18.10.2015 Views

في هذا العدد:‏

journal55_3

journal55_3

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

دورية علمية متخصصة ومحكمة يصدرها<br />

معهد الإدارة العامة كل ثلاثة أشهر<br />

<strong>في</strong> <strong>هذا</strong> <strong>العدد</strong>:<strong>‏</strong><br />

< القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات.<strong>‏</strong><br />

أ.د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

< ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة:<strong>‏</strong> دراسة من املنظور الشرعي واإلداري.<strong>‏</strong><br />

د.<strong>‏</strong> عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز<br />

< درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية<br />

وانعكاساتها على الطلبة <strong>في</strong> ضوء توجهات اجلامعة اإلستراتيجية.<strong>‏</strong><br />

د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

< أثر التغيير الدوري للمراجع اخلارجي على جودة القوائم املالية بالشركات<br />

املساهمة:<strong>‏</strong> بالتطبيق على البنوك السعودية.<strong>‏</strong><br />

د.<strong>‏</strong> أحمد زكريا زكي عصيمي<br />

< اجمللد اخلامس واخلمسون < <strong>العدد</strong> الثالث < رجب ‎1436‎ه < إبريل ‎2015‎م


9035-ISSN.0256<br />

< القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات.<strong>‏</strong><br />

أ.د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

< ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة:<strong>‏</strong> دراسة من املنظور الشرعي واإلداري.<strong>‏</strong><br />

د.<strong>‏</strong> عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز<br />

< درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على<br />

الطلبة <strong>في</strong> ضوء توجهات اجلامعة اإلستراتيجية.<strong>‏</strong><br />

د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

< أثر التغيير الدوري للمراجع اخلارجي على جودة القوائم املالية بالشركات املساهمة:<strong>‏</strong><br />

بالتطبيق على البنوك السعودية.<strong>‏</strong><br />

د.<strong>‏</strong> أحمد زكريا زكي عصيمي<br />

< اجمللد اخلامس واخلمسون < <strong>العدد</strong> الثالث < رجب ‎1436‎ه < إبريل ‎2015‎م


اجمللد اخلامس واخلمسون<br />

< <strong>العدد</strong> الثالث<br />

هيئة التحرير<br />

املشرف العام<br />

د.<strong>‏</strong> مساعد بن عبدالله الفريان<br />

نائب املدير العام للبحوث واالستشارات<br />

هاتف:<strong>‏</strong> 0096611 4778926<br />

رئيس التحرير<br />

د.<strong>‏</strong> عبدالله بن مسفر الوقداني<br />

مدير عام مركز البحوث<br />

هاتف:<strong>‏</strong> 0096611 4787572<br />

األعضاء<br />

أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> أيوب بن منصور اجلربوع<br />

د.<strong>‏</strong> محمد بن عبدالله البكر<br />

د.<strong>‏</strong> أمير بن محمد العلوان<br />

د.<strong>‏</strong> فهد بن محمد الفريح<br />

د.<strong>‏</strong> عبدالكرمي بن محمد العطيوي<br />

د.<strong>‏</strong> سلوي بنت عبدالله احلمودي<br />

د.<strong>‏</strong> ماجد محمد جزر<br />

د.<strong>‏</strong> طارق حسن محمد األمين<br />

د.<strong>‏</strong> محمد على يحيى عثمان<br />

سكرتير التحرير<br />

أ.<strong>‏</strong> سعد بن عوده الشطيري<br />

هاتف:<strong>‏</strong> 0096611 4745086


نبذة عن مجلة اإلدارة العامة وقواعد النشر <strong>في</strong>ها<br />

مجلة<br />

اإلدارة العامة دورية علمية تصدر عن معهد اإلدارة العامة باململكة<br />

العربية السعودية منذ عام ‎1383‎ه املوافق <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1963‎م(.<strong>‏</strong><br />

ترحب مجلة اإلدارة العامة مبشاركة الكتّاب والباحثني العرب وتسعى إلى<br />

نشر إنتاجهم من البحوث والدراسات واملقاالت العلمية،<strong>‏</strong> وكذلك نشر ملخصات<br />

الرسائل اجلامعية وبحوث الندوات واملؤمترات وملخصاتها وعروض الكتب وفقًا<br />

للشروط والقواعد واملواصفات التالية:<strong>‏</strong><br />

- مجلة اإلدارة العامة دورية علمية متخصصة ومحكمة ال تقبل األعمال التي<br />

ال تتبع األسلوب واملنهج العلمي <strong>في</strong> الكتابة.<strong>‏</strong><br />

- تنشر املجلة األعمال العلمية املتصلة بحقل اإلدارة وحقول املعرفة األخرى ذات<br />

الصلة بها،<strong>‏</strong> التي لم يسبق نشرها أو تقدميها للنشر إلى جهات أخرى.<strong>‏</strong><br />

- يتم عرض جميع األعمال العلمية املقدمة للنشر على هيئة التحرير.<strong>‏</strong><br />

- يرسل املالئم منها بشكل سري إلى محكمني متخصصني <strong>في</strong> موضوع العمل العلمي.<strong>‏</strong><br />

- تُشعر املجلة صاحب العمل العلمي املقبول مبوعد نشره،<strong>‏</strong> كما تزوده بنسختني<br />

من املجلة بعد صدورها وعشر نسخ من العمل املنشور.<strong>‏</strong><br />

- ال يعاد نشر أي عمل علمي نشر <strong>في</strong> املجلة بأي شكل من األشكال أو بأي لغة<br />

<strong>في</strong> أي جهة أخرى إال بإذن خطي من رئيس التحرير.<strong>‏</strong><br />

- <strong>في</strong> حالة استخدام أداة جلمع البيانات،<strong>‏</strong> يجب إرفاق األداة مع العمل العلمي.<strong>‏</strong><br />

- تعبّر األعمال التي تنشر <strong>في</strong> املجلة عن آراء كاتبيها،<strong>‏</strong> وال تعبّر بالضرورة عن<br />

رأي املعهد.<strong>‏</strong><br />

توجه املراسالت املتعلقة بالتحرير إلى العنوان التالي:<strong>‏</strong><br />

مركز البحوث،<strong>‏</strong> معهد اإلدارة العامة ص.<strong>‏</strong> ب 205, الرياض 11141، اململكة العربية السعودية<br />

رئيس حترير مجلة <strong>‏</strong>)اإلدارة العامة(<strong>‏</strong> هاتف:<strong>‏</strong> 0096611 4787572<br />

البريد اإللكتروني:<strong>‏</strong> wagdania@ipa.edu.sa<br />

سكرتير التحرير هاتف:<strong>‏</strong> / 0096611 4745086 فاكس:<strong>‏</strong> 0096611 4745541<br />

املوقع اإللكتروني:<strong>‏</strong> / www.ipa.edu.sa البريد اإللكتروني:<strong>‏</strong> journal@ipa.edu.sa<br />

<strong>‏</strong>(أ)<strong>‏</strong>


تقومي وحتكيم األعمال العلمية:<strong>‏</strong><br />

يتولى تقومي وحتكيم ما تنشره املجلة من بحوث ودراسات ومقاالت علمية أساتذة<br />

متخصصون من داخل اململكة وخارجها،<strong>‏</strong> وذلك وفقاً<strong>‏</strong> للمعايير التالية:<strong>‏</strong><br />

1- األصالة واإلضافة العلمية.<strong>‏</strong><br />

2- الفائدة العلمية والعملية من العمل العلمي.<strong>‏</strong><br />

3- أسلوب العرض والتبويب.<strong>‏</strong><br />

4- منهجية البحث:<strong>‏</strong><br />

أ - حتديد ووضوح مشكلة البحث.<strong>‏</strong><br />

ب - مالءمة مجتمع الدراسة ودقة اختيار العينة.<strong>‏</strong><br />

ج - حتديد ووضوح أسئلة وفرضيات البحث<br />

د - مدى صدق وثبات <strong>‏</strong>)اعتمادية(<strong>‏</strong> أداة جمع البيانات.<strong>‏</strong><br />

5- استيفاء النظريات والدراسات السابقة ذات العالقة باملوضوع.<strong>‏</strong><br />

6- صحة اختيار وتطبيق أساليب حتليل البيانات.<strong>‏</strong><br />

7- دقة وموضوعية النتائج والتوصيات.<strong>‏</strong><br />

8- حداثة وشمولية املراجع.<strong>‏</strong><br />

املكافآت:<strong>‏</strong><br />

يصرف لكل باحث يتم نشر عمله مكافأة مقدارها )2500( ريال سعودي ويصرف<br />

ملعدي عروض الكتب وملخصات الرسائل اجلامعية والتعليق على األنظمة وتقارير<br />

الندوات )1000( ريال سعودي.<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>(ب)<strong>‏</strong>


قواعد نشر األعمال العلمية <strong>في</strong> مجلة اإلدارة العامة:<strong>‏</strong><br />

أوالً<strong>‏</strong> - قواعد نشر البحوث العلمية:<strong>‏</strong><br />

يراعى <strong>في</strong> األعمال املقدمة للنشر <strong>في</strong> املجلة أن تكون متّسمة باجلدة واألصالة<br />

وتكون بلغة عربية سليمة وأسلوب واضح مترابط،<strong>‏</strong> مع االلتزام مبا يلي:<strong>‏</strong><br />

1- يرسل الباحث العمل العلمي بصيغة ملف إلكتروني.<strong>‏</strong><br />

2- أال يزيد حجم العمل املقدم على )60( صفحة متضمناً<strong>‏</strong> قائمة املراجع<br />

واملالحق.<strong>‏</strong><br />

3- ترتب صفحات العمل العلمي حسب التسلسل التالي:<strong>‏</strong><br />

- الغالف،<strong>‏</strong> ويتضمن:<strong>‏</strong> عنوان البحث واسم الكاتب <strong>‏</strong>)باللغتني العربية واإلجنليزية(،<strong>‏</strong><br />

والدرجة العلمية أوالوظيفة التي يشغلها،<strong>‏</strong> وكذلك جهة العمل.<strong>‏</strong><br />

- الصفحة األولى،<strong>‏</strong> وهي بداية املنت أو النص،<strong>‏</strong> وتأخذ رقم )1(.<br />

- يستمر تسلسل ترقيم صفحات العمل العلمي حتى نهاية قائمة املراجع<br />

واملالحق.<strong>‏</strong><br />

4- يكون لكل عمل علمي مستخلصان:<strong>‏</strong> أحدهما بالعربية واآلخر باإلجنليزية على<br />

أال يتجاوز عدد كلمات كل منهما )300( كلمة،<strong>‏</strong> ويراعى أن يتضمن املستخلص:<strong>‏</strong><br />

أهداف البحث <strong>‏</strong>)العمل العلمي(،<strong>‏</strong> مشكلة البحث،<strong>‏</strong> منهج البحث،<strong>‏</strong> النتائج األساسية<br />

التي توصل إليها البحث،<strong>‏</strong> والكلمات املفتاحية باللغتني العربية واإلجنليزية.<strong>‏</strong><br />

5- ترسل سيرة ذاتية مختصرة.<strong>‏</strong><br />

6- التوثيق العلمي:<strong>‏</strong><br />

يجب أن يراعى <strong>في</strong> عملية التوثيق العلمي أثناء االقتباس وكذلك عند كتابة<br />

قائمة املراجع الشكل اإلجرائي التالي:<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>(ج)<strong>‏</strong>


االقتباس:<strong>‏</strong><br />

القاعدة<br />

املثال<br />

<strong>‏</strong>)اخلالد،<strong>‏</strong> ‎1435‎ه(<strong>‏</strong> )2013 .)Deming,<br />

العمر <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1435‎ه(<strong>‏</strong> (2013) .Deming<br />

عندما يكون االقتباس عاماً<strong>‏</strong> فإنه يشار إلى<br />

مصدر / مصادر اقتباس الفكرة وذلك بوضع<br />

االسم األخير للمؤلف / للمؤلفني،<strong>‏</strong> وسنة<br />

النشر بني قوسني:<strong>‏</strong><br />

عند ما يسبق ذكر املرجع االستشهاد أو االقتباس<br />

أو عرض نتائج الدراسة،<strong>‏</strong> يتم ذكر اسم املؤلف<br />

أوالً<strong>‏</strong> ثم توضع سنة النشر بني قوسني:<strong>‏</strong><br />

إذا ورد اسم املؤلف <strong>في</strong> نفس الفقرة بحيث<br />

ال ميكن اخللط بينه وبني دراسات أخرى فإنه<br />

يُكتفى بذكر اسم الكاتب فقط.<strong>‏</strong><br />

عند االقتباس أو االستشهاد بالعديد من<br />

املصادر املختلفة،<strong>‏</strong> توضع أسماء املؤلفني<br />

وسنوات النشر بني قوسني.<strong>‏</strong><br />

وقد وجد السعيد أيضاً<strong>‏</strong> ...<br />

وقد وجد Deming أيضاً<strong>‏</strong> ...<br />

<strong>‏</strong>)الفهد،<strong>‏</strong> ‎1434‎ه؛ الراضي،<strong>‏</strong> ‎1435‎ه(<strong>‏</strong><br />

(Selye, 2012; Deming, 2013; Sallis, 2014)<br />

<strong>‏</strong>)اخلالد،<strong>‏</strong> 1434 أ(،<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)اخلالد،<strong>‏</strong> 1434 ب(<strong>‏</strong><br />

(jones, 2013A, jones, 2013b)<br />

خليفة،<strong>‏</strong> احلسن،<strong>‏</strong> وأنس <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1434‎ه(<strong>‏</strong><br />

Williams, Jones, Smith, and Bradner (2013)<br />

خليفة وآخرون <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1434‎ه(.<strong>‏</strong><br />

Williams et al. (2013)<br />

<strong>‏</strong>)اخلالد،<strong>‏</strong> )144 :1413<br />

(Deming, 2013: 9)<br />

عند االقتباس أو االستشهاد بأكثر من مرجع<br />

ملؤلف واحد و<strong>في</strong> نفس العام،<strong>‏</strong> مييز بني املراجع<br />

باستخدام ترتيب األحرف الهجائية لكل<br />

مرجع،<strong>‏</strong> بحيث توضع هذه األحرف بعد سنة<br />

اإلصدار مباشرة.<strong>‏</strong><br />

عند االقتباس من عمل ألكثر من مؤلف تذكر<br />

<strong>في</strong> املرة األولى األلقاب <strong>‏</strong>)األسماء األخيرة(<strong>‏</strong><br />

جلميع املؤلفني تليها سنة النشر بني قوسني.<strong>‏</strong><br />

و<strong>في</strong> املرات التالية يذكر اللقب <strong>‏</strong>)االسم األخير(<strong>‏</strong><br />

للمؤلف األول تليه عبارة وآخرون تليها سنة<br />

النشر بني قوسني.<strong>‏</strong><br />

عندما يكون االقتباس نصاً<strong>‏</strong> يذكر رقم صفحة أو<br />

صفحات االقتباس بعد سنة النشر مباشرة.<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>(د)<strong>‏</strong>


إعداد قائمة املراجع العلمية:<strong>‏</strong><br />

1- يضمن أي مرجع يشار إليه <strong>في</strong> منت البحث أو الدراسة <strong>في</strong> قائمة املراجع.<strong>‏</strong><br />

2- تصنف املراجع العلمية <strong>في</strong> قائمة واحدة مهما كانت مصادرها:<strong>‏</strong> دوريات،<strong>‏</strong><br />

كتب،<strong>‏</strong> نشرات رسمية،<strong>‏</strong> مجالت وغيرها من املصادر،<strong>‏</strong> وتوضع املراجع العربية<br />

<strong>في</strong> صفحة مستقلة تليها املراجع األجنبية <strong>في</strong> صفحة أخرى.<strong>‏</strong> وترتب املراجع<br />

هجائياً<strong>‏</strong> حسب االسم األخير للمؤلف،<strong>‏</strong> سنة النشر،<strong>‏</strong> عنوان الكتاب أو البحث،<strong>‏</strong><br />

املدينة / الدولة،<strong>‏</strong> الناشر،<strong>‏</strong> وذلك على النحو التالي:<strong>‏</strong><br />

القاعدة<br />

البحوث والدراسات:<strong>‏</strong><br />

الكتب:<strong>‏</strong><br />

فصل <strong>في</strong> كتاب:<strong>‏</strong><br />

النشرات والوثائق الرسمية:<strong>‏</strong><br />

الرسائل األكادميية:<strong>‏</strong><br />

املثال<br />

السعيد،<strong>‏</strong> عمر <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1434‎ه(.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"التدريب اإلداري ومشكالته،<strong>‏</strong><br />

اإلدارة العامة،<strong>‏</strong> الرياض:<strong>‏</strong> معهد اإلدارة العامة،<strong>‏</strong> 50-7. 65:<br />

Wolf, R. (2013).“Organizational Innovation:<br />

Review, Critique and Suggested Research<br />

Directions”. Journal of Management<br />

Studies, 31: 405 – 43<br />

عبد الله،<strong>‏</strong> محمد <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1420‎ه(.<strong>‏</strong> أمناط القيادة دراسة شاملة.<strong>‏</strong><br />

الرياض:<strong>‏</strong> معهد اإلدارة العامة.<strong>‏</strong><br />

Schein, E. H. (1992). Organizational Culture<br />

and Leadership, San Francisco: Jossey – Bass<br />

اخلالد،<strong>‏</strong> عمر <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1435‎ه(.<strong>‏</strong> التنمية اإلدارية.<strong>‏</strong> <strong>في</strong> الراضي<br />

محمد وآخرون،<strong>‏</strong> التنظيم اإلداري.<strong>‏</strong> الرياض:<strong>‏</strong> معهد اإلدارة<br />

العامة.<strong>‏</strong> ص ص.<strong>‏</strong> 174-145.<br />

التقرير اإلحصائي السنوي <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1435‎ه(.<strong>‏</strong> الرياض:<strong>‏</strong> وزارة<br />

املالية واالقتصاد الوطني.<strong>‏</strong><br />

نظام معهد اإلدارة العامة الصادر باملرسوم امللكي رقم<br />

<strong>‏</strong>)م /49( وتاريخ ‎1426/8/2‎ه.<strong>‏</strong><br />

قرار مجلس الوزراء رقم )520( وتاريخ ‎1383/7/5‎ه بشأن<br />

تشكيل جلنة عليا لإلصالح اإلداري وجلنة إدارية حتضيرية.<strong>‏</strong><br />

Alganem, S. H (2013). Doctoral<br />

Dissertation, ………………...<br />

<strong>‏</strong>(ه)<strong>‏</strong>


املالحق:<strong>‏</strong> وتوضع بشكل مستقل بعد نهاية املراجع مباشرة.<strong>‏</strong><br />

التوثيق من مصدر إلكتروني:<strong>‏</strong><br />

القاعدة<br />

الدوريات:<strong>‏</strong><br />

املقالة املنشورة على شبكة املعلومات<br />

<strong>‏</strong>)اإلنترنت(<strong>‏</strong> ولها مصدر ورقي:<strong>‏</strong><br />

عند االطلالع على املقالة توضع<br />

أقواس بعد عنوان املقالة كما هو مبني<br />

<strong>في</strong> املثال<br />

إذا كان هناك اختلالف بني األصل<br />

الورقي والنسخة اإللكترونية<br />

املثال<br />

VendenBos, G., Knapp, S., & Doe, J.<br />

Role of reference elements .(2001) In the<br />

Selection of resources by Psychology<br />

undergraduates [Electronic Version].<br />

Journal of Bibliographic Research,<br />

5,117-123.<br />

VendenBos, G., Knapp, S., & Doe, J.<br />

Role of reference elements .(2001) In the<br />

Selection of resources by Psychology<br />

undergraduates [Electronic Version].<br />

Journal of Bibliographic Research,<br />

5,117-123 Retrieved October 13 2001,<br />

From http://jbr.org/article.html<br />

Frecrichson, B.L. (2000, March7)<br />

Cultivating Positive Emotions to<br />

Optimize Health and Well-being.<br />

Prevention & Treatment, 3 Articles<br />

0001a. Retrieved November 20, 2000,<br />

from http://journals.apa.org/prevention/<br />

volume3/pre0030001a.html<br />

Broman, W. C., Hanson, M.A., Oppler,<br />

S.H., Pulakos, E.d., & White, L.A.<br />

(2012). Role of Early Supervisor y<br />

Experience in Supervisor Performance<br />

Journal of Applied Psychology, 78,<br />

443- 449 Retrived October 23.2000,<br />

from PsycARTICLES database.<br />

املقالة املنشورة <strong>في</strong> دورية على<br />

شبكة املعلومات <strong>‏</strong>)اإلنترنت(<strong>‏</strong> فقط.<strong>‏</strong><br />

نسخة إلكترونية ملقالة كتبها من<br />

ثالثة إلى خمسة كُتَّاب <strong>في</strong> دورية<br />

مسترجعة من قاعدة بيانات.<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>(و)<strong>‏</strong>


الوثائق غير الدورية املنشورة على شبكة املعلومات <strong>‏</strong>)اإلنترنت(:<strong>‏</strong><br />

القاعدة<br />

املقالة املنشورة فى نشرة إخبارية على<br />

شبكة املعلومات <strong>‏</strong>)اإلنترنت(<strong>‏</strong> فقط.<strong>‏</strong><br />

وثيقة واحدة لم تتم اإلشارة <strong>في</strong>ها إلى<br />

الكاتب والتاريخ.<strong>‏</strong><br />

وثائق البرامج أو األقسام اجلامعية<br />

املوجودة على موقع اجلهة على شبكة<br />

املعلومات <strong>‏</strong>)اإلنترنت(.<strong>‏</strong><br />

املثال<br />

Glueckauf, R.L., Whitton, J., Baxter, J.,<br />

Kain, J., Vogelgesang, Hudson, M., et<br />

al. (2012, July). Videocounseling for<br />

Families for Rural Teens with Epilepsy--<br />

Project Update. Telehealth News, 2(2)<br />

Retrieved form http://www.telehealth.<br />

net/subscribe/newsletter4a.html<br />

GYUth WWW user survery. (n.d.). Retrieved<br />

http://www.cc.gates.edu.gvu/usersurvey/survey<br />

Chou,L.,McClintock, R., Moretti, F.,<br />

&Nix, D.H. (1993). Technology Bottles:<br />

Choosing past and imagining educational<br />

future. Retrieved August24,2000, form<br />

Colombia University, Institute for<br />

Learning Technologies Web si http://<br />

www.ilt.columbia.edu/publications/<br />

papers.newwinel. htm te:<br />

7- بعد استكمال إجراءات التعديل وقبول العمل العلمي <strong>في</strong> املجلة يرسل العمل عبر<br />

النظام إلى مركز البحوث.<strong>‏</strong><br />

ثانياً<strong>‏</strong> - قواعد نشر املقاالت العلمية املقدمة للترجمة:<strong>‏</strong><br />

يراعى <strong>في</strong> املقاالت العلمية املقدمة للترجمة ما يلي:<strong>‏</strong><br />

1- أن ال يكون قد مضى على نشرها أكثر من سنة واحدة.<strong>‏</strong><br />

2- أن تتميز باإلشارات املرجعية لها <strong>في</strong> البحوث واملقاالت املشابهة لها.<strong>‏</strong><br />

3- أن تكون <strong>في</strong> حقل العلوم اإلدارية والعلوم ذات الصلة بها.<strong>‏</strong><br />

4- أن تكون منشورة <strong>في</strong> دورية أو مجلة علمية محكمة.<strong>‏</strong><br />

5- أن ال يتعارض محتواها وموضوعها مع الثقافة احمللية والعربية.<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>(ز)<strong>‏</strong>


ثالثاً<strong>‏</strong> - قواعد نشر ملخصات رسائل الدكتوراه:<strong>‏</strong><br />

يراعى <strong>في</strong> ملخصات رسائل الدكتوراه أن تكون حديثة ولم ميض سنتان من<br />

تاريخ منح الدرجة العلمية لصاحبها وأال يكون موضوعها خارجاً<strong>‏</strong> عن العلوم اإلدارية<br />

أو العلوم ذات الصلة بها،<strong>‏</strong> وأال يزيد عدد صفحات امللخص على )20( صفحة مع<br />

االلتزام مبا يلي:<strong>‏</strong><br />

1- مقدمة لبيان أهمية موضوع الرسالة.<strong>‏</strong><br />

2- ملخص ملشكلة <strong>‏</strong>)موضوع(<strong>‏</strong> البحث وكي<strong>في</strong>ة حتديدها.<strong>‏</strong><br />

3- ملخص ملنهج البحث <strong>‏</strong>)الدراسة(.<strong>‏</strong><br />

4- ملخص للبحث <strong>‏</strong>)الدراسة(<strong>‏</strong> وأهم نتائجها وتوصياتها.<strong>‏</strong><br />

5- قائمة املراجع املستخدمة مبلخص الرسالة فقط.<strong>‏</strong><br />

رابعاً<strong>‏</strong> - قواعد نشر عروض الكتب:<strong>‏</strong><br />

أ - شروط عامة:<strong>‏</strong><br />

- أن يكون الكتاب مرجعياً<strong>‏</strong> وحديث النشر.<strong>‏</strong><br />

- أن يرسل أصل الكتاب مع العرض.<strong>‏</strong><br />

- أن يكون معد العرض النقدي متخصصاً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> نفس املجال العلمي للكتاب.<strong>‏</strong><br />

- أن يكون الكتاب <strong>في</strong> أحد مجاالت العلوم اإلدارية أو العلوم األخرى ذات الصلة بها.<strong>‏</strong><br />

- أال يكون قد نشر أو مقدماً<strong>‏</strong> للنشر <strong>في</strong> دورية أخرى.<strong>‏</strong><br />

ب - محتويات العرض النقدي:<strong>‏</strong><br />

1- بيانات عن الكتاب:<strong>‏</strong><br />

- العنوان<br />

- املؤلف<br />

- الناشر وعنوانه<br />

- تاريخ النشر،<strong>‏</strong> / ISBN ردمك،<strong>‏</strong> عدد الصفحات.<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>(ح)<strong>‏</strong>


2- مقدمة:<strong>‏</strong><br />

- أهمية الكتاب.<strong>‏</strong><br />

- الفئة <strong>‏</strong>)الفئات(<strong>‏</strong> التي يستهدفها الكتاب.<strong>‏</strong><br />

- أسباب اختيار الكتاب.<strong>‏</strong><br />

- مميزات الكتاب عن الكتب املناظرة.<strong>‏</strong><br />

3- عرض محتويات الكتاب:<strong>‏</strong><br />

توضيح مجال الكتاب وأهدافه وعرض للموضوعات التي تناولتها فصول الكتاب<br />

فصالً<strong>‏</strong> فصالً<strong>‏</strong> بطريقة موجزة؛ مع مراعاة التوازن بني <strong>هذا</strong> اجلزء واجلزء الذي يليه<br />

املتعلق بالعرض النقدي للكتاب.<strong>‏</strong><br />

4- العرض النقدي للكتاب:<strong>‏</strong><br />

حتليل ونقد ألهم القضايا واألفكار العلمية التي تناولها الكتاب مع االستشهاد<br />

بأمثلة واقتباسات من الكتاب عند احلاجة إلى تأييد وجهة نظر معينة:<strong>‏</strong><br />

- حر<strong>في</strong>ة تناول املوضوعات <strong>‏</strong>)املنهجية املتبعة <strong>في</strong> تناول املوضوعات،<strong>‏</strong> طريق استخدام<br />

مصادر املعلومات،<strong>‏</strong> تنظيم العمل،<strong>‏</strong> طريقة التقدمي ... إلخ(.<strong>‏</strong><br />

- جودة أسلوب الكتاب.<strong>‏</strong><br />

- قدرة الكاتب على توضيح ما يريد بيانه بأسلوب عربي سليم وسلس.<strong>‏</strong><br />

- اإلسهامات العلمية التي قدمها الكتاب <strong>‏</strong>)هل يقدم الكتاب شيئًا جديدًا أو يتناول<br />

املعارف احلالية بطريقة جديدة تساعد على االستفادة منها بصورة أفضل(؟<br />

- مناقشة السلبيات املوجودة <strong>في</strong> العمل - إن وجدت - بطريقة علمية وموضوعية،<strong>‏</strong><br />

دون التعرض لشخص املؤلف،<strong>‏</strong> مع مراعاة التعامل مع األهداف التي وضعها<br />

الكاتب لكتابه.<strong>‏</strong><br />

- أي نقاط يقترح إضافتها للكتاب عند إعادة طبعه إلثراء موضوع الكتاب.<strong>‏</strong><br />

5- خامتة:<strong>‏</strong> تلخص أهم ما قدمه العرض النقدي من إسهامات.<strong>‏</strong><br />

6- قائمة بأهم املراجع:<strong>‏</strong> التي حواها الكتاب إلى جانب أي مراجع أخرى مهمة - إن<br />

وجدت - قد ت<strong>في</strong>د قارئ العرض.<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>(ط)<strong>‏</strong>


خامساً<strong>‏</strong> - قواعد نشر التعليق على األنظمة واللوائح ذات الصلة باختصاص املجلة:<strong>‏</strong><br />

يراعى <strong>في</strong> التعليق على األنظمة واللوائح ذات العالقة باختصاص املجلة:<strong>‏</strong><br />

1- أال يزيد عدد صفحات التعليق على )40( صفحة.<strong>‏</strong><br />

2- أن يكون النظام من األنظمة احلديثة أو املعدلة ولم يتم التعليق عليه من قبل.<strong>‏</strong><br />

3- أن يراعى التعديالت التي أحدثت على النظام إن وجدت،<strong>‏</strong> وكذلك القواعد التن<strong>في</strong>ذية.<strong>‏</strong><br />

4- أن يحتوي التعليق على خامتة يبني <strong>في</strong>ها مرئيات كاتب التعليق على النظام.<strong>‏</strong><br />

املواصفات الفنية لنسخ البحوث والدراسات واملقاالت املقدمة للدورية:<strong>‏</strong><br />

أوالً<strong>‏</strong> - املتن:<strong>‏</strong><br />

1- مقاس املنت <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎12.50‎سم عرضاً<strong>‏</strong> × ‎17.5‎سم ارتفاعاً(<strong>‏</strong> + ‎1‎سم لترقيم الصفحة،<strong>‏</strong><br />

بحيث يصبح االرتفاع النهائي ‎18.5‎سم.<strong>‏</strong><br />

2- ينسخ املنت بخط آريل Arial عادي )14( على الويندوز أو منى عادي )14( على<br />

املاكنتوش.<strong>‏</strong><br />

3- إدخال بداية الفقرة )0.6( سم.<strong>‏</strong><br />

4- املسافة الرأسية بني الفقرات تعادل )1.5( من املسافة بني السطور.<strong>‏</strong><br />

5- املنت املتضمن كلمات أجنبية يجب أن ينسخ بخط تاميز عادي بحجم )12(.<br />

6- ينسخ التهميش <strong>‏</strong>)التعليق(<strong>‏</strong> العربي - إن وجد - <strong>في</strong> ذيل الصفحة بخط آريل<br />

Arial عادي )12( على الويندوز أو منى عادي )12( على املاكنتوش.<strong>‏</strong><br />

7- <strong>في</strong> الفقرات املرقومة يجب أن تترك شرطة )-( بني الرقم والفقرة.<strong>‏</strong><br />

8- <strong>في</strong> الفقرات املرقومة التي تتكون من أكثر من سطر يجب أن يبدأ السطر الثاني<br />

وما يليه مع بداية املنت وليس مع الرقم.<strong>‏</strong> مثال:<strong>‏</strong><br />

1- اخلطوة األولى <strong>في</strong> التحليل الهرمي:<strong>‏</strong> هي جتزئة املشكلة ووضعها <strong>في</strong> شكل<br />

هرمي وذلك بتحديد املعايير املؤثرة <strong>في</strong> اتخاذ القرار والبدائل التي تتم<br />

مقارنتها.<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>(ي)<strong>‏</strong>


ثانياً<strong>‏</strong> - العناوين:<strong>‏</strong><br />

1- ينسخ العنوان الرئيسي بخط آريل Arial أسود )16( على الويندوز أو منى أسود<br />

)16( على املاكنتوش.<strong>‏</strong><br />

2- يصف العنوان الفرعي بخط آريل Arial أسود )14( على الويندوز أو منى أسود<br />

)14( على املاكنتوش.<strong>‏</strong><br />

3- يصف العنوان املتفرع <strong>‏</strong>)األول(<strong>‏</strong> بخط آريل Arial أسود )14( على الويندوز أو<br />

منى أسود )14( على بيئة املاكنتوش.<strong>‏</strong><br />

4- يصف العنوان املتفرع <strong>‏</strong>)الثاني(<strong>‏</strong> وما يليه بخط آريل Arial سميك )14( على<br />

الويندوز أو منى سميك )14( على املاكنتوش.<strong>‏</strong><br />

ثالثاً<strong>‏</strong> - اجلداول واألشكال:<strong>‏</strong><br />

1- ينسخ عنوان اجلدول أو الشكل بخط آريل Arial أسود )12( على الويندوز أو<br />

منى أسود )12( على املاكنتوش.<strong>‏</strong><br />

2- ينسخ رأس اجلدول بخط آريل Arial أسود )10( على الويندوز أو منى أسود<br />

)10( على املاكنتوش.<strong>‏</strong><br />

3- تنسخ بيانات اجلدول بخط آريل Arial عادي )12( على الويندوز أو منى عادي<br />

)12( على املاكنتوش.<strong>‏</strong><br />

4- إذا كان هناك مجموع <strong>في</strong> نهاية اجلدول ينسخ بخط آريل Arial أسود )12( على<br />

الويندوز أو منى أسود )12( على املاكنتوش.<strong>‏</strong><br />

رابعاً<strong>‏</strong> - املراجع:<strong>‏</strong><br />

1- تُصَ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>فُّ<strong>‏</strong> املراجع العربية <strong>في</strong> آخر البحث أو املقال بخط آريل Arial عادي )12(<br />

على الويندوز أو منى عادي )12( على املاكنتوش.<strong>‏</strong><br />

2- تُصَ<strong>‏</strong> فُّ<strong>‏</strong> املراجع األجنبية <strong>في</strong> آخر البحث أو املقال بخط تاميز عادي بحجم )10(.<br />

<strong>‏</strong>(ك)<strong>‏</strong>


احملتويات<br />

الصفحة<br />

435<br />

< القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات.<strong>‏</strong><br />

أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

501<br />

< ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة:<strong>‏</strong> دراسة من املنظور الشرعي واإلداري.<strong>‏</strong><br />

د.<strong>‏</strong> عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز<br />

553<br />

< درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية<br />

وانعكاساتها على الطلبة <strong>في</strong> ضوء توجهات اجلامعة اإلستراتيجية.<strong>‏</strong><br />

د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

625<br />

< أثر التغيير الدوري للمراجع اخلارجي على جودة القوائم املالية بالشركات<br />

املساهمة:<strong>‏</strong> بالتطبيق على البنوك السعودية.<strong>‏</strong><br />

د.<strong>‏</strong> أحمد زكريا زكي عصيمي<br />

<strong>‏</strong>(ل)<strong>‏</strong>


القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

األستاذ الدكتور سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

كلية إدارة األعمال - جامعة امللك سعود


القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

ملخص:<strong>‏</strong><br />

تسعى املنظمات العاملية إلى حتقيق الريادة حيث يصبح كل من <strong>في</strong>ها من العاملني على مفهوم واحد وحتت قيادة ريادية<br />

حقة تبدأ برأس الهرم ثم تتدرج حتى تصل إلى أدنى مستوى <strong>في</strong> املنظمة.<strong>‏</strong> وليس ذلك الطموح بحصر على املنظمات<br />

العاملية وإمنا أيضاً<strong>‏</strong> تلك املنظمات احمللية،<strong>‏</strong> ومنها اجلامعات التي تطمح إلى أن تصل إلى العاملية.<strong>‏</strong> وجامعة امللك سعود هي<br />

إحدى املؤسسات احمللية التي تطمح قياداتها إلى حتقيق الريادة العاملية حيث كان لها جتربة ثرية <strong>في</strong> <strong>هذا</strong> املجال.<strong>‏</strong> يهدف<br />

<strong>هذا</strong> البحث إلى استعراض ومناقشة القيادة الريادية من حيث نشأتها وتطورها،<strong>‏</strong> ثم التعرف على أبعاد ومهارات القيادة<br />

الريادية بالتفصيل وإعطاء بعض األمثلة،<strong>‏</strong> ثم التعرف على القواسم املشتركة للقيادة الريادية األكادميية وعناصر القيادة<br />

الريادية اجلامعية حيث سيجري تناول ذلك بالتحليل والدراسة.<strong>‏</strong> وتسعى الدراسة أيضاً<strong>‏</strong> إلى استعراض جتربة جامعة امللك<br />

سعود مع القيادة الريادية التي تولت املسئوليات <strong>في</strong>ها خالل السنوات األولى من العقد احلالي.<strong>‏</strong> وقد خلصت الدراسة أخيراً<strong>‏</strong><br />

إلى تقدمي صورة متكاملة عن القيادة الريادية مت على ضوئها وضع إطار مقترح للقيادة الريادية <strong>في</strong> اجلامعات السعودية<br />

بناء على ما متت دراسته واستنتاجه من األدبيات والتجارب التي مت تناولها.<strong>‏</strong> كما قدمت الدراسة عدداً<strong>‏</strong> من التوصيات التي<br />

من أهمها ضرورة تبني اإلطار املقترح للقيادة الريادية وتهيئة البيئة األكادميية والتشريعية والتنظيمية الداعمة لذلك،<strong>‏</strong><br />

واحلرص على اختيار القيادات ممن تتوفر <strong>في</strong>هم خصائص القيادة الريادية ومهاراتها،<strong>‏</strong> وتدريبهم على ذلك.<strong>‏</strong><br />

كلمات مفتاحية:<strong>‏</strong> القيادة،<strong>‏</strong> القيادة الريادية،<strong>‏</strong> منوذج القيادة الريادية <strong>في</strong> اجلامعات السعودية.<strong>‏</strong><br />

مجلة اإلدارة العامة<br />

املجلد اخلامس واخلمسون<br />

<strong>العدد</strong> الثالث<br />

رجب ‎1436‎ه<br />

إبريل ‎2015‎م<br />

<br />

أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

المقدمة:<strong>‏</strong><br />

تطمح املنظمات العاملية للوصول إلى الريادة حيث يعمل جميع العاملني مبفهوم<br />

إحدى وحتت قيادة ريادية تبدأ برأس الهرم ثم تتدرج حتى تصل إلى أدنى مستوى<br />

<strong>في</strong> املنظمة.<strong>‏</strong> وليس ذلك الطموح محصوراً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> املنظمات العاملية،<strong>‏</strong> فاملنظمات احمللية<br />

ومنها اجلامعات تطمح إلى أن تصل إلى العاملية أيضاً.<strong>‏</strong> وجامعة امللك سعود هي<br />

إحدى املؤسسات احمللية التي تطمح قياداتها إلى حتقيق الريادة العاملية.<strong>‏</strong> ومما ال<br />

شك <strong>في</strong>ه أن القيادة الريادية تبدأ بالتفكير الريادي بشكل أكثر مما سواه،<strong>‏</strong> حيث يبدأ<br />

<strong>هذا</strong> التفكير بشخص القائد وليس بلجنة أو وحدة خاصة.<strong>‏</strong> وحتى تصل املنظمات إلى<br />

كلية إدارة األعمال - جامعة امللك سعود.<strong>‏</strong><br />

- يشكر الباحث مركز البحوث بكلية إدارة األعمال على دعمهم ل<strong>هذا</strong> البحث.<strong>‏</strong><br />

- يشكر الباحث طالب وطالبات املاجستير والدكتوراه بقسم اإلدارة العامة بجامعة امللك سعود<br />

على جهودهم <strong>في</strong> جمع املادة العلمية ل<strong>هذا</strong> البحث.<strong>‏</strong><br />

437<br />

مجلة اإلدارة العامة


أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

محركات االبتكار واإلبداع،<strong>‏</strong> تظهر حاجة هذه املنظمات إلى وجود تلك النوعية الفريدة<br />

من القيادة <strong>‏</strong>)القيادة الريادية(،<strong>‏</strong> األمر الذي يبدأ من األعلى،<strong>‏</strong> ويكون مبثابة قدوة متتلك<br />

الصفات التي تساعد <strong>في</strong> خلق مناخ يسمح بازدهار الريادة واالبتكار.<strong>‏</strong> وسيتناول <strong>هذا</strong><br />

البحث بالتحليل والدراسة <strong>هذا</strong> النمط القيادي حيث سيتم استعراض مفهوم القيادة<br />

الريادية ونشأتها وتطورها وأبعادها،<strong>‏</strong> ثم يتم استعراض تطبيقات القيادة الريادية <strong>في</strong><br />

اجلامعات والقواسم املشتركة <strong>في</strong> ذلك.<strong>‏</strong> وأخيراً<strong>‏</strong> سيتم عرض جتربة جامعة امللك سعود<br />

مع القيادة الريادية والنتائج التي حققتها كتجربة تطبيقية ل<strong>هذا</strong> النوع من القيادة <strong>في</strong><br />

اجلامعات،<strong>‏</strong> ثم يقيم البحث <strong>في</strong> النهاية تصوراً<strong>‏</strong> مقترحاً<strong>‏</strong> إلطار تطبيقي للقيادة الريادية<br />

<strong>في</strong> اجلامعات السعودية.<strong>‏</strong><br />

أوالً<strong>‏</strong> - مشكلة الدراسة:<strong>‏</strong><br />

أكدت األبحاث العلمية أن البيئة التنظيمية السريعة التغيير وذات التنافس املتزايد<br />

التي تواجهها املنظمات اليوم؛ متثل أحد أبرز املتغيرات العاملية املؤثرة <strong>في</strong> إدارة املنظمات،<strong>‏</strong><br />

مما جعلها حتتاج إلى نوع من القادة املتميزين واملختلفني عن القيادة السلوكية األخرى<br />

التي عهدتها تلك املنظمات،<strong>‏</strong> وتلك هي القيادة الريادية (2004:241 al, .(Gupta et<br />

ومن هنا يواجه القادة اإلداريون العديد من التحديات من أبرزها الوصول إلى مستوى<br />

القيادة الريادية والذي يعد مرحلة متقدمة من املراتب القيادية.<strong>‏</strong> ويقع القادة الذين ال<br />

يدركون <strong>هذا</strong> التحدي <strong>في</strong> الروتني اإلداري اليومي والتعامل مع األمور التافهة واالكتفاء<br />

بحل املشكالت مما يفوت عليهم فرصة طرح األسئلة الصحيحة والتصور الذهني<br />

للعملية اإلدارية التي تساعده <strong>في</strong> الوصول إلى رسالة وغايات وإستراتيجيات القيادة<br />

الفعالة <strong>‏</strong>)القحطاني،<strong>‏</strong> ‎2008‎م:<strong>‏</strong> 305(.<br />

ومتثل الريادة متغيراً<strong>‏</strong> آخر من أبرز املتغيرات املعاصرة التي أثرت <strong>في</strong> قيادات املنظمات<br />

والتي اعتبرت اإلبداع <strong>في</strong> املشاركة والتمكني والشفا<strong>في</strong>ة واحلوكمة والعدالة التنظيمية<br />

من متطلبات القيادة الناجحة التي تعكس <strong>في</strong> مضمونها دميقراطية اإلدارة،<strong>‏</strong> والتي قادت<br />

بدورها إلى ظهور أمناط جديدة من القيادة تسعى إلى استثمار تلك املتطلبات لتحقيق<br />

النجاح املطلوب،<strong>‏</strong> وتلك القيادة هي القيادة الريادية.<strong>‏</strong> وانطالقاً<strong>‏</strong> من ذلك،<strong>‏</strong> ينبغي <strong>في</strong> <strong>هذا</strong><br />

السياق التأكيد بأن العالقة بني اإلدارة والقيادات اإلدارية بكل أمناطها - ومنها القيادة<br />

الريادية - من جهة واإلدارة الدميقراطية من جهة أخرى كانت محل سجال فلس<strong>في</strong> منذ<br />

ظهور النموذج البيروقراطي ملاكس <strong>في</strong>بر الذي عدّ<strong>‏</strong> منوذج البيروقراطية الوسيلة الفاعلة<br />

لتحقيق مبادئ العدالة الدميقراطية <strong>في</strong> املنظمات العامة.<strong>‏</strong><br />

438 مجلة اإلدارة العامة


القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

ومن املؤكد <strong>في</strong> القرن احلادي والعشرين أن أمناط القيادة اإلدارية ودميقراطية<br />

اإلدارة لم تعد محل جدل فلس<strong>في</strong> بل أصبحت من ركائز جناح املنظمات <strong>في</strong> حتقيق<br />

أهدافها.<strong>‏</strong> ول<strong>هذا</strong> ميكن أن نضيف إلى ذلك أن إتقان العلوم الطبيعية واحليوية بصورة<br />

هائلة قد قوى من عزائم األشخاص الذين لديهم االستعداد للمخاطرة واستثمار<br />

طاقاتهم اإلبداعية <strong>في</strong> دفع املنظمات نحو التميز،<strong>‏</strong> أولئك هم القادة الرياديون.<strong>‏</strong> ومن ثم<br />

ميكن القول بأن العالم قد أصبح مكاناً<strong>‏</strong> أفضل لتبني القيادة الريادية نظراً<strong>‏</strong> ملا يغص به<br />

املستقبل من فرص لتن<strong>في</strong>ذ مخططاتها الريادية.<strong>‏</strong><br />

إضافة إلى ما سبق أثبتت العديد من الدراسات <strong>‏</strong>)البهنساوى،<strong>‏</strong> ‎2006‎؛ السكارنة،<strong>‏</strong> ‎2008‎م<br />

)Mahayuddin,2010; أن التأخر <strong>في</strong> االستفادة من منوذج القيادة الريادية ناجت عن<br />

عدم فهم <strong>هذا</strong> االجتاه القيادي من قبل املعنيني،<strong>‏</strong> ألن بعضهم ما زال لديه قصور <strong>في</strong><br />

فهم <strong>هذا</strong> النموذج إذ يرون أنها ال تعدو أن تكون فلسفة نظرية <strong>في</strong> اإلدارة غير ممكنة<br />

التطبيق.<strong>‏</strong> وعلى الرغم من ذلك فقد ثبت من خالل جتارب بعض اجلامعات – جامعة<br />

امللك سعود أمنوذجاً<strong>‏</strong> - أن من املمكن تبني هذه القيادة حيث حققت جناحاً<strong>‏</strong> عندما<br />

تبنتها بعض القيادات الريادية <strong>في</strong> بعض املؤسسات العاملية واحمللية،<strong>‏</strong> وخاصة تلك<br />

املنظمات ذات الطبيعة اخلاصة مثل اجلامعات ومؤسسات التعليم العالي املختلفة.<strong>‏</strong><br />

