في هذا العدد:
journal55_3
journal55_3
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
أ.<strong></strong> د.<strong></strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />
محركات االبتكار واإلبداع،<strong></strong> تظهر حاجة هذه املنظمات إلى وجود تلك النوعية الفريدة<br />
من القيادة <strong></strong>)القيادة الريادية(،<strong></strong> األمر الذي يبدأ من األعلى،<strong></strong> ويكون مبثابة قدوة متتلك<br />
الصفات التي تساعد <strong>في</strong> خلق مناخ يسمح بازدهار الريادة واالبتكار.<strong></strong> وسيتناول <strong>هذا</strong><br />
البحث بالتحليل والدراسة <strong>هذا</strong> النمط القيادي حيث سيتم استعراض مفهوم القيادة<br />
الريادية ونشأتها وتطورها وأبعادها،<strong></strong> ثم يتم استعراض تطبيقات القيادة الريادية <strong>في</strong><br />
اجلامعات والقواسم املشتركة <strong>في</strong> ذلك.<strong></strong> وأخيراً<strong></strong> سيتم عرض جتربة جامعة امللك سعود<br />
مع القيادة الريادية والنتائج التي حققتها كتجربة تطبيقية ل<strong>هذا</strong> النوع من القيادة <strong>في</strong><br />
اجلامعات،<strong></strong> ثم يقيم البحث <strong>في</strong> النهاية تصوراً<strong></strong> مقترحاً<strong></strong> إلطار تطبيقي للقيادة الريادية<br />
<strong>في</strong> اجلامعات السعودية.<strong></strong><br />
أوالً<strong></strong> - مشكلة الدراسة:<strong></strong><br />
أكدت األبحاث العلمية أن البيئة التنظيمية السريعة التغيير وذات التنافس املتزايد<br />
التي تواجهها املنظمات اليوم؛ متثل أحد أبرز املتغيرات العاملية املؤثرة <strong>في</strong> إدارة املنظمات،<strong></strong><br />
مما جعلها حتتاج إلى نوع من القادة املتميزين واملختلفني عن القيادة السلوكية األخرى<br />
التي عهدتها تلك املنظمات،<strong></strong> وتلك هي القيادة الريادية (2004:241 al, .(Gupta et<br />
ومن هنا يواجه القادة اإلداريون العديد من التحديات من أبرزها الوصول إلى مستوى<br />
القيادة الريادية والذي يعد مرحلة متقدمة من املراتب القيادية.<strong></strong> ويقع القادة الذين ال<br />
يدركون <strong>هذا</strong> التحدي <strong>في</strong> الروتني اإلداري اليومي والتعامل مع األمور التافهة واالكتفاء<br />
بحل املشكالت مما يفوت عليهم فرصة طرح األسئلة الصحيحة والتصور الذهني<br />
للعملية اإلدارية التي تساعده <strong>في</strong> الوصول إلى رسالة وغايات وإستراتيجيات القيادة<br />
الفعالة <strong></strong>)القحطاني،<strong></strong> 2008م:<strong></strong> 305(.<br />
ومتثل الريادة متغيراً<strong></strong> آخر من أبرز املتغيرات املعاصرة التي أثرت <strong>في</strong> قيادات املنظمات<br />
والتي اعتبرت اإلبداع <strong>في</strong> املشاركة والتمكني والشفا<strong>في</strong>ة واحلوكمة والعدالة التنظيمية<br />
من متطلبات القيادة الناجحة التي تعكس <strong>في</strong> مضمونها دميقراطية اإلدارة،<strong></strong> والتي قادت<br />
بدورها إلى ظهور أمناط جديدة من القيادة تسعى إلى استثمار تلك املتطلبات لتحقيق<br />
النجاح املطلوب،<strong></strong> وتلك القيادة هي القيادة الريادية.<strong></strong> وانطالقاً<strong></strong> من ذلك،<strong></strong> ينبغي <strong>في</strong> <strong>هذا</strong><br />
السياق التأكيد بأن العالقة بني اإلدارة والقيادات اإلدارية بكل أمناطها - ومنها القيادة<br />
الريادية - من جهة واإلدارة الدميقراطية من جهة أخرى كانت محل سجال فلس<strong>في</strong> منذ<br />
ظهور النموذج البيروقراطي ملاكس <strong>في</strong>بر الذي عدّ<strong></strong> منوذج البيروقراطية الوسيلة الفاعلة<br />
لتحقيق مبادئ العدالة الدميقراطية <strong>في</strong> املنظمات العامة.<strong></strong><br />
438 مجلة اإلدارة العامة