشاغل صار توجيهالناس على كيفية الخالص ال غير.‏ فيجب أن نتوق أوال إلى يصحح هللامواقفنا الروحية.‏هناك مسيحيون يبدون دائما أنهم يريدون أن يكونوا األوائل واألهمتماما مثل االبن العاق الذي يطلب سعادته ويريد أن يكون مسرورا.‏فيهزؤون باملالئكة،‏ وهم أكثر املنتفخين في العالم،‏ وال يفكرون بمدى وساخةالجماعة التي سوف يشكلونها في السماء بوجودهم فيها.‏ فيجب أن نفكرأكثر في هذا األمر.‏ فلو كنا أوالد هللا فخالصنا الشخص ي سيكون باألساسأمرا ثانويا.‏ فالهدف األساس ي هو أن نعمل،‏ أي أن نتفانى في سبيل خالصنا،‏فكما أطَعت كُ‏ ‏َّل حي ‏ٍن،‏ أيُّ‏ ها األحِ‏ ب اءُ‏ ، أطيعوني اآلن في غِ‏ يابي أكثَ‏ ‏َر مِ‏ م اأطعتُ‏ موني في حُ‏ ضوري،‏ واعمَ‏ لوا لِ‏ بِ‏ خَ‏ الصِ‏ ك خَ‏ و ‏ٍف ورِ‏ عدَ‏ ةٍ‏ ، ألن هللايَ‏ عمَ‏ لُ‏ فيكُ‏ م لِ‏ يجعَ‏ لَ‏ ك راغِ‏ بين وقادِ‏ رين على إرضائِ‏ ‏ِه.‏ ‏)فيلبي-12:2ُ مُ م.)1384


َُْْْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏الحياة الجديدة!‏«بين كل البشريتمجد هللا رؤية إلى ورغباتنا كل أفكارنا تهدف أن فينبغي إلىأنفسنا.‏ فاألمر ليس مسألة تطلعنا للموت والذهاب وليس إلى تمجيد السماء.‏ ال!‏ فلو من أوالد هللا،‏ فأول ما أحتاج تعلمه هو نسيان نفس يوالسعي للحصول على خليقة إنسانية جديدة . وهذا األمر يُ‏ ساء فهمه تماما.‏فلو كنا نطلب خالصنا الشخص ي أوال ومن ثم ملكوت هللا،‏ فلن يكونهناك أي نور على األرض أبدا.‏ فسيزداد البؤس ولن تتراجع الظلمة.‏ وربمايكون هناك الكثيرون الذين يفرحون في السماء املباركة،‏ لكن على األرضدافعاهللا سيستمر البؤس واالحتياج مع مرور كل عام.‏ ولهذا أعطانا جديدا،‏ وبدأ يحرك قلوبنا لنصرخ:‏ ‏»ال،‏ لن نفكر أوال في خالصنا،‏ لن نسعىهللاومجد هللا أن نكون خداما،‏ نريد أن نطلب خالص لخيرنا أوال!‏ نريد وملكوت هللا!«‏بهذا.‏ بلاالكتفاء ال نريد بالدرجة األولى تخليص نفوسنا،‏ ومن ثم هللا،‏ وعلى فواجعينبغي فتح قلوبنا على جميع تنهدات وحسرات خلق الناس وأنينهم الذي ال حد له،‏ مِ‏ مَ‏ نْ‏ ال يعينهم خالصنا بالتأكيد،‏ غير أن ما‏َك فلن يحصلوا على العون‏َكوت‏َل‏َأتِ‏ ميعينهم هو صراخنا وتضرعنا هلل:‏ لِياستعدادنا لخوضفي حياتنا عن طريق هللا تدخل نحن إال عندما نشهد عن رفاهيتنا وسعادتنااملعارك الحامية وصراعاتنا الروحية بشأن التخلي وحتى عن خالصنا الشخص ي.‏فهذا ما قد عيت إليه الكنيسة،‏ ولهذا دعوني أصرخ وأنادي:‏ وا ماهو لكم،‏ وأنكِ‏ روا أنفسكم،‏ وأمشوا مع يسوع نحو الصليب ألجل مجد هللا،‏ترُكوا أمر خالصكم لخالق الكون،‏ كما يوصينا الرب يسوع املسيح:‏»! َوقالَ‏ لِ‏ لجُ‏ موِع كُ‏ لِ‏ هِ‏ م:‏ « مَ‏ ن أراد أن يَ‏ تبَ‏ عَ‏ ني،‏ فلْ‏ يُ‏ نكِ‏‏َص َ ح ياتَ‏ هُ‏ْكُ‏ لَّ‏ يو ‏ٍم ويَ‏ تبَ‏ عْ‏ ني.‏ مَ‏ ن يُ‏ خَ‏ لِ‏ه‏ْل صَ‏ ليبَ‏ ُ‏ْر َ ن فسَ‏ هُ‏ ويَ‏ حمِ‏‏َريَ‏ خسَ‏ رُها،‏ ومَ‏ ن خَ‏ سِ‏ْأنَأراد85


َََََََََََُُُّّْ هُ‏التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏الحياة الجديدة!‏حيات في سَ‏ بيلي يُ‏ خَ‏ لِ‏ صُ‏ ها.‏ فماذا يَ‏ نفَ‏ ‏ُع لو رَبِ‏ ‏َح العالَ‏ مَ‏ ُ ك لَّ‏ هُ‏أو أهلَ‏ ك مَ‏ ن اَ‏ ست بي كالمي،‏ يَ‏ ست بِ‏ ‏ِه اوخَ‏ سِ‏ رَ‏ َ ن فسَ‏ هُ‏وبِ‏اإلنسانِ‏ متى جا ‏َء في مَ‏ جدِ‏ ‏ِه ومَ‏ ج ‏ِد اآل ‏ِب واملالئِ‏ ك ‏ِة األطها ‏ِر.‏ الح أقو ‏ُللكوتلكُ‏ م:‏ في الحاضِ‏ رين هُ‏ نا مَ‏ ن ال يَ‏ ذوقون املوت حتى يُ‏ شاهِ‏ دوا مَ‏ َ‏)لوقاَ حي َ بنُ‏َ قَّ‏َاإلنسانَ حىَ ها ..)27 -23 :9هللاِ‏ «.تذكروا األس ى الذي يمأل فؤاد أبيكم السماوي،‏فال تفكروا في نفوسكم،‏ والذي يتوق لسالمه أن يخي م على كل مخلوق.‏ لكن من تراه مستعدللتعاون معه؟ من سيضحي بنفسه ويحمل الصليب؟ من سيتخلى عنمساعيه الشخصية مهما كانت جيدة،‏ ليخدم اآلب السماوي؟ من منا،‏السيما نحن املسيحيين،‏ سيتخلى عن سعادة هذا العالم؟ من سيسمح‏ُنفِذ العدل على األرض؟لقضاء هللا أن يأتيه،‏ ومن سيطلب من يد هللا أن تالتي وجد املسيحيون األوائلاملعركة يخبرنا الكتاب املقدس عن أنفسهم فيها وعن األوقات العصيبة التي مروا بها.‏ فمن بين كل ألفإيجاد واحد قادر على تحمل صراع كهذا.‏ فقد كانمسيحي اليوم يصعب إلى املسيحيين األوائل على أنهم مطرودين،‏ مثلما ننظرالجميع ينظرون للغجر اليوم.‏ فقد كان العالم يراهم على أنهم ال ينتمون للطبقة املتعلمة،‏كإله لهم.‏ يا لها من حماقة أن‏»املصلوب«‏ ألنه لم يكن لديهم غير ذاك يكون لهم مثل هذا اإلله!‏َكانَ ةً‏ الحكماءَ‏ ،86ُ مُتذَ‏ ك أيُّ‏ ها اإلخوة كُ‏ نت حين دَ‏ عاك ‏ُم هللاُ،‏ فما فيكُ‏ م كثي ‏ٌرإال أن هللاَ‏ِة البش ‏ِر وال مِ‏ ن األقوِيا ‏ِء أو الوُ‏ جَ‏ ها ‏ِء.‏مِ‏ ن الحُ‏ كما ‏ِء بِ‏ حكمَ‏وما يعتبرُه العال ‏ُم‏َيالعالَ‏ ‏ُم حماق ليُ‏ خزِ‏اختارَ‏ ما َ ي عتَ‏ بِرُهُ‏الالعالَ‏ ‏ُم ويَ‏ زدَ‏ ري ‏ِه ويَ‏ ُ ظ نُّ‏ هُ‏‏َي األقوِيا ‏َء.‏ واختارَ‏ هللا ما يَ‏ َ حت قِ‏ رُهُ‏ضُ‏ ً عفا ليُ‏ خزِ‏َكيفَّ روا


ًًََْْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏الحياة الجديدة!‏‏َر بشَ‏ ‏ٌر أمَ‏ ا ‏َم ‏ِهللا.‏ وأمَّ‏ االعالَ‏ ‏ُم شيئً‏ ا،‏ حتى ال يَ‏ فتَ‏ خِ‏ش يءَ‏ ، لِ‏ يُزي ‏َل ما يَ‏ ظ ‏ُنُّ‏ هُ‏أنتُ‏ م،‏ فَ‏ بِ‏ َ ف ضلِ‏ ه صِ‏ رتُ‏ م في املَسي ‏ِح ي الذي ه ‏َو لَ‏ نا مِ‏ ن هللا حِ‏ كمَ‏ ةوفِ‏ داءً‏ ، كما جا ‏َء في الكِ‏ تا ‏ِب:‏ مَ‏ ن أراد أن يَ‏ فتَ‏ خِ‏ رَ‏ ،وبِ‏ ر ا َ وق داسَ‏ ةً‏‏ِب ‏)‏‎1‎كورنثوسفلْ‏ يَ‏ فتَ‏ خِ‏ رْ‏ بالرَّ‏«َ سوعَ‏)31 -26 :1.»--في الوقت الحالي ال نفهم بالحقيقة معنى هذا.‏ فاليوم وفي مناطق متعددةمن السهل أن تؤمن باملصلوب وأن تكون مسيحي لكن في تلك األيام كانيعتقد أن من يفعل هذا هو شخص أحمق تماما.‏ لهذا استخدم الرسلالكثير من التعبيرات النبيلة التي تتعلق بخالصنا.‏ إذ كانوا يسعون لتقويةالكنيسة،‏ والتي وجدت نفسها في وسط سعير املعركة،‏ لكي ال تتعب فيالصراع بل لكي تُ‏ بقي الجائزة،‏ تلك الجوهرة الثمينة،‏ نصب أعينها.‏ فهذاكان هدف بولس األساس ي عند الحديث عن الخالص.‏وترانا نصرخ اليوم هلل ونطلب منه:‏ ‏»خلصنا يا رب«.‏ لكن يقول هللا:‏ال احتاجك في السماء؛ ألنه لدي ما يكفي من املُخَ‏ َّ لصين هنا.‏ فما أحتاجههو فَ‏ عَ‏ لة،‏ ناس ينجزون األمور على األرض.‏ فأخدمني هناك أوال«.‏أتمنى من كل قلبي أن ينقرض كل ذلك الدفء والراحة الدينية التيتجعل املسيحيين ينظرون دائما إلى السماء بدال من العيش القويم علىاألرض.‏ أن مسيحيي اليوم مخدوعين بمشاعر الخالص الدافئة هذه.‏ يا لهمن هراء!‏ فإن لم ترغبوا أن تتحولوا إلى تراب ألجل هللا،‏ وإن لم ترغبوا أنتفكروا في اسمه بدال من اسمكم،‏ فلن تلقوا عندئذ أية رأفة من هللا حينماتتعذب قلوبكم.‏ فإذا قمنا بأي ش يء ولم يكن في سبيل هللا فهو بال جدوى.‏فلو أنك تؤمن بيسوع بسبب ما يمكنك أن تكسبه من وراءه فلن تغلبالعالم أبدا.‏-«87


ُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏الحياة الجديدة!‏فما يراد من خالصنا هدف واحد ال غير أال وهو إكرام اآلب السماوي.‏فعندما نكرم اآلب السماوي فأننا نفعله بطريقة بحيث يُ‏ ظهر بها نفسه علىاألرض.‏ فننحي مجدنا البشري جانبا حتى لو كان يتناقض مع أسلوب تفكيرناوتصرفاتنا.‏ فلنطرحه بعيدا!‏ فما نبتغيه هو حق وعدل الرب في امل خَ‏ لِ‏ ص.‏ويمكننا أن نسأل فقط:‏ ‏»أهذا حق،‏ أم باطل؟«‏ فكل ش يء يعتمد على الحقوالعدل اللذين نعثر عليهما وعلى حياة البر واالستقامة التي تُ‏ كشف علىاألرض.‏ فالجميع،‏ وأينما كان مكانهم أو موقعهم،‏ يمكنهم أن ينضموا إلى هذاالحق.‏ فاألمر ال يتوقف على نظام طويل عريض من املعتقدات،‏ فلو كانالفرد صادقا ويريد يسوع في الحق والعدل لكان عندئذ أهال لالنضمام.‏يجب أن نأخذ ما يريد يسوع أن يحصل على هذه األرض مأخذالجدية!‏ فلو لم يكن هناك ناس يحيا يسوع فيهم،‏ ولو عاش املتدينونحياتهم بصورة مغفلة،‏ ولو تفوهت ألسنتنا نحن املسيحيين بكل تلكالصلوات واآليات الكتابية من دون التفكير بها مثلما يرددها الببغاء،‏ ولو لمننسب تلك اآليات سوى إلى نفوسنا الصغيرة و ‏»الغالية علينا«‏ بدونالتوقف لبرهة وتفحص أحوال حياتنا وأحوال العالم والتساؤل:‏ ‏»هل مايجري صحيح؟«‏ لكان الذنب عندئذ ذنبنا عندما ال يطرأ أي تجديد علىحياتنا.‏ ألن ما يسري على األرض هو املبدأ التالي:‏ إن كنتَ‏ ال تريد الخضوعالتام أو تسليم ذاتك بالكامل عندئذ سيبحث هللا عن شخص آخر.‏أتريد ‏»دينا«‏ لكي تطري ذاتك وتتملص من كل ش يء قائال:‏ ‏»هللا يقومبكل ش يء ألجلنا!‏ آه،‏ كم أتطلع إلى السماء؛ فما أروع الحياة هناك؟«‏ فإنكان هذا ما ترمي إليه ستندهش آنذاك عندما تسمع يقال لك:‏ ‏»ماذا تفعلأنت وتدينك هنا؟ كان ينبغي أن تكون أمينا على األرض.‏ وكان ينبغي أنتتخلى عن كل ش يء ليعيش يسوع هنا بيننا على األرض«.‏ فأين يجبالكشف عن هللا وإعالنه وتجسيد إرادته؟!‏ طبعا،‏ هنا على األرض،‏ ال في88


ََََََُُُُْْْْْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏الحياة الجديدة!‏َ فَ‏السماء.‏ فهو ال يحتاجك هناك حيث تمجده جموع املالئكة.‏ إن مكانك علىاألرض!‏ فهذا هو نوع الخالص الذي تترقبه املالئكة لتراه،‏، ََ هاَّ‏ِة التي نِ‏ لتموها.‏هذا الخَ‏ ال ‏ِص فَ‏ ت ‏َش األنبيا ‏ُء وبَ‏ حَ‏ ثوا،‏ فأنبَ‏ أُ‏ وا بالنِ‏ عمَ‏َ ع نْ‏وحاوَ‏ لوا أن يَ‏ عرِفوا الوَ‏ قت وكيف تَ‏ جي ‏ُء هذِ‏ ‏ِه النِ‏ عمَ‏ ة التي دَ‏ ‏َّل علَ‏ يها رُ‏ و ‏ُحمِ‏ ن قَ‏ ب ‏ُل بآالِم املَسي ‏ِح وما يَ‏ تلوها مِ‏ ن مَ‏ ج ‏ٍد.‏املَسيحِ‏ فيهِ‏ م،‏ حين ش هِ‏ َ دَ‏َّْ هُ‏ موانكش لهُ‏ م أن كانوا يَ‏ عمَ‏ لون ال مِ‏ ن أجلِ‏ هِ‏ م،‏ بَ‏ ‏ْل مِ‏ ن أجلِ‏ كُ‏ م،‏ لِ‏ هذِ‏ ‏ِهأعلَ‏ ن اآلن لكُ‏ ‏ُم الذين بَ‏ ش بِ‏ ها،‏ َ د ‏ُم الرُّ‏ و ‏ُح القُ‏ د ‏ُسيُ‏ ؤ يِ‏األُمورِ‏ التيأن يَ‏ نظُروا إلَ‏ يها.‏ ‏)‏‎1‎بطرساملُرسَ‏ لُ‏ مِ‏ ن السَّ‏ ماءِ‏ ، واملَالئِ‏ ك يَ‏ َ ت منَّ‏ ونَ‏:1َّ ُ روكم ُ هَ ةُ‏.)12 -10فلنكن جادين،‏ فأعمالنا وحياتنا وخالصنا تنتمي لألرض.‏ لقد علمنا يسوعاملسيح أن نصلي ونطلب هكذا:‏. مَ‏ ل كُ‏ وتُ‏ كَ‏ َ لِ‏ يَ‏ أْ‏ تِ‏لِ‏ ت َ كُ‏ نْ‏مَ‏ شِ‏ يئ َ تُ‏ كَ‏السَّ‏ مَ‏ ا ‏ِء فِ‏ ي كَ‏ مَ‏ ا‏)متى . ‏ِض األَرْ‏ عَ‏ ل َ ى ك َ ذَ‏ لِ‏ كَ‏.)10 :6َ لَّ‏«فهذا املكان هو ليس املكان املفقود األمل حسبما يظن الناس،‏ فالكثيريمكننا القيام به على األرض.‏ غير أن ما يهم هو الخليقة الجديدة.‏ فمستقبلاملسيح ينتمي لها!‏ فالذي يمكن إجرائه هنا على هذه األرض أكثر بكثير منموت ألف من الناس املخ صين«.‏ لكن من تراهم يفهمون هذا؟ إنهمأولئك الذين يسمحون ليسوع أن يتمجد،‏ فهم وحدهم يفهمون هذاأولئك الذين يسلمون أنفسهم للموت ليحيا يسوع.‏-89


َالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏الحياة الجديدة!‏لكن إن كنا نحن كمسيحيين ال ندين أو ننتقد أنفسنا فالعالم سيظلمثل مد السكك الحديدية أوإنجازاتنا املادية كما هو بغض النظر عن نشر خطوط الهواتف عبر أرجاء أفريقيا،‏ أو إرسال آالف املبشرين في يومالضالين.‏ فربما نغير فعال بعض األفكار أو نحس ن من الطبيعةإلى واحد ليس بمقدورنا نحن البشرألنه الوضع سيبقى كما هو.‏ لكن األرضية،‏ لكن،‏ بالحقيقة،‏نوجه انتباهنا لهذا ونهتم بذاك،‏ ش يء.‏ وربما تحقيق أي بجبروته.‏ فاهتمامناما سيفعله ما يفعله يسوع وإلى إلى يجب أن نتطلع الوحيد يجب أن ينصب على أن يحيا ذاك اآلتي،‏ وعلى أن يحيا فينا ذلكمن خالله.‏ ولعل خالصنا،‏آنذاك يستعملنا هللا السيد املنصور.‏ ولعل عندئذ وبفضله،‏ يؤخذ بالحسبان.‏فلو رأينا األمور بهذه الطريقة لذاع اسمنا بأننا ناس يقدر هللا علىتسخيرهم.‏ لكن يجب أن نُ‏ ستخدم وفقا لشروط هللا،‏ ال وفقا لشروطنا.‏فيريد كثير من الناس أن ينشروا املسيحية والثقافة املسيحية بين غيراملؤمنين،‏ لكن هناك فعال سؤاال في غاية األهمية:‏ هل يقدر الضالون تَ‏ سَ‏ لمفيتمجدالجميع ‏»لو يخلص عندما يتلقونا؟ يقول اإلنجيليون:‏ هللا مجد اسم هللا«.‏ أما الكنسيون فيقولون:‏ ول»‏ يذهب الجميع إلى الكنيسة فيتمجدعندئذ اسم الرب«.‏ لكنني ال أؤمن بكل هذا!‏ فلن يتمجد هللا هكذا.‏ فمثلحياة الناس وغيرتإلى إال إذا أتت قوة إلهية هللا تلك الطرق ال تمجد مواقفهم.‏إلىالناس ستستمر في ذهابها لكن يمكننا أن نعظ بقدر ما نشاء،‏ ال ألجل هللا.‏ جرب فقط ما يلي،‏ لو وعظت بش يء الالكنيسة ألجل ذاتها يحبونه فسوف يتذمرون.‏ أما لو كان شيئا يعجبهم،‏ فسوف يمدحونه.‏ فإنلم يكسبوا شيئا منه قالوا أنه باطل،‏ أو يذهبون ملكان آخر.‏ واليوم يرتادغير أن القلة فقط تراها مِ‏ مَ‏ نْ‏ قد تغيرتالكنيسة عدد كبير من الناس،‏ --90


َُُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏الحياة الجديدة!‏واستقامت.‏ نعم قلة فقط،‏ لكن في حاالت كثيرة جدا نرى كيف يواصلمرتادي الكنائس إصرارهم على أساليبهم األثيمة والدنيوية.‏ فال يوجدبالحقيقة أي تغييرات.‏و البد أن األمر ال يُ‏ طاق لقسم منا من الذين يعتقدون بأننا إن لم نكنمستحقين للمهمة التي وُ‏ ضعنا ألجلها على األرض.‏ لكن لنرى ماذا يقولاإلنجيل:‏ُ م،‏ف أطلُ‏ ‏ُب إلَ‏ يك أنا السَّ‏ جين في الرَّ‏ بِ‏ ،التي دَ‏ عاك ‏ُم هللا إلَ‏ يها،‏ ‏)أفسسأن تَ‏ عيشواْعِ‏ يش َ ةً‏ت َ ليقُ‏‏ِةبِ‏ الدَّ‏ عوَ‏.)1 :4فقد تم وضعنا في وسط الخليقة،‏ لكننا ولألسف فقدنا الشعور بأننا هناأعظم بكثير من نفوسناش يء ألجل بل ألجل هدف،‏ ال ألجل أنفسنا،‏ وهذا الهدف هو أن نكون خداما لذاك الحي.‏ وهذا ما يجعلنا نشعر بالحزنالشديد،‏ والهزيمة.‏ فغالبا ما يفكر الناس بأنفسهم فقط حينما يجلسون فيالكنيسة.‏ فيتحسر كل واحد على حظه ويبحث عن ش يء ذي قيمة في نفسهوألجل نفسه،‏ دون أن يعلم بالحقيقة ما هو هدف هللا لألرض.‏ وبود املرء لوانسوا أنفسكم!‏‏›الخيرين‹!‏ ‏»أنتم أيها مناديا:‏ كلهم تمكن الصراخ فيهم وفكروا في قضية هللا!‏ ؤوا العمل ألجلها!‏ أو تأسفوا على األقل،‏ ال علىأفضل غيرمعكم بل على أنكم ليس لديكم شيئا الس يء مجرى األمور االنشغال بشؤونكم التافهة«.‏تسخيرنا بكل ما تعنيههلل أن أبشع ما في األمر هو حينما ال يتسنى الكلمة.‏ فال عجب أننا ننحط ونفسد على الرغم من تقدمنا.‏ فكل واحد مناسينحط ويفسد،‏ حتى في األمور الدنيوية،‏ إن لم نكن نشيطين كجزء منش يءوحدة أعظم وبأهداف أسمى.‏ أما مَ‏ نْ‏ يعمل باملحبة والفرح ألجل –91


ََُُْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏الحياة الجديدة!‏أعظم من نفسه فسوف يزدهر وينمو ويثمر،‏ حتى في أسوأ الظروفاألرضية.‏ فكل قيم الحياة املادية والروحية ستُ‏ دمر إن لم يكن لدينا مانقوم به كبشر في سبيل هذه الحياة على األرض،‏ وفي سبيل الخليقة وفيسبيل هللا.‏أتمنى لو كان بإمكاني حفر تلك الكلمات في قلوبكم يا أصدقائي األعزاء.‏فسيحدث أكثر وأكثر إذا وددنا نسيان أنفسنا والتفكير بما هو أسمى،‏ أيبالقضية األهم التي وُ‏ جدنا ألجلها.‏ وسيُ‏ عينُ‏ نا يسوع املسيح في هذا،‏ فهوإشراقة وبهاء هللا على األرض،‏َ ظُ‏ َ ونَ‏‏ِة كلِ‏ مَ‏ تِ‏ ‏ِه.‏ وملَّاهُ‏ وَ‏ بَ‏ ها ‏ُء مَ‏ ج ‏ِد ‏ِهللا وصُ‏ ورَ‏ ة جَ‏ وه يَ‏ حف الك بِ‏ قُ‏ وَّ‏َطَهَّ‏ رَنا مِ‏ ن خَ‏ طايانا جَ‏ ل ‏َس ع يَ‏ مي ‏ِن إل ‏ِه املَج ‏ِد في العُ‏ لى،‏ ‏)عبرانيين:1َ رِهِ‏ ،َ نْ‏.)3ويستمر هللا إشراقه في هذا الشخص،‏ ألن املسيح موجود ألجل مقاصد هللاال مقاصدنا.‏ فذلك هو مغزاه،‏ ولذلك السبب لديه الحياة األبدية،‏ حتى لوأنه قد سُ‏ مِ‏ ر على الصليب.‏ فهو موجود ألجل قصد معين أال وهو قصد هللا.‏وكذلك ألجلنا؟ ويبدو األمر كما لو أن أي حشرة يمكنها أن تدمرنا ألننا نهيمبدون أي هدف خارج أنفسنا،‏ لكن األمر مختلف مع يسوع.‏ ألن اآلبالسماوي ووالد الخليقة كلها يشرق من خالل يسوع املسيح.‏ وملا كان يسوعيعرف معنى الخدمة،‏ فسوف يتملك الخليقة إحساس برجاء متجدد بأنكل ش يء سيرجع إلى نظامه مرة أخرى وبأن األرض املدمرة التي أصبحتبر ي ة موحشة سيتم استردادها هلل ثانية.‏فألجل هذا جاء املخ ‏ِلص يسوع املسيح.‏ ولهذا السبب سيأتي ثانية.‏ولكي تكون متأكدا،‏ فإن يسوع قريب شخصيا من كل شخص،‏ لكن لو لم92


ََُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏الحياة الجديدة!‏نرغب في مساعدته ولو لم نرغب في إعداد الطريق فالبد أن يستبعدناعندئذ.‏ ولكيال تنس ى،‏ فأن املخ ‏ِلص يسوع موجود ألجل هللا أوال،‏ ومن ثمألجلك،‏ مثلما قال يسوع بنفسه:‏طعاميْ ‏َلأعمَ‏ أنَبِ‏ مَ‏ شيئ ‏ِة الذي أرْسَ‏ لني وأُ‏ تمِ‏‏َم. ‏)يوحنا .)34 :4َ ع مَ‏ لهُ‏أما نحن املسيحيين فقد قلبنا هذا األمر تماما،‏ واعتقدنا أن يسوع لم يأتإال ألجلنا.‏ وبهذا نطري أنفسنا بوهم خادع من أن يسوع مُ‏ لْ‏ ٌ ك لنا وحدنا،‏لكنني أقول لكم،‏ أن الرب يسوع ال يأبه بنا إن كنا ال نريد مساعدته.‏ فهوبإمكانه أن ينحينا كلنا جانبا،‏ ألنه يعمل ألجل هللا ال ألجلنا.‏ فلذلك كفواعن إطراء ومداهنة أنفسكم.‏ فقد بدأ بالفعل يقطع الخيوط ومن يعلمكيف سيتم تدبير األمر؟كان يفكر الناس على مدار القرون في كيفية االنتفاع بأقص ى قدرممكن من املُخ ‏ِلص،‏ السيد املسيح.‏ لكن سرعان ما ستفضل فائدة قليلةفي جيوبنا مالم نعقد الني ة التالية:‏ أريد أن أخدم اآلن!‏ آن لي أن أفعل شيئاهلل!‏ لن أبالي وأهتم بنفس ي فيما بعد،‏ على مثال يسوع املسيح:‏َّألنا َ بنَ‏اإلنسا ‏ِن جا ‏َء الكثيرًا مِ‏ نهُ‏ م.‏ ‏)مرقس.)45 :10هُليَ‏ خدِ‏ مَ‏ الناسُ‏ ، بل ليَ‏ خدِ‏ مَ‏ هُ‏ م ويَ‏ فد ‏َي بِ‏ حياتِ‏ ‏ِهلهذا فإن اإلحساس بالسالم والنعمة يفوت الكثير من املسيحيين.‏ وستنفدفائدة وقدرة النعمة بسرعة إن كنا هنا بال هدف،‏ وإن لم نرَ‏ ماهي مهمتناوالتي هي العيش ألجل هللا.‏ وإن لم نتعلم كيف نفهم عالقتنا مع األرض على93


َُُّالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏الحياة الجديدة!‏-اعتبارها البيئة التي نحن مدعوين لنعمل فيها هلل ومللكوته،‏ فستتبدد حياتنافي حالة فظيعة من انعدام الهدف.‏إن املسيحيين اليوم يشبهون العالم تماما.‏ فجوهريا،‏ ال يوجد فرق.‏ أل نموقف املسيحيين حيال ما يستحق العيش ألجله ال يختلف قيد شعرة عنموقف غير املؤمنين.‏ نعم،‏ فهذه حقيقة،‏ فنحن نعرف أكثر من اآلخرين عنهللا وعن يسوع املسيح،‏ غير أننا نشتهي كل ش يء ومتهالكين على الدنيا ونريدحوزة كل ش يء ألنفسنا،‏ ال في األمور الروحية فقط بل املادية أيضا،‏ وأكثربكثير من غير املؤمنين.‏ أال يمكنك مالحظة ذلك؟واليوم هو الزمن الذي يلقي هللا فيه بنظره إلى األرض ليرى مَ‏ نْ‏ يتيسرتسخيره،‏ تسخير بدون أية تفرقة.‏ فال يهم في السماء شكل املالبس التيترتديها على األرض.‏ فاألمر ال يتعلق بمَ‏ نْ‏ أنت تكون أو بانتماءاتك،‏ أوباملفاهيم التي قد هضمتها أو بالعقيدة التي تتمسك بها.‏ فالسؤال هو:‏ ‏»هلقلبك منفتح على إشراق ومجد هللا على األرض؟«‏ عندئذ ال يهم مَ‏ نْ‏ أو ماذاأنت تكون.‏ فأنا أعتقد أن هللا ينظر اليوم إلى شكل حياة كل من إخواننااملسلمين واليهود بالقدر نفسه وعلى حدٍ‏ سواء كما ينظر إلى شكل حياة شتىأنواع املسيحيين الذين تعددت طوائفهم بشكل محرج ليرى إن كانتحياتهم تقف أمامه غير ملومة عند مجيئه.‏ فإن كانت هكذا فسيتعجلعندئذ الوقت الذي تتم فيه دعوتهم.‏ وربما ال يعلمون الكثير حاليا عناألمور السماوية،‏ لكن إن كانت قلوبهم في اتجاهها الصحيح فال يزالباإلمكان تسخيرهم،‏-ُ‏َي رُ‏ و ‏ٌح‏َح الَّ‏ تِ‏ ي يَ‏ طْ‏ ل بُ‏ هَ‏ ا هللا هِ‏إِ‏ ن الذَّ‏ بَ‏ ائِ‏ْ ‏ُنْ‏ كَ‏ سِ‏ رَ‏ ْ ‏ُنْ‏امل وَ‏ امل سَ‏ حِ‏ قَ‏ يَ‏ ا هللا.‏ ‏)مزمور. مُ‏ ْ ن كَ‏ سِ‏ رَةٌ‏ت حْ‏ تَ‏ قِ‏ رَنَّ‏ َ ف َ الَ‏ْ‏َب الْ‏ ق َ ل.)17 :5194


ُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏الحياة الجديدة!‏–وعليه فإن زمن اإلنسانية يتقر ب،‏ نعم زمن اإلنسانية حينما يتمجد هللا فيشعبه.‏ أما إذا كنتَ‏ تعتقد أن زمن املسيحية يتقر ب،‏ أي تلك املسيحيةالتي نراها حولنا اليوم،‏ فأنت مخطئ.‏ فزمن اإلنسانية قادم،‏ ألن يسوع هومجد اإلنسانية في السماء،‏ وهللا ال يحابي وجوه البشر.‏ فكل مَ‏ نْ‏ يخاف هللاويفعل الصواب يرض ي هللا.‏ أما الفروقات الخارجية فال تهم.‏هل يوقع كالمي هذا الكآبة في نفسك؟ هل تشعر بالحزن؟ هل تقول:‏‏»لكني كنتُ‏ مؤمنا ملدة طويلة،‏ واآلن يمكن لغير املؤمنين أن يكونوا على قدماملساواة معي!«‏ هل هذا ما تقوله؟ ملاذا؟ ألنك ترى في امل خَ‏ لِ‏ ص فائدة لكفقط!‏ عندئذ سيكون حالك كحال يونان ‏)النبي يونس(.‏لكن صدقوني يا أيها اليهود وأنتم الكاثوليك واإلنجيليين واملسلمين،‏صدقوني كلكم:‏ إن اهتمام هللا الوحيد ليومنا هذا ليس سوى ما يلي:‏‏»أتريد أن تكون ذا فائدة هلل؟ أتريده أن يتمجد فيك أم ال؟ ال تقل هللسوى نعم.‏ واألمم الوثنية ليست خارج الدائرة.‏ قل فقط نعم،‏ وكل ش يءسيوهب لك أيضا.‏ يا له من يوم حين يرهن فيه آالف مؤلفة من الناسنفوسهم هلل وحده قائلين:‏نريد أن نكون شعبك مرة أخرى.‏ نريد أن نصير لك على األرض مرةأخرى.‏ فيا للعار الذي لحق بالخليقة!‏ ويا لخزي الشعوب إلهانتهمالسمك!‏ ويا لخزينا على طريقة تعاملنا مع كل ش يء على األرض،‏تابعين شهواتنا وأطماع قلوبنا!‏ إال أن عيوننا تتفتح وتبصر اآلن.‏ فحياةالعالم قد فسدت على أيدينا.‏ وسندمرها تماما إن لم نتمم أهدافكيا هللا ألجل العالم.‏ ونتعهد لك أيها اإلله الكلي القدرة أننا نعتزم أننعيش هنا على األرض ألجلك فقط،‏ بكل قلوبنا ونفوسنا.‏ ومهما قد95


َالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏الحياة الجديدة!‏يُ‏ صيبنا،‏ فتصميمنا هو التضحية بأجسادنا وحياتنا،‏ وبكل ش يء،‏فلعل هناك مرة ثانية جماعة تعاود إعداد الطريق من صميم قلبها.‏أما الذين ال ينسون أنفسهم وال يسلمون حياتهم هلل،‏ وال يصبحون شيئاألجله على األرض فلن يكون لهم نصيبا لدى املُخَ‏ لِ‏ ص.‏ فمهما بانت درجةتقواهم فكلها بال جدوى.‏ فأزمنة هللا العصيبة قادمة على األرض ألن أنينالخليقة قد صعدت إليه.‏ فإذا داومنا على اعتراض طريق هللا،‏ فلن نكونشيئا في نظره بعد اآلن.‏ لذلك أطلب منك أن تبدأ!‏ وسيحذو اآلخرونحذوك في الحال.‏ وتعهد هلل أنك تنوي خدمته،‏ مهما كنتَ‏ فقيرا أو غير مهم.‏انسوا أنفسكم!‏ اشفقوا على مَ‏ لِ‏ كَ‏ ُ كم.‏ ترأفوا على إلهكم الذي تم غِ‏ شهواالحتيال عليه من قِ‏ بلُ‏ نا نحن املائتين.‏وحتى لو لم يكن بمقدورك ترجمة هذا الكالم في الحال إلى أعمالمنظورة،‏ فصراخك هلل وحزنك الروحي يكفل تحريك قلبك اآلن،‏ بل في هذهاللحظة.‏ وسوف يأتيك املُخ ‏ِلص يسوع املسيح عندئذ.‏ وبالتالي،‏ سوف يتغيرش يء في داخلنا ويستقيم،‏ ويجدد كامل إنساننا الداخلي ويجعل منا أهال-لتمجيد هللا في حياة جديدة في سبيل ملكوته.‏ ♦96


ََالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏يريد اهلل إقامة مدينته المقدسة-صهيون!‏ها أنا أضَ‏ ‏ُع في صِ‏ هيَ‏ ون حجرًا مُ‏ ختارًا،‏حجرَ‏ زاوي ‏ٍة كريمً‏ ا،‏أساسً‏ ا راسخا،‏‏َمن آمنْفمَ‏ ب ‏ِه فلن ينهَ‏ زِ‏‏)إشعيا.)16 :28يريد اهلل إقامة مدينته المقدسة – صهيون!‏كلما كانت قضية اهلل على وشك الوثوب إلى هذه األرض،‏ نرى أن هللادائما يخلق صهيونا-بَ‏ لْ‏ أنتُ‏ ‏ُم اقتَ‏ رَ‏ ُ بتمالسَّ‏ ماوِيَّ‏ ةِ‏ وآال ‏ِفأي مدينته املقدسة،‏ بحسب الكتاب املقدس:‏ْمِ‏ نَاملَالئِ‏ كالحَ‏ يِ،‏ْ‏ِل صِ‏ هيونَ‏ ، مِ‏ ن مدين ‏ِة ‏ِهللاجَ‏ بَ‏‏ِة عيدٍ‏ . ‏)عبرانيين‏ِة في َ ح فلَ‏)22 :1210ْمِ‏ نأُ‏ ورُ‏ شلي ‏َمواملقصود بتسمية صهيون مجتمع يعيش الناس فيه حياة متميزة ويبقونقلوبهم وأذهانهم مفتوحة لعمل وتوجيهات هللا.‏ فلم تكن هناك مطلقا أيةاستنارة إلهية للعالم بدون أن يصاحبها واقع كهذا.‏ أما الناموسوالتشريعات التي هي بال شك صائبة بحد ذاتها،‏ فلن تسري فيها الحياة97


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏يريد اهلل إقامة مدينته المقدسة-صهيون!‏والواقعية إال عندما تقترن بصهيون كهذا.‏ هذا،‏ وتقدم التعاليم املتعددةشيئا صالحا نسبيا مادامت باقية حية في القلوب الظامئة هلل واملنشغلةبتشكيل صهيون.‏ لكن إن توقف هذا الصهيون واضمحل،‏ فستموتوتنطفئ حتى أفضل التعاليم وسيتداعى مجتمع الكنيسة األخوي الذيصنعوه لغرض أن يسكن فيه الكثيرون.‏لكن ينبغي أن ال نتأسف على هذا دائما أو نندهش ونتعجب،‏ ألن كلما يتجسد في مدة قصيرة يكون صالحا بصورة نسبية فقط،‏ وكلما جريالتعبير عن الحق اإللهي بالكالم أو باملؤسسات فعادة ما يبين ذلك نقصطبيعتنا البشرية.‏ لكن يجب أن ينفسح املجال باستمرار ملا هو أكثر كماال،‏إلى أن يظهر كمال ملكوت هللا بكل جالئه،‏َّألنمَ‏ عرِفَ‏ َ تناٌناقِ‏ صَ‏ ة ونُ‏ بو اتِ‏ ناٌناقِ‏ صة.‏ ‏)‏‎1‎كورنثوس 9(. 13:لهذا تبين شهادة اإليمان املسيحي ‏]قانون اإليمان[‏ التي نتلوها في اجتماعاتالعبادة،‏ وتبين طوائفنا،‏ عالمات عن عدم رسوخنا.‏ فنرى الكثيرينينسحبون منها صراحة أو بطريقة مستترة،‏ ومهما كانت رغبتنا في املساعدةلدعم ملكوت هللا،‏ عن طريق محاولة ربطهم من جديد بشهادة اإليمانوبالعقيدة املسيحية،‏ فلن نفلح.‏ أما الناس الذين يبحثون عن هللا،‏ ذوواالتجاه الفكري النبيل،‏ فال يعاودوا االشتراك معهم في هذا.‏ لذلك،‏ يجبعلينا أن ال نفترض أبدا أن الذين ينسحبون من الكنيسة ومن العقيدة همناس ال يريدون اإليمان باهلل،‏ بل على العكس فهناك الكثير من الناس ممنال يريدون أن يتخلوا عن هللا بل يبحثون عنه فعال،‏ فتراهم يسعونويتعطشون إلى ما هو مختلف تماما عما كان موجودا لحد اآلن.‏98


َْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏يريد اهلل إقامة مدينته المقدسة-صهيون!‏وقد يكون هذا سبب تعزية لنا ونحن نتقرب من زمن نعيش ونلمسفيه حصول تغييرات عظيمة،‏ بل يمكن لحركة ما أن تنشأ وتجيء إلى حيزالوجود،‏ وقد تشوبها الشكوك والضبابية ألول وهلة،‏ لكن وبرغم ذلك،‏ فهيتزودنا بتربة خصبة ينبت منها برعم جديد يبرهن على أنه مجتمع إلهي،‏والذي من أجله يدعو هللا مثاليات جديدة إلى الحياة مبنية على الحقاألبدي.‏ وللتأكد،‏ ينبغي لنا توخي الحذر الكبير لكي ال نقبل أي ش يء بسرعةفائقة.‏ فالحماس الزائد إزاء قناعاتنا الدينية قد يأخذنا إلى كارثة،‏ وربما قديتعارض مباشرة مع هللا.‏ ودعونا أن ال ننس ى أن يسوع نفسه قاوم هذااألمر،‏ وأن أولئك الذين كانوا متحمسين ألجل تأسيس نظام لشعب هللاصاروا في بعض األحيان أعداء ملشيئة هللا،‏الوَ‏ يلُ‏ لكُ‏ م،‏ يا عُ‏ لما ‏َء الشَّ‏ ريع ‏ِة!‏ اَ‏ ست على مِ‏ فتا ‏ِح املَعرِفَ‏ ةِ‏ ، فال أنتُ‏ م‏ٌج مِ‏ ن هدَ‏ خ وال تَ‏ رَك الداخِ‏ لين يَ‏ دخ وبَ‏ ينَ‏ ما ه ‏َو خارِ‏َ ي سْ‏ تَ‏ نْ‏ طِ‏ قونَ‏ هُ‏اَ‏ زداد علَ‏ ي ‏ِه َ ن قمَ‏ ةُ‏ عُ‏ لما ‏ِء الشَّ‏ ريع ‏ِة والفَ‏ رِيسيِ‏ ين فأخذوافي أمو ‏ٍر ‏)لوقاُ ناكَ‏، ََ َ ول ُ يتم.»ُ لونَ‏.)53 -52 :11ت ‏ُمَ ْ ل ُ تم،‏ ْ َُ تكثيرةٍ‏ ،ويمكن لهذا أن يحدث في وقتنا الحاضر أيضا.‏ فاالنهماك الشديد الذييبذله العديد من الناس في الكنائس واملنظمات الكنسية املتنوعة،‏ والتيتعتبر نفسها ضرورية،‏ إنما هو دليل كافٍ‏ على جسامة وجود الروح البشريةفي ديانة يومنا الحاضر.‏ فكل ما هو بشري غير كامل،‏ وال يمكن ذخره لألبد.‏فَ‏ ُ لت طمَ‏ ر أعمالنا البشرية،‏ ولتنبثق أعمال هللا بوضوح أكثر وأكثر.‏ومن ناحية أخرى،‏ يجب أال ننتظر ونترقب ما هو أفضل وما هو جديدبشكل مشؤوم وإنما نسلم أنفسنا إليه.‏ وأكرر بأنه إذا انبثق ش يء من هللافسيؤدي بالتأكيد إلى والدة مجتمع مقدس أي بمعنى مجتمع أخوي-99


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏يريد اهلل إقامة مدينته المقدسة-صهيون!‏خاضع لسلطانه.‏ فبدونه لن يحدث أي ش يء.‏ فمنذ زمن إبراهيم وخدامهومع ولده،‏ كان يترتب على نفوس الجماعة أن تكون متوحدة وملتفتة هللبالكامل،‏ أي بمعنى نفوس قادرة على نكران ذاتها واسترخاص كل ما تملكلكي تستعد هلل ليعمل فيها.‏ فكان آنذاك حتى هؤالء الناس يمثلون مدينةهللا الحي.‏ فكان هللا دائما يبحث عن مثل هؤالء الناس،‏ وما زال يبحث عنهمحتى في وقتنا الحاضر.‏لقد حدث هذا مع موس ى مثلما حدث مع إبراهيم،‏ فمع موس ى،‏ تموضع األساس وحجر الزاوية في مدينة هللا صهيون.‏ فأخذت أحداثصهيون آنذاك باالنطالق.‏ فقد اكتسح روح هللا النابع من داخل مدينتهاملقدسة اكتسح الناس وغلب العالم.‏ علما أن عدد الناس في مدينتهاملقدسة لم يكن كبيرا،‏ أولئك الذين ضَ‏ حوا بأنفسهم كليا في سبيله.‏ ففيالعديد من املرات كان الحال هكذا في إسرائيل.‏ فلو لم يكن هناك شعبكهذا في صهيون ملا وجدنا سلطانا إلهيا هناك.‏ وحصل ذلك مرى أخرى،‏ إذكان على النبي صموئيل أن يكون رجل صهيون أيضا،‏ فكلما كان صموئيلمخلصا في هذا كانت سيادة هللا حاضرة.‏ وفي األوقات التي ابتعد فيهاالشعب عن هللا،‏ كان على داود واألنبياء أن يَ‏ حِ‏ لوا محل الشعب ويصيروامن الذين عاشوا ألجل هللا وحده،‏ لكي يجذبوا اآلخرين إليهم،‏ ألجل إتمامًمقاصد هللا،‏ بإنكارهم ألنفسهم وتضحيتهم بكيانهم كامال.‏وعندما كانت إسرائيل ترزح فيما بعد تحت وطأة األسر والعبودية،‏ لميساعدهم هللا بالحقيقة.‏ وبالرغم من أن قلوب الناس كانت بالتأكيدبحاجة إلى املساعدة،‏ لكنهم لم يسلموا أنفسهم هلل ليتسنى لهم استالم تلكاملعونة.‏ فكيف يمكن هلل أن يساعد في مثل تلك الظروف؟ ألنه من أجلتأسيس مدينة هللا الحي يجب أن ينهض شعب مصمم على تكريس ذاته هللوراغب في إتباع السلوك الذي يأتي منه عون هللا.‏ فالبد أن يكون هناك---100


ََُُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏يريد اهلل إقامة مدينته المقدسة-صهيون!‏ناس يعيشون في سبيل هللا وليس سواه،‏ ويعيشون بكل كيانهم هلل.‏ ولميتمكن حتى املخ ‏ِلص يسوع املسيح من املجيء بدون مجتمع إلهي ينتظره.‏فنرى رجال مثل سمعان الشيخ الذي نبذ أساليبه القديمة في الحياة وأخذيجمِ‏ ع اآلخرين حوله.‏ وتم إيجاد زكريا وأَ‏ لِ‏ يصابات وحنة ويوسف وأخيرامريم ‏)القديسة مريم العذراء(.‏ و كان يجب عليهم أن يكونوا صهيونا،‏ أيجماعة إلهية،‏ حتى يأتي حجر الزاوية الذي يكمن ويختبئ فيه كل الحقوالعدل للمستقبل.‏ فقد ولِ‏ د يسوع املسيح واآلن هو الحجر الذي يجب أننؤسس عليه نفوسنا.‏ثم تأسس صهيون ثانية،‏ قوامه جماعة التالميذ حول يسوع.‏ لكنفيما بعد لم يرَ‏ أحد يسوع.‏ فقد مات وقام،‏ لكنه صعد إلى السماء وجلسعن يمين هللا.‏ إذن كيف يمكن أن تستمر األمور اآلن؟ مما الشك فيه أنيسوع ال يُ‏ عتبر قد حقق شيئا إن لم يستبقي صهيونا يمكنه أن يحيا فيه.‏أي بمعنى شعب يسمح لنفسه بأن يُ‏ حكم وينقاد من قِ‏ بله بواسطة الروحالقدس ألجل مجد هللا ، ويسمح لنفسه بأن تُ‏ ملى عليه اإلرشادات حولكيفية تأسيس عدل هللا وحقه على األرض.‏ فلو لم يكن للتالميذ فكراواحدا في مقاومة العالم،‏ واعتبار كل ما ال يأتي من فوق فارغ وعقيم لنسينااسم يسوع منذ زمان بعيد.‏ فبدون هذا الصهيون لكان كل ش يء بال جدوى،‏بما في ذلك القبر الفارغ.‏ فكان من املمكن أن يذهب املخ ‏ِلص في املجدلعرش هللا،‏ ونظل نحن بال استنارة.‏ ويمكن أن يكون هذا األمر مثار حديثلفترة محدودة ال غير.‏ لكن إن أردنا التحدث عن ش يء ما مجرد من أجلالتحدث فسيصير تاريخ هللا مجرد قصة عتيقة تجدها بين الروايات؛ وبهذاكانت الحياة الحقيقية األصيلة ستشرف على نهايتها،‏ تلك الحياة التي مناملفترض أن تشهد لها كل تلك األحداث.‏101


ََُْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏يريد اهلل إقامة مدينته المقدسة-صهيون!‏17تُ‏ ظهر لنا صالة يسوع في إنجيل يوحنا مقدار ما يتوقعه املخ ‏ِلص منأي صهيون كان.‏ فتُ‏ ظهر هذه الصالة أنه ال يمكن تحقيق أي ش يء في العالمإال إذا ضحى الناس بأنفسهم ألجل وحدة القلوب والنفوس ولكي يحرروامن حياتهم السابقة املعوجة لكي يكون في قلوبهم ما هوتماما أنفسهم في الرسل.‏ إذ كان تالميذ يسوع بمثابةهللا جديد وكامل.‏ وتلك كانت قوة مجتمع صهيون اإللهي،‏ مستعدين ألجل كل ما كان هللا يفعله دون أي تلكؤأو ‏»أهذا‏»كيف لهذا األمر أو لذاك أن يكون ممكنا؟«‏ أو تساؤل،‏ مثل:‏ معقول،‏ أم ال؟«‏ فما كان عليهم أن يسألوا عن أي ش يء،‏ بل تسليم أنفسهمفيهلل . فلهذا يُ‏ عتبر رسل املسيح في وقتنا الحاضر بمثابة معجزة ودليل ش يء،‏ فهذه رسوليةالقادر على كل هللا العالم.‏ فقد اندلعت منهم نيران ليست بالكالم لكن بقوة قدرتها.‏لألسف وإلى مدى معين،‏ أتى العصر الرسولي لنهايته املفاجئة.‏ إذ ماتالرسل،‏ واختفى هذا الصهيون تدريجيا.‏ وبالتأكيد لم يتزعزع أو يزال حجرفي الحقل.‏ ولمعلى اإلطالق.‏ فقد حرث يسوع عميقا األساس من العالم تخ لُ‏ الدنيا من الناس املكرسين منذ ذلك الوقت،‏ غير إننا،‏ وبصفة عامة،‏نرى كل ما هو من هللا تديره الروحية البشرية.‏مبكر أخذتالكنيسة صارت غير ممتعة.‏ ففي وقت تاريخ إن قراءة الناس تفكر:‏ ‏»هل نحن مستعدين لهذا أم ال؟ هل نحتاج إلى ش يء أكثر أمال!‏ فما لدينا يكفي؛ على كل حال،‏ لدينا إيماننا باملسيح،‏ ومن خاللهال؟ يفوق كل األديان األخرى.‏لدينا الخالص.‏ ولدينا دين جديد،‏ أصبح قويا وعلى مر السنين أخذ صهيونآخر.«‏ ش يء أي إلى فهذا يكفي.‏ فال نحتاج الرسل ورؤيته وتوجهاته ووهجه بالخمود تدريجيا وتحول إلى قيم ومثالياتبشرية،‏ والتقدم الحقيقي نحو إزالة لعنة الخطيئة واملوت من بين الناسباءَ‏ بالفشل.‏ وأصبحت املسيحية مجرد ديانة أخرى.‏ وفي هذه الديانة جمد102


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏يريد اهلل إقامة مدينته المقدسة-صهيون!‏.الناس في وضعهم؛ وهي حالة البؤس القديمة نفسها التي تسببها الخطيئةواملوت.‏ فبالكاد يصل أي أثر للقيامة والحياة الحقيقية الجديدة إلى صلبحياة الناس،‏ أو نراه ملموسا فعليا،‏ أو يتخذ له جسما منظورا في هذهالساعة وفي أي مكان كان.‏ فالذكاء والدهاء البشري يجري بسرعة مثلتكاثر نبات الفطر.‏ وقد اختلطت التعاليم البشرية مع الحقيقة التي يحملهااإليمان املسيحي.‏ فمنذ البداية كان على آباء الكنيسة الوقوف بحزملدحض املحاوالت التخريبية ألفدح املعتدين الذين زعموا أنهم مسيحيون.‏وكما اعتاد األنبياء في التصدي والفضح،‏ فال نرى أية كلمة من هذا القبيلَ ب عْ‏ دُ‏نعم لدينا ‏»آباء الكنيسة«‏ لكن أين هو صهيون هللا؟!‏ فإننا قد وضعناباستمرار وفرضنا آرائنا البشرية وشروطنا الشخصية.‏ وأنه ألمر مذهل كيفأن هذا األمر ممتد عبر التاريخ وحتى الوقت الحالي.‏ فيضع كل واحدالشروط التي تناسب مشاركته أو مشاركتها.‏ وتنجرف املسيحية معها بشكلسلس.‏ لكن أين هو أسد يهوذا؟ ‏]في إشارة إلى بني إسرائيل،‏ وأيضا إلى يسوعاملسيح[.‏ أين نجد مخافة هللا التي تبحث عن الرجال والنساء املستعدينللخضوع له دون شروط؟ مرة أخرى نجد أننا،‏ نحن البشر،‏ مَ‏ نْ‏ يحكمويسود.‏ وفي النهاية فإن األسلحة هي التي ستقرر مصائر األمور.‏ أما الحروبوسفك الدماء فهي تمهد السبيل للديانة املسيحية،‏ ألننا نحن البشر نفوزعن طريق فرض إرادتنا الشخصية،‏ ال عن طريق أسد يهوذا.‏ فهو وكأنهليس لديه مدينة مقدسة.‏في زمن اإلصالح األوروبي في القرن السادس عشر،‏ تصاعدت صرخة فيصلِ‏ ح الكنس ي مارتن لوثر،‏ صرخة ظمآنة لصهيون إلهي كهذا،‏َ ن فْ‏ س املُ‏ملدينة إلهية حي ة كهذه.‏ وأخذ يبحث عن شعب يكرس حياته مجانا لنعمةهللا،‏ بدون أعمال االنتفاخ بالبر الذاتي،‏ وفي هذا كان هو محق.‏ لكن ماذا103


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏يريد اهلل إقامة مدينته المقدسة-صهيون!‏سنقول؟ فما زال عنصر نظام اإلكليروس الكهنوتي يعكر تيار اإلصالح.‏فالعديد من البشر يريدون أن يعِ‏ م وا ويسودوا.‏ غير أن مدينة هللا الحيليست هكذا.‏ فصهيون هللا هي الجماعة التي يملك عليها املسيح،‏ حيث النظهر نحن البشر فيها كقوة حاكمة.‏ فلو أردنا أن نكون صهيونا إلهيا،‏ وأنتكون مجتمعاتنا مجتمعا إلهيا مقدسا،‏ فيجب حينئذ أن يحكم يسوعوحده ويملك على حياتنا.‏نفوسناولو كنا نترقب ونتوقع حدوث ش يء جديد،‏ لوجب أن ُ ن عِ‏ دَّ‏لحلول مدينة هللا فيها.‏ فيجب أن نيهئ قلوبنا لنخدم هللا وحده بغض النظرعن مكانتنا كأفراد في طوائف مختلفة.‏ وبهذا سنكون أدوات في حركة هللاالتقدمية.‏ وسنكون كتابيين في نفس الوقت وبأصدق املعاني وبشكلخالص.‏ ألن معنى أن نكون كتابيين هو أن نكون أحرارا.‏ فلو فهمنا هذاالتخذنا اتجاها عمليا.‏ ولن نصاب بالحزن أو الكآبة عندما يتزعزع وينهار كلما أسسناه في حياتنا املعوج ة.‏ وإنما سنتخلى بكل فرح عن ما كنا نقوم بهلحد اآلن والشروع ببناء أساس جديد عوضا عنه.‏ ألن يسوع املسيح يريدأن يكشف عن ذاته عن طريق سلطانه.‏ ولكي يحدث هذا فالبد لنا منقبول إنهاء سيادتنا البشرية،‏ أينما وجدت ومهما كان شكلها،‏ فيجب عليناتسليم نفوسنا لصهيون جديد ومختلف تماما،‏ وبال شروط.‏مَ‏ نْ‏ أراد التعهد بتسليم ذاته،‏ فالبد له من أن يطرح جانبا أي شرطكان.‏ فربما تقول على سبيل املثال:‏ ‏»حسنا سأسعى في طلب مدينة هللا الحيلكن رجاء ال تقترب مني بمعجزات هللا وآياته،‏ فليس لها مكان في زمانناالحالي«.‏ نعم يا صديقي،‏ لكن إن أراد هللا أن يعلن لنا عن نفسه من جديدفالبد وأن تكون قادرا على أن تسلم نفسك لهذا بغض النظر عما كانشكل وصيغة األمر.‏ وربما يقول آخرون:‏ ‏»أن كل معرفتنا عن هللا موجودةفقط في الكتاب املقدس ال غير«.‏ لكنك بهذا وكأنك تصفع هللا على وجهه.‏104


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏يريد اهلل إقامة مدينته المقدسة-صهيون!‏--فمن هو الرب؟ الكتاب املقدس أم هللا؟ هذا،‏ وقد يتعجب اآلخرونقائلين:‏ ‏»نعم،‏ نحن مستعدون ألن نختبر النعمة،‏ لكن لسنا مستعدين أل ننختبر قضاء ومحاسبة هللا وتأديبه لنا«.‏ لكن إن كان اختبار قضاءه يرض يهللا ألنه يريد إظهار عدله،‏ في حين أنك تنوي على حب ذي وجه واحدفقط،‏ فإنك بذلك تضع شرطا أمامه.‏ إن مدينة هللا الحي تهشم جميعشروطنا.‏ وربما كانت هذه أكبر غلطة سيحزن علماء الالهوت بسببها،‏ ألنهميقومون بتسجيل أصغر التفاصيل التي سيحاسبنا عليها أو يعفينا هللا منهابأسلوب الشريعة،‏ أي الحالل والحرام،‏ الخالي من الروح.‏وسوف تضع شرطا مرة أخرى إن قلتَ‏ : ‏»سأتمسك بمدينة هللااملقدسة هذه،‏ لكن أال يمكنني أن استمتع أيضا ببعض السالم والهدوء«.‏أخي العزيز،‏ لقد جاء الزمن الذي يقول فيه هللا:‏ ‏»كال!‏ فاليوم يجب أنتخدمني في وسط الضيق!‏ ال يمكنك الجلوس مستريحا في سالم وكل ش يءمن حولك غلط«.‏ فال يمكننا الجلوس في سالم وسعادة وقضية هللا تعانيالبالء.‏ لكن وبالرغم من كل ذلك فنحن نخدع نفوسنا ونقول بأننا ال نشبهالعالم بأديانه،‏ أم،‏ تراني أنا غلطان بقولي هذا؟ يجب أن ال نهدأ ونستقر فيمسيحيتنا،‏ بل ندع نفوسنا تصبح غير خامدة ال تعرف الراحة لكي يتحققتقدم أو إنجاز آخر في سبيل هللا.‏ ولو أراد هللا أن يكلمنا،‏ فهل سننكمش علىأنفسنا ونقول:‏ ‏»ال،‏ ال أريد ذلك؟«‏ لكن بالحقيقة،‏ إنه األسلوب الذي نردبه بالضبط.‏ ولهذا ال تجد مدينة هللا املقدسة إال القليل من الناس.‏قد نحظى بزمن جديد إن أعددنا نفوسنا في هدوء وكانت لنا قلوبتلهف على حلول صهيون مدينة هللا الحي،‏ وتله ف على مجيئه إلى حيزالوجود وتجسُّ‏ ده على أرض الواقع.‏ فبدون مدينة هللا ال يوجد وضوح.‏ ومنيفهم هذا سيسلم نفسه غير مهتم بذاته بل مهتم باهلل وسيبدأ يفكركاآلتي:‏ من اآلن فصاعدا سيتأجج قلبي كله نارا في سبيله،‏ حينما أصير.105


ٌََُُّّْْْْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏يريد اهلل إقامة مدينته المقدسة-صهيون!‏شخصا يسخره هللا ملا يشاء،‏ وشخصا ال يفكر في نفسه أبدا،‏ بل ال يفكر إالفي الرب يسوع.‏ فلن يكون هناك ش يء آخر مهم بالنسبة لي سوى أن أسلمنفس ي لسيادة الرب ومشيئته . وال يهم إن كنتُ‏ سأخضع ملحاسبة هللاوتأديبه،‏ أو إذا كنت مستحقا للحصول على فوائد من هللا.‏ فهناك ش يءوحيد حي في قلبي:‏ أن أتنازل عن كل ش يء،‏ إن كان هذا يخدم هللا.‏البد أن يكون هناك شغف كبير بيننا لدرجة أن يرغب كل منا في أنيكون هو األول،‏ ألننا على هذا األساس يُ‏ راد لنا أن نكون في ميدان السباق.‏فيجري الجميع،‏ ويفوز واحد بالجائزة.‏ لكن ال يهم إن أصبح املرء األول أواألخير،‏ عندما يتحرك بحماس في سبيل هللا مقدما كل ش يء كقربان بما فيذلك زوجته وأطفاله،‏ وكل ش يء آخر،‏ بقلب متوهج غير منقسم ومصممعلى أن يحيا ويملك يسوع على كل ش يء له،‏ مثلما يعلمنا اإلنجيل:‏َ شتَرِكونَ‏َ هُ‏َ بطَ‏َ عرِفونَ‏ُّفي الجَ‏ ر ‏ِي ي كُ‏ ل هُ‏ م في السِ‏ باقِ‏ ، والَ قينَ‏أمَ‏ ا ت أن املُت سابِ‏يَ‏ فوز بِ‏ ه إال واحد مِ‏ نهُ‏ م.‏ فاجرُ‏ وا أنتُ‏ م مِ‏ ثل حتى تَ‏ فوزوا.‏ وكُ‏ لُّ‏ مُ‏ سابِ‏ ‏ٍقيُ‏ مارِسُ‏ ض النَّ‏ ف ‏ِس في ك ‏ِل ش ي ‏ٍء مِ‏ ن أج ‏ِل إكلي ‏ٍل يَ‏ فنى،‏ وأمَّ‏ ا نَ‏ حن‏ِل إكلي ‏ٍل ال يَ‏ فنى.‏ فأنا ال أَ‏ جري كمَ‏ ن ال ي الهَ‏ دَ‏ ف والفمِ‏ ن أجْ‏لِ‏ ئ‏ُب بَ‏ ‏ْل أقسو على جَ‏ سَ‏ دي َ وأست عبِ‏ دُ‏ هُ‏أُ‏ الكِ‏ مُ‏ كمَ‏ ن يَ‏ ضرِ‏نَبَ‏ َ عدما َ ب شَّ‏ رتُ‏ غَ‏ يري،‏ مِ‏، َُ الَّ‏َ عرِفُ‏ َ ،رين.‏ ‏)‏‎1‎كورنثوس -24 :9 .)27َالخاسِ‏الهواءَ‏ ،أكونَ‏ ،فالبد من القيام بذلك.‏ وسيرى العالم بأسره حجر الزاوية يوما ما.‏وسيحدث هذا بأكثر سرعة إن كان هؤالء الذين يعيشون ليسوع املسيحيضطرمون لهفة على صهيون هللا مدينة هللا الحي بغض النظر عن-–طوائفهم.‏ ♦106


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏يريد اهلل إقامة مدينته المقدسة-صهيون!‏107


ال»‏ََُُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ال بالكالم،‏ بل باألفعال!‏فلمَّ‏ ا رآها الرَّ‏ ‏ُّب َ أشف قَ‏تَ‏ بكي!«‏ ودَ‏ نا مِ‏ ن النَّ‏ ع ‏ِش وملفقالَ‏ ‏»أيُّ‏ هافجلَ‏ سَ‏َ ُ ‏َسه ،الشابُّ‏ ،علَ‏ يها وقا ‏َل لها:‏َ فَ‏:فوق حامِ‏ لوه.‏أقو ‏ُل لك:‏ قُ‏ مْ‏امليت وأخ يتكَ‏ لإلى أُ‏ مِ‏ ‏ِه.‏فسل هُ‏‏)لوقا»!َّمُ‏ ،َ ذَ‏َّ مَ‏)15 -13 :711ال بالكالم،‏ بل باألفعال!‏ماذا يمكننا فعله في قصة مثل هذه،‏ عندما أعاد يسوع الحياة إلى شخصميت؟ وماذا نفعل عندما نسمع أن عشرة آالف من املصابين بالكوليرادفنوا في مقبرة جماعية؟ وغيرها الكثير من قصص املوت البائسة التي نراهااآلن؟ هل عمرك سمعتَ‏ عن شخص ميت وقام؟ إذن ماذا نستنتج منهذه القصة؟ ومَ‏ نْ‏ تراه يملك الشجاعة من بين املؤمنين بيسوع املسيح فيوقتنا الحاضر ليتناول حقا حدثا كهذا مثلما هو موصوف في منتهى الجديةفي هذه القصة ليعتبر ان ذلك ممكن حدوثه اليوم كذلك؟ ألننا يمكن أننتساءل بِ‏ لَ‏ وعة وحرقة قلب بالغتين:‏ أين هو يسوع،‏ ذاك القائم من بين108


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ال بالكالم،‏ بل باألفعال!‏-األموات؟ أين هو يسوع في سباق هذا البشر املجروح واملحروق من جراءالجشع واليأس؟هل يُ‏ حتمل أن يكون مختبئا في قلوبنا؟ من يقدر أن يجاوبني؟ البد أنهناك شيئا منه في الهواء،‏ إذا جاز التعبير،‏ وإال ملا سمعنا اسمه يرددهاآلالف،‏ وملا رأينا األعداد التي ال حصر لها من الناس املتلهفة على يسوع،‏بدرجة أو بأخرى.‏ لكن إذا أخذنا بنظر االعتبار طاقات وقوى هذا الرجل،‏فسوف نستحي وننكس رؤوسنا من شدة الحزن بالتأكيد،‏ ألننا نادرا ما نرىأثرا لهذه األمور بَ‏ عْ‏ ُ د . فالقوى التي تتباهى بها مسيحيتنا ال تختلف جوهرياعن القوى املألوفة بالعالم.‏ فلم نعد نرى أي ش يء يدل على يسوع الذي هورب يسود على املوت.‏ وهكذا نرى هنا حقيقة السبب الكامن وراء بؤسناوشقانا!‏وربما نفقد شجاعتنا ونخور.‏ فلو لم يكن بوسع يسوع أن يتجلى بينناعلى أنه القيامة والحياة،‏ فمعناه اننا ال نختلف عن أي شخص آخر.‏ وليسلنا الحق في أن ننظر إلى اآلخرين بازدراء ملجرد أننا نشعر بأن إيماننا بيسوعأسمى من إيمانهم.‏ لكني أقول بأننا نحتاج بالحقيقة إلى أن ننغمر ونغوصإلى القاع في أعماق التوبة.‏ فيجب أن نشعر بالخزي ألننا لسنا ناسا يمكنهمأن يختبروا أمورا مثل تلك التي نقرأ عنها في اإلنجيل بحسب البشير لوقا.‏وعالوة على ذلك،‏ فلو كان هللا موجودا وهو الذي أرسل يسوع ليتجسد لكييُ‏ نادى به على أنه القائم من بين األموات،‏ فمن غير املعقول قطعيا ان ينويهللا طرح جانبا كال من قيامة يسوع وأعماله الواهبة الحياة وجعلها مجردلغرض حب االستطالع في العالم حب االستطالع الذي حتى لم نعطِ‏ هالوقار الكافي لنتأثر به ويهزنا بشدة لنرى بأن يسوع هو القيامة والحياة،‏109


َُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏فقالَ‏ لها‏)يوحنا: ‏»أنا ه ‏َوَ ي سوعُ‏ُوالحياة.‏ُالقيامةْمَ‏ نال بالكالم،‏ بل باألفعال!‏آمن بي يَ‏ حياََمات.‏ْوإن.)25 :11يعزي معظم املسيحيين أنفسهم بالتفكير في روعة وجمال ‏»اليوم األخير«.‏لكني أقول بأن النظر إلى يوم القيامة األخير بهذا األسلوب قد أصبح تقريباأشبه بالوسادة املريحة للمتكاسلين.‏ فنحن املسيحيين نؤجل دائما كلاألمور لغاية مجيء املسيح الثاني،‏ ولغاية انتهاء العالم.‏ فيبدو كما لو أننانقول ألنفسنا:‏ ‏»ليس هناك فرق كيف نموت.‏ فكل ش يء سيظل على ما هوعليه.‏ فما يجب علينا القيام به هو اإليمان فقط وسننتظر حتى يأتي العالمالجديد«.‏ لكن لو سرنا على هذا املنوال،‏ يا أصدقائي األعزاء،‏ ألصبحناأشخاصا ال يلمسون حدوث أي ش يء في حياتهم.‏ فال عجب في أن املخ ‏ِلصالذي هو بذرة الحياة والبذرة الحية للقيامة ال يسعه التأصل فينا لنحملثمرا يدوم.‏إن املوت الذي نواجهه،‏ سواء في هذا الوباء أو ذاك،‏ موجود بالحقيقةفي كل مكان.‏ ومع ذلك فأن الجراثيم التي تسبب األمراض ال تصبح خطيرةإال عندما تجد التربة املناسبة التي تنمو فيها.‏ وفجأة تراهم صاروا ماليينوماليين من الجراثيم،‏ ويصاب جسد اإلنسان بأكمله،‏ وما هي إال ساعاتليتحول اإلنسان إلى جثة هامدة،‏ وفريسة للموت.‏هذا،‏ وينطبق األمر نفسه على الحياة.‏ فإننا نتلقى تحفيزات حياتيةبفضل يسوع املسيح.‏ ومما الشك فيه،‏ يمكننا أيضا اختبار ذلك دونحصول أي تأثير أو تغيير في حياتنا.‏ تماما مثلما نشعر مرات بوعكة صحيةدون أن تكون سببا للموت،‏ فيمكننا أيضا اإلحساس بنبضات باعثة للحياةدون أن تتملكنا الحياة الحقيقية ودون أن تجذبنا إلى عاملها.‏ وهكذا،‏السيما في أيامنا هذه،‏ نسمع عن الكثير من الحركات الروحية التي تكرز110


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ال بالكالم،‏ بل باألفعال!‏بالحياة املنبثقة من اإليمان بيسوع املسيح،‏ بيد أنها قصيرة األمد.‏ وال نرىبالحقيقة أية إشارة تدل على انبثاق واضح املعالم يجعل الناس إحياءويقدم شيئا جديدا للحياة.‏ فال نجد إال نزر يسير من هذا القبيل،‏ وأينمانظرنا.‏ وللسبب ذاته كان علي أن أسأل نفس ي أحيانا:‏ هل أنا أيضا مؤهلألنطق ولو كلمة واحدة عن يسوع؟ فغالبا ما تكون هذه أكبر تجربةشيطانية مغرية لي.‏ وغالبا ما أفكر:‏ كيف لي أن أقرأ حتى هذه القصةبالذات؟ وهل لدي أي حق للوعظ بيسوع املسيح،‏ ذاك القائم من بيناألموات،‏ حيث ال يتغير إال القليل؟ فأين يسعني الحصول أو اختبار ش يءمماثل كهذا؟ وحتى لو عشنا الكثير من اإلثارات الحياتية املنشطة،‏ فاليوجد ش يء يمكننا تسميته ‏»نهوض من املوت«.‏ فليس هناك مجرد مثالواحد يسعنا االستشهاد به قائلين:‏ ‏»انظروا!‏ ذاك هو يسوع،‏ القائم من بيناألموات«.‏وعلى ضوء ما جاء،‏ فأن وجهات نظرنا وآرائنا ال تُ‏ عتبر مهمة باملرة.‏ فهيسخيفة مقارنة بما يحدث فعال على أرض الواقع.‏ وعليه وبالنسبة إلى مايحدث،‏ فقد صارت معتقداتنا ووجهات نظرنا منتفخة وجسيمة الحجم إلىدرجة شديدة.‏ فترى البعض يتمسك ب ‏»وجهة نظر بلومهارت«‏ املتعلقةبيسوع املنتصر،‏ الذي يصنع املعجزات ويقيم املوتى،‏ في حين يرى اآلخرونأن بلومهارت أحمق.‏ وما زال هناك آخرون يعتقدون بأن كل ما يصفهالكتاب املقدس ما هو إال توافه،‏ إذ أن أحداثه كلها قديمة وتنتمي للماض ي.‏وباختصار،‏ تهيمن وجهات نظر مسيحية مختلفة على الساحة،‏ بينما مايحصل من أحداث واقعية يجري تناسيها واهمالها كليا،‏ لدرجة أن األشياءاألكثر أهمية يجري استبعادها ووضعها في غياهب النسيان.‏لقد تولعنا بتباين اآلراء والتفسيرات الكتابية وصارت كالهِ‏ ستيريا فيمابيننا بحيث ينصرف نظرنا بسهولة حتى عن أكبر األحداث الجبارة غير111


ََََّالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ال بالكالم،‏ بل باألفعال!‏ُ م،‏املتوقعة.‏ لقد حدث هذا معي في عدد ال حصر له من املرات،‏ عندما أحاولأن أفصح عن ما رأيته وما ملسته عن القيامة،‏ فيقولون لي:‏ ‏»آه،‏ هذا يمكنتفسيره بطريقة مختلفة.‏ فهذا يحدث أيضا في املستشفيات؛ فكلهم هناكيحكون ذات الش يء«.‏ لقد نشأ مثل هذا الجدار في أذهان الناس،‏ وحتى لدىاملسيحيين،‏ وسواء تم التعبير عنه أو االعتراف به أ و لم يُ‏ عترف به،‏ فإننانحيا كما لو يستحيل حدوث تلك األمور.‏ فإن كان هذا حالنا،‏ فالسؤاليطرح نفسه إذن:‏ ‏»هل لنا الحق في التبشير بيسوع املسيح؟«‏ فهل تعتقد أنهمن دواعي السرور أن تعطي بعضا من الكنوز النفيسة من الكتاب،‏ أوتفسيرا جميال ألحد النصوص على سبيل املثال؟ آه،‏ كم أتمنى لو أنعم هللاعلي وجعلني ال أملك شيئا أقوله،‏ وأخذ مني كل فهمي عن الكتاب املقدس،‏وجعلني ال أثير اهتمام أحد بأفكاري عن الكتاب املقدس.‏ فال أتمنى غير أنينعم هللا علي ويأخذ مني كل معرفتي عن علم الالهوت ويوهبني عوضا عنهاأن أعيش الحياة الحقيقية وأن أكون دليال لها،‏‏ِة والرُّ‏ و ‏ِحألن البشارَة حمَ‏ لناها إلَ‏ يك ال بالكال ‏ِم وحدَ‏ ه ب ‏ْل بقوَّ‏القُ‏ د واليَ‏ قي ‏ِن التَّ‏ ا ‏ِم.‏ فأنتُ‏ م تعرِفون كيف كُ‏ ن بينَ‏ ك ألج ‏ِل خيرِكُ‏ م،‏‏)‏‎1‎تسالونيكيهللاِ‏ ،ُ م، َُّ ا.)5 :1ُ سِ‏ويظهر يسوع بأكثر وضوح للبسطاء،‏ وألولئك الجياع والعطاش!‏ وهو ال يريدتجديد العالم عن طريق األفكار لكن عن طريق األفعال.‏فكم سأفرح إذا فهمتم هذا املوضوع بالذات.‏ فقد أصبح يسوعموضوعا للكثير والكثير من التفسيرات،‏ والتي بدورها جاءت بالبالء علينااآلن.‏ لهذا فأني أتوق بشدة لكي تحسبوا كل ش يء لكم خسارة لتربحوااملسيح،‏ بما في ذلك كل ما تعلمتموه،‏ وكل ما تشعرون به،‏ وكل األفكار112


ًََُْْْْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏والعقائد التي تشغلكم وتحرككم،‏اإلنجيل:‏ال بالكالم،‏ بل باألفعال!‏كما يشهد القديس بولس الرسول فيبَ‏ ‏ْل أحسُ‏ ‏ُبَْ سَ‏ بتُ‏ هُ‏مِ‏ ن أج ‏ِلولكِ‏ ن ما كان لي مِ‏ ن ح َ خ سارَةً‏كُ‏ لَّ‏ ش ي ‏ٍء خ مِ‏ ن أج ‏ِل الرِب ‏ِح األعظَ‏ مِ‏ ، وه ‏َو مَ‏ عرِف املَسي ‏ِح يكُ‏ ‏َّل ش ي ‏ٍء نِ‏ فايَ‏ ة ألربَ‏ ‏َحكُ‏ ‏َّل ش ي ‏ٍء َ وح سَ‏ بتُ‏رَبي.‏ مِ‏ ن أجلِ‏ ‏ِه َ خ سِ‏ رتُ‏وه ‏َو التَّ‏ بري ‏ُروأكون فال أتَ‏ برَّ‏ ‏ُر بالشَّ‏ ريعةِ‏ ، بَ‏ ‏ْل باإليما ‏ِنالذي يَ‏ منح هللا على أسا ‏ِس اإليما ‏ِن.‏ فأ املَسي ‏َح وأ ُ الق وَّ‏ ةَ‏َه في موتِ‏ هِ‏ ، على رَجا ‏ِءفي قِ‏ يامَ‏ تِ‏ ‏ِه وأشارِك في آالمِ‏ ‏ِه وأتش بِ‏ َ بَّ‏ هُ‏التي ت جَ‏ لَّ‏ تْ‏‏)فيلبيْقِ‏ يامَ‏ تي مِ‏ ن بَ‏ ي ‏ِن األموا ‏ِت.‏َ سوعَ‏املَسيحِ‏ ،َ ةُ‏املَسيحَ‏ ،باملَسيحِ‏ ،َ عرِفُ‏َ عرِفُ‏.)11 -7 :3ُ هُ‏رِبحٍ‏ ،َ سارةً‏فيهِ‏ ،ُ هُ‏وسوف أواصل التصدي والكفاح،‏ اليوم وغدا،‏ وحتى آل خر قطرة من دمي،‏ألعلن أن يسوع املسيح يختلف تماما عما يعرفه الجميع اليوم.‏ فما يظنهالناس عنه ليس سوى ضياع محض،‏ وما يفعلونه مع يسوع يمكن أنيؤدي إلى أكبر قدر من الخراب.‏ فهم يدفعون الناس إلى نظريات عن يسوع،‏وخالل هذه العملية يضيع واقعه الحي . علما أن يسوع يُ‏ سلم للموت حتىعلى أيدي املتدينين الذين ال يريدون أن يسمعوني أعلن هذه الحقائقفتذكروا هذا.‏ لكني سوف أواصل صمودي في وجه كل معارضة مصرا علىأن يسوع املسيح يختلف تماما عما يُ‏ عل عنه لنا اليوم!‏ فهو رجل األفعال،‏أفعال هللا،‏ ال رجل املناقشات.‏ فاليوم هناك معجزات مثل تلك التي حدثتفي املاض ي،‏ ألن يسوع هو القائم من بين األموات اليوم مثلما كان فياملاض ي،‏ كما أكد ذلك يسوع بنفسه:‏-َ ن113


َّالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ال بالكالم،‏ بل باألفعال!‏الحقأعظَ‏ مَ‏َّالحقْأقو ‏ُل لكُ‏ م:‏ مَ‏ ن‏ٌب إلىمِ‏ نها،‏ ألنِ‏ ي ذاهِ‏ن بيآمَ‏ َيَ‏ عمَ‏ ‏ُل األعما ‏َل‏)يوحناالتيأعمَ‏ لُ‏ ها،‏بل.)12 :14اآلبِ‏ ،–وينبغي اختبارهاألمر صحيح سيرى أن هذا حقا به من يؤمن فكل كهذا لماألمر،‏ فإن شخصا الشخص بهذا لم يؤمن لو شخصيا.‏ أما أول حروف األبجدية بخصوص من هو يسوع بالرغملحد اآلن يستوعب مع كل اآلخريناملسيح من أقوى اآلراء اإليمانية بيسوع.‏ فهو يقتل يسوع الذين يقتلونه بسبب عدم إيمانهم.‏لكن ماذا عسانا أن نفعل اآلن يا أصدقائي األعزاء؟ سيقول لي الناس:‏‏»يمكنك أن تتكلم بقدر ما تشاء،‏ لكنك ستموت غدا،‏ وستصبح في عِ‏ دادلهذا لن أتوقف عند هذا الحد.‏ فالقصة التيأيضا!«‏ املنسيين أنت سمعناها من اإلنجيل،‏ ليست مجرد قصة طرحناها لكي نتعجب بها.‏ فهي الأمر عملي.‏لكنها تتحدث عن تتعلق بأفكار جميلة عن القيامة من املوت،‏ فالبد أن تؤثر علينا أينما كنا وفي هذه اللحظة،‏ وإال سنضيع.‏وفي هذا الصدد،‏ دعونا نسترجع قصة اإلنجيل عن ذلك الشاب منالكتبة والفريسيين،‏مدينة نايين.‏ فتلك القصة تتحدث عن شدة ظلم وكيف أرادوا إسكات رسالة يسوع املسيح.‏ لكن على الرغم من ذلك،‏ تمكنمنزل إحدى األرامل.‏إلى من التغلغل للحياة أثير يسوع ونفخته الباعثة فكانت متضايقة للغاية وكانت تحيط بابنها برعاية األمومة لكن زاد اشتياقمقابلةابنها ملقابلة يسوع.‏ ففكر بحماس الشباب األصيل واندفاعه:‏ ‏»أريد يسوع!‏ البد أنه رجل عظيم!‏ فما أكثر ما نسمع عنه«.‏ ولم يتمكن من النومدون أن يحلم برغبته في االقتراب من هذا الرجل.‏ و كانت هذه الرغبةاالستنزاف،‏ حتى إنه لم يعرف كيفدرجة إلى متأججة للغاية في صدره يحققها.‏114