وبناء على الطروحات السابقة ما زال هناك فجوة <strong>في</strong> فهم القيادة الريادية؛ إذ<br />

ما زال املفهوم يعاني من قصور يحتاج إلى العديد من الدراسات واألبحاث لبيان<br />

خصائصه ومتطلباته واجلوانب املختلفة له،<strong>‏</strong> وذلك ألنه لم يحظ بالبحث املتعمق من<br />

املهتميني بأدبيات اإلدارة وخاصة العربية منها.<strong>‏</strong> ومن ثم فإنه ميكن تلخيص مشكلة<br />

الدراسة <strong>في</strong> السؤال التالي:<strong>‏</strong> هل ميكن التعرف على القيادة الريادية من خالل اجلهود<br />

العلمية املبذولة <strong>في</strong> وصفها؟ وما إمكانية تطبيقها <strong>في</strong> اجلامعات السعودية؟<br />

ثانياً<strong>‏</strong> - أسئلة الدراسة:<strong>‏</strong><br />

يتلخص السؤال الرئيس لهذه الدراسة <strong>في</strong>ما يلي:<strong>‏</strong> هل ميكن التعرف على القيادة<br />

الريادية من خالل اجلهود العلمية املبذولة <strong>في</strong> وصفها؟ وما إمكانية تطبيقها <strong>في</strong><br />

اجلامعات السعودية؟ ويتفرع من <strong>هذا</strong> السؤال عدد من األسئلة الفرعية،<strong>‏</strong> هي على<br />

النحو التالي:<strong>‏</strong><br />

1- ما واقع القيادة الريادية من حيث النشأة والتطور؟<br />

2- ما خصائص القيادة الريادية وأبعادها واملهارات الالزمة لها؟<br />

439<br />

مجلة اإلدارة العامة


أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

3- هل ميكن التعرف على عناصر القيادة الريادية <strong>في</strong> اجلامعات؟<br />

4- ما القواسم املشتركة للقيادة الريادية <strong>في</strong> اجلامعات؟<br />

5- كيف مت تطبيق القيادة الريادية <strong>في</strong> جامعة امللك سعود؟<br />

6- هل ميكن وضع إطار للقيادة الريادية الناجحة <strong>في</strong> اجلامعات السعودية؟<br />

ثالثاً<strong>‏</strong> - أهداف البحث:<strong>‏</strong><br />

نتيجة لتغير الظروف وتوجه املنظمات إلى تبني األفكار اجلديدة <strong>في</strong> إدارة املنظمات<br />

فإن <strong>هذا</strong> البحث يهدف بشكل رئيس إلى التعرف على القيادة الريادية باعتبارها أحد<br />

االجتاهات احلديثة <strong>في</strong> القيادة،<strong>‏</strong> كما يهدف إلى تسليط الضوء على اجلهود العلمية<br />

املبذولة <strong>في</strong> وصفها،<strong>‏</strong> والتطبيقات العملية لها.<strong>‏</strong> وميكن تفصيل <strong>هذا</strong> الهدف <strong>في</strong> عدد من<br />

األهداف الفرعية على النحو التالي:<strong>‏</strong><br />

1- التعريف بالقيادة الريادية من حيث نشأتها وتطويرها.<strong>‏</strong><br />

2- التعرف على خصائص القيادة الريادية وأبعادها واملهارات الالزمة لها.<strong>‏</strong><br />

3- حتديد عناصر القيادة الريادية <strong>في</strong> اجلامعات والتعرف عليها.<strong>‏</strong><br />

4- التعرف على القواسم املشتركة للقيادة الريادية <strong>في</strong> اجلامعات وبيان مدى<br />

أهميتها.<strong>‏</strong><br />

5- مراجعة تطبيقات القيادة الريادية <strong>في</strong> جامعة امللك سعود كنموذج لتطبيق <strong>هذا</strong><br />

املفهوم.<strong>‏</strong><br />

6- اقتراح إطار للقيادة الريادية الناجحة <strong>في</strong> اجلامعات السعودية.<strong>‏</strong><br />

رابعاً<strong>‏</strong> - منهج البحث:<strong>‏</strong><br />

استخدم البحث املنهج املسحي االستنباطي القائم على األسلوب املكتبي والتحليل<br />

الوثائقي لدراسة <strong>هذا</strong> املوضوع،<strong>‏</strong> حيث تناول البحث بالدراسة والتحليل األدبيات املتاحة<br />

عن املوضوع لتقدمي وصف دقيق للقيادة الريادية كما أوردتها الدراسات واألبحاث<br />

املختصة،<strong>‏</strong> وذلك <strong>في</strong> إطار نظرة حتليلية ملمارسات اجلامعات مع أخذ جتربة جامعة<br />

امللك سعود أمنوذجاً<strong>‏</strong> لذلك.<strong>‏</strong><br />

440 مجلة اإلدارة العامة


القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

خامساً<strong>‏</strong> - حدود ومحددات البحث:<strong>‏</strong><br />

يتناول <strong>هذا</strong> البحث موضوعاً<strong>‏</strong> حديثاً<strong>‏</strong> إلى حد ما <strong>في</strong> أدبيات اإلدارة،<strong>‏</strong> ولذلك اقتصرت<br />

الدراسة على املراجعة النظرية لألدبيات املتاحة حول املوضوع.<strong>‏</strong> ونظراً<strong>‏</strong> لقصر الوقت<br />

املتاح فلم يستطع الباحث الوصول إلى بعض األبحاث والدراسات التي نشرت <strong>في</strong><br />

بعض أوعية النشر العاملية،<strong>‏</strong> كما لم يستطع إجراء أي مسوحات أو دراسات ميدانية<br />

لالجتاهات حيال <strong>هذا</strong> النمط القيادي لنفس السبب.<strong>‏</strong><br />

سادساً<strong>‏</strong> - أدبيات القيادة الريادية:<strong>‏</strong><br />

1- مفهوم القيادة الريادية وتطورها:<strong>‏</strong><br />

يقود العملية الريادية من يطلق عليه بالقائد الرائد ،Pioneer وقد عرفه بعلبكي بأنه<br />

ممهد الطريق ومن يتقدم اآلخرين ممهداً<strong>‏</strong> السبيل لهم كي يتبعوه،<strong>‏</strong> ويقدم شيئاً<strong>‏</strong> جديداً<strong>‏</strong><br />

أو يشارك <strong>في</strong> تطوير شيء جديد.<strong>‏</strong> ويعرف السكارنة الريادي )2009: 51( <strong>‏</strong>»على<br />

أنه هو ذلك الشخص الذي يبني ويبتكر شيئاً<strong>‏</strong> ذا قيمة من ال شيء،<strong>‏</strong> واالستمرارية <strong>في</strong><br />

أخذ الفرص املتعلقة باملوارد وااللتزام بالرؤية وكذلك أخذ عنصر املخاطرة«.<strong>‏</strong> ويعرف<br />

آخرون القيادة الريادية بأنها <strong>‏</strong>»القيادة التي حتدث سيناريوهات تصورية تستخدم جلمع<br />

وحشد جماعة داعمة من املشاركني يلتزمون من خالل الرؤية الكتشاف وإحداث قيمة<br />

إستراتيجية«،<strong>‏</strong> ويحرصون على أن تكون الرؤية بسيطة ومثالية وصورة للمستقبل املنظور<br />

وأن تهدف إلى حتقيق القيم واآلمال واملثل العليا.<strong>‏</strong><br />

<strong>في</strong> البداية ميكن القول بأن الريادة هي طريقة تفكير تربط االكتشافات املبتكرة<br />

بإشباع احلاجة.<strong>‏</strong> فمثالً<strong>‏</strong> يصبح صناع املنزل رياديني بطرق كثيرة غير متوقعة وذلك<br />

جلعل احلياة أكثر سهولة،<strong>‏</strong> ولزيادة دخل األسرة.<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> الوقت احلاضر،<strong>‏</strong> حتى األطباء<br />

واحملامون واملهنيون اآلخرون يتعلمون كيف يفكرون بطرق ريادية – وبناء ممارسات<br />

ومؤسسات <strong>في</strong> سياق هذه العملية (1992 .(Histrich, ويبني <strong>هذا</strong> السياق التاريخي<br />

مزايا القادة الرياديني املبدعني الذين يستطيعون أن يتعرفوا بالشكل الصحيح على<br />

هذه الفرص الصاعدة وترجمتها إلى إجنازات مؤسساتية م<strong>في</strong>دة.<strong>‏</strong> وقد فرق Histrich<br />

بني الريادي على مستوى املنظمات وعلى مستوى األفراد،<strong>‏</strong> فعلى مستوى املنظمات هو<br />

الذي لديه القدرة على االبتكار واإلبداع وأخذ املخاطرة <strong>في</strong> تقدمي منتجات وخدمات<br />

جديدة،<strong>‏</strong> وأما على مستوى األفراد فهو الشخص القادر على تقييم واغتنام الفرص<br />

من أجل مخاطرة جديدة.<strong>‏</strong> والريادي هو الذي البد أن يكون لديه خصائص القائد<br />

441<br />

مجلة اإلدارة العامة


أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

اإلداري اخلاصة والتي تتطلب املرونة واالبتكار وأخذ املخاطرة والرؤية الثاقبة <strong>في</strong><br />

طرح املنتجات )1992(.<br />

لقد ظهر مفهوم القيادة الريادية <strong>في</strong> القرن احلادي والعشرين كفكرة قوية،<strong>‏</strong> وبصفة<br />

خاصة للمؤسسات التي عليها أن تتكيف بسرعة إذا أرادت حتقيق قيمة عامة،<strong>‏</strong> ومن<br />

بني تلك املؤسسات اجلامعات.<strong>‏</strong> ويقول هاملتون نائب رئيس جامعة أكسفورد أنه ميكن<br />

مواجهة حتديات القيادة الريادية حاليًا باملهارات التي تكون موجودة لدينا كرياديني؛<br />

وحتديداً<strong>‏</strong> تصور الفرصة عندما يراها اآلخرون حتديًا،<strong>‏</strong> واالبتكار <strong>في</strong> حت<strong>في</strong>ز األفراد<br />

و<strong>في</strong> تو<strong>في</strong>ر املوارد النادرة كدافع للتغيير.<strong>‏</strong> ال شك <strong>في</strong> أن الطبيعة األساسية ملثل هذه<br />

القيادة من حيث <strong>‏</strong>"التفاعل"<strong>‏</strong> بني األشخاص املشاركني <strong>في</strong> هذه العملية سواء القادة أو<br />

األتباع،<strong>‏</strong> ليست عمل شخص واحد،<strong>‏</strong> بل ميكن تفسيرها وتعريفها باعتبارها مجهوداً<strong>‏</strong><br />

تعاونياً<strong>‏</strong> بني أفراد التنظيم (2008:21 .(Sriyanalugsana,<br />

وميكن القول بأن القيادة الريادية تعد قيادة إبداعية واستباقية <strong>في</strong> الوقت نفسه،<strong>‏</strong><br />

والقائد الرائد هو املبدع واملبتكر ألشياء غير موجودة،<strong>‏</strong> أي أنه املبدع واخلالق بشكل<br />

استباقي.<strong>‏</strong> ويهتم القائد الريادي باإلبداع واملبادرة واملخاطرة وأيضاً<strong>‏</strong> الرؤية الثاقبة،<strong>‏</strong> كما<br />

أن له قدرة على التعامل مع التغيير بشكل سلس.<strong>‏</strong> ويعرف السكارنة القائد الريادي<br />

بأنه هو ذلك القائد الذي يبني ويبتكر <strong>في</strong> املنظمة شيئاً<strong>‏</strong> ذا قيمة من ال شيء،<strong>‏</strong> وهو الذي<br />

ميتلك االستمرارية <strong>في</strong> أخذ الفرص املتعلقة باملوارد،<strong>‏</strong> ولديه التزام بالرؤية وتنب لعنصر<br />

املخاطرة <strong>‏</strong>)السكارنة،<strong>‏</strong> ‎2009‎م:<strong>‏</strong> 51(. تسعى القيادة الريادية إلى اإلبداع واالبتكار من<br />

خالل إيجاد خدمات ومنتجات جديدة.<strong>‏</strong> وبذلك فإن القيادة الريادية تركز على حتقيق<br />

التميز وإضافة قيمة تنافسية للمنظمة من خالل االبتكار واإلبداع،<strong>‏</strong> كما أنها قد تشمل<br />

جميع املستويات القيادية التنظيمية سواء على مستوى القيادة العليا أو املتوسطة أو<br />

اإلشرا<strong>في</strong>ة.<strong>‏</strong> ومن أهم متطلبات القيادة الريادية االنفتاح على البيئة اخلارجية لفهم<br />

ومعرفة احتياجات وتوقعات املست<strong>في</strong>دين،<strong>‏</strong> مع التركيز على مفاهيم اجلودة وتشجيع<br />

مبادرات اإلبداع واالبتكار.<strong>‏</strong><br />

يقوم القائد الريادي <strong>في</strong> املنظمة بصياغة رؤيته للمستقبل ليتم تفعيلها بواسطة<br />

األتباع،<strong>‏</strong> ثم يقوم بتحمل عبء املسئولية عن التوقع اخلاطئ للمستقبل عندما يحدث<br />

ذلك،<strong>‏</strong> ويسهم أيضاً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> بناء الثقة عند أتباعه،<strong>‏</strong> وميتص حالة عدم التأكد لتسهيل<br />

اإلبداع واالبتكار (247 al, :2004 .(Gupta et كما أن القيادة الريادية تهتم بإيجاد<br />

رؤية مستقبلية حيث متثل إحدى املهارات التي يتمتع بها القائد الريادي،<strong>‏</strong> والتي يتخذ<br />

442 مجلة اإلدارة العامة


القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

<strong>في</strong> سبيل حتقيقها العديد من اإلستراتيجيات حيث يستطيع أن يحقق امليزة التنافسية<br />

ملنظمته.<strong>‏</strong> كما يهتم القائد الريادي بالتح<strong>في</strong>ز إضافة إلى أنه يتصف بالعديد من الصفات<br />

واملهارات الشخصية األخرى التي تؤثر <strong>في</strong> اآلخرين وجتعلهم يشاركونه <strong>في</strong> عمله و<strong>في</strong><br />

حتقيق رؤيته.<strong>‏</strong> والقائد الريادي يستطيع أن يتجاهل كل شيء ويخاطر ويأتي بشيء<br />

لم يأت به اآلخرون،<strong>‏</strong> فالقيادة الريادية مبدعة وسباقة ألمور لم يأت بها أحد،<strong>‏</strong> و<strong>في</strong>ها<br />

ابتكار ومخاطرة.<strong>‏</strong> وقد ال يكون القائد الريادي <strong>في</strong> مستوى إداري أعلى حيث إن القيادة<br />

الريادية تركز على اإلبداع اجلزئي والنوعي <strong>في</strong> اخلدمات و<strong>في</strong> املنتج سواء على مستوى<br />

األقسام أو اإلدارات.<strong>‏</strong><br />

من ناحية املضمون،<strong>‏</strong> ميكن النظر للقيادة الريادية الناجحة بشكل عام على أنها<br />

القيادة من خالل بيئة مباشرة،<strong>‏</strong> وهي عملية خلق قيمة للمشاركني <strong>في</strong> املؤسسة<br />

بواسطة ضم ابتكار فريد من نوعه إلى حزمة من املوارد لالستجابة لفرصة معروفة.<strong>‏</strong><br />

إلجناز هذه العملية يعمل الرياديون من خالل عقيدة مؤلفة من أبعاد ثالثة:<strong>‏</strong> االبتكار،<strong>‏</strong><br />

وحتمل املخاطر،<strong>‏</strong> واالستباقية 92) 2004; forse, (Morris, Schindehutte and La .<br />

ويركز االبتكار على البحث عن حلول مبتكرة وم<strong>في</strong>دة ملشكالت واحتياجات الفرد<br />

اخلاصة والتشغيلية.<strong>‏</strong> وينطوي حتمل املخاطرة <strong>في</strong> الربط بني املوارد والفرص التي<br />

لديها قدر معقول من احتمال الفشل.<strong>‏</strong> أما االستباقية فمعنية بالتن<strong>في</strong>ذ واملساعدة<br />

<strong>في</strong> جعل األحداث التي تقع من خالل وسائل مناسبة تشتمل على جهود اآلخرين<br />

النموذجية.<strong>‏</strong><br />

<strong>في</strong> الواقع يتعرف القائد الريادي على الفرصة التي ينبغي احلصول عليها،<strong>‏</strong> ثم يقوم<br />

بحشد األفراد الذين يساعدونه <strong>في</strong> حتقيقها وتقدمي الريادة الضرورية لتطوير أولئك<br />

األفراد أثناء غرس التميز <strong>في</strong> املنظمة.<strong>‏</strong> وتتحقق ممارسات القيادة الريادية الناجحة<br />

من خالل منظومة من األنشطة والتحديثات اجلديدة املليئة باالبتكارات واملفاهيم<br />

البازغة الدائمة التغير،<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> الكثير من احلاالت ال تصل إلى املستوى املطلوب.<strong>‏</strong> وهكذا<br />

تعني الطبيعة التفاعلية لهذه األنشطة الريادية أن أي إطار عمل منظماتي يعد لها<br />

ينبغي أن ينمي ويسمح بالتغيير املستمر <strong>في</strong> كثير من حاالت الصراعات املتتالية <strong>‏</strong>)دركر<br />

1985 ؛ – 53 52 Roos, 2007: .(Darling, Keffe and<br />

تعنى القيادة الريادية <strong>في</strong> مجملها باكتشاف مجاالت جديدة،<strong>‏</strong> وجتاوز كل ما<br />

هو معروف،<strong>‏</strong> وتساعد <strong>في</strong> خلق املستقبل،<strong>‏</strong> كما تساعد الناس على االستقرار عندما<br />

يحصلون على الفرص التي تض<strong>في</strong> عليهم الفرح واألمل <strong>في</strong> املستقبل.<strong>‏</strong> إن ما يصنع<br />

443<br />

مجلة اإلدارة العامة


أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

القائد الريادي الناجح ليس مركزاً<strong>‏</strong> بشكل ضيق على الذكاء أو التعليم أو أسلوب احلياة<br />

أو اخلل<strong>في</strong>ة فحسب،<strong>‏</strong> وإمنا يبدو ثمة عامل رئيس يحدد النجاح،<strong>‏</strong> أال وهو قدرة القائد<br />

الريادي على التعامل بفعالية مع الفرص من خالل ديناميكيات بيئة املنظمة،<strong>‏</strong> ومن ثم<br />

فإنه ميكّن ويحفز الناس املعنيني <strong>في</strong> املشاركة بفعالية وحماس من حتقيق النجاح.<strong>‏</strong><br />

ويسعة الرياديون إلى تعزيز االستمرارية <strong>في</strong> متيزهم التنظيمي والنجاح التشغيلي<br />

ملنظماتهم 46) 1995; Neil, .(Mclagan &<br />

القادة الرياديون هم أناس يفعلون كل ما هو صحيح بحثاً<strong>‏</strong> عن التمييز الذي ميثل<br />

أيضاً<strong>‏</strong> أمراً<strong>‏</strong> حاسماً<strong>‏</strong> للمديرين الرياديني الذين يؤدون األعمال كما ينبغي.<strong>‏</strong> وميكن تلخيص<br />

االختالف على أنه يكمن <strong>في</strong> أنشطة التحكم <strong>في</strong> املوارد وإتقان اإلجراءات واألعمال<br />

الروتينية،<strong>‏</strong> وهى تسهل الكفاءة للمدير،<strong>‏</strong> مقابل االتصال والتنسيق وعمل الشبكات املكثفة<br />

بني العاملني،<strong>‏</strong> وهي بدورها تسهل فعالية القائد.<strong>‏</strong> وهكذا،<strong>‏</strong> ترتبط الدرجة التي يتحول بها<br />

املديرون الرياديون من خلالل فهمهم وتن<strong>في</strong>ذهم ملهام العمل إلى قادة رياديني،<strong>‏</strong> فأولئك<br />

الناجحون يعدّون أنفسهم قادة ال مديرين،<strong>‏</strong> ومعنى ذلك أنهم يركزون اهتمامهم على<br />

متيز منظمتهم <strong>في</strong> جميع اجلوانب،<strong>‏</strong> وأن أنظارهم تتجه نحو الرؤية،<strong>‏</strong> ومن ثم فإنهم<br />

ال يقصرون اهتمامهم على الطريقة واملثل،<strong>‏</strong> ولكنهم يهتمون أيضاً<strong>‏</strong> مبعايير األداء التي<br />

تنطوي على عمل األشياء الصحيحة.<strong>‏</strong><br />

تكمن القيادة الريادية الناجحة <strong>في</strong> إعطاء الفرص لآلخرين داخل املنظمة<br />

حيث يساعد <strong>هذا</strong> السلوك بشكل هائل <strong>في</strong> عملية تقدمي معنى وإحساس بالتقدير<br />

واالستحقاق،<strong>‏</strong> وهكذا يزيد مستوى االلتزام لدى العاملني <strong>في</strong> املنظمة.<strong>‏</strong> ولذا يسعى<br />

القادة الرياديون إلى فهم اآلخرين،<strong>‏</strong> وكيف يشعرون،<strong>‏</strong> والطرق األكثر فعالية للتأثير<br />

عليهم.<strong>‏</strong> وقد أظهرت الكثير من دراسات القيادة <strong>في</strong> البيئة الريادية أن القائد الريادي<br />

يقضي جل وقته اليومي <strong>في</strong> العمل وهو يتعامل مع الناس ويوليهم جل اهتمامه،<strong>‏</strong> فبما أن<br />

التكلفة األكبر <strong>في</strong> معظم املنظمات الريادية تتمثل <strong>في</strong> العاملني،<strong>‏</strong> فإن ذلك يجعلهم أهم<br />

األصول وأكثرها قيمة،<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong> ما يجعل القائد الريادي يعمل للمحافظة عليها.<strong>‏</strong> وهكذا<br />

تنجح جميع خطط القيادات الريادية <strong>في</strong> تعزيز التميز،<strong>‏</strong> أو يكون مآلها الفشل نتيجة<br />

للعامل البشري 46) 1995; Neil, .(Mclagan and<br />

2- مدخل الريادة <strong>في</strong> القيادة:<strong>‏</strong><br />

قدم هارولد ليفت <strong>‏</strong>)القحطاني،<strong>‏</strong> ‎2008‎م:<strong>‏</strong> 307-306( منوذجاً<strong>‏</strong> لفهم القيادة الريادية<br />

وحتقيقها،<strong>‏</strong> حيث يرى أن القادة اإلداريني <strong>في</strong> بداية العصر احلديث ركزوا اهتمامهم<br />

444 مجلة اإلدارة العامة


القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

على ناحيتني هما:<strong>‏</strong> أوالً:<strong>‏</strong> الطرق العلمية لتحليل وحل املشكالت،<strong>‏</strong> وثانياً:<strong>‏</strong> العملية<br />

التن<strong>في</strong>ذية التي تهتم بالعوامل اإلنسانية.<strong>‏</strong><br />

يواجه القادة حتدي الوصول ملستوى أعلى من القيادة يتمثل <strong>في</strong> الريادة،<strong>‏</strong> فقد كان<br />

معظم وقتهم يقضى <strong>في</strong> اهتماماتهم السابقة مما ميثل مستوى أدنى من القيادة قبل<br />

أن ترقى اهتماماتهم إلى املستوى األعلى املتمثل <strong>في</strong> القيادة الريادية.<strong>‏</strong> ومن هنا ميكن<br />

القول إن هناك عدة مستويات للقيادة اإلدارية قبل الوصول إلى القيادة الريادية،<strong>‏</strong> وهي<br />

كالتالي <strong>‏</strong>)القحطاني،<strong>‏</strong> ‎2008‎م:<strong>‏</strong> 307-306(:<br />

املستوى األول:<strong>‏</strong> لقد أطلق ليفت على <strong>هذا</strong> املستوى من القيادات قيادات اإلجناز،<strong>‏</strong><br />

حيث يهتمون باألداء وسير العمل وااللتزام باألنظمة والتعليمات ويتركز <strong>في</strong>ها نزوع<br />

القائد نحو السيطرة على العملية اإلدارية وتوجيهها لتحقيق األهداف باملناورة والتأثير<br />

السلبي أو اإليجابي واملشاركة والعالقات اإلنسانية ويعتمد على مستشارين.<strong>‏</strong><br />

املستوى الثاني:<strong>‏</strong> ويسمي ليفت <strong>هذا</strong> املستوى من القيادات بقادة حل املشكالت<br />

واتخاذ القرارات،<strong>‏</strong> حيث يتم التركيز <strong>في</strong>ه على حل املشكالت والبحث عن البدائل واتخاذ<br />

القرارات املناسبة والتحليل والتخطيط والبرهنة،<strong>‏</strong> ويقرر القائد استخدام وتوزيع<br />

املوارد.<strong>‏</strong><br />

املستوى الثالث:<strong>‏</strong> ويسمي ليفت <strong>هذا</strong> املستوى من القيادات بالقادة الرواد،<strong>‏</strong> وهو ميثل<br />

املستوى األعلى ومصدر حتدٍّ<strong>‏</strong> للقيادات ويجمع بني املستويات املختلفة،<strong>‏</strong> ويهتم بإثارة<br />

افتراض حدوث املشكالت،<strong>‏</strong> وحتديد أحسن الطرق للوصول إلى الهدف،<strong>‏</strong> ومحاولة إيجاد<br />

املؤشرات التي ترشد املنظمة إلى االجتاه الذي ينبغي التحرك <strong>في</strong>ه.<strong>‏</strong> وتضع اهتمامها<br />

<strong>في</strong> التصور ملستقبل التنظيم و<strong>في</strong> الغايات واإلستراتيجيات.<strong>‏</strong><br />

3- المهارات الالزمة للقائد الريادي:<strong>‏</strong><br />

تنطوي مهارات القيادة الريادية على عدد من العوامل الشخصية السلوكية التي<br />

يستخدمها القائد <strong>في</strong> حت<strong>في</strong>ز التابعيني لتحقيق الرؤى ليتمكن من التعامل مع بيئة<br />

املنظمة املثيرة واملنافسة،<strong>‏</strong> ويحتاج إلى ثالثة مكونات رئيسة وهي:<strong>‏</strong> االستباقية؛ وذلك<br />

أن يكون نشطاً<strong>‏</strong> للتأثير وقيادة املستقبل بدالً<strong>‏</strong> من االنتظار للتأثر به واستغالل الفرص.<strong>‏</strong><br />

واإلبداعية؛ وتتمثل <strong>في</strong> القدرة والنزعة إلى التفكير واإلبداع،<strong>‏</strong> لتطوير اآلراء اجلديدة<br />

التي تستثمر الفرصة وحتسن استخدام املوارد،<strong>‏</strong> وتساعد <strong>في</strong> حل املشكالت.<strong>‏</strong> وأخيراً،<strong>‏</strong><br />

تولي املسئولية؛ وهي الرغبة <strong>في</strong> استيعاب وتولي عبء املسئولية عن املستقبل.<strong>‏</strong><br />

445<br />

مجلة اإلدارة العامة


أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

وتوجد مجموعة أخرى من املهارات املترابطة التي البد أن تتوفر لنجاح الريادي<br />

سواء على مستوى قطاع األعمال أو األفراد،<strong>‏</strong> وهي:<strong>‏</strong> إدارة األعمال بحر<strong>في</strong>ة واالستمرارية<br />

واملثابرة على العمل بثقة عالية،<strong>‏</strong> وتوجيه الدوافع النفسية والشخصية للتفوق،<strong>‏</strong> والقدرة<br />

على إدارة املخاطرة،<strong>‏</strong> والقدرة على التأقلم مع الفرص والبيئة اخلارجية،<strong>‏</strong> والقدرة على<br />

التأقلم مع الغموض،<strong>‏</strong> واملبادرة والقدرة على اإلجناز،<strong>‏</strong> والدقة والوضوح،<strong>‏</strong> وإدراك الوقت،<strong>‏</strong><br />

واالبتكار،<strong>‏</strong> واالنفتاح واألفق الواسع،<strong>‏</strong> والدوافع املادية،<strong>‏</strong> وجمع املوارد جلعل الهدف أكثر<br />

وضوحاً،<strong>‏</strong> وأخيراً<strong>‏</strong> القدرة على تنظيم املوارد مبا يناسب املشروع اجلديد.<strong>‏</strong> ويحتاج القادة<br />

إلى تطوير جميع تلك املهارات ليكونوا قادرين على تن<strong>في</strong>ذ املهام الصعبة والنجاح <strong>في</strong><br />

القيام بأدوارهم بصفة قادة رياديني (178 .(Bagheri, :2009<br />

ومن املؤكد أن القائد الريادي ميكن أن ينمي قدراته ومهاراته عن طريق التدريب<br />

والتعليم،<strong>‏</strong> ولذلك فهو ال يستغني عن املستشارين،<strong>‏</strong> بل إنه يستشيرهم من أجل إجناز<br />

أعماله حيث يحتاج إلى أن يتعلم منهم بعض املهارات إلجناز األعمال.<strong>‏</strong> ومن هذه<br />

املهارات:<strong>‏</strong> القدرة على التخطيط التنظيمي مثل وضع األهداف وااللتزام بالوقت،<strong>‏</strong><br />

وبرامج العمل.<strong>‏</strong> والقدرة على التخطيط املالي لتحديد املوازنة وضمان القروض<br />

والسجالت املالية وبيان املوارد املالية.<strong>‏</strong> والقدرة على تسويق املنتجات واألفكار<br />

لتحديد نسبة املبيعات وتنظيم املجاالت واألعمال وااللتزام مع الزبون.<strong>‏</strong> واإلدارة،<strong>‏</strong><br />

حيث تأتي أهمية اخلبرة <strong>في</strong> إدارة كافة األعمال.<strong>‏</strong> والعمل مع اآلخرين لتطوير<br />

مهارات االتصال وتبسيط إجراءات العمل.<strong>‏</strong> والقدرة على أخذ املخاطرة لتحديد<br />

املخاطر قبل اإلجناز <strong>في</strong> ظل جميع الظروف.<strong>‏</strong> والقدرة على القيادة أو العمل وحيداً<strong>‏</strong><br />

لضبط النفس وإدارة األزمات.<strong>‏</strong> والصفات الشخصية <strong>في</strong> أخذ املبادرة والعمل دون<br />

البحث عن املردود املادي والعمل ضمن مقاييس األداء العالي إضافة إلى املعرفة<br />

مبهارات اخلدمات واإلنتاج.<strong>‏</strong> وااللتزام باألخالقيات والقيم التي تأتي من الدين<br />

واحلضارة.<strong>‏</strong> والقدرة على االستماع والتعلم من خالل القدرات التقنية واإلدارية<br />

والريادية.<strong>‏</strong> والثقة بالنفس لتحقيق فعالية التنظيم.<strong>‏</strong> وأخيراً<strong>‏</strong> الدعم العائلي ودعم<br />

األصدقاء 306-309) .(Vecchio, 2003:<br />

ويعد اإلبداع وحتمل املخاطر من املهارات األكثر أهمية بالنسبة للقائد الريادي<br />

(146: al, 2010 ،(Ruvio et <strong>في</strong> حيني يذكر آخرون أن هناك خمس مهارات أخرى<br />

هامة هي:<strong>‏</strong> املخاطرة،<strong>‏</strong> احلاجة لإلجناز،<strong>‏</strong> احلاجة لالستقاللية،<strong>‏</strong> الفعالية الذاتية،<strong>‏</strong> الرقابة.<strong>‏</strong><br />

446 مجلة اإلدارة العامة


القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

كما أوضحت دراسات معملية أن األشخاص الذين يعتقدون بأنهم ذوو كفاءة عالية جداً<strong>‏</strong><br />

سوف يرون فرصة أعظم <strong>في</strong> القيام باملخاطرة.<strong>‏</strong> وينبغي أن يكون هناك إلهام وحت<strong>في</strong>ز<br />

لألتباع حيث يكون للقائد كاريزما معينة ويحصل على اهتمام املرؤوسني،<strong>‏</strong> ومن ثم ميكنه<br />

من توصيل رؤيته لهم (315 .(Vecchio, :2003<br />

أخيراً،<strong>‏</strong> ميكن تصنيف املهارات الريادية املستقبلية للقيادة الريادية <strong>في</strong> ثالثة أنواع<br />

رئيسية،<strong>‏</strong> هي:<strong>‏</strong> املهارات التكنولوجية،<strong>‏</strong> ومهارات إدارة األعمال،<strong>‏</strong> واملهارات الريادية<br />

الشخصية.<strong>‏</strong> وميكن تلخيص املهارات املطلوبة للريادي <strong>في</strong> اجلدول التالي:<strong>‏</strong><br />

املهارات التقنية<br />

- الكتابة اإللكترونية<br />

- القدرة على االتصال<br />

- مراقبة البيئة اإللكترونية.<strong>‏</strong><br />

- إدارة األعمال التقنية.<strong>‏</strong><br />

- مهارات تكنولوجية.<strong>‏</strong><br />

- مهارات الشخصية اإللكترونية.<strong>‏</strong><br />

- القدرة على التنظيم اإللكتروني.<strong>‏</strong><br />

- بناء العالقات والشبكات.<strong>‏</strong><br />

- العمل ضمن الفريق التقني.<strong>‏</strong><br />

- التدريب اإللكتروني.<strong>‏</strong><br />

اجلدول )1(<br />

أنواع املهارات املطلوبة <strong>في</strong> القيادة الريادة<br />

مهارات إدارة األعمال<br />

- وضع األهداف والتخطيط.<strong>‏</strong><br />

- صنع القرار.<strong>‏</strong><br />

- العالقات اإلنسانية.<strong>‏</strong><br />

- التسويق<br />

املصدر:<strong>‏</strong> 9) (1992: R. Histrich,<br />

- مهارات مالية.<strong>‏</strong><br />

- مهارات محاسبة.<strong>‏</strong><br />

- مهارات اإلدارة.<strong>‏</strong><br />

- مهارات الرقابة.<strong>‏</strong><br />

- مهارات التفاوض.<strong>‏</strong><br />

- مهارات طرح املنتج.<strong>‏</strong><br />

- مهارات تنظيم النمو<br />

مهارات الريادي<br />

الشخصية<br />

- مهارة الرقابة وااللتزام.<strong>‏</strong><br />

- مهارة أخذ املخاطرة.<strong>‏</strong><br />

- مهارات االبداع.<strong>‏</strong><br />

- القدرة على التقييد.<strong>‏</strong><br />

- مهارات املثابرة.<strong>‏</strong><br />

- رؤية قيادية.<strong>‏</strong><br />

- يركز على التغيير.<strong>‏</strong><br />

4- دور القيادة الريادية <strong>في</strong> بناء المنظمات الريادية:<strong>‏</strong><br />

تتولى القيادات الريادية توجيه املنظمات لتكون منظمات ريادية حتى حتقق أهدافها،<strong>‏</strong><br />

حيث البد أن تقوم هذه القيادات بدعم عدد من التوجهات التي تنقل املنظمات لتصبح<br />

منظمات ريادية،<strong>‏</strong> ومن تلك التوجهات التأكد من مرونة اإلستراتيجية وقيادتها بفعالية،<strong>‏</strong><br />

447<br />

مجلة اإلدارة العامة


أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

وبناء املنافسة اجلدية والقدرات البشرية،<strong>‏</strong> والفعالية <strong>في</strong> استخدام التكنولوجيا احلديثة،<strong>‏</strong><br />

وبناء هيكل مرن وثقافة داعمة لريادة املنظمة <strong>‏</strong>)السكارنه،<strong>‏</strong> ‎2009‎م:<strong>‏</strong> 75-73(. وميكن<br />

تفصيل هذه التوجهات كما يلي:<strong>‏</strong><br />

مرونة اإلستراتيجية:<strong>‏</strong> حترص القيادة الريادية على إعادة التفكير اإلستراتيجي<br />

<strong>في</strong> الهيكل التنظيمي واإلستراتيجية والثقافة واالستثمارات حتى تستطيع االستجابة<br />

بسرعة الستدامة امليزة التنافسية،<strong>‏</strong> وذلك على املدى البعيد والتأقلم مع املتغيرات<br />

السريعة <strong>في</strong> البيئة املعاصرة.<strong>‏</strong><br />

القيادة اإلستراتيجية:<strong>‏</strong> تنظر القيادة الريادية إلى القيادة اإلستراتيجية على أنها<br />

الفعل الذي يحدد الهدف واالجتاهات واخلطوط للمنظمات الريادية،<strong>‏</strong> ولذلك يجب أن<br />

تكون املنظمة ريادية وذات رؤية مستقبلية.<strong>‏</strong><br />

ريادية امليزة التنافسية:<strong>‏</strong> تسعى القيادة الريادية إلى بناء التفرد <strong>في</strong> املوارد واجلدارة<br />

<strong>في</strong> املنافسة،<strong>‏</strong> وأن تكون املوارد ذات ندرة وال ميكن تقليدها،<strong>‏</strong> وأن يتم تطوير ديناميكية<br />

اجلدارة <strong>في</strong> املنافسة حتى تتمكن منظمات األعمال من البقاء واالستمرارية.<strong>‏</strong><br />

رأس املال البشري:<strong>‏</strong> ترى القيادة الريادية أن مرونة اإلستراتيجية تتكون من رقابة<br />

رأس املال البشري ذي األهمية <strong>في</strong> املنظمات،<strong>‏</strong> وكذلك من خالل االلتزام بأخالقيات<br />

العمل واإلنتاجية.<strong>‏</strong> وتدفع املنظمات الريادية العاملني لتقدمي اخلدمات بشكل أفضل<br />

للزبائن من خالل زيادة املعرفة البشرية واملهارات ألنهما مطلوبتان لتحقيق التغيرات<br />

التي حتتاجها املنظمات الريادية حيث إن التطوير املستمر <strong>في</strong> رأس املال البشري<br />

يساعد على حتقيق املرونة <strong>في</strong> اإلستراتيجية.<strong>‏</strong><br />

التكنولوجيا الناشئة:<strong>‏</strong> تتبنى القيادة الريادية التكنولوجيا احلديثة ألنها تساعد<br />

املنظمات الريادية على مرونة وفاعلية اإلستراتيجية وكذلك القدرة على تطوير<br />

اخلدمات واملنتجات واجلودة العالية وتقليل احلدود وزيادة سرعة االستجابة للزبائن.<strong>‏</strong><br />

التنظيم الريادي:<strong>‏</strong> إن استجابة القيادات الريادية للتطور التكنولوجي السريع <strong>في</strong><br />

ظل املنافسة الشديدة يتطلب وجود هياكل تنظيمية <strong>في</strong> البداية،<strong>‏</strong> سواء أكانت أفقية أم<br />

عمودية لتكون أكثر فاعلية وكفاءة.<strong>‏</strong> ومع وجود أنظمة شبكات املعلومات واالتصاالت<br />

ميكن إنشاء هيكل افتراضي من مواقع مختلفة يساعد <strong>في</strong> مرونة أكثر <strong>في</strong> تطوير<br />

اإلستراتيجية،<strong>‏</strong> وكذلك زيادة <strong>في</strong> االبتكار وتقليل الوقت <strong>في</strong> اتخاذ القرارات مبا يساعد<br />

على جناح األعمال <strong>في</strong> املنظمات الريادية.<strong>‏</strong><br />

448 مجلة اإلدارة العامة


القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

الثقافة الريادية:<strong>‏</strong> حترص القيادة الريادية على وجود ثقافة تنظيمية <strong>في</strong> املنظمة الريادية<br />

املتعلمة ألنها تعد شيئاً<strong>‏</strong> أساساً<strong>‏</strong> ضمن إطار املنافسة والذي يساعد على االبتكار وسرعة<br />

االستجابة للتطورات التكنولوجية وللمتغيرات البيئية لتحقيق جدارة ديناميكية تنافسية،<strong>‏</strong><br />

واملنظمات الريادية تستخدم التعلم التنظيمي إليجاد مهارات وموارد محدودة،<strong>‏</strong> على أن ال يتم<br />

اخللط بني االبتكار واإلبداع <strong>في</strong> أي عمليات أو أنشطة إليجاد منتجات وخدمات جديدة.<strong>‏</strong><br />

احلزمة الريادية:<strong>‏</strong> ويتم تكوين احلزمة الريادية للقيادات الريادية من خالل تنظيم<br />

مجموعة األصول <strong>في</strong> املنظمات الريادية،<strong>‏</strong> وكذلك من خالل كي<strong>في</strong>ة الدخول واخلروج <strong>في</strong><br />

األنشطة اجلديدة بسهولة ويسر،<strong>‏</strong> وتنظيم األصول واملواد على املدى القصير.<strong>‏</strong><br />

5- أبعاد القيادة الريادية:<strong>‏</strong><br />

ينظر إلى القيادة الريادية على أنها هي القيادة التي تتبنى رؤية واضحة للمنظمة،<strong>‏</strong><br />

وتعمل على حشد طاقات العاملني خلف هذه الرؤية،<strong>‏</strong> وإلهامهم،<strong>‏</strong> وشحذ هممهم لتحقيق<br />

قيمة إستراتيجية للمنظمة،<strong>‏</strong> وتتضمن أربعة أبعاد أساسية وهي:<strong>‏</strong> الرؤية،<strong>‏</strong> واإللهام،<strong>‏</strong><br />

والثقة،<strong>‏</strong> والتواصل واملشاركة.<strong>‏</strong> وميكن استعراض هذه األبعاد <strong>في</strong>ما يلي:<strong>‏</strong><br />

أوالً<strong>‏</strong> - الرؤية :Vision<br />

من أبعاد القيادة الريادية القدرة على تطوير وحتديث رؤية مناسبة ملستقبل املنظمة،<strong>‏</strong><br />

وتن<strong>في</strong>ذ تلك الرؤية على أرض الواقع بطريقة فعالة.<strong>‏</strong> والقادة الرياديون بكل تأكيد هم<br />

ذوو رؤية جيدة،<strong>‏</strong> فلديهم مهارات إليجاد حاالت مستقبلية مرتبطة بشكل ناجح مع<br />

أهداف املنظمة عن طريق إقامة عالقات ناجحة مع التابعني واستحداث الكثير من<br />

العمل املتسم باحلماس إلجناز مثل هذه الرؤى وحتقيقها <strong>‏</strong>)العمري،<strong>‏</strong> 49(. 2008: ومن<br />

واقع األدبيات التي تناولت اجلامعات الريادية هناك حاجة إلى القيادة ذات الرؤية<br />

الثاقبة وذلك لسببني رئيسني:<strong>‏</strong> األول إلزالة احلواجز األيدولوجية وتلك املتصلة مبفهوم<br />

املنظمة الرائدة،<strong>‏</strong> والثاني ملواصلة إجناز ذلك <strong>في</strong> السياق اخلاص لطبيعة املنظمة نفسها،<strong>‏</strong><br />

وثقافتها،<strong>‏</strong> ورسالتها،<strong>‏</strong> وإستراتيجيتها القائمة،<strong>‏</strong> إال أنه يجب أال يُفهَم من ذلك التركيز على<br />

صياغة بيانات إستراتيجية رسمية جديدة (22 .(Gibb,etal, :2009<br />

ولكي تصبح املنظمات ناجحة ومتميزة هناك حاجة إلى قادة دائمني ميكنهم تقدمي<br />

أعلى مستوى من األداء املصحوب بالتركيز الكبير على األفراد،<strong>‏</strong> واألتباع،<strong>‏</strong> واملساعدة <strong>في</strong><br />

تن<strong>في</strong>ذ التغييرات الالزمة للمنظمات كي تنجح <strong>في</strong> املنافسة العاملية املوجودة حالياً،<strong>‏</strong> كما<br />

ميتلك قادة املنظمات الرياديون رؤية حيث يشاركون حلمًا وتوجهًا يرغب اآلخرون <strong>في</strong><br />

449<br />

مجلة اإلدارة العامة


أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

مشاركته وأتباعه،<strong>‏</strong> ومتتد الرؤية القيادية إلى أبعد من بيان الرؤية والرسالة التنظيمية،<strong>‏</strong><br />

حيث تنتشر رؤية القيادة <strong>في</strong> مكان العمل،<strong>‏</strong> وتتضح <strong>في</strong> أفعال ومعتقدات وقيم وأهداف<br />

قادة املنظمة (2010 .(Mahayuddin,<br />

وقد توصلت نتائج األبحاث احلديثة التي أجريت حول موضوع قيادة املنظمة،<strong>‏</strong><br />

والتي شملت أفضل اجلامعات <strong>في</strong> البحث العلمي،<strong>‏</strong> إلى أنه يقف وراء تلك املنظمات<br />

التي تشتهر باألداء املتميز <strong>في</strong> تن<strong>في</strong>ذ برامجها إدارة وقيادة جمعت بني املهارات اإلدارية<br />

والتفوق البارز <strong>في</strong> مجال األبحاث العلمية الناجحة،<strong>‏</strong> وللقدرة على تطوير وحتديث رؤية<br />

مناسبة ملستقبل املنظمة،<strong>‏</strong> وتن<strong>في</strong>ذ تلك الرؤية على أرض الواقع بطريقة فعالة،<strong>‏</strong> يحتاج<br />

رئيس املنظمة ومديروها إلى فهم وإدراك األجندة اجلوهرية للمنظمة،<strong>‏</strong> وإلى القدرة<br />

على تطبيق تلك الرؤية على أرض الواقع من خالل املهارات التشغيلية الضرورية<br />

<strong>‏</strong>)ساملي،<strong>‏</strong>‎2010‎<strong>‏</strong>:<strong>‏</strong> 52(.<br />

وبناء على ما سبق ميكن أن ندرك أن الرؤية وفق القيادة الريادية أن يكون لدى<br />

قيادة املنظمة رؤية مثيرة الهتمام العاملني مبستقبلها.<strong>‏</strong> وميكن لقيادة اجلامعة حتويل<br />

الرؤية إلى واقع ممكن التطبيق ضمن رسالة املنظمة من خالل قدرة قيادة املنظمة على<br />

إقناع اآلخرين باإلميان برؤيتها اإلستراتيجية،<strong>‏</strong> وتوظيف رؤيتها لتوحيد جهود العاملني<br />

باجتاه أهداف املؤسسة الرئيسة.<strong>‏</strong><br />

ثانياً<strong>‏</strong> - اإللهام :Inspiration<br />

القيادة الريادية تقوم على اجلودة الروحانية املبنية على قوة اإللهام،<strong>‏</strong> ومن ثم<br />

قوة حث اآلخرين على اتباع القيادة.<strong>‏</strong> ويتصرف القادة الرياديون بالطريقة التي<br />

تؤدي إلى حت<strong>في</strong>ز وإلهام من حولهم،<strong>‏</strong> وذلك عن طريق الشفا<strong>في</strong>ة وتزويد العاملني<br />

مبعلومات كا<strong>في</strong>ة عن أعمالهم وعما يقوم به اآلخرون،<strong>‏</strong> وما يشكله ذلك من قيمة<br />

جلميع األطراف،<strong>‏</strong> ويثيرون بينهم روح الفريق،<strong>‏</strong> ويظهرون احلماس والتفاؤل بينهم.<strong>‏</strong><br />

ويشجع القادة أتباعهم ويدفعونهم للمشاركة <strong>في</strong> تصور حالة املستقبل اجلذابة،<strong>‏</strong><br />

ويرسمون توقعات واضحة يسعى األتباع إلى الوفاء بها،<strong>‏</strong> كما يبينون لهم احلاجة<br />

لاللتزام باألهداف والرؤية املشتركة <strong>‏</strong>)العمري،<strong>‏</strong> 44(. 2008: وذكر باس أن القادة<br />

الذين لديهم دوافع إلهامية ال يشجعون مرؤوسيهم على إكمال املهمة فحسب،<strong>‏</strong> بل<br />

أيضً<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ا يدمجون املعنى بتحدّ<strong>‏</strong> للوصول إلى معدالت أداء عالية،<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> الوقت نفسه<br />

يعلنون رؤية املنظمة ويشجعون أتباعهم على املشاركة <strong>في</strong> حتقيقها <strong>‏</strong>)العمري،<strong>‏</strong> 2008(.<br />

متثل القدرة على حث اآلخرين للوصول إلى أعلى مستوى من األداء والنجاح <strong>في</strong><br />

450 مجلة اإلدارة العامة


القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

حتقيق األهداف مهارة إلهام يحتاجها القادة الرياديون،<strong>‏</strong> فالعاطفة والغرض واالستماع<br />

واملعنى كلها تساعد على جعل القائد أكثر حت<strong>في</strong>زاً،<strong>‏</strong> كما أن القدرة على توصيل<br />

تلك االنفعاالت العاط<strong>في</strong>ة والغرض واملعنى لآلخرين يساعد <strong>في</strong> خلق ثقافة ملهمة<br />

للمنظمات 1996( .(Heathfield,<br />

يغرس القادة الرياديون اإللهام <strong>في</strong> األفراد الذين يقودونهم من خالل الشعور<br />

باالنفعال جتاه رؤية ورسالة املؤسسة،<strong>‏</strong> حيث ستكون لديهم القدرة على مشاركة ذلك<br />

الشعور بطريقة متكن اآلخرين من الشعور به أيضاً.<strong>‏</strong> فطبيعة الرؤية والرسالة هامة<br />

لتمكني اآلخرين من الشعور كما لو كانت أعمالهم لها غرض ومعنى يتجاوز تلك املهام<br />

التي يؤدونها يومياً.<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> بعض األحيان يكون على القادة مساعدة موظ<strong>في</strong>هم على<br />

توصيل النقاط من خالل شرح هذه الصورة الكبيرة للجميع.<strong>‏</strong> إن توصيل الصورة<br />

الكبيرة بانتظام يساعد <strong>في</strong> تقوية سبب تواجد املنظمة حيث يستمع القائد امللهم إلى<br />

اآلخرين ويشاركهم ذلك الشعور.<strong>‏</strong> إن حتدث القائد إلى األفراد عن ميوله ليس كا<strong>في</strong>اً،<strong>‏</strong><br />

وملشاركة ذلك عليه أن يسمح ألفكاره ورؤاه عن املوظفني باملساعدة <strong>في</strong> تكوين الرؤية<br />

والرسالة أو على األقل األهداف وخطة العمل،<strong>‏</strong> فاألفراد بحاجة إلى رؤية أفكارهم<br />

يؤخذ بها،<strong>‏</strong> أو فهم سبب عدم األخذ بها.<strong>‏</strong><br />

لتحقيق اإللهام فإن القيادات الريادية حتتاج إلى إشعار األتباع باالحتواء،<strong>‏</strong> وميتد<br />

االحتواء إلى أبعد من االستماع وتقدمي اآلراء،<strong>‏</strong> ويحتاج األفراد <strong>في</strong> حالة االحتواء<br />

احلقيقي إلى أن يشعروا بارتباطهم الوطيد باألفعال والعمليات التي تؤدي إلى حتقيق<br />

األهداف أو القرار.<strong>‏</strong> كما يجب أن يتفهم القائد امللهم أنه بينما املال هو احلافز<br />

الرئيسي يبقى املديح واالمتنان والتعبير عن الشكر واإلشادة كلها مساهمات داعمة<br />

للمساعي الناجحة )1996 .(Heathfield,<br />

ينظر إلى القائد الريادي امللهم على أنه ذلك القائد الذي يقود أنشطة اإلصالح<br />

الكاملة للعمليات والهياكل التي تؤدي إلى حتسينات مثيرة <strong>في</strong> امليزانية مما مينح املنظمة<br />

الثقة <strong>في</strong> املزيد من التقدم لألمام مع خطط حتسني جودة اخلدمة أو املنتج،<strong>‏</strong> حيث تأخذ<br />

املؤسسة <strong>في</strong> التنقل من موقف قوة إلى موقف أقوى لتصل إلى املستقبل بثقة عالية<br />

(2011 Cumbria, .(University of كما يقصد باإللهام قيام قيادة املؤسسة بنقل<br />

فكره ورؤيته إلى مرؤوسيه وإقناعهم بها ثم حت<strong>في</strong>زهم على حتقيقها ووضعها موضع<br />

التن<strong>في</strong>ذ حيث يؤدي التح<strong>في</strong>ز دوراً<strong>‏</strong> فعاالً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> شحذ همم املرؤوسني <strong>‏</strong>)العور،<strong>‏</strong> 2011(، كما<br />

يخلق قصة جديدة من النجاحات <strong>‏</strong>)سادلر،<strong>‏</strong> 74(.<br />

451<br />

مجلة اإلدارة العامة


أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

و<strong>في</strong> القيادة الريادية ألي غرض إستراتيجي يتم مجادلة القادة جلذب انتباه<br />

خاص باستخدام اللغة واحلديث املنمق،<strong>‏</strong> فاللغة هي أداة قيادية هامة حيث تستجيب<br />

املؤسسات األكادميية غالبًا بشكل أفضل للغة،<strong>‏</strong> والقدرة،<strong>‏</strong> والتعلم،<strong>‏</strong> واالبتكار أكثر من<br />

الرسائل السلبية بسبب اإلحباط من التقتير املالي والقيود البيروقراطية،<strong>‏</strong> ويستجيبون<br />

بشكل أفضل للمبادرات التي تظهر من األسفل إلى األعلى حيث حتصل على الدعم<br />

الكامل من القمة إلى األسفل 2007,Cargill( حجي،<strong>‏</strong> 1996(.<br />

وبناء على ما سبق تنظر القيادات الريادية إلى اإللهام على أنه التحدث بتفاؤل<br />

عن املستقبل باستمرار،<strong>‏</strong> وإلهام العاملني بالعمل اجلاد،<strong>‏</strong> والتحدث بحماس عن األهداف<br />

املطلوب إجنازها،<strong>‏</strong> والتعبير عن الثقة بأن األهداف سوف تتحقق.<strong>‏</strong><br />

ثالثاً<strong>‏</strong> - الثقة :Trust<br />

متثل الثقة عند القيادات الريادية اجلامعية اكتساب ثقة العاملني من خالل<br />

االهتمام بهم والوقوف إلى جانبهم والتضحية من أجلهم.<strong>‏</strong> ويعد <strong>هذا</strong> االهتمام أساسً<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ا<br />

راسخً<strong>‏</strong> ا <strong>في</strong> بناء الثقة داخل املنظمة و<strong>في</strong> احلياة بصفة عامة.<strong>‏</strong> وحينما يكون هناك<br />

تطابق بني أقوال القادة وأفعالهم،<strong>‏</strong> أي عندما تتفق مشاعرهم وتصرفاتهم مع أهدافهم<br />

وأهداف منظماتهم؛ فإن الثقة تبرز بشكل واضح.<strong>‏</strong> ومتثل الثقة أحد اجلوانب املهمة<br />

للقيادة الريادية،<strong>‏</strong> ويبني القائد الثقة عن طريق جتسيد الكفاءة،<strong>‏</strong> واملقدرة،<strong>‏</strong> واالرتباط،<strong>‏</strong><br />

والشخصية التي جتعل الثقة ممكنة،<strong>‏</strong> والثقة التي جتعل القيادة ممكنة،<strong>‏</strong> وذلك هو قانون<br />

األرض الصلبة <strong>‏</strong>)ماك سويل وآخرون،<strong>‏</strong>‎2010‎<strong>‏</strong>:<strong>‏</strong> 64-63(.<br />

ال شك <strong>في</strong> أن الناس يصفحون عن األخطاء العابرة بسبب القدرة،<strong>‏</strong> خاصة إذا كانوا<br />

يرون القائد اليزال ينمو،<strong>‏</strong> وسيعطونك بعض الوقت لالرتباط بهم وكسب ثقتهم،<strong>‏</strong> ولكنهم لن<br />

يثقوا أبدًا بشخص لديه عيوب <strong>في</strong> الشخصية.<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> تلك املنطقة حتى الزالت الصغيرة<br />

العابرة تكون قاتلة وجميع القادة الناجحون يدركون هذه احلقيقة حيث أكدت الدراسات<br />

أن الناس يتحملون األخطاء البريئة،<strong>‏</strong> ولكن إذا انتهكت ثقتهم فستجد القيادة صعوبة<br />

كبيرة <strong>في</strong> استعادتها مرة أخرى،<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong> أحد األسباب التي جتعلك بحاجة إلى التعامل مع<br />

الثقة باعتبارها األصل األكثر قيمة لديك،<strong>‏</strong> وميكنك أن تخدع رئيسك،<strong>‏</strong> ولكنك ال تستطيع<br />

أبدًا أن تخدع مرؤوسيك،<strong>‏</strong> فالقيادة <strong>في</strong> املؤسسة عبارة عن مزيج فعال من اإلستراتيجية<br />

والشخصية،<strong>‏</strong> وإذا كان من احملتم أن تكون بدون إحداهما،<strong>‏</strong> فكن بدون إستراتيجية حيث<br />

إن الشخصية ومصداقية القيادة دائماً<strong>‏</strong> يكونان متالزمني وإن كان دور الشخصية هو<br />

دائماً<strong>‏</strong> العامل األساس <strong>في</strong> نهضة وانحدار األمم <strong>‏</strong>)ماك سويل وآخرون،<strong>‏</strong>‎2010‎<strong>‏</strong>:<strong>‏</strong> 64-63(.<br />

452 مجلة اإلدارة العامة


القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

و<strong>في</strong> اجلامعات تتضح أهمية بعد احلفاظ على مستوى عالٍ<strong>‏</strong> من الثقة بني القيادات<br />

الريادية للمنظمة وبني باقي إداراتها وأقسامها.<strong>‏</strong> وتعد الثقة سلعة هشة وحساسة،<strong>‏</strong><br />

وبناؤها صعب ومعقد،<strong>‏</strong> أما إعادة بنائها <strong>‏</strong>)إذا انهارت(<strong>‏</strong> <strong>في</strong>كاد يكون مستحيالً<strong>‏</strong> . وتذكر<br />

الدراسات أن اإلدارييني يعبرون عن مدى ثقتهم من خالل قدرتهم على التشارك<br />

<strong>في</strong> املعلومات والسماح لآلخرين بالتأثير <strong>في</strong> تصرفاتهم،<strong>‏</strong> واحلاجة إلى التحكم <strong>في</strong><br />

عملية التغيير للكشف عن احلقائق واملشاعر املعرضة للتأثير حيث يفتحون أبواب<br />

الترابط مع غيرهم،<strong>‏</strong> وال يفرضون سوى القدر األدنى من مظاهر السيطرة الذي<br />

يحقق القدر املطلوب من الثقة.<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong> هو السبب األول <strong>في</strong> جعل عملية التخطيط<br />

اإلستراتيجي تتم على أكبر قدر ممكن من االنفتاح،<strong>‏</strong> من خالل إشراك اجلميع<br />

<strong>في</strong>ها.<strong>‏</strong> ومن ثم البد أن يظل االنفتاح والصراحة أبرز معالم عمليتي التخطيط<br />

والتطبيق فهما حدثان بشريان،<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong> يعنى أنهما ال ميكن أن يبلغا الكمال.<strong>‏</strong> وميكن<br />

أن تثير البرامج اخل<strong>في</strong>ة،<strong>‏</strong> ووجود بعض األخطاء الكامنة شيء من انعدام الثقة <strong>في</strong><br />

القيادات.<strong>‏</strong> وملواجهة هاتني املسألتني ال ميكن ببساطة أن تكون هناك برامج أجندات<br />

خ<strong>في</strong>ة وحني تكتشف األخطاء يجب أن يكون قياديو اجلامعة الرياديون ومخططوها<br />

منفتحني وصريحني وصادقني كل الصدق وأن يتحملوا مسؤولية هذه األخطاء أوالً<strong>‏</strong><br />

ومن ثم يعلنوا ما ينوون عمله ملعاجلتها إذ ال ميكن احلفاظ على الثقة إال باملكاشفة<br />

والصدق 2010) al., .(Roomi, et<br />

ويؤكد أوزبورن وغايبلر على أهمية الثقة للقيادة الريادية موضحاً<strong>‏</strong> أنه عندما يشرع<br />

الناس <strong>في</strong> إجراء تغيير جذري،<strong>‏</strong> فإن العوامل املساعدة أن يكون ذوو السلطة واثقني<br />

بعضهم بعض وأن مفتاح التطوير احلقيقي للمؤسسات املدنية والسياسية هو الثقة<br />

املبنية على العالقات الشخصية،<strong>‏</strong> وقد فقدنا <strong>هذا</strong> املفتاح اليوم.<strong>‏</strong> كما يرون أن القائد<br />

إذا كان يطمح بأن يكون ريادياً<strong>‏</strong> ذا تأثير قوي،<strong>‏</strong> فإنه يجب أن يثق الناس أوالً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> رجاحة<br />

عقلك،<strong>‏</strong> وأخالقك و<strong>في</strong> قدراتك القيادية،<strong>‏</strong> ويجب أن يكونوا على يقني من أنك أهل لهذه<br />

املكانة،<strong>‏</strong> فبغياب الثقة لن تكون هناك فائدة من أي شيء آخر،<strong>‏</strong> إن أول مهمة تقع على عاتق<br />

أي شخص يطمح للقيادة هي أن يحظى بثقة من يسعى إلى قيادتهم )2010: : 35(.<br />

وبناء على ما سبق ميكن النظر إلى أن الثقة تعني أن حتوز القيادة الريادية على<br />

احترام منسوبي اجلامعة وإعجابهم بها،<strong>‏</strong> وأن تتمتع قيادة اجلامعة بثقة ذاتية عالية<br />

ومبهارات قيادية تعزز الثقة بها،<strong>‏</strong> وأن تعمل القيادة على بناء الثقة باملوظفني.<strong>‏</strong><br />

453<br />

مجلة اإلدارة العامة


أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

رابعاً<strong>‏</strong> - التواصل :Interrelation<br />

يعد التواصل من أهم األبعاد للقائد الريادي حيث يتوقف عليها جزء كبير من<br />

فاعليته وتأثيره وجناحه ويعرف التواصل بأنه سلوك أفضل السبل والوسائل لنقل<br />

األفكار واملعلومات واآلراء من فرد إلى أشخاص آخرين والتأثير <strong>في</strong> أفكارهم وإقناعهم<br />

مبا يريد،<strong>‏</strong> سواء كان ذلك بطريقة لغوية أم غير لغوية.<strong>‏</strong> ويشكل التواصل نوعاً<strong>‏</strong> من<br />

تبادل احلقائق واألفكار واآلراء واالنفعاالت بني أفراد مجموعة معينة بحفز من القائد<br />

حتى يتحقق فهم موحد،<strong>‏</strong> وتتوافر املعلومات واألفكار جلميع األطراف.<strong>‏</strong> وال شك <strong>في</strong><br />

أن القيادة الريادية <strong>في</strong> اجلامعة بحاجة إلى التواصل اخلارجي الذي يؤسس لعالقات<br />

خارجية تسهم <strong>في</strong> تقدم املؤسسة وإفادتها وتطورها كالعالقات مع اجلهات األجنبية،<strong>‏</strong> أو<br />

رجال أعمال،<strong>‏</strong> أو اجلاليات،<strong>‏</strong> أو غير ذلك،<strong>‏</strong> فهذه العالقات تسهم <strong>في</strong> تقدمي ريادة املنظمة<br />

من خالل إقامة جسور التعاون واالرتباط بهم <strong>‏</strong>)مريزيق والفقيه،<strong>‏</strong> 152(. 2008:<br />

وهكذا فإن القيادة الريادية حتتاج إلى املهارات الناعمة للعالقات بني األشخاص<br />

والتي متيل إلى أن جتعل األفراد يشعرون بقيمتهم واحترامهم وأنهم فوق كل ذلك<br />

ممكنيني ومحفزين لتقدمي أفضل ما لديهم على املدى الطويل )2007 .)Cargill, كما<br />

حتتاج إلى إدارة التوازن <strong>في</strong> العالقات بني األطراف صاحبة املصلحة املنخرطة رسمياً<strong>‏</strong><br />

واألطراف الداخلية واخلارجية صاحبة املصلحة.<strong>‏</strong> وتؤكد الدراسات أن قيادات املنظمة<br />

يقضون من 21 إلى %40 من أوقاتهم <strong>في</strong> ممارسة التواصل وبناء العالقات اخلارجية،<strong>‏</strong><br />

كما تؤكد أن أكثر من %30 من املديرين يلتقون مع مديري العالقات العامة <strong>في</strong><br />

مؤسساتهم أكثر من التقائهم مع أي شخص.<strong>‏</strong> فشخصية مدير املؤسسة تنعكس على<br />

سمعة املنظمة )2009 al, .)Gibb et إن دور القائد الريادي هو <strong>في</strong> األساس تكوين<br />

العالقات املميزة بني املؤسسة ومجتمعها وجذب الدعم الالزم لتحقيق أهدافها،<strong>‏</strong> وتودي<br />

عالقات مدير املنظمة لتقدمي املشورة والرأي لقيادة املؤسسة حول التطوير التنظيمي<br />

وقدرات املنظمة،<strong>‏</strong> كما أن بناء عالقات وثيقة مع متخذي القرار <strong>في</strong> احلكومة مهم جدًا<br />

ويساعد املؤسسات <strong>في</strong> حتقيق ما تريده من ميزانية ودعم معنوي <strong>‏</strong>)العبدلي،<strong>‏</strong>‎2010‎<strong>‏</strong>(.<strong>‏</strong><br />

وميثل التواصل أهمية بالغة <strong>في</strong> قيام عالقات مادية ومعر<strong>في</strong>ة لدى القيادات<br />

الريادية،<strong>‏</strong> فالتواصل وسيلة للحوار حيث يتبادل <strong>في</strong>ه منسوبو املنظمة إرسال معلومات<br />

وأفكار وأحاسيس،<strong>‏</strong> سواء كان <strong>هذا</strong> التبادل قصدياً<strong>‏</strong> أم غير قصدي بهدف حتقيق تفاهم<br />

متبادل بني الطرفني . وهكذا فإن القائد الريادي يتمتع بقدرة استثنائية على التواصل<br />

مع األشخاص،<strong>‏</strong> واإليحاء للجميع بأن بينهم عالقة شخصية ومهنية مهمة مع كل شخص<br />

454 مجلة اإلدارة العامة


القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

<strong>‏</strong>)العبدلي،<strong>‏</strong>‎2010‎<strong>‏</strong>(.<strong>‏</strong> ويرى القادة الرياديون أن تلك العالقات - التي تتم غالبًا خالل<br />

مقابالت موجزة وجهًا لوجه - توفر أساسً<strong>‏</strong> ا لكل شيء تقريبًا يسعون إلى إجنازه.<strong>‏</strong><br />

وبناء على ما سبق ميكن أن ننظر إلى التواصل على أنه بعد من أبعاد القيادة<br />

الريادية متتلكها قيادة اجلامعة للتواصل الفعال مع العامليني،<strong>‏</strong> وأن يكون لدى قيادة<br />

اجلامعة القدرة على التواصل مع مختلف األطراف ذات املصلحة <strong>‏</strong>)الداخلية واخلارجية(<strong>‏</strong><br />

للجامعة.<strong>‏</strong><br />

خامساً<strong>‏</strong> - القيادة الريادية <strong>في</strong> الجامعات:<strong>‏</strong><br />

تعد اجلامعات أحد أنواع املنظمات التي تتطلب نوعاً<strong>‏</strong> مميزاً<strong>‏</strong> من القيادات ألن<br />

لها طبيعة خاصة،<strong>‏</strong> كما أن البيئة التنظيمية <strong>في</strong>ها وطريقة اتخاذ القرارات التي<br />

تقوم على فكرة املجالس واللجان قد تساعد على منو <strong>هذا</strong> النوع من القيادة أكثر<br />

من غيرها.<strong>‏</strong> وبناء على ما سبق من أدبيات جند أن القيادة الريادية هي النموذج<br />

املناسب من القيادة <strong>في</strong> اجلامعات حيث جند من أهم املميزات املشتركة للقيادات<br />

الريادية املطبقة <strong>في</strong> اجلامعات أن القائد الريادي الفعال يعبر عن رؤية ورسالة<br />

اجلامعة وقيمها <strong>في</strong> كافة األنشطة،<strong>‏</strong> وأنهم يدركون متامًا أن وظيفتهم تتعلق بإنشاء<br />

ثقافة أكثر من محاولة اإلصالح اجلزئي،<strong>‏</strong> كما يعترفون بأهمية اإلستراتيجية<br />

<strong>في</strong> تو<strong>في</strong>ر خارطة الطريق اخلاصة باألنشطة اليومية ملؤسسة كبيرة،<strong>‏</strong> وهم على<br />

دراية بتن<strong>في</strong>ذ العمليات اليومية اخلاصة بترجمة األفكار إلى واقع <strong>في</strong> اجلامعات،<strong>‏</strong><br />

ويستطيعون بالفعل تو<strong>في</strong>ر التمويل للمشاريع اجلامعية <strong>‏</strong>)القحطاني،<strong>‏</strong> ‎2013‎؛ نيومان<br />

وآخرون ‎2010‎؛ الهروط،<strong>‏</strong> 2010(.<br />

1- سمات وخصائص القيادة الريادية <strong>في</strong> الجامعات:<strong>‏</strong><br />

لقد أدت التغييرات السياسية واالجتماعية إلى حتول كبير <strong>في</strong> الطريقة التي تدار<br />

بها اجلامعات اليوم،<strong>‏</strong> فجعلت العلماء يقترحون على اجلامعات أن تركز على التوجه<br />

نحو مشهد أكثر ريادية.<strong>‏</strong> وقد أدى <strong>هذا</strong> مرة أخرى إلى مطلب عام لتبني القيادة<br />

الريادية وصاحبة الرؤية <strong>في</strong> اجلامعات <strong>‏</strong>)الشمري،<strong>‏</strong> 2011 ؛ محجوب ‎2004‎؛ يوسف،<strong>‏</strong><br />

وآخرون،<strong>‏</strong> 2007(. ولكن ال ميكن قصر القيادة على منصب أو فريق واحد أو مجموعة<br />

من الزمالء <strong>في</strong> اجلامعة،<strong>‏</strong> إذ يجب توزيع مسئولية القيادة عبر أنحاء اجلامعة،<strong>‏</strong> و<strong>في</strong><br />

األقسام،<strong>‏</strong> وبني فرق البحث،<strong>‏</strong> واملديرين،<strong>‏</strong> وهيئة العاملني بالدعم األكادميي،<strong>‏</strong> عالوة على<br />

صنع القرار املركزي.<strong>‏</strong> ال ميكن أن يحقق فريق القيادة املركزي النجاح اجلامعي إال إذا<br />

455<br />

مجلة اإلدارة العامة


أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

كانت هناك قيادة <strong>في</strong> مكان آخر باجلامعة،<strong>‏</strong> وباألخص على مستوى األقسام وداخلها،<strong>‏</strong><br />

ميكنها عندما تقتضي الظروف ذلك مواجهة القيادة بإستراتيجيات بديلة.<strong>‏</strong> أما بالنسبة<br />

للقيادة على مستوى األقسام باجلامعة،<strong>‏</strong> فلم يعد القالب الذي يتخذه القسم ضروريًا<br />

للنجاح اجلامعي مثل القيادة املركزية،<strong>‏</strong> كما يجب أن تصبح إحدى املهام الرئيسية<br />

للمركز هي بناء ودعم قيادة األقسام <strong>‏</strong>)شاتوك،<strong>‏</strong> 2008(.<br />

جتعل ثقافة املجاالت العلمية املتعددة اجلامعات متيل إلى مفاهيم مختلفة من القيادة<br />

حيث يرى شاتوك )2008( أن القيادة تشكل خاصية غامضة <strong>في</strong> اجلامعات،<strong>‏</strong> إذ ال ميكن<br />

ألسلوب القيادة الفردي أن ينجح،<strong>‏</strong> فالقائد الذي قد يكون فعاالً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> إحدى اجلامعات<br />

املختصة بالعلوم والتكنولوجيا قد يثير املشكالت <strong>في</strong> إحدى اجلامعات املختصة بالعلوم<br />

اإلنسانية واالجتماعية.<strong>‏</strong> كما ميكن للهياكل القائمة <strong>في</strong> الكليات املتخصصة <strong>في</strong> مجاالت<br />

العلوم والتكنولوجيا والطب والتي تتطلب عمداء أكفاء لتشغيلها أن تعمل بنجاح،<strong>‏</strong> <strong>في</strong><br />

حني تعمل بكفاءة أقل عندما يتم تطبيقها <strong>في</strong> اجلامعة نفسها على الكليات النظرية.<strong>‏</strong><br />

لذلك يجب تصنيف أساليب القيادة وفقًا للثقافات اخلاصة بفروع الدراسة عالوة على<br />

طبيعة التنظيم اإلداري داخل اجلامعة.<strong>‏</strong><br />

يشكل انسجام مفهوم القيادة الريادية <strong>في</strong> اجلامعات مع اإلطار التنظيمي الريادي<br />

أمراً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> غاية األهمية،<strong>‏</strong> حيث يؤكد Gibb وآخرون أن الكثير من أدبيات اإلدارة كما<br />

<strong>في</strong> 2009, Schein 1992, Kilgour 1993, Kuratko, Donald, Audretsch, David<br />

Dulewitz 2000, Mcinnis 2001, Vecchio 2003, Gupta et al 2004 ترى أن<br />

خصائص القيادة الريادية تنسجم مع احتياجات التعليم العالي وحتديداً<strong>‏</strong> اجلامعات<br />

)2009: 22(. وهكذا فإن القادة الرياديني يتسمون بكثير من القدرات التي حتتاج إليها<br />

اجلامعات مثل القدرة االبتكارية واحلسم،<strong>‏</strong> حيث يترأسون االجتماعات،<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> النهاية<br />

يتم اتخاذ القرار بالتصويت ويتم حتديد املسؤول عن تن<strong>في</strong>ذه.<strong>‏</strong> عالوة على ذلك،<strong>‏</strong> فإنهم<br />

ال يؤجلون اتخاذ قرار ما عندما جتمع احلقائق.<strong>‏</strong> ويعد <strong>هذا</strong> احلسم <strong>في</strong> أغلب األحيان<br />

متنفس الهواء <strong>في</strong> بيئة معروفة بالدراسة املستمرة حيث يوجد بها جلان فوق جلان<br />

أخرى ومجالس فوق مجالس أخرى.<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> حال الرغبة <strong>في</strong> التأجيل حتى الغد قد يكون<br />

من السهل ذلك حتى <strong>في</strong> حالة القرارات التي تتطلب حلوالً<strong>‏</strong> عاجلة.<strong>‏</strong> هؤالء القادة ال<br />

يخلطون بني احلسم واالندفاع فهم يقومون بجمع احلقائق قبل اتخاذ القرار.<strong>‏</strong> ويدركون<br />

أن احلسم قد يكون له أثر بالغ على ثقافة اجلامعة ومستقبلها وقد يساعد <strong>في</strong> فهم<br />

العقلية الريادية التي نتحدث عنها.<strong>‏</strong><br />

456 مجلة اإلدارة العامة


القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

تتسم القيادة <strong>في</strong> األوساط األكادميية بوجه عام،<strong>‏</strong> بأنها مفهوم معقد يتحقق بتعلمه<br />

وليس مفهوماً<strong>‏</strong> ذا صيغة رسمية،<strong>‏</strong> فهي تتطلب إدارة التوازن <strong>في</strong> العالقات بني األطراف،<strong>‏</strong><br />

صاحبة املصلحة،<strong>‏</strong> املنخرطة رسمياً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> أنشطة اجلامعة.<strong>‏</strong> إن التعقيد الفائق موجود<br />

داخل اجلامعة وخارجها أيضاً،<strong>‏</strong> وسوف يكون من ضمن التحديات الرئيسية خلق مناذج<br />

لألدوار ريادية داخل األقسام،<strong>‏</strong> ثم تدريجياً<strong>‏</strong> بناء ثقافة ملكافأة االبتكار <strong>في</strong> كل قسم بدالً<strong>‏</strong><br />

من ثقافة الدفاع.<strong>‏</strong> وسوف يتعني أن يكون القائد <strong>في</strong> هذه احلالة مبثابة اجلسر الذي<br />

يربط األطراف صاحبة املصلحة واألقسام من جهة واملبادرات املتجهة من أسفل إلى<br />

أعلى ومن أعلى إلى أسفل من جهة أخرى (2009 al, .(Gibb,et<br />

يتبع القادة الرياديون طريقة واحدة <strong>في</strong> الدعم والتح<strong>في</strong>ز <strong>في</strong> اجلامعة وهي من<br />

خالل االعتماد على قدرة موظ<strong>في</strong>ها على االبتكار.<strong>‏</strong> وميكن للموظفني أن يقدموا األفكار<br />

من خالل املشاركة <strong>في</strong> سلوكيات ميكن من خاللها البحث عن الفرص والتعرف على<br />

ثغرات األداء أو تقدمي احللول للمشاكل واإلبداع <strong>في</strong> حتقيقها.<strong>‏</strong> وحتاول القيادات<br />

الريادية <strong>في</strong> معظم اجلامعات حالياً<strong>‏</strong> جذب أكبر قدر من األفراد من مختلف بلدان<br />

العالم،<strong>‏</strong> سواء كانوا أساتذة أم موظفني أو طالباً.<strong>‏</strong> مبعنى أن القائد الذي ال ميكنه<br />

التحدث مع موظ<strong>في</strong>ه من مجموعة من الثقافات العاملية لن ينجح <strong>في</strong> االستفادة<br />

منهم كما يجب،<strong>‏</strong> باملثل متاماً<strong>‏</strong> كما <strong>في</strong> عدد كبير من الشركات التي تتوسع إلى أبعد<br />

من حدودها الوطنية،<strong>‏</strong> وبناء عليه فإن العديد من املديرين يعملون <strong>في</strong> سياق دولي<br />

ويحتاجون إلى التعامل مع مرؤوسيهم من ذوي اخلل<strong>في</strong>ات الثقا<strong>في</strong>ة املختلفة.<strong>‏</strong> ولن<br />

يستطيع القادة الرياديون إلهام وحث وتدريب موظ<strong>في</strong>هم وتقوية عالقات الفريق إذا<br />

لم يلتفتوا إلى التعددية احلضارية <strong>في</strong> اجلماعة أو التعاطف مع مشاعر وأفكار<br />

وسلوكيات أعضاء اجلماعات الثقا<strong>في</strong>ة املختلفة،<strong>‏</strong> وبصفة خاصة <strong>في</strong> بيئة العمل<br />

املتعددة الثقافات (2010 .)Nejatian,<br />

2- عناصر القيادة الريادية الجامعية:<strong>‏</strong><br />

تتشكل القيادة الريادية من عدد من العناصر املكونة ملكنون القيادة الريادية.<strong>‏</strong> وهذه<br />

العناصر هي القيادة الذاتية،<strong>‏</strong> واتخاذ القرارات بعد االقتناع واملناقشة واملشاورة،<strong>‏</strong><br />

والتحدث والتعلم معًا،<strong>‏</strong> والذكاء املتجانس.<strong>‏</strong> وميكن استعراض هذه العناصر بالتفصيل<br />

(385-402 )Smith, :2010 على النحو التالي:<strong>‏</strong><br />

457<br />

مجلة اإلدارة العامة


أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

العنصر األول - القيادة الذاتية:<strong>‏</strong><br />

لقد تبني أن احلد األدنى عند القيادة الريادية هو منحهم فرصة اإلدارة الذاتية،<strong>‏</strong><br />

مبعنى عدم وجود رؤساء،<strong>‏</strong> حيث تشجع املنظمة قادتها الريادييني على القيام باألمور<br />

بشكل مختلف،<strong>‏</strong> وال حتملهم أعباء عملية قياسية.<strong>‏</strong> ترى بعض الدراسات أن على القيادة<br />

أن حتدد الوتيرة،<strong>‏</strong> والرؤية،<strong>‏</strong> والسرعة،<strong>‏</strong> وتوصيل ذلك للعاملني <strong>في</strong> املنظمة دون أن يخبرهم<br />

رئيس ما بالطريق والرؤية التي يجب انتهاجها <strong>في</strong> سبيل حتقيق مساعي القيادة الريادية.<strong>‏</strong><br />

إن مفهوم القيادة بدون توجيه ليس محفزًا للموظفني فحسب،<strong>‏</strong> وإمنا ميكن للموظفني<br />

مبوجبه رؤية حتسن األعمال وأن مبقدورهم إنشاء ثروة للشركة أو املنظمة.<strong>‏</strong><br />

يرى غالبية القادة أن املنظمة يجب أن يكون لديها الثقة <strong>في</strong> القادة الرياديني،<strong>‏</strong><br />

فاجلامعة مثالً<strong>‏</strong> تستثمر <strong>في</strong> قياداتها ولديها التزام جتاه املضي قدمًا وفتح مسارات<br />

لضمان استمرارية إعادة االستثمار <strong>في</strong> العنصر البشري.<strong>‏</strong> ويرى بعض القادة الرياديني<br />

إن السبب الوحيد وراء جناحهم بصفتهم قادة رياديني هو أن املنظمة - اجلامعة،<strong>‏</strong> مثالً<strong>‏</strong> -<br />

تريد ذلك،<strong>‏</strong> حيث تطلب منهم أن يكونوا ناجحني <strong>في</strong> اجلانب االبتكاري.<strong>‏</strong> لذلك ميكنهم<br />

من خالل اإلدارة الذاتية،<strong>‏</strong> املضي قدمًا <strong>في</strong> االجتاه الذي يرون أنه ينبغي عليهم اتخاذه،<strong>‏</strong><br />

والقيام مبا يرون أنه يجب عليهم القيام به،<strong>‏</strong> وجمع األشخاص سويًا لضمان حدوث<br />

ذلك.<strong>‏</strong> يرى بعض الدارسيني ل<strong>هذا</strong> الدور أن مهمته هي إدارة عمله <strong>في</strong> بيئة تعليم عال<br />

والقيام بذلك بشكل ناجح وأن منط قيادة األفراد <strong>في</strong> اجلامعة مثير له؛ حيث ميكنه أن<br />

يرى كيف أن الريادة تستطيع العمل <strong>في</strong> بيئة مختلفة متامًا عن بعضها.<strong>‏</strong><br />

يقول أحد القادة الرياديني <strong>في</strong> سوق األعمال والتجارة القادمني من اجلامعة:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"إن<br />

دوري ومسؤوليتي بصفتي قائداً<strong>‏</strong> ريادياً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> مجال التعليم العالي يتمثل - بدون قيود<br />

تفرضها توجيهات الرئيس - <strong>في</strong> إنشاء مساهمة جتارية تساعد اجلامعة على متابعة<br />

االستثمار بأسلوب التحكم الذاتي للتشغيل"<strong>‏</strong> (396 .)Smith,2010: وكقادة رياديني<br />

يعملون مبفهوم اإلدارة الذاتية،<strong>‏</strong> ميكنهم حتمل مسؤولية تبعات أدائهم وما قد يكون<br />

لذلك من تأثير على سمعة الشركة وصورتها ومساهمتها السنوية.<strong>‏</strong> يقول أحدهم إنه<br />

يعمل حيث ال يوجد لديه ما يرصد حركاته أو يقيّم أداءه.<strong>‏</strong> ويضيف بأن املثير بشأن<br />

اجلامعة هو أن غريزة القائد تنبع من معرفة أنه يقوم بأفضل عمل ممكن وأنه حر <strong>في</strong><br />

القيام بذلك،<strong>‏</strong> مع حتمل املسؤولية الكاملة جتاه ضمان عدم فشل اجلامعة.<strong>‏</strong> لذلك فال<br />

شك أن اإلدارة الذاتية تتيح إطار عمل للقيادة الريادية حيث يصبح بإمكانها حتقيق<br />

العديد من املبادرات،<strong>‏</strong> كما أن ذلك يؤكد منو املنظمة،<strong>‏</strong> وتوسع نشاطها.<strong>‏</strong><br />

458 مجلة اإلدارة العامة


العنصر الثاني - اتخاذ القرارات باالقتناع،<strong>‏</strong> واملناقشة،<strong>‏</strong> واملشاورة:<strong>‏</strong><br />

القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

العنصر الثاني <strong>في</strong> إطار عمل القيادة الريادية التي تعمل مبفهوم اإلدارة الذاتية هو<br />

اتخاذ القرارات بعد االقتناع،<strong>‏</strong> واملناقشة،<strong>‏</strong> واملباحثة،<strong>‏</strong> واملشاورة.<strong>‏</strong> إن املؤسسات الريادية<br />

تتبع عملية دميقراطية متامًا.<strong>‏</strong> فاجلامعة مثالً،<strong>‏</strong> تعمل من الناحية الداخلية انطالقاً<strong>‏</strong> من<br />

أن ثقافة اجلامعة ليست القيادة بواسطة اتخاذ قرار أو رقابة تن<strong>في</strong>ذية ولكنها تعمل<br />

انطالقاً<strong>‏</strong> من مبدأ إتاحة إمكانية دعم الريادة من خالل املناقشة واإلقناع،<strong>‏</strong> وليس من<br />

خلالل التوجيهات والتحكم.<strong>‏</strong> فإذا أصدر مجلس اجلامعة توصية بأية قرارات غير<br />

مدعومة من القادة األكادمييني والرياديني،<strong>‏</strong> فإنها تتم مناقشة التوصيات ويتم التشاور<br />

بشأنها بشكل حيوي قبل أن تقوم اجلامعة بتغيير سياستها أو ممارسته.<strong>‏</strong> يرى أحد<br />

القادة الرياديني أن <strong>هذا</strong> النوع من القرارات الدميقراطية من القيادة جديد متامًا على<br />

اجلامعات <strong>في</strong> بعض املنظمات،<strong>‏</strong> كما أنه مختلف بشكل كبير عن الثقافة التن<strong>في</strong>ذية التي<br />

تأتي <strong>في</strong>ها القواعد والتعليمات من األعلى إلى األسفل.<strong>‏</strong> لكن هنا يجب التفكير <strong>في</strong> كل<br />

شيء ومناقشته ومباحثته وتبريره،<strong>‏</strong> واملهم ضمان أن العملية الدميقراطية ال تتسبب <strong>في</strong><br />

إبطاء األمور.<strong>‏</strong><br />

لقد تبني أن غالبية املناقشات واملشاورات التي تقوم بها القيادات الريادية ال تتم<br />

<strong>في</strong> جلان،<strong>‏</strong> ولكن تتم من خالل اجللوس واحلديث سويًا.<strong>‏</strong> حيث يرى القادة الرياديون<br />

أنهم ممكنون لقيادة منظماتهم بخبراتهم التفاوضية،<strong>‏</strong> ومهاراتهم على اإلقناع،<strong>‏</strong> وقبولهم<br />

للمخاطرة.<strong>‏</strong> كما تستند القرارات إلى القادة الذين يعملون معًا ويناقشون كافة جوانب<br />

املشكالت،<strong>‏</strong> وميضون نحو ضمان جناح القرار.<strong>‏</strong> ويقول أحد القادة الرياديني إن إحدى<br />

السمات الرئيسة املتعلقة بتفعيل أسلوب اتخاذ القرار الريادي <strong>في</strong> اجلامعات تتمثل<br />

<strong>في</strong> تفعيل العالقات (397 .(Smith,2010: فاملهم خالل هذه املناقشة واملشاورة هو<br />

أن يضع القائد الريادي نفسه <strong>في</strong> موضع مدير اجلامعة ليدرك االختالف <strong>في</strong> التفكير<br />

والعقلية.<strong>‏</strong> ومن ثم،<strong>‏</strong> وخالل عملية اتخاذ القرار،<strong>‏</strong> تأكد أن املسعى الريادي ميكن االعتماد<br />

عليه من جانب اجلامعة.<strong>‏</strong> فالقرارات التي نسعى إلى استصدارها ليست فريدة من<br />

نوعها وإمنا نحاول بشكل أساس حتسني منافسة اجلامعة،<strong>‏</strong> ومادمنا نتخذ قراراتنا<br />

بأسلوب دميقراطي،<strong>‏</strong> فإن وضع املنافسة يتمثل <strong>في</strong> استمرار اجلامعة <strong>في</strong> املضي قدمًا.<strong>‏</strong><br />

إن الطريقة اخلاصة باتخاذ القرارات اجلامعية تتطلب خبرة التفاوض التي يكتسبها<br />

القائد الريادي <strong>في</strong> مجال عمله حيث ميكنه من خالله توقع ماهية املناقشة التي قد<br />

يبدؤها الشخص اآلخر.<strong>‏</strong> فلو لم تكن لدى القائد الريادي تلك اخلبرة السابقة من داخل<br />

459<br />

مجلة اإلدارة العامة


أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

وخارج املجال األكادميي،<strong>‏</strong> لكان من املمكن أن يفشل <strong>في</strong> اإلقناع اخلاص بعملية اتخاذ<br />

القرار،<strong>‏</strong> ومن ثم الوصول إلى القرار الذي يريده <strong>‏</strong>)عشيبة،<strong>‏</strong> ‎2007‎؛ محجوب،<strong>‏</strong> 2003(.<br />

إن عملية اتخاذ القرار <strong>في</strong> اجلامعة تشجع على التفكير <strong>في</strong> طرق إبداعية للتواصل مع<br />

األشخاص مما يتطلب قضاء وقت كبير وبذل جهد إبداعي <strong>في</strong> املناقشة واإلقناع.<strong>‏</strong><br />

ومما يؤكد أهمية <strong>هذا</strong> العنصر ضرورة توافر الشجاعة والسمعة الطيبة والتحدث<br />

بصدق عند إجراء مناقشات أو مباحثات التخاذ القرار <strong>في</strong> اجلامعة.<strong>‏</strong> ترى إحدى<br />

الدراسات (2009 )Gibb, أن القائد الريادي بحاجة إلى قيادة تخيلية <strong>في</strong> نظام اجلامعة<br />

وقيادة شجاعة تسمح بأن تقوم عملية اتخاذ القرار على املناقشات واملشاورات أكثر من<br />

التوجيهات الصادرة مبوجب أوامر تن<strong>في</strong>ذية.<strong>‏</strong> وال شك أن اجلامعة متثل مكاناً<strong>‏</strong> يستحق<br />

الذهاب إليه حيث تدار األعمال من خالل طرح األسئلة واملناقشة واحملاورة واملشاورة.<strong>‏</strong><br />

فالقائد الريادي يتحمل املخاطرة استنادًا إلى املباحثات واملشاورات التي ال تتم مع قادة<br />

اجلامعات الداخلية فحسب،<strong>‏</strong> وإمنا مع القادة اخلارجيني من املستوى التن<strong>في</strong>ذي.<strong>‏</strong><br />

العنصر الثالث - التحدث والتعلم معً<strong>‏</strong> ا :Talking and learning together<br />

تبيني أن العنصر الثالث من عناصر القيادة الريادية <strong>في</strong> اجلامعات تتطلب قضاء<br />

قدر كبير من الوقت ومن ثم تتطلب جهدًا كبيرًا للتحدث بني األعضاء كفريق،<strong>‏</strong> نظراً<strong>‏</strong><br />

لطبيعة اتخاذ القرار الدميقراطية <strong>في</strong> اجلامعات.<strong>‏</strong> إن القيادة الرائدة يدعم بعضها<br />

بعضً<strong>‏</strong> ا بشكل أكبر من وضع اإلجراءات،<strong>‏</strong> فهي تتحدث <strong>في</strong>ما بينها بشكل دائم وتتعلم مع<br />

بعضها بشكل أكثر.<strong>‏</strong> يرى أحد القادة الرياديني أن العنصر الثالث ميكن أن يسمى<br />

بالتشابك .Meshing وقد وصف أحد املمارسيني وجه التشابك عندما أشار إلى أن<br />

القادة الرياديني يقضون أغلب وقتهم <strong>في</strong> التحدث والتعلم بشكل متناغم مع العديد<br />

من األطراف املهتمة،<strong>‏</strong> ومن ثم،<strong>‏</strong> يعرف كل شخص ما يحدث <strong>في</strong> منظمته،<strong>‏</strong> وعندما<br />

يقومون باالستثمار،<strong>‏</strong> تكون القيادة جاهزة لتدخل حيز التن<strong>في</strong>ذ ألنهم ليسوا متفاجئني،<strong>‏</strong><br />

كما أنهم يعرفون األسباب والتبريرات اخلاصة بالقرار.<strong>‏</strong> ويعد التحدث والتعلم أمراً<strong>‏</strong><br />

ثنائي االجتاه حيث يتيح للقادة الرياديني إمكانية التفاعل بشكل مالئم مع األقسام<br />

الداخلية <strong>في</strong> اجلامعة،<strong>‏</strong> ومع العالم اخلارجي على حد سواء.<strong>‏</strong> من املهم قضاء وقت كبير<br />

<strong>في</strong> التحدث والتعلم نظرًا للرغبة <strong>في</strong> إقناع اآلخرين حيث يشكل ذلك أمراً<strong>‏</strong> ضروريًا<br />

الزدهار الريادة (382 .)Smith,2010:<br />

460 مجلة اإلدارة العامة


القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

تنجح الريادة <strong>في</strong> اجلامعة نظرًا ألن اجلميع يتحدثون <strong>في</strong>ما بينهم.<strong>‏</strong> ويقول قائد<br />

ريادي:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"إن املفتاح الذي يضمن النجاح هو وجود ذوق عام،<strong>‏</strong> وقدر كبير من التحدث<br />

واملشاركة <strong>في</strong> العملية واملعرفة"<strong>‏</strong> (383 .)Smith,2010: إن املفتاح احلقيقي الذي يجعل<br />

القيادات الريادية <strong>في</strong> اجلامعة تعمل هو قضاء قدر كبير من الوقت <strong>في</strong> تبادل اآلراء<br />