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ال بالكالم،‏ بل باألفعال!‏ثم توفي الشاب.‏ وعندما حملوا جسده،‏ وتقابل مع يسوع،‏ شبعتروحه الجائعة وكان عليه أن يحيا ثانية.‏ فكان مصاب بيسوع لو جازالتعبير.‏ واآلن حينما دنا يسوع منه،‏ استحوذت حياة يسوع،‏ ابن هللا،‏ علىهذا الشاب.‏ وملا كانت التربة متهيئة،‏ قام الشاب،‏ سواء تمكن العلم منتفسير هذه العملية أو لم يتمكن.‏ولو أردنا أن نجرب ونكتشف ذاك القائم،‏ ولو كنا ننتظر بشغف ذاكاآلتي،‏ فعلينا إذن أن نؤدي ما يجب القيام به من جانبنا.‏ فالبد أن يكونهناك ش يء فينا،‏ عليه أن ينهض لكي يتقابل مع يسوع بشخصه عندمايأتي.‏ وعندئذ سنقوم،‏ سواء كنا أموات جسديا أ و أحياء،‏ وسوف نحيا،‏سواء كنا في داخل الجسد أ و خارجه،‏ لكن البد أن تكون هناك بذرة مهماكان صغرها مستعدة أل ن تقوم وتقابل يسوع عندما يدنو منا.‏ال أعني أنه يجب أن نصلي من أجل العديد من املعجزات.‏ ال،‏ فتلكاألمور ال تحدث لألموات،‏ ال تحدث لألموات الحقيقين الذين ليس بهم أيش يء حي.‏ ال،‏ فاألهم هو أن يكون هناك ش يء حيا،‏ ش يء أصيال وكامال علىهذه األرض.‏ فالبد أن نسمح ألنفسنا بأن نصاب بالحضور الحي للمسيحاآلن،‏ وإال فلن تأتي أفعال هللا اآلن،‏ ألن مُ‏ خَ‏ لِ‏ صنا يريد فعال أن يكون بيننا فيالقيامة والحياة في حقيقة الواقع وليس في أذهاننا وحسب.‏ وربما عندئذيمأل هذا قلوبنا حتى تفيض باألشواق نحو األمور التي تسعى لتمجيد هللا،‏تماما مثلما حدث مع ذلك الشاب.‏فلو أدركتم ما أقوله فحتما ستنصرفون تماما عن أنفسكم.‏ إذ ال يُ‏ رادلها االختالط مع رغباتنا وأشواقنا الشخصية.‏ فأشواقنا للمعجزات هي أمورثانوية كليا.‏ فالرغبة الشرعية الوحيدة هي رغبتنا في أن نرى يسوع املسيح،‏ونتقابل معه،‏ ألنه جاء من عند اآلب،‏ وسيأتي ثانية.‏ وهناك رغبة واحدةهامة للغاية وهي:‏ أن نتمنى لجبروت املسيح أن يتجس د و أن نتمنى لطبيعته---115


ََََََََْْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ال بالكالم،‏ بل باألفعال!‏أن تتجسد ثانية على هذه األرض وأن يصبح املسيح منظورا للعيان مرةأخرى،‏ سواء في أو في شخص صيني،‏ أو في أي شخص آخر.‏ فال يهم في أيشخص يصبح منظورا على اإلطالق.‏ فالش يء األساس ي هو أن يتم فهميسوع ثانية كما هو عليه فعال وعلى حقيقته.‏ فالبد أن تحيا في داخلنا تلكاألمنية وذلك القلب املتوهج.‏ْأنَ ثيفَ‏‏َي عَ‏ نا‏ٍة ك ‏ٍة مِ‏ ن الشُّ‏ هودِ‏ ، فعلَ‏ ينا نُ‏ لقِ‏َ ون حنُ‏ مُ‏ حاطون سَ‏ حابَ‏بِ‏أمَّ‏ اكُ‏ لَّ‏ ثِ‏ ق ‏ٍل وكُ‏ ‏َّل خ ‏ٍة عالِ‏ ق ‏ٍة نا،‏ فنَ‏ جري عَ‏ زٍم في ميدا ‏ِن الجِ‏ ها ‏ِد املُمت ‏ِدبِ‏بِ‏أمامَ‏ نا،‏ ناظِ‏ رين إلى رَأ ‏ِس إيمانِ‏ نا ومُ‏ كَ‏ مِ‏ لِ‏ هِ‏ ، ي الذي تَ‏ ح ‏َل الصَّ‏ لي ‏َب‏ِح الذي يَ‏ نتَ‏ ظِ‏ رُه فجَ‏ ل ‏َس عن يَ‏ مي ‏ِن عَ‏ ر ‏ِشبِ‏ العارِ‏ ، مِ‏ ن أج ‏ِل الفَ‏ رَ‏مُ‏ َ ست خِ‏ فاً‏‏ِة لِ‏ ئهللاِ‏ فكِ‏ روا في هذا الذي احتَ‏ مَ‏ ‏َل مِ‏ ن الخاطِ‏ ئين مِ‏ ث ‏َل هذِ‏ ‏ِه العَ‏ داوَ‏نُ‏ فوسُ‏ ك ‏)عبرانيينتَ‏ يأ َ وت ضعُ‏ فَ‏َ الَّ‏َ سوعَ‏ َ مَّ‏، ُ.)3 -1 :12ُ م .َ طيئَ‏.َ سوافبدون هذا نبقى أمواتا.‏ وفي ظل هذا التوهج البد أن ننس ى أنفسنا،‏ ونتوقفقط إلى أعمال هللا،‏ والى سيادة يسوع فقط،‏ والى روح الحياة فقط،‏ فياملرض والتجربة وكل أنواع االضطرابات والحيرة والقلق.‏ فهذا هو الواقعالعملي للقيامة الذي أحاول إعالنه:‏ تعطش وتشو ق ليسوع بشخصه!‏ويظن الناس أن املوت ش يء ميت،‏ كال!‏ املوت بكتريا؛ فهو ش يء حي،‏ويجد له تربة في كل مكان حيث يمكنه أن يتكاثر وينتشر ويمتد.‏ فهو ال يقتلالجسد وحسب لكنه قبل ذلك بفترة طويلة يقتل الروح والنفس.‏ فاملوت‏»ش يء حي«،‏ وأنتم بحاجة إلى أن تعوا وتدركوا حياة املوت هذه.‏ فلعلبعضكم قد بدأ يشعر سلفا بش يء من هذا القبيل منذ فترة طويلة.‏ فكلإنسان يجب عليه أن يعرف هذا الش يء بمفرده ويختبره بنفسه شخصيا.‏فال يسعني إال أن أشير إلى مدى جسامة حيوية املوت.‏116


ََُْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ال بالكالم،‏ بل باألفعال!‏لكن عندما نبدأ االحساس بهذا سندرك أن الذي نحتاجه حقا هويسوع املسيح ال سواه،‏ فال يمكن للعقائد وال األنظمة وال األيديولوجيات أنتقتل بكتريا املوت هذه.‏ وال يهم كم تلقينا دروسا دينية في املدرسة أو فيالبيت،‏ فحتى لو تعلمنا ترديد آيات مختلفة من الكتاب املقدس كلمة كلمةوعن ظهر قلب تبقى قوى املوت ماثِ‏ لة غير مُ‏ دمرة،‏ وعلى عكس توقعاتنا.‏فالذي يلزمنا هو االمتالء بحرارة متوهجة أكثر بكثير من هذا،‏ وحتى أكثرسخونة من الحرارة التي يمكننا أن نقض ي بها على كل جراثيم األمراض.‏ويمكننا الحصول على تلك الحرارة،‏ وذلك الحماس،‏ عندما نميز بين أمورالسماء وأمور هذا العالم،‏ أي نميز بين حياة املوت وحياة هللا.‏ فالذييستوعب هذا الفرق،‏ وبكامل تأجج فؤادِ‏ ه،‏ سوف يتعطش حقا لظهوريسوع مرة ثانية،‏ يسوع املخ ‏ِلص الوحيد من حياة املوت هذه.‏ وال يمكنني أنأفهم ملاذا ال يتخلى الناس عن كل ش يء آخر!‏ وال يمكنني أن أفهم ملاذا اليملك الناس رغبة مشتعلة لكي يظهر يسوع.‏ فلن تُ‏ قتل حياة املوت إال منخالل حرارة غليان االشتياق ألعمال هللا،‏ ومن خالل توقعنا ورجاؤنااملُتقِ‏ دين.‏لينعم الرب علينا بالقوة والنشاط حتى ال نصبح نعسانين وفاتريالهمة،‏ ولعل يسوع يطهرنا وينقينا بيده،‏مَ‏ ن كان لَ‏ ه هذا الرَّجا ‏ُء‏)‏‎1‎يوحنافياملَسي ‏ِح طهَّ‏ ‏َر َ ن فسَ‏ هُ‏كماأن املَسي ‏َحَّ. ‏ٌر طاهِ‏.)3 :3غير أن املعركة في انتظارنا،‏ ويجب علي قول ما يلي حتى لو كنتُ‏ الوحيدالذي يعبر عنه بهذا األسلوب:‏ أن حياة يسوع بالذات هي القضية الرئيسيةفي العالم.‏ وال يهم أي ش يء آخر.‏ فيتحتم علينا العمل الدؤوب واملثابرة في117


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ال بالكالم،‏ بل باألفعال!‏املعركة من أجل املسيح الحي وأن نتوهج أكثر من ذي قبل في تعطشناللفوز بهذا املسيح،‏ وحده وال ش يء سواه.‏ ألن املسيح الحقيقي يختلف تماماعن املسيح بحسب كنائسنا،‏ وبحسب آراؤنا.‏ وإن واصلنا الكد بهذااالشتياق املتوهج سعيره سنتمكن من تذوق موت نزير من املوت ذاته.‏وسنتذوق ونرى أيضا بأن ينابيع املستقبل اإللهي،‏ أي الحياة اآلتية،‏ستتدفق لكل الناس في العالم.‏ آه،‏ كم ستبدو أحوالنا الحالية صغيرةوتافهة آنذاك!‏ فاملسألة ليست مسألة تحسين الخُ‏ ُ لق؛ إنها مسألة تجددروحي.‏ وهي ليست مسألة رعاية ناس ‏»أموات«،‏ بل مسألة تَ‏ غ يُّرنا أجمعينلنصبح كلنا أشخاصا جددا.‏ فلينعم علينا هللا أن نختبر ذلك ونعيشه!‏ ♦118


ْْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏عَ‏ ل َ ىيقوم المسيح من بين األموات اآلن!‏امل ‏َسِ‏ ي ‏َحو غ اي تِي َ أ نْ‏ َ أ عْ‏ رِفَ‏ ْقِ‏ يَ‏ امَ‏ تِ‏ ‏ِهوَ‏ ُ ق وَّ‏ ةَ‏فِ‏ ي آالَمِ‏ هِ‏ ؛وَ‏ الش ةَ‏َّبِ‏ ‏ِه فِ‏ ي مَ‏ وْ‏ تِ‏ هِ‏ ،وَ‏ الت شَ‏ بُّ‏ هَ‏‏ِة مِ‏ ن بَ‏ ي ‏ِن األَمْ‏ وَ‏ ا ‏ِت!‏رَجَ‏ ا ‏ِء الْ‏ قِ‏ يَ‏ امَ‏‏)فيلبي)11 -10 :3َّ رِكَ‏12يقوم المسيح من بين األموات اآلن!‏ال يمكننا دخول عالم جديد إال عن طريق مقابلة يسوع املسيح مقابلةشخصية.‏ فيجب أن نذهب إلى السيد املسيح بصدق،‏ وليس مجرد عنطريق حركة ذهابنا إليه،‏ أو القراءة عنه في الكتاب املقدس أو قول:‏ ‏»يا لهمن معلم صالح،‏ فكالمه رائع وصالح؛ وسأحاول بكل جهدي أن أعمل به،‏وسأالزمه دائما.‏ فهو إنسان صالح،‏ بل إنه ابن هللا«.‏ يمكننا القيام بكل هذاوربما سنصبح به من املسيحيين الطيبين إلى حد ما.‏ إال أن ما يراد حصولههو أكثر من هذا.‏ فالبد أن تسمو قلوبنا وأفكارنا إلى عالم آخر تماما،‏ كمايوجهنا اإلنجيل:‏119


ََُّْْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏يقوم المسيح من بين األموات اآلن!‏َ يثُ‏ُ موإن كُ‏ نت قُ‏ مت م ‏َع فاسعَ‏ وا إلى األُمو ‏ِر التي في السَّ‏ ما ‏ِء ح‏ٌس ع يَ‏ مي ‏ِن ‏ِهللا.‏ إِ‏ هتم وا باألُمو ‏ِر التي في السَّ‏ ماءِ‏ ، ال باألُمو ‏ِراملَسيحُ‏ جالِ‏التي في ألنَّ‏ ك مُ‏ تُّ‏ م وحَ‏ يات مُ‏ ست م ‏َع املَسي ‏ِح في ‏ِهللا.‏ فمَ‏ تىظَهَ‏ رَ‏ املَسي ‏ُح الذي ه ‏َو حَ‏ يات َ ت ظهَ‏ رونَ‏ أنتُ‏ م أيضً‏ ا معَ‏ ه في مَ‏ جدِ‏ ‏ِه.‏‏)كولوس يُ ُ كم َ تِرَةٌ‏ُ ُ كم،‏املَسيحِ‏ ،ُ مُ مَ نْ‏األرضِ‏ ،،)4 -1 :3هنا علىأن نحيا ونرتب الحياة فالتركيز على السماء سوف يساعدنا على األرض بطريقة مختلفة تماما.‏فكل‏»كيف،‏ بحق السماء،‏ ستتغير الناس؟«‏ من السهل أن نتساءل:‏ اإلمكانيات البشرية تبدو غير كافية وغير مجدية بصورة ميؤوسة منها.‏ فترانانعيش وأمامنا واجهة عظيمة قاتمة تنبع منها باستمرار قوى فظيعة تجعلمستوى أدنى من الحيوانات.‏ وعلىإلى وتحط بهم بشر«‏ من البشر ‏»ال الذي ال أريد التقليلالرغم من كل التقدم الحضاري والتقدم التكنولوجي إال أن الطبيعة البشرية إجماال تكتنفها ظلمة عظيمة.‏من شأن مزاياه األفكارأيها األصدقاء األعزاء،‏ إن رجاؤنا لم يُ‏ بن على أساس من البشرية مطلقا.‏ ففي كل مرة جربنا فيها الفكر البشري أثبت فشله.‏ فرجاؤنايقوم على حقيقة أن هناك شخصا قام من بين األموات،‏ وهو جالس عنيمين هللا،‏ ويحيا اآلن بقوة وسلطان هللا،‏--لِ‏ لخطايا،‏ ثُ‏ ‏َّم جلَ‏ ‏َس‏ِد َ ذ بيحَ‏ ةً‏ َ واحد ةً‏ َ ك فارَةً‏وأمَّ‏ ا فقَ‏ د ‏َم إلى األبَ‏عن يَ‏ مي ‏ِن هللاِ‏ ، ‏)عبرانيينوفي هذا السلطان يملك ويحكم.‏ فهو املنتصر.‏ صحيح أن كل ما هو أرض ياليزال محاطا بالضعف.‏ علما أن يسوع أيضا كان عليه أن يعاني منمحدودية الحياة البشرية.‏ ومع ذلك قام من األموات.‏ فهو لم يعد مدفونا في.)12 :10املَسيحُ‏ ،120


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏يقوم المسيح من بين األموات اآلن!‏-تلك األمور البشرية.‏ فهو يقوم بكامل عافيته وقوته من وسط كل تلكالظلمات،‏ ويظهر لنا كَ‏ رَب ممجد وبهي ومملوء بالجبروت والسلطانوالحياة،‏ ويقوم بالسلطان ليهب الحياة لآلخرين،‏ مهما اشتد سواد الظلمةالتي تحيط بالشخص.‏تلك هي الصيغة التي تتخذها قيامة يسوع املسيح من بين األموات،‏نعم،‏ القيامة التي نود التعرف عليها بجبروت هللا.‏ فال تتضمن قيامة يسوعاملسيح ما حدث في املاض ي فحسب،‏ وال تتضمن ما صادفنا وآمنا بهعقائديا عن القيامة فهذه األمور ليست أساسية.‏ فال نكسب كثيرا بمجردقبول أن املسيح مات وقام ثانية.‏ فالكثيرون يؤمنون بهذا ومع ذلك يذهبونإلى الجحيم.‏ فهذا اإليمان لن يكون له فائدة دون أن نختبر أنا وأنت أنيسوع ربٌ‏ . وحين ال يتمكن بعض الناس من اإليمان بقيامة املسيح من بيناألموات فاألمر ليس أسوأ ما في الدنيا فهم على األقل ما يزالون يعتبرونقيامته أمرا رائعا،‏ ورائعا للغاية لدرجة يصعب عليهم االعتراف بها بشكلعفوي وغير متكلف.‏ إال أن ما يُ‏ حزن اليوم هو ادعاء الكثيرين بأنهم يؤمنونبقيامة املسيح من بين األموات،‏ لكن ال تعني القيامة لهم إال القليل.‏ إذليس لها أي تأثير على حياتهم.‏ فقيامة يسوع املسيح موجودة اليوم بالقدرنفسه مثلما كانت في املاض ي آنذاك،‏ بعد موت املسيح.‏ فالقيامة موجودةألنه بفضلها يتسنى لجزء معين من كياننا الداخلي أن يكون في مكانمختلف تماما،‏ حيث ال يجرؤ كثيرون على الذهاب إليه.‏ فتجددنا حقيقيوواقعي وملموس إلى درجة أننا نجد أنفسنا في نظام حياتي مختلف تماما.‏إن الشخص الذي في املسيح ال يدفع العالم بعيدا ويبعد نفسه عنه.‏وال يسمح لنفسه أن يشعر باملرارة واالمتعاض جراء الحال التي عليها الناسمهما ساءت،‏ كما يشير إلينا اإلنجيل:‏----121


ََََّالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏يقوم المسيح من بين األموات اآلن!‏هذا‏ُناةَ‏ْوال أعني ز‏ُّناةَ‏َ كت بْ‏ تُ‏ إلَ‏ ُ يكم في رِسالَ‏ تي أن ال تُ‏ خالِ‏ طوا الزوإالعلى اإلطال ‏ِق أ ‏ِو الفُ‏ جا ‏َر أ ‏ِو السَّ‏ ر اقين أو ُ عب ادَ‏إلى الخُ‏ رو ‏ِج مِ‏ ن العال ‏ِم ‏)‏‎1‎كورنثوسَالعال.األوثانِ‏ ،.)10 - 9 :5!‏ِماضطُرِ‏ ُ رتمفال يتأذى املؤمن ببشاعة الخطيئة،‏ بل بالعكس فهو مثل الطفل الذييشعر أنه بإمكانه أن يفرح دائما بسبب وجود القوة اإللهية،‏ واألفكاراإللهية،‏ والروح اإللهية،‏ وكلها مختلفة تماما عن التأثيرات التي نراها هناعلى األرض.‏ وسيعيش من كان في املسيح،‏ الفيض والتنوع الهائل لتلكالقوى اإللهية،‏ وسيتآلف في الحسِ‏ معهم بحيث يصبح العيش في ظِ‏ لِ‏ همامرا طبيعيا.‏ وبالحقيقة،‏ فإن قوى الحياة هذه يمكنها أن تحل علينا،‏ تلكالقوى التي يظن اآلخرون انها غير ممكنة بتاتا.‏ فهذا هو معنى أن تقوم معاملسيح من بين األموات.‏ وهذا ما يجب أن نكون عليه،‏ ال في سبيل خيرناالشخص ي بل في سبيل خير العالم،‏ وفي سبيل خير اآلخرين،‏ وفي سبيلهؤالء الذين نعيش معهم،‏ وفي سبيل حتى الذين نعاني بسببهم.‏ لهذا فإنناال ندفع العالم بعيدا.‏ لكننا نؤكد على مكانتنا في وسط العالم،‏ ونحافظعلى مكانتنا بين بني البشر مئة باملئة وباألخص من هم األفقر واألوضعحاال واثقين بأن كل ش يء يمكن له أن يتغير جراء عمل القوى اإللهية التينلمسها.‏لذلك فإن مهمتنا هي التعرف على جبروت قوة قيامة املسيح من بيناألموات،‏ تلك القوة التي ليست موجودة سوى في املسيح وحده.‏ فيمكنكمرؤية العديد من القوى البشرية في هذه الدنيا.‏ ويمكنكم مصادفة في أماكنمتعددة ش يء أخاذ على سبيل املثال أو صالح نسبيا،‏ إال أنها كلها مشلولة،‏وليس لها أية قدرة على التغلب على الشرور في هذا العالم.‏ ويجب علينا أنننظر إلى حياة أسمى وإلى قوة أعتى ال يمكن أن نجدها بين الناس في هذا--122


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏يقوم المسيح من بين األموات اآلن!‏الوقت،‏ وقوة ليس من هذا العالم بتاتا.‏ فتلك القوة الخارقة للطبيعة وتلكالقدرة العجيبة ال تظهر إال في هللا املُعلن في املسيح،‏ وهي القوة التي يجبأن تُ‏ ستخرج من العالم غير املرئي إلى العالم املرئي.‏ فليست هذه القوةبعيدة جدا،‏ ألنه في املسيح أصبح هللا جسدا.‏ ويقوم املسيح دائما من بيناألموات باستمرار.‏ وبحسب ما تعلمناه من املسيح القائم من بين األموات،‏في حياتنا وفي هذه الدنيا.‏ ومشيئته لألرضفإن هللا يريد تجديد كل ش يء أليسمطلقا.‏ واقعيته وحقيقته قدر مشيئته للسماء.‏ وإال ملا عرفنا بذات حصول تغيير فيأن نتخيل أو نتصور ال يسعنا نحن البشر ألننا كذلك؟ من بينبأن حياته القائمة وكنا سنعتقد أبدا.‏ على أرض الواقع األمور األموات كانت مجرد مسألة روحية ال يسعنا نحن البشر هضمها واستيعابها.‏في متناولش يء هذا ليس صحيحا.‏ بالعكس،‏ فقوة قيامة املسيح لكن أيدينا ويسعنا الحصول عليها وعلى فضائلها ومفاعيلها في حياتنا.‏زادوكلما أمامنا،‏ إمكانيات جديدة وجود وسوف ندرك عندئذ إحساسنا بهذه اإلمكانيات الجديدة،‏ سواء كانت في أجسادنا أو في أرواحنا،‏تمكنا من طلب املزيد،‏ وصرنا نبحث عن أمور أسمى وأعظم هنا علىاألرض.‏ وبالحقيقة،‏ ال يوجد أي حد لها.‏ ولهذا السبب يمكننا أن نبعثش يءنعمله،‏ وفي كل ش يء وفي حياتنا اليومية وفي كل ش يء باألمل في كل وضعنامستعدة أل ن تحضر إلى هللا نلمسه.‏ فالقوة التي تأتي من عند البشري،‏ وتغيرها بأسلوب أو بآخر.‏لذلك يجب أال نحول انتباهنا إلى الظلمة والشرور والنقائص التي علىاألرض،‏ وكذلك يجب أال نحاول أن نفهم كيف يحدث هذا أو ذاك.‏ فليسلنا عالقة بكل هذا.‏ فنحن ببساطة نسأل يسوع أن يهبنا شيئا من قيامته،‏يطفح،‏ وحتى تهبط تلك القوى الخارقة للطبيعة منأكثر وأكثر،‏ حتى األعالي،‏ التي هي في متناول أيادينا لتؤثر في كل ما نقوم به.‏123


َََََََََُّّْْْْْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏يقوم المسيح من بين األموات اآلن!‏لو أننا نسعى لتحقيق أهداف أسمى فيما بين البشرية بالطرقالتقليدية أو حتى بأعمال محبة فائقة،‏ فسيتعذر علينا تحقيق أي ش يء.‏فالقوة التي نحتاجها في كل الحاالت التي نود فيها مساعدة أي شخص كانالبد أن يكون مصدرها املسيح.‏ نعم،‏ فهذا يضعنا في مكانة محجوبةومخفية.‏ فال يمكن هلل أن يظهر بوضوح في العالم،‏ السيما في عالم اليومعلى ما هو عليه.‏ فلن تكون األمور واضحة جدا . فهناك مَ‏ نْ‏ هم على اتصالمع املسيح،‏ وملم ين بعض الش يء بالقوى العليا،‏ إال أن تلك القوى تظلمخفية فيهم،‏ مثلما فعلت عند تجسد املسيح.‏ فعيون اإليمان فقط هيالتي تستطيع أن تدرك قوة هللا التي تعمل.‏أما هؤالء الذين يعتقدون بأنه يلزمنا طرقا وأساليبا معينة ومحددةلتأدية كل ش يء،‏ والذين يعتقدون بضرورة استشارة املنطق البشري لتقريرالسبل التي يجب اتخاذها ملواجهة ظالم العالم،‏ إنما هم على خطأ.‏فاإلنجيل يوصينا ما يلي:‏‏ِب وفي قُ‏ درتِ‏ ‏ِه سال ‏ِح ‏ِهللاتَ‏ َ ق وَّ‏ وا في الرَّ‏‏ِة تَ‏ سَ‏ ل بِ‏العَ‏ ظيمَ‏وخِ‏ تامً‏ ا أقو ‏ُل‏ُب أعدا ‏ًء مِ‏ نالكامِ‏ لِ‏ لِ‏ تَ‏ قدِ‏ روا أن تُ‏ قاوِموا مَ‏ كايِ‏ د إبلي ‏َس.‏ فن ال نُ‏ حارِ‏‏ِة والسُّ‏ لطا ‏ِن والسِ‏ ياد ‏ِة على هذا العالَ‏ مِ‏ ،ل ودَ‏ مٍ‏ ، بَ‏ ‏ْل أصحا ‏َب الرِئاسَ‏‏ِة لذلِ‏ ك احمِ‏ لوا‏ِة في األجوا ‏ِء السَّ‏ ماوِيَّ‏عالَ‏ مِ‏ الظَّال ‏ِم واألروا ‏ِح الشِ‏ رِيرَ‏‏ِهللا الكامِ‏ لَ‏ لتَ‏ قدِ‏ روا أن تُ‏ قاوِموا في يو ‏ِم الش ‏ِر وأن تَ‏ ثب بَ‏ عدسِ‏ الحَ‏إذً‏ ا ، البِ‏ سين دِ‏ رْعتَ‏ مَّ‏ مت كُ‏ ‏َّل ش ي ‏ٍء.‏ فاثبُ‏ توا مُ‏ تمنطِ‏ قين بالحَ‏ قِ‏‏ِة السَّ‏ ال ‏ِم.‏ واحمِ‏ لوا‏ِة في إعال ‏ِن بِ‏ شارَ‏بِ‏ الحماسَ‏االستقامَ‏ ةِ‏ ، مُ‏ َ نت عِ‏ لينَ‏أن تُ‏ طفِ‏ ئوا جمي ‏َع سِ‏ ها ‏ِمتُ‏ رسً‏ ا في ك ‏ِل ألن بِ‏ ه َ ت قدِ‏ رونَ‏‏ِة والبَ‏ سوا خ الخَ‏ ال ‏ِص وتَ‏ ق سَ‏ يف الرُّ‏ و ‏ِح الذيالشِ‏ رِيرِ‏ َ املُشت عِ‏ لَ‏ُ توا َ ماَّ حوا..َ حنُ‏َ َّ لدواوقتٍ‏ ،ُ وذةَ‏.ُ مَ حمٍ‏َاإليمان124


ْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏هُ‏ وَ‏ كال ‏ُم ‏ِهللا.‏ صَ‏ لُّ‏ وا كُ‏ ‏َّل وَ‏ ق ‏ٍت في الرُّ‏ و ‏ِح‏ِةعلى الدُّ‏ عا ‏ِء لِ‏ جَ‏ مي ‏ِع اإلخوَ‏يقوم المسيح من بين األموات اآلن!‏مُ‏ بت َ هِ‏ لينَ‏وتَ‏ ن َ بَّ‏ هوايسين ‏)أفسس -10 :6 .)18َالقِ‏ دِ‏ك بواَلذلِ‏ وواظِ‏فإن كانت االساليب البشرية هي ما يُ‏ فترض أن تكون نهج تعاملنا مع األمور،‏فستكون الخسارة والهزيمة من نصيبنا.‏ ولن نجعل العالم مسيحي أبدا بمافعلناه أو بما قد ننجزه بمجهودنا البشري.‏ فيمكننا أن نفسد األعمالالصالحة التي تأتي من قوة هللا لو ظننا بأنها متوقفة على قوتنا ومجهودناالبشري.‏ فمن جانبنا،‏ نحتاج النصيحة التالية:‏ ‏»ابحثوا!‏ واسعوا إلى األموراإللهية!«‏ فقد جُ‏ عِ‏ ل األمر في غاية الصعوبة ألنه يتحتم علينا القيام بذلكفي هدوء.‏ غير أننا سننال أكثر القوى جبروتا إن لم يكن لنا سوى املثولأمام هللا سائلين:‏ ‏»يا أبانا السماوي الحبيب،‏ أظهر قوتك وجبروتك.‏ أن ‏ِعمعلينا بقوتك كل يوم،‏ وكل سنة،‏ وفي كل األوقات.‏ فسنعيش لك وحدك.‏واجعلنا نستمر في تلم س ورؤية قوى العلى،‏ والحياة الجديدة،‏ والقوى التيتمكنك من إخضاع كل ش يء لك.‏ وأن ‏ِعم علينا ليستمر فينا نمو الحياة التيتهبها قيامة املسيح،‏ لتصبح أكثر قوة وجبروتا لغاية اللحظة التي ينكشففيها مجده على العاملين«.‏ فها هو اإلنجيل يشهد لنا عن قدرة السيد املسيح:‏‏ُلفهوَ‏ الذي يُ‏ بَ‏ دِ‏ْ‏ٍة يُ‏ خضِ‏بِ‏ ما لَ‏ ه مِ‏ ن قُ‏ درَ‏جَ‏ سَ‏ َ دنا‏ُععلى صُ‏ ورَ‏الوَ‏ ضيعَ‏ ، فيَ‏ جعَ‏ ُ ل هُ‏بِ‏ ها كُ‏ ‏َّل ش ي ‏ٍء.‏ ‏)فيلبي‏ِة جَ‏ سَ‏ دِ‏ ‏ِه املَجي ‏ِد.)21 :3فهذا عملنا،‏ فال نحتاج إلى أن نفعل أي ش يء سوى استمرارية العيشبفرح،‏ وبقناعة بأن قوى جديدة صارت متاحة لكل مَ‏ نْ‏ يؤمن.‏ عندئذستدنو وتتجسد قوة إلهية إلى الحياة من خاللنا ومن خالل كل مَ‏ ن اختبرقيامة يسوع املسيح من بين األموات.‏ لذلك،‏ يجب علينا نحن الذين رأينا125


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏يقوم المسيح من بين األموات اآلن!‏شيئا من هذه القوى اإللهية العليا،‏ سواء كان ذلك في تحسن صحتنا أوخُ‏ ل أن نقدم الوالء هلل وال نقطع األمل من أي وقت كان.‏ ولسنا بحاجةإلى النظر إلى الجانب األسود لألمور بعد اآلن،‏ لكن عوضا عن ذلك،‏ يمكنناالنظر إلى قيامة يسوع املسيح من بين األموات وجعلها الحقيقة األكثرأهمية في حياتنا.‏ ويجب أن نواظب في بذل جهودنا لها وليس لسواها.‏ُ قنا،‏فسنساعد آنذاك في التعجيل من زمن ظهور املسيح بمجده.‏ ♦126


ًَُُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ماذا تسميت له؟أُب ارِكُ‏ الرَّ‏ ‏َّب فِ‏ ي ك ‏ِل حِ‏ ي ‏ٍن.‏فِ‏ ي فَ‏ مِ‏ ي.‏َ ت سْ‏ بِ‏ يحُ‏ هُ‏ َ د ائِ‏ ماً‏تَ‏ فْ‏ تَ‏ خِ‏ رُ‏ بِ‏ نَ‏ ْ ف سِ‏ ي الرَّ‏ بِ‏ ،فَ‏ َ ي سْ‏ مَ‏ عُ‏ نِ‏ ي الْ‏ وُ‏ د َ ا ‏ُء وَ‏ يَ‏ ْ ف رَحُ‏ ونَ‏مَ‏ جِ‏ دُ‏ وا الرَّ‏ ‏َّب مَ‏ عِ‏ ي،‏وَ‏ لْ‏ ُ ن عَ‏ ظِ‏ مِ‏ اسْ‏ مَ‏ ه مَ‏ عا.‏‏)مزمور.)3 – 1 :34َ عماذا تستميت أنت له؟يقول كاتب المزامير ‏»أُب ارِكُ‏ الرَّبَّ‏ فِي كُ‏ لِّ‏ حِينٍ«.‏ لكن ليست كلماتالكتاب املقدس هذه مجرد كلمات سار ة وتقوي ة روحية يجري ترديدها فيأزمنة الراحة والتعزية.‏ فكانت هذه اآلية لشعب إسرائيل كهتاف وكصراخقلبي كان بسبب الحاجة الحياتية التي مروا بها وأيضا بسبب تجارب إبليسومكايده،‏‏ْم‏َكُ‏‏ُم حَ‏ وْ‏ ‏َل خَ‏ ائِ‏ فِ‏ يهِ‏ ، وَ‏ يُ‏ نَ‏ جِ‏ يهِ‏‏ِب يُ‏ خَ‏ يِ‏مَ‏ ال الرَّ‏‏ِريُ‏ عْ‏ وِز ‏ْم شَ‏ يْ‏ ‏ٌء مِ‏ ن ْ ال خَ‏ يْ‏‏ِب َ فالَ‏وَ‏ أَ‏ مَّ‏ ا طَالِ‏ بُ‏ و الرَّ‏]...[.هُ ُتَ‏ حْ‏ تَ‏ اجُ‏‏)مزمورْ األَش بَ‏ ا ‏ُل7 :34 وَ‏وَ‏ تَ‏ ُ ج ُ وع ،)1013127


ٌَََََُُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ماذا تسميت له؟-لقد عرف شعب إسرائيل الرب بأنه إله عدل جبار قدير.‏ فقد استخدمقوته على سبيل املثال لكي يقود شعبه للعدل والحق،‏ قاهرا مصر.‏ فقدحرر شعبه برحمة عظيمة وحنان ولطف من قبضة فرعون الجائرة منأجل توطينهم وجعلهم مصدر بركة لبقية الشعوب.‏ وبحنان كحنان األم،‏أنعم عليهم بالراحة واالستقرار وكذلك بالطعام،‏ وفي ظل إرشاده وقيادتهدخلوا إلى الصحراء.‏من الطبيعي أنهم لم يستطيعوا أن يستمروا لألبد منتظرين.‏ فقد كانعلى شعب إسرائيل املرور خالل بودقة محاسبة هللا لهم وتأديبهم وتنقيتهمروحيا وتح ‏ُّمل مسؤولية أعمالهم تحمُّ‏ ال كبيرا.‏ وكان عليه أن يعاني منالحرمان ويتعلم كما يتعلم التلميذ في املدرسة وينمو ويتخلص منذنوبه،‏ كما يعلمنا اإلنجيل:‏-َّ هُ‏.رًا،‏َتابِ‏ أُ‏ عُ‏ كالمي فأقو ‏ُل الوارِث ال َ ف رقَ‏ بَ‏ َ ين هُ‏ وبَ‏ ين العَ‏ ب ‏ِد ما دا ‏َم قاصِ‏‏ُب املا ‏ِل كُ‏ لِ‏ ‏ِه.‏ لكن يَ‏ بقى في حُ‏ ك ‏ِم األوصِ‏ يا ‏ِء والوُ‏ كال ‏ِء إلىصاحِ‏معَ‏ َّ أن هُ‏أبوه.‏ وهكذا كانَ‏ ت حالُ‏ نا:‏ فحين كُ‏ نا رينَ‏ ، كُ‏ ناَ ح دَّ‏ دَ‏ هُ‏قاصِ‏الوَ‏ قتِ‏ الذي‏ِة فلمَّ‏ ا ت ‏َّم الزَّمان أرسَ‏ ‏َل هللا ابن مَ‏ ولودً‏ اعَ‏ بيد لِ‏ قِ‏ وى الكَ‏ و ‏ِن األوَّ‏ لِ‏ يَّ‏‏َي هُ‏ م في حُ‏ ك ‏ِموعا ‏َش في حُ‏ ك ‏ِم الشَّ‏ ريعَ‏ ليفتَ‏ دِ‏الشَّ‏ ريعَ‏ حتى نَ‏ صي ‏َر ن أبنا ‏َء ‏ِهللا.‏ والدَّ‏ ليلُ‏ على أنَّ‏ ك أبناؤ ه ‏َو أنأرسَ‏ لَ‏ رُ‏ و ‏َح ابنِ‏ ‏ِه إلى لوبِ‏ قُ‏ نا هاتِ‏ فً‏ ا:‏ ‏»أبي،‏ يا أبي«.‏ فَ‏ ما أنت ب اآلنبَ‏ ‏ْل وإذا ك ابنً‏ ا فأنت وارِث بِ‏ فَ‏ ض ‏ِل ‏ِهللا.‏ ‏)غالطيةَّ هُ‏-1 :4َ هُ‏ُ هُ‏َ عدَ‏َالذينُ م، ُةِ‏ ،َ حنُ‏َّإنُ نتَ‏ابنٌ‏ ،ً االمرَأةٍ‏ ،ةِ‏ ،عَ‏ بد ٌ ،.)7فال يكيفإله العدل والحق نفسه مع األنماط واألساليب التقليديةالشائعة لحياة الشعوب واملجتمعات.‏ وال يريد لشعبه أن يحيا مثل بقية128


ًََََََََََََََُُُُُُُُّْْْْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ماذا تسميت له؟وال أن يقلدوا األساليب والعادات الخاصة باآلخرين ويغوصوااألمم،‏ في هذا الهراء البشري كما لو كانت هذه هي السعادة بحد ذاتها.‏تدريجيا بشكل الفت للنظر،‏ كما يأمر هللا فيفشعبه يُ‏ فترض أن يكون مختلفا الكتاب املقدس:‏أنْ، ََإال، َُواآلنيا شع ‏َب إِ‏ سرائيلَ‏ ، ما الذي يطلبُ‏ ه مِ‏ نك الر ‏ُّب إلهُ‏ كُفي ك ‏ِل طُ‏ رُقِ‏ هِ‏ ، ُ وت حِ‏ بَّ‏ هُ‏ وتعبُ‏ د ك ‏ِل قلبِ‏ ك ‏ِل نفْ‏ سِ‏ كتخافَ‏ ه ُ وتسل كَ‏بِ‏وتعمَ‏ لَ‏ بوصاياه وسُ‏ نَ‏ نِ‏ ‏ِه التي أنا آمُ‏ رُك بها اليو ‏َم لِ‏ خيرِك.‏ للر بِ‏ إلهِ‏ كالسَّ‏ ماوات وسماوات السَّ‏ ماوا ‏ِت واألر ‏ُض وكُ‏ ‏ُّل ما فيها.‏ لكن تعل قلبُ‏ هالتيبآبائِ‏ ك فأحبَّ‏ هُ‏ م واَ‏ ختا ‏َر ذُ‏ رِيَّ‏ تهُ‏ م مِ‏ ن بَ‏ عدِ‏ هِ‏ م،‏ وأنتُ‏ م ه ‏َي هذِ‏ ‏ِه الذ ةُ‏ن ، ياْاختارها مِ‏ بَ‏ ي ‏ِن الشُّ‏ عو ‏ِب كما ت اليو ‏َم.‏ فكرِسوا قلوبَ‏ كُ‏ م للر بِ‏بَ‏ ني إِ‏ سرائيلَ‏ ، وال تعانِ‏ دوا ب ألن الر ‏َب إلهَ‏ كُ‏ م ه ‏َو إله اآلله ‏ِةوربُّ‏ اإلله العظي ‏ُم الجبَّ‏ ا ‏ُر الرَّهي ‏ُب الذي ال يُ‏ حابي وال يَ‏ رتش ي.‏يحكمُ‏ لليتي ‏ِم ويُ‏ ح ‏ُّب الغري ‏َب ويُ‏ رزِ‏ ق طَعامً‏ ا وكِ‏ سوة.‏ فأحِ‏ بُّ‏ واالغريبَ‏ ألنَّ‏ كم كُ‏ نت غُ‏ ربا ‏َء في أر ‏ِض مِ‏ صْ‏ ‏َر.‏ إتَّ‏ قِ‏ الر ‏َّب إلهَ‏ كَ‏ يا شع ‏َبإِ‏ سرائيلَ‏ ، وال تعبُ‏ د سِ‏ واهُ‏ ، وتمَ‏ سَّ‏ ك ب ‏ِه وال تحلِ‏ ف إال باَ‏ سمِ‏ ‏ِه.‏ هوَ‏وه ‏َو إلهُ‏ ك الذي صَ‏ ن ‏َع مَ‏ عك تِ‏ لك العَ‏ ظائ ‏َم واألهوا ‏َل التي رَأتهاحين نزَلوا إلى صْ‏ رَ‏ ، صَ‏ َّ ي ركَ‏َبعين نفْ‏ سً‏ اَمِ‏عيناك.‏ كان ُ آباؤ كَ‏ سَ‏‏)تثنية -12 :10 ،)22ك في الكَ‏ ثرِة ث ‏َلَمِ‏ نُ‏ جو ‏ِم السَّ‏ ما ‏ِء.‏الر بُّ‏ إلهُ‏َّ قَ‏ُّ رِيَّ‏ُوك،َّ هُ‏َواآلنُ هُ‏َ هُ‏َ رونَ‏َ عدَ‏ اآلنَ‏ ،األربابِ‏ ،واألرملةِ‏ ،ُ مفخرُكَ‏ ،هذا بالطبع غير مريح،‏ ولهذا فقد أدى إلى انتشار التمرد والتذمر بين شعبإسرائيل ‏)اقرأ سفر الخروج وفي بعض األحيان كان هذا التمرد كبيراللغاية لدرجة أنه لم يعد من الخطأ أن يبنوا هياكال ألمم غريبة،‏ حتى فيداخل إسرائيل،‏ وأن يقدموا العبادة بالطريقة الوثنية.‏ ألم يكن هذا ديانة.)16129


خريالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ماذا تسميت له؟أيضا؟ أال يسعنا أن نطلق على هذا التصرف ممارسة ما يُ‏ عرف باسمديانة؟ ألم يكن حيازة ديانة أفضل من االفتقار إلى ديانة بغض النظرعن شكلها؟ ألم يكن من األفضل للناس وجود ديانة مهما كانت أفضل منعدم وجود أي ديانة على اإلطالق؟ فهذا ما يفكر به الناس عموما.‏ لكنبالنسبة إلله العدل كان عدم وجود ‏»ديانة«‏ مقبوال،‏ السيما إن كانت ديانةشريرة.‏ إال أن الناس لم يعجبهم ولم يناسبهم ذلك.‏ فقد بدا األمر لهمفظيعا عندما قال هللا لهم أن كل ما كانوا يعتبرونه جيدا،‏ وكل ما جعلهمأقوياء،‏ وبه أنجزوا حضارات عظيمة،‏ كان باطال.‏ لهذا تذمروا وتشكوا.‏وأخيرا فقدوا سالمهم مع هللا.‏ ومع ذلك كان هناك أيضا ناس يقولون ‏)بمامعناه(:‏ ‏»سأسبح الرب.‏ وسأحاول جاهدا أن أمارس ما اختبرته عن عدالةالرَّ‏ ‏َّبهللا وحقه.‏ وحتى لو تذمر الجميع وتمردوا إال أنني سأظل أقول،‏ ُ أ بَ‏ ارِكُ‏فِ‏ ي فَ‏ مِ‏ ي‹‏ «.فِ‏ ي ‏ِل حِ‏ ينٍ‏ . َ ت سْ‏ بِ‏ يحُ‏ هُ‏ َ د ائِ‏ ماً‏فقد كان هناك في إسرائيل محاربون كهؤالء.‏ وهكذا يجب أن نكوننحن محاربين مثلهم.‏ ألنه كل ما يطلبه منا هللا حتى في يومنا هذا فإنه غيرمريح بالنسبة لنا،‏ بل يجب أن نطرح عنا كل ما صنعناه ألنفسنا وكل مااعتدنا عليه.‏ ويرى هللا حتى بيننا الكثير من التذمر والتعنت والتغطرس.‏ويمر على عصرنا الحالي قضاء هللا ومحاسبته لنا.‏ فيفضح إصبع‹–ُكالحقيقة ويشير إلى هذه الكذبة أو تلك،‏ أو إلى األخطاء في تقاليدنا وأدياننا.‏ثم إن إصبع العدالة يطالبنا بأن نرضخ إلى صوت الضمير،‏ وأن نفكربجدي ة فيما يجب تغييره عندنا.‏ فعندما تبقى األجيال البشرية تعيش علىاملنوال نفسه لعقود طويلة من الزمان وبدون أن تهتز أو تتحرك بذلكالسيل العنيف ألحداث التا ، فمعناه أنهم قد عشقوا الراحة والدفءاللذين تقدمهما عاداتهم وتقاليدهم.‏ وفي النهاية،‏ ستأخذ هذه البنيةالبشرية البحتة مكانة هللا.‏ و ال نهتم عندئذ سوى بالدفاع عن مؤسساتنا130


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ماذا تسميت له؟البشرية.‏ فيبدو كما لو أن كل ش يء سوف ينهار إذا انقلبت رأسا على عقبتلك املؤسسات التي ظلت تنمو على مر السنين.‏ وبالتالي فإننا غالبا ما نكونجبناء جدا للنضال من أجل عدالة هللا.‏ ونغض الطرف عن جسامة مقدارالنقص وفداحة األخطاء ونعتاد عليها إلى درجة كبيرة بحيث نبدأ نتساهلمع كل ش يء تقريبا.‏ وندع األمور تجري على هواها كاملعتاد.‏ وال يعود يهمنامقدار الغلط املوجود أن حجم الباطل أو عدد الذين يئنون من وطأته.‏وعندما يرتفع صوت ما يمثل العدالة اإللهية ليدعو ملا هو حق وصحيح،‏يجري شتمه ولعنه والتبرؤ منه،‏ في حين يتم الدفاع عن الحماقات.‏لكن يجب أن نتذكر دائما أن إلهنا كما ظهر في يسوع املسيح هو إلهالعدل والحق ال إله السياسة أو املجتمع أو التقاليد أو الكنيسة أو املدرسةأو الطائفة.‏ وربما تكون لهذه األشياء قيمة.‏ لكن لدينا ما يكفي من البراهينأنه يمكن أن تخطئ كل تلك األشياء.‏ ويجب أن نعارض حتى املؤسسات التيظلت ثابتة لوقت طويل،‏ التي ربما كانت جيدة نسبيا في بداية نشأتها لكنهافشلت تدريجيا في تحقيق أغراضها.‏ وينطبق هذا أيضا على الحياة الدينية.‏فاهلل نفسه هو من يأتي بالتغيير.‏ وتلك التغيرات عادة ما تسبب شعوراكبيرا بعدم الراحة،‏ كما قال يسوع املسيح:‏ُال تَ‏ ظ أنِ‏ ي جِ‏ ئت ألحمِ‏بَ‏ لْ‏ سَ‏ يفً‏ ا.‏ ‏)متى‏َلُالسَّ‏ ال ‏َم إلى العالَ‏ مِ‏ ، ما جِ‏ ئت ألحْ‏ مِ‏سَ‏ المً‏ ا ‏َل.)34 :10ُ ُّ نوالكن إن أردنا أن نخدم هللا علينا أن نعترف بما هو حق وعدل.‏وفي عصرنا الهائج الذي يتغير فيه املجتمع وكذلك العادات والتقاليد،‏فمن الضروري أن نتذكر شيئا واحدا ال غير أال وهو هللا إله العدل.‏ فمامطلوب منا هو أن نكون شعبا متحررا.‏ فمن الضروري أن نكون شعبا-131


ََْذيالالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ماذا تسميت له؟، ٌمتحررا جدا حتى نؤمن بيقين بأن كل ش يء يمكنه أن يتغير جذريا.‏ ألن إلهالعدل موجود.‏ وإله الحقيقة منتصر على كل ما هو ميت،‏ وكل ما هومتعفن.‏ ويتعين على الذين يعبدونه أن يعبدوه بالروح والحق،‏ كما قالالرب يسوع املسيح:‏َفيها العابِ‏ دون الصادِ‏ قون‏ِت َ ي عبُ‏ دُ‏ولكِ‏ ن ستَ‏ جي ‏ُء ساعَ‏ ة بل جاءَ‏اآلبَ‏ بالرُّ‏ و ‏ِح ‏ِق هَ‏ ؤالءِ‏ هُ‏ ‏ُم العابِ‏ دون يُ‏ ريدُ‏ ‏ُم اآل ‏ُب.‏ ‏)يوحناُهَالذيناآلنَ‏ ،.َوالح.)24 -23 :4فإذا أصبحنا شعبا كهذا فال يسع ألي تيار دوام ي مستقبلي أو أمواج دوارةمحتملة من اكتساحنا عندئذ.‏ وسوف نصل إلى بر الصخرة األبدية في هدوءتام ونرس ي بأمان . وعلى هذه الصخرة سيبرهن املسيح قضيته التي ال تفكل طوائفنا وانقساماتنا تُ‏ خزي هللا.‏ فسيأتي حتما ذلك الوقت الذي النسعى فيه للمثول أمام هللا امللك مملوئين بالتدين الظاهري وإنما بالحقوالعدل في قلوبنا.‏ فسوف يكتسح يسوع املسيح الذي هو رب الحقيقة كلش يء بشري من هذه األرض،‏ مهما بدا جيدا وصالحا في أعيننا،‏ ألنه في نهايةاملطاف سوف ال يقس منا ملكوت هللا إلى مجاميع متباينة كما هو حالنا عليهلحد اآلن.‏ فستأتي في شكل أسئلة كهذه:‏ ما الذي تستميت أنت له؟ هلسيكون لك موقفا حازما ملا هو حق لحزبك أو لكنيستك بل للحقسيجعل حياتنا مختلفة عن ذي قبل؟فهذا له أهمية بالغة في تقلبات الحياة التي سنتعرض لها.‏ وهنا أيضاسنجد كثير من الناس يتذمرون ويقاومون بشراسة.‏ فلو لم تكن األمورتجري على ما يرام معهم،‏ فيكون عندئذ هللا والعالم كله على خطأ فينظرهما.‏ فعلى العالم أن يتحمل اللوم عندما يقعون في ضيق.‏ لكن ال يثبتُ هزم.‏- ال132


ُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ماذا تسميت له؟ُاإلنسان نفسه أنه محارب حقيقي إال في الشدائد.‏ فالذي يلوم هللا أوالرَّ‏ ‏َّب فِ‏ ي ك ‏ِل حِ‏ ي ‏ٍن.‏العالم عندما يقع ‏)أو تقع(‏ في املشاكل ال يقول:‏ أ بَ‏ ارِكُ‏فِ‏ ي مِ‏ ي«.‏ أما الذي يحم ل نفسه مسؤولية الذنب والتقصيرد ائِ‏ ماً‏ت سْ‏ بِ‏ يحُ‏ هُ‏ويتذكر بأننا نحن البشر الفاني لم نبدأ لحد اآلن بالوقوف على أرضية البِ‏ روالحق والى هذا يرجع سبب معاناتنا،‏ فسينال شخص كهذا قلبا مصمِ‏ ما‏»نريد الشروع في وضع عدالة إلهنا في حيزوعزيمة قوية ويتسنى له قول:‏ التطبيق والعمل بها.‏ فهذا ما نريد أن نستميت له،‏ والسيما لكل ما يصيبحبذا لو توقفنا عن اإلشفاق على الذات والدفاعأيضا«.‏ فيا اإلنسانية إلىعن ذلك والحجج بل نظرنا عوضا الذرائع وتبرير مواقفنا وتقديم حبذا لو أبقينا اليقينإخفاقاتنا عندما نقع في ورطة ومواقف صعبة.‏ ويا عندئذفينا،‏ الذنب كامن لكن والعالم ليسا السبب هللا بأن في قلوبنا والحقهللا عدالة ونعد الطريق ملجيء هللا،‏ مللكوت متأهبا سنكون شعبا اإللهي.‏جهودمن العالم هو من صنع ال ننس ى أبدا أن جزء كبيرا أن دعونا أنواع العوالم.‏ ويمكننابشرية.‏ فنحن قادرون على أن نخلق ألنفسنا شتى قوميا.‏ ويمكنناأو عاملا اجتماعيا أو عاملا فلسفيا أن نصنع ألنفسنا عاملا أيضا أن نصنع ألنفسنا عاملا تقيا وعاملا مسيحيا.‏ فهذا العالم الذي نصنعهألنفسنا بالتأكيد ليس عالم هللا.‏ فلو تمعنا باألمر بأمانة وبإخالص،‏ لرأينا أنإلىللشر قد جاءت بنا االستثنائية الذنب ذنبنا،‏ حتى لو كانت التأثيرات الحاجة والبؤس.‏ فقد قام وكبر عالم كامل من الخطيئة جنبا إلى جنب معهللا.‏ وهذا العالم موجود وتسيره روحيتنا البشرية.‏ فبقدر ما نحبعالم ونتعلق بهذا العالم الذي خلقناه نحن بأيدينا،‏ الذي هو عبارة عن عالم منالناس والشعوب وتاريخها وتقاليدها،‏ فال يمكننا رؤية عالم هللا.‏ وبقدر مانريد التمسك بعاملنا الخاص ووضع أفكارنا ورغباتنا الخاصة في مركز«133


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ماذا تسميت له؟الصحيحاألساس حياتنا،‏ فال يسعنا رؤية ما هو إلهي وال الحصول على لعدله.‏للمرء لتزكية وتبرير ذاته بنفسه،‏ بمعنى العيشإن املحاولة املأساوية ما يكون الكبرياء باطنها(،‏ هي‏)التي غالبا هلل بدون توبة ومخافة حقيقية التي تؤدي بنا في النهاية إلى عدم قدرتنا على رؤية سيادة وسلطان هللا.‏ وهذاكله بسبب األشكال املختلفة للعوالم التي خلقناها.‏ ويمكن مالحظة نتائجفي مجاالت الحياة كافة.‏ فهنالك أنواع كثيرة للعوالم الصغيرة التيذلك أصبح الناس عالقين فيها دون أي تفكير أو استفسار،‏ وال يسألون أنفسهمفيما إذا كان عاملهم من أصل إلهي.‏ فكيانهم كله مغلف في عاملهم الخاصمن خالل الطبقةسوى هللا ال يمكنهم رؤية والى درجة كبيرة بحيث أنهم الضبابية التي خلقوها حواليهم.‏ فهكذا نجد اليوم بعض األشخاص،‏ وحتىمن رجال الدين البارزين،‏ يعيشون في عاملهم الخاص ويكرهون جوهرمنروحية هللا.‏ ويحصل هذا ألنه لم يعد بإمكاننا رؤية ما هو حق وصائب نطرح عنا كل ما هوفبالتالي نُ‏ بعِ‏ د جراء العالم الذي خلقناه بأنفسنا صحيح.‏ هل تظن أن هللا موجود فقط لالنشغال ولدعم عاملنا الخاص بنا؟حاشا!‏ فهو ال يريد أي شكل من أشكال دجلنا.‏ وعالوة على ذلك،‏ نرى الناسيخلقون ضجة كبيرة حول طبيعة هللا املليئة محبة،‏ تماما كما لو أن هذااإلله الحبيب مجبور لتعزيز حماقاتنا البشرية بدافع املحبة ليحفظ أبنائههي محبةهللا أن محبة تماما من شدائد املعاناة.‏ فأمثال هؤالء ينسون العدل ومحبة الحق ال محبة الخداع والدجل!‏أو مكابرة.‏ فسينهارلذلك فلنتعاون معا دون أي تذمر ودون أي عناد بانهيارهللا ونفرح فلنحمد لكن العالم الخاص لكل واحد منا.‏ فلن يدوم.‏ ما دمناوليس الروح،‏ التي هي من صنع الجسد العوالم البشرية هذه االنهيار،‏متمسكين بشدة بإله العدل؛ ومتمسكين به حتى أثناء عملية -ُ و-134


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ماذا تسميت له؟بحيث ال ندع نفوسنا تنصرف ولو قيد شعرة عن النضال في سبيل عالمأنإلى الروحي سيقودنا الجهاد هللا.‏ فمثل هذا االتجاه القلبي ومثل هذا نحيا حركة ملكوت هللا التقدمية.‏قبل فترة وجيزة قابلت شخصا،‏ وخالل مجرى الحديث تطرقنا بعضالش يء إلى موضوع الدين.‏ وفي الحال قال لي:‏ ‏»ال يوجد أي تقدم في الدين.‏هو ال يتغير.‏ فالدين يبقى ثابتا وجامدا كمافهذا ما رأيناه.‏ فهو دائما كما ‏»نعم أنت محق!«‏ما كان علي إال أن أقول:‏ لكن هو«.‏ أما أنا فصُ‏ دِ‏ متُ‏ ، فال تقدرفي الحق،‏ فالحق يهتم بالحياة والعدل.‏ يوجد تقدم وتطور لكن التطورات التقنية من إحداث أي تقدم في الحياة،‏ وال تقدر أيضا أن تجعلمنا بشرا عادال وحقيقيا.‏ لكن هناك تقدم في ملكوت هللا.‏لهذا يجب أن ال تخور عزيمتنا.‏ ولنبارك الرب في كل حين.‏ فيجب أناآلتي والهللا نسخر أنفسنا ونسترخصها في سبيل بناء األساس مللكوت أنواعها.‏ وفي النهاية ستتبدل كل األعمالنتعلق باالهتمامات التافهة بشتى لتنقت وثبتتفلو كانت صالحة وقي مة والجهود البشرية بنفخته اإللهية،‏ ولو كانت سيئة فسوف تُ‏ د ‏َّمر بدون نعمة أو رحمة.‏ أل ن كل ما هولألبد.‏ باطل وظالم سيزول،‏ أما ما هو صحيح وحق فسيدوم لألبد.‏ ♦135


ََُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏استعِد للعمل!‏ُلِتكُ‏ ن أَ‏ حْ‏ ق كُ‏ مْ‏ مُ‏ مَ‏ نْ‏ طَ‏ قَ‏ ةً‏وَ‏ سُ‏ رُجُ‏ كُ‏ مْ‏ مُ‏ وقوَ‏ أَ‏ ن ُ مْ‏ مِ‏ ْ ث لُ‏ أُ مْ‏ مَ‏ َ تى يَ‏ رْجعُ‏ مِ‏ نيَ‏ نْ‏ َ ت ظِ‏ رُ‏ َ ون سَ‏ يِ‏ دَ ج اءَ‏ وَ‏ ق َ يَ‏ ف ُ لِ‏ ْ ل وَ‏ قَ ذاحَ‏ َّ تى إِ‏‏)لوقاَ اؤَ َ د ً ة ،ْ ت ُ َ ن اسٍ‏َ ْ ال عُ‏ رْسِ‏ ،ْ َ ت ُ ح َ ون َ له ْ تِ‏ .)36 -35 :12َ رَعَ هاستعِد للعمل!‏ال تستغربوا من أن قلوبنا غير متقدة كما يجب على موضوع مجيء هللا.‏فبالنسبة لنا نحن البشر،‏ فهو كالكنز الذي ال يثم نه سوى القليلين،‏ في حينتهتم الغالبية به اهتماما عابرا ال غير.‏ وفي طبيعة الحال،‏ نرى اليوم الكثيرمن الناس يتنهدون إلى السماء صارخين:‏ تعال أيها املخ ‏ِلص اآلن«.‏ لكنهم اليتنهدون على مجيء ملكوت هللا.‏ فهم يصرخون هكذا فقط عندما يواجهونضيق أو مشكلة ويريدون أن يتدخل هللا ليساعدهم.‏ فهم ليس لديهم أيةفكرة عن أية معونة أخرى غير تلك املعونة األكثر فاعلية حينما يحصلونفيها على مُ‏ خ ‏ِلص يأتي ويضع نهاية سريعة ملشاكلهم«14136


َالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏استعِد للعمل!‏َ اؤفما جاء أعاله يجعل من األمر صعبا وعائقا على مَ‏ نْ‏ يبغي أن يكونجزء من خطة هللا،‏ ويريد العمل من أجلها.‏ فحينما تخص املسألة قضاياهللا يُ‏ فترض بنا أال نفكر ونهتم بأمورنا الخاصة،‏ بل االنشغال فقط بمايخص يسوع املسيح.‏ وال يتعين علينا القيام بذلك لغرض تهذيب أنفسنافحسب بل لغرض أن نصير عَ‏ مَ‏ لة هلل.‏ وهذا يقودنا إلى حقول كرم هللا،‏ وهواملكان الذي ال يتضمن الكثير من الكالم واللغو بل الكل فيه مصمم علىالحركة والعمل.‏وعليه فلنركز اهتمامنا على االختبار الذي يسلحنا بالعمل والحركة،‏ليس بحسب تخطيطاتنا البشرية،‏ بل بحسب تخطيط هللا:‏ُ وَ‏ أَ‏ نْ‏ تُ‏ مْ‏ مِ‏ ثْ‏ لُ‏ أُ‏ نَ‏ اسٍ‏ يَ‏ نْ‏ تَ‏ ظِ‏ رُ‏ ونَ‏لِ‏ تَ‏ ك َ حْ‏ ق كُ‏ مْ‏ مُ‏ مَ‏ نْ‏ طَ‏ قَ‏ ةً‏ وَ‏ سُ‏ رُجُ‏ كُ‏ مْ‏ مُ‏ وقَ‏ دَ‏ ةً‏ ،َ د هُ‏ مْ‏ مَ‏ تَ‏ ى يَ‏ رْجعُ‏ مِ‏ نَ‏ الْ‏ عُ‏ رْسِ‏ ، حَ‏ تَّ‏ ى إِ‏ ذَ‏ ا جَ‏ اءَ‏ وَ‏ قَ‏ رَعَ‏ يَ‏ فْ‏ تَ‏ حُ‏ ْ ل وَ‏ قونَ‏ ل ُ لِ‏سَ‏ يِ‏ُ مْ‏ سَ‏ اهِ‏ رِين ْ حَ‏ قَّ‏ُ مْ‏ يَ‏ جِ‏ دَ ج اءَ‏ سَ‏ يِ‏ دَ ذاهَ‏ نيئا َ ‏ُول ئِ‏ ك ْ عَ‏ بِ‏ يدِ‏ َّ ال ذِ‏ َ ين إِ‏ُ مُ‏ هُ‏ مْ‏ . وَ‏ إِ‏ ن َ ى فِ‏ ي ْ ال هَ‏ زِيعِ‏َّ مُ‏ وَ‏ يَ‏ خُ ئ هُ‏ مْ‏ وَ‏ يَ‏ تُ وَ‏ يُ‏ ْ ت كِ‏أَ‏ ُ ق ولُ‏ ل ُ مْ‏ : إِ‏ ن ُ يَ‏ َ ت مَ‏ نَّ الث انِ‏ ي أَ‏ وْ‏ أَ‏ تَ‏ ى فِ‏ ي الْ‏ الثَّ‏ الِ‏ ثِ‏ وَ‏ وَ‏ ج ُ مْ‏ هك َ ا،‏ َ ف هَ‏ نيئا َ ‏ُول ئِ‏ ك ْ عَ‏ بِ‏ يدِ‏ .هَ‏ زِيعِ‏َ ه ْ تِ‏ .َ . َ الَ الْ َ أتً ألُ ه ُ هْ دَ ذَ َ قدَ َ ده.»ْ َ طقَ الَّ هُ ْ ن أً ألَ كَّ مَ‏وَ‏ إِ‏ ن ا اعْ‏ لَ‏ مُ‏ وا هذَ‏ ا:‏ أَ‏ نَّ‏ هُ‏ لَ‏ وْ‏ عَ‏ رَفَ‏ رَ‏ بُّ‏ الْ‏ بَ‏ يْ‏ تِ‏ فِ‏ ي أَ‏ يَّ‏ ةِ‏ سَ‏ اعَ‏ ةٍ‏ يَ‏ أْ‏ تِ‏ ي السَّ‏ ارِقُ‏‏ٍة‏َنَّ‏ هُ‏ فِ‏ ي سَ‏ اعَ‏، ألَ ل سَ‏ هِ‏ رَ‏ ، وَ‏ لَ‏ مْ‏ يَ‏ دَ‏ عْ‏ بَ‏ يْ‏ تَ‏ هُ‏ يُ‏ نْ‏ قَ‏ بُ‏ . فَ‏ كُ‏ ونُ‏ وا أَ‏ نْ‏ تُ‏ مْ‏ إِ‏ ذً‏ ا مُ‏ سْ‏ تَ‏ عِ‏ دِ‏ ينَ‏َ ال تَ‏ ظُ‏ نُّ‏ َ ون يَ‏ ْ أ تِ‏ ي ابْ‏ ُ ن اإلِ‏ ْ ن سَ‏ ا ‏ِنَ أ يْ‏ ضفَ‏ َ ق الَ‏ ل ُ بُ‏ طيَ‏ ارَبُّ‏ ، أَ‏ ل َ ا ت ُ ولُ‏ َ هذا امل َ لَ‏ َ أ مْ‏ لِ‏ ل َ مِ‏ يعِ‏َ الَ‏ الرَّبُّ‏‏َمِ‏ ين َ كِ‏ يمُ‏ َّ ال ذِ‏ ي يُ‏ قِ‏ يمُ‏ ُ ه سَ‏ يِ‏ دفَ‏ مَ‏ ن ُ وَ‏ ْ ال وَ‏ كِ‏ يلُ‏ األفَ‏ قَ ذا َ جا ‏َءْ َّ ذِ‏ ي إِ‏خ دَ‏ مِ‏ هِ‏ لِ‏ يُ‏ عْ‏ طِ‏ يَ‏ هُ‏ مُ‏ ْ ال عُ‏ ل َ فِ‏ ي حِ‏ ينِ‏ هَ‏ ا؟ ه ً لِ‏ ذلِ‏ ك عَ‏ بْ‏ دِ‏ السَ‏ يِ‏ دُ‏ ُ ه يَ‏ جِ‏ د ُ يَ‏ ْ ف عَ‏ لُ‏ هك َ ا!‏ بِ‏ ال َ قِ‏ أ ُ ولُ‏ ل ُ مْ‏ : إِ‏ ن ُ يُ‏ قِ‏ يمُ‏ ه َ ى َ ج مِ‏ يعِ‏الْ‏ عَ‏ بْ‏ ُ د فِ‏ ي ق ْ بِ‏ هِ‏ : سَ‏ يِ‏ ‏ِد ئُ‏ ق ُ ومَ‏ هْ قَ‏ الَ‏ ذلِ‏ كَ‏ي يُ‏ بْ‏ طِ‏أَ‏ مْ‏ وَ‏ الِ‏ هِ‏ . لكن إِ‏ نْ وَ‏ يَ‏ أْ‏ كُ‏ لُ‏ وَ‏ يَ‏ شْ‏ رَبُ‏ وَ‏ يَ‏ سْ‏ كَ‏ رُ‏ . يَ‏ أْ‏ تِ‏ ي سَ‏ يِ‏ دُ‏فَ‏ يَ‏ ب َ دِ‏ ُ ئ يَ‏ ْ ض رِبُ‏ ْ ال غِ‏ ْ ل مَ‏ َ ان وَ‏ ال جَ‏ وَ‏ ارِيَ‏ ،ً ا؟«‏ُ ُ ه َ ع َ لى، ُْ جُ َ علُ دْ ‏َثَ الَّ هَ قُ ْ الحَ نيئاَ ق َ كَ لَ نْ حْ رُسُ‏ «:ْ هُ َ وفةَ ذَ ه« :ُ هْ ت137


َالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏استعِد للعمل!‏ُّ وَ‏ذلِ‏ كَ‏ الْ‏ عَ‏ بْ‏ دِ‏ فِ‏ ي يَ‏ وْ‏ مٍ‏ الَ‏ يَ‏ نْ‏ تَ‏ ظِ‏ رُهُ‏ وَ‏ فِ‏ ي سَ‏ اعَ‏ ةٍ‏ الَ‏ يَ‏ عْ‏ رِفُ‏ هَ‏ ا،‏ فَ‏ يَ‏ قْ‏ طَعُ‏ هُ‏ وَ‏ يَ‏ جْ‏ عَ‏ لُ‏ُ ه مَ‏ عَ‏ ْ ال خَ‏ ائِ‏ نِ‏ ينَ‏ . وَ‏ أَ‏ وَ‏ الَ‏ْ يَ‏ عْ‏ لَ‏ مُ‏ إِ‏ رَادَ‏ ةَ‏ سَ‏ يِ‏ دِ‏ هِ‏مَّ‏ ا ذلِ‏ ك ال عَ‏ بْ‏ دُ‏ الَّ‏ ذِ‏ ينَ‏ صِ‏ يبَ‏ْ ف عَ‏ لُ‏ َ بح سَ‏ بِ‏ إِ‏ َ رَاد تِ‏ هِ‏ ، َ ف يُ‏ ْ ض رَبُ‏ َ ك ثِ‏ يرًا.‏ ي ال َ عْ‏ ل‏َولكن الَّ‏ ذِ‏يَ‏ سْ‏ َ ت عِ‏ د َ ال يَ‏وَ‏ يَ‏ فْ‏ عَ‏ لُ‏ مَ‏ ا يَ‏ سْ‏ تَ‏ حِ‏ قُّ‏ ضَ‏ رَبَ‏ اتٍ‏ ، يُ‏ ضْ‏ رَ‏ بُ‏ قَ‏ لِ‏ يالً‏ . فَ‏ كُ‏ لُّ‏ مَ‏ نْ‏ أُ‏ عْ‏ طِ‏ يَ‏ كَ‏ ثِ‏ يرًا يُ‏ طْ‏ لَ‏ بُ‏ْ ن هُ‏ كَ‏ ثِ‏ يرٌ‏ ، وَ‏ مَ‏ نْ‏ يُ‏ ودِ‏ عُ‏ ونَ‏ هُ‏ كَ‏ ثِ‏ يرًا يُ‏ طَ‏ الِ‏ بُ‏ ونَ‏ هُ‏ بِ‏ أَ‏ كْ‏ ثَ‏ رَ‏ . ‏)لوقامِ‏َ ي َ مُ‏ ،.)48 -35 :12يتحدث هنا يسوع عن تالميذه وعن استعدادهم ملجيئه.‏ وانتبهوا هنا إلى أنأو نوايا بشرية مهما كانتبشرية اكتشافات ال تصنعه أية هللا ملكوت املسيح.‏ فيجب أنالسيد بمجيء آخر سوى ش يء جريئة وسامية،‏ وال بأي ينصب إيماننا وغيرتنا على هذا املجيء.‏ وإال سيكون من األفضل أن نطويجانبا كل تأمالتنا وتفكيرنا عن ملكوت هللا.‏ ثم إن سلطان هللا أمر رائع.‏ أمافي نظر حكمة هذه الدنيا فيبدو ملكوت هللا بمثابة حماقة،‏ لكن بالحقيقةيتمكن ملكوت هللا من إعطاء شكل جديد للعالم كله،‏ وللخليقة كلها،‏ وقادرعلى جعل العالم كله والخليقة كلها خليقة هللا األبدية.‏ليسخالق السماء واألرض،‏ هو هللا،‏ فإن ومن الجدير باملالحظة،‏ وحده جزء من هذه الخطة بل على شعب هللا أن يكونوا أيضا جزء منها.‏فيجب أن يكون هناك رجال ونساء يبذلون نفوسهم في سبيل ملكوت هللاكما لو كان امللكوت على األرض.‏ وإال ملا قالوالحق الذي يبتغيه وعدله يسوع:‏َ ج اءَ‏ سَ‏ يِ‏ ُ د ُ ه يَ‏ جِ‏ ُ د ُ ه يَ‏ ْ ف عَ‏ لُ‏َ ذاْ َّ ال ذِ‏ ي إِ‏هَ‏ ً نيئا لِ‏ ذلِ‏ َ ك ال عَ‏ بْ‏ دِ‏هك َ ذ َ ا!‏24: ‏)متى)46وبالتأكيد فإن يسوع املسيح ال يقول أنه سوف يخدم مثل هؤالء الناس ‏)أيالناس الذين ال يخدمونه(.‏ فمن الواضح أن األمر كله متوقف على138


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏استعِد للعمل!‏-نشاطهم.‏ ويسعنا حتى استقراء ما بين السطور في املثل الذي ضربه يسوعاملسيح أعاله بأنه ما لم يوجد ناس يسهرون فسيتأخر مجيء هللا.‏فالبد من وجود ناس لبسوا ثوب العمل،‏ وأضاءوا مصابيحهم.‏ بمعنىآخر حينما يكون سيدهم غائبا فهم منهمكين ومشغولين بإعداد كل ش يء فياملنزل ملجيئه،‏ ويحيطون علما كل من في املنزل بأن الحالة التي يعيشون فيهاحاليا هي حالة مؤقتة.‏ثانيا،‏ البد من وجود ناس يقفون على الباب ويستمعون له ويفتحونهبسرعة عندما يقرع.‏ أي بمعنى عملة غير متكاسلين وإنما مرتدين ثيابالخدمة.‏ إن املتكاسلين يرتدون أفضل ما عندهم وهي مالبس يوم األحد.‏أما الشخص املستعد للعمل بيديه فإنه يخلع معطفه ويلف أكمامه إلىاألعلى حتى يمكنه أن يدخل في غمار األمر دون ضجة أو بهرجة.‏ فلدى هللاعمل البد وأن يتم بمالبس العمل،‏ وليس بأفضل مالبس يوم األحد.‏ وفيالواقع،‏ يجب أن ال نفكر في مالبس يوم األحد كأمر طبيعي.‏ فمثل هذا املبدأيجعل تقوى الفرد وتكريسه ألجل إرضاء احتياجاته الخاصة أهم ش يءعنده.‏ ومادام ملكوت هللا يحتاج إلى كفاح مستمر،‏ فسوف تزداد أهميةارتداء ثياب العمل أي االستعداد للحركة لبذل الجهود للقيام بفعليتماش ى مع خطة هللا،‏ وضد العالم بكل ثقله في أغلب األحيان.‏ وهناك حلعملي يدعم حقيقة وعدل ملكوت هللا ويجب أن نكون مستعدين له من كلكياننا.‏لكن قد يسأل البعض:‏ ‏»ماذا يجب أن نفعله على وجه التحديد؟ ماذاسيخدم هللا وملكوته حقا؟«‏ إن هذا السؤال هام جدا،‏ وال يوجد إنسانيمكنه اإلجابة على هذا السؤال.‏ فما يلزمنا هو أن نتعلم العيش وفقا ملايوافينا من هللا في كل يوم من أجوبة على هذا السؤال وأن نحمل النورالذي تفرزه هذه العبرة وهذا الوعي إلى الظلمة.‏ أل ن جوهر النظام اإللهي---139


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏استعِد للعمل!‏األزلي قد أحاط به الظالم،‏ بسبب إمارات الشر وقوى هذه الدنيا.‏ ويوجدعمليا،‏ في جميع أصعدة الحياة تقريبا،‏ قوة استعبادية.‏ وهذه صفة سائدةفي كل ش يء،‏ حتى في أعلى القوى اإلنسانية التي تسيطر على األفراد أواألمم،‏ إنها الذات اإلنسانية ‏)أي األنانية(.‏ فهناك سؤال يراودنا باستمرار،‏ويسألنا:‏ ماذا سنجني من أي أمر كان ملصلحة اهتماماتنا الوقتية؟ أقوللكم بأن كل ماله فائدة مباشرة لنا،‏ ندعوه خيرا وحقا.‏ وهكذا تأتي الظلمة،‏وهي ظلمة ال يمكن ألي أحد أن يفعل فيها أي ش يء إال إذا حمل نورا أضاءههللا.‏إجماال،‏ فنحن البشر الضعفاء،‏ وحاملا تخص املسألة تكريس حياتنااليومية لخدمة هللا،‏ النعرف،‏ أو ال نريد أن نعرف الحقيقة.‏ فنحن نعيشفي كم جسيم من األخطاء واألكاذيب،‏ وتراها تحيط بنا كالظالم،‏ وكالليلاملظلم.‏ و ال نفلح في كسر الطوق الخانق حتى في أكثر األمور الفظيعة.‏ ولمنعد ننفر من القتل أو الزنا أو السرقة.‏ فلدينا اآلن تقاليد وقوانين التيتحت حمايتها يمكن للفرد أن يقتل اآلخر.‏ ولدينا أساليب في املتعة تسممكل ش يء والى درجة أبعد من قدرات اإلنسان على إصالحها.‏ ولدينا عاداتالكَ‏ سْ‏ ب والتحصيل الذي يعيش البعض بموجبها على حساب اآلخرين.‏ فماعسانا نفعل لتغيير حالنا؟إن أعدادا ك ةبي ر من الناس يقترفون شتى أنواع السيئات دون أن يكونلديهم أدنى فكرة عن حقيقة ما يقومون به.‏ ويحاول الصالحون،‏ حيثالكثير منهم ذوو مقام رفيع وقلوب طيبة،‏ يحاولون أن يعملوا الصالحاتلكنهم يفشلون في الحد من اقتراف السيئات التي تواجههم سواء في حياتهمالشخصية أو في حياة اآلخرين.‏إن كل من يضع سلطان هللا اآلتي نصب أعينه ويركز فكره عليه ويودرؤية حدوث تغييرات في بيت هللا ‏]أي جماعة املؤمنين[‏ سيزداد وعيه140


ٌََََََََََََََُُْْْْْْاستعِد للعمل!‏التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏تدريجيا بأن هناك ظاهرة ارتكاب السيئات على صعيد عالمي قد غطتنامثل بطانية خانقة وكابحة.‏ وسوف يعلم أن خير ما ينبغي عمله هو اللجوءإلى هللا لكي يحصل تأثير معين في هذه الليلة،‏ ولكي تتقبل على األقل بعضالجوانب من حياتنا الحق اإللهي وعدله،‏ ولكي تصبح على استعدادالستقبال هللا نفسه.‏ وللقيام بهذا العمل يجب أن يكون لدينا نورا.‏ ويمكننابهذا النور أن نض يء كل ركن من أركان حياتنا من التي تحتاج إلى جهودنالتصحيحها وتنظيفها.‏ عندئذ ستنكشف أمام أعيننا مواضع قبوع الزبالةحيث لدينا عمل يلزم تأديته.‏إن هذا فعال عمل صعب جدا،‏ ألنه عندما يحمل أي شخص نورا فييده ويدعه يض يء هنا وهناك،‏ فسرعان ما يسأله الناس:‏ ‏»ما شأنك أنتهنا؟«‏ وهنالك الكثير من الناس الذين يَ‏ دَ‏ عون نورهم يخفت ويسكنويخمد ثانية بصورة تدريجية.‏ ألن املوقف الذي سنصبح فيه صعبومحرج وغير مريح للغاية عندما نستمر في رفع النور عاليا وكشف القذارةللناس قائلين:‏ ‏»أنظر هناك،‏ نظفه؛ إن ما تقوم به اآلن ليس صحيحا فينظر هللا.‏ اقطع يدك!‏ اقلع عينك!‏ اقطع رجلك!«‏ مثلما قال ذلك يسوعمجازيا،‏ في حالة وقوف يدك أو عينك أو رجلك كعقبة في طريق هللا،‏ كمايلي:‏َّ هُ‏-ُ كَ‏ ُ كَ‏فإذا َ أوق عَ‏ تكَ‏ يَ‏ د أو رِجل في الخَ‏ طيئةِ‏ ، فاَ‏ ق ‏َعْ‏ ها وألْ‏ قِ‏ ها عَ‏ نك ألنخَ‏ يرٌ‏ لك أن تَ‏ دخ ‏َل الحياة األبديَّ‏ ة ولك يد أو رِج ‏ٌل مِ‏ ن أنفي‏ِة وإذا َ أوق عَ‏ تكَ‏ َ ع ينُ‏ كَ‏يكون لك يَ‏ دا ‏ِن ورِ‏ جال ‏ِن وتُ‏ لقى في النا ‏ِر األبديَّ‏الخَ‏ طيئةِ‏ ، فاَ‏ َ قل عْ‏ ها وألقِ‏ ها عَ‏ نك ألن خَ‏ ي ‏ٌر لك أن تَ‏ دخ ‏َل الحياة األبديَّ‏ ةمِ‏ ن أن يكون لك عَ‏ ينا ‏ِن وتُ‏ لقى في نا ‏ِر جَ‏ هن ‏)متىولك ع، ََّ ‏َم .واحدةٌ‏ ،ْ ط.َّ هُ‏، ََ ينٌ‏ واحدةٌ‏ ،.)9-8 :18141