ودمج الفرق األكادميية واإلدارية للعمل معًا.<strong>‏</strong> إن التقييم الذي يحدث <strong>في</strong> التعليم<br />

العالي متعلق بالكامل بتكوين فرق ميكنها العمل معًا على مشروع ما،<strong>‏</strong> بدالً<strong>‏</strong> من إدارة<br />

واحدة تتولى العمل.<strong>‏</strong> األمر الذي يعد تركيزًا رئيسً<strong>‏</strong> ا على القيادة الريادية حيث تتضمن<br />

اجلامعة بيئة داعمة إلى حد كبير.<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong> ما يدفع الناس إلى أن يروا أن اجلامعة تفعل<br />

الصواب بشكل مهني عندما يتعلق األمر بالشركة أو اجلامعة الريادية.<strong>‏</strong><br />

العنصر الرابع - الذكاء املتجانس :Harmonious Brilliance<br />

إن العنصر الرابع من عناصر القيادة الريادية <strong>في</strong> اجلامعات هو تطبيق الذكاء<br />

املتجانس.<strong>‏</strong> فعملية تعلم بعضنا من بعض تغذي قيمة وتطبيق استخدام <strong>هذا</strong> التعلم على<br />

الريادية.<strong>‏</strong> ومن الواضح أن هذه القيمة يرعاها العمل <strong>في</strong> مناخ مالئم حيث يكون هناك<br />

تطبيق للطريقة املثلى <strong>في</strong> عمل األشياء.<strong>‏</strong> فالقائد الريادي يهتم مبا ميكن لفريقه أن<br />

يحققه وما يجب أن يحققه،<strong>‏</strong> حيث يجب أن تكون النتائج ذات معايير عالية،<strong>‏</strong> وأن تطبيق<br />

الذكاء يقوم على التكامل والسمعة <strong>في</strong> حتقيق النتائج،<strong>‏</strong> فال ميكن أن نرى فرقاً<strong>‏</strong> بني ما<br />

تفعله اجلامعة وما تقوم به شركات القطاع اخلاص.<strong>‏</strong> ويهتم القائد الريادي <strong>في</strong> اجلامعة<br />

بقيمة ذكاء العاملني التي تقدرها املؤسسة،<strong>‏</strong> خاصة عند التوظيف حيث ال يوظف إال<br />

من ميلك مستوى ذكاء يساعد املنظمة <strong>في</strong> الوصول إلى أهدافها بشكل سريع وبتكاليف<br />

أقل،<strong>‏</strong> خاصة أنهم قادرون على تبادل خبراتهم وتطبيق <strong>هذا</strong> التبادل من خالل الدعم<br />

واملساعدة واخلدمة الذاتية.<strong>‏</strong><br />

وهكذا فإن املناخ الريادي الذي ينشأ <strong>في</strong> املنظمة سواء اجلامعة أو غيرها هو<br />

عندما يكون كل شخص له قيمته وعندما يتم وضع اإلستراتيجيات بناء على القيمة<br />

املذكورة أعاله.<strong>‏</strong> ويعتقد القادة الرياديون أن لديهم القدرة على حتديد أفضل أشكال<br />

التعاون الذي تنشئه املنظمة،<strong>‏</strong> وأفضل بيئة متكن من مشاركة الذكاء بني العاملني<br />

وصوالً<strong>‏</strong> إلى االبتكار.<strong>‏</strong> ويرى أحد القادة الرياديني األكادمييني أن اجلامعة التي تقدر<br />

وتقيم مواطن قوى القادة الرياديني تخلق مناخاً<strong>‏</strong> داعماً<strong>‏</strong> ميكّن األفراد من دعم بعضهم<br />

لبعض <strong>‏</strong>)بوك،<strong>‏</strong>‎2010‎؛ al, 2009 .(Gibb, et<br />

461<br />

مجلة اإلدارة العامة


أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

3- القواسم المشتركة بين القيادات الريادية <strong>في</strong> الجامعات:<strong>‏</strong><br />

تبدأ القيادة الريادية بالتفكير الريادي Entrepreneurial thinking بشكل<br />

أكثر مما سواه،<strong>‏</strong> <strong>هذا</strong> التفكير يبدأ بفرد وليس بلجنة أو وحدة خاصة.<strong>‏</strong> وحيث<br />

إن اجلامعات هي محركات االبتكار،<strong>‏</strong> فإننا نرى أن هناك حاجة إلى وجود نوعية<br />

فريدة من القيادة،<strong>‏</strong> األمر الذي يبدأ من األعلى.<strong>‏</strong> ويشير Judith Rodin الذي كان<br />

يشغل منصب رئيس جامعة بنسلفانيا إلى أن اجلامعات بحاجة إلى قدوة ... تلك<br />

الصفات التي نريد أن تتبناها اجلامعة خللق مناخ يسمح بازدهار الريادة واالبتكار،<strong>‏</strong><br />

لذلك يتأكد وجود عدد من القواسم املشتركة الرئيسة بني القيادات الريادية <strong>في</strong><br />

اجلامعات،<strong>‏</strong> وهي كما يلي (85-86 Goldstein, :2010 :(Thorp&<br />

أوالً:<strong>‏</strong> يعبر القائد الريادي الفعال عن رسالة اجلامعة وقيمها،<strong>‏</strong> وطريقة التفكير<br />

عن كافة األنشطة التي حتدث داخل مجتمع اجلامعة.<strong>‏</strong> وعلى الرغم من اتساعها<br />

من الناحية النموذجية وإمكانية تفسيرها،<strong>‏</strong> توفر رسالة اجلامعة املكتوبة بعناية إلى<br />

جانب مجموعة من القيم ذات الصلة توجيهًا يوميًا لألشخاص مبختلف مواضعهم<br />

على املخطط التنظيمي للجامعة.<strong>‏</strong> جدير بالذكر أن القائد املتفرغ لالبتكار يدرك أن<br />

مجرد إدارة مجموعة من القواعد ضمن هيكل صلب وتسلسلي من شأنه دعم االبتكار<br />

أو املنهج الريادي اخلاص بحل املشكالت والتعامل مع الفرص.<strong>‏</strong> إنه يعي أن املهمة<br />

األكبر تتمثل <strong>في</strong> متكني األشخاص املبدعني <strong>في</strong> كافة أرجاء املؤسسة وتو<strong>في</strong>ر الدعم لهم<br />

واملساحة التي متكنهم من االبتكار.<strong>‏</strong> وعندما يصاحب <strong>هذا</strong> التمكني مفاهيم عن املساءلة<br />

والتأثير،<strong>‏</strong> فإنه يخلق ثقافة األداء املرتفع التي تتبنى التغيير كشكل من أشكال الفرص.<strong>‏</strong><br />

إن تاريخ غالبية اجلامعات البحثية ميثل نقطة انطالق نحو تكوين املعتقدات الرئيسة<br />

لها.<strong>‏</strong> كما أن وضع الرسالة الصحيحة للجامعة يعد أقل أهمية من االلتزام بتبني رسالة<br />

يستوعبها املجتمع اجلامعي ويعمل بناءً<strong>‏</strong> عليها.<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> سبيل حتقيق ذلك،<strong>‏</strong> يتعني على<br />

القائد الريادي أن يتحدث بحرية عن الطموحات والقيم الدائمة.<strong>‏</strong> فمن خالل املقابالت<br />

الشخصية،<strong>‏</strong> والظهور اجلماهيري،<strong>‏</strong> واملؤمترات الصغيرة،<strong>‏</strong> وحتى االجتماعات الثنائية،<strong>‏</strong><br />

ميكن للقائد الريادي أن يوضح املبادئ األساسية الرئيسة للجامعة وأن يستخدمها<br />

للوصول إلى قرارات بشأن املشكالت احلالية،<strong>‏</strong> وأنه سوف يتم اتباع األسلوب نفسه <strong>في</strong><br />

اجلامعة كلها،<strong>‏</strong> كما أن اإلحساس بالرسالة والقيم املتأصلة سوف ينتشر خالل الثقافة<br />

الريادية بأسرها.<strong>‏</strong><br />

462 مجلة اإلدارة العامة


القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

ثانياً:<strong>‏</strong> يدرك القادة الرياديون متامًا أن وظيفتهم تتعلق بإنشاء ثقافة ريادية أكثر<br />

من محاولة إصالح الهيكل .structure إنهم يعرفون أنه ليس هناك عجز <strong>في</strong> الوسط<br />

األكادميي من األشخاص املعتادين على عمل القوانني وتفسيرها وتن<strong>في</strong>ذها.<strong>‏</strong> ف<strong>في</strong><br />

أية مؤسسة كبيرة،<strong>‏</strong> يلعب واضعو القواعد دورًا مهمًا،<strong>‏</strong> كما أن القادة الفاعلني يدركون<br />

ويحترمون الدور الذي يلعبه هؤالء األشخاص <strong>في</strong> السماح للجامعة بالعمل بكفاءة<br />

واتساق وشفا<strong>في</strong>ة.<strong>‏</strong> إال أن الثقافة الريادية تزدهر <strong>في</strong> املناخ الذي يدعم اإلبداع واالبتكار<br />

والتميز.<strong>‏</strong> ومن ثم يقوم القائد الفاعل ببناء مثل هذه الثقافة <strong>في</strong> كل فرصة تتاح له،<strong>‏</strong><br />

وذلك بشكل أكبر مما يحدث مع اإلجراءات الرمزية ال الصغيرة.<strong>‏</strong><br />

إن القادة الرياديني يدركون أن الفرص تؤثر على ثقافة اجلامعة <strong>في</strong> كل إجراء<br />

يتخذونه،<strong>‏</strong> بداية من كي<strong>في</strong>ة تنظيم مكاتبهم ووصوالً<strong>‏</strong> إلى كي<strong>في</strong>ة عقد االجتماعات،<strong>‏</strong> وخاصة<br />

<strong>في</strong>ما يتعلق بكي<strong>في</strong>ة قضاء الوقت.<strong>‏</strong> فإذا ظلوا <strong>في</strong> الوظيفة لفترة طويلة بشكل كافٍ،<strong>‏</strong> سوف<br />

تعكس الثقافة شخصياتهم وآراءهم حول العالم.<strong>‏</strong> إن القائد الذي يتمتع بأسلوب غير<br />

رسمي،<strong>‏</strong> واملعتاد على طرح أسئلة،<strong>‏</strong> واملتواضع مبا يك<strong>في</strong> لتقبل النصح سوف يقوم بخلق<br />

ثقافة ريادية مختلفة متامًا عن تلك التي كونها القائد الذي يتمتع بشخصية رسمية،<strong>‏</strong><br />

فالقادة الرياديون واضحون بشأن دورهم <strong>في</strong> إنشاء الثقافة التي يرغبون <strong>في</strong>ها.<strong>‏</strong><br />

ثالثاً:<strong>‏</strong> يهتم القادة الرياديون باإلستراتيجية الريادية لتو<strong>في</strong>ر خارطة الطريق اخلاصة<br />

باألنشطة اليومية ملؤسساتهم.<strong>‏</strong> فبينما يجب أن تتجاوز املهمة والقيم والثقافة األحداث<br />

اليومية،<strong>‏</strong> حتدد اإلستراتيجية مجموعة من األنشطة التي يجتمع بعضها مع بعض<br />

لتجعل مؤسسة ما مختلفة عن نظرائها.<strong>‏</strong> إن الهدف هو خلق ميزة مستدامة قائمة<br />

على املقارنة.<strong>‏</strong> حتى إن التن<strong>في</strong>ذ الرائع <strong>في</strong> غياب إستراتيجية متميزة سوف يؤدي إلى<br />

االرتباك،<strong>‏</strong> وسيعني <strong>في</strong> النهاية استمرار الوضع الراهن.<strong>‏</strong> لكن يقوم القادة الرياديون<br />

بوضع اإلستراتيجية <strong>في</strong> بداية األمر ثم يقومون بتوظيفها خالل املؤسسة من أجل<br />

اتخاذ قرارات مهمة.<strong>‏</strong> ويذكر (2004) Clark أن من بيني أهم صفات مدير اجلامعة<br />

اتباع إستراتيجية ريادية متميزة على الرغم من أن عملية وضع إستراتيجية تتضمن<br />

بشكل منوذجي العديد من أفراد املجتمع،<strong>‏</strong> ومن ثم فإن بدء العملية وصوالً<strong>‏</strong> إلى توضيح<br />

النتائج هو وظيفة القائد الريادي.<strong>‏</strong><br />

رابعاً:<strong>‏</strong> يستطيع القادة الرياديون تن<strong>في</strong>ذ العمل اليومي اخلاص بترجمة األفكار<br />

إلى واقع،<strong>‏</strong> ويستمتعون به.<strong>‏</strong> ويشير Thorp و Goldstein إلى أن Erskine Bowles<br />

مدير شؤون املوظفني السابق للرئيس كلينتون والرئيس احلالي جلامعة شمال والية<br />

463<br />

مجلة اإلدارة العامة


أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

كاليفورنيا حتدث عن منهجه اخلاص بإعداد نفسه للوظيفة <strong>في</strong> اجلامعة،<strong>‏</strong> قائالً:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"لقد<br />

قمت بكم هائل من العمل <strong>في</strong> املنزل.<strong>‏</strong> كما قرأت كل ما قد ميت بصلة إلى اجلامعة ...<br />

ودرست التاريخ واخلطة الطويلة األجل.<strong>‏</strong> ودرست ميزانية النظام ... وميزانية كل<br />

املوجودين <strong>في</strong> احلرم اجلامعي".<strong>‏</strong> عالوة على ذلك،<strong>‏</strong> فقد وصف عملية تولي مسؤولية<br />

املنصب والتي تتضمن وضع أهداف واضحة ضمن سياق رسالة اجلامعة،<strong>‏</strong> وطريقة<br />

توضيحها بقوله <strong>‏</strong>"تن<strong>في</strong>ذ،<strong>‏</strong> تن<strong>في</strong>ذ،<strong>‏</strong> تن<strong>في</strong>ذ"<strong>‏</strong> ضمن املراحل الزمنية القائمة،<strong>‏</strong> إضافة إلى<br />

مساءلة واضحة لكافة األطراف ذات الصلة )2010: 86(.<br />

كذلك أشار إلى أن التن<strong>في</strong>ذ <strong>في</strong> املؤسسة الكبيرة،<strong>‏</strong> يعد أمرًا صعبًا <strong>في</strong> حالة االعتماد<br />

على املساعدة من جانب فريق ماهر،<strong>‏</strong> إذ يعبر إرسكني باولز Erskine Bowles عن ذلك<br />

بقوله:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"إذا كان هناك 100 سبب وراء جناح املؤسسة،<strong>‏</strong> فإن األسباب من 1 إلى 98 تتمثل<br />

<strong>في</strong> فريق اإلدارة القوي والناجح والفعال".<strong>‏</strong> إن القادة الفاعلني بطبيعتهم بناة فرق طوال<br />

حياتهم،<strong>‏</strong> وتتضح هذه احلقيقة من بداية احلوار.<strong>‏</strong> إنهم يقدمون مزايا لآلخرين خلفض<br />

مساهماتهم اخلاصة.<strong>‏</strong> كما أنهم يعرفون قدر تنوع اآلراء ويتجنبون أي منهج يعتمد<br />

بدرجة كبيرة على مجموعة صغيرة من املستشارين املنتقيني بعناية ومتقاربي اآلراء<br />

(86 Goldstein, :2010 .(Thorp& وهكذا فإن القادة الرياديني يتمتعون بتاريخ<br />

حافل بتكوين فرق متميزة يحظى أفرادها بخبرة عريضة ومتنوعة وسجل حافل بحل<br />

املشكالت املعقدة والبسيطة،<strong>‏</strong> وعلى استعداد لتحدي فرضيات القادة اجلدد.<strong>‏</strong><br />

خامساً:<strong>‏</strong> يهتم القادة الرياديون بتنمية موارد اجلامعة املالية،<strong>‏</strong> األمر الذي يعد مهمًا<br />

نظرًا ألن مهمتهم هي قيادة جهود تطوير اجلامعة.<strong>‏</strong> إنهم يسعون جلمع األموال للجامعة<br />

حيث يتنافسون مع غيرهم <strong>في</strong> ذلك.<strong>‏</strong> جتدر اإلشارة إلى أن أحد الرؤساء حتدث عن<br />

االشتراك مع املتبرعني <strong>في</strong>ما يتعلق باألمور املهمة اخلاصة باجلامعة،<strong>‏</strong> ذلك ألن منظور<br />

املتبرعيني ورؤيتهم تكون <strong>في</strong> الغالب مختلفة عن تلك اخلاصة بزمالئهم األكادمييني.<strong>‏</strong><br />

فبالنسبة إليه،<strong>‏</strong> لم يكن االشتراك حيلة مصممة إلشعار املتبرع باألهمية،<strong>‏</strong> بل إنه نابع<br />

من الرغبة األصلية لتعلم شيء جديد.<strong>‏</strong> وتؤدي هذه العملية إلى نتيجة قوية،<strong>‏</strong> حيث<br />

يوسع القائد دائرة مستشاريه وثقته بهم كي تتضمن متبرعني مهمني نظرًا لتقديره<br />

الشخصي للنصح واإلرشاد.<strong>‏</strong> ويشعر املتبرع باالرتباط بشكل أكبر باملؤسسة نظرًا<br />

الشتراك قائدها بشكل جاد <strong>في</strong> األمور التي متثل أهمية بالنسبة للجامعة.<strong>‏</strong> وكلما<br />

أصبح املتبرع أكثر ارتباطً<strong>‏</strong> ا باجلامعة،<strong>‏</strong> ارتفع مستوى التزامه جتاه اجلامعة ومن ثم ارتفع<br />

معدل عطائه لها.<strong>‏</strong><br />

464 مجلة اإلدارة العامة


القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

أن القادة الرياديني <strong>في</strong> اجلامعات يتبعون منهجً<strong>‏</strong> ا رياديًا <strong>في</strong> حل املشكالت،<strong>‏</strong> ويعتمدون<br />

على النتائج.<strong>‏</strong> كما يحبون اختبار املبادرات قبل تقدمي وعود طويلة األجل.<strong>‏</strong> إنهم يؤمنون<br />

بأهمية قياس التأثير جنبًا إلى جنب مع املساءلة املؤسسية والفردية،<strong>‏</strong> فالقادة الرياديون<br />

مهرة <strong>في</strong> إضفاء الوجه البشري على أية جهود تطوير.<strong>‏</strong> كما ذكرنا من قبل،<strong>‏</strong> فإن النمط<br />

الشخصي مهم جدًا.<strong>‏</strong> إن قادة اجلامعة الفاعلني يتصرفون بحرية <strong>في</strong> كا<strong>في</strong>تريا الطالب<br />

متامًا كما يفعلون <strong>في</strong> قاعة االجتماعات.<strong>‏</strong> وقد يتناولون الغداء مع أولياء أمور الطالب<br />

اجلدد متامًا كما يفعلون مع رئيس مؤسسة ما،<strong>‏</strong> ويعرفون أسماء وتاريخ عائالت حراس<br />

املتنزهات إلى جانب أمناء اجلامعة.<strong>‏</strong> وال يتقاعسون بأي حال من األحوال عن توصيل<br />

رسالتهم الرئيسة.<strong>‏</strong> األمر الذي يصفه زمالؤهم بشكل جميل بالقول:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"أن تكون كمدير<br />

للجامعة <strong>في</strong> كل مكان"<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)قوي،<strong>‏</strong> 35(. 2009: إلعادة صياغة ما قاله ،Woody Allen<br />

فإنهم <strong>في</strong> حاجة إلى إدراك أن جزءًا كبيرًا من مهمتهم هو العرض الذي يقومون من<br />

خالله ببناء إرادة قوية.<strong>‏</strong><br />

وقد قدم رامسدين مجموعة من مبادئ القيادة الريادية األكادميية <strong>‏</strong>)شاتوك،<strong>‏</strong> 2008(<br />

على النحو التالي:<strong>‏</strong><br />

- يتم تركيز القيادة على النتائج،<strong>‏</strong> مبعنى إتاحة الظروف املناسبة التي تسمح بالبحث<br />

والتدريس املتميزين وزيادة الوعي لدى العاملني بحيث يرحبون بالتغيير.<strong>‏</strong><br />

- حتتاج القيادة إلى التسليم بأن عملياتها ذات مستويات متعددة <strong>في</strong>ما يتعلق باجلامعات<br />

وأفراد هيئة العاملني.<strong>‏</strong><br />

- إن القيادة عملية ارتباطية،<strong>‏</strong> حيث ترتبط باملواقف ويجب أن يكون هناك زمالء آخرون<br />

لتحديد ما إذا ما كنت قائدًا بالفعل أو ال.<strong>‏</strong><br />

- يجب أن يتعلم القادة أيضً<strong>‏</strong> ا كي<strong>في</strong>ة القيام مبهامهم.<strong>‏</strong><br />

- يجب أن تكون القيادة األكادميية حتويلية،<strong>‏</strong> مبعنى أنها تختص مبساعدة األشخاص<br />

العاديني على عمل أشياء خارقة للعادة ومساندة األكادميييني على قبول التغيير<br />

وحتويل أداء األفراد باعتبارهم قادة.<strong>‏</strong><br />

4- تحديات القيادة الريادية <strong>في</strong> الجامعات:<strong>‏</strong><br />

يؤكد )2005 )Bulger أن القيادة الريادية <strong>في</strong> مجال التعليم العالي تواجه اليوم<br />

ثالثة حتديات كبيرة،<strong>‏</strong> وهي برامج الفنون التقليدية والعلوم اإلنسانية <strong>‏</strong>)اآلداب التقليدية<br />

465<br />

مجلة اإلدارة العامة


أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

واملناهج اإلنسانية(،<strong>‏</strong> ومحدودية املوارد،<strong>‏</strong> والتصورات العامة.<strong>‏</strong> ويعتقد Bulger أن<br />

الطريقة التي تتم بها االستجابة إلى هذه التحديات القائمة على احلرية األكادميية،<strong>‏</strong><br />

هو االنخراط <strong>في</strong> قدر أكبر من االعتماد على الذات.<strong>‏</strong> يقدم االعتماد على الذات<br />

كنشاط نهجً<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ا آخر لتعزيز مهارات القيادة (410 .(Yukl, :2006 يقول Yukl إن<br />

أساليب االعتماد على الذات متاحة لتحسيني القيادة،<strong>‏</strong> مبا <strong>في</strong> ذلك كتب املمارسيني<br />

وأشرطة ال<strong>في</strong>ديو التعليمية أو األقراص املدمجة وبرامج احلاسوب التفاعلية.<strong>‏</strong> وتهدف<br />

بعض هذه التقنيات أن تكون بديالً<strong>‏</strong> عن برامج التدريب الرسمية،<strong>‏</strong> ويستخدم بعضها<br />

الستكمال التدريب،<strong>‏</strong> والبعض اآلخر يهدف إلى تسهيل التعلم من التجربة.<strong>‏</strong> ومن املتوقع<br />

أن ينخرط التعليم العالي العام <strong>في</strong> املزيد من <strong>‏</strong>"مساعدة الذات"<strong>‏</strong> حيث إنها <strong>في</strong> الوقت<br />

احلالي ال تعتمد بشكل حصري على الدعم احلكومي <strong>في</strong> التمويل والتنظيم.<strong>‏</strong> و<strong>في</strong><br />

سياق قيادة التعليم العالي،<strong>‏</strong> دافع (2005) Bulger عن تركيز العلوم اإلنسانية على<br />

احلكمة واملعرفة <strong>في</strong>ما يتعلق بتنمية العقل ورعاية الفكر،<strong>‏</strong> باعتباره الهدف الرئيسي،<strong>‏</strong><br />

وعلى أعضاء هيئة التدريس والطالب متابعة دراستهم بحماس متجدد للمساعدة <strong>في</strong><br />

دعم حتقيق التوازن األكادميي بني الفنون والعلوم.<strong>‏</strong><br />

قال )4 :1998( Ramsden إن القيادة اجليدة ميكن أن جتعل العمل األكادميي<br />

جتربة أكثر متعة وأكثر إنتاجية للجميع،<strong>‏</strong> مبا <strong>في</strong> ذلك القائد.<strong>‏</strong> ويشير Ramsden إلى<br />

قيمة أفكار Kotter لفهم القيادة <strong>في</strong> البيئات األكادميية احلالية التي تربط بني القيادة<br />

واإلدارة.<strong>‏</strong> <strong>في</strong> بعض األحيان كانت القيادة واإلدارة ضعيفتني على حد سواء أو كانت<br />

واحدة منهما تهيمن على األخرى.<strong>‏</strong> يوافق Ramsden على أن القيادة القوية بدون إدارة<br />

قوية تعد صفة مميزة للسياقات األكادميية التقليدية وذات آثار مدمرة على االجتاهات<br />

االبتكارية.<strong>‏</strong> إدارة قوية بدون قيادة قوية تسهم <strong>في</strong> الشعور باإلضعاف والسخط وثقافة<br />

االمتثال وضعف الرغبة <strong>في</strong> التغيير،<strong>‏</strong> والتي رافقت محاوالت عديدة التخاذ تدابير<br />

املساءلة ونظم إدارة األداء <strong>في</strong> اجلامعات و<strong>في</strong> أنظمة التعليم العالي عمومًا.<strong>‏</strong> وعالوة<br />

على ذلك،<strong>‏</strong> أيد Ramsden التطبيق العام لنموذج Kotter البسيط.<strong>‏</strong> من الواضح أن<br />

األشخاص <strong>في</strong> اجلامعات يعتقدون أن اإلدارة القوية والعادلة والفعالة والتي تسهم <strong>في</strong><br />

إجناز األعمال على نحو فعال،<strong>‏</strong> تختلف عن القيادة امللهمة،<strong>‏</strong> ولكن كلتيهما مطلوبة بالقدر<br />

نفسه 2008) ،(Sriyanalugsana, .)Ramsden,1998:109)<br />

وبناء على ذلك،<strong>‏</strong> يقول )106 :1998) ،Ramsden وحسب شروط Kotter أنه<br />

<strong>في</strong> حالة قدرة اجلامعات وقادتها على االبتكار بدون إدارة قوية،<strong>‏</strong> فإنها لن تتمكن<br />

466 مجلة اإلدارة العامة


القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

من تقدمي خدماتها <strong>في</strong> الوقت احملدد و<strong>في</strong> حدود امليزانية.<strong>‏</strong> وعلى الرغم من<br />

مناسبة ذلك إال أنهم قد ال يدركون احلاجة لقيادة قوية وداعمة.<strong>‏</strong> وباإلضافة إلى<br />

ذلك،<strong>‏</strong> كتب رامسدن (1998) Ramsden أن القيادة اجليدة تساعد <strong>في</strong> خلق بيئة<br />

لألكادمييني تساعدهم على التعلم املستمر،<strong>‏</strong> لتحقيق أفضل استفادة من معرفتهم،<strong>‏</strong><br />

وحل املشاكل <strong>في</strong> مجاالت البحث والتدريس بشكل تعاوني وكذلك بشكل فردي<br />

والشعور باإللهام من أجل التغلب على العقبات التي يطرحها التغير واالضطرابات<br />

<strong>في</strong> احلياة اجلامعية (21 .)Sriyanalugsana, :2008<br />

وقد وجدت الدراسة أن القادة الرياديني <strong>في</strong> املؤسسات ميكنهم الوصول إلى مستوى<br />

متقدم <strong>في</strong> <strong>هذا</strong> املجال،<strong>‏</strong> والقيام بالعمل املطلوب بدون إذن من اجلامعة أو طلب للحصول<br />

على موافقة من جلنة ما.<strong>‏</strong> وقد ذكر أحد املمارسني أنه إذا كان للقادة الرياديني تزويد<br />

اجلامعات ببرامج حقيقية وفعالة،<strong>‏</strong> فإن عليهم أن يقرنوا بني الصناعة واملجال األكادميي<br />

وأن يقوموا بذلك دون انتظار قرار األكادمييني الذي قد يستغرق 20 وقتاً<strong>‏</strong> طويالً<strong>‏</strong> حتى<br />

يصدر.<strong>‏</strong> ومن ثم،<strong>‏</strong> فإذا لم يتم األمر سريعًا وعلى نحو صحيح،<strong>‏</strong> فسوف ترتبط الصناعة<br />

بجامعة أخرى 394) .(Smith, 2010:<br />

سادساً<strong>‏</strong> - حاالت مميزة لتطبيق القيادة الريادية <strong>في</strong> الجامعات العالمية:<strong>‏</strong><br />

عرفت اجلامعات العاملية القيادة الريادية على مختلف املستويات،<strong>‏</strong> حيث جند الكثير<br />

من ممارسات القيادة الريادية <strong>في</strong> اجلامعات العاملية على كافة املستويات القيادية أو<br />

حتى على مستوى إدارات اجلامعات نفسها،<strong>‏</strong> سواء على مستوى رئيس اجلامعة أم عمداء<br />

الكليات ورؤساء األقسام.<strong>‏</strong> وسنستعرض بعض احلاالت املميزة لتطبيق القيادية الريادية<br />

<strong>في</strong> بعض اجلامعات <strong>في</strong> الواليات املتحدة األمريكية و<strong>في</strong> اململكة املتحدة،<strong>‏</strong> وأستراليا.<strong>‏</strong><br />

1- القيادة الريادية <strong>في</strong> الجامعات األمريكية:<strong>‏</strong><br />

يوضح )1 :1995) Munitz أن اجلامعات األمريكية ال تتغير بسهولة،<strong>‏</strong> وأن التحوالت<br />

الكبرى <strong>في</strong> مجال التعليم العالي <strong>في</strong> الواليات املتحدة كانت نادرة Sriyanalugsana,<br />

(21 :2008( ومع ذلك،<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> تسعينيات القرن العشرين،<strong>‏</strong> أشار )1990) Munitz إلى<br />

أن هناك تغييرات جذرية من شأنها أن حتدث تغييرًا جوهريًا <strong>في</strong> طبيعة اجلامعة عما<br />

عرفناها منذ قرن تقريباً.<strong>‏</strong> وهذه التغييرات من شأنها أن تفرض تعديالت على طريقة<br />

إدارة العملية التعليمية،<strong>‏</strong> وطرق متويل الكليات واجلامعات،<strong>‏</strong> وطريقة إدارة هذه املؤسسات،<strong>‏</strong><br />

وسوف حتتاج الكليات واجلامعات إلى إعادة هيكلة العمليات اإلدارية،<strong>‏</strong> وذلك نتيجة<br />

467<br />

مجلة اإلدارة العامة


أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

لتعديل املفاهيم التقليدية حول القيادة األكادميية وتبني مفهوم القيادة الريادية من<br />

قبل رؤساء اجلامعات (21 (Sriyanalugsana, :2008 .)Munitz,1990:1) ف<strong>في</strong> <strong>هذا</strong><br />

السياق،<strong>‏</strong> قال (2001) Martinez أن القيادة <strong>في</strong> التعليم العالي األمريكي اجتهت إلى تبني<br />

توجه جديد هو الريادة.<strong>‏</strong> وب<strong>هذا</strong> وجب على قادة التعليم العالي،<strong>‏</strong> ومديري الكليات أن يكونوا<br />

أكثر تقدمية وقدرة على االبتكار واألفكار اخلالقة إلدارة اإلصالح والتغيير الذي سوف<br />

يظهر <strong>في</strong> املستقبل،<strong>‏</strong> ويرى أنه يجب أن تأخذ هذه القيادة اجلديدة اجتاهات جديدة <strong>في</strong><br />

مجاالت األخالقيات والتعاون واملساءلة واخلصخصة والتعليم الدولي والتعليم عن بعد<br />

والعمل التطوعي والتعددية الثقا<strong>في</strong>ة (21 .)Sriyanalugsana, :2008<br />

ويشير Judith Rodin رئيس جامعة بنسلفانيا إلى أن القيادة اجلامعية يجب<br />

أن تبدأ بالتفكير الريادي بشكل أكثر،<strong>‏</strong> حيث يبدأ <strong>هذا</strong> التفكير الريادي بالقائد الفرد<br />

وليس بلجنة أو وحدة خاصة حيث يقول:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"إننا بحاجة إلى قدوة ... تلك الصفات<br />

التي نريد أن تتبناها الكلية خللق مناخ يسمح بازدهار الريادة واالبتكار"،<strong>‏</strong> عندما عقدنا<br />

لقاءات شخصية مع قادة أكادمييني يتبنون منط القيادة الريادية،<strong>‏</strong> وجدنا بعض القواسم<br />

املشتركة الرئيسة (85 Goldstein,2010: .(Thorp& إن القادة الرياديني على دراية<br />

بتن<strong>في</strong>ذ العملية اليومية اخلاصة بترجمة األفكار إلى واقع،<strong>‏</strong> بل حتى إنهم يستمتعون بها.<strong>‏</strong><br />

ويذكر - Erskine Bowles مدير شؤون املوظفني السابق للرئيس كلينتون ورئيس<br />

جامعة شمال والية كاليفورنيا الحقاً<strong>‏</strong> - عن منهجه اخلاص بإعداد نفسه للوظيفة<br />

قائلالً:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"لقد قمت بكم هائل من العمل <strong>في</strong> املنزل.<strong>‏</strong> كما قرأت كل ما قد ميت بصلة<br />

إلى اجلامعة ... ودرست تاريخ اجلامعة وخطتها اإلستراتيجية،<strong>‏</strong> كما درست امليزانية<br />

لكل املوجودين <strong>في</strong> احلرم اجلامعي"<strong>‏</strong> عالوة على ذلك،<strong>‏</strong> فقد وصف عملية تولي مسؤولية<br />

املنصب والتي تتضمن وضع أهداف واضحة ضمن سياق رسالة اجلامعة،<strong>‏</strong> وطريقة<br />

توضيحها بقوله:<strong>‏</strong> اخلطة اإلستراتيجية والطموح واضح وكل ما نحتاجه هو <strong>‏</strong>"تن<strong>في</strong>ذ،<strong>‏</strong><br />

تن<strong>في</strong>ذ،<strong>‏</strong> تن<strong>في</strong>ذ"<strong>‏</strong> وذلك ضمن املراحل الزمنية القائمة،<strong>‏</strong> إضافة إلى توضيح املساءلة لكافة<br />

األطراف ذات الصلة.<strong>‏</strong><br />

<strong>في</strong> الواقع،<strong>‏</strong> إن معظم قادة اجلامعات الريادية <strong>في</strong> الواليات املتحدة،<strong>‏</strong> على<br />

استعداد للتشمير عن سواعدهم والتعامل مع تعقيدات األمور التي يرون أنها<br />

مهمة (87 Goldstein, :2010 ،)Thorp & وهناك بالطبع فارق كبير بني اإلدارة<br />

الريادية الفعالة،<strong>‏</strong> واإلدارة اجلزئية.<strong>‏</strong> والقادة الرياديون <strong>في</strong> اجلامعات األمريكية<br />

يقومون ببناء فرق العمل وتكليفها باملهام واملسؤوليات،<strong>‏</strong> فهم ال يحاولون القيام<br />

468 مجلة اإلدارة العامة


القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

مبهام زمالئهم.<strong>‏</strong> وعندما يتعلق األمر مبسؤولياتهم اخلاصة،<strong>‏</strong> فإنهم ينتقدونهم برفق<br />

ويتعاملون مع تعقيدات املهام اخلاصة بأسلوب يدفع نحو تن<strong>في</strong>ذ املهام وعلى شكل<br />

منوذج سلوكي يحتذى به.<strong>‏</strong> لقد واجهت رئيسة جامعة بنسلفانيا Judith Rodin<br />

حتديًا كبيرًا بشأن إعادة تطوير ويست <strong>في</strong>الديل<strong>في</strong>ا،<strong>‏</strong> ولكنها استخدمت طريقة لذلك<br />

من خالل إخبار الطالب والكلية واخلريجني أن اجلامعة ال تستطيع أن تتحدث عن<br />

تأثيرات أكبر مشاكل العالم،<strong>‏</strong> <strong>في</strong> حني تتجاهل املشكالت التي تواجهها <strong>في</strong> فنائها<br />

اخلل<strong>في</strong> وتعجز عن التعامل معها (88 Goldstein, :2010 .)Thorp &<br />

يقول القائد الريادي Drew Gilpin Faust رئيس جامعة هارفارد:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"إن جزءًا كبيرًا<br />

من وظيفتي يكمن <strong>في</strong> االستماع إلى األشخاص،<strong>‏</strong> ومحاولة حتديد مواضعهم ورؤيتهم<br />

للعالم حتى يتسنى لي إدراك كي<strong>في</strong>ة تعبئة فهمهم ألنفسهم مبا يصب <strong>في</strong> صالح أولويات<br />

املؤسسة".<strong>‏</strong> وهكذا فإن القائد الريادي الفاعل يتمتع بقدرة استثنائية على التواصل مع<br />

األشخاص،<strong>‏</strong> واإليحاء للجميع بأنه توجد بينهم عالقة شخصية ومهنية مهمة مع شخص<br />

يشغل مكتب رئيس اجلامعة.<strong>‏</strong> ويرى القادة املتميزون أن تلك العالقات توفر أساسً<strong>‏</strong> ا لكل<br />

شيء يسعون إلى إجنازه تقريباً.<strong>‏</strong><br />

وتؤكد الدراسات أن مديري اجلامعات األمريكية يقضون من 21 إلى %40 من<br />

أوقاتهم <strong>في</strong> تطوير العالقات اخلارجية،<strong>‏</strong> وتؤكد الدراسة إن أكثر من %30 من مديري<br />

اجلامعات يلتقون مع مديري العالقات العامة <strong>في</strong> جامعاتهم أكثر من التقائهم مع أي<br />

شخص آخر <strong>في</strong> اجلامعة،<strong>‏</strong> فشخصية مدير اجلامعة تنعكس على سمعة اجلامعة.<strong>‏</strong><br />

والشخصية القوية تؤدي إلى إعطاء جاذبية واعتبار للجامعة وتعطي الثقة للجامعة،<strong>‏</strong><br />

ودور مدير اجلامعة مهم جداً<strong>‏</strong> وهو األساس <strong>في</strong> تكوين العالقات املميزة بني اجلامعة<br />

ومجتمعها وجذب الدعم اللالزم لتحقيق أهدافها،<strong>‏</strong> وتؤدي عالقات مدير اجلامعة دور<br />

تقدمي املشورة والرأي لقيادة اجلامعة حول التطوير التنظيمي واألكادميي للجامعة<br />

وقدراتها البحثية <strong>‏</strong>)العبدلي،<strong>‏</strong>‎2010‎<strong>‏</strong>(،<strong>‏</strong> كما أن بناء عالقات وثيقة مع متخذي القرار <strong>في</strong><br />

احلكومة مهم جدًا ويساعد اجلامعة <strong>في</strong> حتقيق ما تريده من ميزانية ودعم معنوي<br />

<strong>‏</strong>)العبدلي،<strong>‏</strong>‎2010‎<strong>‏</strong>(،<strong>‏</strong> وتوظف اجلامعات األمريكية موظ<strong>في</strong> عالقات عامة <strong>في</strong> واشنطن<br />

يكون دورهم إقناع متخذي القرار ملصلحة اجلامعات،<strong>‏</strong> ولكن ما تريده اجلامعة الريادية<br />

من احلكومة أكبر وأشمل من <strong>هذا</strong> الدور،<strong>‏</strong> وهو يتمثل <strong>في</strong> عملية إقناع متخذي القرار<br />

على كافة األصعدة بأهمية ومتيز اجلامعة <strong>‏</strong>)العبدلي،<strong>‏</strong> 2010(.<br />

469<br />

مجلة اإلدارة العامة


أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

ويرى الكثير من القيادات الريادية <strong>في</strong> اجلامعات األمريكية أن اجلامعات التي بها<br />

رئاسة مستقرة تنجح عادة.<strong>‏</strong> فقد قدّم كل من Steve Sample من جامعة كاليفورنيا<br />

اجلنوبية و John Casteen من جامعة <strong>في</strong>رجينيا و Mary Sue Coleman من جامعة<br />

متشجان و Graham Spanier من جامعة والية بنسلفانيا،<strong>‏</strong> جلامعاتهم الكثير بتبنيهم<br />

مفهوم القيادة الريادية.<strong>‏</strong> وقد جتاوزوا زمالءهم <strong>في</strong> اجلامعات البحثية األخرى على<br />

املقياس نفسه.<strong>‏</strong> لقد أطلق الرئيس Steve Sample أكبر ثاني حملة جلمع التبرعات<br />

<strong>في</strong> تاريخ التعليم العالي األمريكي والتي جمعت 3 مليار دوالر وحلت اجلامعة على<br />

أبعاد متعددة نتيجة لذلك.<strong>‏</strong> وقد جعلت Mary Sue Coleman جامعة متشجان إحدى<br />

املؤسسات الرائدة للدراسة باخلارج <strong>في</strong> الواليات املتحدة وقد أدخلت جامعتها مبادرة<br />

متشجان 100 مليون دوالر لالبتكار والريادة.<strong>‏</strong> أما John Casteen رئيس جامعة<br />

<strong>في</strong>رجينيا فقد حافظ على احترامه بني أساتذة اجلامعات األمريكية على الرغم من<br />

تخ<strong>في</strong>ضات امليزانية الكبيرة من مجلس <strong>في</strong>رجينيا التشريعي.<strong>‏</strong> وقد حقق <strong>هذا</strong> من خالل<br />

تقليل اعتماد اجلامعة على دعم الوالية،<strong>‏</strong> وهي اإلستراتيجية املثيرة للجدل والتي مت<br />

تن<strong>في</strong>ذها ببراعة.<strong>‏</strong> أما Graham Spanier رئيس جامعة والية بنسلفانيا فقد جعل<br />

جامعته جزءاً<strong>‏</strong> هاماً<strong>‏</strong> من حياة العديد من سكان بنسلفانيا،<strong>‏</strong> فجامعة والية بنسلفانيا هي<br />

أكثر اجلامعات شهرة بني الطالب احملتملني <strong>في</strong> الواليات املتحدة وقد حصلت على<br />

أكثر من 100 ألف طلب قبول عام 2008.<br />

قالت القيادية الريادية جوديث رودين رئيسة جامعة بنسلفانيا - التي كانت <strong>في</strong><br />

مرحلة ما أعلى رئيس جامعة أجراً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> الواليات املتحدة األمريكية - إن االستعداد<br />

للمحركات الشخصية يوفر رؤية مستقبلية وثقة للعمل بشكل حاسم.<strong>‏</strong> كما ترى أن<br />

القادة األقوياء يدركون ويتبنون حقيقة أن وظيفتهم تتعلق <strong>في</strong> املقام األول باألشخاص،<strong>‏</strong><br />

وأن املهارات الالزمة للتعامل مع جميع األشخاص واضحة ومحددة وال بد من توافرها<br />

للقائد الريادي.<strong>‏</strong> وهذه ليست مهارات يحظى بها اجلميع،<strong>‏</strong> إمنا هي أمور إجبارية على<br />

القادة الذين يرغبون <strong>في</strong> تقدمي قيادة جريئة <strong>في</strong> جامعة بحثية تناضل كي تكون أحد<br />

محركات االبتكار.<strong>‏</strong><br />

2- القيادة الريادية <strong>في</strong> الجامعات البريطانية:<strong>‏</strong><br />

و<strong>في</strong> اململكة املتحدة يرى أندرو هاملتون نائب رئيس جامعة أكسفورد أنه <strong>‏</strong>"ميكن<br />

مواجهة حتديات القيادة للجامعة الريادية حاليًا باملهارات التي تكون موجودة لدينا<br />

كريادييني:<strong>‏</strong> تصور الفرصة عندما يراها اآلخرون حتديًا،<strong>‏</strong> إمنا االبتكار <strong>في</strong> حت<strong>في</strong>ز<br />

470 مجلة اإلدارة العامة


القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

األفراد واملهارة <strong>في</strong> تو<strong>في</strong>ر املوارد النادرة كدافع للتغيير"،<strong>‏</strong> ويقول دي<strong>في</strong>د جرينواي نائب<br />

رئيس جامعة نوتنجهام:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"يحتاج املجتمع إلى قطاع تعليم عالٍ<strong>‏</strong> ، قوي،<strong>‏</strong> ومتنوع ومرن<br />

وذلك خلدمة احتياجات االقتصاد <strong>في</strong> بيئة شديدة التنافس وسريعة احلركة تقوم على<br />

املعرفة.<strong>‏</strong> ولذلك يتوقع أن تقدم اجلامعات التي ميكنها أن تواجه حتديات التمويل،<strong>‏</strong><br />

والوصول،<strong>‏</strong> وتنظيم القيادة الريادية،<strong>‏</strong> العديد من املزايا للمجتمع".<strong>‏</strong> وقد كان أحد األساتذة<br />

<strong>في</strong> جامعة أوكسفورد يدير شركة <strong>في</strong> معمل أبحاثه باستخدام طالب األبحاث كعمالة<br />

رخيصة.<strong>‏</strong> وقد قضينا وقتًا كبيراً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> مساعدته للبقاء ضمن لوائح امللكية الفكرية،<strong>‏</strong> كما<br />

أننا حافظنا على عالقتنا برائد األعمال األكادميي الذي نحن هنا لدعمه حيث استفاد<br />

هو كما استفادت اجلامعة من وجوده (81 .)Smith, :2003<br />

إن إعداد قائمة مبجموعة املهام والصفات الشخصية للقائد الريادي <strong>في</strong> اجلامعات<br />

البريطانية مجرد بداية تهدف إلى حتقيق فهم واقعي ملا يتطلبه أن يكون قائدًا ريادياً<strong>‏</strong><br />

للجامعة،<strong>‏</strong> ومن ثم فقد تساعد تلك املهام والصفات الشخصية على إيجاد ذلك القائد.<strong>‏</strong><br />

وقد وضع John Hennessy باإلضافة إلى عمله كرئيس جلامعة ستانفورد بصفته<br />

األكادميية <strong>في</strong> مجال بنية وتصميم الكمبيوتر،<strong>‏</strong> حيث قام بنشر كتابني مشهورين وشارك<br />

<strong>في</strong> تأليفهما.<strong>‏</strong> وتضمنت مهامه الوظي<strong>في</strong>ة <strong>في</strong> ستانفورد العمل كرئيس إلدارة علوم الكمبيوتر،<strong>‏</strong><br />

وعميد لكلية الهندسة،<strong>‏</strong> وإداري جامعي،<strong>‏</strong> وذلك قبل أن يتولى منصب رئيس اجلامعة <strong>في</strong> عام ‎2000‎م<br />

93) Goldstein, 2010: .(Thorp & يرى John Hennessy أن القيادة الريادية <strong>‏</strong>"تنجح<br />

<strong>في</strong> جامعة أكسفورد نظرًا ألن القيادات يتحدث بعضها إلى بعض"،<strong>‏</strong> ويقول قائد ريادي<br />

آخر:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"إن املفتاح الذي يضمن النجاح هو وجود ذوق عام،<strong>‏</strong> وقدر كبير من التحدث<br />

واملشاركة <strong>في</strong> العملية واملعرفة".<strong>‏</strong> ويقول مهندس الريادة األول:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"إننا متحررون ومنفتحون<br />

<strong>في</strong>ما يتعلق بالنصح،<strong>‏</strong> وعملياتنا،<strong>‏</strong> وممارساتنا"،<strong>‏</strong> ويضيف قائالً:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"إن املفتاح احلقيقي الذي<br />

يجعل اجلامعة تعمل هو قضاء قدر كبير من الوقت <strong>في</strong> تبادل اآلراء ودمج الفرق األكادميية<br />

واإلدارية للعمل معًا".<strong>‏</strong> وقال أمني السجل <strong>في</strong> اجلامعة نفسها:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"إن التقييم الذي يحدث<br />

<strong>في</strong> التعليم العالي متعلق بالكامل بتكوين فرق ميكنها العمل معًا على مشروع ما،<strong>‏</strong> بدالً<strong>‏</strong><br />

من إدارة واحدة تتولى العمل.<strong>‏</strong> األمر الذي يعد تركيزًا رئيسً<strong>‏</strong> ا على القيادة الريادية".<strong>‏</strong> كما<br />

يقول أحد القادة الرياديني <strong>في</strong> جامعة أوكسفورد:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"تتضمن الريادة التشاركية بيئة داعمة<br />

إلى حد كبير.<strong>‏</strong> فأنت تعلم أنه إذا كنت تعمل على صفقة صعبة أو تتفاوض بشأن اتفاقية<br />

غير بسيطة ميكنك االعتماد على صديق ليدعمك أو يساعدك على اتخاذ القرار.<strong>‏</strong> ويدفع<br />

هيكل دعم فريق العمل الناس إلى أن يروا أن اجلامعة تفعل الصواب بشكل مهني <strong>في</strong>ما<br />

يتعلق بالشركة أو اجلامعة الريادية"<strong>‏</strong> (83 .)Smith, :2003<br />

471<br />

مجلة اإلدارة العامة


أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

وقد بينت دراسة حالة جامعة ليدز <strong>في</strong> اململكة املتحدة أن لوصول الرئيس الريادي<br />

اجلديد للجامعة <strong>في</strong> عام ‎2003‎م أثرًا ملحوظً<strong>‏</strong> ا <strong>في</strong> مسيرة اجلامعة التي شهدت بدء<br />

اجلهود الواعية ملواجهة عملية التقهقر التي شهدتها اجلامعة,<strong>‏</strong> وذلك من خالل صياغته<br />

خلطط جديدة منتقاة,<strong>‏</strong> وتن<strong>في</strong>ذ إستراتيجية التغيير التي نتج عنها منو مطرد <strong>في</strong> عدد<br />

الطلالب <strong>في</strong> اجلامعة.<strong>‏</strong> وقد أدت الزيادة الكبيرة <strong>في</strong> أعداد الطالب إلى خلق توتر بني<br />

عمليتي التدريس واألبحاث <strong>في</strong> اجلامعة,<strong>‏</strong> نتج عنها تضاؤل <strong>في</strong> دخل البحوث العلمية<br />

ونتائجها,<strong>‏</strong> لذلك كان من بني التحديات الكبرى التي واجهت مدير اجلامعة اجلديد<br />

احلاجة إلى خلق إحساس لدى املنضوين حتت لواء اجلامعة،<strong>‏</strong> وإقناع كل فرد منهم<br />

بضرورة وأهمية خلق توازن أفضل بني أهداف املؤسسة اجلامعية واملساهمات اخلاصة<br />

بالقدرات الفردية،<strong>‏</strong> وأقسام اجلامعة املختلفة بنوع من االستقالل الذاتي حسب األعراف<br />

والتقاليد.<strong>‏</strong> وبالنسبة جلامعة مثل جامعة ليدز بتاريخها العريق وسمعتها الرائدة,<strong>‏</strong> فقد<br />

كان ذلك التحدي أكثر صعوبة،<strong>‏</strong> حيث كان لزاماً<strong>‏</strong> توضيح حقيقة الوضع الراهن املتردي,<strong>‏</strong><br />

ومدى أهمية تن<strong>في</strong>ذ الرؤى اجلديدة،<strong>‏</strong> ولن يستطيع أعضاء هيئة التدريس االشتراك<br />

<strong>في</strong> أي إستراتيجية ما لم تكن ذات مصداقية,<strong>‏</strong> وجديرة بالثقة,<strong>‏</strong> وجديرة بأن يعول<br />

عليها ويعترف بها.<strong>‏</strong> ولتحقيق ذلك فقد استخدمت مجموعة من املقاييس الداخلية<br />

واخلارجية لألداء ذات السمعة والتصنيف لوصف وصياغة الوضع الراهن والرؤية،<strong>‏</strong><br />

ومت حتديد الزمن واجلهد املطلوبني لتن<strong>في</strong>ذ تلك الرؤية،<strong>‏</strong> حيث كانت رؤيتهم <strong>‏</strong>"أن تؤهلنا<br />

قدراتنا املتميزة بحلول عام ‎2015‎م لتبني األبحاث العلمية اخلاصة املتكاملة باجلامعة<br />

العاملية املستوى،<strong>‏</strong> واملنح الدراسية والتعليمية التي من خاللها نضمن للجامعة مكاناً<strong>‏</strong> بني<br />

أفضل )50( جامعة <strong>في</strong> العالم"<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)ساملي،<strong>‏</strong>‎2010‎<strong>‏</strong>(.<strong>‏</strong><br />

و<strong>في</strong> اجلامعات عرف نائب رئيس جامعة كمبريا املؤقت غراهام إبتون بالقائد<br />

الريادي امللهم،<strong>‏</strong> فقد جاء إبتون إلى اجلامعة <strong>في</strong> مايو ‎2010‎م وقد أدى دورًا فعاالً<strong>‏</strong> <strong>في</strong><br />

إدارته معتمداً<strong>‏</strong> على قدراته القيادية الريادية.<strong>‏</strong> وقد أشاد ستيفن هينوود رئيس مجلس<br />

إدارة اجلامعة بإبتون قائالً<strong>‏</strong> : <strong>‏</strong>"لقد قاد جراهام إبتون فريق اإلدارة العليا اجلديد<br />

وأشرف على حتول هائل <strong>في</strong> وضع اجلامعة على مدى االثني عشر شهراً<strong>‏</strong> املاضية،<strong>‏</strong><br />

وقد أدت عمليات اإلصالح الكاملة للعمليات والهياكل إلى حتسينات مثيرة لإلعجاب<br />

<strong>في</strong> امليزانية،<strong>‏</strong> حتى إن اجلامعة تتنبأ بفائض أعلى <strong>في</strong> امليزانية،<strong>‏</strong> مما مينحنا الثقة <strong>في</strong><br />

املزيد من التقدم لألمام،<strong>‏</strong> مع خططنا لتحسني جودة مصادر التدريس والتعليم اخلاصة<br />

بنا،<strong>‏</strong> باإلضافة إلى العقار اخلاص بنا واملرافق األخرى التي تأتي <strong>في</strong> طليعة التحديات<br />

التي ستواجهنا مع الترتيبات املالية اجلديدة <strong>في</strong> عامي 2012 <strong>‏</strong>-<strong>‏</strong>‎2013‎م.<strong>‏</strong> وال شك أن<br />

472 مجلة اإلدارة العامة


القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

<strong>هذا</strong> النجاح يعد إجنازًا عظيمًا جلميع من شارك <strong>في</strong>ه؛ فقد أخذت اجلامعة حتت قيادة<br />

جراهام تنتقل من موقف قوة إلى موقف أقوى،<strong>‏</strong> وأنا أود أن أشيد بجراهام للعمل املمتاز<br />

الذي قام به <strong>في</strong> وضع اجلامعة فقد أصبحت قادرة على أن تتطلع إلى املستقبل <strong>في</strong> ثقة<br />

.(http://www.cumbria.ac.uk/Home.aspx)<br />

وقد أجرى (2007) Spendlove دراسة للتعرف على قدرات القيادة الريادية <strong>في</strong><br />

التعليم العالي البريطاني.<strong>‏</strong> ولتحقيق ذلك مت عقد مقابالت شبه مقننة مع نواب رؤساء<br />

اجلامعات املهنيني <strong>في</strong> عشر جامعات بريطانية ممثلة للقطاع.<strong>‏</strong> أظهرت النتائج أن<br />

املصداقية واملوثوقية األكادميية،<strong>‏</strong> وخبرة احلياة اجلامعية كانتا هامتني للقيادة الريادية<br />

الفعالة <strong>في</strong> التعليم العالي،<strong>‏</strong> كما أن االستمرار <strong>في</strong> أنشطتهم البحثية والتدريسية إلى<br />

جانب أدوارهم اإلدارية هام أيضاً.<strong>‏</strong> وكان هناك أيضً<strong>‏</strong> ا شعور بأن مهارات األفراد التي<br />

تشمل القدرة على التواصل والتفاوض مع اآلخرين بالغة األهمية،<strong>‏</strong> ولم يكن ملعظم<br />

اجلامعات <strong>في</strong> الدراسة أي مدخل منتظم لتحديد أو تنمية مهارات القيادة.<strong>‏</strong> ورغم أن<br />

الدراسة كانت صغيرة نسبيً<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ّا إال أن األبحاث تلقي بالضوء على احلاجة ملدخل أكثر<br />

فعالية <strong>في</strong> حتديد املهارات القيادية وتنمية القيادة <strong>في</strong> جميع اجلامعات.<strong>‏</strong> وقد بينت<br />

الدراسة أن القيادة اجلامعية مختلفة بشكل أساس عن القيادة <strong>في</strong> أماكن أخرى؛<br />

فهي تضيف الكثير للجدل الدائر حول ما إذا كان القادة <strong>في</strong> التعليم العالي موظفني<br />

أكادمييني أو إداري أعمال مهنيني (2007 .(Spendlove,<br />

3- القيادة الريادية <strong>في</strong> الجامعات األسترالية:<strong>‏</strong><br />

أما <strong>في</strong> أستراليا فقد أشار Ramsden إلى أن بروز القيادة الريادية <strong>في</strong> اجلامعات<br />

األسترالية أدى إلى مزيد من الضغط لرفع األداء وحتمل املساءلة حيث أضيفت إلى<br />

التحديات املتمثلة <strong>في</strong> أشكال جديدة من التعلم،<strong>‏</strong> والتقنية اجلديدة للتعليم ومتطلبات<br />

جديدة لكفاءة اخلريجيني <strong>في</strong> اجلامعات األسترالية.<strong>‏</strong> كما أوضح أن إدارة وقيادة<br />

األشخاص األكادمييني <strong>في</strong> معظم املناطق املعنية متر مبرحلة من التغير السريع.<strong>‏</strong> ف<strong>في</strong><br />

استطالع للرأي حول حتديد التحديات التي تواجه قيادات اجلامعة والكليات واألقسام<br />

<strong>في</strong> اجلامعات األسترالية،<strong>‏</strong> كان ثالثة أرباع من شملهم االستطالع <strong>في</strong> هذه الدراسة<br />

يعانون مع اإلدارة املالية،<strong>‏</strong> ويسعون لتبني إستراتيجيات إلنشاء أسواق طالبية جديدة،<strong>‏</strong><br />

وحتقيق املوازنة بني أموال التدريس واألموال املخصصة للبحث العلمي،<strong>‏</strong> وزيادة الدخل،<strong>‏</strong><br />

وكسب املزيد من دعم البحوث وإجناز أبحاث ذات جودة عالية بتمويل منخفض.<strong>‏</strong> كما<br />

حدد هؤالء القادة أدوارهم لتشمل االختيار والتعيني،<strong>‏</strong> ومساعدة املوظفني من خالل<br />

473<br />

مجلة اإلدارة العامة


أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

التغيير،<strong>‏</strong> وتطوير مهارات جديدة،<strong>‏</strong> وحتديد أهداف واضحة،<strong>‏</strong> وتوجيه املوظفني األصغر<br />

سناً،<strong>‏</strong> ومساعدة املوظفني على التكيف مع أعباء العمل املتزايدة،<strong>‏</strong> واحلفاظ على التح<strong>في</strong>ز<br />

والروح املعنوية <strong>في</strong> الوقت الذي يشهد تراجعًا <strong>في</strong> احترام اجلمهور للمهنة واملكافأة<br />

على األداء.<strong>‏</strong> ومع تزايد احلاجة إلى الرؤية واالبتكار <strong>في</strong> االضطراب والتغيير الذي<br />

يشهده التعليم العالي األسترالي ظهر املزيد من املشاكل الناجمة عن التغير التكنولوجي<br />

والعبء املعلوماتي الزائد حيث يتطلب التعامل مع كل ذلك منطاً<strong>‏</strong> قيادياً<strong>‏</strong> ريادياً<strong>‏</strong> حتويلياً<strong>‏</strong><br />

.)Sriyanalugsana, 2008: 21-22)<br />

ويقدم Ramsden مجموعة من مبادئ القيادة األكادميية الريادية <strong>في</strong> اجلامعات<br />

األسترالية على مستوى العميد أو القسم،<strong>‏</strong> وهي على النحو التالي <strong>‏</strong>)شاتوك،<strong>‏</strong> 78(: 2008:<br />

- تعد القيادة الريادية عملية ديناميكية ترتبط بإدارة الضغوط اإلدارية وبابتكار بني<br />

التقليد والتغيير على سبيل املثال،<strong>‏</strong> واحلصول على أهداف واضحة،<strong>‏</strong> مع منح األشخاص<br />

حرية اتباعها ودعم الزمالء وااللتزام بالقيم األكادميية مع مواكبة القوى اخلارجية<br />

عالوة على مراعاة األهداف القصيرة املدى واألمور الطويلة املدى.<strong>‏</strong><br />

- يتم تركيز القيادة الريادية على النتائج،<strong>‏</strong> مبعنى إتاحة الظروف املناسبة التي تسمح<br />

بالبحث والتدريس املتميزين وزيادة الوعي لدى العاملني بحيث يقبلون بالتغيير.<strong>‏</strong><br />

- حتتاج القيادة الريادية إلى التسليم بأن عملياتها ذات مستويات متعددة <strong>في</strong>ما يتعلق<br />

باجلامعات وأفراد هيئة العاملني.<strong>‏</strong><br />

- إن القيادة الريادية عملية ارتباطية،<strong>‏</strong> حيث ترتبط باملواقف ويجب أن يكون الزمالء<br />

اآلخرون قادرين على حتديد ما إذا كنت قائدًا بالفعل أو ال.<strong>‏</strong><br />

- يجب أن يتعلم القادة الرياديون أيضً<strong>‏</strong> ا كي<strong>في</strong>ة القيام مبهامهم.<strong>‏</strong><br />

- يجب أن تهتم القيادة األكادميية الريادية باألفراد،<strong>‏</strong> مبعنى أن تعمل على مساعدة<br />

األشخاص العاديني على عمل أشياء خارقة للعادة ومساندة األكادمييني على قبول<br />

التغيير وحتويل أداء األفراد باعتبارهم قادة.<strong>‏</strong><br />

وأخيراً،<strong>‏</strong> الحظنا أهمية القيادة الريادية للجامعات العاملية وسعة انتشارها وممارستها<br />

على كافة املستويات.<strong>‏</strong> كما اتضح أنه كلما زاد منو اجلامعات فإنها تصبح أكثر حاجة<br />

إلى القيادات الريادية،<strong>‏</strong> كما أن القيادات الريادية <strong>في</strong>ها تواجه صعوبة <strong>في</strong> احلفاظ على<br />

هذه الدرجة من التفوق الريادي إال باستمرار االتصال بني املستويات القيادية كافة،<strong>‏</strong><br />

على الرغم من صعوبة ذلك،<strong>‏</strong> إذ قد يفرض متطلبات أكثر على قيادة اجلامعة.<strong>‏</strong> وهكذا،<strong>‏</strong><br />

474 مجلة اإلدارة العامة


مجلة اإلدارة العامة<br />

القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

أصبح للقيادات الريادية <strong>في</strong> اجلامعات العاملية أهمية أكبر باعتبارهم أمنوذجاً<strong>‏</strong> يحتذى،<strong>‏</strong><br />

وقد يتعني اتباع أفكارهم لتحقيق األهداف اخلاصة باجلامعات على ضوء األولويات<br />

احملددة لكل منها.<strong>‏</strong><br />

سابعاً<strong>‏</strong> - خل<strong>في</strong>ة نظرية عن التعليم العالي <strong>في</strong> المملكة والجامعات السعودية:<strong>‏</strong><br />

إلعطاء خل<strong>في</strong>ة عن نظام التعليم العالي باململكة يجب أن ننظر إلى البداية الفعلية<br />

للتعليم العالي <strong>في</strong> اململكة حيث كانت قبل ما يزيد عن ستني عاماً<strong>‏</strong> عندما وضعت<br />

اللبنة األولى للتعليم العالي <strong>في</strong> اململكة بإنشاء كلية الشريعة مبكة املكرمة <strong>في</strong> عام<br />

‎1369‎ه/<strong>‏</strong>‎1949‎م.<strong>‏</strong> ثم توالى بعد ذلك إنشاء اجلامعات والكليات،<strong>‏</strong> حتى شهد العصر<br />

احلاضر النهضة التعليمية الكبرى <strong>في</strong> التعليم العالي،<strong>‏</strong> متمثلة <strong>في</strong> إنشاء العديد من<br />

اجلامعات والكليات <strong>في</strong> مختلف مناطق ومحافظات اململكة،<strong>‏</strong> إضافة إلى استيعاب<br />

األعداد الكبيرة من الطالب والطالبات.<strong>‏</strong> وميكن تقسيم تطور التعليم العالي <strong>في</strong><br />

اململكة إلى ثالث مراحل كما جاء <strong>في</strong> تقرير وزارة التعليم العالي عن حالة التعليم<br />

العالي <strong>في</strong> اململكة <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1434‎ه:<strong>‏</strong> 22-18(، وهي:<strong>‏</strong><br />

مرحلة التأسيس <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1380-1369‎ه(:<strong>‏</strong> وهي املرحلة التي وضعت <strong>في</strong>ها اللبنات<br />

األولى للتعليم العالي،<strong>‏</strong> حيث أنشئت كلية الشريعة مبكة املكرمة عام ‎1369‎ه،<strong>‏</strong> وكلية<br />

املعلمني مبكة <strong>في</strong> عام ‎1372‎ه . كما أنشئت <strong>في</strong> عام ‎1373‎ه كلية الشريعة وكلية<br />

اللغة العربية بالرياض عام ‎1374‎ه.<strong>‏</strong> وتوجت هذه املرحلة بإنشاء أول جامعة <strong>في</strong><br />

اململكة العربية السعودية،<strong>‏</strong> وهي جامعة امللك سعود عام ‎1377‎ه <strong>‏</strong>-<strong>‏</strong>‎1957‎م،<strong>‏</strong> وكانت<br />

كلياتها هي:<strong>‏</strong> كلية اآلداب،<strong>‏</strong> وكلية العلوم،<strong>‏</strong> وكلية العلوم اإلدارية،<strong>‏</strong> وكلية الصيدلة.<strong>‏</strong><br />

مرحلة التوسع <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1401-1381‎ه(:<strong>‏</strong> وقد تم <strong>في</strong> هذه املرحلة التوسع <strong>في</strong> إنشاء<br />

اجلامعات،<strong>‏</strong> حيث شملت مناطق اململكة الرئيسة.<strong>‏</strong> لقد توالى افتتاح اجلامعات:<strong>‏</strong><br />

اجلامعة اإلسلالمية باملدينة املنورة عام ‎1381‎ه/<strong>‏</strong>‎1961‎م،<strong>‏</strong> وجامعة امللك عبدالعزيز<br />

بجدة عام ‎1387‎ه/<strong>‏</strong>‎1967‎م،<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> عام ‎1394‎ه/<strong>‏</strong>‎1974‎م تم إنشاء جامعة اإلمام محمد<br />

ابن سعود اإلسالمية بالرياض،<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> عام ‎1395‎ه/<strong>‏</strong>‎1975‎م أنشئت جامعة امللك فهد<br />

للبترول واملعادن <strong>في</strong> الظهران،<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> العام نفسه أنشئت جامعة امللك <strong>في</strong>صل باألحساء،<strong>‏</strong><br />

وبعد ذلك أنشئت جامعة أم القرى مبكة املكرمة <strong>في</strong> عام ‎1401‎ه.<strong>‏</strong> وتتكون تلك<br />

اجلامعات من 58 كلية متنوعة التخصصات.<strong>‏</strong> وقد قامت بعض تلك اجلامعات بإنشاء<br />

فروع لها <strong>في</strong> مناطق أخرى غير مقرها الرئيس،<strong>‏</strong> مثل فرع جلامعة امللك سعود<br />

بأبها والقصيم،<strong>‏</strong> وفرع جلامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية باملدينة املنورة،<strong>‏</strong><br />

475


أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

وأبها،<strong>‏</strong> والقصيم واألحساء،<strong>‏</strong> وجلامعة امللك عبدالعزيز فرع <strong>في</strong> املدينة املنورة.<strong>‏</strong> كما<br />

شهدت هذه املرحلة تنوعاً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> التعليم العالي،<strong>‏</strong> حيث أسس عدد من كليات املعلمين<br />

التي كانت تتبع وزارة املعارف آنذاك <strong>في</strong> كل من:<strong>‏</strong> الرياض،<strong>‏</strong> واملدينة،<strong>‏</strong> وأبها،<strong>‏</strong><br />

والدمام،<strong>‏</strong> والرس،<strong>‏</strong> والطائف.<strong>‏</strong><br />

مرحلة الشمول <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1433-1402‎ه(:<strong>‏</strong> لقد شهدت هذه املرحلة حرص حكومة<br />

اململكة على نشر مؤسسات التعليم العالي <strong>في</strong> مختلف املناطق واحملافظات،<strong>‏</strong> وقد<br />

تم <strong>في</strong> هذه املرحلة تغطية جميع املناطق اإلدارية موزعة على أكثر من )80(<br />

محافظة،<strong>‏</strong> بحيث تتاح الفرص ألبناء املدن واحملافظات والقرى لاللتحاق بالتعليم<br />

اجلامعي دون اللجوء إلى املدن الكبرى،<strong>‏</strong> وقد تنوعت التخصصات <strong>في</strong> الكليات<br />

املنتشرة <strong>في</strong> املناطق،<strong>‏</strong> لتلبي احتياجات سوق العمل واخلطط الوطنية التنموية<br />

ورغبات املجتمع <strong>في</strong> التخصصات الطبية،<strong>‏</strong> والهندسية،<strong>‏</strong> والعلمية،<strong>‏</strong> وتخصصات علوم<br />

احلاسب اآللي.<strong>‏</strong> إضافة إلى التخصصات اإلنسانية مبا <strong>في</strong>ها العلوم الشرعية<br />

والتربوية االجتماعية.<strong>‏</strong> وقد بلغ عدد اجلامعات عام ‎1433‎ه،<strong>‏</strong> )34( جامعة حكومية<br />

وأهلية،<strong>‏</strong> وكذلك )543( كلية حكومية وأهلية.<strong>‏</strong> أما األقسام العلمية فتزيد عن )2393(<br />

قسمًا علمياً<strong>‏</strong> تشمل أقسام الكليات التقنية للبنني والبنات والكليات األهلية.<strong>‏</strong><br />

يعمل التعليم العالي <strong>في</strong> اململكة على ضوء التعليمات والسياسات التي وضعت <strong>في</strong><br />

عام ‎1414‎ه،<strong>‏</strong> حيث يعد نظام مجلس التعليم العالي واجلامعات ولوائحه املختلفة مبثابة<br />

القواعد املنظمة ملسيرة العملية األكادميية والبحثية <strong>في</strong> اجلامعات.<strong>‏</strong> ويقوم مجلس<br />

التعليم العالي مبسؤولية اإلشراف على شؤون التعليم العالي والتنسيق بين مؤسساته،<strong>‏</strong><br />

كما يقوم املجلس مبهام التنسيق والتوجيه واإلشراف على التعليم اجلامعي.<strong>‏</strong> ويتولى<br />

وزير التعليم العالي تن<strong>في</strong>ذ مهام الوزارة وما يقرره مجلس التعليم العالي،<strong>‏</strong> كما أنه يقترح<br />

تعييني وإعفاء مديري اجلامعات <strong>‏</strong>)القيادات اجلامعية(،<strong>‏</strong> وكذلك يعني األعضاء من ذوي<br />

اخلبرة <strong>في</strong> مجالس اجلامعات ويوافق على تعيني العمداء.<strong>‏</strong> ويتولى مجلس كل جامعة<br />

تصريف الشؤون العلمية،<strong>‏</strong> واإلدارية،<strong>‏</strong> واملالية،<strong>‏</strong> واعتماد اخلطط األكادميية،<strong>‏</strong> واقتراح<br />

إنشاء الكليات،<strong>‏</strong> واألقسام،<strong>‏</strong> والعمادات،<strong>‏</strong> ومراكز البحوث.<strong>‏</strong> وتسند إلى مجالس األقسام<br />

والكليات دراسة تطوير البرامج،<strong>‏</strong> واخلطط،<strong>‏</strong> والتوظيف،<strong>‏</strong> والتوصية مبا يتم التوصل<br />

إليه من مقترحات إلى مجلس اجلامعة.<strong>‏</strong><br />

ومن املالحظ أن عملية القيادة <strong>في</strong> اجلامعات السعودية قد اقتصرت على مجلس<br />

أمناء اجلامعة،<strong>‏</strong> ومديرها،<strong>‏</strong> وبعض املسؤولني بالقيادات العليا بإدارة اجلامعة والعمداء<br />

476 مجلة اإلدارة العامة


القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

بالكليات،<strong>‏</strong> <strong>في</strong> حيني أن هناك أطرافاً<strong>‏</strong> تربطهم باجلامعة عالقات ومصالح،<strong>‏</strong> ويرغبون<br />

<strong>في</strong> أن يكون لهم رأي <strong>في</strong> توجهات اجلامعة وقراراتها ومراجعة أدائها،<strong>‏</strong> ومن هذه<br />

املجموعات أعضاء هيئة التدريس،<strong>‏</strong> والطالب،<strong>‏</strong> والعاملون اإلداريون،<strong>‏</strong> والفنيون من داخل<br />

اجلامعة،<strong>‏</strong> ومن خارجها إدارة احملافظة أو املنطقة التي تتبعها اجلامعة،<strong>‏</strong> ومؤسسات<br />

القطاع اخلاص ذات العالقة.<strong>‏</strong> ويفرض <strong>هذا</strong> الوضع على القيادات الريادية املطلوبة<br />

للجامعات السعودية تصميم مزيد من اآلليات والوسائل،<strong>‏</strong> مثل:<strong>‏</strong> املجالس االستشارية،<strong>‏</strong><br />

واملشاركة <strong>في</strong> عمليات املراجعة والتقويم وغيرها،<strong>‏</strong> وذلك إلتاحة الفرصة لهذه<br />

املجموعات لالستماع واملشاركة واملراجعة.<strong>‏</strong> <strong>هذا</strong> إلى جانب تصميم ووضع عدد<br />

كبير من مؤشرات األداء للمقارنة والتعرّف على مدى كفاءة األداء مبختلف وحدات<br />

اجلامعات،<strong>‏</strong> وهذه إحدى املسؤوليات التي تهتم بها اجلامعات املتقدمة.<strong>‏</strong> وتساعد<br />

هذه املؤشرات واملعايير <strong>في</strong> التعرّف على مستويات الكفاءة الداخلية والكفاءة<br />

اخلارجية للجامعات مبختلف أبعادها،<strong>‏</strong> حتى ميكن أن تتحقق عمليات املراجعة<br />

والتصحيح والتطوير مبا يساعد على االستمرار املتوازن ألداء اجلامعات <strong>في</strong> بيئة<br />

تتسم بالتغيير الدائم.<strong>‏</strong><br />

وقد ظهر الكثير من التغيرات <strong>في</strong> املجتمع العاملي حيث أثرت على بيئة العمل<br />

اجلامعي <strong>في</strong> اململكة وغيرها؛ وقد أدت هذه التغيرات إلى بروز واقع اقتصادي<br />

وسياسي جديد يحتم إعادة النظر <strong>في</strong> النظام التعليمي اجلامعي السعودي وعالقته<br />

بالبيئة اخلارجية خاصة ما يتعلق باختيار وتعيني القيادات اجلامعية.<strong>‏</strong> ويعنى ذلك،<strong>‏</strong><br />

باإلضافة إلى اختيار وتعيني القيادات،<strong>‏</strong> بإعادة النظر <strong>في</strong> الرؤية التعليمية املستقبلية<br />

ورسالة املؤسسات األكادميية.<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong> يشمل جوانب مثل التوازن الصحيح ما بني<br />

البحوث األساسية والتطبيقية واملجازفة واملخاطرة <strong>في</strong> أخذ هذه الفرص مما يستدعي<br />

استحضار التفكير الريادي من قبل القيادات الريادية.<strong>‏</strong> كما أن على أعضاء هيئة<br />

التدريس التعلم من التجارب الواقعية،<strong>‏</strong> وعكسها <strong>في</strong> محاضراتهم،<strong>‏</strong> بكونها مناذج علمية<br />

واقعية،<strong>‏</strong> <strong>في</strong>جب عليهم أن يطلبوا من الطلبة اإلسهام <strong>في</strong> محاكاة النشاطات التجارية،<strong>‏</strong><br />

وتعليمهم على اتخاذ القرار واملجازفة التجارية <strong>في</strong> مشاريع حقيقة.<strong>‏</strong> كما يجب أن نتذكر<br />

أن األعمال التجارية ليست من صميم عمل اجلامعات،<strong>‏</strong> وأن األساتذة ليسوا رجال<br />

أعمال،<strong>‏</strong> وأن األكادمييات وحقل العمل التجاري هما أهداف وغايات مختلفة.<strong>‏</strong> ولكن من<br />

أجل تطوير املهارات الريادية ال بد من إيجاد توازن معقول بني هذه األهداف والغايات<br />

املختلفة .(http://www.visbdev.net/visbdev/fe/Docs/ohe_study_8-1.pdf)<br />

477<br />

مجلة اإلدارة العامة


أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

ثامناً<strong>‏</strong> - القيادة الريادية <strong>في</strong> جامعة الملك سعود:<strong>‏</strong><br />

جامعة امللك سعود من املؤسسات الرائدة واملميزة <strong>في</strong> التعليم العالي باململكة ألكثر من<br />

نصف قرن.<strong>‏</strong> وقد تعاقب على إدارتها العديد من القيادات احملافظة والقيادات الريادية،<strong>‏</strong><br />

كما اتخذت هذه القيادات العديد من القرارات وتبنت الكثير من السياسات التي أسهمت<br />

بشكل مباشر <strong>في</strong> بناء ثروة الوطن البشرية والعلمية.<strong>‏</strong> وقد خلفت تلك القيادات إرثاً<strong>‏</strong> من<br />

التقاليد اجلامعية التي متثلت <strong>في</strong> برامجها إلدارة الشؤون األكادميية واإلدارية.<strong>‏</strong> وقد<br />

جادت هذه القيادات لتدفع باجلامعة نحو التحرك إلى األمام ملواصلة تعزيز سمعتها<br />

وتأثيرها محلياً<strong>‏</strong> ودولياً،<strong>‏</strong> ولكن بنماذج مختلفة من األمناط واالجتاهات القيادية.<strong>‏</strong><br />

لقد خطت القيادات الريادية جلامعة امللك سعود <strong>في</strong> العقد األخير خطوات جريئة<br />

نحو الريادة العاملية مثل تبني العديد من البرامج التطويرية الريادية،<strong>‏</strong> وتبني آليات<br />

جديدة لتعيني العمداء بالكليات.<strong>‏</strong> وكذلك التوسع <strong>في</strong> برامج مكافأة املتميزين على<br />

مختلف املستويات باجلامعة،<strong>‏</strong> وإشراك الطالب <strong>في</strong> بعض املجالس احليوية باجلامعة،<strong>‏</strong><br />

وتطوير برامج تدريب أعضاء هيئة التدريس والسعي نحو ربط الترقيات باحلصول<br />

على حد أدنى من برامج التدريب تلك،<strong>‏</strong> وكذلك جتاوز بعض شروط الترقيات مثل<br />

جتاوز شرط النشر املنفرد مادام النشر <strong>في</strong> مجالت علمية عاملية،<strong>‏</strong> وغير ذلك من<br />

اخلطوات اإليجابية األخرى.<strong>‏</strong><br />

إن االستنتاج املهم الذي ميكن الوصول إليه هو أن قناعة قيادات جامعة امللك<br />

سعود الريادية خالل بداية <strong>هذا</strong> العقد تنطلق من أن نظام التعليم العالي بصياغته<br />

احلالية لم يعد قادراً<strong>‏</strong> على استيعاب التطوير اجلامعي،<strong>‏</strong> ومن ثم ال بد من تطبيق روح<br />

النظام وليس التطبيق احلر<strong>في</strong> للنظام.<strong>‏</strong> وذلك أن الوقت قد حان لتطوير نظام التعليم<br />

العالي ولوائحه مبا يخدم اجلامعات الريادية <strong>في</strong> اململكة.<strong>‏</strong> وقد بدأ مجلس التعليم<br />

العالي يغض النظر عن االلتزام احلر<strong>في</strong> بنظام التعليم العالي ويشجع على التطوير<br />

الذي تقوم به اجلامعات،<strong>‏</strong> ولكن من املهم تأصيل العمل التطويري وتكييفه قانونياً<strong>‏</strong><br />

وإدارياً<strong>‏</strong> وتنظيمياً.<strong>‏</strong> كما أن من املهم حماية القيادات اجلامعية الريادية التي جتتهد <strong>في</strong><br />

تبني بعض خطوات التطوير وحتويل أفكارها التطويرية إلى نظم دائمة يست<strong>في</strong>د منها<br />

اجلميع .(http://www.al-jazirah.com/2011/20110320/ln13.htm)<br />

وسيكون التركيز <strong>في</strong> <strong>هذا</strong> اجلزء على القيادات التي تسنمت املسئولية <strong>في</strong> اجلامعة<br />

<strong>في</strong> بداية العقد الراهن،<strong>‏</strong> والتي ال يختلف اثنان على أنها اتخذت العديد من املواقف<br />

والقرارات ذات املخاطر العالية،<strong>‏</strong> كما أنها اتخذت العديد من اخلطوات اجلريئة نحو<br />

478 مجلة اإلدارة العامة


مجلة اإلدارة العامة<br />

القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

تنمية اإلبداع واالبتكار <strong>في</strong> اجلامعة،<strong>‏</strong> وتطويرها لتكون جامعة عاملية املستوى،<strong>‏</strong> فقد<br />

خطت خطوات كبيرة <strong>في</strong> ذلك االجتاه على الرغم من أنه ال يزال هناك الكثير مما<br />

ينبغي عمله.<strong>‏</strong><br />

1- توجهات القيادة الريادية <strong>في</strong> جامعة امللك سعود:<strong>‏</strong><br />

من اجلدير بالذكر أن تلك القيادات الريادية تتفق <strong>في</strong> منهجها مع ما جاء <strong>في</strong><br />

أدبيات اإلدارة عن القيادات الريادية <strong>في</strong> اجلامعات حيث حرصت على التعبير عن<br />

رؤيتها وعن رسالة اجلامعة وقيمها <strong>في</strong> كافة األنشطة حيث هدفت إلى الرقي باجلامعة<br />

إلى مصاف اجلامعات العاملية املبدعة،<strong>‏</strong> ذات املستوى العالي،<strong>‏</strong> وتثقيف اجليل القادم<br />

من الباحثني واملعلمني والقادة واملهنييني.<strong>‏</strong> ولتحقيق ذلك لم يكد يخلو خطاب أو لقاء<br />

ملدير اجلامعة من التعبير بوضوح عن تلك الرؤية والرسالة التي تتطلع من خاللها إلى<br />

تكثيف االهتمام الفوري بقدرة البنية التحتية احلالية على استيعاب األفكار واملبادرات<br />

اإلبداعية،<strong>‏</strong> كما حرصت على إعادة هندسة وتبسيط أنشطة الدعم <strong>في</strong> اجلامعة ضمن<br />

ثقافة االحتراف التي تتماشى مع أهدافها اإلستراتيجية.<strong>‏</strong><br />

ولتحقيق ما تسعى إليه تلك القيادات الريادية لم تهمل قيادات اجلامعة العمليات<br />

اليومية اخلاصة بترجمة األفكار إلى واقع <strong>في</strong> اجلامعة فقد اهتمت بها من خالل بناء فرق<br />

العمل على مستوى إدارة اجلامعة والكليات واألقسام حيث مت تكليف تلك الوحدات باملهام<br />

واملسؤوليات،<strong>‏</strong> ومن ثم فإن عمداءها وقياداتها التن<strong>في</strong>ذية عملت على املشاركة <strong>في</strong> حتقيق<br />

الريادة واجلودة <strong>في</strong> جميع األنشطة،<strong>‏</strong> بناء على ماضيها،<strong>‏</strong> ومتابعة لتطلعاتها املستقبلية.<strong>‏</strong><br />

وقد أدركت قيادات جامعة امللك سعود الريادية أهمية اإلستراتيجية <strong>في</strong> تو<strong>في</strong>ر<br />

خارطة الطريق اخلاصة باألنشطة اليومية ملؤسسة كبيرة مثل اجلامعة،<strong>‏</strong> حيث تبنت<br />

إستراتيجيتها للعشرين عاماً<strong>‏</strong> القادمة )2030) ksu التي حتدد <strong>في</strong>ها مجموعة من<br />

األهداف اإلستراتيجية خللق ميزة تنافسية مستدامة للجامعة مع نظيراتها عاملياً.<strong>‏</strong><br />

وهكذا عملت قيادات اجلامعة على زيادة التركيز على حتويل اجلامعة من جامعة<br />

تدريسية إلى جامعة بحثية،<strong>‏</strong> كما عملت على تطوير أساليب جديدة للتعليم،<strong>‏</strong> وتعزيز<br />

التنظيم وإدارة البرامج األكادميية وغير األكادميية لضمان فعالية ضمان اجلودة<br />

والتنسيق األكادميي،<strong>‏</strong> وإدارة البرامج بشكل متميز (2009 Madany, .)Alqahtani, El<br />

وقد وجد قادة اجلامعة الرياديون على مدى األعوام املاضية أن وظيفتهم تتعلق<br />

بإنشاء ثقافة جديدة <strong>في</strong> اجلامعة أكثر من محاولة اإلصالح اجلزئي،<strong>‏</strong> فحولت القيادة<br />

الريادية أنشطة جامعة امللك سعود تدريجياً<strong>‏</strong> لتحقيق املزيد من التقارب مع احتياجات<br />

479


أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

املجتمع الوطنية واألولويات العاملية.<strong>‏</strong> وبذلك دخلت جامعة امللك سعود <strong>في</strong> شراكات<br />

مع القطاعات الصناعية الرئيسية،<strong>‏</strong> وتأمني الكثير من املنح البحثية ملعاجلة مشاكل<br />

محددة ميكن أن يحدث حلها تأثيراً<strong>‏</strong> كبيراً<strong>‏</strong> على الصناعة واملجتمع.<strong>‏</strong> ولتحقيق مزيد من<br />

االزدهار <strong>في</strong> املناخ الذي يدعم اإلبداع واالبتكار والتميز توجهت القيادة الريادية إلى<br />

إنشاء كراسٍ<strong>‏</strong> بحثية جديدة،<strong>‏</strong> ومراكز للبحوث،<strong>‏</strong> والتميز لدعم األولويات الوطنية،<strong>‏</strong> خاصة<br />

<strong>في</strong> مجاالت التكنولوجيا املتقدمة واملواد والتصنيع،<strong>‏</strong> واملياه واملواد والهياكل الذكية،<strong>‏</strong><br />

وأمن املعلومات،<strong>‏</strong> والبوليمرات وغيرها.<strong>‏</strong> كما كان هناك إحساس لدى القيادات الريادية<br />

بأهمية البحوث وضرورة التركيز بشكل أكبر خالل السنوات العشر املقبلة،<strong>‏</strong> وحتديداً<strong>‏</strong><br />

<strong>في</strong> مجاالت مثل حتلية املياه وإدارة املوارد،<strong>‏</strong> والرعاية الصحية والبتروكيماويات والطاقة<br />

واملوارد،<strong>‏</strong> وترى القيادات الريادية أن حتصل على أموال إضا<strong>في</strong>ة إلعادة االستثمار <strong>في</strong><br />

املنح الدراسية واملرافق والتوظيف والتنمية.<strong>‏</strong><br />

وقد دعمت القيادات الريادية <strong>في</strong> اجلامعة هذه التوجهات من خالل التسويق<br />

والترويج الفعال لسياساتها الريادية بشكل واسع،<strong>‏</strong> وذلك حتى تستطيع بالفعل تو<strong>في</strong>ر<br />

التمويل ملشاريع اجلامعات املستقبلية كما سنفصل <strong>في</strong> شرح خطتها اإلستراتيجية.<strong>‏</strong><br />

2- جهود القيادة الريادية <strong>في</strong> جامعة امللك سعود:<strong>‏</strong><br />

لعبت جامعة امللك سعود دوراً<strong>‏</strong> هاماً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> قطاع التعليم العالي <strong>في</strong> اململكة منذ إنشائها<br />

<strong>في</strong> عام ‎1957‎م،<strong>‏</strong> حيث كانت هي اجلامعة األولى <strong>في</strong> اململكة العربية السعودية،<strong>‏</strong> كما كانت<br />

أول جامعة تنشئ برنامجاً<strong>‏</strong> للوقف اخلاص باجلامعة <strong>في</strong> اململكة.<strong>‏</strong> وتطمح جامعة امللك<br />

سعود لتكون منارة ملؤسسات التعليم العالي <strong>في</strong> اململكة حيث يوجد بها حالياً<strong>‏</strong> قرابة 65000<br />

طالب وطالبة،<strong>‏</strong> وأكثر من 7400 عضو هيئة التدريس،<strong>‏</strong> وأكثر من 100 قسم أكادميي <strong>في</strong><br />

24 كلية.<strong>‏</strong> <strong>في</strong> البداية،<strong>‏</strong> كانت جامعة امللك سعود متوجهة <strong>في</strong> املاضي أكثر للتدريس،<strong>‏</strong> ولكنها<br />

بدأت مع القيادات الريادية <strong>في</strong> العقد احلالي بإعطاء أولوية أكبر للبحث العلمي والتوعية.<strong>‏</strong><br />

لقد مت تأسيس معاهد للبحوث واالستشارات وظيفتها األساسية تعزيز التعاون البحثي<br />

مع الصناعة.<strong>‏</strong> باإلضافة إلى تأسيس عمادة البحث العلمي التي متثل املظلة النظامية<br />

لكافة مراكز البحوث <strong>في</strong> اجلامعة وعددها 27 مركزاً.<strong>‏</strong> كما شهدت ميزانية البحوث زيادة<br />

مستمرة خالل السنوات القليلة املاضية (2009A .)King Saud University, وعالوة<br />

على ذلك،<strong>‏</strong> بدأت شراكة إستراتيجية بني جامعة امللك سعود وبعض الشركات الرائدة <strong>في</strong><br />

القطاع الصناعي السعودي أدت إلى زيادة الدعم املالي للبحث العلمي،<strong>‏</strong> ووفرت مجموعة<br />

جديدة من املوضوعات البحثية املتنوعة.<strong>‏</strong><br />

480 مجلة اإلدارة العامة


القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

لقد أخذت القيادات الريادية على عاتقها زمام املبادرة واملخاطرة بإعادة ترتيب<br />

أولويات اجلامعة لتجعل البحث العلمي <strong>في</strong> املرتبة األولى من اهتماماتها.<strong>‏</strong> ومن ثم<br />

قامت تلك القيادات بتطوير الشراكة مع الصناعة احمللية من جهة،<strong>‏</strong> ومن جهة أخرى،<strong>‏</strong><br />

أقامت الشراكة املتبادلة مع املؤسسات األكادميية الدولية الرائدة لتكون جامعة عاملية<br />

املستوى (2009 .(AlOthman، ووفقاً<strong>‏</strong> للرؤية اجلديدة لقياداتها الريادية،<strong>‏</strong> توجهت<br />

اجلامعة إلى التميز البحثي واالعتراف الدولي <strong>‏</strong>)القحطاني،<strong>‏</strong> 2009(. وعالوة على<br />

ذلك،<strong>‏</strong> فهي تسعى للعب دور محوري <strong>في</strong> حتقيق الرؤية اإلستراتيجية خلادم احلرمني<br />

الشريفني بتحويل املجتمع السعودي إلى مجتمع قائم على املعرفة دون تقدم أي تنازالت<br />

<strong>في</strong> نوعية التعليم،<strong>‏</strong> بل إنها تعمل جاهدة لتكون جميع برامجها األكادميية معتمدة،<strong>‏</strong> وأن<br />

متتد اجلودة لتغطي الوظائف اإلدارية من خالل العمل للحصول على شهادات ISO<br />

للكليات وبعض دوائر اإلدارة العليا؛ إذ إن الهدف هو أن حتصل جميع إدارات اجلامعة<br />

على شهادة 2009B) .)ISO King Saud University,<br />

لقد توجهت القيادات الريادية جلامعة امللك سعود لتحقيق طموحها <strong>في</strong> أن<br />

تصبح جامعة ذات مستوى عاملي من خالل العمل على وضع خطة إستراتيجية توجه<br />

عملية تطوير اجلامعة خلالل الفترة - 2010 ‎2030‎م.<strong>‏</strong> وقد تقدمت اجلامعة خالل<br />

السنوات املاضية تقدماً<strong>‏</strong> كبيراً<strong>‏</strong> نحو <strong>هذا</strong> الطموح،<strong>‏</strong> حيث تبنت خطة إستراتيجية جديدة<br />

(ksu2030) على أمل أن متكنها من حتقيق الريادة العاملية والتميز <strong>في</strong> بناء مجتمع<br />

املعرفة.<strong>‏</strong> ول<strong>هذا</strong> تسعى جامعة امللك سعود إلى أن تكون جامعة من الطراز العاملي<br />

بالعمل على ثالثة مكونات رئيسية (2009 (AlOthman، هي:<strong>‏</strong> التعلم والتعليم،<strong>‏</strong> واالبتكار<br />

واإلبداع،<strong>‏</strong> والشراكة املجتمعية.<strong>‏</strong><br />

3- المكاسب السريعة لقيادات الجامعة الريادية:<strong>‏</strong><br />

لتحقيق أهدافها اإلستراتيجية الطموحة،<strong>‏</strong> لم تنتظر القيادة الريادية جلامعة<br />

امللك سعود انتهاء اخلطة اإلستراتيجية،<strong>‏</strong> وإمنا حرصت على اتخاذ بعض اإلجراءات<br />

الالزمة لتحقيق إجنازات سريعة لتساعدها <strong>في</strong> إيجاد قصص جناح تقلل من التأثير<br />