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏استعِد للعمل!‏فهذا هو املقصود به حينما يقال أن تسمح لنورك أن يض يء.‏ فللنورهدف؛ ويتعين على النور أن يشرق ويض يء على أحوالنا ليتسنى لنا رؤية مايلزم فعله فتدخل أيدينا لتنظيفه.‏ هذا وإن يسوع املسيح لم يتم استقبالهبترحاب وهو حامل هذا النور،‏ وال حتى رسله،‏ فقد قال الناس بما معناه:‏‏»يا ليت ما وجد هذا النور«.‏ وفي زمن الكنيسة األولى،‏ جرى إتهاماملسيحيين بأنهم سببوا اضطراب في العالم وأنهم قللوا من سلطة الناموسوالدين،‏ ولهذا تم اضطهادهم بشكل مرير.‏ فما أصعب قول الحقيقة وماأصعب تقبلها من قبل أغلب الناس عندما تبين لهم عدم استقامة حياتهم.‏فتبدو لهم مثل جريمة حينما يفكرون بأن األشياء التي تبدو في نظرهمسليمة تماما ينبغي أن تتغير وتستقيم.‏ وعلى املنوال نفسه وللسبب نفسه،‏فإن الذبيحة التي قدمها السيد املسيح بدمه الكريم،‏ التي جعلت مناملمكن إلنسانية جديدة أن تقوم وتتجدد بفضل قيامته من بين األموات،‏تبدو وكأنها حماقة في نظر الناس.‏فلهذا السبب ويت جه كثير من الناس نتيجة لذلك إلى ديانة يوم األحد.‏فيعتقدون أنه يكفي أن يذهبوا إلى العبادة في املباني الكنسية.‏ فمناملفترض أن يكون هللا راضيا بها،‏ وال يطالبهم بالعمل والحركة اليومية أثناءاألسبوع.‏ لكن دعونا أن ال نطلق كلمة عبادة أو خدمة هللا على األمور التيتفيدنا فقط وعلى األشياء التي تريح نفوسنا.‏ فمسموح لك أن تأخذ الكثير؛فاهلل طيب.‏ وهو يسمح لك بأن تطلب الكثير منه ألجل خالصك.‏ لكنعندئذ البد وأن تترك هللا يطلب منك،‏ وأن تسمح لنفسك أن تكون مربوطاوتنقاد إلى أماكن لم تكن لتذهب إليها من نفسك.‏ نعم،‏ سأدع النورينو رني،‏ لكني سأفعل ذلك ال لش يء إال ألبين بأن هناك عمال يجب تأديتههلل،‏ وبأن سعادتي الشخصية ال أشملها ضمن إطار هذا العمل بتاتا.‏142


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏استعِد للعمل!‏سيجيب كثيرون عن هذا قائلين:‏ ‏»أنظروا إلى هذا الرجل!‏ فاآلن صارعلينا أن نقوم بتأدية أعمال حسنة مرة ثانية وبشكل مسعور.‏ فأين دوراإليمان إذن؟ أنه يتحدث ككاثوليكي«.‏ وسوف يقولون أشياء أخرى كأقوالالذين يريدون ارتداء مالبس يوم األحد باستمرار.‏ لكن ال يهم كيف يتحدثالناس فالبد وأن نستعيد مالبس العمل.‏لحسن الحظ لم يعد كثيرون يشعرون بأن ديانة يوم األحد كافية.‏فهناك روح جديدة تصحو وتستيقظ وتنهض،‏ وهناك كثيرون يطلبونمصالح هللا،‏ حتى لو لم يعرفوا كيف يفعلون هذا.‏ وقد يصقل آخرونذواتهم روحيا لتقويم وتهذيب نفوسهم الصغيرة ألجل هللا.‏ ويمكنهم أنيفعلوا ذلك،‏ لكن هذا ليس كافيا.‏ فكل من له عينين سيرى ذلك ويفهموسيفكر ملي ا هو أيضا في إمكانية نسيان ونكران نفسه وتكريسها في سبيلملكوت هللا وسيصبح غيورا على مجيء امللكوت فإلى هذا األمر قد دُ‏ عي.‏ويرتبط هذا العمل األول ارتباطا وثيقا بعملية الوقوف خلف الباببتطلع وفتحه ‏]لل مُ‏ خَ‏ لِ‏ ص[.‏ وبالنسبة لهذا العمل،‏ فغالبا ما يجري الكالمعن التطلع األول أو الثاني أو الثالث وأود إضافة الرابع أو الخامس أوالسادس.‏ فيجب علينا مواصلة الوقوف خلف الباب حتى في حالة عدموجود أي قرع على الباب ملدة طويلة.‏ أل ن قيامة يسوع املسيح تعني أن كلش يء في ملكوت هللا صار حيا؛ ففي كل لحظة يحصل ش يء ما.‏فلم يأ ‏ِت الرب بنفسه بعد،‏ لكن ربما يرسل سريعا رسوال لكي يقرع.‏وعندما ينفتح الباب سيقول:‏ ‏»اسمع،‏ افعل هذا وذاك،‏ وأخبر الناس الذينباملنزل أن يحترزوا من هذا أو ذاك«.‏ ومرة أخرى قد يكون هناك قرع آخرويُ‏ فتح الباب،‏ وفي هذه املرة قد تكون الكلمة:‏ ‏»ما هذه الحماقة التيتفعلوها في هذا البيت؟ أنتم تتصرفون كما لو أن األشياء ستبقى دائما كما‏َس‏َفهي عليه.‏ ال تهدؤوا كما لو أنكم السادة!«‏ ويمض ي هذا مثل آهات ن-143


ََّّْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏استعِد للعمل!‏غضب هللا في جميع أرجاء املنزل عَ‏ ب ‏ْرَ‏ ناطور الباب.‏ ومرة أخرى هناك قرععلى الباب ويفتح الناطور،‏ فيتم سماع التحذير الذي يقول:‏ ‏»احذروا عبادةاألوثان!‏ هل تريدون خدمة كل من هللا واملال؟ هل تريد الجلوس على كلمن مائدة هللا وعلى مائدة الشيطان؟ من هو ربك؟ هل تريد أن تعملبأساليب هذه الدنيا أم بحسب روح هللا؟ حقا،‏ أن بيتي ليس بيت حكمةبشرية،‏ بل حكمة إلهية«.‏ولهؤالء الذين يصغون إلى مستقبل املسيح،‏ سيسمعون القرع مراتومرات.‏ وما يوافينا ال يكون بالضرورة أمورا روحية فائقة وكبيرة جدا.‏فتكون أحيانا أمورا بسيطة للغاية،‏ فقد يخبرنا ذلك الصوت،‏ على سبيلاملثال،‏ بعدما نفتح الباب:‏ ‏»ال تهملوا أجسادكم.‏ أال تعلمون أن جسدكم هوهيكل للروح القدس؟«‏ كما يقول اإلنجيل:‏أمَ‏ ا تهَ‏ يكَ‏ لَ‏الهَ‏ يكَ‏ لُ‏ََ عرِفونَ‏ ُ م ‏ُل هللاِ‏ ،أنَّ‏ ك هَ‏ يكهللاُ،‏ ألن‏ِهللا َ ه دمَ‏ هُ‏‏)‏‎1‎كورنثوسوأن رُ‏ و ‏َح ‏ِهللا َ ي سكُ‏ نُ‏ فيكُ‏ م؟ فمَ‏ ن هدَ‏ ‏َمهَ‏ يك ‏ِهللا مُ‏ قَ‏ د وأنتُ‏ م أنفسُ‏ كُ‏ م هذاَّ سٌ‏ ،َ ‏َل.)16 :3.وقد يقول لكم هذا الصوت:‏ ‏»ملاذا تشربون الكثير من الخمر؟ ملاذا كل هذااإلسراف في املأكل؟«‏ وقد يبدو هذا األمر ضئيال جدا للغاية،‏ لكن أال يقولبولس:‏ ‏»فما ل ‏ِهللا طَعامٌ‏ را ‏ٌب؟«‏ ‏)رومة نعم هذا صحيح،‏لكن بالنسبة إلى أولئك الذين يتوقون إلى االستماع لصوت هللا فهناك طرقفي كلهلل على الباب ألجل مستقبل يسوع املسيح الذي يخبرنا أن نعيش ش يء،‏)17 :14َ كوتُ‏144


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏استعِد للعمل!‏فإذا أكَ‏ ُ لتم أو‏)‏‎1‎كورنثوسمَ‏ هما أو شَ‏ رِبت ُ م،‏عَ‏ مِ‏ لت ُ م،‏فاعمَ‏ لوا‏َج ‏ِد ش ي ‏ٍء كُ‏ ‏َّل‏ِهللا.‏ ملِ‏.)31 :10فاملهم ليس نفوسكم فقط بل أجسادكم أيضا.‏ فكيف يمكنك أن تجدالحق في نفسك إن كان جسدك يعيش في زيف؟ فمَ‏ نْ‏ كان حكيما سيفتحالباب عندما يتحدث رسل هللا عن هذا.‏ ومن كان حكيما سيمض ي لينفذهذه الكلمات بفرح وقناعة.‏البد أن نتكلم بطريقة عملية.‏ فإما أن يكون ملستقبل املسيح معنى بالنسبةلنا اآلن،‏ وإما لن يكون له معنى على اإلطالق.‏ ففي بعض األحيان قد يكونللقرع على الباب عالقة بحياتنا كجماعة،‏ أو بترتيبات حياتنا وعالقتهابالعالم.‏ فيوجد،‏ على سبيل املثال،‏ في املقاطعة الكبيرة مدراء ومزارعونوفالحو ن وطباخو ن وغيرهم.‏ فقد تعلم الطباخ الطهي،‏ واملزارعون تربيةالحيوانات،‏ والفالحون الفالحة،‏ كل واحد وفقا ألساليبه املعتادة.‏ فقدتعلموا حرفهم جيدا وأصبحوا قادرين على إدارتها بل حتى التفوق في أدائها.‏‏ُتح الباب وأخبرهم الصوتلكن افترض أن هناك طَرقا على الباب،‏ وفاإللهي:‏ ‏»اسمعوا اآلن،‏ ال تحافظوا على بيوتكم باألسلوب نفسه الذييستخدمه العالم؛ لكن توقفوا وفكروا في كيفية السلوك بطريقة ترضيني!«‏وربما ستجيب:‏ ‏»ماذا تقصد؟ فهذه هي الطريقة التي تعلمتها،‏ وهكذا يفعلالجميع«.‏ بالصواب أجبت،‏ فالجميع يفعلون هذا بهذه الطريقة؛ أما أنتفال يشترط عليك فعلها بهذه الطريقة.‏ فأولئك املنكبين على مجيء املسيحيلزمهم جلب نهج مغاير إلى ظروفهم املعيشية.‏ فهل من الضروري فعلاألمور بحسب نهج العالم دائما؟ وبحسب الحكمة البشرية؟ وهل يشترطعلى ملكوت هللا أن يسير وفقا ملا إعتاد معظمنا عليه؟145


ْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏نعَ‏ مْ‏ ، إنَّ‏ نا نَ‏ حيا في الجَ‏ سَ‏جِ‏ هادِ‏ نا جَ‏ سَ‏ دِ‏ يٌّ‏ ، بَ‏ ‏ْل إلَ‏ ه ‏ٌّيدِ‏ ،استعِد للعمل!‏ال ‏ُحَ‏ِد فما سِ‏جِ‏ هاد الجَ‏ سَ‏ولكِ‏ نَّ‏ نا ال ُ ن جاهِ‏ دُ‏‏ِم الحُ‏ صو ‏ِن.‏ ‏)‏‎2‎كورنثوس‏ٌر على َ ه دْ‏قادِ‏:10..)4 -3إن من يترقب وينتظر هللا على الدوام سيكون سعيدا لسماع صوت هللا وهويرشده حتى عن أمور صغيرة كهذه،‏ وحتى لو قيل له:‏ ‏»أفعل كل ش يءبطريقة مختلفة عن الطريقة التي ظللت تستخدمها حتى اآلن«.‏ فعندمايسمع شخص كهذا تلميحا لفعلها بصورة مغايرة فسيتوقف ويصغي.‏وسيسأل:‏ ‏»مختلفة؟ كيف سأفعلها بطريقة مختلفة؟«‏ أوال،‏ يجب أنتصبح فقيرا،‏ وترى أين تصرفت بحماقة،‏ مثل أي شخص لم يكن لديهنور.‏ ثم يلزمك أن تحزن ويتوجع فؤادك على أنك لم تكن أحذق من أيشخص آخر عندما تعلق األمر بفتح الباب للسيد.‏فهذا معنى الترقب.‏ فيجب أن نبدأ بما يمكننا أن نراه.‏ بعدئذ سيأتي‏ُنعم فيه علينا لترقب أشياء أسمى.‏ فإن كنت تبحث عن الحق فيوقت ياألمور الصغيرة فلن تنحرف أو تضل في األمور الكبيرة.‏ وستكون آنذاكقادرا على إدراك الحق والعمل بالوصية التي توافيك.‏ فلنكن راسخين فيتلهفنا على القيام بكل ما يوافينا من الحق.‏ بعدئذ سنسمع قرعا على بابنا،‏مرات ومرات ولن يكون مجيء هللا مخفيا.‏ فبالنسبة إلى أصحاب القلوباملكرسة سيتواصل إشراق النور عليهم من ذاك الرحيم والرؤوف.‏أما إذا قمنا بعمل الترقب بتأوه وانتفاخ،‏ كأن نقول:‏ آه،‏ ذاك القرعثانية.‏ فما أن أكملنا ترتيب كل ش يء بصورة جميلة ومنمقة حتى صار عليهااآلن أن تتغير ثانية«‏ فال يكون عندئذ بمستطاعنا أبدا القيام بأي عمليدوم.‏ وال نعود نسمع أي قرع على بابنا.‏ وربما سنستمر في عمل ما يروق لنا«-146


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏استعِد للعمل!‏لغاية عودة الرب.‏ إال أننا سنصاب وقتئذ بصدمة قوية عن عودة الرب،‏فسوف تشبه عودة الرب لص يسلب كل ش يء من أيادينا.‏إن عمل ناطور الباب واملراقب يتماش ى مع عمل أولئك الالبسين ثيابالعمل واملشدودة أوساطهم،‏ املستعدين للعمل والحركة.‏ ومالم تكن واقفاعلى الباب منتظرا ومترقبا ومشدود الوسط استعدادا للعمل فسيدرككالنوم قبل أن تحس به.‏ أما إذا كنت مشدود الوسط ومتأهب للخدمة،‏فستتلقى نورا من لدن هللا،‏ والذي بعون ذلك النور ستصبح قادرا علىتمييز مشيئة هللا ومن ثم تنفيذها.‏ فالعمل في سبيل هللا يجري ويستمر بهذهالطريقة وبكل بساطة؛ فليس على املرء أن ينتظر ويتوقع حدوث ش يء ذيشأن من صلب الحياة العادية.‏ فأهم ش يء هو أن تضع نصب عينيك مايوافيك من هللا وتمهد السبيل له ليتجس د هنا على األرض.‏ ولو حاولت أنتكون دائما ذا ذهنية سماوية وروحانية،‏ ملا كان في وسعك استيعاب العملاليومي الذي يعده هللا لك لتقوم به.‏ أما لو احتضنت ما يأتيك من هللا،‏ ولوكنتَ‏ تحيا في سبيل مجيء املسيح إلى الحياة العملية،‏ فستتعلم بأنه يمكنعيش األمور اإللهية هنا واآلن،‏ أمور تختلف تماما عن ما تستطيع عقولناالبشرية تخيلها.‏فبمقدورنا أن نكون خداما سماويين اآلن،‏ عن طريق الكد والعمل،‏وعن طريق املصاعب والضيقات،‏ وعن طريق الحزن والخوف واأللم.‏ فيجبأن نتغلب على كل هذه األمور بالسهر والترقب بفارغ الصبر.‏ وال تدع رجاءكيُ‏ سلب منك.‏ ففي خضم هذا،‏ حرروا أنفسكم من أجل مشيئة هللا ومنأجل أساليب هللا على األرض.‏ ♦147


ََْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ال تفرض إرادتك على اهلل-استسلم إلرادته!‏فت ج مَّ‏ عهود َ حول هُ‏اليَ‏ ُوقالوا لَ‏ ه:‏‏»إلى متى تُ‏ بقينا حائِ‏ رينَ‏ ؟بِ‏ قُ‏ لْ‏ لنا صَ‏ راح ‏ٍة:‏ هل أنت املَسيحُ‏ ؟«‏فأجابَ‏ هُ‏ م يُ ق لتُ‏ هُ‏ لكُ‏ م،‏ ولكنَّ‏ ُ كم ال ُ ت صَ‏ دِ‏ قونَ‏لي.‏األعمالُ‏ التي أعمَ‏ لُ‏ ها باَ‏ س ‏ِم أبي َ ت شهَ‏ دُ‏وما أنتُ‏ م مِ‏ ن خِ‏ رافي.‏وكيف ُ ت صدِ‏ قونَ‏خِ‏ رافي تَ‏ سمَ‏ ‏ُع صوتي،‏ وأنا أعرِفُ‏ ها،‏ وه ‏َي تَ‏ تبَ‏ عُ‏ ني.‏‏)يوحنا:َ سوعُ‏.)27 -24 :10«15–ال تفرض إرادتك على اهللاستسلم إلرادته!‏في ملكوت اهلل يمكن لنفاذ الصبر أن يجعل الناس يصابون بالعمىويضلون ضالال محزنا وال يحصدون سوى الفواجع.‏ فكل األشياء الصالحةالتي نجاهد في سبيلها والتي نأمل أن توافينا من هللا يمكن أن تؤخذ مناونخسرها حينما نستسلم لهذا الضعف ونكون متسرعين.‏148


ًَالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ال تفرض إرادتك على اهلل-استسلم إلرادته!‏إن جذور فقداننا للصبر تكمن في إكراه ذواتنا وقسرها على تحقيقش يء ما.‏ فال يحفزنا ش يء على الحركة والخدمة وال يدفعنا ش يء للعمل إالإذا طُلِ‏ ب منا القيام بتأدية عمل يتناسب مع قوتنا وقابلياتنا.‏ فيمكن أنيتحمس اآلالف من الناس ملجرد سماعهم بوجود حاجة تحتاج إلى حماسةومروءة أو إلى تحسين حالة معينة.‏ ويترنح لها ويحذو حذوها حتى الناسالرزينين في تفكيرهم فنراهم ينجرفون معها.‏ ويقولون:‏ ‏»نعم،‏ يجب أن نفعلشيئا،‏ بل إننا قادرين على ذلك!«‏ وعندما يدخل هذا العنصر البشري يبدأكثير من الناس في امللكوت بالتصرف من ذاتهم ومن غير استرشاد.‏ ويصبحهللا غير سريع بالدرجة الكافية في نظرهم،‏ وينطلقون بأقص ى سرعةويتخذون خطوات وإجراءات وفقا ملفاهيمهم الخاصة.‏ ويرغبون أيضا فيالحصول على قادة لهم،‏ إذا تمكنوا من إيجاد مثل هؤالء،‏ قادة يمكنهم أنيُ‏ خضِ‏ عوا أنفسهم لهم،‏ ويتبعوهم بحماس.‏ وتتصاعد عندئذ القوة البشريةعلى الرغم من كل البؤس وكل الفشل وكل الخطيئة التي نعلم أنها موجودة.‏لكن ملكوت هللا يأتي بطريقة مختلفة تماما.‏ فهو ال يطالب بأية قوةبشرية أو بأي مجهود من الجسد.‏ فملكوت هللا يجعلنا هادئين وبالنسبةلنا فهذا أصعب ش يء . فحين يتحتم علينا رؤية أنفسنا بال حَ‏ وْ‏ ل وال قوةعندما يتعلق األمر بأهم شؤون حياتنا وبتحقيق أفضل طموحاتنا،‏ وحينيتحتم علينا أن نتخلى عن جميع قوانا وقدراتنا،‏ الصالحة والشريرة،‏ فهذاأصعب ش يء علينا،‏هكَ‏ َ ذا قَ‏ ا ‏َل الرَّ‏ ‏ُّب:‏بِ‏ جَ‏ ب ‏َرُ‏ وتِ‏ هِ‏ ، وَ‏ ال يَ‏ فْ‏ توَ‏ يَ‏ عْ‏ ُ رِف نِ‏ ي أَ‏ نِ‏ ي أَ‏ نبِ‏ هذِ‏ هِ‏ أُ‏ سَ‏ رُّ‏ يَ‏ قُ‏ و ‏ُل-َالَال َ كِ‏ ي ‏ُم بِ‏ حِ‏ كْ‏ مَ‏ تِ‏ هِ‏ ، وَ‏ اليَ‏ ْ ف تَ‏ خِ‏ رَنَّ‏امل‏ِر الْ‏ غ ‏ُّي بِ‏ غِ‏ ن بَ‏ لْ‏ بِ‏ هذَ‏ ا لِ‏ يَ‏ ْ ف تَ‏ خِ‏ رَنَّ‏فِ‏ ي‏ُع رَحْ‏ مَ‏ ة وَ‏ قَ‏ َ ضا ‏ًء وَ‏ َ ع دْ‏ الً‏الرَّ‏ ‏ُّب الصَّ‏ انِ‏الرَّ‏ ‏ُّب.‏ ‏)إرميايَ‏ فْ‏ َ ت خِ‏‏ُرْ جْ ح.َ خِ‏ َ نِ‏ َ اهُ‏‏ِر ال َ بَّ‏ ا ‏ُريَ‏ فْ‏ هَ‏ ‏ُمَ أ نَّ‏ هُ‏بِ‏ألَ‏ نِ‏ يْ ْ ‏ُف َ ت خِ‏ :األَرْضِ‏ ،.)24 -23 :9َ ا،149


ُذالالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ال تفرض إرادتك على اهلل-استسلم إلرادته!‏ويزأر عدم الصبر باستمرار في صدورنا مثل التنين.‏ وهذا في الواقع كالتمردعلى هللا الحي ألننا لسنا بش يء على اإلطالق مقارنة به.‏وفيما يتعلق بعدم الصبر هذا،‏ فيرجع السبب على األكثر إلى التربيةالسيئة و إلى العديد من اإلخفاقات الروحية.‏ فلنتذكر هذا يا أصدقائياألعزاء.‏ ولنكن على علم بأننا نحن أيضا يمكن لنا أن نصرخ ضد هللا وضداملسيح قائلين:‏ ‏»إلى متى ستظل توقفنا وتمنعنا؟ دعنا نتقدم إلى ونخطوونتخذ إجراءات!«‏ وهكذا تبدأ الكلمات ترن في صدورنا بهدوء وخلسة:‏‏»نريد أن نكون عظماء!‏ ونريد أن نلوح بالسيف!‏ نريد أن نكون رجال ونساءمشهورين!‏ نريد صيحة حرب والتي بها نعصف العالم وأنت تمنعنا!‏ فلوكنت املسيح،‏ فسوف تخبرنا!«‏هل يعيق هللا النفوس عن القيام بعملها في ملكوته؟ نعم،‏ نعم دائما!‏فهو يردع الناس الذين يريدون أن يسيروا ويعملوا بقوتهم البشرية ويريدونتبرير أجسادهم وأرواحهم بحماستهم البشرية.‏ وهو يمنع الذين يريدون أنيصطحبوا طبيعتهم القديمة معهم إلى ملكوت هللا وأن يتم مدحهم علىأنهم القوة املحركة،‏ وألنهم هم من يتسببون في إحداث األمور.‏ لذلك يعيقهللا كل هذه النفوس!‏ ويضربها!‏ أما الذي ال يريد أن يعيقه هللا فينبغي أنيمض ي في الدرب الذي يؤدي به إلى األسفل درب االنكسار،‏ الدرب الذينتحر ر فيه من سيطرة نفوسنا علينا؛ والدرب ي يجب أن نموت فيهاستشهادا،‏ والدرب الذي يجب فيه أن نرى قوتنا البشرية تعمل بطريقةخاطئة،‏ وخادعة لنا.‏ فعلى هذا الدرب ال يعيق هللا أحدا عن القيام بعملهأبدا،‏ أما على الدروب األخرى املغايرة فيعيق هللا الناس.‏يحدث هذا بطريقة عجيبة.‏ فاهلل يضع حدودا ألعمالنا ويجهضهابأعماله.‏ وهذا ما جاء به يسوع املسيح،‏ أي أنه جاء بأعمال هللا،‏ لكي ينب هغير الصبورين.‏ إال أن شيئا واحدا ضايقهم:‏ لقد جعلت أعمال هللا من غير--150


َُُُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ال تفرض إرادتك على اهلل-استسلم إلرادته!‏الصبورين كما لو كانوا يبدون عدم وال ش يء.‏ فقد كشفت كل أعمالاملخ ‏ِلص فقرهم وتفاهتهم.‏ فعندما كان األمر يتعلق بإطعام اآلالف في البرية،‏على سبيل املثال،‏ صاروا مثل األطفال بين األذرع غير قادرين على أن يطهوطعامهم.‏ وعندما كان األمر يتعلق بإعادة البصر إلى العميان و املش ي إلىالعرج والحياة إلى املوتى؛ وعندما كان األمر يتعلق بتعزية الخاطئ وإعانته؛وعندما كان األمر يتعلق بخلق شعب جديد ملجد هللا فكانوا كلهم عندئذال ش يء.‏ فال يقدر على ذلك سوى الرب السماوي.‏انظروا إلى الخداع الذي يعمل في داخل نفوسنا ويحركنا لكي يجعلنانرى أن أعمال هللا عديمة األهمية.‏ لكننا نفعل هذا ألنه في نظر هللا نحن‏ُخزى قوتنا.‏ إال أنناأنفسنا ال ش يء ، وألنه عند ظهور يسوع املسيح ستنحاول إقناع أنفسنا بأن شيئا آخرا البد أن يحدث.‏ وما الش يء اآلخر ياترى؟ الحقيقة هي أننا نخدع أنفسنا ونقول:‏ ‏»ينبغي أن يمكننا امل خَ‏ لِ‏ ص،‏من أجل إسعادنا،‏ وليس إلسعاد هللا،‏ من أن نقوم وننهض مرة أخرىوننشط في العالم«.‏ وهذا هو الطريق الزائف نفسه الذي بدأه اليهودكشعب هللا في زمن املكابيين.‏ فقد تمكنوا من حوزة تيجان من األكاليل،‏ولم يبقَ‏ ش يء ليصيروا شعبا يسجل في تاريخ العالم لو لم يضربهم هللا منذالبداية.‏ آه عليكم يا أيها الناس الذين تريدون أن تصبحوا شيئا ذا شأن فيالعالم،‏ والذين تعرفون يسوع املسيح وتعلمون أنه هو الرب فلو أردتم أنتصيغوا أنفسكم بحسب العالم،‏ وتفرضون أساليبكم البشرية الخاصةباسمه،‏ فسوف يمنعكم.‏ وسوف تسقط أعمال هللا على رؤوسكم مثلقضاء،‏ قضاء ثقيل موجع،‏ وسوف تسحقكم،‏ ولن تكونوا جزء من ملكوتهللا فيما بعد.‏لكن هناك أشخاص آخرون من الذين يصبرون.‏ فهم يصبحونكالخراف في حضور أعمال هللا.‏ ويحدث التغيير والتحول فيهم بهدوء.‏ ويرون--151


ًَََََُُْْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ال تفرض إرادتك على اهلل-استسلم إلرادته!‏َ الَّ‏أنفسهم غير صالحين بفضل أعمال هللا في حياتهم،‏ لكن السعادة تغمرهممن ناحية أخرى،‏ كما عبر عن ذلك القديس بولس الرسول في اإلنجيل:‏ش ‏ٍة فيَ شَ‏ فَ‏ ُ صِ‏ بْ‏ تُ‏‏ِة ما انك لي،‏ أ بِ‏بالكِ‏ بريا ‏ِء مِ‏ ن عَ‏ ظَ‏ مَ‏ولِ‏ ئ َ أنت فِ‏ خَ‏‏َي كَ‏ رَسو ‏ٍل مِ‏ ن الشَّ‏ يطا ‏ِن يَ‏ ضرِبُ‏ ني لِ‏ ئ أتكَ‏ ب وصَ‏ ل إلى ‏ِهللاجَ‏ سَ‏ دي وهِ‏ثالث مر ا ‏ٍت أن يأخُ‏ ذ عَ‏ نِ‏ ي،‏ فقا ‏َل تكفيك نِ‏ عمَ‏ تي.‏ في الضُّ‏ ع ‏ِف‏ُر راضِ‏ يً‏ ا جً‏ ا ضُ‏ عفي حتىكَ‏ ما ‏ُل قُ‏ درَتي«.‏ فأنا،‏ إذً‏ ا،‏ أفتَ‏ خِ‏مُ‏ بتَ‏ هِ‏ بِ‏يَ‏ ظهَ‏ رُ‏‏ُل مِ‏ ن الضُّ‏ ع ‏ِفاملَسي ‏ِح.‏ ولذلِ‏ ك فأنا أرضَ‏ ى ما أحتَ‏ مِ‏تُ‏ َ ظ لِ‏ َ لني ُ ق وَّ‏ ةُ‏بِ‏‏ِة في سَ‏ بي ‏ِل ألنِ‏ ي عِ‏ ندَ‏ ماواإلهانَ‏ ةِ‏ والضِ‏ ي ‏ِق واالضطِ‏ ها ‏ِد وامل ‏َشَ‏ قَّ‏أكون ضَ‏ عيف أكون قوِي ا.‏ ‏)‏‎2‎كورنثوسَ وكَ‏َّ يتُ‏َ الَّ‏ َّ ‏َر .لي:‏ «املَسيحِ‏ ،.)10 -7 :12َ هاً افنرى مثل هؤالء الناس ينحون جانبا عباءتهم الفضفاضة سواء كانتعباءة رسمية أو عباءة رجال الدين أو أي عباءة روحية أو عاملية،‏ ويخلعونتيجانهم بفرح،‏ وهي التيجان التي ربما قد وضعِ‏ ت على رؤوسهم في العالم،‏ويعلنون:‏ ‏»ليتمجد هللا!‏ فقد انتهت أعمالي.‏ وبدأت أعمال هللا!«‏ ثم إنهميتسمون بالهدوء واالتضاع،‏ ويغمرهم الفرح ويصبحون مثل األطفال.‏ وتنزعأعمال هللا منهم شتى أنواع التعقيد والتكلف والحذلقة.‏ يا هللا،‏ ما أسعدهؤالء الذين يصبحون مثل الخراف،‏ التي تتبع راعيها،‏ والتي يمكن أن ظهِ‏ تُ‏ رمزيدا ومزيدا من أعمال هللا،‏ ألن كل عمل من هللا أصبح نورا لهم.‏ فكلعمل من أعمال هللا يظ ‏ِهر لهم جانبا ضعيفا من طبيعتهم البشرية،‏ ومنقوتهم البشرية التي يجب أن يتخلوا عنها،‏ بل يتكلوا على هللا!‏لو أمكننا نحن املسيحيين أن نعي هذا،‏ ستصبح الشعوب مستعدةألعمال هللا!‏ ففي الوقت الحالي يبدو األمر كما لو أن هذا لن يحدث أبدا.‏فلم تحدث أية قفزة نوعية حقيقية لدى األمم بعد.‏ وتبذل الكنيسة كل ما152


ُُُُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ال تفرض إرادتك على اهلل-استسلم إلرادته!‏في وسعها لتسير بموازاة الطريق الضال.‏ فكلما سنحت الفرصة لدفع الذاتإلى األمام،‏ أو للعب دور معين،‏ أو لصنع اسم،‏ أو ل ر فع شأن الذات فيالعالم،‏ فنرى الكنيسة موجودة هناك.‏ لكن عندما يصرخ امل خَ‏ لِ‏ ص قائال:‏‏»توقفوا،‏ توقفوا،‏ توقفوا!‏ ما بالكم!‏ أراكم تتقافزون كثيرا هنا وهناك!«‏وعندما يدعو امل خَ‏ لِ‏ ص شعبه ليصبر وال يستعجل إلى أن يخبرهم هو بنفسهبأن الوقت مؤاتٍ‏ للقيام بعمل ما،‏ والى أن يجعل الشعوب مهيأة،‏ والى أنيمكنه ربح القلوب بأعمال فنرى أن الكنيسة قد تباعدت سلفا!‏من املذنب؟ يجب أن أعِ‏ ظ القطيع وعظا شديدا.‏ إن الخراف مذنبة.‏فلم نتعلم الحذر من االندفاع لألمام بغير صبر.‏ فالنقطة األساسية اليومهي:‏ هل أنتم متواضعون أمام هللا عندما يفعل أعماله بينكم؟ هل يمكنكمأن تسمحوا لتلك األمور أن تحدث وتنتظروا امللكوت بفرح وبحيويةمتجددة حتى لو أنكم أنتم أنفسكم ستخرجون دون تكريم،‏ وحتى لو كانيجب على أعمالكم البشرية أن تتوقف عندما تواجهها أعمال هللا؟إن أهم ش يء من وجهة النظر الروحية هو تسليم أمرك هلل،‏ أيالتوقف عن فرض ودفع ما تريد!‏ أقول لك،‏ استسلم هلل.‏ و ال تفرض إرادتكعليه!‏ فذنب الغنم أنها تريد أن تفرض إرادتها على هللا بدال من االستسالمله . وعلى الرغم من أن امل خَ‏ لِ‏ ص يحب الخراف إال أنه يتضايق عندما يرىخرافه قد سقطت فريسة أساليب ووسائل العصر.‏ فهي ال تسلم أي أمرهلل وبالتالي تتوه وتظل . فهي دائما تصرخ لل مُ‏ خَ‏ لِ‏ ص،‏ لكن عندما يريد أنيفعل ش يء ألجلها،‏ ال تريد أن تتخلى عن استراتيجياتها.‏ فهي منغمسة فيأساليب العالم،‏ فهي تعتقد أن هذه الطريقة أو تلك هي الطريقة املثلى التيينبغي العمل بها . فتستمر في السير في الطرق املعتادة في حين أن امل خَ‏ لِ‏ صمتروك بمفرده،‏ وأعمال هللا ليس لها تأثير عليها.‏ فجميعها سعيدة بما-املسيح –153


ُُُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ال تفرض إرادتك على اهلل-استسلم إلرادته!‏تعرفه ومقتنعة باألسلوب الذي ينبغي العمل به،‏ لدرجة أنه ال يوجد حتىجوع حقيقي هلل لكي يتدخل في حياتها ويعمل فيها.‏أما لو أصبحنا خرافا حقيقية،‏ فستبدأ األعمال الحيوية واألصيلةليسوع املسيح باالنبثاق.‏ ويمكن لها أن تبدأ اليوم إذا توقفنا عن الدورانحول أنفسنا وطرح عنا الثقة الكبيرة بقدراتنا البشرية وشخصياتنا أيالكف عن التفكير بأنفسنا فقط.‏ بل يمكن أن تبدأ تلك األعمال حاال،‏ إنكان بإمكاننا مواجهة قضية هللا طوعيا،‏ وفي داخلنا نسترخص ذواتنا فيسبيلها بدال من التشبث دائما بأنفسنا،‏ فظاهريا باإليمان والصبر والرجاءواملحبة لكن في الواقع ترانا نتشبث بأنفسنا فقط.‏ وهكذا ال نصل أبدا ملايريده امل خَ‏ لِ‏ ص وهو:‏ استميتوا للرب!‏ استرخصوا نفوسكم له!‏ ال تعاندواالرب خَ‏ لِ‏ ص يحبكم،‏ فامنحوه الفرح بأن تتجرؤوا على ذلك.‏ فأنتمتظنون أن ذلك يعني نهايتكم،‏ وأن امل خَ‏ لِ‏ ص كذلك سيموت بعدكم لكنلو سمحتم لنفو سكم أن تنقاد بالكامل إلى االستماتة،‏ فسوف يحيا عندئذيسوع املسيح،‏ وسوف تحيون أنتم فيه.‏ كما شهد القديس بولس الرسولفي اإلنجيل:‏--! فاملمعَ‏ املَسي ‏ِح صُ‏ لِ‏ بتُ‏ ، فما أنا أحيا‏َي‏ِد فحَ‏ ياتي هِ‏أحيا في الجَ‏ سَ‏ن أجلي.‏ ‏)غالطيةْوضَ‏ حَّ‏ ى بِ‏ نَ‏ فسِ‏ ‏ِه مِ‏بَ‏ ‏ْل املَسي ‏ُح يَ‏ حيا فِ‏ ‏َّي.‏ وإذا ُ ك نتُ‏في اإليما ‏ِن باب ‏ِن ‏ِهللا الذي أحبَّ‏ نيبَ‏ عد ُ ،.)20 :2.َاآلنُأما أنتم الذين تقومون بذلك وتستميتون للرب فسوف يعرفكم امل خَ‏ لِ‏ ص،‏وسوف تعرفونه أنتم.‏ ويمكنه أن بكشف عن قوى املستقبل لكم،‏ ولنتفنوا أبدا.‏ في حين سيحصل اآلخرون،‏ الذين لديهم صفات الخراف لكنهمُال يفعلون إرادة امل خَ‏ لِ‏ ص،‏ سيحصلون على نكبة بعد نكبة وفي النهاية154


ٌََََُُُُُُُّّْْْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ال تفرض إرادتك على اهلل-استسلم إلرادته!‏َ زَ‏سيموتون.‏ وسيقول لهم:‏ ‏»أبعدوا عني!‏ ال يمكنني أن استخدمكم!«‏ وهكذايرحل جيل بعد جيل دون أن تتجس د فيهم مشيئة هللا.‏دعونا نأخذ األمر بمنتهى الجدية أيها األعزاء.‏ فما نتناوله ليست أموراتافهة،‏ لكنها أمور هامة للغاية،‏ فهي تبين لنا الطريق الذي يجب أن نسلكه.‏ألن كل اندفاعنا هنا وهناك وأفعالنا وفكرنا هذا أو ذاك يمكن له أنينفخنا بالتأكيد ويجعل من شأننا متعاظم.‏ وربما نصل إلى السماء فينشوتنا وانشراحنا،‏ لكن تلك األشياء يمكن أيضا أن تكون عوائقا،‏ وتجعلامل خَ‏ لِ‏ ص يجري وراءنا ليمسك بأذيالنا حتى ال نندفع بتهور إلى حيث ال نعلم.‏ولن يساعدنا امل خَ‏ لِ‏ ص يسوع املسيح على املرور من خالل الحفر واألخطارالفظيعة لزماننا الحاضر إال عندما نسمح له أن يتقدمنا ونحن نسير وراءه.‏ويمكنه أن يعطينا حياة أبدية حتى بين األشواك وفي وسط الهاوية وفيصعود الحياة ونزولها وعندما نتعثر ونسقط ونصل إلى حد املوت.‏ وها هواإلنجيل يعزينا:‏ُ درَةَ‏، ََ دُّ‏َ حنُ‏َ ةَ‏، ُ‏ُل هذا الكَ‏ نز ليظهَ‏ ‏َر أن تِ‏ لك القوما ن إال آنِ‏ يَ‏ ة مِ‏ ن خ ‏ٍف تَ‏ حمِ‏الفائِ‏ ق هِ‏ ‏َي مِ‏ ن ‏ِهللا ال مِ‏ نَّ‏ ا.‏ يشت علَ‏ ينا الضِ‏ يق مِ‏ ن ك ‏ِل جانِ‏ ‏ٍب والنَ‏ حا ‏ُر في أمرِنا وال نَ‏ يأ د النا ‏ُس وال يَ‏ تخَ‏ ل عنايَ‏ ضطَهِ‏نَ‏ نسَ‏ حِ‏ ق‏ُل في أجسادِ‏ نا كُ‏ ‏َّل حي ‏ٍن آال ‏َمفي الصِ‏ را ‏ِع وال نَ‏ حمِ‏هللاُ،‏ َ ن سقُ‏ طُ‏موتِ‏ ي لِ‏ تَ‏ ظهَ‏ ‏َر حيات أيضً‏ ا في أجسادِ‏ نا.‏ وما دُ‏ منا على قَ‏ ي ‏ِدفن نُ‏ سَ‏ ل لِ‏ لمو ‏ِت مِ‏ ن أج ‏ِل ي لِ‏ تَ‏ ظهَ‏ ‏َر في أجسادِ‏ ناالفانِ‏ يَ‏ ةِ‏ حياة َ ي سوعَ‏ أيضً‏ ا.‏ فاملوت يَ‏ عمَ‏ ‏ُل فينا والحياة تَ‏ عمَ‏ ‏ُل فيكُ‏ م.‏كورنثوس2(َّ ىُ ناَ سوعَ‏َ سُ‏ ،ن َ هلِ‏ ك ُ ،ُ هُ‏َّ ‏ُم.)12 -7 :4َ سوعَ‏الحياةِ‏ ، َ حنُ‏155


ُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ال تفرض إرادتك على اهلل-استسلم إلرادته!‏--وكم أتمنى أن تتفتح عيوننا!‏ فنحن في ‏»خالصنا«‏ نريد أن نجعل من املوتمجدا هلل نهاية سعيدة!‏ موتا مباركا!‏ لكن يرغب هللا في أن يتمجد فيالحياة هنا على األرض.‏ ويمكنك أن ترى من خالل هذا إلى أي مدى ضللناالطريق السليم.‏ فما نسعى وراءه مختلف تماما عما أراده امل خَ‏ لِ‏ ص.‏ فهوطريق ضال ال غير.‏فهذا هو الذنب الجماعي لكل الخراف في الوقت الحاضر،‏ حتى ألفضلالخراف.‏ لذلك،‏ سنقر ونعترف بأن هللا اآلب أعظم من كل أساليبنا البشريةأو الدينية أو ما إلى ذلك،‏ وإال فلن نختبر ونلمس هللا.‏ ولندع كل هذا يغوصبهدوء في قلوبنا ونحفظه ونأتي بثمر أمام هللا في الروح القدس.‏ وبدموعوبقلوب منكسرة،‏ فلنسلم أنفسنا هلل ونسعى لنصبح خرافا يمكن مللكوتهللا أن يتجس د فيها باملسيح.‏ فال يوجد ش يء آخر جدير باالستحقاق أمام-هللا.‏ ♦156


َََّالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏جبروت اهلل!‏أقومُ‏َاآلنيقو ‏ُل الر ‏ُّبألن املَساكين في شَ‏ قا ‏ٍءوالبائسين يَ‏ ئِ‏ ن ظُ‏ ْ ل مً‏ ا،‏الخال ‏َص الذي َ ي شتَ‏ هونَ‏‏)مزمور.)5 :12ُّ ونَ‏فأمنَ‏ حُ‏جبروت اهلل!‏ي عِدُ‏ اهلل أنه سيقوم نيابة عن المساكين والبائسين.‏ كيف؟ هذا دائماأمر محير.‏ لكن يقدم لنا هللا هنا اإلجابة:‏ ‏»هللا سيفعل هذا.‏ فاملساكينو البائسين أمامي ويجب أن أساعدهم«.‏ لكن كيف سيساعدهم؟يمكن أن نقول الكثير لإلجابة عن هذا السؤال.‏ فالذين بال إيمانيقولون:‏ ‏»نعم نعم،‏ حتى في بؤسنا يمكنه أن يباركنا وعلى كل حال فهناكاآلخرة أيضا،‏ فال داعي للقلق«.‏ لكن بهذه الطريقة لم يتم التغلب على أي‏ُمسح دمعة واحدة.‏ بصراحة ال أثق تماما في تجارة اآلخرةاحتياج،‏ ولم تهذه خاصة عندما يعزيني الناس بآمال في اآلخرة.‏ فلو لم استطع أن أرى أيمساعدة في هذا العالم،‏ من يمكنه أن يضمن لي أني سأراها في اآلخرة؟ أوُهل جاء امل خَ‏ لِ‏ ص ألجل اآلخرة فقط؟ أقول أنه جاء ألينا!‏ وبالتالي فأن-16157


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏جبروت اهلل!‏التعزية بمسألة اآلخرة هذه ليست كافية.‏ فهل يمكننا أن نحقق الهدفبمجرد أن نترك هذه الحياة وراءنا؟ ال أعتقد هذا.‏ فاهلل ال يعمل بهذهالطريقة امليكانيكية.‏ وال يمكننا أن نهيم على وجهنا في العالم ونفترضببساطة أنه عندما نموت سيكون كل ش يء على ما يرام في األبدية.‏ كال ثمكال!‏لكننا نرى مع ذلك أن املسيحيين في كل مكان مهتمون تقريبا بالحياةاآلخرة فقط:‏ فهم يعتقدون أن هللا عاجز وال قوة له هنا على األرض،‏ويسمون كل من يرى نور اإلله الحي هنا على األرض،‏ و كل من يؤمن بأنه فيالنهاية سيزول حتى املوت،‏ يسمونه متعص ب.‏ ويبقى الناس في كل مكانمتوهمين أن هللا سيبقى لألبد ساكنا في السماء.‏ ويعتقد الناس أن مصيرناهو أن نتحم ل العذاب أثناء الوقت الذي نحيا فيه على هذا الكوكب‏ُبارَك بناء‏ُدان وإما سنالصغير الذي يدعى األرض؛ وبعد حياتنا هنا إما سنعلى معتقداتنا الدينية.‏ وهكذا فأن األمر يستمر عبر العصور ونحنراضون بترك األمر على هذه الشاكلة.‏ألقوا عنكم هذا الكفر!‏ فلو كان كل ما نتطلع إليه هو الخروج من هذاالعالم لكي نكون أحرارا في العالم اآلتي،‏ فإننا بذلك نشيد بالخطيئةوباملوت ونقدم تحية إجالل لهما.‏ فعندما نرفض األمل الرائع واملفرحللسيادة اإللهية اآلتية التي يمكن أن تحل على بني البشر اآلن أيضا،‏ وذلكعن طريق تسليم نفوسنا إلى مصيرنا املميت على هذه األرض وجعل أمورالحياة تسير على وتيرتها املعتادة دون حراك،‏ فهذا يعكس أكبر ازدراء بكلكالم هللا في الكتاب املقدس.‏ وبسبب إفالس حياتنا الدينية يعتقد الناسبأن هللا أفلس أيضا وغير قادر على تحقيق أي ش يء على األرض.‏إن سعادتنا متوقفة على ممارسة هللا لجبروته ال على ممارستنالجبروتنا.‏–158


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏جبروت اهلل!‏أل ‏َنَّ‏ كَ‏فَ‏ رَّحْ‏ َ ت نِ‏ يبِ‏ أَ‏ ع ْ مَ‏ الِ‏ . بِ‏ صَ‏ ن َ ائِ‏ عِ‏ كَ‏ ‏ُّب يَ‏ ا رَ‏‏)مزمور . ‏ُج أَ‏ بْ‏ َ ت هِ‏ يَ‏ د َ يْ‏ كَ‏.)4 :92فالبد أن يتمم هللا مشيئته والبد أن نثق بأنه سيتممها.‏ فلهذا السبب قدفسوف يجس دونفي قلوبهم هللا جبروت يخدمون الذين أما هللا.‏ خلقنا قوتهتنزيل عن طريق هللا عاملنا هذا.‏ فهم يمثلون في منها جزء صغيرا فيللشخص فيما إذا كانت هناك رغبة ملساعدة اإلنسان.‏أن األمر ال يتعلق بمسألةإلىالذي يقوم بضم ه هللا هو أن ش يء أو لم تكن.‏ فأول وأهم اهتدائه الكنيسة.‏ فالخالص الذي نناله هو بفضل عون هللا،‏ وبفضل تلك األعمالالتي ال يسعنا تحريك شعرة منها لكي تحدث.‏ وفي ذلك اليوم الذي نتنفسهنا علىفيه نفسُ‏ نا األخير ونمثُ‏ ل أمام هللا،‏ سنتعجب عندما نتذكر حياتنا لنرى كم مرة ‏»قام الرب من بين األموات«‏ أل جلنا واستخدم جبروتاألرض دائما‏»قيامة«‏ هللا على الرغم من طرقنا املعوجة.‏ فنعمة لينجينا،‏ قوته تعني تقرُّب هللا إلينا أكثر وأكثر،‏ وتعني أيضا جهاده لتنزيل طريقه املقدسإلى أن يتمكن من اقتحام عاملنا.‏فهذا هو الهدف من املجهود الذي يبذله هللا ألجلنا.‏ وهذا هو السببباستمرار.‏ فالضيق والبؤس لن ينهزما إال عندما تنكسروراء تأخر املعونة ثانية الحواجز التي تعوق ما بين األبدية والعالم.‏ فال بد وأن تنفتح ثغرةفرج من األعلى نحو األسفل ال من األسفل نحو األعلى.‏ لكن املسيحية اليومترى األمر بطريقة معاكسة.‏ فترانا نحن املسيحيين نفضل إيجاد مخرج منهذا العالم.‏ وال نريد سوى أن نطير ونخرج من هذا العالم كما يطير الحماموفقا للكتاب املقدس فإن تلك الثغراتلكن ويتم تخليصنا.‏ في السماء،‏ البد أن تتم من األعالي لكي يتسنى للمعونة الهبوط على أرضنا.‏ لكن في هذهصراع عنيف لكي يتحقق هذا.‏ هل تعرف السبب؟األيام يحتاج األمر إلى --159


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏جبروت اهلل!‏--ألنه ال أحد يؤمن بهذا!‏ ألننا كلنا نريد أن نصل إلى السماء ونخلص،‏ علىالرغم من أنه ليس لدينا أية فكرة عما يكمن خلف السماء.‏ لهذا يريدالكثيرون اليوم أن تنتهي األمور.‏ وعلى الرغم من ذلك،‏ فإنهم عندماسيفركون عيونهم من فرط الدهشة.‏ فيجب‏»الجانب اآلخر«‏ إلى يصلون على املرء أن يتمعن بكل عناية في تلك األمور،‏ ويؤملني جدا أن املسيحيينإجماال ال يفهموها.‏ ولهذا نحن في هذه الحالة السيئة.‏‏»آه،‏ ها هو بلومهارت ثانية بقصصهأعلم أن الناس سيقولون:‏ وأنا أي من هذين األمرين صحيح كتابيا:‏ موتنااألخاذة«.‏ لكن،‏ رجاء،‏ أثبتوا لي املستقبل اإللهي هنا على األرض.‏ فمن أول إصحاحوهروبنا إلى السماء،‏ أو إلى هذاهللا مجيء آخر إصحاح في الكتاب املقدس يتعامل الكتاب مع إلى العالم،‏ وال يوجد ش يء عن مسألة املوت هذه.‏ وكل كلمة في الكتاب املقدستضمن لنا أعمال هللا هنا على األرض وحيثما أقف.‏ وهنا على األرض،‏ ظهرهللا.‏ هنا علىيسوع،‏ ليس في األعالي في العالم غير املرئي،‏ وال حول عرش األرض،‏ أراد أن يسكن مرة أخرى.‏ وهنا على األرض،‏ ربما نجده.‏ وهنا علىاألرض،‏ أتى وسيأتي ثانية.‏ فال يحتاج هللا إال لرفع أصبع واحد لشفاء آالمنا،‏وسيتم إنجاز أكثر من ما تنجزه مئة ألف مؤسسة نؤسسها نحن البشر.‏فيجب أن نسأل هللا ‏»أن يقوم«.‏ ويجب أن نصبح كتابيين مرة أخرى.‏ فكلما أريد قوله أن نصبح كتابيين.‏ وسننال الفهم والحكمة إذا كان اهتمامنااألول مجيء هللا اآلن وأن يحيا يسوع املسيح هنا.‏ فيجب أن نطالب بحقناالحق في االنتصار على الخطيئة واالنتصار على املوت هناعلى هذه األرض ال بسبب إيماننا لكن بسبب قدرة جبروت هللا في تصحيح كلعلى األرض ش يء.‏أنواع األفكار الوثنية:‏بأن تتأثر بشتى لقد سمحت املسيحية لنفسها ترى مجد هللا إال في العالم اآلتي.‏ وبهذه الطريقة فقدنا يسوع.‏بمعنى أن ال 160


ذيالهللا»‏التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏جبروت اهلل!‏لصالحنا أبدا!‏ إال أنش يء فعندما نعبد يسوع في السماء لن نحقق أي هذا،‏ وبطبيعة الحال،‏ يعطينا حضارة دينية.‏ لكن هذه خدعة وزيف؛ وهيفي اإلنسانتعتم على أهم ما يجب أن يتحلى به املسيحيون أال وهو:‏ على األرض«.‏ فالناس ليس لديها أية فكرة عن املعنى الحقيقي ملجيء املسيح.‏فماذا يعني مجيء املسيح غير الفكرة النبوية بأن هللا يلزمه نظيرا على وجهاألرض؟ فاهلل يجب أن يسكن ثانية بين البشر.‏إالش يء.‏ ورغم أن كالمي يبدو قا ‏ٍس،‏ إن إيماننا الهزيل ال يحقق أي أنني يجب أن أقوله.‏ فال أطيق تحمل املوقف حينما تثرثر الناس عن السماءعلى الذات.‏ فتفكيرهم باهللطوال الوقت.‏ فهم أكثر الناس أنانية وتركيزا ونسيج خيال من الدرجةمرتبط بمصالحهم الذاتية.‏ فهذه حماقة محضة يفدي ويشفي.‏ فمن يقدراألولى.‏ أل ن جبروت هللا على هذه األرض هو أن يقول عن إيمانه:‏ ‏»انظروا،‏ لدي إيمان حقيقي«؟ فهذه أوهام.‏ لكن إنقلبنا األمر كله رأسنا على عقب،‏ وإن تذكرنا جهد هللا لكي يتغلغل إلى عاملناوينجز شيئا ذا شأن هنا على األرض،‏ عندئذ ستنفتح عيوننا وسنرى حقا.‏أيضا ديانة.‏ وهي الال يكفي أن يكون لدينا ديانة.‏ فلدى غير املؤمنين قيد شعرة بديانتنا.‏ وعندما الهللا عن ديانتنا.‏ و ال يهتم تختلف كثيرا أنحتى يفضِ‏ ل أحيانا،‏ فذلك بسبب أنه أن يأتي ويساعدنا هللا يستطيع تصرفعلى سبيل املثال،‏ يدع الناس بال ديانة.‏ ففي مصر الفرعونية،‏ ومع ذلك اهتملكن فحصدوا دمارا وخرابا.‏ اإلسرائيليون حسبما شاءوا،‏ على وفائه هو ورحمته هولكن على ديانتنا،‏ معونته فال تتوقف هللا.‏ بهم وجبروته هو،‏ وعلى القلوب التي تنتظره لكي يقتحمها.‏أن‏»سأقوم اآلن.‏ وسأساعد اآلن«.‏ هذا ونعلم أمامنا:‏ هللا إن وعود أعظم معونة جاءتنا كانت في يسوع املسيح،‏ لكن بشرط أن نؤمن بأنها لكلهذه األرض.‏ فعندما زار مرة يسوع قانا الجليل،‏ جاء إليه قائد مئة عسكري-161


ُُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏جبروت اهلل!‏كان ابنه يحتضر في كفرناحوم،‏ وهي مدينة في الجليل،‏ وتوسل إليه أن يأتيويشفي ابنه.‏ فقال له يسوع:‏أنتُ‏ م الت ُ ؤمنونَ‏َّإال إذا رأيتُ‏ ‏ُم اآليا ‏ِت‏)يوحنا . ‏َب والعَ‏ جائِ‏.)48 :4-كان بإمكانه أن يقول:‏ ‏»ثق بي وسترى من أنا!«‏ لكن يسوع أراد القول:‏‏»أعرف أنك ال تثق بي،‏ لهذا يجب أن أعطيك آيات وعجائب«.‏ وطبعا،‏ كانهناك كثير من الناس من الذين آمنوا به من دون كل هذا.‏ فكانت اآلياتوالعجائب بالنسبة لهم فرحا إضافيا وليست ضرورة.‏ أما بالنسبة لكثيرينغيرهم فكانت عنصرا أساسيا.‏ فماذا كنا سنفعل اليوم لو لم تكن آياتوعجائب امل خَ‏ لِ‏ ص مدونة؟ كان سيصعب علينا الوعظ بالتأكيد.‏واألمر جدير باملالحظة كما أنه يتسم باملفارقة،‏ فالذين ال يشتاقون إلىمجيء امل خَ‏ لِ‏ ص ال يؤمنون كذلك باآليات والعجائب.‏ أما العجائب فال يجريُتوقعها سوى من قِ‏ بل الذين لديهم اشتياق إلى مجيء امل خَ‏ لِ‏ ص،‏ وإلى إتمامالزمان.‏ وترتبط هذه األمور بعضها مع بعض ارتباطا وثيقا.‏ فالذين ليسلديهم هذه األشواق فأن مسألة اآليات والعجائب ال تقدِ‏ م وال تؤخِ‏ ر باملرة.‏بل إنها تمثل تهديدا!‏ غير أننا نود اإلقرار بضعف إيماننا لل مُ‏ خَ‏ لِ‏ ص ونقولله:‏ ‏»نعم،‏ أننا بحاجة حقا إلى آيات وعجائب.‏ وحتى في زماننا الحالي وفيغضون هذا الوقت الذي علينا التحلي فيه بالصبر،‏ إلى أن يحين موعدرؤية اآليات والعجائب في كل مكان،‏ والى أن يتم فعال إعانة البائسين ففيهذا الوقت،‏ وقت املعركة،‏ نحتاج إلى آيات وعجائب«.‏ويؤمن الناس من أمثالنا،‏ لكن ملاذا؟ فأنا شخصيا قد هِ‏ شَ‏ ُ دت جبروتهللا.‏ ولدي أكثر من سبب يجعلني أؤمن باملعجزات.‏ وأتمنى ذلك لآلخرينأيضا،‏ حتى لو كان شيئا قليال من اآليات والعجائب في زمن الظلمة هذا لكي-162


ُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏جبروت اهلل!‏-تنتعش القلوب الصادقة.‏ وعندما نقرأ عن معجزات يسوع الشافية اليمكننا إال أن نقول:‏ ‏»نعم يا مُ‏ خَ‏ لِ‏ ص ي الحبيب،‏ البد لي أن أكون قد حصلتاآلن على اليقين بشأن السؤال:‏ أحي أنت أم ال؟«‏ نحن في الواقع نفوسفقيرة،‏ ال يرجنا ش يء سوى هزة فعلية يتحس س بها جسدنا.‏ و ال يمكننااالستمرار على الصعيد الروحي لفترة طويلة دون وجود تحسن فعليملموس.‏ ويجب أن يحدث صدع في جدار املوت الجسدي بحد ذاته إذاأردنا تقوية حياتنا الروحية وديمومتها.‏لذلك فمن الواجب علينا الصالة بثبات في سبيل تحقيق هذا األمرواإليمان بأن شيئا ما سوف يحصل.‏ فالبد من حصول ش يء ما على هذهاألرض.‏ فما هو اهتمامنا الرئيس ي؟ وعندما يتحرك امل خَ‏ لِ‏ ص ويبدأ بالعمل،‏فما هو اهتمامه الرئيس ي؟ إن االهتمام الرئيس ي هو تحقيق الخير علىاألرض الخير املادي والجسدي والروحي على حد سواء!‏ وهذا،‏ بالحقيقة،‏األساس الذي نقف عليه.‏ أما لو تعذب جسدي وازدرت ظروفي املاديةواالجتماعية وأبقيناها مزرية فهذا دين كئيب،‏ بل دين بال جدوى.‏ لكن هللاهو رب السماء واألرض.‏ لذلك ينبغي أن نكون أشخاصا لديهم نور ووضوحفي كافة مجاالت الحياة،‏ حتى عبر املوت والى القيامة.‏ فسوف يجعلنا هذااألمر أقوياء.‏ وسوف يأخذنا هللا إلى بَ‏ ر األمان،‏ إلى حيث نشتاق.‏ ♦163


َالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏اِفرحوا دائما في الرب!‏اِفر حوا دائِ‏ مً‏ ا في الرَّبِ‏ ،وأقولُ‏ لكُ‏ م أيضً‏ ا:‏ اِ‏ فرَحوا!‏ليَ‏ شتَ‏ هِ‏ رْ‏ صَ‏ برُكُ‏ م عِ‏ ند جمي ‏ِع النا ‏ِس.‏‏ِهللا‏ِب قَ‏ ري ‏ٌب...‏ وسَ‏ المُ‏مَ‏ جيءُ‏ الرَّ‏ُالذي يَ‏ فوق كُ‏ ‏َّل إدرا ‏ٍك يَ‏ حف قُ‏ لوبَ‏ كوعُ‏ َ قول ُ كم في املَسي ‏ِح ي‏)فيلبيَ ظُ‏ ُ م.َ سوعَ‏)7 -4 :417اِفرحوا دائما في الرب!‏يجب أن نفرح في الرب.‏ لكن لماذا؟ البد من وجود سبب لهذا الفرح،‏ ليسمجرد سبب نظري بل واقعي.‏ فالبد أن يكون لدينا شيئا ملموسا لكي نفرحفيه،‏ ال في أي ش يء كان بل في املسيح.‏ وهذا ال يعني بالضرورة بأن غيرها مناألفراح يجب أن تؤخذ منا،‏ بل أن هذه األفراح ليست مثل تلك التي تدوم.‏فكل ما يحدث على هذه األرض من أمور تفرحنا لوهلة من الزمن يكونعمرها قصير جدا.‏ فمهما كانت األفراح الدنيوية األرضية فهي مجرد أموروقتية ألن املزاج والطباع املرحة تمأل قلوبنا وتزول سريعا.‏ وإلى جانب تلك164


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏اِفرحوا دائما في الرب!‏الناجمة عن شتى أنواعالكثير من األحزان،‏ أيضا املرحة يوجد الطباع البؤس.‏واملستقبل املجهول والكثير من عدماالضطرابات هناك الكثير من السالم والجزع والخشية في هذا العالم.‏ وال يمكننا أن نتوقع أن يكون لنافرحا ثابتا على طول الخط،‏ على األقل ليس باألسلوب نفسه الذي يتوقعهالعالم.‏ فيجب أن نكون مستعدين دائما لزوال الفرح.‏ ومع ذلك ومن ناحيةأخرى،‏ ال يسعنا أن نحيا حياة حقة بدون فرح مستمر،‏ وفرح يدوم.‏ فيلزمناأمامناانفتح أن نبحث عن هذا الفرح.‏ ونتطلع إليه في املسيح ألن فيه مستقبل جديد وهدف جديد.‏‏ِب ري ‏ٌب«.‏ كما أنه يعبر عن مكانفهذا ما كان يعنيه قول:‏ جيءُ‏ الرَّ‏الهدف أال وهو:‏ هنا على األرض.‏ فلنفرح في املسيح الذي هو رب السالم ألننافها هو ملكوت املستقبل أماماألرض.‏ هذه الخير معه على أيضا سنرى بحيث يمكننا أنجدا وقد تأسست هذه الحقيقة تأس سا راسخا أعيننا.‏ نتمسك بها ونبقى فرحين في هذا الرجاء.‏ فهذا ما يتوقف عليه إيماننا،‏‏َدٍ‏وهذا اإليمان يخلق فينا حزم وصالبة كاملعادن.‏ وهو الذي يجعلنا في تَ‏ حمع العالم كله،‏ بحسب ما يبدو وضعه اليوم.‏باهلل ، ألن اإليمان الحقيقي هو‏»معتقد«‏ مجرد هذا اإليمان وليس الوعي الفطري والطبيعي باهلل.‏ وال هو ‏»معتقد«‏ باملسيح ألن هذا ‏»املعتقد«‏أن املسيحعلم اليقين كاآلتي:‏ نعلم متيقنا وجدانيا يتبدل ليصير إدراكا موجود.‏ غير أن مغزى اإليمان هو أننا سنتغير ونستقيم بفضل هللا وبفضلاملسيح وبفضل الروح القدس.‏ فهذا هو إيماننا.‏ أل ن إيماننا يطمح إلى خلقما،‏ فهو يطمح ألن يخلق ما كان يجاهد في سبيله املجتمع البشريش يء بأسره منذ آالف السنين.‏ ولن يكون لنا أساسا إن كان إيماننا في ملكوت هللاال يؤمن أيضا بسعادة اإلنسان وسروره.‏ وإال سيقال عن إيماننا بأنه زائف165


َََََْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏اِفرحوا دائما في الرب!‏َ نْ‏وسنكونبالشك والخوف.‏ وضيق األفق ومُ‏ مِ‏ ل وضعيف وجبان ومليء عندئذ ناس مزعزعين غير ثابتين ومترددين.‏زلنا قادرين علىما تجر أنا نحن البشر الفانيين على اإليمان بأننا لو تمثيل ما هو صحيح وحق أمام هللا والبشرية على هذه األرض،‏ ولو وضعناراسخين في إيماننا وفي حياتنا.‏ وهذه ليستذلك نصب أعيننا،‏ أل صبحنا يجعلناهذا األيمان ألن رغبة وتعطش قلوبنا.‏ أيضا بل فحسب هللا إرادة ثابتين غير مزعزعين ويحولنا إلى ناس أشداء،‏ كما يوصينا اإلنجيل:‏‏ِة ‏ِهللا الَّ‏ تِ‏ ي فِ‏ يك وَ‏ ض ‏ِع يَ‏ دَ‏ ‏َّيأ تُ‏ ل ‏َب نَ‏ ا ‏َر مَ‏ وْ‏ هِ‏ بَ‏بِ‏ ذَ‏ ا السَّ‏ ب ‏ِب ُ أ نَ‏ بِ‏ هُ‏ كَ‏لِ‏ هَ‏نَّ‏َ ع لَ‏ يْ‏ كَ‏‏ِة‏ِة وَ‏ ْ امل ‏َحَ‏ بَّ‏‏ِن بَ‏ ‏ْل رُ‏ و ‏َح الْ‏ قُ‏ وَّ‏‏َان ال رُ‏ و ‏َح ْ ال جُ‏ بْ‏َ ف إِ‏ هللا ق أَ‏ عوَ‏ الْ‏ بَ‏ صِ‏ يرَةِ‏ تيموثاوسْ هِ‏ْ ط َ ا.)7 -6 :1َ دْ‏2 ( ..نعم هذا صحيح وحق؛ فليس الهدف من وجود البشر أن يكونوا مخلوقاتبائسة.‏ فلن يتبدد نسل هللا في الحزن وفي البؤس إلى األبد.‏ ويكمن هذاالشوق في صميم قلوبنا وهو جزء من قلب كل إنسان وال يمكن أن ينزعهأحد منه.‏أما املتدينون فيحاولون استخدام أسلوب مختلف.‏ فهم يسعون إلىمستقبل البشرية خارج نطاق األرض ويريدون أن يجعلوا الناس سعداءباألمور الخارقة للطبيعة.‏ بالتأكيد إن هذا األسلوب يعتبر مصدر قوةللبائسين املحتارين وليس في يدهم أية حيلة،‏ فيقولون:‏ ‏»ستنتهي في يوم مناأليام كل هذه املعاناة،‏ وسأموت وسأرتاح.‏ وسأكون وقتذاك في يدي هللا«.‏لكن لم ينتج مطلقا عن هذا األسلوب قوة تدوم.‏ ولم يؤ ‏ِد مطلقا إلى حياةمفعمة بالنشاط والحيوية ومليئة بالحرارة.‏ فلو لم تكن نهاية هذا البؤسأكيدة جدا،‏ لصار من حقنا أن نشك فيما إذا كنا سنفرح في الرب حقا.‏166


ًُُتأنََََُُُُُُُْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏اِفرحوا دائما في الرب!‏--لكن حينما أتذكر كل الذين جاءوا وتحدثوا معي عن هللا وعن املسيح وعنملكوت السماوات،‏ فأنا بالحقيقة على يقين من أن السؤال التالي يشغل كلواحد منهم:‏ أال يمكنني أن أحصل على املعونة اآلن،‏ هنا،‏ في حياتي؟ فكممرة سمعت الناس يقولون:‏أال يوجد إله في السماء؟ ال بمعنى أنه سيباركني فيما بعد فياملستقبل،‏ لكن لكي يعينني في هذه األرض،‏ ألفرح وأتحر ر منخطاياي،‏ وألصبح فعال رجال حقيقيا أو امرأة حقيقية.‏فنرى هذه الصرخة تصلنا من ماليين القلوب.‏ليت شخصا واحدا يتلهف على الحق وعلى بهجة الحياة ليلعبا أقص ىدور لهما في حياته بدال من الحزن والغم ، وبدال من البؤس وحياةالخطيئة والفساد فسنرى عندئذ هذه الصرخة تعلو من ماليين القلوباألخرى.‏ وسيتسنى لنا آنذاك إعالن:‏ ‏»نعم،‏ على حق،‏ وبإمكانك اإليمانبهذا،‏ وملا كان هللا موجودا،‏ فأنت محق عندما ال تقر بأن شكل املجتمعالحالي هو أقص ى ما يمكن الوصول إليه.‏ كما يقول هللا في الكتاب املقدس:‏ًُسماوا ‏ٍت جديدة وأرضً‏ ا جديدةً‏ ، فال تُ‏ ذك السَّ‏ الِ‏ فة وال‏»وها أنا ُ أخل قُ‏فاَ‏ فرَحوا جوا إلى األب ‏ِد بما أخل ألنِ‏ ي أخلواَ‏ َ بت هِ‏تَ‏ خطُ‏ رُ‏ على با ‏ٍل.‏أورُ‏ شليمَ‏ بهيجة وشعبَ‏ ها فرِحً‏ ا.‏ وتكون بهجة أورُ‏ شلي ‏َم بَ‏ هجتي وفرَ‏ ‏ُحشعبِ‏ ها فرَحي.‏ ولن يُ‏ سمَ‏ ‏َع فيها صوت بُ‏ كا ‏ٍء وال صوت صُ‏ راخ،‏ ولن يكونه طِ‏ ف ‏ٌل يموت ب أي ا ‏ِم وال شيخ ال يَ‏ ست ‏ُل أي امَ‏ ه وه ‏َي مِ‏ ئة سنَ‏ ةٍ‏ ،فإن مات قَ‏ ب ‏َل ذلِ‏ ك يكون خاطِ‏ ئً‏ ا ومَ‏ لعونً‏ ا.‏ ويبني الشَّ‏ ع ‏ُب بُ‏ يوتً‏ اثمرَها.‏ ال يبنون ُ ويسك نُ‏كُ‏ رومً‏ ا ُ ويأك لونَ‏فيها،‏ َ وي غرِسونَ‏َ وي سكُ‏ نونَ‏ُ قُ‏َ‏ُرُ قُ‏َ كمِ‏َ عدَ‏ُ ناكَ‏167


ًٌٌَََََََُّْْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏َّ هُ‏آخرُ‏ ،اِفرحوا دائما في الرب!‏وال يغرِسون ويأكُ‏ ‏ُل آخ ‏ُر.‏ فأي امُ‏ شعبي طويلة كأي ا ‏ِم جرِ‏ الشَّ‏ ،دونَ مَ‏ تَّ‏ عونَ‏اَ‏ خت ُ ‏َرت هُ‏ م يت بأعما ‏ِل م.‏ ال يَ‏ تعَ‏ بون باطِ‏ ال وال يلِ‏أيديهِ‏وألنِ‏ ينَ‏ س ‏ُل الذين بارَكْ‏ ُ ت هُ‏ م م ‏َع م.‏ قبلَ‏ أن يدعونيذُ‏ رِيَّ‏ تِ‏ هِ‏لحياةِ‏ ألن م‏ُع الذِ‏ ئبُ‏ والحمَ‏ ‏ُل يرعَ‏ يا ‏ِن معً‏ ا،‏أُ‏ جيبُ‏ وفيما هُ‏ م َ يتك لَّ‏ مونَ‏ أستَ‏ مِ‏واألسد كبق ‏ٍر يأكُ‏ ‏ُل التِ‏ ب أمَّ‏ ا َ الح يَّ‏ ةُ‏ فالتُّ‏ را ‏ُب طَعامَ‏ ها.‏ ال يَ‏ ُ ض رُّ‏ ونَ‏وال يُ‏ فسِ‏ دون في جبَ‏ لي املُقد ‏ِس كُ‏ لِ‏ ‏ِه«.‏ هكذا قا ‏َل الر ‏ُّب.‏ ‏)إشعيا-17 :65ُيكون..ْ نَ‏الرُّعبِ‏ ،،.)25وأنت محق أيضا عندما تؤمن بأنه سوف يوجد في يوم من األيام مجتمعكنيسة متقاسم مقاسمة كلية على األرض،‏ بمعنى مجتمع من رجال ونساءيسوده السالم والبهجة.‏ فأنت على حق.‏ آ ‏ِمن بذلك!‏ فكما أن هللا موجودحقا في السماوات،‏ وكما أن املسيح قد وُ‏ لِ‏ د بالتأكيد،‏ وكما أن بشارةاإلنجيل قد تم التبشير بها فعال،‏ فبهذا اليقين أيضا سوف يوجد ملكوتهللا على األرض!‏ لذلك آمنوا وأعقدوا اآلمال على هذا امللكوت،‏ حتى لو كاناكتمال تحقيقه ما زال في انتظارنا«.‏أما للذين يثبتون أنظارهم على هذا امللكوت،‏ فهو بالنسبة لهم ال يُ‏ عتبرللمستقبل فقط؛ فهو آخذ سلفا بالتجسد في وقتنا الحالي.‏ إنه موجود،‏ أل نهذا اإليمان يشكل اليوم مجتمعا أخويا من رجال ونساء،‏ مجتمعا فيهالناس بعضهم يقوي بعضا في سبيل تحقيق هذا الهدف.‏ فكيف يكوناإليمان ممكنا بدون مجتمع كهذا؟ ألن ملكوت هللا تلزمه سفارة تمثلهمكونة من مجتمع بشري.‏ ويدعو القديس بولس الرسول هذا املجتمع بأنهجسد املسيح،‏ الذي فيه املسيح هو الرأس:‏168


ٌٌٌٌٌََََََََََََََََََََََُُُّّّّْْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ٌكثيرَةَّ ااِفرحوا دائما في الرب!‏‏ْرَتِ‏ ها َ ج سَ‏ دٌ‏‏َي على كَ‏ ثواحد ولَ‏ ه أعضا ‏ٌء هِ‏وكما أن َ الج سَ‏ دَ‏فكذلِ‏ ك املَسي ‏ُح.‏ فن كُ‏ ل أيَ‏ هودً‏ ا كُ‏ ن أم غَ‏ ي ‏َر يَ‏ هودٍ‏ ، عبيدً‏ ا أم أحرارًا،‏تَ‏ عَ‏ مَّ‏ دنا بِ‏ رُ‏ و ‏ِح واح ‏ٍد لِ‏ نكون جَ‏ سَ‏ د واحدً‏ ا،‏ وارتَ‏ وَ‏ يْ‏ نا مِ‏ ن رُ‏ و ‏ٍح واح ‏ٍد.‏ وماعُ‏ ضوً‏ ا واحدً‏ ا،‏ بَ‏ ‏ْل أعضا ‏ٌء كثيرة.‏ فَ‏ ل قال ‏ِت ال ‏ِرجْ‏ ‏ُل:‏ ‏»ما أنا يَ‏ دً‏ ا،‏َ الج سَ‏ دُ‏أنا عينً‏ ا،‏ فما أنا مِ‏ نفَ‏ ما أنا مِ‏ ن الجَ‏ سَ‏ دِ‏ ؟«‏ ولَ‏ و قال ‏ِت األ ‏ُذُ‏ نُ‏الجَ‏ سَ‏ دِ‏ أتَ‏ بطُ‏ لُ‏ أن تكون عُ‏ ضوً‏ ا في الجَ‏ سَ‏ دِ‏ ؟ فلَ‏ و كان َ الج سَ‏ دُ‏ ُ ك لُّ‏ هُ‏عينً‏ ا،‏ فأين السَّ‏ معُ‏ ؟ ولَ‏ و كان َ الج سَ‏ دُ‏ ُ ك لُّ‏ هُ‏ أذُ‏ ً نا،‏ الشَّ‏ مُّ‏ ؟ ولكِ‏ ن‏ِد كما شا ‏َء.‏ فَ‏ ل كانَ‏ ت كُ‏ ل عُ‏ ضوً‏ ا واحدً‏ اجعَ‏ لَ‏ كُ‏ ‏َّل عُ‏ ض ‏ٍو في الجَ‏ سَ‏‏ُر العينفأين الجَ‏ سَ‏ د ولكِ‏ ن األعضا ‏َء كثيرة والجَ‏ سَ‏ د واحد.‏ فال تَ‏ قدِ‏‏ِد أحتا ‏ُج إلَ‏ ي ‏ِك«.‏ وال الرَّأْ‏ ‏ُس لِ‏ لرِجلَ‏ ي ‏ِن:‏ ‏»ال أحتا ‏ُجأن تَ‏ قو ‏ُل لِ‏ ليَ‏‏ِد ه ‏َو ما كان أشَ‏ دإلَ‏ يك فما ن أضعف أعضا ‏ِء الجَ‏ سَ‏َه ‏َو الذي ن خُ‏ صُّ‏ هُ‏ مَ‏ زي ‏ٍد مِ‏ ن التَّ‏ كريمِ‏ ،أقَ‏ ل َ ك رامَ‏ ةً‏بِ‏وما نَنَ‏ ست ه ه ‏َو الذي ن خُ‏ صُّ‏ هُ‏ مَ‏ زي ‏ٍد مِ‏ ن الوَ‏ قا ‏ِر.‏ أمَّ‏ ا األعضا ‏ُءبِ‏وما بِ‏بِ‏ طريق ‏ٍة تالكريمَ‏ ةُ‏ فال حاج بِ‏ ها إلى ذلِ‏ ك.‏ ولكِ‏ ن هللا صنَ‏ ‏َع َ الج سَ‏ دَ‏‏ِد شِ‏ قاق،‏ بَ‏ لْ‏في كرام ‏ِة األعضا ‏ِء التي بِ‏ ال لِ‏ ئ يَ‏ ق ‏َع في الجَ‏ سَ‏كُ‏ ل بَ‏ عض بَ‏ ع ‏ٍض.‏ فإذا تألَّ‏ ‏َم عُ‏ ض ‏ٌو تأمل معَ‏ ه جمي ‏ُعبِ‏لِ‏ تَ‏ هتَ‏ مَّ‏ األعضا ‏ُء‏ُر األعضا ‏ِء.‏ فأنتُ‏ م َ ج سَ‏ دُ‏‏َم عُ‏ ض ‏ٌو َ ف رِحَ‏ تْ‏ معَ‏ ه سائِ‏وإذا أُ‏ كرِ‏نه.‏ ‏)‏‎1‎كورنثوسُوكُ‏ ‏ُّل واح ‏ٍد مِ‏ نكُ‏ م عُ‏ ض ‏ٌو مِ‏واحدٌ‏ ،َهللاَّ هاَ زيدُ‏َّ ‏َتُّ هاَفأين.)27 -12 :12َ و: ‏»ماَ وَ الَّ‏ً اكرامةٍ‏ ،ُّ نا،‏َّ هاُ هاَ حنُ‏ُ ؟: ‏»الَ حسبهُ‏َ حسبهُ‏َ ةَ‏ُّ ها،»ُ ما »!ضرورَةً‏ ،َ حي،األعضاءِ‏ ،املَسيحِ‏ ،ويدعوه يسوع أيضا بِ‏ ناء،‏ حيث أن كل حجارة فيه تتماش ى مع الحجارةالتالية حتى يصبح البناء كامال:‏فاقتَ‏ رِبوا مِ‏ نندَالكريمُ‏ عِ‏الرَّ‏ بِ‏ ، فه ‏َو‏ِهللا.‏ وأنتُ‏ م أيضً‏ اَ ‏ُرالح َ جٌحِ‏ جارَةاملُختارُ‏َالحَ‏ ‏ُّي املَرفو ‏ُض عِ‏ ند النا ‏ِس،‏في بِ‏ نا ‏ِء مَ‏ سكِ‏ ‏ٍن رُ‏ وحِ‏ يٍ،‏ فكونواَ ح يَّ‏ ةٌ‏169


ًًََََََََُُْْْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏.»اِفرحوا دائما في الرب!‏املَسي ‏ِح.‏ فالكِ‏ تابُ‏ يَ‏ قو ‏ُل:‏‏َح روحِ‏ يَّ‏ ة يَ‏ قبَ‏ لُ‏ ها هللا َ ي سوعَ‏ً نوتا وقَ‏ دِ‏ موا ذَ‏ بائِ‏بِ‏كَ‏ هَ‏‏ٍة كريمً‏ ا مُ‏ ختارًا،‏ فمَ‏ ن آمَ‏ ن بِ‏ ه ال‏»ها أنا أضَ‏ ‏ُع في صِ‏ هيون حجَ‏ ‏َر زاويَ‏يَ‏ خيبُ‏ فهوَ‏ كري ‏ٌم لكُ‏ م أنتُ‏ ‏ُم ْ املُؤ مِ‏ نينَ‏ أمَّ‏ ا لِ‏ غَ‏ ي ‏ِر املُؤْ‏ مِ‏ نين فَ‏ ه ‏َو َ الح جَ‏ رُ‏‏ِة وهوَ‏ حَ‏ جَ‏ رُ‏ عَ‏ ثرٍة وصَ‏ خرَ‏الذي َ رف ضَ‏ هُ‏ البَ‏ ناؤون وصا ‏َر رَأْ‏ ‏َس الزاويَ‏‏ِة ‏ِهللا:‏ هذا ه ‏َو مَ‏ صيرُهُ‏ م!‏سُ‏ قوطٍ‏ وهُ‏ م ي ألن م ال يُ‏ ؤمِ‏ نون بِ‏ كلِ‏ مَ‏َ‏ٌّي ُ وأ مَّ‏ ةٌ‏ مُ‏ ق دَّ‏ سَ‏ ةٌ‏ وشَ‏ ع ‏ٌب اقت هللاأمَّ‏ ا أنتُ‏ م فَ‏ َ نس ‏ٌل مُ‏ ختا ‏ٌر َ وك هَ‏ نوتٌ‏ مُ‏ لوكِ‏‏ِة إلى نورِ‏ ‏ِه العَ‏ جي ‏ِب.‏ وماإلعالنِ‏ فَ‏ ضائِ‏ لِ‏ هِ‏ ، وه ‏َو الذي دَ‏ عاك مِ‏ ن الظُّلمَ‏كُ‏ نت شَ‏ عبً‏ ا مِ‏ ن قَ‏ بلُ‏ وأمَّ‏ ا اليو ‏َم فأنتُ‏ م شَ‏ ع ‏ُب ‏ِهللا.‏ كُ‏ نت ال ترَحمَ‏ ة هللاِ‏ ، وأمَّ‏ ا اآلن فنِ‏ لتُ‏ موها.‏ وأطلُ‏ بُ‏ إلَ‏ يك أيُّ‏ ها األحِ‏ ب اءُ‏ ، وأنتُ‏ م‏َيض غُ‏ رَبا ‏ُء في هذا العالَ‏ مِ‏ ، أن تَ‏ َ مت نِ‏ عوا ع شَ‏ هَ‏ وا ‏ِت الجَ‏ سَ‏ فهِ‏ُةَ ناهُ‏َ نالونَ‏«دِ‏ ،ُ م، َ«ُ م،‏َ نْ‏،».ُ مَ عثِرونَ‏ َّ هُ‏،.»ُ مُ يوفٌ‏تُ‏ حارِبُ‏ات موكيتفقَّ‏ دَ ةً‏ُ نْ‏ ُ م‏ِم سِ‏ يرَة حسَ‏ ن حتى إذاالنَّ‏ ف ‏َس.‏ ولتك سيرَتُ‏ ك بَ‏ ين األُمَ‏هللا يو ‏َمَح ‏ِة فمَ‏ جَّ‏ دواَبِ‏ أنَّ‏ ك نَ‏ ظروا إلى أعمالِ‏ كُ‏ ‏ُم الص الِ‏‏)‏‎1‎بطرسُ م أشرارٌ‏ ،.)12 -4 :2ُ مُ ُ هم .َّ هَ‏كما يدعوه السيد املسيح قطيعه الصغير،‏ حيث يحب الكل بعضهم بعضا،‏يرعى الجميع كل فرد فيهم.‏وحيث يرعى كل فرد فيهم اآلخرين وحيث املستقبل،‏ فالبد لألرض أن تشرقفي سبيل مجاهدون وعندما ندرك أننا عن طريقنا.‏ ونعلم بما نؤمن به.‏ لذلك نشهد ملا نؤمن به؛ وبالتالي،‏ نعيشويجيءإلى الزمان الحاضر.‏ هللا ملكوت يجيء ما نؤمن به.‏ وهكذا بحسب ناسوجود من فالبد املسيح،‏ اآلن مثلما سوف يجيء في املستقبل.‏و بغية تشكيل مجتمع كهذا أساسهمسرورين ومتحررين مناآلن،‏ ناس أحرار اآلن،‏ ناس على ذلك مصممين القلق واالكتئاب اآلن.‏ فمنذ البداية وعندما بدأ الرسل يبشرون،‏ كان هناكال تسيئوالكن الهم والحزن والقلق.‏ سعي للحصول على ذلك التحرر من 170


َالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏اِفرحوا دائما في الرب!‏فهم هذا املوضوع.‏ ودعوني أخبركم أنه من الحماقة أن تقول ألخيكاإلنسان:‏ ال تهتم!‏ وهو يعيش بمفرده تماما،‏ معزوال في العالم،‏ و ال يبالي أحدبه،‏ وعندما تجري إساءة معاملته واجتنابه،‏ وعندما يجري إقصائه من كلما يضفي الكرامة اإلنسانية على الحياة،‏ وعندما ال يكون له أي دور أو أيةمهمة يقوم بها في املجتمع سوى كسب رمق عيشه بكثير من القلق والكدحوتحم ل األعباء،‏ لذلك،‏ فإن األمر يعتبر خطيئة لو قلت له:‏ ال تهتم!«‏يقال اليوم عن املاليين ببرود وبقلب فاتر:‏ ‏»يجب أن ال يقلقوا.‏ فلوأنهم عملوا سيكسبون أجرهم«.‏ فالذين يتكلمون بهذا األسلوب،‏ تراهميمرون من جانب هؤالء املحتاجين دون أن يعيروا ذرة اهتمام بهم.‏ وما زالتأغلبية الطبقة العاملة بدون وظائف تليق بالكيان اإلنساني.‏ ويعيشونحياتهم بصورة مشتتة وممزقة ومعزولة.‏ فما أتعس الحياة حينما يتحتمعلى املرء أن يشحذ أو أن يعمل بوظيفتين ملجرد سد حاجته.‏ لكن وبالرغممن ذلك،‏ نرى العدد الهائل من الناس املجبورين على ذلك!‏ فما أحقر حياةكهذه حينما يريد املرء من جهة الوفاء بالتزاماته اإلنسانية وأن يكون إنسانامحترما بينما ليس بوسعه من الجهة الثانية أن يدفع ضرائبه أو فواتيره أويعجز عن خدمة املجتمع بأي أسلوب هادف.‏ فكيف لي أن أقول ملثل هذاالشخص:‏ ‏»ال تهتم«.‏ يا له من فتور قلب!‏على العكس،‏ فإن العالم اليوم قد غرق كله في الكثير من القلقوالهموم بما في ذلك الدول الثرية.‏ أما في إطار املجتمع والنظام االجتماعياملنبثق من السيد املسيح،‏ فيمكن للقلق وللهموم وللمخاوف أن تتوقف بليجب عليها ذلك.‏ فهناك يجب أن يهتم بعضنا ببعض.‏ وعندما قال الرسولبولس:‏ ‏»ال تهتموا«،‏ فهو يسلم بأن هؤالء الناس متحدون معا برباطالتضامن والتعاضد بحيث ال أحد منهم يقول بَ‏ عْ‏ د ‏»هذا لي«،‏ بل يقولالجميع:‏ ‏»يجب أن يزيل تضامننا،‏ ورباطنا،‏ كل قلق وكل هم.‏ ويجب على: ُ171


ًَُُّْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏اِفرحوا دائما في الرب!‏كل ممتلكاتنا التي نتشارك بها أن تكون مصدر عون لكل فرد فينا،‏ وبالتاليتخلصنا من الهموم«.‏وبهذه الطريقة يأتي ملكوت السماوات.‏ فهو يأتي أوال في قطيع صغير منالناس املتحررين من الهموم.‏ وهكذا يعلمنا يسوع:‏ك الَلذلِ‏فاَ‏ طلبواَ تهتم وا فتقولوا:‏ ماذاَ ًأوَّ‏ ال مَ‏ لكوت ‏ِهللانأكُ‏ لُ‏ ؟ومشيئَ‏ ت َ ه ُ ،وماذا نشرَبُ‏ ؟ وماذاهللا هذاُُ ‏ُمفيزيدَ‏ ك... نَ‏ لب َ سُ‏ ؟كُ‏ َّ له . ‏)متى 31 :6«و 33(.فمنذ البداية،‏ ومنذ والدة املسيح،‏ كان الناس يسعون إلى تحقيق مجتمعكهذا،‏ أي بمعنى جماعة تتسم عالقات أفرادها بسمات امللكوت،‏ ومتحررةمن القلق و الهموم.‏ فهناك قوة جسيمة يستمدها الناس حينما بعضهميؤ ازر ويعاون بعضا،‏ وحينما يتحدون معا في أسلوب معيش ي مشترك.‏وهكذا تتالش ى فكرة امللكية الخاصة،‏ ويرتبط الناس بشدة معا في الروحالقدس بحيث يقول كل منهم:‏ إن ما أملكه هو مُ‏ لكٌ‏ لآلخرين،‏ ولو وقعتفي حاجة أو ضيق،‏ فسوف يساعدني اآلخرون«.‏ و مثلما ما يوصينا اإلنجيل:‏َتكونُ همْأنُ مَويكونُ ُ كمُ م ،ال أَ‏ عني أن تكونوا في ضِ‏ ي ‏ٍق غَ‏ يرُك في راحَ‏ ةٍ‏ ، بَ‏ ‏ْل أَ‏ عنيرَخاؤ ما يُ‏ عوِز ‏ُم حتى يسُ‏ د رخاؤبَ‏ ينَ‏ ك مُ‏ ساواةٌ‏ َ في سُ‏ دُّ‏‏َّم املُساواة.‏ فالكِ‏ تابُ‏ يَ‏ قو ‏ُل:‏ ‏»الذي جَ‏ مَ‏ ‏َع كثيرًا ماما يُ‏ عوِز غدً‏ ا،‏ فتَ‏ تِ‏ش ي ‏ٌء«.‏ كورنثوسفَ‏ ضَ‏ لَ‏ ع ش يءٌ‏ ، والذي جمَ‏ ‏َع قليال ما َ ن قصَ‏ هُ‏:82(ُ ه اليومَ‏ ،ُ كمَ نهُ‏.)15 -13172


ُّالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏اِفرحوا دائما في الرب!‏فمثل هذا التالحم األخوي القوي والوقوف الثابت جنبا إلى جنب واملطلقبال حدود فيما بين اإلخوة واألخوات ضمن الجماعة املسيحية في حياةمتقاسمة مشتركة حيث كل فرد يتحم ل مسؤولية رعاية غيره من األفراداآلخرين في مجتمع الكنيسة،‏ ففي مثل هذه الحياة يمكنك حقا أن تقول:‏‏»ال تهتم«.‏لقد كانت هناك محاوالت عديدة باستمرار ليعيش الناس حياةمسيحية مشتركة على هذا النحو.‏ إال أن ظهورها إلى حيز الوجود لم يكتملتماما قط.‏ وهذا هو السبب الذي أودى باملسيحية إلى هذا الضعف الشديدعلى عكس ما قصده املسيح لها.‏ وللتأكد من ذلك،‏ نرى الناس وعلى مرالعصور قد عرفوا أن هذا البناء االجتماعي الذي ال يقلق وال يهتم فيه املرءهو بالحقيقة إرادة املسيح األصلية.‏ لقد أوصانا املسيح بأن ال نسعى وراءغنى وأمجاد العالم.‏ وقال هذا بالتحديد ألنه سلم بأن شعبه املتحد سيكونله دائما سبل الحياة الضرورية.‏ وأخبر أتباعه بأن وحدتهم في املحبةوأسلوب حياتهم الذي يعتمد على املشاركة سيوفر لهم ما يكفيهم من ملبسومأكل.‏وكان الناس دائما يعتبرون املجتمع بأنه يجب أن يكون على هذهالشاكلة األخوية املتشاركة.‏ لكن بسبب عدم اكتمال حدوثه،‏ فقد تخلواعنه في آخر أمرهم واستبدلوه بما يسمى بالجمعيات الخيرية،‏ حيث يقدمأولئك امليسورين وبدافع الصدقة شيئا يسيرا للفقراء.‏ وهكذا كان الحالدائما.‏ فيجد العديد من الناس طرقا ووسائال للتصدق على الفقراء بمايفيض عن حاجتهم هنا وهناك.‏ لكن هذا ليس ما يريده يسوع املسيح.‏فالعكس صحيح تماما!‏ فلو ألقينا نظرة فاحصة على الواقع،‏ لرأينا مدىالهم والقلق الناتجين عن العديد من املؤسسات الخيرية اليوم.‏ فنرى أناملاليين من الناس يستمر هم هم على كيفية إمكانية حصولهم على القليل---173


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏اِفرحوا دائما في الرب!‏من هنا والقليل من هناك.‏ وغالبا ما تصرفهم هذه املؤسسات الخيريةنفسها.‏ هل فاجأك هذا األمر؟ ال تتعجب حينما يفشل محسني هذا العالماملتمكنين من تقديم املساعدة.‏ فالجمعيات الخيرية ليست الطريق.‏ ألناملتبرعين فيها يستبقون ألنفسهم األموال وال يجري بذلك سد الحاجاتالرئيسية وحل املشاكل من جذورها.‏ لذلك يجب أن ينضم بعضنا إلىبعض.‏ فالبد أن تنشأ جماعة متشاركة متحدة ليسوع املسيح.‏كيف سيحصل هذا؟ لقد فقدنا الشعور به والتحسُّ‏ س بهذا املوضوع.‏ومن بين األسباب التي جعلت من أتباع املسيح غير مرتبطين معا كالجسدالواحد،‏ مثلما كان املسيحيون األوائل قَ‏ لبً‏ ا واحدً‏ ا ورُ‏ وحً‏ ا واحِ‏ د في يومالخمسين،‏ أي عيد العنصرة ‏)يوم حلول الروح القدس عليهم(،‏ هو أناملسيحيين أرادوا إدخال العديد من العناصر الغريبة.‏ فأراد أعضاءالكنائس تغيير العالم كله وجعله يهتدي إلى اإليمان قبلما أن يتغيروا همأنفسهم بالكامل ويهتدوا إليه.‏ فمن البديهي أنه يستحيل على الناس تجميعمئات األلوف غيرهم إلى حياة مسيحية مشتركة قبل أن يكون األعضاءإلىأنفسهم مستعدين لهذا.‏ ويصح هذا األمر بصفة خاصة إذا َ أ دخَ‏ لتَ‏الجماعة املسيحية أشخاصا ماديين،‏ وحسودين،‏ و غير متحررين منعبودية الخطيئة،‏ وال يرغبون في إكمال الطريق.‏ فسوف يكون من األفضللو أنهم بقوا خارجا منشغلين في هموم وقلق الدنيا.‏ فهم ال يصلحون أنيكونوا شركاء املعركة.‏فيجب أن يكون هناك تحرر قلبي أوال،‏ تحرر من كل ما يعبث ويتسلىبه العالم ومن كل ما يغرينا وما يجذبنا إليه.‏ فسوف نتمكن عندئذ منطرح كل املخاوف والهموم عنا.‏ فكم ستتمكن الناس من العمل والعطاءساعة تحررها من كل الهموم وساعة انتهاء قلقها على خبزها اليومي!‏فاملسألة ال تتطلب الكثير من الصعوبات،‏ فحين يقدم الناس التزاماتهم»َ ةً‏«174


ٌٌََََََََََُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏اِفرحوا دائما في الرب!‏بعضهم ببعض،‏ سيقولون آنذاك:‏ ‏»عندما أقع في ضيق،‏ فاآلخرونموجودون للمساعدة«.‏ لكن لو ‏»سأدخر ما يكفي لنفس ي حتى ال يكونعلي االعتماد على اآلخرين أبدا«،‏ أو،‏ لو أصررتُ‏ على أن أصبح غنيا وغيريفقير،‏ لجلب هذا وقتذاك الخراب ألي مجتمع مسيحي كان.‏ بل إنه استهزاءوسخرية بجسد املسيح ‏)أي كنيسة املسيح املقدسة(.‏لهذا السبب ال أفكر كثيرا في املجتمعات املسيحية ‏»الروحية«.‏ فهي التدوم.‏ فيتصادق الناس لفترة معينة،‏ لكن تنتهي عالقتهم في النهاية.‏ ولوأردنا ألي ش يء أن يدوم لوجب أن يكون له أساس أعمق من مجرد تجربةروحية معينة.‏ فما لم يكن لدينا مجتمع جسماني منظور،‏ ومشاركة فياألمور املادية،‏ فلن يكون لنا مجتمع ووحدة في األمور الروحية.‏ وها هيالكنيسة الرسولية تشهد لنا بذلك في اإلنجيل:‏َ ركَ‏قلتُ‏ :َ‏ِل وعلى الحيا ‏ِة املُشت ‏ِةوكانوا يُ‏ داوِمون على االستِ‏ ما ‏ِع إلى تَ‏ علي ‏ِم الرُّسُ‏‏ُب وآيات كثيرة على أيدي الرُّسُ‏ لِ‏ ،وكَ‏ سْ‏ رِ‏ الخُ‏ ب ‏ِز والصَّ‏ ال ‏ِة.‏ وتَ‏ مَّ‏ ت عجائِ‏فاَ‏ ست الخ على جمي ‏ِع النُّ‏ فو ‏ِس.‏ وكان املُؤمِ‏ نون كُ‏ ل م مُ‏ تَّ‏ حِ‏ دينيَ‏ جعَ‏ لون كُ‏ ‏َّل ما عِ‏ ندَ‏ ه مُ‏ شتَرك بَ‏ ينَ‏ هُ‏ م،‏ يَ‏ بيعون أمالكَ‏ هُ‏ م وخَ‏ يراتِ‏ هِ‏ مويَ‏ تقاسَ‏ مون ثَ‏ مَ‏ نها على قَ‏ د ‏ِر حاج ‏ِة ‏ِل واح ‏ٍد مِ‏ نهُ‏ م.‏ وكانوا يَ‏ لت كُ‏ ‏َّليومٍ‏ في الهَ‏ يك ‏ِل بِ‏ قَ‏ ل ‏ٍب ويكسِ‏ رون الخ في البُ‏ يوتِ‏ ، ويَ‏ َ ت ناولونَ‏وينالون رِض ى النا ‏ِس‏ِح وبَ‏ ساط ‏ِة قَ‏ لبٍ‏ ، ُ وي سبِ‏ حونَ‏الطَّعامَ‏ بِ‏ فرَ‏الذين أنع ‏َم علَ‏ م بالخال ‏ِص.‏كُ‏ لِ‏ هِ‏ م.‏ وكان الرَّ‏ ‏ُّب كُ‏ ‏َل يو ‏ِم يَ‏ زيد َ ع ددَ‏يهِ‏‏)أعمال، ََ قونَ‏ُّ هُ‏ُ بزَ‏هللاِ‏ ،ُكُ م ً اواحدٍ‏ ،َ وفُ‏)47 - 42 :2َ ولىفنحن البشر لسنا بمجرد أرواح.‏ لكننا بشر من دم ولحم.‏ ونحتاج إلى طعامكل يوم.‏ كما نحتاج إلى مالبس تتناسب مع فصول السنة.‏ ويجب أن175


ٌٌَََََََُُُُْْْْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏اِفرحوا دائما في الرب!‏بمعداتنا وأدواتنا؛ ويجب أن نعمل معا؛ ويجب أن نعمل عمالنتشارك مشتركا ال أن يعمل كل فرد منا لنفسه.‏ وإال لن نتحد أبدا في محبة املسيح،‏فياملسيح،‏ الذي يقف املسيح،‏ أي مجتمع يسوع ولن نصبح أبدا قطيع العالم قائال:‏ ‏»آن األوان لوجوب تغير األمور كليا.‏ وآن األوان ليتوقف الفرداألخوةمجتمع من انبثاق وآن األوان لوجوب لنفسه.‏ مجرد عن العيش واألخوات«.‏فهذه هي الطريقة التي يريدنا بها يسوع أن نطرح عنا همومنا وقلقنا.‏إيمانيكون لديهم أن الناس من فنحن املسيحيين نتوقع مع ذلك،‏ لكن منتقريبا فيها يفنون حتى في أكثر املواقف املستحيلة،‏ وفي الظروف التي يسكنون في أكواخ متهرئة،‏ والوعندما والحالة املزرية،‏ الحاجة جراء يعلمون كيف يبعدون الذئب عن باب بيتهم.‏ أما نحن فنمر عليهم وننادي:‏‏»آمنوا فقط!«‏ لكن الصراخ في خضم ضيق كهذا قائلين:‏ ‏»آمنوا!‏ وكل ش يءسيكون على ما يرام،‏ فالسماء في انتظاركم!«‏ إنما هو مطلب غير منطقي اليمكن أن يُ‏ نَ‏ فذ،‏ مثلما يشدد اإلنجيل على ذلك:‏يا إخوَ‏ تي،‏ أن يَ‏ دَّ‏ ع ‏َي اإليمان مِ‏ ن غَ‏ ي ‏ِر أعمالٍ‏ ؟ماذا يَ‏ نفَ‏ ‏ُعأيَ‏ قدِ‏ رُ‏ هذا اإليمان أن يُ‏ خلِ‏ صَ‏ ه؟ فلَ‏ و كان فيكُ‏ م أخ ع أو أئاَقَ‏ ُ ول ُ كم سَ‏ ال ‏ٍم!‏ استَ‏ دفِ‏ال قوت لهُ‏ ما،‏ فماذا يَ‏ نفَ‏ ‏ُع لهُ‏ ما:‏ « إِ‏ ذهَ‏ با بِ‏ُ ع ريانةٌ‏واشبَ‏ عا«،‏ إذا كُ‏ نت ال تُ‏ َ عطون هُ‏ ما شيئً‏ ا مِ‏ م ا يَ‏ حتا ‏ُج إلَ‏ ي ‏ِه الجَ‏ سَ‏ دوكذلِ‏ ك فه ‏َو بِ‏ غي ‏ِر األعما ‏ِل يكون في ح ‏ِد ذاتِ‏ ‏ِه مَ‏ يتً‏ ا.‏ ورُ‏ بَّ‏ ما قا ‏َلأحَ‏ د أنت لك إيمان وأنا لي أعما ‏ٌل«،‏ فأقولُ‏ لَ‏ ه:‏ ‏»أرِني كيف يكونيكون إيماني بأَ‏ عمالي«.‏إيمان مِ‏ ن غَ‏ ي ‏ِر وأنا ُ أ ريكَ‏‏)يعقوبُ ختٌ‏ُ ؟ُ ريانٌ‏َكيفاإلنسانَ‏ ،ُ ماإليمانُ‏ ،ُ ُ كم : «أعمالٍ‏ ،ُ كَ‏.)18 -14 :2176


ُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏اِفرحوا دائما في الرب!‏-كال،‏ فيجب أال يكون ملكوت هللا مجرد ملكوت املستقبل.‏ لكن في نظراألغلبية العظمى فإنه بالتأكيد ما زال في املستقبل،‏ أما في مجتمع كنيسةاملسيح فيجب أن نسعى إلى الوحدة،‏ ونبدأ في التحرر بأسلوب بحيث تنتهيالهموم على األقل ضمن األخويات املسيحية التي يحب فيها بعضنا بعضا.‏وينبغي أن يكون مجتمعنا املسيحي أقوى من أبواب الجحيم واملوت.‏وينبغي أن يكون ذا نوعية خالصة ممتازة في كل املجاالت،‏ ليس على صعيدالحياة املشتركة فحسب بل أيضا على صعيد املصداقية والشفافية.‏ فلوصادف أن حصل أحد األفراد على فائدة معينة،‏ فينبغي أن ال ينتفخويشعر بأنه يستحق تكريما خاصا به ملجرد حصوله على ذلك.‏ فالفضل هوفضل هللا ال البشر.‏ فال التقاليد والعادات،‏ وال وجهات نظر الناس،‏ وال آخرالتقليعات،‏ وال ما تعتقده دولة معينة بأنه صائب،‏ وإنما ما هو حق لدىهللا فقط.‏ فعندما يحدث هذا سيكره الناس شعب هللا.‏ ألنه يحكي بصراحةفي وجه العالم كله:‏إن تقاليدكم زائفة!‏ هل تفترضون بأننا سنقر بأساليبكم الحربية؟ هلتظنون بأننا سوف يعجبنا انتفاخكم وحسدكم،‏ ومحبتكم للذات،‏وشتى أنواع الدجل الذي تختلقونه وتمارسونه لكي تصبحوا أغنياء؟كال!‏ أننا نفضل االنتماء إلى املعدمين والفقراء بدال من أن نستمر فيإجاللنا لهذا الدجل واالحتيال!‏إن مجتمع يسوع املسيح األخوي يثير حقد وكراهية اآلخرين ضده ألنه يصرعلى مواقفه وطريقه هذا رغم املعارضة.‏ فهو لم يعد يريد طرق العالم،‏ أوآخر األفكار وأحدثها فما نريده هو هللا وسيادته!‏لكن سوف يسبب هذا صراعا عنيفا،‏ فلهذا يقول امل خَ‏ لِ‏ ص:‏177


ََََُْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏ْلكِ‏ نما أضيق البا ‏َب وأصع ‏َبيَ‏ هتدون إلَ‏ يها.‏ ‏)متى‎7‎‏:‏‏َّريقَ‏الطَإلى املؤدِ‏ يةاِفرحوا دائما في الرب!‏الحياةِ‏ ،أق ‏َّل وما.)14َالذينإن معظم الناس بما في ذلك املسيحيين قد أعجبهم هذا العالم.‏ فهميقدمون املهابة له.‏ وعندما يأتي رئيس هذا العالم ‏]إبليس[‏ ويقدم غناه لهم،‏ال يفعلون مثلما فعله املخ ‏ِلص.‏ فقد قال له بما معناه:‏ ‏»أغرب عني!‏ فلنأحكم بأساليبك«.‏ فعندما يأتي الشيطان ينحني معظم الناس أمامهويقولون:‏ ‏»نعم،‏ طبعا،‏ أنا متأكد بإمكانية مصالحتي مع هللا مع قبولياستالم الفخر الدنيوي،‏ واملديح،‏ والثراء منك.‏ وسوف تسير األمور بالحقيقةأفضل بكثير بعدئذ!«‏ هذا ما يفعله معظمنا،‏ ولهذا فأننا نرى اآلن الكثير مناملسيحيين قد صاروا دنيويين وعومليين بشكل كبير جدا.‏ال تخدعوا أنفسكم!‏ فهذا ال ينطبق على غير املؤمنين فقط.‏ وفيالواقع،‏ أعرف غير مؤمنين يُ‏ ظهِ‏ رون إيمانا عمليا أكبر من املؤمنين.‏ علما أناملؤمنين بالحقيقة معرضون أكثر من غيرهم إلى خطر االنزالق في السعيلنيل كل تقدير وتكريم ألنفسهم ولتلميع شخصياتهم أمام الناس،‏ وذلكعن طريق تقواهم الزائفة من جهة،‏ في حين تراهم ويقولون:‏ ‏»نعم!‏ نعم!«‏لكل ش يء ويوافقون على املساومة والغش من جهة أخرى.‏ ومما يزيد الطينبلة،‏ أنهم يستعينون بالكتاب املقدس إليجاد ما يدعم مزاعمهم.‏ فليس منالصواب أن توزع النصوص الكتابية هنا وهناك.‏ فهناك الذين قد توقفواعن استعمال أي نصٍ‏ كتابي،‏ ومع هذا تراهم يجاهدون في سبيل هللا والحقواملحبة والعِ‏ شرة والعالقات األخوية.‏ ويجاهدون من أجل واقع أفضلللفقراء إلخراجهم من بؤسهم في النهاية.‏ وقد ال يستعملون اسم هللا،‏ لكنيعلى يقين من أنهم سوف يسمعون هذه الكلمات التالية:‏178


ن»‏ٌََََّْ َْالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏« -اِفرحوا دائما في الرب!‏ك«.‏ ‏)متى 25:َاَ‏ دخُ‏ لْ‏ نَ‏ عي ‏َم سيِ‏ دِ‏- ‏»لكني ال أدري ما فعلته في خدمتك«.‏عم،‏ نعم!‏ لقد خدمتني.‏ فكل ما فعلتَ‏ ه لتخفيف املآس ي اإلنسانية،‏وكل ما حاولته لتحسين األمور على األرض،‏ إنما فعلته لي«.‏)23-لكن من يدري بأن هؤالء غير املؤمنين بحد ذاتهم سوف ال يشكلون غالبيةالداخلين إلى ملكوت السماوات،‏ ألن ما يهم هنا هو النوعية الخالصة.‏أما أهل اإليمان فينبغي أن يحققوا شيئا ملموسا.‏ فال تظنوا أبدا والتتوهموا بأنه ال يلزمكم تحقيق أي ش يء أو القيام بأي عمل أو تقديم أيخدمة لآلخرين،‏ ‏...إلخ.‏ لقد تم تبشيرنا بأننا لن نخلص إال بالنعمة اإللهية.‏وأنا مؤمن بذلك.‏ لكن لو كنتُ‏ قد ُ نلت الخالص بالنعمة لكان البد وأنأحقق شيئا ما أو أعمل ش يء ما أو أنجز عمال ما.‏ فربما قد يقبلون بكومن باب اإلحسان واملعروف كشريك في أحد املشاريع التجارية؛ لكنسيُ‏ طلب منك،‏ فور دخولك،‏ أن تبدأ بالعمل.‏ فليس من املمكن،‏ ال فيالسماء وال في األرض،‏ أن ال تفعل سوى االسترخاء بشكل مستريح في مايسمى نعمة.‏ فلو كنتُ‏ مخلصا بالنعمة،‏ ألصبحت عامال بفضل النعمة.‏--فبِ‏ نِ‏ عمَ‏ ةِ‏ ‏ِهللا نِ‏ لتُ‏ مُ‏ الخَ‏ ال ‏َص باإليما ‏ِن.‏ فما هذا مِ‏ نكُ‏ م،‏ بَ‏ ‏ْل ه ‏َو هِ‏ بَ‏ ة مِ‏ ن‏َر ن َ خ ليقَ‏ ةُ‏هللا،‏ وال فَ‏ ض ‏َل في ‏ِه لِ‏ ألعما ‏ِل حتى يَ‏ حق ألح ‏ٍد أن يُ‏ فاخِ‏نْخُ‏ لِ‏ قنا في املَسي ‏ِح ي لِ‏ ألعما ‏ِل الصَّ‏ الِ‏ ح ‏ِة التي أعَ‏ د هللا لنا مِ‏فيها.‏ ‏)أفسسقَ‏ بلُ‏ لِ‏ َ ن سلُ‏ كَ‏. َ حنُ‏َّ ها.)10 -8 :2َ سوعَ‏هللاِ‏ ،تبررت بالنعمة أل صبحت عامال بفضل النعمةُولوأنعم هللا علي ووضعني في وسط الحق بفضل النعمة،‏في سبيل العدالة.‏ ولوبفضلُألصبحت179


ُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏اِفرحوا دائما في الرب!‏النعمة خادما للحق.‏ ولو أنعم هللا علي ووضعني في وسط السالم بفضلالنعمة،‏ ألصبحت بفضل النعمة خادما للسالم.‏ فعندما أجعل كل ما وُ‏ هِ‏ بَ‏لي بالنعمة مقتصرا على ذاتي فقط وال أهتم بشأن اآلخرين فهذا ليسالطريق السليم.‏ وملا كان العمل والحركة والهم ة هي ما تهم ، فسأقول بدوريوأشدد على كل ما يجعلني بفضل النعمة عامال:‏ ‏»ال للكسل أبدا«.‏وفي نظر هللا،‏ ليس هناك أهم من أن يكون اإلنسان عامال.‏ لذلك ينبغيأن نأخذ دائما بنظر االعتبار،‏ وفي صميم قلوبنا،‏ السؤال التالي:‏ ما هي إرادةهللا؟ لكن آه،‏ فهذا األمر بالذات ال يمكننا أن نفعله!‏ فكيف للمرء أن يفعلذلك؟ فها هنا يبدأ إنكار الذات.‏ فهذه هي إرادة هللا.‏ لذلك،‏ فهي إرادتيأيضا،‏ وملك وكنز قلبي أيضا.‏ وأريدها ألن هللا يريدها،‏ والبد وأن تتحقق ألنهاإرادة هللا.‏ وسأكر س حياتي في سبيلها،‏ وسأبذل جسدي وحياتي في سبيلها.‏فهذا هو األسلوب الذي يمكننا فعال أن نقدم به حياتنا كذبيحة حية هلل،‏ونعمل حق العمل من خالل تلك الذبيحة،‏ فهذه ذبيحة حياتنا كلها.‏أيها األصدقاء األعزاء،‏ هناك قوة عظيمة كامنة في هذا.‏ ضحُّ‏ وابأنفسكم،‏ ولو مرة واحدة،‏ في سبيل إرادة هللا!‏ فلن يذهب عملكم سد ‏ًى.‏وضحُّ‏ وا بأنفسكم في سبيل الحق،‏ وفي سبيل عدل هللا.‏ ضحُّ‏ وا بأنفسكم،‏على خالف املنطق البشري،‏ في سبيل أمر صالح حقا.‏ ضحُّ‏ وا بأنفسكم فيسبيل املسيح في كل األشياء،‏ وفي سبيل مجتمع الكنيسة املتقاسم الذييطلب ملكوت هللا أوال.‏ فهناك قوة هائلة كامنة في هذا.‏ ولقد سيق فيالعصور املاضية آالف الناس للموت بسبب هذه القضية.‏ وقدموا حياتهمبفرح،‏ على الرغم من أنهم تعرضوا ألشد وأقس ى تعذيب،‏ إال أنهم بقواأقوياء وأشداء ألنهم ثبتوا على إرادة هللا بكامل الحزم.‏ أما في هذه األيامفنرى الناس يتجنبون ويتهربون من حمل أعباء أي صليب كان.‏ فال يتجر أأحد على القيام بأي ش يء بعد اآلن.‏ و ال يخاطر أحد بأي ش يء.‏ وترانا نصاب-180


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏اِفرحوا دائما في الرب!‏بالجبن بمجرد أن يحدث ش يء على عكس األسلوب الدارج.‏ ونخش ى من آراءاآلخرين.‏ لكن لو أردنا أن نفرح في املسيح فرحا أبديا ال ينتهي،‏ لوجب عليناأن نتعلم التضحية بأنفسنا.‏ فال يوجد سبيل آخر.‏ فلن تتحسن األمور فيالعالم ما لم يسترخص الناس ذواتهم ويصيروا عَ‏ مَ‏ ل هلل.‏ فلن تغي راملسيحية املسترخية العالم أبدا.‏نعم،‏ ‏ِافرحوا في الرب،‏ عاقدين اآلمال على ملكوته!‏ وِافرحوا في الربكمجاهدين ثابتي العزيمة في مجتمع كنيسته الكلي املشاركة،‏ ذلك املجتمعالذي يستطيع فيه األخوة واألخوات أن يعيشوا معا في إنكار حقيقي للذاتوفي تحرر حقيقي للنفس،‏ في مجتمع كنيسة كلي املشاركة ال يحكم أو يدينأحدا،‏ لكنه في الوقت نفسه لديه نظرة واضحة عن الحق،‏ وال يساوم معوصايا هللا.‏ فليرتبط بعضكم ببعض في هذا!‏ واصمدوا وناضلوا في سبيلمستقبل هللا،‏ فسوف يدوم فرحكم.‏ فكل من يتملك على قلبه هذا املسيح‏]وليس غيره من املسحاء الكاذبين[‏ فسوف يفوز باملعركة.‏ وسوف يضع هذااإلنسان نصب عينيه دائما ذلك اليوم الذي سوف يكون بوسع جميعَ ةالناس االبتهاج والتهلُّ‏ ل بعد الفوز باملعركة في سبيل مجد هللا.‏ ♦181


ًالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏خاتمةخاتمةالبد وأن أحذر هلالء الذين من األوساالالهوتية،‏ وكذلك هؤالء الذينال يفكرون إال بطريقة سياسية.‏ وربما سيكون حظك سيئا حين تلقي هذاالكتاب جانبا جراء استيائك وخيبة أملك بعد تصفحك له بضعة مرات.‏فال يمكننا قراءة هذا الكتاب بالنزعة نفسها التي نقرأ فيها الكتب واملقاالتاألخرى.‏ فال يحدد الكاتب بلومهارت أية مبادئ إرشادية معينة.‏ وال يخرجبأية استنتاجات تاريخية أو سيكولوجية.‏ وال يتحدث ال بالسياسة والبالالهوت.‏ وال توجد تكهنات عن كيفية سبر غور املشكالت أو استنباطالحلول،‏ أو بناء األنظمة.‏ فهو ال يدحض مزاعم أحد،‏ وال يحتاج أي إنسان،‏وأيا كان،‏ أن يشعر بش يء من هذا القبيل من قبل بلومهارت،‏ كما أنه اليتنافس مع وجهات نظر اآلخرين.‏ وال يقي د نفسه وال أي شخص آخر بأحكاموقواعد محددة.‏182


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏خاتمة«في الواقع ال يعرض بلومهارت وجهة نظر محددة،‏ بل يريدنا أن نلمسونتحسس الصدى والتأثير الذي يثيره الكتاب املقدس في داخل صدرهشخصيا يوميا.‏ وال يريد ذكر أية فكرة المعة ومثيرة لإلعجاب،‏ أو إطالقمفرقعات وألعاب نارية لجذب االنتباه أو تسديد أية ضربة ألي شخصكان،‏ لكنه يخبرنا ببساطة عن الحقيقة اإللهية في العالم كلما تلتقيه.‏ وأناعلى يقين من أنه لديه الكثير ليقوله لنا عن النزاعات واملشاكل التي تثيرناهذه األيام.‏ ومع ذلك فهو لن يتطرق إليها؛ إذ أنها غير مهمة بالنسبة لهوذلك ألن أمورا أخرى لها أهمية أكبر عنده.‏ فهو يؤمن وبشكل قاطع بأنالحل الشافي يكمن في صعيد مختلف.‏هل يسعنا عمل أي استثناءات في حقيقة تجنب بلومهارت لجملةكبيرة من املشاكل؟ كال،‏ فلدينا الكثير من الكتب التي تتناول مسائلمحدودة حول اتمام وتحقيق املستقبل اإللهي،‏ لكن يصعب علينا إيجادكتاب مثل هذا يمكننا أن نتقاسم به فرحة عارمة ال تنقطع مع جميعالناس على اختالفهم من الذين يريدون أيضا أن يكون لديهم أمل ويعيشونمن أجل هذا األمل معنا.‏ ومن أعمق االنطباعات التي خلفها بلومهارت لديهو أننا هنا نتقابل مع شخصية كهنوتية.‏ فيمكن لبلومهارت أن يفعل شيئاال يمكن ملعظمنا أن يفعله:‏ إنه يمثل قضية هللا في العالم،‏ ومع ذلك اليشن حربا على العالم،‏ ويحب العالم وفي ذات الوقت وفي جدا هلل،‏ ويتألممع العالم ويتحدث بصراحة عن معاناة العالم بينما يذهب إلى أبعد مننطاق هذا العذاب ويعلن الكلمة الشافية عن املعونة التي تنتظر العالم.‏فهو قادر على رفع العالم إلى هللا وتنزيل هللا إلى العالم،‏ ويتضرع بال انقطاعوبال تردد أمام هللا وإلى هللا:‏ لِ‏ يَ‏ أْ‏ تِ‏ مَ‏ لَ‏ ك منتظرا ومستعجال مع اآلخرينفي أمر هذا املجيء،‏ مجيء ملكوت هللا.‏ أليس هذا أسمى وأفضل أمر واعدُ ُ وت َ ك »!183


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏خاتمة-أو قدرتإذا قدر الرجل عليه ويبشر بالخير يحسن باإلنسان أن يفعله املرأة عليه؟الذي يتماثل مع األولحصلت عليه القوي اآلخر الذي واالنطباع هو مدى حيوية الحق في نظر هذا الرجل.‏ فهو ال يفسر الحقيقة أو يئوِلهايتحولأو ينخرط بها.‏ ولم املجادالت ال يقدم ثم إنه ال يجزئها،‏ كما أنه خارجموضوع مستقل إلى للحظة واحدة موضوع األحوال املزرية للبشرية موضوع مجيء هللا.‏ فهو يرىالبداية في نطاق اهتماماته؛ فهو موجود منذ شكله من اآلخر،‏ وينموأن هللا يخلق النور من الظلمة،‏ فأحدهما يستمد تحت سيادة هللا.‏ فليس لرؤية بلومهارت مثيال،‏ فهي تقف منتصرة على كلهؤالء الذين يحملون تحليالت فكرية نظرية.‏هللاحضور ويلفت انتباهنا إلى دائما يبدأ بلومهارت،‏ عندما يتكلم من خاللإلى هللا ومقاصده.‏ فهو يبدأ باهلل.‏ وال يبدأ بالوصول وجبروته التسلق صعودا إليه مستخدما أسلوب التأمل والدراسة والنقاش.‏ إن هللانترقبفيحسن بنا أن بأنه هو البداية،‏ هو النهاية،‏ وملا كنا نعرفه سلفا أعماله التي سوف يجري اتمامها وانجازها.‏ وبلومهارت لديه إيمان راسخ بماوفي أكثرفي الحياة في أقرب األشياء بالفعل ألنه يراه يوحيه هللا ويعلنه األشياء العادية.‏ وهو يؤمن بنصرة هللا،‏ ألنه يرى الشر أيضا بأنه ليس تماماخارج نطاق دائرة هللا أبدا.‏ وبناء على هذا اإلدراك األساس ي يواجه بلومهارتحقيقتين:‏ فمن ناحية يدرك احتياج العالم،‏ ومن ناحية أخرى يملك األملالعامر بالفرح في أن عذاب أو معاناة العالم يمكن التغلب عليها.‏ فال يوجدشخص وال توجد حالة خارج نطاق دائرة هللا العظيمة.‏ فإلى جانب طبيعتناالفوزيجري ومنذ البداية،‏ هللا.‏ وهكذا،‏ الضعيفة يوجد جبروت البشرية بطبيعتنا البشرية أيضا هلل،‏ ويحصل هذا على نطاق واسع جدا في العالم.‏--184


َُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏خاتمةأن األلم الشديد الذي يشعر به بلومهارت إزاء الوضع الفعلي املزري فيالعالم،‏ وتوقعاته الواثقة املبشرة بالخير ملستقبل العالم قائمة منذ البدايةعلى الثقة الفَ‏ رِحة في خليقة هللا،‏ التي هي ليست أكثر من ثقة بسيطة فيهللا.‏ فهو ال يفقد رؤيته أبدا للعالقات املتداخلة التي من خاللها يجب أنيخضع الشر أيضا ملشيئة هللا.‏ وكان يقين بلومهارت بالعناية اإللهية هوالنتيجة الطبيعية وراء رجاءه وأمله في سماء جديدة وأرض جديدة،‏ وفي أنالحق البد و أن يدخل قلوب الناس.‏ وهكذا نجد عنده بأنه حتى الحرب لهامعنى.‏ ويعتبر بلومهارت مثل هذه األحداث املحتملة بأنها بمثابة دينونةوتأديب،‏ فيما عدا أن هذه املصطلحات ال تعني له أي غَ‏ مٍ‏ أو مأساة،‏ بلش يء مفعم باألمل والفرح؛ فها هو يقول:‏ ‏»يمكننا القول بأن تناوب أوقاتالدينونة والتأديب اإللهي مع أوقات النعمة اإللهية هو الذي يساعدنا علىاملض ي قدما نحو الخالص«.‏ ألنه مع يسوع وهنا نجد املفتاح لكل ش يء-‏قد بدأ الخير فعال،‏ وبدأت قوى وطاقات املستقبل بالعمل.‏ وهو الخير الذييدعو له هللا كل من العالم والطبيعة على حد سواء،‏ الذي يعلو في عصرناالحالي أيضا ويمض ي قدما نحو االكتمال.‏لكن كيف يتحول كل هذا إلى واقع؟ يخبرنا بلومهارت بإجابتين،‏فاإلجابة األولى هي هلل:‏ ‏»يا إلهي،‏ أنت عوني الوحيد،‏ وليس سواك!«‏ و اإلجابةالثانية يقدمها لنا:‏ ‏»اِ‏ سألوا.‏ ‏ِا سألوا تعطوا.‏ وعندما نسأل فأننا نساهم فيالخليقة الجديدة ونساعدها«.‏ ويرى بلومهارت أن امللكوت اآلتي يجريإعداده في حركة ثنائية في السماء وعلى األرض،‏ والقرار الفعلي ال يكمن فياألمور املرئية لكن في العالم غير املرئي.‏ ولكي ينبثق ش يء جديد على األرضفالبد أن يفعله هللا أساسا،‏ أما دورنا فهو نثر بذور الحق والعدل.‏ وبالتالييصل بلومهارت بطريقة طبيعية إلى مفهوم هام جدا له أال وهو املفهومالكتابي للقطيع الصغير،‏ أي صهيون هللا،‏ ومدينة هللا الحي ، ذلك القطيع--185


ُُّالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏خاتمة--الذي يتجم ع حول املسيح ال ألجل خالص القطيع الشخص ي بل ألجلخالص وشفاء العالم.‏ فيتعين على هذا القطيع تمثيل قضية هللا،‏ أيمستقبل هللا،‏ بطريقة متميزة.‏ فالتج ‏ُّمع والترقب،‏ هما على وفاق تام.‏لكن ماذا يترتب على هؤالء الناس في القطيع عمله؟ قبل كل ش يء:‏ أنيعلموا وأن يتعمقوا ويثبتوا في إدراك ‏»أنه يجب أن يقوينا هللا في القيام بمانفعله«.‏ وأفضل طريقة لوصف هؤالء الناس تكون عن طريق األمور التي اليفعلونها.‏ وهذا املوقف بأن تصبح هادئ،‏ وتتوقع بكل حماس تدخل هللا،‏وتتوجه وتلتفت هلل هو ما يطلق عليه بلومهارت ‏»االنتظار«.‏ وينبغي أن النمر مرور الكرام على العمق الواسع الذي يعنيه بلومهارت هنا.‏ ألنه كثيرا مايجعل الناس من هذا املبدأ نوعا مريحا من الهراء والالمباالة.‏ لكنبلومهارت يعني أن االنتظار،‏ بالرغم من كونه أمرا قلبيا قبل كل ش يء،‏ إالأنه في جوهره عمل ثوري،‏ فيقول:‏ ‏»أيها الرب اإلله،‏ جَ‏ دِ‏ د َ دِ‏ دنا!‏ ومعنىأن ‏»تعمل«‏ أو أن ‏»تنتظر«‏ تماما عكس الجلوس املستريح والالمباالة،‏وعكس مسايرة األمور،‏ ومسايرة النظام القديم لألشياء.‏ ففي نظربلومهارت،‏ فإن العمل اإللهي واإلنساني متشابكان تشابكا وثيقا،‏ ال باملعنىامليكانيكي بل باملعنى العضوي كعمل األعضاء في الجسد.‏ فهذه دعوتنااإللهية،‏ ومهمتنا اليومية في الحياة،‏ بأن يتمكن الناس من رؤية امل خَ‏ لِ‏ صمن خاللنا.‏وعندما ‏»نسرع وننتظر«‏ هللا بهذه الطريقة،‏ فسيكون االكتمال مهيأ لنا‏]أي اتمام تحقيق خطة هللا[،‏ وسيوافينا ذلك من عند هللا نفسه.‏ وبناء علىما هو موجود في الوقت الحاضر،‏ وبناء على ما يعيشه أولئك الذينيعيشون بترقب بمعونة جبروت هللا،‏ فها هو املستقبل اإللهي يجري بناءهبهدوء وبصورة غير ملحوظة.‏ أما،‏ متى سيظهر بصورة نهائية؟ وماذا يحتاجإلحداثه بطريقة ظاهرة؟ فمثل هذه األسئلة ال عالقة لها باملوضوع.‏ْ ! ج »--186


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏خاتمةفبالنسبة إلىالذين ينتظرونمجيء هللا،‏ فإنمستقبل هللاالعظيم يكمنوراء كل ش يء.‏ ♦187


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏من هو كريستوف فريدريش بلومهارت؟من هو كريستوف فريدريش بلومهارت؟كان كريستوف فريدريش بلومهارت-1842(-‎1919‎م(‏ رجال أصيال.‏ واليوجد أحد يماثله.‏ فلم يكن رجال سهال يمكن مشابهته سواء كان ذلك منالناحية الالهوتية أو السياسية أو أي ناحية أخرى.‏ ولم يحس باالنتماء إلىمكان ما ال في الكنائس وال في األوساط العلمانية.‏ وكان مصدر إزعاج لكلمن املسيحيين وغير املسيحيين على حدٍ‏ سواء.‏ وبدا لو أنه يتحدى الجميع.‏ومع ذلك فقد كانت لديه ثقة عجيبة حقا في التاريخ الذي يصنعه هللا؛ ثقةألهمت وأججت الرجاء لدى الكثيرين،‏ وال تزال تفعل ذلك حتى يومنا هذا.‏لم يكن لدى كريستوف بلومهارت نظريات وبالتأكيد لم يكن لديه‏»الهوت«.‏ وبدون أن يؤسس مدرسة أو يرغب في جذب تالميذ له،‏ فقد أشارإلى اتجاه كان له أثر واضح على هؤالء الذين جاءوا بعده.‏ فقد كان وراءحركتين قَ‏ بَ‏ اله على أنه من مؤسسيها دون أن يكون له اتصال مباشر بهماوهما الحركة االجتماعية الدينية ‏)في سويسرا وأملانيا(،‏ وحركة الالهوتالجدلي ‏»األزمة .»Crisis وقد أثرت أفكاره على ليونهراد راجازLeonhard188


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏من هو كريستوف فريدريش بلومهارت؟Ragaz‏]مصلح الهوتي سويسري،‏ وكان من أحد مؤسس ي الحركة الدينية‏]ويُ‏ عتبر من أبرز علماءاالجتماعية في سويسرا.[،‏ وكارل بارت‏]الهوتي بروتستانتيالالهوت للقرن العشرين[،‏ وأميل برنرمن ‏)الكنيسة اإلصالحية(‏ عمل جنبا إلى جنب مع كارل بارت[،‏ وديتريش‏]فيلسوف والهوتي كاثوليكي أملاني دعاهبونهوفرالبابا بيوس الثاني عشر بصورة غير رسمية ب ‏"طبيب الكنيسة للقرن‏]وهو من أحدالعشرين"[،‏ وآخرين الحقا مثل هارفي كوكسالالهوتيين البارزين في الواليات املتحدة األمريكية وقد عمل كأستاذ‏]فيلسوف فرنس ي وأستاذ بالقانونجامعي[،‏ و جاك ايلولوباحث اجتماعي والهوتي علماني[،‏ ويورجن مولتمان‏]الهوتي أملاني إصالحي،‏ وأستاذ فخري في جامعة توبنغن األملانية.‏ وهو منفيأعالم الالهوت املعاصر،‏ وقد حاز على جائزةالدين من جامعة لويزفيل،‏ مدرسة الطب،‏ ومن إكليريكيَّ‏ ة لويزفيلالالهوتية للكنيسة املشيخية[‏ وهؤالء كلهم عمالقة الهوتيو ن يمكنلكريستوف بلومهارت أن يشعر كغريب بينهم،‏ ألنه لم يكن لديه أية فكرةعن احتمالية انبثاقهم وعملهم.‏و هناك حركات اليوم مثل كنيسة الكرمة التي تعتبر كل من كريستوفبلومهارت وأبيه من أكثر الشهود املقربين لها،‏ أي أنهما من بدآ اآلياتوالعجائب.‏ ففي كريستوف بلومهارت لدينا إظهار مللكوت القوة مصحوبابالتوبة.‏ وهي القوة التي أصبحت جزء ال يتجزأ من الكثير من الحركاتالخمسينية والكاريزمية.‏وعلى الرغم من قدرات كريستوف بلومهارت إال أنه غير معروف لدىالكثير من القراء.‏ وهذا،‏ على سبيل املثال،‏ هو الكتاب الوحيد الذي تمطباعته باللغة العربية.‏ فبالرغم من أن الكثير من الجهود قد بُ‏ ذلت فيJürgen MoltmannKarl BarthEmil Brunner،Harvey CoxGrawemeyer AwardDietrich Bonhoeffer،Jacques Ellul–189


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏من هو كريستوف فريدريش بلومهارت؟املاض ي لإلعالم عن كريستوف بلومهارت،‏ لكن دون جدوى.‏ فلم يعرفه إالقليلون وذلك على عكس معاصريه مثل تشارلز فيني‏]قسيس أمريكي بروتستانتي،‏ قاد حركة التجدد الروحي الثانية التي حصلت‏]واعظوويليام بوثاألمريكية[‏ املتحدة الواليات في بريطاني من الطائفة امليثودية ومؤسس الجماعة املسيحية املعروفة باسمجيش الخالص[.‏ومسيحيأمريكي ‏]كاتب ايلرفيرنارد وفي مقال كتبها للمجلة األمريكيةاإلخوة[‏ كنيسة في وقسيس مسالم فيها أن من بين أسباب عدم شهرةاعتقد ‎1969‎م،‏ في عام كريستوف بلومهارت هو أن رسالته لم تكن أدبية ولم تكن دراسية بالدرجةالكافية لكي يقتبس منها اآلخرون.‏ ففي كتابه‏)ليأت ملكوتك:‏ قارئ لبلومهارت(‏ ‏)نشرته دار ايردمانس‎1980‎م(،‏ حاول فيرنارد ايلر أن يصحح هذا،‏ لكن لألسف لمالكتاب اهتماما كبيرا.‏يُ‏ ال كانت حياةلكن ربما يكون هناك سبب أساس ي.‏ فقبل كل ش يء بلومهارت مصدرا للغضب واإلثارة.‏ فقد عبر عن أفكاره بعبارات مؤثرة.‏ وقدأثارت عباراته الصدمة والسخط،‏ ألنها سارت ضد تيار كل من الكنيسةوالعالم.‏ فقد كان مثاال لش يء مختلف عما نفهمه نحن بصفة عامة على أنهأملاني-‏‏]كاتب هاردريوهانَّ‏ س املسيحية.‏ فكما كتب فيجامعي[‏ وأستاذ االجتماع،‏ علم في وعالم متدي ن،‏ واجتماعي روس ي،‏ إحدى املرات:‏ ‏»لو أراد شخص أن يجعل كريستوف بلومهارت يتوافق ويجد‏›تاريخلكتاب فربما يضعه في امللحق الخاص تاريخ الالهوت،‏ محال في آرنولدالذي كتبه الالهوتي األملاني اللوثري جوتفريد الهرطقة‹‏ ‎1714‎م(.«‏Charles FinneyThe ChristianWilliam BoothThy Kingdom Come: AGottfriedVernard EllerJohannes HarderCenturyBlumhardt Reader،Eerdmansَ قِ‏– 1966( Arnold190


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏من هو كريستوف فريدريش بلومهارت؟-.-لقد كان بلومهارت مقتنعا كل االقتناع بأن أعظم خطر على تقدماإلنسان هو ‏»الديانة املسيحية«‏ أي بمعنى ديانة يوم األحد التي فصلتالوجود املادي عن الوجود الروحي،‏ وأقامت طقوسا وشعائرا لالهتماماتاألنانية ‏]أي جعل الذات في مركز لالهتمام[‏ وتبعث على الرضا الذاتي ‏]أي اليحتاج املرء إلى تغيير حياته ويتوب باستمرار[‏ وغيرها من صيغ التدينالدنيوية بدال من أفعال البِ‏ ر واالستقامة العملية امللموسة.‏لم يهتم بلومهارت باألمور املتعلقة بالديانة والكنيسة،‏ وخدماتالعبادة والتعاليم الكنسية وال حتى بالسالم الداخلي أو الخالص علىالصعيد الشخص ي فقط.‏ ففي نظره،‏ كان اإليمان أمر يتعلق بمجيء ملكوتهللا،‏ وبنصرة هللا على الظالم واملوت،‏ هنا واآلن.‏ وكانت رؤيته لبِر هللا علىاألرض بال شروط،‏ بل رؤية مؤثرة للغاية،‏ ومفادها أن:‏ محبة هللا تصالحالعالم،‏ وتحرر من األلم،‏ وتشفي االحتياج االقتصادي واالجتماعي،‏ أيباختصار تُ‏ َ جدد األرضبدت رسالة بلومهارت للكثيرين بأنها ذات طابع عوملة بدرجة خطيرةوخالية من التوقير.‏ وفي الحقيقة،‏ فقد عادته الكنيسة الرسمية في أيامهبإلقاء الشكوك عليه،‏ واالفتراء والطعن.‏ فقد ملست رسالته عصبا ما زالطريا اليوم.‏لم يكن هدف بلومهارت التهجم مطلقا.‏ إال أن ملكوت هللا استحوذتفكيره بالكامل والذي يعني سيادة كل من سالم وعدل املسيح املليئينإبداعا على وجه األرض كلها.‏ فهذا امللكوت ليس دستورا رسميا وال شيئامثاليا،‏ لكنه حركة تنتمي إلى املستقبل وتضرم بنارها بالحاضر.‏ إنه تاريخالبشرية الحق،‏ وسيكون منتصرا دائما في النهاية.‏ فهو يتواجه ويضع تحتاملحك كل ش يء تم التفكير فيه أو التخطيط له أو بناءه،‏ وهو يتعارض مع191


ًالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏من هو كريستوف فريدريش بلومهارت؟كل املؤسسات وكل نصب تذكاري وكل األيديولوجيات.‏ وهو يطلب دائماالش يء املختلف،‏ والجديد،‏ ويجمع بين دفتيه الحياة بأكملها.‏مثل تلك النظرة الواسعة لعمل هللا الفدائي تضرب بشدة ضد قيوداملسيحية التقليدية.‏ وهذا يمكن أن يكون السبب الحقيقي وراء عدمانتشار فكرة بلومهارت على الرغم من أنها قد تبدو أنها فعال فكرة قويةبالنسبة للقلة املهمة من الناس.‏سنرجع لهذا املوضوع الخاص بامللكوت،‏ لكن قبلما نفعل هذا يجب أننفهم أوال كم كان ملكوت هللا ملموسا وحي ا لبلومهارت.‏ فلم يكن بلومهارتشخصا خياليا.‏ فقد تنامت فكرته جراء تجربته وليس جراء الالهوت.‏ و كانملكوت هللا شيئا حي ا له،‏ وليس فكرة مجردة.‏ فقد تهلَّ‏ ل كيانه وامتأل فرحابما عاشه ورآه شخصيا.‏ويجب على املرء أن يرجع إلى والد بلومهارت،‏ يوهان كريستوفبلومهارت ‎1880‎م(،‏ لكي يقدر تفهُّ‏ م هذا األمر.‏ فقد كان والده راعيكنيسة موتلينجن ،Möttlingen وهي بلدة صغيرة على حافة الغابة السوداءوقد تبع في عمله األسلوب نفسه الذي يستخدمه أي راعيكنيسة ريفية إلى أن تقابل يوما مع امرأة تحمل اسم جوتليبين ديتوسوجوتليبين هذه عانت من مرض ربما يتشابه مع سطوةاألرواح الشريرة التي يصفها لنا العهد الجديد ‏)اإلنجيل(.‏ وقض ى األببلومهارت الكثير من الشهور يراقب بكل أس ى ألم تلك املرأة املتزايد وعذابها.‏فشعر أن هناك شيئا مظلما شريرا يعمل بها.‏ وفي تلك السنة ولد ابنهكريستوف في عام ‎1824‎م.‏ ودخل األب أخيرا في حرب مع قوى الظلمة،‏فصاح:‏ ‏»لقد رأينا الكثير مما يمكن أن يفعله الشيطان،‏ دعونا اآلن نرىقوة الرب يسوع املسيح«.‏ فشن حربا ضد معاقل الشيطان استمرت ملدةعامين.‏ وأخيرا انكسرت قوى الظلمة،‏ وانتصر.‏ وأخرج األرواح الشريرة.‏-1805(Black Forest.Gottliebin Dittus192


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏من هو كريستوف فريدريش بلومهارت؟وشُ‏ فيت جوتليبين تماما من كل البؤس الروحي والجسدي.‏ وانتهت الحرببالنصرة بكلمات من شفتيها:‏ ‏»يسوع منتصر،‏ يسوع منتصر.«‏ونتيجة لتلك النصرة انتشرت حركة عارمة من التوبة.‏ واجتاحتأبرشية بلومهارت كلها وامتدت إلى املدن املجاورة والقرى.‏ فتدفق الناس منكل حدب وصوب على بلومهارت األب.‏ وغير هذا االقتحام الذي قامت بهقدرة امللكوت قرية موتلينجن بأكملها.‏ إذ حصلت هناك العديد من حاالتالشفاء واعترافات بالخطايا واهتداءات.‏ والتأمت الزيجات،‏ وتصالح األعداء.‏وتجس د ش يء جديد وغريب من عالم هللا،‏ وفرض سيطرته.‏ ومنذ ذلكالوقت فصاعدا ما كان كالم بلومهارت األب غير ‏»يسوع منتصر!«‏ ففي هذاالعالم الغريب واملؤثر ترعرع االبن كريستوف.‏وألسباب عديدة زادت املعارضة تدريجيا ضد بلومهارت األب السيمامن جانب القساوسة والسلطات الكنسية الرسمية.‏ فقد تذمر رجال الديناملحليين نتيجة لهروب أهالي أبرشياتهم إلى كنيسة بلومهارت.‏ وسرعان ماامتأل بيت القسيس بلومهارت ولم يعد يقدر استيعاب وضيافة تلك األعدادمن الناس الذين بدأوا يتدفقون إليه.‏ فبدأ يبحث عن مكان آخر أوسعيحصل فيه كذلك على املزيد من الحرية.‏ وعندما كان كريستوف فيالعاشرة،‏ انتقلت عائلته إلى منطقة تدعى ‏»باد بول«،‏ وهي عبارة عنمجموعة من األبنية الكبيرة التي أقيمت على أساس أنها منتجع سياحيحول مياه شالل.‏ وقد تم تحويره إلى ما أشبه بمركز روحي،‏ أي بمعنى مكانيأتي إليه الناس لكي يحصلوا على فترات من الراحة والتأمل والدراسةواملشورة الرعوية،‏ ومكان حيث يمكن لبلومهارت األب أن يكون حرا لكييعمل وفقا لقيادة هللا له.‏قض ى بلومهارت بقية حياته في باد بول وقض ى ابنه معظم فترة حياتههناك.‏ وجاء آالف من الناس ألبيه لكي يحصلوا على الشفاء والقوة التي في193


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏من هو كريستوف فريدريش بلومهارت؟نصرة املسيح،‏ والتي كانت الش يء نفسه الذي ملسه كريستوف والذي جعلهأساسا له.‏ وال عجب في أن اختبارات أبيه الرائعة قد حُ‏ فِ‏ رت بعمق فينفسه،‏ لتدفعه لألمام في الطريق ذاته.‏وفي باد بول وجد كريستوف الصغير نفسه في وسط تدفق مجاميع منالناس التي طلبت املساعدة،‏ مجاميع من طبقات وجنسيات ودول مختلفة،‏ووجد نفسه أيضا في وسط جهاد أبيه املتواصل واملحتدم في صراعه منأجل ملكوت هللا.‏ والحقا،‏ شعر بأنه مدعو للخدمة هو أيضا.‏ وبعد مض يعدة سنوات سُ‏ مح له بأن يساعد أبيه.‏ وعندما دعاه أبيه إلى باد بولكمساعد كان كريستوف يريد أن يجعل من نفسه شخصا نافعا في املنزلفي معظم األساليب الوضيعة ربما كمساعد طباخ أو ما إلى ذلك.‏ ولسببما،‏ لم يكن لديه اليقين نفسه الذي امتلكه أبيه.‏ إذ كان عليه أن يخوضهو شخصيا الصراع الذي خاضه أبيه.‏ لكن بموت جوتليبين ديتوس في عام‎1872‎م أصبحت هذه نقطة تحول بالنسبة له وبالنسبة لكل العائالت فيباد بول.‏ وقد قادت هذه التجربة كل فرد هناك إلى اختبار جديد من التوبةالعميقة ولتبعث في نفس كريستوف ثقة متجددة لدعوة هللا له.‏ وقدفوضت كلمات أبيه األخيرة من على فراش املوت في عام ‎1880‎م،‏ فوضتكريستوف لحمل الراية من بعده،‏ قائال:‏ ‏»أعطيك بركة للنصرة.«‏تولى بلومهارت مهمة عمل أبيه ببالغ االنكسار والتواضع.‏ وتسلحبالروحية نفسها التي كانت عند أبيه،‏ هِ‏ فشَ‏ د هو أيضا قوات عجائبيةعظيمة من الروح القدس وقدرته.‏ لكن بلومهارت لم يتوقف عند هذهالوقائع،‏ فبالنسبة له،‏ كان البد وأن يثبت أن اإلنجيل مليء بالحياة،‏ ممادفعه هذا لكي يسلك طرقا أخرى غير تلك التي سلكها أبيه.‏ ولم يمضِ‏ وقتطويل حتى ترك الكنيسة تماما.‏ وكان خروجه بناء على رغبته إلى حد ماوكذلك بناء على رغبة السلطات في الكنيسة.‏ وأخيرا،‏ وبكثير من الصراعات194


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏من هو كريستوف فريدريش بلومهارت؟-تمكن من قطع كل أواصره مع كل األشكال الخارجية للحياة الكنسية،‏والثوب الكهنوتي ومن جميعها.‏ فالالهوت والطوائف الدينية وحتى كل أنواعنصوص قوانين اإليمان كان لها املعنى نفسه بالنسبة له:‏ فكلها قائمة علىرموز وترتيبات وكبرياء بشرية أال وهي الجسد.‏شعر بلومهارت كذلك بخيبة أمل بسبب االهتمام املستمر الذي يوليهالناس بموضوع الشفاء.‏ وكما حدث في وقت يسوع فقد أصبحت‏»املعجزات«‏ هي الش يء الرئيس ي الذي يجذب الناس إلى باد بول،‏ وقد حارببلومهارت هذا األمر،‏ وكان مصمما على أن يبعد باد بول من أن تصبحمعهدا لإليمان بالشفاء.‏ وكتب مرة خطابا لشخص يطلب منه املعونة قائال:‏‏»هناك كذبة تحو ل اتجاه كل ش يء إلى استغالل نعمة هللا ورحمته بطريقةيصبح عندئذ َ املُخ لِ‏ ص مجرد خادم لنا.«‏ فبالنسبة لبلومهارت فأن التغلبرك الروحيعلى املرض هو أمر ثانوي في ملكوت هللا.‏ فقد قال مرة:‏ تطهُّ‏ َأهم من شفاءك الجسدي.«‏ولم يبدأ بلومهارت في إعادة النظر بجدية باالتجاه الكامل لعمله لغايةأن رأى يوما الضجة التي سببها بعد رحالته اإلرسالية إلى أملانيا وسويسرا.‏فبعد عودته من برلين في مارس ‎1888‎م لم يترك بلومهارت نشاط الوعظالعام فحسب بل ترك أيضا شفاء املرض ى.‏ فقد شعر بأن أولئك الذينكانوا يتدفقون إليه قد أساءوا فهمه،‏ فقد قال:‏ ‏»أنني آسف جدا ألن الناسيقولون بأنني واعظ مشهور.‏ أنا ال أريد أن أكون خطيبا أمامكم.‏ فأنا لستبخطيب على اإلطالق،‏ وال أريد أن أكون كذلك.‏ كل ما أريده هو أن أكونشخصا يختبر هللا.‏ وال أريد أن يتحدث الجميع عن تلك األشياء،‏ وأريد أنأقف أمامكم مجرد كشاهد!«‏لقد آمن بأن امتالك قلب نابض نحو قضية هللا هي أهم عالمة أكيدةمللكوت هللا،‏ فال تهم أعداد الحشود أو حصول الشفاء أ و عدم حصوله.‏« نإ195


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏من هو كريستوف فريدريش بلومهارت؟-وبالنسبة لبلومهارت،‏ فأن محبة هللا ال تحمل أثقال وحاجات النفوسوحسب لكنها أيضا تمتد لهؤالء الذين يعيشون في غياهب الفقر.‏ و أخيرا،‏صار قلب بلومهارت مفتوحا لخطايا وشقاء العالم.‏ ونشأت في داخله رغبةعارمة لعدالة هللا،‏ وقاده هذا إلى إدراك أوسع للبؤس وللفقر ولعدماملساواة من حوله في أملانيا وفي العالم.‏ ولهذا شعر بصوت هللا في الحركاتالجديدة الثائرة واملحتجة ضد الظلم والرأسمالية والحرب.‏ ورأى ظمأالناس لألمل في الحركات االجتماعية الكبيرة في أيامه.‏ فقد قال:‏ ‏»إن صراعاملاليين في زماننا هذا ليس من قبيل املصادفة.‏ فهو يتعلق بصراع الرسلنفسه فهذه هي عالمات ربنا يسوع املسيح.«‏في كتب األنبياء،‏ نجد بأنه حتى الشعوب الوثنية مثل اآلشوريينوالبابليين والفارسيين وامللوك الوثنيين مثل نبوخذ نصر وكورش كانوا فيخدمة الرب.‏ لذا بدأ بلومهارت يتساءل ملاذا ال يمكن للحركة االجتماعيةالتي تهدف إلى مساعدة البشرية أن تخدم أيضا كأداة في يد هللا.‏ وعلىالرغم من قصور الحركات االجتماعية إال أن بلومهارت رأى أن املسيح كانبالتأكيد مختبئا فيها.‏وحسب خُ‏ طى والده،‏ اهتم بلومهارت أكثر وأكثر بواقع املجتمع املعاصر.‏وأخيرا ترك ‏»املجالس املقدسة«‏ في باد بول وذهب إلى الشوارع لكي يدعمحركة العمال،‏ التي أرادت أن يكون صوتها مسموعا.‏ فستتوقف باد بولعن أن تكون ‏»مكانا للمواعظ«‏ لكي تصبح ‏»مكانا للحياة الحقيقية«.‏ ووقفبلومهارت وحده فعال بين الناس في الكنائس ولديه هذا الشعور باحتياجاتهذه الجموع.‏ وعندما انضم إلى حزب الديمقراطيين االجتماعيين ‏)ونابمن عام ‎1906‎م(‏ بدا األمرعنهم في برملان فورتمبيرغكما لو كان في املنفى.‏ إذ طلبوا منه أن يترك مكانته كراعي كنس ي في واليةفورتمبيرغ.‏ فقد اعتبرته الكنائس التقليدية مثل شخص مطرود ألنه- 1900Württemberg196


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏من هو كريستوف فريدريش بلومهارت؟ا شترك في السياسة.‏ وقَ‏ بَ‏ لَ‏ بلومهارت األمر واعتبره تحررا،‏ وقال:‏ ‏»إن الدولةوالكنيسة ال تُ‏ عتبران تربة خصبة لنيران هللا.«‏لكن نظرة بلومهارت الخارجية لم تعلق اآلمال على الحركة االجتماعيةوحدها في تلك السنوات.‏ فبالنسبة له كان كل ما يتحرك وينبض في الجموعوكذلك في الطبيعة يأتي تحت نور امللكوت.‏ ورأى بلومهارت الكثير منالعجائب في العلوم واالقتصاد والتي يمكن أن نقبلها على أنها رسائل لعصربه الكثير من التغيرات.‏ وسعى إلى قراءة عالمات األزمنة وكان مقتنعا أناملسيح أراد أن يقتحم أوضاع وأحوال العالم لكي يح ‏ِرر الذين انغمسوا فيقواه الفاسدة.‏كانت األصالة في الحياة الروحية بالنسبة لبلومهارت تعني االلتزاماالجتماعي.‏ فلو أن ملكوت هللا تغلغل في كل الخليقة عندئذ البد وأن نشهد:‏‏»ملكوت هللا يأخذ اتجاهات واسعة تلك األيام.‏ ويجب أن نخرج منحجراتنا الصغيرة ومن عزلتنا.‏ فإن امللكوت يأتي إلى الشوارع حيث يحياأفقر الفقراء،‏ واملطرودين والبائسين.‏ فهناك يأتي ملكوت هللا.‏ فهو يمتد نحوالسماء والجحيم وإلى كل الناس.«‏هذا امللكوت هو كل ش يء فيما عدا الدين.‏ وبالتأكيد فإن امللكوت هوليس ما يُ‏ عرف باملسيحية.‏ لقد آمن بلومهارت أن األنبياء ويسوع أرادوا عاملاجديدا؛ سيادة هللا على كل الواقع.‏ ومن وجهة نظره فإن الخالص علىالصعيد الشخص ي والتركيز على السماء لم يكونا ما يرمي إليهما التاريخ.‏فاهلل لم يكن مهتما بأن نصل إلى السماء،‏ لكنه كان مهتما أكثر بأن تأتيالسماء على األرض.‏ فقد قال مرة:‏ ‏»يتوق كثيرون إلى السماء،‏ فيمتدوننحو السماء،‏ وأود أن أخبرهم:‏ دعوا عقولكم تصل إلى األعالي التي نريد أنندركها على األرض.‏ فهنا على األرض ظهر يسوع،‏ ولم يظهر عاليا في العالم197


ُالتفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏من هو كريستوف فريدريش بلومهارت؟َغير املرئي،‏ وهنا على األرض يريد أن يظهر مرة ومرات.‏ ولعلنا سوف نجدههنا على األرض.«‏أن الفكرة القائلة بأن هللا هو في السماوات فقط وأن تطبيق اإلنجيلكانت كارثة وفقاينحصر هدفه ألجل الحياة الروحية للفرد فقط،‏ لبلومهارت.‏ فيجب أال تأتينا البركات أوال بل يأتي ملكوت هللا.‏ وال تكونمنفعتنا أوال ‏)هنا أو فيما بعد(‏ لكن إكرام هللا أوال.‏ أو كما لخص مرة‏»من الدين إلى ملكوت هللا،‏ ومنأفكار بلومهارت قائال:‏ ‏»ليونهارد راجاز«‏ وهذه الرؤية الشاملة قادتالكنيسة إلى العالم املفتدى،‏ ومني إلى هللا.«‏ بلومهارت ليعود إلى باد بول أخيرا.‏لم يكن بلومهارت سياس ي بما تعنيه الكلمة،‏ لكن الظروف دفعته إلىاالنضمام رسميا،‏ للحزب الديمقراطي االجتماعي،‏ إال أنه لم يرد في األصلأن يكون عضوا منتظما في الحزب.‏ وعلى الرغم من أن الحزب قبلهبأحضان مفتوحة إال أنه على املدى الطويل لم يجد أن الحزب يدعمهليكون شاهدا لإلنجيل،‏ فقال:‏ ‏»أن الحركة االجتماعية كما نراها اليوم مازالت تنتمي للعالم الذي سيزول.‏ وهي ال تحتوي على العِ‏ شرة األخوية للبشروبالتالي وبعد مض يمثلما تلك التي ستأتي يوم ما من خالل روح هللا.«‏ الفترة األولى رجع مرة أخرى إلى باد بول بسبب مرضه الخطير الطويل،‏ وفيعانى بلومهارت من جلطة؛ ومات بسالم بعدها بعامين في‎1917‎م عام أغسطس ‎1919‎م.‏وضدالتقليدية الكنسية البنية لم يتراخَ‏ بلومهارت في حربه ضد ألنه كان مشغوال تماما بحلولاملسيحية العقائدية املؤسساتية الدينية مُ‏ لك هللا.‏ فبالنسبة له،‏ تتعارض بشارة امللكوت هذه مع كافة أشكال التدينالسطحي.‏ وتطلب تغيير جذري وثورة في الحياة.‏ و لم يكن يسوع معلم ملذهبأو مثال إلهي على الفضيلة السماوية،‏ لكنه علم وعاش عالم هللا الجديد.‏2--198


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏من هو كريستوف فريدريش بلومهارت؟وافتتح عصرا جديدا،‏ أال وهو مجتمع جديد مؤسس على عدل هللا وشفاءه.‏ومجيء يسوع األخير ما هو إال إتمام ملا بدأه.‏ وموته حسم الحرب ضد قوىوبدايةالعالم القديم،‏ وقيامته كانت الفجر املنتصر للعالم الجديد اآلتي اكتمالوعودته هي لعصر جديد في التاريخ،‏ وصباح جديد في الخليقة-‏ الخليقة.‏وعلى الرغم من سوء الفهم وعلى الرغم من املعارضة إال أن بلومهارتكان رجال ذا رجاء ثابت ال يتزعزع.‏ فاإلنجيل بالنسبة له كان بمثابة أنباءاملُخَ‏ لِ‏ صُ‏ آتٍ‏سارة عن أيام املسيح القادمة.‏ ففي النهاية كان كل ما يهمه هو ملكوت هللا اآلتي؛ وهو واقع ال يمكنأن يختلط مع أي فلسفة إنسانية.‏ فهذا امللكوت ليس من صنع البشر.‏ وفيالواقع هو للعالم لكنه ليس من العالم.‏ وال تقدر األهداف السياسية وال‏»فليسالتدين املسيحي على جلب وإحداث ملكوت هللا.‏ فتراه يقول:‏ وال بصلواتنا وال بتقوانا لكن بعمل هللا ستأتي وتظهر مدينة هللابإيماننا،‏ املستقبلية.«‏وهذا ال يعني أن هؤالء الذين ينتظرون مستقبل املسيح يجب أنينتظروا دون أن يفعلوا شيئا.‏ حاشا.‏ فقِ‏ وى املستقبل هي بالفعل حاضرةهنا.‏ ويجب على شعب هللا أن يعيش في ظل تلك القوى،‏ ويتجاوب معهاويسمح لها أن تنمو.‏ وهكذا وحسب بلومهارت فإن أفضل خدمة نؤديها هياِ‏ نتظار عمل هللا.‏ فيجب أن ننتظر ونتعجل ملجيء املسيح في آن واحد.‏ وعلىفيجبالرغم من كل الجهود الضرورية التي يجب أن نبذلها من جانبنا كلعلينا أن نثق بأنه،‏ في خضم ظمأنا،‏ فإن ملكوت هللا سيتغلب على عائق.‏وفي ظل هذا الترقب آمن بلومهارت أن أية جماعة للمسيح يجب أنتتجم ع تدريجيا،‏ تتجم ع لتنتظر،‏ وتتجم ع ليعيش أفرادها معا حياة أخوية-»!«199


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏من هو كريستوف فريدريش بلومهارت؟مسيحية مشتركة في ظِ‏ ل قوى املستقبل.‏ قال بلومهارت:‏ يريد هللا دائما أنيكون له مكانا ومجتمعا أخويا ينتمي بصدق إليه،‏ لكي يستطيع كيان هللاأن يسكن هناك.‏ فاهلل بحاجة إلى مثل هذا املكان حيث يمكنه أن يعملمنه لبقية العالم.‏ فالبد أن يكون هناك مكان على األرض على مثال جبلصهيون حيث يشرق منه ملكوت هللا.‏ ففي املسيح يجب أن تستسلمالخليقة القديمة للخليقة الجديدة كما يستسلم الليل للفجر.‏ثم إن هذا ‏»االِ‏ نتظار«‏ ينطوي على نوع من الحركة املزدوجة.‏ كمايوضح ‏»فيرنارد ايلر«‏ قائال:‏ ‏»ينبغي أن نعطي أنفسنا بالكامل لقضيةامللكوت،‏ ونفعل كل ما في استطاعتنا لكي نساعد العالم أن يسعى نحو هذاالهدف.‏ لكن في الوقت نفسه،‏ البد أن نبقى هادئين وصبورين،‏ حتى لو أنجهودنا لم تحقق أي نجاح،‏ فإن هذا النوع من االِ‏ نتظار في حد ذاته هوعمل خالق وقوي في التعجيل السريع لقدوم امللكوت.«‏عندما يسمع املرء رسالة بلومهارت يحس بأن الحق التي تحمله رسالتهليس محصورا في مكان أو زمان معينين.‏ ربما يرجع هذا إلى أن يسوعبالنسبة لبلومهارت يقوم من بين األموات اآلن؛ ويسوع منتصر اآلن؛وملكوت هللا يقتحم حياة الناس اآلن.‏ إذ أن النسيج الذي يرمي إليه ملكوتهللا يتخطى الزمن،‏ فتراه يُ‏ جمِ‏ ع أشخاصا ال نتوقعهم ليصبحوا شهودا له،‏مِ‏ مَ‏ نْ‏ تباركوا ليروا ما هو حقيقي رغم أوهام وسراب زمانهم.‏من بين هؤالء الذين لديهم تلك الرؤية نفسها في زماننا هو البطريركالذي اُ‏ غتيل برصاصة عام ‎1980‎م لتت ‏ِوج‏»أوسكار روميروحياة ملؤها خدمة فقراء بلده،‏ السلفادور.‏ وقد اُ‏ نعِ‏ مَ‏ عليه ليرى ما يفعلههللا اآلن مثله مثل بلومهارت.‏ وما يعبر عنه روميرو في صالته الشعرية يعبرعنه بلومهارت في نثر رائع.‏ فامللكوت الذي دعا روميرو شعبه إليه وتحداهمالحتضانه واالمتثال به هي السيادة نفسها التي استحوذت على بلومهارت-»Oscar Romero-200


التفاني في خدمة الملكوت اآلتي!‏من هو كريستوف فريدريش بلومهارت؟بقوة جبارة.‏ و عندما يضع املرء صالة شهيد معاصر جنب لجنب مع مشاعرشخص قد سِ‏ ي ‏َء فهمها،‏ تتجلى هنا رؤية مسيحية موحدة التي ال تخضعألي زمان أو مكان محددين،‏ عندئذ ينتابنا ارتياح عارم.‏ فملكوت هللا قريب.‏باإلضافة إلى أننا يجبنبذل كل ما في وسعنا في سبيله أن علينا ويجب وهو الترقبعمل واحد،‏ أي القيام بعملين في ننتظره،‏ علينا أيضا أن امللموس.‏ألنها تحمل املوضوعصالة أوسكار روميرو ولهذا السبب فقد اخترنا الرئيس ي ذاته في هذه املجموعة من املقاالت واملواعظ.‏ فمن ناحية،‏ إن مالدينا هنا هو مجرد عينة.‏ فال يمكن التعبير عن وسع فكر بلومهارت وال عنعمق صالة روميرو في كتاب صغير كهذا.‏ لكننا نأمل أن ننقل روحيةواشتياق كل منهما.‏ فقد استحوذت بلومهارت حقيقة مجيء ملكوت هللا علىاألرض هنا واآلن.‏ وأدرك روميرو مثله مثل بلومهارت أن امللكوت كان فيماوراء جهودنا وسيبقى أكبر من نطاق قدراتنا دائما،‏ لكن،‏ ولكل منهما،‏ فقدأشعل ملكوت هللا في داخلهما ترقبا متوهجا لإليمان الحي؛ إيمان يعملوينتظر في آن واحد،‏ ويساعد هللا ويأمل فيه.‏ ولعل رؤية بلومهارت وصالةفجرروميرو توقدان اإللهام في نفس القارئ عن أعمال الرجاء هذه.‏ وفي األلفية الجديدة فنحن بحاجة أكيدة للمزيد منهم.‏ ♦201


كتب أخرى عن دار المحراثقصص حقيقية عن الشفاء من سرطان البغض والكراهية.‏ إن الغُ‏ فران هو السبيلاألكيد للخروج بنا من مأزق االستياء والضغينة،‏ إال أن القول أسهل من الفعل.‏بقلم يوهان كريستوف آرنولدالحب والزواج وخدمة العزاب والشذوذ الجنس ي.‏،Johann Christoph Arnoldوفيه كل ما يخص أموريقدم لنا الكاتب يوهان كريستوف آرنولد حكمة تربوية واقعية ومعقولة ومجربة حولأكثر ما يحتاجه األطفال وما يجعل األسرة متماسكة وكيفية اكتشاف الوالدين البهجةفي التربية.‏قصة حقيقية عن رجل من خلفية يهودية لم يعرف امللل وال الكلل في بحثه عن الحياةاألخوية الحقيقية بالرغم من كل االضطهاد والتهجير الذي القاه حتى وجده.‏يشهد كتاب ‏"ثورة هللا"‏ عن اإليمان املسيحي األصيل،‏ ويتطابق مع ضمير كل إنسان علىاألرض مهما كان معتقده.‏ ألنه وبكل بساطة يشهد عن ملكوت هللا وعدله الذي ينشدهجميع خلق هللا.‏،Heinrich Arnoldحيث يدلنا على سبل تحطيم قيود األفكاربقلم هاينريش آرنولداألثيمة وتجارب إبليس التي تراود كل إنسان.‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!