السلبي للمخاطرة على قراراتها.<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> <strong>هذا</strong> الصدد،<strong>‏</strong> مت تأسيس عدد كبير من املشاريع<br />

التطويرية للجامعة بدعم سخي من احلكومة لهذه املشاريع،<strong>‏</strong> حيث بلغ قرابة 14 مليار<br />

ريال سعودي تقريباً<strong>‏</strong> (2008 University، .(King Saud ومن بني هذه املشاريع عدد<br />

من مشاريع البنية التحتية منها:<strong>‏</strong><br />

481<br />

مجلة اإلدارة العامة


أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

• مشروع املدينة اجلامعية للبنات:<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong> يشكل حالً<strong>‏</strong> جذرياً<strong>‏</strong> ملعاناة مستمرة من تباعد<br />

املواقع احلالية لكليات البنات،<strong>‏</strong> ضعف اخلدمات،<strong>‏</strong> والتوزيع العشوائي،<strong>‏</strong> وعدم القدرة<br />

على التعامل مع <strong>العدد</strong> املتزايد من الطالبات.<strong>‏</strong><br />

• مشروع املدينة الطبية:<strong>‏</strong> يهدف <strong>هذا</strong> املشروع إلى وضع اللمسات األخيرة للتوسع<br />

<strong>في</strong> املستش<strong>في</strong>ات اجلامعية باحلرم اجلامعي،<strong>‏</strong> وإنشاء مركز ألمراض القلب والعناية<br />

املركزة،<strong>‏</strong> مركز السكري،<strong>‏</strong> مركز رعاية األسرة،<strong>‏</strong> وتوسيع كلية الطب،<strong>‏</strong> وكلية طب األسنان،<strong>‏</strong><br />

مع تو<strong>في</strong>ر املعدات الطبية املتقدمة.<strong>‏</strong><br />

• مشروع سكن أعضاء هيئة التدريس:<strong>‏</strong> ويشمل <strong>هذا</strong> املشروع نحو 400 <strong>في</strong>ال و 522 شقة<br />

<strong>في</strong> 12 مبنى.<strong>‏</strong> ويهدف <strong>هذا</strong> املشروع إلى تو<strong>في</strong>ر مساكن تتوفر <strong>في</strong>ها اخلدمات احلديثة<br />

والشاملة <strong>في</strong> بيئة جذابة وصحية وفقاً<strong>‏</strong> للمعايير والشروط الدولية.<strong>‏</strong><br />

• توسعة مباني الكليات:<strong>‏</strong> <strong>هذا</strong> املشروع هو مبادرة متميزة تهدف إلى إنشاء مبانٍ<strong>‏</strong> إضا<strong>في</strong>ة<br />

لبعض الكلية لتكون قادرة على استيعاب عدد أكبر من الطالب.<strong>‏</strong><br />

• مشروع أوقاف اجلامعة:<strong>‏</strong> بدأت اجلامعة مببادرة لوضع األساس ملشروع أبراج اجلامعة<br />

ليكون أول وقف تعليمي من نوعه <strong>في</strong> اململكة حيث متتد على أكثر من 180000 متر مربع.<strong>‏</strong><br />

• مشروع وادي الرياض للتقنية :)RTV( يهدف <strong>هذا</strong> املشروع إلى بناء حديقة واسعة<br />

للعلوم لتكون مبثابة بوابة اململكة إلى اقتصاد قائم على املعرفة.<strong>‏</strong><br />

وإدارياً،<strong>‏</strong> أنشأت القيادات الريادية جلامعة امللك سعود وحدات جديدة لتعزيز أدائها<br />

ومواكبة االجتاهات احلديثة <strong>في</strong> التعليم واإلدارة.<strong>‏</strong> ومن الوحدات اإلدارية املنشأة حديثاً<strong>‏</strong><br />

<strong>في</strong> اجلامعة ما يلي (2009C :(King Saud University،<br />

• وكالة اجلامعة للتبادل املعر<strong>في</strong> ونقل التقنية:<strong>‏</strong> مهمة هذه الوكالة هي حتقيق التكامل<br />

مع مختلف وحدات اجلامعة بهدف تفعيل ثقافة املعرفة <strong>في</strong> املجتمع من خالل برامج<br />

تنموية جديدة،<strong>‏</strong> والتعاون اإلقليمي والدولي،<strong>‏</strong> ونقل التكنولوجيا.<strong>‏</strong><br />

• عمادة اجلودة:<strong>‏</strong> إن دور <strong>هذا</strong> الكيان هو تبسيط اإلجراءات اإلدارية واألكادميية،<strong>‏</strong> واألداء<br />

املستمر والتقييم وضمان اجلودة <strong>في</strong> الوحدات اإلدارية واألكادميية <strong>في</strong> اجلامعة،<strong>‏</strong><br />

وتلبية أهداف اجلامعة <strong>في</strong>ما يتعلق بقضايا اجلودة واالعتماد األكادميي.<strong>‏</strong><br />

• عمادة التعامالت اإللكترونية واالتصاالت:<strong>‏</strong> إن الهدف من هذه العمادة هو االستفادة<br />

من التطور السريع للتكنولوجيا الفائقة،<strong>‏</strong> والعمل على تو<strong>في</strong>ر بنية حتتية آمنة لتقنية<br />

482 مجلة اإلدارة العامة


القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

املعلومات.<strong>‏</strong> وقد أدى ذلك إلى حتسيني اإلجراءات اإلدارية واملالية واألكادميية ورفع<br />

كفاءتها،<strong>‏</strong> وتو<strong>في</strong>ر قاعدة بيانات متكاملة ساعدت على توحيد البيانات ومصادر<br />

املعلومات مما سهل الوصول إليها واالستفادة القصوى منها.<strong>‏</strong><br />

• عمادة تطوير املهارات:<strong>‏</strong> وتتمثل أهداف هذه العمادة <strong>في</strong> تطوير مهارات أعضاء هيئة<br />

التدريس واحملاضرين واملعيدين والطالب واملوظفني اإلداريني،<strong>‏</strong> بطريقة تضمن حتقيق<br />

التميز وحتقيق مستويات عالية من اإلبداع <strong>في</strong> أداء مهامهم.<strong>‏</strong><br />

• عمادة التعليم اإللكتروني والتعلم عن بعد:<strong>‏</strong> وتتمثل أهدافها <strong>في</strong> تنويع وحتسيني طرق<br />

التدريس والتعلم القائم على تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت احلديثة،<strong>‏</strong> وإنشاء<br />

الفصول الدراسية التفاعلية الذكية <strong>في</strong> جميع أنحاء احلرم اجلامعي.<strong>‏</strong><br />

4- البرامج التنموية لجامعة الملك سعود:<strong>‏</strong><br />

لقد تفردت القيادات الريادية <strong>في</strong> جامعة امللك سعود بتبني عدد من البرامج التنموية<br />

<strong>في</strong> اجلامعة تهدف إلى حتقيق قفزة <strong>في</strong> التميز واإلبداع على املستويني اإلقليمي<br />

والدولي.<strong>‏</strong> وميكن جتميع هذه البرامج <strong>في</strong> خمسة أنظمة <strong>‏</strong>)انظر الشكل 1( وهي:<strong>‏</strong> نظام<br />

الشراكة الطالبية،<strong>‏</strong> نظام الشراكة املجتمعية،<strong>‏</strong> نظام البحث العلمي،<strong>‏</strong> نظام االبتكار،<strong>‏</strong> ونظام<br />

االستقطاب 2009) .(AlOthman،<br />

5<br />

Attraction<br />

System<br />

1<br />

★3<br />

4<br />

innovation<br />

System<br />

Student<br />

System<br />

Developmental<br />

Programsat KSU<br />

Scientific<br />

Resoarch<br />

System<br />

2<br />

Partnership<br />

System<br />

املصدر:<strong>‏</strong> .AlOthman، 2009<br />

483<br />

مجلة اإلدارة العامة


أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

- نظام الشراكة الطالبية:<strong>‏</strong> لقد اعتبرت القيادات الريادية <strong>في</strong> جامعة امللك سعود<br />

الطالب اجلامعي هو محور العملية األكادميية،<strong>‏</strong> وهو مركز األنشطة التنموية <strong>في</strong><br />

اجلامعة.<strong>‏</strong> تطمح اجلامعة لتحقيق قيادة دولية من خالل شراكة مجتمعية لبناء مجتمع<br />

قائم على املعرفة،<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong> يتطلب وجود شراكة فعالة للطالب،<strong>‏</strong> ومن ثم مت إنشاء <strong>‏</strong>"نظام<br />

الشراكة الطالبية"<strong>‏</strong> الذي يركز على بناء شراكة فعالة من خالل الدورات التدريبية<br />

على املهارات الناعمة مثل التنمية الذاتية،<strong>‏</strong> وااللتزام واملسؤولية،<strong>‏</strong> واملهارات القيادية،<strong>‏</strong><br />

ومهارات االتصال وتكنولوجيا املعلومات واالبتكار.<strong>‏</strong> وباإلضافة إلى ذلك،<strong>‏</strong> فإن النظام<br />

يسهم <strong>في</strong> تشجيع وحت<strong>في</strong>ز الطالب على املشاركة <strong>في</strong> تلك البرامج التنموية،<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> حل<br />

القضايا املتعلقة بالشباب من خالل البحث.<strong>‏</strong> كما يركز النظام أيضاً<strong>‏</strong> على تطوير<br />

مفهوم العدالة بني الطالب،<strong>‏</strong> ورفع الظلم عنهم وتو<strong>في</strong>ر فرص للمشاركة <strong>في</strong> عملية<br />

صنع القرار.<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> نهاية املطاف،<strong>‏</strong> فمن شأن <strong>هذا</strong> النظام أن يساعد <strong>في</strong> بناء مجتمع<br />

متناغم يقوم على مبادئ العدالة واملساواة.<strong>‏</strong><br />

- نظام الشراكة املجتمعية:<strong>‏</strong> والغرض من نظام الشراكة املجتمعية هو حتويل املجتمع<br />

السعودي إلى مجتمع قائم على املعرفة،<strong>‏</strong> حيث يكون املجتمع مسؤوالً<strong>‏</strong> اجتماعياً<strong>‏</strong> من<br />

خلالل نشر املعرفة.<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong> يتطلب زيادة وعي املجتمع وحل قضاياه املعاصرة مثل<br />

القضايا البيئية والصحية واالجتماعية،<strong>‏</strong> واالقتصادية.<strong>‏</strong> ويهدف النظام إلى جمع<br />

10 مليارات دوالر لتسريع البحوث،<strong>‏</strong> وتطوير القيادة،<strong>‏</strong> وتنشيط األنشطة التنموية<br />

والتعليمية التي تخدم املجتمع باجلامعة.<strong>‏</strong> وعالوة على ذلك،<strong>‏</strong> يسعى النظام إلى بناء<br />

مجتمع يقوم على التفكير واملبادرة <strong>في</strong> <strong>هذا</strong> الصدد،<strong>‏</strong> وقد نظمت جامعة امللك سعود<br />

املؤمتر الدولي األول لريادة األعمال <strong>في</strong> ‎2009‎م،<strong>‏</strong> كما نظمت املؤمتر الثاني <strong>في</strong><br />

‎2014‎م.<strong>‏</strong> وتسعى اجلامعة إلى قيادة املجتمع ونيل ثقته،<strong>‏</strong> وأن يكون أفضل من ميثل<br />

اجلامعة <strong>في</strong> املجتمع هم خريجوها الذين يستطيعون بناء شراكة قوية بني االثنني.<strong>‏</strong><br />

كما أن <strong>هذا</strong> النظام للشراكة املجتمعية يساعد <strong>في</strong> خلق الفرصة خلريجي اجلامعة<br />

<strong>في</strong> التواصل املستمر مع اجلامعة من خالل تبادل األفكار واخلبرات.<strong>‏</strong><br />

- نظام البحث العلمي:<strong>‏</strong> الغرض من نظام البحث العلمي هو تشجيع البحث العلمي <strong>في</strong><br />

جميع املجاالت الرئيسية واإلستراتيجية.<strong>‏</strong> وتطمح اجلامعة من خالل نظام البحث<br />

العلمي إلى حتقيق التميز العاملي <strong>في</strong> البحث العلمي واالبتكار.<strong>‏</strong> ولتحقيق <strong>هذا</strong> التميز،<strong>‏</strong><br />

أنشأت جامعة امللك سعود 123 برنامج بحث و‎4‎ مراكز للتميز البحثي،<strong>‏</strong> ومختبرات<br />

األقمار الصناعية <strong>في</strong> جميع أنحاء العالم،<strong>‏</strong> وقد وقعت أكثر من 60 عقداً<strong>‏</strong> دولياً<strong>‏</strong> مع<br />

بعض األفراد واجلامعات واملعاهد الرائدة عاملياً.<strong>‏</strong><br />

484 مجلة اإلدارة العامة


القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

- نظام االبتكار:<strong>‏</strong> ميثل االبتكار أحد القيم األساسية جلامعة امللك سعود،<strong>‏</strong> وذلك أن<br />

االبتكار ميكن أن يسهم <strong>في</strong> تقدم املجتمع السعودي فكرياً<strong>‏</strong> واجتماعياً<strong>‏</strong> واقتصادياً،<strong>‏</strong><br />

وكذلك من الناحية التكنولوجية.<strong>‏</strong> وقد بادرت جامعة امللك سعود <strong>في</strong> <strong>هذا</strong> الصدد<br />

بإنشاء واحة علمية مبسمى <strong>‏</strong>"وادي الرياض للتقنية "(RTV) لتكون منوذجاً<strong>‏</strong> إقليمياً<strong>‏</strong><br />

رائداً<strong>‏</strong> للواحات العلمية.<strong>‏</strong> ومن املتوقع أن االستثمار <strong>في</strong> (RTV) سيستقطب العديد<br />

من الشركات ومراكز البحوث احمللية واإلقليمية والدولية،<strong>‏</strong> كما ميكن أن يوفر<br />

5000 فرصة عمل للطالب.<strong>‏</strong> ومن الشركات الرائدة التي مت التواصل معها وأبدت<br />

الرغبة االستثمار <strong>في</strong> وادي الرياض معهد ستانفورد لألبحاث،<strong>‏</strong> الرابطة الدولية<br />

ملجمعات العلوم ،(IASP) حديقة العلوم برشلونة،<strong>‏</strong> جمعية حاضنات األعمال<br />

الوطني ،(NBIA) حاضنة التكنولوجيا <strong>في</strong> كولورادو سبرينغز،<strong>‏</strong> حاضنة التوصيل<br />

والتشغيل،<strong>‏</strong> مجموعة الزامل - أكسفورد،<strong>‏</strong> وشركة سابك.<strong>‏</strong> إلى جانب ذلك،<strong>‏</strong> تقدم<br />

اجلامعة الدعم واحلماية جلميع الشركات التابعة من خالل برنامج امللكية الفكرية<br />

وترخيص 5) : 2009B .(King Saud university,<br />

- نظام االستقطاب:<strong>‏</strong> يهدف نظام االستقطاب إلى جذب الباحثيني وأعضاء هيئة<br />

التدريس املتميزين،<strong>‏</strong> واحلائزين على جائزة نوبل،<strong>‏</strong> والعلماء املشهورين من مختلف<br />

أنحاء العالم.<strong>‏</strong> فعلى سبيل املثال مت على مدى األعوام القيلة املاضية،<strong>‏</strong> استقطاب أكثر<br />

من 750 من أعضاء هيئة التدريس و‎155‎ من الباحثني املتميزين على مستوى العالم<br />

. (King Saud university, 2009E: 5)<br />

5- الخطة اإلستراتيجية لقيادات الجامعة الريادية:<strong>‏</strong><br />

بني أكثر من 34 جامعة حكومية <strong>في</strong> اململكة،<strong>‏</strong> تسعى القيادات الريادية جلامعة امللك<br />

سعود <strong>في</strong> خطتها اإلستراتيجية KSU 2030 التي تعد أول خطة إستراتيجية للجامعة<br />

منذ نشأتها قبل أكثر من 55 عاماً<strong>‏</strong> إلى أن تصبح اجلامعة أمنوذجاً<strong>‏</strong> وطنياً<strong>‏</strong> وعاملياً<strong>‏</strong> للتعليم<br />

والتميز البحثي.<strong>‏</strong> ويدعم ذلك التوجه غالبية أصحاب املصلحة حيث يعتقدون أن<br />

جامعة امللك سعود يجب أن تستمر لتكون رائدة للتعليم العالي <strong>في</strong> اململكة،<strong>‏</strong> وأن تصبح<br />

أول جامعة بحثية،<strong>‏</strong> وأن تلعب دوراً<strong>‏</strong> محورياً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> اقتصاد املعرفة السعودي.<strong>‏</strong><br />

وقد جتسد <strong>هذا</strong> الطموح <strong>في</strong> العناصر التالية للخطة اإلستراتيجية للجامعة<br />

:KSU2030 (king saud university, 2014)<br />

485<br />

مجلة اإلدارة العامة


أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

- الرسالة:<strong>‏</strong><br />

تقدمي تعليم مميز،<strong>‏</strong> وإنتاج البحوث اإلبداعية،<strong>‏</strong> وخدمة املجتمع،<strong>‏</strong> واملساهمة <strong>في</strong> بناء<br />

اقتصاد املعرفة واملجتمع من خالل التعلم وبيئة التفكير اإلبداعي،<strong>‏</strong> االستخدام األمثل<br />

للتقنية والشراكة الدولية واحمللية الفعالة.<strong>‏</strong><br />

- رؤية :2030<br />

التميز والريادة العاملية <strong>في</strong> بناء مجتمع املعرفة.<strong>‏</strong><br />

- القيم:<strong>‏</strong><br />

انطالقاً<strong>‏</strong> من قيمنا اإلسالمية والثقا<strong>في</strong>ة نحرص على أن نتمسك بعدد من القيم مثل:<strong>‏</strong><br />

اجلودة والتميز،<strong>‏</strong> والقيادة والعمل اجلماعي،<strong>‏</strong> احلرية األكادميية،<strong>‏</strong> واإلنصاف والنزاهة،<strong>‏</strong><br />

والشفا<strong>في</strong>ة واملساءلة،<strong>‏</strong> التعلم مدى احلياة.<strong>‏</strong><br />

- األهداف اإلستراتيجية:<strong>‏</strong><br />

متثل اخلطة اإلستراتيجية للجامعة التي تبنتها القيادات الريادية تتويجاً<strong>‏</strong> لعمل أكثر<br />

من 4000 مشارك من مجتمع جامعة امللك سعود الذين شاركوا بنشاط <strong>في</strong> عمليات<br />

التخطيط منذ بدأت قيادات اجلامعة <strong>في</strong> الترتيب لوضع اخلطة اإلستراتيجية خالل<br />

العام الدراسي ‎2010-2009‎م.<strong>‏</strong> وقد أدت إبداعاتهم وتفانيهم <strong>في</strong> حتديد القيم<br />

األساسية للجامعة وصياغة الرؤية والرسالة واألهداف اإلستراتيجية التي تشير إلى<br />

أن اجلامعة حتتاج إلى جتديد وتوسيع جهودها،<strong>‏</strong> والتركيز على القيم املهمة واألساسية<br />

للجامعة.<strong>‏</strong> وقد تبنت اخلطة اإلستراتيجية تسعة أهداف إستراتيجية تدعمها 49<br />

مبادرة (2009D ،(king Saud university، وهذه األهداف هي كما يلي:<strong>‏</strong><br />

الهدف اإلستراتيجي 1: اإلجادة <strong>في</strong> كل شيء،<strong>‏</strong> والتميز <strong>في</strong> مجاالت محددة.<strong>‏</strong> حتتاج<br />

اجلامعة إلى حتسني أدائها <strong>في</strong> جميع التخصصات،<strong>‏</strong> مع حتقيق التمييز <strong>في</strong> وقت واحد<br />

<strong>في</strong> مجموعة محددة من التخصصات ذات األولوية.<strong>‏</strong><br />

الهدف اإلستراتيجي 2: أعضاء هيئة تدريس متميزون . يجب أن تضمن اجلامعة<br />

وجود أعضاء هيئة التدريس على أرفع املستويات وذلك لتكون مبصاف اجلامعات<br />

العاملية الرائدة التي تتقدم بسرعة <strong>في</strong> جميع أنحاء العالم حيث تهتم كثيراً<strong>‏</strong> باستقطاب<br />

وتوظيف واستبقاء املتميزين،<strong>‏</strong> وتقييمهم.<strong>‏</strong><br />

486 مجلة اإلدارة العامة


القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

الهدف اإلستراتيجي 3: االهتمام بالكيف وليس الكم.<strong>‏</strong> حتد اجلامعة من التحاق<br />

الطالب بها،<strong>‏</strong> بحيث يكون التركيز على التوسع <strong>في</strong> الدراسات العليا والتقليل من قبول<br />

الطالب <strong>في</strong> برامج البكالوريوس وذلك لتحسني اجلودة اخلريجني.<strong>‏</strong><br />

الهدف اإلستراتيجي 4: خريجون مبستويات عالية.<strong>‏</strong> رفع شروط ومعايير القبول<br />

ملعاجلة بعض أوجه القصور <strong>في</strong> مهارات اخلريجني للتكيف بشكل أفضل مع سوق<br />

العمل العاملي من حيث املهارات األساسية.<strong>‏</strong><br />

الهدف اإلستراتيجي 5: بناء جسور التواصل.<strong>‏</strong> تأسيس اتصاالت مع األطراف<br />

املتميزة محلياً<strong>‏</strong> وعاملياً،<strong>‏</strong> كاجلامعات الرائدة،<strong>‏</strong> واملعاهد واملراكز العاملية ذات النفوذ،<strong>‏</strong><br />

والقيادات األكادميية واخلريجني املؤثرين.<strong>‏</strong><br />

الهدف اإلستراتيجي 6: تهيئة بيئة تعليمية داعمة.<strong>‏</strong> جتد اجلامعة أن من الضروري<br />

أن تهتم بالبيئة الداخلية التي تشمل كالً<strong>‏</strong> من البنية األساسية املادية،<strong>‏</strong> ونوعية العالقات<br />

بني مختلف أعضاء املجتمع األكادميي،<strong>‏</strong> واألنشطة التي جتعل مجتمعها نابضاً<strong>‏</strong> باحلياة.<strong>‏</strong><br />

ورفع مستوى املشاركة مع بقية املجتمع السعودي واإلسهام <strong>في</strong> تطويره.<strong>‏</strong><br />

الهدف اإلستراتيجي 7: مستقبل مالي مستدام.<strong>‏</strong> تنويع مصادر التمويل من خالل<br />

تنمية العالقات مع املانحني وتطوير استثمارات اجلامعة.<strong>‏</strong><br />

الهدف اإلستراتيجي:<strong>‏</strong> 8: املرونة واملساءلة.<strong>‏</strong> حتتاج جامعة امللك سعود إلى احلفاظ<br />

على عالقها والتزاماتها جتاه احلكومة من خالل تطوير <strong>‏</strong>"عقد أداء"<strong>‏</strong> بحيث حتصل<br />

على درجة متزايدة من احلرية أو االستقاللية التشغيلية تخضع للمساءلة عن مستوى<br />

اخلدمات التي تقدمها للحكومة.<strong>‏</strong><br />

الهدف اإلستراتيجي 9: إعادة التنظيم واإلدارة بغرض تطوير األداء.<strong>‏</strong> إعادة تنظيم<br />

وإدارة جامعة امللك سعود لتحقيق املزيد من التطوير للتمكني من اتخاذ القرار بشكل<br />

أفضل ودعم األبحاث ذات املستوى العاملي والتدريس،<strong>‏</strong> ولضمان قدر أكبر من التركيز،<strong>‏</strong><br />

واملزيد من الوضوح حول األدوار واملسؤوليات،<strong>‏</strong> وزيادة املساءلة.<strong>‏</strong><br />

سابعاً<strong>‏</strong> - إطار مقترح للقيادة الريادية <strong>في</strong> الجامعات السعودية:<strong>‏</strong><br />

بعد التعرف على مفهوم القيادة الريادية ونشأتها وتطورها وأبعادها،<strong>‏</strong> وأيضاً<strong>‏</strong><br />

تطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات أصبح من الضروري طرح إطار مقترح للقيادة الريادية <strong>في</strong><br />

اجلامعات،<strong>‏</strong> بحيث يقوم على أساس املبادرات الريادية واملخاطرة التنظيمية املدروسة،<strong>‏</strong><br />

487<br />

مجلة اإلدارة العامة


أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

ومبا ميكن اجلامعات من املبادرة واملجازفة من أجل املنافسة العاملية والثراء العلمي<br />

وتوليد موارد مالية ذاتية متكنها من احلفاظ على مركزها األكادميي وتعزيزه.<strong>‏</strong> وميكن<br />

أن نبني <strong>هذا</strong> النموذج على تصور مركب يقوم على مهارات وأبعاد وعناصر وقواسم<br />

مشتركة.<strong>‏</strong> وقد مت تبني <strong>هذا</strong> النموذج من واقع األدبيات التي تناولت املوضوع ومت<br />

التطرق إليها <strong>في</strong> هذه الدراسة والتي ميكن ربطها بعضها ببعض لتعطي تصوراً<strong>‏</strong> عن<br />

كي<strong>في</strong>ة بناء وتنمية وعمل القيادات الريادية <strong>في</strong> اجلامعات،<strong>‏</strong> وكيف تتكامل هذه املكونات<br />

لتكون مدخالً<strong>‏</strong> للقيادة الريادية األكادميية يقوم على أساس أن القيادات الريادية حتتاج<br />

إلى مهارات حددها (1992) ،Histrich كما أن القيادة الريادية ال بد أن تشمل عدداً<strong>‏</strong> من<br />

األبعاد التي أكدها عدد من الباحثني مثل (1996) Heathfield و (2009) al Gibb, et<br />

وماك سويل وآخرون )2010( والعمري )2008(، كما ال بد من إدراك أن القيادة الريادية<br />

اجلامعية يجب أن تشتمل على عدد من العناصر التي حددها (2010) Smith <strong>في</strong> أربعة<br />

عناصر رئيسة،<strong>‏</strong> خاصة أنها تشترك <strong>في</strong> مجموعة من القواسم التي وردت <strong>في</strong> دراسات<br />

.Thorp & Goldstein (2010)<br />

ويعبر الشكل أدناه عن <strong>هذا</strong> النموذج والعالقة التي يجب أن تربط بني القيادة<br />

الريادية والبيئة التنظيمية والتشريعية العامة وكذلك بيئة التعليم العالي التي ميكن أن<br />

حتقق للجامعات مكاسب أكثر تساعدها وتسهل عليها حتقيق الريادة العاملية.<strong>‏</strong><br />

يتكون اإلطار املقترح من خمسة أجزاء رئيسة،<strong>‏</strong> هي كما يلي:<strong>‏</strong><br />

أبعاد القيادة الريادية التي تتمثل <strong>في</strong> الرؤية واإللهام والثقة والتواصل حيث حتتاج<br />

القيادة الريادية <strong>في</strong> اجلامعات إلى أن يكون لها رؤية واضحة نحو املستقبل تستطيع<br />

أن تساعدها <strong>في</strong> أن تكون ملهمة ملنسوبيها وأن تنمي الثقة <strong>في</strong> املسئولني والعاملني من<br />

خالل التواصل النشط معهم.<strong>‏</strong><br />

وحتتاج القيادة الريادية إلى عدد من املهارات التي ميكن تصنيفها <strong>في</strong> مهارات<br />

ترتبط بالتقنية احلديثة ومجاالتها من استخدامها والتعامل معها،<strong>‏</strong> ومهارات تتعلق<br />

بقدرة القيادة الريادية على إدارة أعمال اجلامعة من حيث العالقات التنظيمية والعملية<br />

اإلدارية والتفاوض وغير ذلك،<strong>‏</strong> واملهارات الشخصية الريادية املتمثلة <strong>في</strong> أخذ املخاطرة<br />

واإلبداع واملثابرة وغير ذلك.<strong>‏</strong><br />

ومن مكونات <strong>هذا</strong> اإلطار ما يجب أن تهتم به القيادة الريادية األكادميية من جوانب<br />

متثل عناصر القيادة الريادية اجلامعية مثل القيادة الذاتية،<strong>‏</strong> واتخاذ القرارات باإلقناع<br />

488 مجلة اإلدارة العامة


القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

واملناقشة واملشاورة،<strong>‏</strong> والتحدث والتعلم <strong>في</strong> الوقت نفسه،<strong>‏</strong> والعمل بذكاء متجانس ال<br />

يختلف بني حني وآخر أو من مكان إلى مكان آخر.<strong>‏</strong><br />

واملكون األخير من اإلطار هو تلك القواسم املشتركة بني القيادات الريادية األكادميية<br />

للجامعات والتي تتلخص <strong>في</strong> حاجتهم إلى التعبير عن رسالة اجلامعة وقيمها،<strong>‏</strong> وإنشاء<br />

ثقافة ريادية <strong>في</strong> اجلامعة،<strong>‏</strong> وترجمة األفكار اإلبداعية واالبتكارية إلى واقع،<strong>‏</strong> والعمل على<br />

تنمية موارد اجلامعة املالية.<strong>‏</strong><br />

أخيراً،<strong>‏</strong> يتمثل املكون البيئي من بيئة التعليم العالي والبيئة التنظيمية والتشريعية<br />

العامة التي تعمل بها القيادات الريادية اجلامعية حيث تؤثر وتتأثر بها بشكل كبير.<strong>‏</strong><br />

إن تطبيق <strong>هذا</strong> اإلطار <strong>في</strong> بناء القيادات الريادية اجلامعية ميكن أن يساعد <strong>في</strong><br />

بناء اجلامعات الريادية التي تنتج عن التفاعل بني العناصر السابقة،<strong>‏</strong> ومبا ينتج عنه<br />

قيادة ريادية،<strong>‏</strong> ونظام إداري فاعل،<strong>‏</strong> وقاعدة مالية متنوعة،<strong>‏</strong> وتوسع <strong>في</strong> احمليط اإلمنائي<br />

للجامعة،<strong>‏</strong> وثقافة ريادية متكاملة،<strong>‏</strong> واستقاللية ذاتية جامعية داعمة،<strong>‏</strong> وعالقة وثيقة بني<br />

القيادة ومنسوبي اجلامعة وكذلك بالقطاعات املختلفة.<strong>‏</strong><br />

وميكن مالحظة أن <strong>هذا</strong> اإلطار يدمج بني مكونات القيادة الريادية وعناصرها<br />

وأبعادها والبيئة التنظيمية والتشريعية الداخلية واخلارجية مما يؤدي إلى مساعدة<br />

اجلامعة <strong>في</strong> احلصول على الريادة العاملية والتميز.<strong>‏</strong> ويجب أن ندرك أيضاً<strong>‏</strong> أن <strong>هذا</strong><br />

اإلطار هو إطار ديناميكي متفاعل يقوم على التفاعل مع البيئتني الداخلية واخلارجية<br />

للجامعة وعلى التفاعل الدائم واملستمر بني القيادة الريادية والبيئة التنظيمية<br />

والتشريعية العامة والتعليم العالي على وجه اخلصوص.<strong>‏</strong><br />

489<br />

مجلة اإلدارة العامة


أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

بيئة<br />

القيادة الذاتية<br />

التعبير عن رسالة<br />

اجلامعة وقيمها<br />

القواسم املشتركة للقيادة الريادية األكادميية<br />

االهتمام<br />

إنشاء ثقافة ريادية باإلستراتيجية الريادية<br />

الرؤية<br />

املهارات التقنية<br />

أبعاد القيادة الريادية<br />

اإللهام<br />

القيادة<br />

الريادية<br />

الثقة<br />

مهارات إدارة االعمال<br />

ترجمة األفكار<br />

إلى واقع<br />

التواصل<br />

مهارات الشخصية<br />

الريادية<br />

اجلامعة املالية<br />

التعليم العالي<br />

الذكاء املتجانس<br />

تنمية موارد<br />

البيئة التشريعية<br />

اتخاذ القرارات باإلقناع<br />

واملناقشة واملشاركة<br />

مهارات القيادة الريادية<br />

التحدث والتعلم معاً<strong>‏</strong><br />

عناصر القيادة الريادية اجلامعية<br />

والتنظيمية العامة<br />

وال بد من اإلشارة إلى أن تطبيق <strong>هذا</strong> اإلطار للقيادة الريادية <strong>في</strong> اجلامعات يتطلب<br />

ما يلي:<strong>‏</strong><br />

- اختيار القيادات املرشحة للعمل <strong>في</strong> اجلامعات من بني القيادات التي تتميز برغبتها<br />

<strong>في</strong> التطوير واملنافسة العاملية للوصول إلى التميز والريادة.<strong>‏</strong><br />

- وجود كفاءات بشرية ميكن تطويرها لتكون قيادة ريادية تساعد <strong>في</strong> وصول اجلامعة<br />

إلى مصاف اجلامعات العاملية الرائدة واملتميزة.<strong>‏</strong><br />

490 مجلة اإلدارة العامة


القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

- توفر نظام إداري ميكّن القيادة الريادية من بث احلماس وروح اإلبداع واالبتكار <strong>في</strong><br />

منسوبي اجلامعة.<strong>‏</strong><br />

- قيام القيادة الريادية باختيار فريق التطوير من العاملني أصحاب القدرات الريادية<br />

والقادرين على املنافسة وقبول املخاطرة مهما كانت عالية.<strong>‏</strong><br />

- توفر الدعم من القيادات العليا <strong>في</strong> التعليم العالي وتهيئة البيئة التشريعية والتنظيمية<br />

الداعمة ل<strong>هذا</strong> االجتاه القيادي.<strong>‏</strong><br />

- تبسيط النظام املالي واإلداري <strong>في</strong> اجلامعة بحيث يكون مرناً<strong>‏</strong> بالقدر الذي يتيح<br />

للقائد الريادي القدرة على اتخاذ القرارات دون تخوف من أن يتسبب النظام املالي<br />

واإلداري <strong>في</strong> إفشالها.<strong>‏</strong><br />

- وجود آلية فاعلة لنشر ثقافة القيادة الريادية بني منسوبي اجلامعة من عمداء<br />

الكليات والعمادات املساندة واإلداريني.<strong>‏</strong><br />

ومن املؤكد أن مراجعة جتربة جامعة امللك سعود ستساعد <strong>في</strong> التعرف عن كثب<br />

على إسهام <strong>هذا</strong> النمط من القيادات <strong>في</strong> دفع جامعة امللك سعود إلى مراكز عاملية<br />

متقدمة <strong>في</strong> ميدان التنافس العاملي،<strong>‏</strong> وذلك انطالقاً<strong>‏</strong> من وجود قيادة ريادية <strong>في</strong> اجلامعة<br />

ترجمت مفاهيم ومتطلبات الريادة العاملية من خالل برامجها املختلفة وما قامت به من<br />

أعمال،<strong>‏</strong> إضافة إلى تبني التخطيط اإلستراتيجي الذي نتج عنه اخلطة اإلستراتيجية<br />

للجامعة ،KSU2030 وذلك <strong>في</strong> إطار البيئة التشريعية والتنظيمية احمللية وبيئة التعليم<br />

العالي،<strong>‏</strong> وأيضاً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> إطار البيئة التنافسية العاملية مما نتج عنه حتول اجلامعة إلى<br />

مصاف اجلامعات الريادية العاملية.<strong>‏</strong><br />

ثامناً<strong>‏</strong> - استنتاجات وتوصيات:<strong>‏</strong><br />

بعد استعراض مفهوم القيادة الريادية ونشأتها وتطورها وأبعادها،<strong>‏</strong> واستعراض<br />

تطبيقات القيادة الريادية <strong>في</strong> اجلامعات والقواسم املشتركة <strong>في</strong> ذلك،<strong>‏</strong> وبعد عرض<br />

جتربة جامعة امللك سعود مع القيادة الريادية والنتائج التي حققتها كإطار لتطبيق <strong>هذا</strong><br />

النوع من القيادة <strong>في</strong> اجلامعات،<strong>‏</strong> مت التوصل إلى عدد من االستنتاجات التي ساعدت<br />

<strong>في</strong> بناء التصور التطبيقي املقترح لتطوير وبناء القيادات الريادية <strong>في</strong> اجلامعات.<strong>‏</strong> ومن<br />

هذه االستنتاجات ما يلي:<strong>‏</strong><br />

1- ظهور منط جديد من القيادة اإلدارية وهو ما اتفق على تسميته <strong>‏</strong>"بالقيادة الريادية"،<strong>‏</strong><br />

وذلك كما تبني من الكتابات والدراسات التي تناولت <strong>هذا</strong> املفهوم تعريفاً<strong>‏</strong> وشرحاً.<strong>‏</strong><br />

491<br />

مجلة اإلدارة العامة


أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

2- بروز العديد من النماذج القيادية التي تتميز بخصائص القيادة الريادية،<strong>‏</strong> والتي<br />

حققت جناحات <strong>في</strong> مجاالتها وكتب عنها العديد من احلاالت الدراسية.<strong>‏</strong><br />

3- تبيني أن األدبيات العربية ما زالت بحاجة إلى املزيد من الدراسات املعمقة حول<br />

<strong>هذا</strong> املوضوع.<strong>‏</strong><br />

4- ثبت أن القيادة الريادية بصفتها منطاً<strong>‏</strong> قيادياً<strong>‏</strong> فاعالً<strong>‏</strong> قادرة على تعزيز قدرة املنظمات<br />

وخاصة اجلامعات على املنافسة والوصول إلى التميز والريادة العاملية <strong>في</strong> وقت<br />

قياسي،<strong>‏</strong> على الرغم من تعدد االجتاهات واألمناط القيادية.<strong>‏</strong><br />

5- جناح الكثير من القيادات الريادية على مستوى املنظمات العامة واخلاصة <strong>في</strong><br />

اتخاذ قرارات ذات مخاطر عالية والنجاح <strong>في</strong> حتقيق ما تهدف إليه من خالل<br />

تطبيق مهارات القيادة الريادية وأبعادها.<strong>‏</strong><br />

6- متيز قيادات جامعة امللك سعود <strong>في</strong> العقد األخير بخصائص ومزايا القيادات<br />

الريادية ووجود الكثير من األدلة والشواهد على ذلك مما يجعل باإلمكان استخدامها<br />

كإطار مقترح للقيادة الريادية <strong>في</strong> اجلامعات.<strong>‏</strong><br />

وبعد االطالع على الكثير من األدبيات والدراسات والتطبيقات العملية للقيادة<br />

اإلدارية،<strong>‏</strong> وبعد حتليلها واخلروج باإلطار املقترح للقيادة الريادية <strong>في</strong> اجلامعات،<strong>‏</strong> توصي<br />

الدراسة مبا يلي:<strong>‏</strong><br />

1- استخدام اإلطار املقترح <strong>في</strong> بناء وتطوير القيادات الريادية <strong>في</strong> اجلامعات السعودية<br />

بحيث تتم مراعاة كافة تطبيقات اإلطار وذلك حرصاً<strong>‏</strong> على استكمال كافة متطلبات<br />

بناء <strong>هذا</strong> النوع من القيادة ولضمان قدرتها على القيام بواجباتها واألعمال املطلوبة<br />

منها على أكمل وجه.<strong>‏</strong> وميكن تن<strong>في</strong>ذ هذه املبادرة من خالل مركز القيادات األكادميية<br />

بوزارة التعليم العالي حيث يستطيع أن يبني برنامجاً<strong>‏</strong> تدريبياً<strong>‏</strong> يحتوي على اجلدارات<br />

اخلاصة بالقيادة الريادية على ضوء اإلطار املقترح ويتولى تن<strong>في</strong>ذها.<strong>‏</strong><br />

2- تشجيع القيادات اإلدارية <strong>في</strong> املنظمات احلكومية باململكة بشكل عام،<strong>‏</strong> واجلامعات<br />

على وجه اخلصوص على تبني منط القيادة الريادية وتشجيع ذلك،<strong>‏</strong> خاصة أنها<br />

أثبتت <strong>في</strong> الكثير من احلاالت قدرتها على قيادة اجلامعات نحو النجاح <strong>في</strong> حتقيق<br />

أهدافها.<strong>‏</strong> وميكن أن يتم ذلك من خالل تبني فكرة تكرمي القادة الرياديني على<br />

مستوى اجلامعات سنوياً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> مؤمتر التعليم العالي.<strong>‏</strong><br />

492 مجلة اإلدارة العامة


القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

3- احلرص على اختيار القيادات العليا <strong>في</strong> األجهزة احلكومية بشكل عام و<strong>في</strong> اجلامعة<br />

على وجه اخلصوص من بني أولئك القادة الذين يتميزون بخصائص القيادة الريادية<br />

ولديهم القدرات واملهارات الكا<strong>في</strong>ة <strong>في</strong> <strong>هذا</strong> اجلانب،<strong>‏</strong> وذلك من خالل تبني بعض<br />

االختبارات التي ميكن أن تساعد <strong>في</strong> التعرف على من ميلك القدرات واخلصائص<br />

القيادية الريادية من القيادات الشابة والتي ميكن تنميتها لتتولى زمام األمور<br />

مستقبالً.<strong>‏</strong><br />

4- إجراء املزيد من الدراسات امليدانية واالستطالعية على املؤسسات واملنظمات<br />

التي تتبنى مفهوم القيادة الريادية عند اختيارها لقيادييها،<strong>‏</strong> وكذلك على القيادات<br />

التي تؤمن ب<strong>هذا</strong> النمط من القيادة وتتبناه،<strong>‏</strong> وذلك من خالل طرح مشاريع بحثية <strong>في</strong><br />

<strong>هذا</strong> اجلانب،<strong>‏</strong> سواء من قبل مراكز البحوث <strong>في</strong> اجلامعات أم من قبل مدينة امللك<br />

عبدالعزيز أو وزارة التعليم العالي.<strong>‏</strong><br />

الخاتمة:<strong>‏</strong><br />

تناولت هذه الدراسة أحد موضوعات القيادة اإلدارية احلديثة <strong>في</strong> محاولة لسبر<br />

أغواره وهو القيادة الريادية،<strong>‏</strong> حيث سعت الدراسة إلى التعرف عليه بشكل أكبر من<br />

خالل مراجعة األدبيات والدراسات التي متت حول <strong>هذا</strong> املفهوم.<strong>‏</strong> كذلك استعرضت<br />

الدراسة الواقع التطبيقي للقيادة الريادية <strong>في</strong> جامعة امللك سعود من خالل دراسة<br />

وحتليل القيادات األخيرة للجامعة والتي أحدثت نقلة نوعية <strong>في</strong> أعمال اجلامعة كما<br />

تشير إلى ذلك الشواهد واألدلة التي مت استعراضها.<strong>‏</strong><br />

وقد أوضحت الدراسة بالتفصيل املقصود بالقائد الريادي وما يتصف به من<br />

مهارات وما ميكن أن يسهم به على مستوى املنظمات،<strong>‏</strong> وخصوصاً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> ظل البيئة املتغيرة<br />

والتنافسية.<strong>‏</strong> وقد ركزت الدراسة على املنظمات التي حتتاج إلى <strong>هذا</strong> النوع من القيادات<br />

العصرية والهامة حتى ميكن لها النهوض بأدائها واالستمرار والبقاء <strong>في</strong> نطاق التميز<br />

العاملي،<strong>‏</strong> وحتديد اجلامعات.<strong>‏</strong> وقد تبني أن جامعة امللك سعود حظيت خالل السنوات<br />

األولى من <strong>هذا</strong> العقد بقيادات ريادية حققت بفضلها تقدماً<strong>‏</strong> كبيراً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> السنوات األخيرة،<strong>‏</strong><br />

على الرغم من أنه ال يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعني القيام به.<strong>‏</strong><br />

و<strong>في</strong> النهاية قدمت الدراسة تصوراً<strong>‏</strong> إلطار مقترح لتبني القيادة الريادية <strong>في</strong><br />

اجلامعات،<strong>‏</strong> فقد مت توضيح املهارات القيادية املطلوبة،<strong>‏</strong> وأبعاد القيادة الريادية املؤثرة،<strong>‏</strong><br />

وعناصر القيادة الريادية التي يجب االهتمام بها <strong>في</strong> اجلامعات،<strong>‏</strong> وكذلك القواسم<br />

493<br />

مجلة اإلدارة العامة


أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

املشتركة بني القيادات الريادية األكادميية <strong>في</strong> اجلامعات.<strong>‏</strong> وأخيراً،<strong>‏</strong> قدم البحث بعد<br />

تلخيص أهم االستنتاجات عدداً<strong>‏</strong> من التوصيات التي ميكن األخذ بها لتطبيق القيادة<br />

الريادية <strong>في</strong> اجلامعات وغيرها.<strong>‏</strong><br />

494 مجلة اإلدارة العامة


القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

المراجع<br />

أوالً<strong>‏</strong> - المراجع العربية:<strong>‏</strong><br />

- أوزبورن،<strong>‏</strong> دي<strong>في</strong>د؛ غايبلر،<strong>‏</strong> تيد <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎2010‎م(.<strong>‏</strong> إعادة اختراع احلكومة كيف حتول روح املغامرة إلى القطاع<br />

العام؟.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)ترجمة محمد تو<strong>في</strong>ق البجيرمي(.<strong>‏</strong> الرياض:<strong>‏</strong> العبيكان للنشر.<strong>‏</strong><br />

- البهنساوى،<strong>‏</strong> فردوس عبد املجيد <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎2006‎م(.<strong>‏</strong> منظومة التعليم العالي بالواليات املتحدة األمريكية.<strong>‏</strong><br />

القاهرة:<strong>‏</strong> عالم الكتاب.<strong>‏</strong><br />

- بوك،<strong>‏</strong> ديريك <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎2010‎م(.<strong>‏</strong> جامعات <strong>في</strong> السوق إضفاء الصفة التجارية على التعليم العالي.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)ترجمة<br />

سوسن مستو(.<strong>‏</strong> الرياض:<strong>‏</strong> مكتبة العبيكان.<strong>‏</strong><br />

- حجي،<strong>‏</strong> أحمد إسماعيل <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1996‎م(.<strong>‏</strong> التعليم <strong>في</strong> مصر ماضيه وحاضره ومستقبله.<strong>‏</strong> القاهرة:<strong>‏</strong> مكتبة<br />

النهضة املصرية.<strong>‏</strong><br />

- دركر،<strong>‏</strong> بيتر <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1985‎م(.<strong>‏</strong> التجديد واملقاولة:<strong>‏</strong> ممارسات ومبادئ.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)ترجمة حسني عبد الفتاح(،<strong>‏</strong> عمان:<strong>‏</strong><br />

مركز الكتب األردني.<strong>‏</strong><br />

- وزارة التعليم العالي <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1434‎ه(.<strong>‏</strong> حالة التعليم العالي <strong>في</strong> اململكة العربية السعودية،<strong>‏</strong> الرياض.<strong>‏</strong><br />

- ساملي،<strong>‏</strong> جميل.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎2010‎م(.<strong>‏</strong> حتدي إنشاء جامعات عاملية املستوى.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)ترجمة مركز البحوث والدراسات<br />

<strong>في</strong> التعليم العالي اململكة العربية السعودية(.<strong>‏</strong> الرياض:<strong>‏</strong> مركز البحوث والدراسات.<strong>‏</strong><br />

- السكارنة،<strong>‏</strong> بالل خلف.<strong>‏</strong> ( ‎2008‎م(.<strong>‏</strong> الريادة وإدارة منظمات األعمال.<strong>‏</strong> الطبعة األولى،<strong>‏</strong> عمان:<strong>‏</strong> دار<br />

املسيرة للنشر والتوزيع.<strong>‏</strong><br />

- السكارنة،<strong>‏</strong> بالل خلف.<strong>‏</strong> ( ‎2009‎م(.<strong>‏</strong> دراسات إدارية معاصرة.<strong>‏</strong> الطبعة األولى،<strong>‏</strong> عمان:<strong>‏</strong> دار املسيرة<br />

للنشر والتوزيع.<strong>‏</strong><br />

- شاتوك،<strong>‏</strong> مايكل.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎2008‎م(.<strong>‏</strong> إدارة اجلامعات بنجاح.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)ترجمة خالد العامري(.<strong>‏</strong> القاهرة:<strong>‏</strong> دار<br />

الفاروق للنشر والتوزيع<br />

- الشمري،<strong>‏</strong> غربي بن مرجى.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎2011‎م(.<strong>‏</strong> إمكانية تطبيق القيادة التحويلية <strong>في</strong> اإلدارة اجلامعية من<br />

منظور عمداء الكليات ورؤساء األقسام العلمية <strong>في</strong> بعض اجلامعات السعودية.<strong>‏</strong> املجلة السعودية<br />

للتعليم العالي،<strong>‏</strong> ع )5(، ص 70-40.<br />

- العبدلي،<strong>‏</strong> عبيد بن سعد <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎2010‎م(.<strong>‏</strong> العالقات العامة <strong>في</strong> التعليم العالي.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)مدونة(.<strong>‏</strong><br />

/http://www.dralabdali.com<br />

- عشيبة،<strong>‏</strong> فتحي درويش.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎2007‎م(.<strong>‏</strong> أدوار اإلدارة اجلامعية <strong>في</strong> مصر على ضوء التحديات املعاصرة.<strong>‏</strong><br />

القاهرة:<strong>‏</strong> دار الكتب.<strong>‏</strong><br />

- العمري،<strong>‏</strong> عبد الله مهدي ( ‎2008‎م(.<strong>‏</strong> تأثير القيادة التحويلية على الثقافة التنظيمية <strong>في</strong> املنظمات<br />

اإلماراتية مع التطبيق على قطاع البترول.<strong>‏</strong> رسالة دكتوراه غير منشورة،<strong>‏</strong> القاهرة:<strong>‏</strong> جامعة<br />

القاهرة.<strong>‏</strong><br />

495<br />

مجلة اإلدارة العامة


أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

- القحطاني،<strong>‏</strong> سالم سعيد ( ‎2008‎م(.<strong>‏</strong> القيادة اإلدارية : التحول نحو النموذج القيادي العاملي.<strong>‏</strong><br />

الطبعة الثانية،<strong>‏</strong> الرياض:<strong>‏</strong> فهرسة مكتبة امللك فهد الوطنية .<br />

- قوي،<strong>‏</strong> بو حنية <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎2009‎م(.<strong>‏</strong> إدارة مؤسسات التعليم العالي <strong>في</strong> ظل االقتصاد املعر<strong>في</strong> مقاربات<br />

معاصرة.<strong>‏</strong> أبو ظبي:<strong>‏</strong> مركز اإلمارات للدراسات والبحوث اإلستراتيجية.<strong>‏</strong><br />

- ماك،<strong>‏</strong> فريدان،<strong>‏</strong> تريجو،<strong>‏</strong> وبينياميني بي <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎2010‎م(.<strong>‏</strong> فن ومنهج القيادة اإلستراتيجية.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)ترجمة<br />

عبدالرحمن بني أحمد هيجان(.<strong>‏</strong> القاهرة:<strong>‏</strong> املنظمة العربية للتنمية اإلدارية.<strong>‏</strong><br />

- محجوب،<strong>‏</strong> بسمان <strong>في</strong>صل <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎2003‎م(.<strong>‏</strong> إدارة اجلامعات العربية <strong>في</strong> ضوء املواصفات العاملية:<strong>‏</strong> دراسة<br />

تطبيقية لكليات العلوم اإلدارية والتجارة.<strong>‏</strong> القاهرة:<strong>‏</strong> املنظمة العربية للتنمية اإلدارية.<strong>‏</strong><br />

- محجوب،<strong>‏</strong> بسمان <strong>في</strong>صل <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎2004‎م(.<strong>‏</strong> الدور القيادي لرؤساء األقسام العلمية <strong>في</strong> اجلامعات العربية.<strong>‏</strong><br />

القاهرة:<strong>‏</strong> املنظمة العربية للتنمية اإلدارية.<strong>‏</strong><br />

- مريزيق،<strong>‏</strong> هشام يعقوب،<strong>‏</strong> الفقيه،<strong>‏</strong> فاطمة حسيني <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎2008‎م(.<strong>‏</strong> قضايا معاصرة <strong>في</strong> التعليم العالي.<strong>‏</strong><br />

عمان:<strong>‏</strong> دار الراية للنشر والتوزيع.<strong>‏</strong><br />

- جنم،<strong>‏</strong> جنم عبود <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎2003‎م(.<strong>‏</strong> إدارة االبتكار املفاهيم واخلصائص والتجارب احلديثة.<strong>‏</strong> عمان:<strong>‏</strong> دار<br />

وائل للنشر.<strong>‏</strong><br />

- نيومان،<strong>‏</strong> فرانك؛ كوتوريير،<strong>‏</strong> الرا؛ سكاري،<strong>‏</strong> جيمي <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎2010‎م(.<strong>‏</strong> مستقبل التعليم العالي الشعارات<br />

والواقع ومخاطر السوق.<strong>‏</strong> الرياض:<strong>‏</strong> العبيكان للنشر.<strong>‏</strong><br />

- الهروط،<strong>‏</strong> علي <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎2010‎م(.<strong>‏</strong> إصالح اجلامعات العربية:<strong>‏</strong> مدخل تنموي <strong>في</strong> العالقة مع املجتمع.<strong>‏</strong> بحث<br />

مقدم إلى املؤمتر العربي الثالث <strong>‏</strong>)اجلامعات العربية <strong>‏</strong>–التحديات واآلفاق(.<strong>‏</strong> شرم الشيخ:<strong>‏</strong> املنظمة<br />

العربية للتنمية اإلدارية.<strong>‏</strong><br />

- يوسف،<strong>‏</strong> شهيد،<strong>‏</strong> نابشيما،<strong>‏</strong> كوارو.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎2007‎م(.<strong>‏</strong> اجتاهات <strong>في</strong> التنمية البشرية دور اجلامعات <strong>في</strong> التنمية<br />

االقتصادية.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)ترجمة شعبان عبد العزيز خليفة(،<strong>‏</strong> القاهرة:<strong>‏</strong> الهيئة املصرية العامة للكتاب.<strong>‏</strong><br />

ثانياً<strong>‏</strong> - المراجع األجنبية:<strong>‏</strong><br />

- Alqahtani, S. and El Madany, M. (2009). "Developing a high impact strategic plan for<br />

King Saud University (KSU) 2028 – part 1: overall strategic plan", ICSPQA, 20-22<br />

July, 2009, Kuala Lumpur, Malaysia.<br />

- AlOthman, Abdullah A. (2009). Towards Excellence in Higher Education: King Saud<br />

University's Experience. ICSPQA, 20-22 July, 2009, Kuala Lumpur, Malaysia.<br />

- Bagheri, Afsaneh.(2009) . An Exploratory Study of Entrepreneurial Leadership<br />

Development of University Students. European Journal of Social Sciences, Volume<br />

11,Number 1.<br />

496 مجلة اإلدارة العامة


497<br />

مجلة اإلدارة العامة<br />

القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

- Bulger, W.M. (2005), Leadership in Higher Education. [Online.] Available: http://<br />

www.polisci.new.edu/.../faculty_research/symposia_retated/documents/<br />

- Bulgerleadership_in_Higher_Education.pdf. Accessed 11 July, 2005.<br />

- Cargill, Barbara J.(2007). Models of Organizational and Managerial Capability for<br />

the Entrepreneurial University in Australia. Doctor of Business Administration,<br />

Swinburne University of Technology.<br />

- Clark, B. R. (2004). Delineating the Character of the Entrepreneurial University.<br />

Higher Education Policy.Vol. 17,No.4PP. 355-370.<br />

- Darling, J. R; Keeffe, M. J; Ross, J.(2007).Entrepreneurial leadership strategies and<br />

values: Keys to operational excellence. Journal of Small Business and Entrepreneurship.<br />

Vol.20,No.(1), 41-54.<br />

- Gibb, Allan; Haskins,Gay; Robertson, Ian.(2009).Leading The Entrepreneurial<br />

University .Meeting the entrepreneurial development needs of higher education<br />

institutions, National Council for Graduate Entrepreneurship<br />

- Gupta, Vipin; MacMillan, Ian C. ;Gita, Surie.(2004). Entrepreneurial leadership:<br />

developing and measuring a cross-cultural construct. Journal of Business Venturing,<br />

Vol.19,No.2 pp, 241–260.<br />

- Harmon, Brian; Ardishvili, Alexander; Cardozo, Richard; Elder, Tait; Leuthold, John; Parshall,<br />

John; Raghian, Michael; Smith, Donald.(1997). Mapping the university technology transfer<br />

process. Journal of Business Venturing. vol. 12, No. 6,PP. 423-434<br />

- Heathfield, Susan M.( 1996).Leadership Inspiration Leadership Success Secrets. http://<br />

humanresources.about.com/od/leadership/a/leader_inspire.htm<br />

- Histrich , Rober D. (1992). "To ward an Oranizaton Model for En-trepreneurial<br />

Education , "Proceeding, International Entrepreneurship, Conference, Dortunual<br />

Germany. 992,P9.<br />

- King Saud University. (2008). Development Plan of King Saud University for the next<br />

ten years, final report, Unit of strategic studies and development, KETT, unpublished<br />

document.<br />

- King Saud university. (2009A). Developing a high impact strategic plan for KSU 2028-<br />

strategic plan Report.<br />

- King Saud University. (2009B). Vice-Rectorate for Knowledge Exchange and Technology<br />

Transfer (KETT) first annual report 2007-2008.


أ.<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />

- King Saud University. (2009C). Research Strategic Plan- A non-final draft, Unit of<br />

strategic studies and development, KETT, unpublished document.<br />

- King Saud University. (2009D). King Saud University Strategic Plan (KSU2030)<br />

unpublished document.<br />

- King Saud University. (2009E). Permanent Exhibition for Developmental Programs at<br />

King Saud University, exhibition booklet.<br />

- King Saud University. (2010). Vice-Rectorate for Knowledge Exchange and Technology<br />

Transfer (KETT) second annual report, 2008-2009, 2010.<br />

- King Saud University. (2014). KSU 2030 Strategic Plan- A second unpublished addition.<br />

- Kuratko, Donald, Audretsch, David.(2009). Strategic Entrepreneurship: Exploring<br />

Different Perspectives of an Emerging Concept. Entrepreneurship Theory and<br />

Practice .1-17.<br />

- Mahayuddin, Haliza (2010).Transformational Leadership: Turning University Vision<br />

into Reality .15th University Administrator Conference.<br />

- Mclagan, P. Neil, C. 1995. The Age of Participation: New Governance for the<br />

Workplace and the World. Berrett-Koehler Publishers Inc. San Francisco, CA.<br />

- Morris, M.H., M., Schindehutte and R.W., La Forge. (2004). “The emergence<br />

of entrepreneurial marketing: nature and meaning”. Editor: Harold P. Welsch.<br />

Entrepreneurship: The Way Ahead. Routledge. pp. 91-115.<br />

- Nejatian, Hadi; Piaralal, Shishi ; Rad, Mehdi Habibi ; Tosarkani, Babak Mohammadpour<br />

.(2010).Towards determination of Universities innovation success factors: a conceptual<br />

A framework. 2nd International conference on business and economic research (2and<br />

ICBER 2011) Proceeding,2010-2025.<br />

- Ramsden, P. (1998). Learning to Lead in Higher Education. London: Simultaneously,<br />

Published in the USA and Canada by Routledge.<br />

- Roomi, Muhammad Azam, Harrison, Pegram.(2010) Teaching Entrepreneurial<br />

Leadership: clarifying the concept for the classroom. Ney yourk.<br />

- Ruvio, Ayalla; Rosenblatt, Zehava; Hertz-Lazarowitz, Rachel.(2010) Entrepreneurial<br />

leadership vision in nonprofit vs. for-profit organizations. The Leadership Quarterly.<br />

Vol.21.No.1, 144–158.<br />

498 مجلة اإلدارة العامة


القيادة الريادية وتطبيقاتها <strong>في</strong> اجلامعات<br />

- Smith, W. K., & Lewis, M. W. (2011). Toward a Theory of Paradox: A Dynamic<br />

Equilibrium Model of Organizing. Academy of Management Review, 36(2): 381-403.<br />

- Spendlove ,Marion. (2007). Competencies for effective leadership in higher education.<br />

International Journal of Educational Management, Vol. 21,No.5, pp.407 – 417<br />

- Sriyanalugsana, Chinda (2008) A comparative study of administrative leadership in<br />

Thai universities. Other Degree thesis, Victoria University.<br />

- Thorp, H. , Goldstein, B. (2010). The Entrepreneurial University in the Twenty-First<br />

Century. The University of North Carolina press.<br />

- University of Cumbria.(2011).Inspirational leader leaves University of Cumbria.<br />

Mediacentre.http://www.cumbria.ac.uk/AoutUs/News/Articles/201011/July/PR835.aspx.<br />

- Vecchio, Robert.(2003). Entrepreneurship and leadership: common trends and common<br />

threads. Human Resource Management Review,13.<br />

- Yukl, G. 2006, Leadership in Organizations. Sixth Edition. New York: Pearson<br />

Prentice-Hall.<br />

http://www.cumbria.ac.uk/Home.aspx.<br />

http://www.al-jazirah.com/2011/20110320/ln13.htm<br />

499<br />

مجلة اإلدارة العامة


ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة<br />

دراسة من املنظور الشرعي واإلداري<br />

الدكتور عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز<br />

األستاذ املشارك <strong>في</strong> قسم السياسة الشرعية <strong>في</strong> املعهد العالي للقضاء<br />

جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية


ملخص:<strong>‏</strong><br />

ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة<br />

دراسة من املنظور الشرعي واإلداري<br />

يكاد ال يخلو أي تصرف حكومي من تضمنه ألقضية متعلقة بسياسة عامة،<strong>‏</strong> وال تسنّ<strong>‏</strong> أي سياسة عامة دون ضوابط<br />

إجرائية وإدارية ونظامية،<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> الغالب تكون ممنهجة ومدونة ولو جزئياً.<strong>‏</strong> أما الضوابط الشرعية،<strong>‏</strong> ف<strong>في</strong> الغالب،<strong>‏</strong> يُكتفى<br />

<strong>في</strong>ها بظاهر اجلانب الفقهي؛ أي باحلكم الشرعي العام على موضوع السياسة العامة،<strong>‏</strong> وتكاد ال تفعَ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ّل ضوابط السياسة<br />

الشرعية املتعلقة باملصلحة أو التوازنات املصلحية،<strong>‏</strong> ويكاد ال يوجد ربط بني السياسة العامة والسياسة الشرعية عند<br />

سنّ<strong>‏</strong> السياسات؛ ألجل ذلك سنتطرق باختصار <strong>في</strong> هذه الدراسة إلى بيان وتعريف السياسة العامة من منظور وتعريف<br />

السياسة الشرعية،<strong>‏</strong> ثم نتناول بيان الضوابط الشرعية واإلدارية واإلجرائية،<strong>‏</strong> باإلضافة إلى أسباب تضارب السياسات،<strong>‏</strong> مع<br />

التمثيل لذلك من واقع أنظمة التأمني التعاوني.<strong>‏</strong><br />

الكلمات املفتاحية:<strong>‏</strong> السياسة الشرعية،<strong>‏</strong> السياسة العامة،<strong>‏</strong> املصلحة،<strong>‏</strong> الضوابط.<strong>‏</strong><br />

املقدمة:<strong>‏</strong><br />

مجلة اإلدارة العامة<br />

املجلد اخلامس واخلمسون<br />

<strong>العدد</strong> الثالث<br />

رجب ‎1436‎ه<br />

إبريل ‎2015‎م<br />

<br />

د.<strong>‏</strong> عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز<br />

تعدُّ<strong>‏</strong> السياسة العامة صحيحة <strong>في</strong> الشريعة إذا توافرت أركانها وشروطها وانتفت<br />

موانعها،<strong>‏</strong> وهو عمل ضوابط املصلحة،<strong>‏</strong> فالضابط األول يختبر توافر األركان،<strong>‏</strong> والضابط<br />

الثاني يختبر توافر الشروط،<strong>‏</strong> والضابط الثالث يختبر انتفاء املوانع،<strong>‏</strong> ومتى حتقق<br />

للسياسة العامة جميع ذلك تكون أقضية الراعي املنظمة أو الضابطة ملصالح عامة<br />

على الرعية صحيحة ومشروعة.<strong>‏</strong><br />

ومما ال شك <strong>في</strong>ه أن احتمال اخللل آتٍ<strong>‏</strong> من عدة جوانب،<strong>‏</strong> ولكن اجلانب الذي يهمنا<br />

<strong>في</strong> هذه الدراسة هو اجلانب اإلجرائي لسن السياسات العامة،<strong>‏</strong> فالواقع اليوم أن<br />

سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة كغيره من األمور يغلب اجلانب املالي أوالً،<strong>‏</strong> ثم القانوني ثانياً،<strong>‏</strong><br />

ثم األهون على اجلهة املنفذة ثالثاً،<strong>‏</strong> ويقدّم <strong>هذا</strong> الترتيب على كل شيء آخر،<strong>‏</strong> وال شك<br />

أن هذه النظرة ضيقة وال تعمل وفق تقنيات العصر احلديث،<strong>‏</strong> وإمنا تعمل مبعايير<br />

مالية وقانونية وضعت أسسها قبل اختراع تقنية احلاسب اآللي وقبل اإلنترنت،<strong>‏</strong> ومهما<br />

أستاذ مشارك بقسم السياسة الشرعية,<strong>‏</strong> املعهد العالي للقضاء،<strong>‏</strong> جامعة اإلمام محمد بن سعود<br />

اإلسالمية,<strong>‏</strong> الرياض،<strong>‏</strong> اململكة العربية السعودية.<strong>‏</strong><br />

503<br />

مجلة اإلدارة العامة


ّ<br />

د.<strong>‏</strong> عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز<br />

أضفت من وسائل تقنية على معايير محاسبية وقانونية تغلِّب الضبط والربط واألهون<br />

على جهة التن<strong>في</strong>ذ،<strong>‏</strong> فإنه ليس من شأن ذلك حتديث العمل وتطويره،<strong>‏</strong> وإمنا <strong>في</strong> الغالب<br />

سيزيد من إتقان األخطاء،<strong>‏</strong> ويوسع ويسارع من حدوثها وتكرارها؛ لذا لزم اتخاذ منهج<br />

أشمل وأوسع <strong>في</strong> سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة يأخذ <strong>في</strong> االعتبار جميع املؤثرات والتأثيرات<br />

الالزم اعتبارها.<strong>‏</strong><br />

ومن هذه التأثيرات التي ال تظهرها أسباب تضارب وتضاد السياسات العامة<br />

هو تأثير السلوك التنظيمي احلكومي القائم على تقديس الهرمية؛ مبا تتطلبه من<br />

إجراءات رسمية وخطوط السلطة واملسؤولية،<strong>‏</strong> واألساليب الرقابية،<strong>‏</strong> ونظم التقارير<br />

وشخصنة االختيار،<strong>‏</strong> هي أيضاً<strong>‏</strong> ممارسات ال ميكن أن تتوافق مع التطوير والتقدم<br />

والتنافسية والنمو املستدام واالستجابة للمتغيرات احلديثة <strong>في</strong> البيئة الدولية احمليطة،<strong>‏</strong><br />

وانفتاح األسواق،<strong>‏</strong> وتساقط احلدود االتصالية العاملية <strong>‏</strong>)الشميمري،<strong>‏</strong> ‎1430‎ه(.<strong>‏</strong><br />

وذلك باإلضافة إلى عصر املعرفة،<strong>‏</strong> الذي يتصف بالعوملة،<strong>‏</strong> والتمكن الرقمي والشفا<strong>في</strong>ة،<strong>‏</strong><br />

وألن انسياب املعلومات واالبتكار يتمان بسرعة فائقة،<strong>‏</strong> وكذا األشياء الكبيرة ال ميكن<br />

القيامُ<strong>‏</strong> بها دونَ<strong>‏</strong> اللجوءِ<strong>‏</strong> إلى قوالبَ<strong>‏</strong> معقدةٍ<strong>‏</strong> ، فإن االعتماد على ممارساتِ<strong>‏</strong> التنميةِ<strong>‏</strong> قبل<br />

التقدمِ<strong>‏</strong> التقني والعوملةِ<strong>‏</strong> سوفَ<strong>‏</strong> يعيقُ<strong>‏</strong> تطورَ<strong>‏</strong> القادة اإلداريني.<strong>‏</strong> بل إن تقييمَ<strong>‏</strong> األعمالِ<strong>‏</strong> وفقَ<strong>‏</strong><br />

معيار أداء قدميٍ<strong>‏</strong> سوف يؤدي إلى معطياتٍ<strong>‏</strong> إيجابية غيرِ<strong>‏</strong> صحيحة،<strong>‏</strong> لدرجة قد جتعلُ<strong>‏</strong><br />

املسؤولَ<strong>‏</strong> يظنُ<strong>‏</strong> أنه مهيأٌ<strong>‏</strong> أكثرَ<strong>‏</strong> مما هو عليه حقاً.<strong>‏</strong> )2014 )Torres<br />

وبينما مييل املسؤولون التقليديون إلى حماية أنفسهم من األخطاء ويتحوطون كثيراً<strong>‏</strong><br />

أمام املخاطرة،<strong>‏</strong> جند أن املسؤولني القادة يتعرضون أيضاً<strong>‏</strong> للفشل واألخطاء،<strong>‏</strong> ولكنهم<br />

يتعلمون منها،<strong>‏</strong> فهم ليسوا ممن يبحث عن رضا الرؤساء <strong>في</strong> العمل كهدف أساسي،<strong>‏</strong><br />

لكنهم يعتمدون على شبكة احللفاء واملؤيدين التي يتجاوز تأثيرها تأثير األفراد.<strong>‏</strong> كما<br />

أنهم ال يلقون باملالمة على اآلخرين،<strong>‏</strong> وال الفشل على احمليطني،<strong>‏</strong> بل ينصب تركيزهم<br />

على كي<strong>في</strong>ة حتسني األداء واالستفادة من األخطاء والعثرات.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)الشميمري،<strong>‏</strong> ‎1430‎ه(<strong>‏</strong><br />

وأغلبُ<strong>‏</strong> تصرفاتِ<strong>‏</strong> احلكومة تتضمن أقضيةً<strong>‏</strong> متعلقةً<strong>‏</strong> بسياسة عامة،<strong>‏</strong> ّ فكلُ<strong>‏</strong> تصرفٍ<strong>‏</strong><br />

حكومي متعلق بأداء النظام السياسي وكي<strong>في</strong>ة حتريك املوارد املادية والبشرية هو<br />

متضمنٌ<strong>‏</strong> سياسات عامة استخراجية،<strong>‏</strong> وكل تصرف حكومي متعلق بتخصيص أو توزيع<br />

لألموال والسلع واخلدمات واجلوائز فهو متضمن سياسات عامة توزيعية.<strong>‏</strong> وكلُ<strong>‏</strong><br />

تصرفٍ<strong>‏</strong> حكومي متعلق مبمارسة التوجيه أو الرقابة على سلوك األفراد واجلماعات<br />

504 مجلة اإلدارة العامة


ّ<br />

ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة:<strong>‏</strong> دراسة من املنظور الشرعي واإلداري<br />

<strong>في</strong> املجتمع،<strong>‏</strong> فهو متضمن سياسات عامة تنظيمية.<strong>‏</strong> وكل تصرف حكومي متعلق باختيار<br />

وصناعة الدولة للرموز السياسية والدينية واالجتماعية،<strong>‏</strong> بغية دعم الشعور بالوالء<br />

للدين والنظام والوطن،<strong>‏</strong> فهو من السياسات الرمزية.<strong>‏</strong><br />

وال تُسنّ<strong>‏</strong> أي سياسة عامة دون ضوابطَ<strong>‏</strong> إجرائية وإدارية ونظامية،<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> الغالب تكون<br />

ممنهجةً<strong>‏</strong> ومدونةً<strong>‏</strong> ولو جزئياً.<strong>‏</strong> أما الضوابط الشرعية ف<strong>في</strong> الغالب يكتفى <strong>في</strong>ها بظاهر<br />

اجلانب الفقهي،<strong>‏</strong> أي باحلكم الشرعي العام على موضوع السياسة العامة،<strong>‏</strong> وتكاد ال تُفعَ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ّل<br />

ضوابط السياسة الشرعية املتعلقة باملصلحة أو التوازنات املصلحية،<strong>‏</strong> ويكاد ال يكون<br />

هناك ربط بني السياسة العامة والسياسة الشرعية عند سنّ<strong>‏</strong> السياسات.<strong>‏</strong><br />

تعالج هذه الدراسة وظيفة الضوابط الشرعية واإلدارية واإلجرائية <strong>في</strong> عالج<br />

ظاهرة تناقض أو تعارض السياسات العامة.<strong>‏</strong> وتبني كيف أن املعرفة املتوافرة لدى<br />

املؤسسات احلكومية الكبرى تكون مشتتة خالل املستويات اإلدارية،<strong>‏</strong> وقد ال تُستخدم<br />

لعدم توافرها <strong>في</strong> املكان والوقت املناسبني،<strong>‏</strong> فاحلكومات وإن كانت تعلم <strong>في</strong> الغالب كلَ<strong>‏</strong><br />

ما حتتاجه لسنّ<strong>‏</strong> سياسات عامة نافعة،<strong>‏</strong> إال أنها <strong>في</strong> كثير من األحيان نادراً<strong>‏</strong> ما تعلم ما<br />

حتتاج أن تعرفه،<strong>‏</strong> وغالباً<strong>‏</strong> ال تعلم أنها تعلم ما تعلمه،<strong>‏</strong> فاملعرفة قد تكون موجودة <strong>في</strong><br />

أدنى السلم اإلداري،<strong>‏</strong> وال تُستَدعَى عند احلاجة إليها عند سنّ<strong>‏</strong> السياسات العامة.<strong>‏</strong><br />

وإضافة إلى ذلك،<strong>‏</strong> تستبدل العلم بتصور ورديّ<strong>‏</strong> للواقع يلتبس عليها مع املعرفة فال<br />

تفرق بينهما.<strong>‏</strong> )Mulgan,2009:125( فمن السهولة مبكان أن تنشغل احلكومات بأنواع<br />

من اإلجراءات،<strong>‏</strong> وتعداد جوانب التأثير <strong>في</strong> البيئة االجتماعية والسياسية للدولة،<strong>‏</strong> عن<br />

التفريق بني ما حتتاجة فعلالً<strong>‏</strong> من أمور وما يوجد حقيقةً<strong>‏</strong> لديها،<strong>‏</strong> وبني ما تعتقد أنها<br />

بحاجة إليه،<strong>‏</strong> وما تظن أنه موجود لديها.<strong>‏</strong><br />

ألجل ذلك سنتطرق باختصار <strong>في</strong> هذه الدراسة إلى بيان وتعريف السياسة العامة من<br />

منظور وتعريف السياسة الشرعية،<strong>‏</strong> ثم بيان الضوابط الشرعية واإلدارية واإلجرائية،<strong>‏</strong><br />

باإلضافة إلى أسباب تضارب السياسات،<strong>‏</strong> من أربع جهات هي:<strong>‏</strong> اختالف الفتوى،<strong>‏</strong><br />

واختالف الفكر املوجه لألعمال،<strong>‏</strong> واختالف القدرة <strong>في</strong> رعاية السياسات،<strong>‏</strong> واختالف<br />

النظر والتوجه،<strong>‏</strong> وكي<strong>في</strong>ة العالج باختصار.<strong>‏</strong><br />

مشكلة وتساؤل الدراسة:<strong>‏</strong><br />

تتمثل مشكلة الدراسة <strong>في</strong> وجود تضارب أو ضعف <strong>في</strong> السياسات العامة،<strong>‏</strong> و<strong>في</strong><br />

كي<strong>في</strong>ة ضبط التصور والتقدير الصحيح جلانب املصلحة <strong>في</strong> إدارة التوازنات املؤثرة على<br />

505<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز<br />

سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة،<strong>‏</strong> وتقدير املتغيرات الواقعية،<strong>‏</strong> ودور الضوابط الشرعية واإلدارية<br />

واإلجرائية <strong>في</strong> تخ<strong>في</strong>ف صعوبة ضبط تطبيق قاعدة التصرف وفق السياسة الشرعية،<strong>‏</strong><br />

وهي:<strong>‏</strong> ّ <strong>‏</strong>"كلُ<strong>‏</strong> متصرِّفٍ<strong>‏</strong> عن اآلخرين فعليْهِ<strong>‏</strong> أنْ<strong>‏</strong> يتصرفَ<strong>‏</strong> باملصلحة".<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)السبكي،<strong>‏</strong> ‎1411‎ه -<br />

‎1991‎م:<strong>‏</strong> 310/1(<br />

ومن األهمية مبكان انضباطُ<strong>‏</strong> واستقرارُ<strong>‏</strong> وتنسيقُ<strong>‏</strong> السياسات العامة املتعلقة بصناعة<br />

اخلدمات املالية،<strong>‏</strong> على مستوى وطني تكاملي،<strong>‏</strong> إلى إيجاد البيئة األولية،<strong>‏</strong> لتوطني املهارات،<strong>‏</strong><br />

وتنمية الكوادر البشرية،<strong>‏</strong> وإطالق املبادرات البحثية،<strong>‏</strong> <strong>في</strong> كافة املجاالت الشرعية،<strong>‏</strong><br />

والقانونية،<strong>‏</strong> واملالية،<strong>‏</strong> والتقنية،<strong>‏</strong> وغيرها؛ األمر الذي يعد خلقاً<strong>‏</strong> لقيم مضافة لالقتصاد<br />

السعودي بشكل عام،<strong>‏</strong> وهو ما تسعى هذه الدراسة إليه؛ لتوضيح مدى احلاجة وأهمية<br />

)1(<br />

تناسق وتكامل السياسات العامة،<strong>‏</strong> لتحقيق تلك املنافع.<strong>‏</strong><br />

فحسب الواقع املشاهد توجد أنظمة تتعارض مع الالئحة التن<strong>في</strong>ذية له،<strong>‏</strong> مثال نظام<br />

مراقبة شركات التأمني التعاوني بناء على التفسير الوارد <strong>في</strong> الئحته التن<strong>في</strong>ذية،<strong>‏</strong> ويعود<br />

ذلك إلى اختالف السياسة العامة التي جاء بها النظام عن السياسة العامة التي جاءت<br />

بها الالئحة التن<strong>في</strong>ذية.<strong>‏</strong> واخللل احلقيقي إمنا هو <strong>في</strong> الالئحة وليس <strong>في</strong> النظام نفسه،<strong>‏</strong><br />

)2(<br />

فإذا عُدِّلت املواد التي تتعارض مع التأمني التعاوني <strong>في</strong> الالئحة زال اإلشكال.<strong>‏</strong><br />

وميكن تصوير مشكلة الدراسة <strong>في</strong> التساؤل الرئيس التالي:<strong>‏</strong><br />

ما العالقة بني السياسة العامة والسياسة الشرعية؟ وما مظاهر التضارب املوجود<br />

<strong>في</strong> السياسات العامة؟ وما األسباب املؤدية إليه؟ وما وسائل التخلص من <strong>هذا</strong><br />

التناقض؟<br />

هذه اإلشكاالت تثير تساؤالت فرعية للتساؤل الرئيس وهي:<strong>‏</strong><br />

- هل اختالف الفتوى املتعلقة بالسياسات العامة أدى للتضاد أو التناقض؟<br />

- وهل اختالف الفكر املوجه للسياسات العامة أدى إلى اختالف تقدير املصلحة العامة<br />

التي يراد جلبها؟<br />

- وهل اختالف القدرة <strong>في</strong> رعاية السياسات بني املست<strong>في</strong>دين أدى إلى تغليب مصلحة<br />

فئة على مصالح فئات أخرى <strong>في</strong> املجتمع؟<br />

- هل اختالف النظر والتوجه اإلدارى واإلجرائي <strong>في</strong> السياسات العامة أدى إلى<br />

اختالف تصور الطريقة املثلى لتطبيق وإجراء السياسات العامة؟<br />

506 مجلة اإلدارة العامة


أهمية الدراسة:<strong>‏</strong><br />

ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة:<strong>‏</strong> دراسة من املنظور الشرعي واإلداري<br />

حتقيق العدل واالعتدال:<strong>‏</strong> إن النتائج املنطقية والتطبيقية تعتمد على املقدمات<br />

الفكرية التي تنطلق منها،<strong>‏</strong> فإذا كانت املقدمات سليمة جاءت النتائج سليمة،<strong>‏</strong> وإذا<br />

كانت املقدمات خاطئة أو متناقضة أو مضطربة تأثرت النتائج بها على مستوى النظر<br />

والتطبيق،<strong>‏</strong> والسياسة الشرعية والسياسة اإلدارية هما عماد العمل لتحقيق املصالح،<strong>‏</strong><br />

وتأتي أهمية الدراسة من هذه احلقيقة احليوية،<strong>‏</strong> من جهة حتقيق العدل واالعتدال،<strong>‏</strong><br />

وهذه هي وظيفة الضوابط الشرعية بخاصة والضوابط املساندة األخرى بعامة مثل<br />

الضوابط اإلدارية واإلجرائية والنظامية.<strong>‏</strong><br />

فالوظيفة األساس للضوابط الشرعية هي احملافظة على االعتدال،<strong>‏</strong> وهو العدل،<strong>‏</strong><br />

وما جاءت الشرائع السماوية إال لتحقيق ذلك،<strong>‏</strong> ف<strong>في</strong> العدل واالعتدال اخلير العميم <strong>في</strong><br />

الدنيا،<strong>‏</strong> واألجر العظيم <strong>في</strong> اآلخرة.<strong>‏</strong> وكل انحراف عن االعتدال هو خروج عن العدل؛ ملا<br />

بني العدل واالعتدال من تالزم؛ فال يُخرج عن أحدهما إال ويُخرج عن اآلخر.<strong>‏</strong><br />

يقول الطاهر بن عاشور:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"املراد باالنضباط أن يكون للمعنى حد معتبر ال يتجاوزه،<strong>‏</strong><br />

وال يقصر عنه؛ بحيث يكون القدر الصالح منه ألن يعتبر مقصداً<strong>‏</strong> شرعياً<strong>‏</strong> قدراً<strong>‏</strong> غير<br />

مشكك".<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)ابن عاشور،<strong>‏</strong>‎1421‎ه <strong>‏</strong>-<strong>‏</strong>‎2001‎م:<strong>‏</strong> 52(<br />

أهداف الدراسة:<strong>‏</strong><br />

- بيان العالقة بني السياسة العامة والسياسة الشرعية.<strong>‏</strong><br />

- بيان ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة.<strong>‏</strong><br />

- بيان أسباب تناقض أو تضارب السياسات العامة.<strong>‏</strong><br />

- اقتراح احللول ووضع توصيات.<strong>‏</strong><br />

منهج الدراسة:<strong>‏</strong><br />

ينتمي مجال هذه الدراسة إلى مجال الدراسات املكتبية،<strong>‏</strong> وليست امليدانية التي تقيس<br />

األمر <strong>في</strong> مجتمع الدراسة عبر الدراسات املسحية.<strong>‏</strong> فمجتمع الدراسة هو النصوص<br />

املكتوبة <strong>في</strong> أمهات الكتب واألنظمة واللوائح التن<strong>في</strong>ذية وبعض التقارير الرسمية.<strong>‏</strong><br />

ويعتمد منهج الدراسة االستقراء الناقص،<strong>‏</strong> إذ يعتمد على استقراء النصوص<br />

الشرعية،<strong>‏</strong> واملواد النظامية،<strong>‏</strong> والوثائق ذات العالقة مبوضوع الدراسة،<strong>‏</strong> وعلى التحليل<br />

507<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز<br />

املوضوعي <strong>في</strong> فهم وتفسير النصوص العلمية،<strong>‏</strong> وذلك باعتماد قدرٍ<strong>‏</strong> كافٍ<strong>‏</strong> ممثلٍ<strong>‏</strong> للمشكلة<br />

موضوع الدراسة من الوثائق الرسمية والكتب العلمية باإلضافة إلى بعض املقابالت<br />

واللقاءات التي تساعد على تفسير املكاتبات ذات العالقة.<strong>‏</strong><br />

والدراسة تنتمي إلى مجال الدراسات الوص<strong>في</strong>ة:<strong>‏</strong> واملنهج الوص<strong>في</strong> من منطلق البحوث<br />

الكي<strong>في</strong>ة Researches( )Qualitative التي تعتمد على دراسة وقراءة البيانات واألحداث<br />

بأسلوب كي<strong>في</strong>،<strong>‏</strong> يعتمد على جمع املعلومات أكثر من اعتماده على األرقام،<strong>‏</strong> كما <strong>في</strong> حالة<br />

البحث الكمي،<strong>‏</strong> وإمنا يتم احلصول على النتائج من واقع مالحظة وفحص وحتليل األحداث<br />

واملواقف والصور والوثائق واالتصاالت اللفظية وغير اللفظية.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)ريان،<strong>‏</strong> ‎2003‎م:<strong>‏</strong> 4(<br />

وملا كانت الدراسة تصف مشكلة واقعية ال تتوافر دراسات كا<strong>في</strong>ة لها؛ فاملنهج الوص<strong>في</strong><br />

هو املنهج املناسب.<strong>‏</strong> وهي الدراسات التي تقوم بتفسير الوضع القائم للظاهرة أو املشكلة،<strong>‏</strong><br />

من خلالل حتديد ظروفها وأبعادها وتوصيف العالقات بينها بهدف االنتهاء إلى وصف<br />

علمي دقيق متكامل للظاهرة أو املشكلة باالعتماد على احلقائق املرتبطة بها.<strong>‏</strong><br />

والذي يعتمد أيضاً<strong>‏</strong> على مجموعة من القراءات املقننة واملقابلالت املفتوحة غير<br />

املقننة،<strong>‏</strong> ومن ثم استخدام منهج النظرية املؤسِ<strong>‏</strong> سة Theory( )Grounded الستنباط<br />

املشكلة املتعلقة مبوضوع الدراسة،<strong>‏</strong> أو حترير محل النزاع كمقدمة ضرورية لصناعة<br />

احللول،<strong>‏</strong> فالنظرية املؤسِ<strong>‏</strong> سة تُعنى ببناء نظرية من خالل حتليل البيانات،<strong>‏</strong> واستنباط<br />

أمناط االتساق التي يكشف عنها التحليل،<strong>‏</strong> بحيث تتضح بشكل أكثر جتريداً<strong>‏</strong> ووضوحها<br />

ومن ثم ربطها بالنظريات اإلدارية.<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong> ما يسمى بالنظرية املؤسسة،<strong>‏</strong> مبعنى أن الباحث<br />

يسلك مسلكاً<strong>‏</strong> استقرائياً<strong>‏</strong> method( )inductive بحيث ينتقل من البيانات إلى النظرية<br />

وليس من النظرية إلى حتليل البيانات.<strong>‏</strong> )2014:3-15 Strauss, )Juliet .M &<br />

خطة الدراسة:<strong>‏</strong><br />

تتكون الدراسة من مقدمة وثالثة مباحث،<strong>‏</strong> األول:<strong>‏</strong> السياسة العامة من منظور<br />

السياسة الشرعية،<strong>‏</strong> والثاني:<strong>‏</strong> ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة.<strong>‏</strong> والثالث:<strong>‏</strong> أسباب تضاد<br />

السياسات العامة.<strong>‏</strong> وخامتة متضمنة لنتائج الدراسة وخالصتها.<strong>‏</strong><br />

املبحث األول-<strong>‏</strong> السياسة العامة من منظور السياسة الشرعية:<strong>‏</strong><br />

سنتطرَ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ّق مباشرة إلى شرح تعريف السياسة الشرعية متزامناً<strong>‏</strong> مع ما يتفرع عنه من<br />

سياسة عامة <strong>في</strong> أثناء مناقشة السياسة العامة <strong>في</strong> هذه الفقرة من الدراسة؛ جتنباً<strong>‏</strong><br />

للتكرار وبياناً<strong>‏</strong> للمعنى املقصود عند أول احلاجة إليه.<strong>‏</strong><br />

508 مجلة اإلدارة العامة


ّ<br />

ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة:<strong>‏</strong> دراسة من املنظور الشرعي واإلداري<br />

وملا كانت السياسة الشرعية هي:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"منهاج العدل <strong>في</strong> التصرف على الرعية".<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>)آل سعود،<strong>‏</strong> ‎1435‎ه:<strong>‏</strong> -72( 70 وحيثُ<strong>‏</strong> إن السياسة العامة هي فرع عن السياسة<br />

الشرعية؛ فالسياسة العامة حسب األصل نوع من منتجات السياسة الشرعية يختص<br />

بتقدير املصلحة العامة،<strong>‏</strong> ومبا أن السياسة العامة تأتي على هيئة أقضية.<strong>‏</strong> )3( <strong>‏</strong>)آل سعود،<strong>‏</strong><br />

‎1433‎ه:<strong>‏</strong> 35( مستحدثة حسب احلاجة لصيانة املصالح العامة؛ فإن التعريف الشامل<br />

للسياسة العامة يكون حسب واقع احلال تعريفًا ألحد مفعوالت السياسة الشرعية،<strong>‏</strong><br />

<strong>هذا</strong> من جهة.<strong>‏</strong> ومن اجلهة األخرى فبما أن السياسة الشرعية منهاج؛ فإن الذي يقابلها<br />

هو سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة؛ ألجل أن لفظ السنّ<strong>‏</strong> يشير إلى املنهجية والطريقة املعينة<br />

احملددة التي ال تصح السياسة العامة دونها.<strong>‏</strong><br />

وبناءً<strong>‏</strong> على ما تقدم يكون تعريف سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"منهاج األمر مبصلحة عامة<br />

على الرعية"،<strong>‏</strong> هو املرادف ملنظور تعريف السياسة الشرعية.<strong>‏</strong><br />

وشرح التعريفات كما يلي:<strong>‏</strong><br />

منهاج العدل:<strong>‏</strong> املقصود بعبارة <strong>‏</strong>"منهاج العدل"<strong>‏</strong> )4( السبيل والطريق البنيِّ<strong>‏</strong> الواضح<br />

الذي يُتوصَ<strong>‏</strong> لُ<strong>‏</strong> به إلى العدل.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)الطبري،<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> ت.<strong>‏</strong> ن:<strong>‏</strong> 384/10( وهي مجموعة القواعد<br />

والضوابط واملعايير التي يستخرج بها العدل،<strong>‏</strong> مضافاً<strong>‏</strong> إليها مجموعة الوسائل واألدوات<br />

التي تخدم تلك القواعد والضوابط <strong>في</strong> استخراج أكمل صور العدل <strong>في</strong> التصرف بأدنى<br />

تكلفة،<strong>‏</strong> مبا ال يخالف أحكام الشريعة.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)آل سعود،<strong>‏</strong>‎1435‎ه:<strong>‏</strong> 81-76( ويقابله <strong>في</strong> تعريف<br />

سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة عبارة:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"منهاج األمر"<strong>‏</strong> وهو ذات األمر،<strong>‏</strong> سوى أنه خاص بطريقة<br />

تقدير املصلحة العامة،<strong>‏</strong> وطريقة األمر بها بحيث يكون األمر محققاً<strong>‏</strong> للعدل <strong>في</strong> التصرف<br />

على الرعية.<strong>‏</strong><br />

<strong>في</strong> التصرف على الرعية:<strong>‏</strong> املقصود <strong>في</strong> عبارة <strong>‏</strong>"التصرف على الرعية"<strong>‏</strong> هو بيان أنَ<strong>‏</strong><br />

يدَ<strong>‏</strong> املتصرِّف عن الغير هي يدُ<strong>‏</strong> أمانةٍ<strong>‏</strong> ، وليستْ<strong>‏</strong> يدُ<strong>‏</strong> تمَ<strong>‏</strong> لُ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ّكٍ<strong>‏</strong> وحيازة.<strong>‏</strong> وأن الراعي مسؤول عن<br />

رعاية مصالح رعيته وسياستهم مبا يوصل إلى العدل بأقل تكلفة ممكنة،<strong>‏</strong> ومبا يحقق<br />

لهم أعلى مصالح دنيوية ال يترتب عليها مفاسد أخروية.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)آل سعود،<strong>‏</strong> 1433( ويقابله<br />

<strong>في</strong> تعريف سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة عبارة:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"مبصلحة عامة على الرعية"<strong>‏</strong> وهو ذات األمر<br />

سوى أنه خاص باملصالح العامة.<strong>‏</strong><br />

السياسة الشرعية والسياسة العامة أفعال؛ ولكل فعل ثالثةُ<strong>‏</strong> أركان هي:<strong>‏</strong> الفاعل<br />

والفعل واملفعوالت،<strong>‏</strong> ولكل منها تعريف مستقل.<strong>‏</strong> بناءً<strong>‏</strong> على ذلك ومبا أن األركان جميعها<br />

509<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز<br />

من الذاتيات؛ فال بد من إيراد تعريفٍ<strong>‏</strong> مضافٍ<strong>‏</strong> لكل منها مشتقٍ<strong>‏</strong> من التعريف الشامل<br />

للسياسة الشرعية.<strong>‏</strong><br />

التعاريف املضافة ألركان السياسة الشرعية نوعان،<strong>‏</strong> ّ أساسيٌ<strong>‏</strong> وتوابع،<strong>‏</strong> وهي:<strong>‏</strong><br />

- التعريف األساسي:<strong>‏</strong> وهو املضاف إلى الركن املقصود لذاته بتعريف السياسة<br />

الشرعية:<strong>‏</strong><br />

- التعريف مضاف إلى ركن الفعل:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"التدبير املستمر باملصلحة وليس <strong>في</strong> الشرع<br />

ما ين<strong>في</strong>ه"،<strong>‏</strong> ويقابله تعريف ركن الفعل <strong>في</strong> السياسة العامة وهو:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"التدبير املستمر<br />

باملصلحة ملنفعة عامة وليس <strong>في</strong> الشرع ما ين<strong>في</strong>ه".<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)آل سعود،<strong>‏</strong> ‎1435‎ه(<strong>‏</strong><br />

- التعريفات التابعة:<strong>‏</strong> وهي املضافة إلى األركان املقصودة لغيرها <strong>في</strong> تعريف السياسة<br />

الشرعية،<strong>‏</strong> وإمنا دخولها <strong>في</strong> التعريف ألنها من ذاتيات املعرَ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ّف وماهيته؛ فال يوجد<br />

دونها،<strong>‏</strong> فهي من لوازم املعرَ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ّف،<strong>‏</strong> وإن لم تكن هي املقصودة قصداً<strong>‏</strong> أولياً:<strong>‏</strong><br />

- التعريف مضاف إلى ركن الفاعل:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"تدبير الراعي باملصلحة على الرعية"،<strong>‏</strong><br />

ويقابله تعريف ركن الفاعل <strong>في</strong> السياسة العامة وهو:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"تدبير الراعي مبصلحة<br />

عامة معينة على الرعية".<strong>‏</strong><br />

- التعريف مضاف إلى ركن املفعول:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"تدابير املصلحة على الرعية"،<strong>‏</strong> ويقابله تعريف<br />

ركن املفعول <strong>في</strong> السياسة العامة وهو:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"قضاء الراعي مبصلحة عامة معينة على<br />

الرعية".<strong>‏</strong><br />

وشرح التعريفات هو:<strong>‏</strong><br />

- التدبير:<strong>‏</strong> املقصود بالسياسة <strong>في</strong> املعرَ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ّف هو التدبير املستمر <strong>في</strong> دقيق األمور<br />

وعواقبها بقصد جلب أعلى املنافع.<strong>‏</strong><br />

- باملصلحة:<strong>‏</strong> الصالح كونُ<strong>‏</strong> الشيءِ<strong>‏</strong> على هيئة كاملة بحسب ما يراد لذلك الشيء،<strong>‏</strong><br />

فالتدبير باملصلحة هو العمل باملصالح على أكمل هيئته بحسب ما يراد له من جلب<br />

أعلى منفعة راجحة،<strong>‏</strong> وليس <strong>في</strong> الشرع ما ين<strong>في</strong>ه.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)آل سعود ‎1435‎ه(.<strong>‏</strong><br />

- وليس <strong>في</strong> الشرع ما ين<strong>في</strong>ه:<strong>‏</strong> يخرج بذلك كل تدبير خالف الشرع ويدخل <strong>في</strong>ه كل تدبير<br />

وافق الشرع،<strong>‏</strong> فمن نافلة القول أن تكون املصالح املعتبرة - والتي هي قوام السياسة<br />

الشرعية - غير مخالفة للشرع،<strong>‏</strong> وإمنا املقصود هو مراعاة الوسيلة،<strong>‏</strong> وهي التدبير<br />

باملصلحة إلقامة العدل.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)آل سعود ‎1435‎ه(<strong>‏</strong><br />

- ملنفعةٍ<strong>‏</strong> عامةٍ<strong>‏</strong> : قيدٌ<strong>‏</strong> على القاعدة املصلحة:<strong>‏</strong> ّ <strong>‏</strong>"فكلُ<strong>‏</strong> متصرفٍ<strong>‏</strong> على اآلخرين فعليه<br />

510 مجلة اإلدارة العامة


مجلة اإلدارة العامة<br />

ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة:<strong>‏</strong> دراسة من املنظور الشرعي واإلداري<br />

أن يتصرف باملصلحة"<strong>‏</strong> السبكي <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1411‎ه-<strong>‏</strong>‎1991‎م(<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)الزركشي،<strong>‏</strong> ‎1402‎ه <strong>‏</strong>-<strong>‏</strong>‎1982‎م:<strong>‏</strong><br />

‎109/1‎؛ اجلزائري،<strong>‏</strong> ‎1411‎ه-<strong>‏</strong>‎1991‎م:<strong>‏</strong> 440، السيوطي،<strong>‏</strong> ‎1414‎ه <strong>‏</strong>-<strong>‏</strong>‎1994‎م:<strong>‏</strong> ‎121‎؛ ابن<br />

جنيم،<strong>‏</strong> ‎1406‎ه <strong>‏</strong>-<strong>‏</strong>‎1986‎م:<strong>‏</strong> 104( وتخصيص لها بالقاعدة الفقهية:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"التصرف على<br />

الرعية منوط باملصلحة"،<strong>‏</strong> <strong>في</strong>خرج بذلك كل متصرف غير الوالة ونوابهم.<strong>‏</strong><br />

تأتي تعريفات السياسة العامة مضافة إلى ركن الفاعل والفعل واملفعول،<strong>‏</strong> فبالنظر<br />

إلى التعريف األكادميي <strong>في</strong> علوم السياسة واإلدارة احلديثة،<strong>‏</strong> أنها:<strong>‏</strong> عمل هادف يعقبه<br />

أداء فردي أو جماعي <strong>في</strong> التصدي ملشكلة أو ملواجهة قضية أو موضوع"<strong>‏</strong> Anderson,(<br />

1999:15( وأنها:<strong>‏</strong> " سلسلة طويلة من النشاطات املترابطة التي تعني أكثر من مجرد<br />

قرار،<strong>‏</strong> وتتضمن رؤية مستقبلية ضمن إطار قانوني وإداري معني".<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)احلسيني،<strong>‏</strong> 1994:<br />

21( وأنها:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"هي التي تطورها األجهزة احلكومية من خالل مسؤولياتها".<strong>‏</strong><br />

واشتق أندرسون بعض مفاهيم السياسة العامة وفق هذه التعريفات،<strong>‏</strong> وهي:<strong>‏</strong><br />

1- تشمل األعمال املوجهة نحو أهداف مقصودة،<strong>‏</strong> وال تشمل التصرفات العشوائية<br />

والعفوية التي تصدر عن بعض املسؤولني.<strong>‏</strong><br />

2- تشمل البرامج واألعمال املنسقة التي تصدر عن القادة احلكوميني وليس القرارات<br />

املنفصلة واملنقطعة.<strong>‏</strong><br />

3- تشمل جميع القرارات الفعلية املنظمة والضابطة ألمور مصالح عامة.<strong>‏</strong><br />

4- تشمل الصيغ اإليجابية والسلبية واالمتناع،<strong>‏</strong> فهي قد تأتي بصورة آمرة أو ناهية وقد<br />

تأتي بصور السكوت <strong>في</strong> معرض الكالم الذي يعتبر بيانًا وامتناعًا عن التدخل <strong>في</strong><br />

معرض احلاجة،<strong>‏</strong> وهو ما اصطلح على وصفه مببدأ دعه يعمل دعه مير Fair( )laissez<br />

ومبدأ رفع اليد off( .)Hands <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1999‎م:<strong>‏</strong> 16(<br />

أو كما حدد جني كلود ثوينج Thoenig, Jean Claude عناصر السياسة العامة<br />

اخلمسة،<strong>‏</strong> وهي:<strong>‏</strong><br />

1- مجموعة من اإلجراءات امللموسة والتي حتدد محتوى السياسة.<strong>‏</strong><br />

2- توزيع للموارد عبر مجموعة من القرارات تنفذ باستخدام سلطة الدولة.<strong>‏</strong><br />

3- تتخذ <strong>في</strong> مجال عام ظاهر للعلن.<strong>‏</strong><br />

4- لها مجموعة من الداعمني واملتأثرين من بني أفراد ومؤسسات وقطاعات مختلفة.<strong>‏</strong><br />

5- حتدد السياسة العامة أهدافها بصورة مبدئية قبل الشروع بالتن<strong>في</strong>ذ،<strong>‏</strong> حسب معايير<br />

معينة.<strong>‏</strong> )Thoenig,1985(<br />

511


د.<strong>‏</strong> عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز<br />

وتقسيم تلك التعريفات واملفاهيم واحملددات على أركان السياسة الشرعية يأتي<br />

<strong>في</strong> أثناء الفقرات التالية:<strong>‏</strong><br />

تعريف السياسة العامة مضافاً<strong>‏</strong> إلى ركن الفاعل:<strong>‏</strong><br />

السياسة العامة من اختصاص والة األمر ونوابهم:<strong>‏</strong> يأتي تعريف السياسة الشرعية<br />

مضافًا إلى ركن الفاعل،<strong>‏</strong> وهو"<strong>‏</strong> تدبير الراعي باملصلحة على الرعية"،<strong>‏</strong> بناءً<strong>‏</strong> على أن<br />

العامل بالسياسة الشرعية ال بد له من والية على ما يعمله؛ ألجل ذلك جاء <strong>في</strong> التعريف<br />

النص على الرعاية،<strong>‏</strong> عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:<strong>‏</strong> سمعت رسول الله صلى<br />

الله عليه وسلم يقول:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)كلكم راعٍ<strong>‏</strong> وكلكم مسئول عن رعيته،<strong>‏</strong> اإلمام راعٍ<strong>‏</strong> ومسئول عن<br />

رعيته،<strong>‏</strong> والرجل راعٍ<strong>‏</strong> <strong>في</strong> أهله ومسئول عن رعيته،<strong>‏</strong> واملرأة راعية <strong>في</strong> بيت زوجها ومسئولة<br />

عن رعيتها واخلادم راعٍ<strong>‏</strong> <strong>في</strong> مال سيده ومسئول عن رعيته،<strong>‏</strong> وكلكم راعٍ<strong>‏</strong> ومسئول عن<br />

رعيته(.<strong>‏</strong> متفق عليه <strong>‏</strong>]البخاري )104/8( ومسلم )1459/3([. فكل فرد مسلم يعتبر<br />

راعياً<strong>‏</strong> ومرعياً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> وقت واحد،<strong>‏</strong> عليه حقوق يجب أن يؤديها ألهلها،<strong>‏</strong> وله حقوق يجب أن<br />

تؤدى إليه.<strong>‏</strong> وقد عمم النبي صلى الله عليه وسلم <strong>في</strong> مطلع احلديث بقوله:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)كلكم راعٍ<strong>‏</strong><br />

وكلكم مسئول عن رعيته(<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> آخره بقوله:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)وكلكم راعٍ<strong>‏</strong> ومسئول عن رعيته(.<strong>‏</strong> وخص<br />

<strong>في</strong>ما بني ذلك.<strong>‏</strong> فذكر أعلى أصناف الناس <strong>في</strong> أول من ذكر،<strong>‏</strong> وأدناهم <strong>في</strong> آخر من ذكر،<strong>‏</strong><br />

وأوساطهم <strong>في</strong>ما بني ذلك.<strong>‏</strong> فاملقصود من احلديث استغراق كل أفراد املسلمني بذكر<br />

أعالهم وأدناهم،<strong>‏</strong> ووسطهم.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)األهدل،<strong>‏</strong> ‎1412‎ه ‎1992‎م:<strong>‏</strong> 8-7(.<br />

إال أن سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة <strong>في</strong> الدولة يختلف بكونه من تصرفاتِ<strong>‏</strong> وليِّ<strong>‏</strong> األمرِ<strong>‏</strong> الذي<br />

تؤخذ له البيعة أو مَنْ<strong>‏</strong> ينوبُ<strong>‏</strong> عنه،<strong>‏</strong> ويختص بها،<strong>‏</strong> ومن قيَ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ّد من العلماء تعريف السياسة<br />

الشرعية أنها من اختصاص ولي األمر أصالة وغيره يكون عنه وكالة،<strong>‏</strong> إمنا نظروا إلى<br />

السياسة الشرعية العامة،<strong>‏</strong> مثل قولهم <strong>في</strong> التعريف:<strong>‏</strong> " فعل شيء من احلاكم ملصلحة<br />

يراها...".<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)وزارة األوقاف والشؤون اإلسلالمية بالكويت،<strong>‏</strong> ‎1425‎ه-<strong>‏</strong>‎2004‎م:<strong>‏</strong> 25/<br />

– 294 296( أو قولهم:<strong>‏</strong> ما يفعله احلاكم ملصلحة العامة...".<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)امليس،<strong>‏</strong> 1400 ه:<strong>‏</strong><br />

117( وقولهم:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"هي عمل أمير املؤمنني مبقاصد الشريعة ". <strong>‏</strong>)قلعه جي،<strong>‏</strong> ‎2000‎م:<strong>‏</strong><br />

)1118/1<br />

يندرج <strong>في</strong> ذلك تعريف السياسة العامة بأنها:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"مجموع التدخالت املقررة من طرف<br />

سلطة عمومية قصد حل مشكل يدخل <strong>في</strong> نطاق اختصاصها"<strong>‏</strong> Lerrier,1993) (Santo et<br />

من جهة أن التعريف أبرز دور الفاعل <strong>‏</strong>)السلطة العمومية(<strong>‏</strong> واشترط االختصاص من اجلهة<br />

512 مجلة اإلدارة العامة


ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة:<strong>‏</strong> دراسة من املنظور الشرعي واإلداري<br />

األخرى ينبه إلى الرعاية والوالية وهي حسب األصل مطلقة <strong>في</strong> جميع أنواع ودرجات<br />

الوالية والرعاية،<strong>‏</strong> إال أن التعريف ّ اختصَ<strong>‏</strong> السياسة العامة بالتدخالت املقررة من طرف<br />

سلطة عمومية،<strong>‏</strong> فأخرج أي والية ليست لوليِّ<strong>‏</strong> األمر أو من ينوب عنه.<strong>‏</strong><br />

فمن حيث وصف السياسة العامة أنها:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"هي التي تطورها األجهزة احلكومية من<br />

خالل مسؤولياتها"،<strong>‏</strong> أو أنها:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"التي تصدر عن القادة احلكوميني"،<strong>‏</strong> أو أنها:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"والعفوية<br />

التي تصدر عن بعض املسؤولني"،<strong>‏</strong> وأنها تأتي:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"باستخدام سلطة الدولة"،<strong>‏</strong> إمنا هو<br />

إشارة ملفهوم تدبير الراعي الذي أوردناه <strong>في</strong> ثنايا تعريف السياسة الشرعية مضافًا<br />

إلى ركن الفاعل،<strong>‏</strong> وهو:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"تدبير الراعي باملصلحة على الرعية".<strong>‏</strong><br />

تعريف السياسة العامة مضافاً<strong>‏</strong> إلى ركن الفعل:<strong>‏</strong><br />

السياسة الشرعية والسياسة العامة،<strong>‏</strong> كالهما بناؤهما على الرعاية الدائمة<br />

للمصالح املعتبرة للرعية؛ فمن حيث تعريف السياسة الشرعية مضافًا إلى ركن الفعل<br />

وهو"<strong>‏</strong> التدبير املستمر باملصلحة وليس <strong>في</strong> الشرع ما ين<strong>في</strong>ه"،<strong>‏</strong> قال أبو هالل العسكري<br />

<strong>في</strong> الفروق اللغوية:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"ومعنى قولك يسوسهم أنه ينظر <strong>في</strong> دقيق أمورهم مأخوذ من<br />

ّ السَ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>وسِ<strong>‏</strong> . والفرق بني السياسة والتدبير:<strong>‏</strong> أن السياسة <strong>في</strong> التدبير املستمر،<strong>‏</strong> وال يقال<br />

للتدبير الواحد:<strong>‏</strong> سياسة،<strong>‏</strong> فكل سياسة تدبير،<strong>‏</strong> وليس كل تدبير سياسة،<strong>‏</strong> والسياسة<br />

أيضا <strong>في</strong> الدقيق من أمور املسوس.<strong>‏</strong> والتدبير هو تقومي األمر على ما يكون <strong>في</strong>ه صالح<br />

عاقبته"<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)العسكري،<strong>‏</strong> د ت ن:<strong>‏</strong> – 181 192(<br />

فالنظر <strong>في</strong> عاقبة األمور ومآالتها من أسس العمل بالسياسة الشرعية،<strong>‏</strong> قال<br />

الشاطبي:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"النظر <strong>في</strong> مآالت األفعال معتبر مقصود شرعاً،<strong>‏</strong> كانت األفعال موافقة أو<br />

مخالفة،<strong>‏</strong> وذلك أن املجتهد ال يحكم على فعل من األفعال الصادرة عن املكلفني باإلقدام<br />

أو اإلحجام إال بعد نظره إلى ما يؤول إليه ذلك الفعل مشروعاً<strong>‏</strong> ملصلحة <strong>في</strong>ه تُستجلب،<strong>‏</strong><br />

أو ملفسدة تُدرأ،<strong>‏</strong> ولكن له مآل على خالف ما قصد منه".<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)الشاطبي،<strong>‏</strong> ‎1420‎ه -<br />

‎1999‎م:<strong>‏</strong> 5 م - 177 )178<br />

ومن حيث وصف السياسة العامة،<strong>‏</strong> أنها:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"عمل هادف أو نشاطات مترابطة " إمنا<br />

هو إشارة ملفهوم التدبير الذي أوردناه <strong>في</strong> تعريف السياسة الشرعية مضافاً<strong>‏</strong> إلى ركن<br />

الفعل،<strong>‏</strong> وهو:<strong>‏</strong> " التدبير املستمر باملصلحة وليس <strong>في</strong> الشرع ما ين<strong>في</strong>ه"،<strong>‏</strong> ومن حيث وصفها<br />

- بالسلسلة الطويلة،<strong>‏</strong> وأنها:<strong>‏</strong> من <strong>‏</strong>"األعمال املنسقة وليس القرارات املنفصلة واملنقطعة"،<strong>‏</strong><br />

وأكثر من مجرد قرار – إمنا هو إشارة إلى التدبير املستمر <strong>في</strong> التعريف،<strong>‏</strong> ووصفهم<br />

513<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز<br />

السياسة العامة أنها " تتضمن رؤية مستقبلية "، إمنا يقصد به ما جاء <strong>في</strong> شرح التعريف<br />

من جهة تقومي األمر على ما يكون <strong>في</strong>ه صالح عاقبته،<strong>‏</strong> ووصفهم الفعل السياسي <strong>في</strong><br />

السياسة العامة أنه يشمل الصيغ اإليجابية والسلبية واالمتناع،<strong>‏</strong> وأنه قد يأتي بصورة<br />

آمرة أو ناهية،<strong>‏</strong> وقد يأتي بصورة السكوت <strong>في</strong> معرض الكالم الذي يعتبر بيانًا وامتناعًا<br />

عن التدخل <strong>في</strong> معرض احلاجة،<strong>‏</strong> وهو ما اصطلح على وصفه مببدأ دعه يعمل دعه مير<br />

Fair( )laissez ومبدأ off( ،)Hands إمنا هو إشارة بأن ال يحكم ولي األمر <strong>‏</strong>)الراعي(<strong>‏</strong> على<br />

فعل من األفعال صادرة عن املكلفني باإلقدام أمراً<strong>‏</strong> أو اإلحجام نهياً<strong>‏</strong> أو االمتناع تركاً،<strong>‏</strong> إال<br />

بعد نظره إلى ما يؤول إليه ذلك الفعل مشروعاً<strong>‏</strong> ملصلحة <strong>في</strong>ه تُستجلب،<strong>‏</strong> أو ملفسدة تُدرأ.<strong>‏</strong><br />

تعريف السياسة العامة مضافاً<strong>‏</strong> إلى ركن املفعول:<strong>‏</strong><br />

تعريف السياسة الشرعية مضافًا إلى ركن املفعول هو <strong>‏</strong>"تدابير املصلحة على الرعية".<strong>‏</strong><br />

فالتدابير مفعوالت من جنس قولهم <strong>في</strong> التعريف:"<strong>‏</strong> شرع مغلظ.<strong>‏</strong> ا ه ". <strong>‏</strong>)ابن عابدين،<strong>‏</strong><br />

‎1386‎ه - ‎1966‎م:<strong>‏</strong> 103/4( وقولهم:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"أحكام املُلْك املندرجة <strong>في</strong> األحكام الشرعية".<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>)عمرو،<strong>‏</strong> ‎1418‎ه - ‎1988‎م:<strong>‏</strong> 22( وقولهم:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"جماع الوالية الصاحلة والعادلة.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)أحمد،<strong>‏</strong><br />

‎1417‎ه:<strong>‏</strong> 82( وقولهم:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"سلطة سن التشريعات...".<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)الشافعي،<strong>‏</strong> ‎2007‎م:<strong>‏</strong> 32( قولهم:<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>"إنها القانون املوضوع".<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)الطائي،<strong>‏</strong> ‎1427‎ه - ‎2007‎م:<strong>‏</strong> 193(<br />

وجميع التدابير <strong>في</strong> التعريف مضافاً<strong>‏</strong> إلى ركن املفعول هي املصالح التي مت تدبيرها،<strong>‏</strong><br />

وهي النتائج لتصرف الراعي على رعيته مبسؤولية حتقيق أعلى املنافع لهم دون<br />

مخالفة شرع الله.<strong>‏</strong><br />

ومن حيث وصف السياسة العامة،<strong>‏</strong> أنها:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"البرامج"،<strong>‏</strong> أو <strong>‏</strong>"توزيع للموارد"<strong>‏</strong> أو <strong>‏</strong>"أعمال"<strong>‏</strong><br />

أو <strong>‏</strong>"قرارات"<strong>‏</strong> أو <strong>‏</strong>"اإلجراءات امللموسة"<strong>‏</strong> وأنها <strong>‏</strong>"تتخذ <strong>في</strong> مجال عام"؛ إمنا هو إشارة<br />

ملفهوم تدابير الراعي الذي أوردناه <strong>في</strong> ثنايا تعريف السياسة الشرعية مضافاً<strong>‏</strong> إلى ركن<br />

املفعول،<strong>‏</strong> وهو:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"تدابير الراعي باملصلحة على الرعية"،<strong>‏</strong> والسياسة العامة أحد أنواع<br />

تلك املفعوالت،<strong>‏</strong> كما عبر عنها جيمس أندرسون بوصفه إياها،<strong>‏</strong> أنها:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"جميع القرارات<br />

الفعلية املنظمة والضابطة ألمور مصالح عامة".<strong>‏</strong> فاملقصود هنا هو أقضية والة األمر<br />

املنظمة والضابطة ملصالح عامة على الرعية.<strong>‏</strong><br />

تعريف السياسة العامة مضافاً<strong>‏</strong> إلى السياسة الشرعية:<strong>‏</strong><br />

بناءً<strong>‏</strong> على ما تقدم يكون تعريف السياسة العامة وفق السياسة الشرعية،<strong>‏</strong> الذي<br />

514 مجلة اإلدارة العامة


ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة:<strong>‏</strong> دراسة من املنظور الشرعي واإلداري<br />

أرى أنه األدق <strong>في</strong> مقصود أهل اإلدارة والسياسة العامة مبعناها الدارج اليوم هو أن<br />

السياسة العامة نوع من:"<strong>‏</strong> أقضية الراعي باملصلحة على الرعية"،<strong>‏</strong> فاألقضية يندرج<br />

حتتها أنواع شتى تعد من جزئياتها،<strong>‏</strong> فهي جميع ما يفصح عنه والة األمر من تصرفات،<strong>‏</strong><br />

ومنها على سبيل املثال ال احلصر:<strong>‏</strong> األحكام واملراسيم واألنظمة واللوائح والسياسات<br />

واإلجراءات والتعليمات والتعاميم والقرارات،<strong>‏</strong> وغيرها أصناف كثيرة ومتنوعة غير<br />

محصورة ومتجددة.<strong>‏</strong> آل سعود <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1433‎ه:<strong>‏</strong> 29(<br />

فالسياسة العامة نوع من أنوع األقضية يقصد به تنظيم أو ضبط مصلحة عامة،<strong>‏</strong><br />

لذا فتعريف السياسة العامة يتطلب إضافة قيد يخرج جميع األقضية التي ليست من<br />

السياسة العامة بحيث يكون تعريفها هو:<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>"أقضية الراعي املنظمة أو الضابطة ملصالح عامة على الرعية"<strong>‏</strong><br />

شرح التعريف:<strong>‏</strong><br />

- أقضية الراعي:<strong>‏</strong> السياسة العامة من مفعوالت والة األمر فهي جتمع بني املفعول<br />

والفاعل وال يقصد بها الفعل نفسه أو صناعته فالسياسة العامة هي إفصاح عن<br />

توجه عام مبني ومحدد يقصد به ولي األمر حتقيق مصلحة الرعية؛ لذا فهي <strong>في</strong> أمر<br />

قضى به ولي األمر ملصلحة الرعية.<strong>‏</strong><br />

- املنظمة أو الضابطة:<strong>‏</strong> دخل بذلك كل إفصاح عن قضاء لولي األمر ملصلحة الرعية<br />

مشتمل إحدى خاصيتني:<strong>‏</strong><br />

- أن يكون مشتمالً<strong>‏</strong> على تنظيم،<strong>‏</strong> مثل تقسيم أو هيكلة أو ترتيب ألمور يقصد بها مصلحة<br />

عامة تعود على الرعية،<strong>‏</strong> وليس نظامًا مبعنى القانون،<strong>‏</strong> وإن كان القانون أو النظام<br />

قد ينصان على سياسة عامة أو أكثر <strong>في</strong> ثناياهما،<strong>‏</strong> إال أنه يختلف من جهة طريقة<br />

اإلصدار والسنّ<strong>‏</strong> وقوة األمر وما يترتب على املخالفة،<strong>‏</strong> باإلضافة إلى أن السياسة<br />

أعم،<strong>‏</strong> فكل قانون أو أنظمة تشتمل على سياسة عامة،<strong>‏</strong> ولكن ليس كل سياسة عامة<br />

مشتملة على أنظمة أو قانون،<strong>‏</strong> وليس <strong>هذا</strong> محل إسهاب <strong>في</strong> الفروقات.<strong>‏</strong><br />

- أن يكون مشتمالً<strong>‏</strong> لضابط،<strong>‏</strong> مثل كل ما يحدد به املقدار املناسب،<strong>‏</strong> أو متى يصح<br />

العمل بالسياسة العامة ومتى ال يصح،<strong>‏</strong> أو بيان معيار العدل واالعتدال احملقق<br />

للمصلحة املقصودة منه.<strong>‏</strong><br />

- ملصلحة الرعية:<strong>‏</strong> أن الفرق بني تخيير األئمة وتخيير املكلفني ذوي الصفة غير مؤثر،<strong>‏</strong><br />

وتفصيل ذلك مبني على التمييز إال أن الفرق بينهما <strong>في</strong> التخيير مبني على الفرق<br />

515<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز<br />

<strong>في</strong> املتصرف <strong>في</strong>ه وليس <strong>في</strong> حقيقة التصرف نفسه،<strong>‏</strong> فاألئمة يتصرفون <strong>في</strong> مصالح<br />

غيرهم فهم كالوكالء،<strong>‏</strong> واألفراد يتصرفون <strong>في</strong> مصاحلهم،<strong>‏</strong> وتصرف كل مكلف لآلخر<br />

منوط باملصلحة،<strong>‏</strong> بناءً<strong>‏</strong> على القاعدة الفقهية:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"كل متصرف عن اآلخرين فعليه أن<br />

يتصرف باألصلح".<strong>‏</strong> السبكي <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1411‎ه-<strong>‏</strong>‎1991‎م:<strong>‏</strong> 310/1( واإلداريون يتصرفون عن<br />

اآلخرين؛ لذا فهم مشمولون بحكم هذه القاعدة،<strong>‏</strong> وال يستثنى من ذلك املديرون <strong>في</strong><br />

الشركات واملؤسسات العامة،<strong>‏</strong> فهم يتصرفون عن اآلخر االعتباري،<strong>‏</strong> أي عن شركاتهم<br />

ومؤسساتهم وقد ّ بنيَ<strong>‏</strong> الفقهاء الفرق األساس بينهما،<strong>‏</strong> فاإلداريون سلطتهم اإلدارية<br />

مقيدة باتخاذ األصلح للمسلمني،<strong>‏</strong> فهم دائماً<strong>‏</strong> ينتقلون من واجب إلى واجبٍ<strong>‏</strong> ، والوجوب<br />

دائماً<strong>‏</strong> عليهم <strong>في</strong> جميع أحوالهم قبل االجتهاد <strong>في</strong> اتخاذ القرار وبعده،<strong>‏</strong> وهم ساعون<br />

<strong>في</strong> أداء الواجب فعملهم حينئذ واجب،<strong>‏</strong> وبعد االجتهاد يجب عليهم فعل ما أدَ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ّى إليه<br />

اجتهادهم.<strong>‏</strong> آل سعود <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1435‎ه:<strong>‏</strong> 86(<br />

محورهما اإلنسان:<strong>‏</strong> يتضح مما سبق أن األصل أن يكون اإلنسان هو محور جميع<br />

السياسات،<strong>‏</strong> واملتتبع ألقوال العلماء واستدالالتهم يجد أنهم متفقون على أن الشريعة<br />

اإلسلالمية إمنا جاءت لرعاية مصالح الناس <strong>في</strong> أحكامها،<strong>‏</strong> فأحكام الله تعالى معللة<br />

برعاية املصالح على سبيل التفضّ<strong>‏</strong> ل واإلنعام،<strong>‏</strong> أي رعايته سبحانه وتعالى ملصالح العباد<br />

تفضّ<strong>‏</strong> الً<strong>‏</strong> منه ورحمة.<strong>‏</strong> قال ابن القيّم:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"إن الشريعة مبناها وأساسها على احلكم،<strong>‏</strong> ومصالح<br />

العباد <strong>في</strong> املعاش واملعاد،<strong>‏</strong> وهي عدل كلها ورحمة كلها ومصالح كلها وحكمة كلها،<strong>‏</strong> فكل<br />

مسألة خرجت عن العدل إلى اجلور،<strong>‏</strong> وعن الرحمة إلى ضدها،<strong>‏</strong> وعن املصلحة إلى<br />

املفسدة،<strong>‏</strong> وعن احلكمة إلى العبث فليست من الشريعة،<strong>‏</strong> وإن دخلت <strong>في</strong>ها بالتأويل".<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)ابن<br />

القيم،<strong>‏</strong> ‎1407‎ه:<strong>‏</strong> 7-6/3( وقال الشاطبي:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"إن الشرع قد جاء ببيان ما تصلح به أحوال<br />

العبد <strong>في</strong> الدنيا واآلخرة،<strong>‏</strong> على أمت الوجوه وأكملها".<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)الشاطبي،<strong>‏</strong>‎1417‎ه:<strong>‏</strong> 53/1(<br />

وملا أن السياسة العامة هي:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"أقضية الراعي املنظمة أو الضابطة ملصالح عامة<br />

على الرعية"،<strong>‏</strong> فمصلحة الرعية هي متعلق تصرفات والة األمر ومحور املصلحة إمنا هو<br />

اإلنسان،<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> إطار الدولة هو املواطن واملقيم والزائر فجميع أولئك ضمن والية ولي<br />

األمر وهو مسؤول عنهم وهم ضمن رعايته.<strong>‏</strong><br />

املبحث الثاني-<strong>‏</strong> ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة:<strong>‏</strong><br />

مت اختيار ثالثة أنواع من الضوابط لسنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة؛ وهي الضوابط الشرعية،<strong>‏</strong><br />

واإلدارية،<strong>‏</strong> واإلجرائية ومن ثم االقتصار عليها،<strong>‏</strong> وذلك لألسباب التالية:<strong>‏</strong><br />

516 مجلة اإلدارة العامة


ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة:<strong>‏</strong> دراسة من املنظور الشرعي واإلداري<br />

الضوابط الشرعية:<strong>‏</strong> هي أصل الضوابط كلها فهي أساس العدل واالعتدال <strong>في</strong><br />

اإلسالم،<strong>‏</strong> وال ميكن أن يقدم عليها غيرها؛ فهي األساس الذي تتفرع عنه بقية الضوابط،<strong>‏</strong><br />

وال فرع ملا ال أصل له.<strong>‏</strong> وكما أقرَ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ّت املادة اخلامسة واخلمسون من النظام األساسي<br />

للحكم كونها نطقت صراحة بلفظ <strong>‏</strong>"السياسة الشرعية"<strong>‏</strong> ولفظ <strong>‏</strong>"السياسة العامة"<strong>‏</strong> <strong>في</strong><br />

ثناياها ونصها هو:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"يقومَ<strong>‏</strong> امللكُ<strong>‏</strong> بسياسةِ<strong>‏</strong> األمةِ<strong>‏</strong> سياسةً<strong>‏</strong> شرعيةً<strong>‏</strong> طبقاً<strong>‏</strong> ألحكامِ<strong>‏</strong> اإلسالم،<strong>‏</strong><br />

ويُشرفُ<strong>‏</strong> على تطبيقِ<strong>‏</strong> الشريعةِ<strong>‏</strong> اإلسالمية،<strong>‏</strong> واألنظمةِ<strong>‏</strong> ، والسياسةِ<strong>‏</strong> العامةِ<strong>‏</strong> للدولة،<strong>‏</strong> وحمايةِ<strong>‏</strong><br />

البالدِ<strong>‏</strong> والدفاعِ<strong>‏</strong> عنها".<strong>‏</strong><br />

الضوابط اإلدارية:<strong>‏</strong> هي الوسيلة لتن<strong>في</strong>ذ الضوابط الشرعية <strong>في</strong> املنشآت اإلدارية<br />

العامة؛ لضمان العدل واالعتدال <strong>في</strong> تن<strong>في</strong>ذ السياسات العامة واملهام املكلفة بها حسب<br />

ما تقتضيه املصلحة،<strong>‏</strong> واستخدام جميع اإلمكانيات البشرية واملادية املتاحة <strong>في</strong> املنشأة<br />

أحسن استخدام،<strong>‏</strong> وخلق اجلو الصالح املناسب لتشغيل كافة املوارد املتوافرة إلى أقصى<br />

طاقاتها املمكنة؛ لتحقيق األهداف املنشودة بأقل التكاليف،<strong>‏</strong> مراعية <strong>في</strong> ذلك الناحية<br />

اإلنسانية <strong>في</strong> معاملة العنصر البشري؛ إذ إنه هو الذي يقوم باإلنتاج،<strong>‏</strong> وال يصلح اإلنتاج<br />

من دون صالحية العامل واملوظف،<strong>‏</strong> واملشاركة اجلماعية بينهم؛ فهي تصرف هادف<br />

يقصد بها مصلحة الغير،<strong>‏</strong> من قبل جهة متخصصة بنوع من أنواع املصالح العامة؛ األمر<br />

الذي يتطلب التمييز بني اختصاص جهة دون أخرى،<strong>‏</strong> والوضوح <strong>في</strong> الرؤية للرسالة واملآل<br />

<strong>في</strong> املستقبل،<strong>‏</strong> مما اليستغني عن ضوابط إدارية على ضوء من الضوابط الشرعية.<strong>‏</strong><br />

الضوابط اإلجرائية:<strong>‏</strong> تتأثر السياسات العامة بالطريقة التي تسنّ<strong>‏</strong> بها،<strong>‏</strong> فال مناص<br />

من ضبط <strong>هذا</strong> التأثر بحيث يقتصر على اجلانب اإليجابي مبا يحقق املصلحة العامة،<strong>‏</strong><br />

بضوابط توضح كي<strong>في</strong>ة األسلوب والطريقة الصحيحة لسن السياسة العامة،<strong>‏</strong> مبا يتفق<br />

مع الضوابط اإلدارية لكل جهة حكومية،<strong>‏</strong> باإلضافة على حتقيق أعلى املنافع وفق<br />

املصلحة وضوابطها الشرعية.<strong>‏</strong><br />

وكما هو مالحظ أن املقصود العام بالضوابط هو العدل واالعتدال وفق الشريعة<br />

السمحة شريعة اإلسلالم،<strong>‏</strong> وأنواعها تأتي حسب احلاجة واالختصاص <strong>في</strong> تسلسل<br />

منطقي ينطلق من األصل الذي هو الشرع إلى فرع االختصاص التي هي اإلدارة،<strong>‏</strong> إلى<br />

فرع األداة والوسيلة،<strong>‏</strong> التي هي اإلجراءات.<strong>‏</strong><br />

وظيفة الضوابط الشرعية:<strong>‏</strong> ال شك أن السياسات العامة التي يقصد بها حفظ<br />

مصالح الناس ورعايتها من املقاصد الشرعية؛ لذا فالضوابط تظهر حدود السياسة<br />

517<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز<br />

العامة التي ال تتجاوزها وال تقصر عنها،<strong>‏</strong> فهي مضبوطة بضوابط وقيود من شأنها<br />

أن جتعلها <strong>في</strong> اعتدال وتوسط.<strong>‏</strong> وهذه اخلاصية سمة بارزة <strong>في</strong> الشريعة <strong>في</strong> جميع<br />

نواحيها،<strong>‏</strong> ويعبر عنها بعض الباحثني <strong>‏</strong>)بالوسطية(<strong>‏</strong> أو <strong>‏</strong>)التوازن(.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)اليوبي،<strong>‏</strong> ‎1419‎ه-<strong>‏</strong><br />

‎1998‎م:<strong>‏</strong> 412( والشريعة جارية <strong>في</strong> التكليف ومقتضاها على الطريق األوسط األعدل.<strong>‏</strong><br />

الشاطبي <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1420‎ه -1999: 163/2(<br />

وال شك أن الناس يتمايزون <strong>في</strong> األنظار ويتباينون <strong>في</strong> التقديرات،<strong>‏</strong> فلو تركت األمور<br />

لنظر الناس لوقع اإلفراط أو التفريط؛ لذا ضبط الشرع وجود املصالح قال الشاطبي:<strong>‏</strong><br />

"… أما العادات وكثير من العبادات أيضاً<strong>‏</strong> فلها معنى مفهوم،<strong>‏</strong> وهو ضبط وجوه املصالح،<strong>‏</strong><br />

إذْ<strong>‏</strong> لو ترك الناس والنظر النتشر ولم يضبط،<strong>‏</strong> وتعذر الرجوع إلى أصل شرعي،<strong>‏</strong> والضبط<br />

أقرب إلى االنقياد ما وجد إليه سبيل،<strong>‏</strong> فجعل الشارع للحدود مقادير معلومة وأسباباً<strong>‏</strong><br />

معلومة ال تتعدى".<strong>‏</strong> الشاطبي <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1420‎ه -1999: 308/1(<br />

وللخروج عن العدل واالعتدال صورتان هما:<strong>‏</strong><br />

الصورة األولى:<strong>‏</strong> اإلفراط:<strong>‏</strong> وهو الزيادة <strong>في</strong> شيء أصله مشروع.<strong>‏</strong> ومن األمثلة على<br />

ذلك ألغراض هذه الدراسة،<strong>‏</strong> تقدير املصالح الناجتة عن السياسة العامة،<strong>‏</strong> بأكثر مما<br />

هي عليه <strong>في</strong> الواقع ثم اإللزام بها بقوة النظام وترتيب العقوبة على املخالف،<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> ذلك<br />

من التعسير وعدم التيسير ما الله به عليم.<strong>‏</strong><br />

الصورة الثانية:<strong>‏</strong> التفريط:<strong>‏</strong> وهو النقص <strong>في</strong> شيء أصله مشروع.<strong>‏</strong> ومن األمثلة على<br />

ذلك ألغراض هذه الدراسة،<strong>‏</strong> تقدير املصالح الناجتة عن السياسة العامة،<strong>‏</strong> بأقل مما هي<br />

عليه <strong>في</strong> الواقع ثم ترك اإللزام بها أو ترتيب العقوبة على من يلزم بها،<strong>‏</strong> وما <strong>في</strong> ذلك من<br />

املشقة على الناس بعدم اعتبار مصاحلهم املشروعة ما الله به عليم.<strong>‏</strong><br />

فالضوابط الشرعية أدوات متنع من اإلفراط والتفريط،<strong>‏</strong> وحتافظ على العدل<br />

واالعتدال،<strong>‏</strong> فهي عمود الوسطية التي يرفع بها احلرج الواقع ليصبح احلال يسراً<strong>‏</strong><br />

ورحمة ديناً<strong>‏</strong> ودنيا.<strong>‏</strong><br />

والوسطية بيانياً<strong>‏</strong> موضحة <strong>في</strong> األمنوذج التالي:<strong>‏</strong><br />

518 مجلة اإلدارة العامة


ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة:<strong>‏</strong> دراسة من املنظور الشرعي واإلداري<br />

أمنوذج رقم )1(<br />

رسم بياني يبني مكان االعتدال احملقق للثبات والشمول <strong>في</strong> الشريعة بالنسبة لإلفراط والتفريط<br />

تثبيت املتغير<br />

الثبات والشمول<br />

التحصيل األمثل وفق<br />

الضوابط الشرعية<br />

تغيير الثابت<br />

حتصيل تام<br />

حتصيل جزئي<br />

درجات التحصيل<br />

اإلفراط<br />

زيادة عن حد االعتدال<br />

االعتدال<br />

درجات االعتدال<br />

التفريط<br />

نقص عن حد االعتدال<br />

عدم التحصيل<br />

وكما هو مالحظ فالتوسط واالعتدال هو املقصود من عمل الضوابط،<strong>‏</strong> وتستخدم كلمة<br />

الوسطية بكثرة حتى أصبحت على كل لسان تقريباً،<strong>‏</strong> وإن اختلف االستعمال،<strong>‏</strong> واملقصود من<br />

إيرادها هو إظهار املعنى الذي ميثل خاصية األمة اإلسلالمية التي تستفاد من نصوص<br />

القرآن الكرمي <strong>‏</strong>)آل سعود،<strong>‏</strong> ‎1426‎ه:<strong>‏</strong>‎97/1‎<strong>‏</strong>(<strong>‏</strong> قال الله تعالى:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)وَكَذَلِكَ<strong>‏</strong> جَ<strong>‏</strong> عَلْنَاكُمْ<strong>‏</strong> أُمَ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ّةً<strong>‏</strong> وَسَ<strong>‏</strong> طً<strong>‏</strong> ا<br />

لِّتَكُونُواْ<strong>‏</strong> شُ<strong>‏</strong> هَدَاء عَلَى النَ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ّاسِ<strong>‏</strong> وَيَكُونَ<strong>‏</strong> الرَ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ّسُ<strong>‏</strong> ولُ<strong>‏</strong> عَلَيْكُمْ<strong>‏</strong> شَ<strong>‏</strong> هِ<strong>‏</strong> يدًا(<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)سورة البقرة:<strong>‏</strong> 143(.<br />

ولكن ملاذا يخرج الناس عن العدل واالعتدال؟ اجلواب هو:<strong>‏</strong> الناس يتمايزون <strong>في</strong><br />

القدرات والتجارب واملوارد املتاحة لهم،<strong>‏</strong> ويتباينون <strong>في</strong> األنظار و<strong>في</strong> العلوم والفهوم و<strong>في</strong><br />

التقديرات؛ لذا لو تركت األمور لنظر الناس دون ضابط أو ميزان لوقع اإلفراط أو<br />

التفريط؛ لذا ضبط الشرع وجود املصالح <strong>في</strong> ميزان دقيق ومحكم،<strong>‏</strong> قال الشاطبي:<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>"أما العادات وكثير من العبادات أيضاً<strong>‏</strong> فلها معنى مفهوم،<strong>‏</strong> وهو ضبط وجوه املصالح،<strong>‏</strong> إذْ<strong>‏</strong><br />

لو ترك الناس والنظر النتشر ولم يضبط،<strong>‏</strong> وتعذر الرجوع إلى أصل شرعي،<strong>‏</strong> والضبط<br />

أقرب إلى االنقياد ما وجد إليه سبيل،<strong>‏</strong> فجعل الشارع للحدود مقادير معلومة وأسباباً<strong>‏</strong><br />

معلومة ال تتعدى".<strong>‏</strong> الشاطبي <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1420‎ه -1999: 309/1(<br />

519<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز<br />

تنقسم ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة إلى أنواع،<strong>‏</strong> نختار منها ثالثة وهي:<strong>‏</strong> النوع<br />

األول:<strong>‏</strong> ضوابط املؤسسة وهي جهة االختصاص بالسياسة العامة.<strong>‏</strong> النوع الثاني:<strong>‏</strong><br />

ضوابط موضوعية ممثلة بضوابط املصلحة املعتبرة شرعاً<strong>‏</strong> ألنها موضوع السياسة<br />

العامة،<strong>‏</strong> ومتعلق العمل بها هو مصالح الرعية.<strong>‏</strong> والنوع الثالث:<strong>‏</strong> ضوابط إجرائية ممثلة<br />

<strong>في</strong> مسار سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة،<strong>‏</strong> وما هي األمور التي يجب أن يتضمنها املسار.<strong>‏</strong> وتفصيل<br />

ذلك كما يلي:<strong>‏</strong><br />

ضوابط شرعية:<strong>‏</strong><br />

من أصعب املوازين وأشرفها وأوالها باملعرفة:<strong>‏</strong> املوازنة بني املصالح واملفاسد،<strong>‏</strong> إذ<br />

إن معرفتها مِ<strong>‏</strong> نَ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ّةٌ<strong>‏</strong> من الله عظيمة،<strong>‏</strong> توصل إلى الثواب العظيم <strong>في</strong> اآلخرة والسعادة <strong>في</strong><br />

الدنيا،<strong>‏</strong> وقد قيل:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"ليس العاقل الذي يعرف اخلير من الشر،<strong>‏</strong> ولكنه الذي يعرف خير<br />

اخليرين،<strong>‏</strong> وخير الشرين".<strong>‏</strong><br />

وإن ترك املوازنة أو اخلطأ <strong>في</strong>ها عند التطبيق يسبب اضطراباً<strong>‏</strong> عظيماً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> الدين،<strong>‏</strong><br />

فقد تقدم مصالح غير معتبرة شرعاً،<strong>‏</strong> وتهمل أخرى يجب اعتبارها،<strong>‏</strong> فتفوت واجبات<br />

وسنن،<strong>‏</strong> أو ترتكب محظورات ومكروهات.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)ابن عبد السالم،<strong>‏</strong> ‎1421‎ه:<strong>‏</strong> 79-53-52/1(<br />

ملا كان مَبنى كلِّ<strong>‏</strong> عملٍ<strong>‏</strong> مشروع بعامة وبالسياسة الشرعية بخاصة،<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> تصرف<br />

الوالة على سبيل السياسة العامة بصفه أخص،<strong>‏</strong> هو املصالح املعتبرة،<strong>‏</strong> قال العز بن<br />

عبدالسالم:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"يتصرف الوالة ونوابهم مبا هو أصلح للمولّى عليه درءاً<strong>‏</strong> للضرر والفساد<br />

وجلباً<strong>‏</strong> للنفع والرشاد،<strong>‏</strong> وال يقتصر أحدهم على الصالح مع القدرة على األصلح إال أن<br />

يؤدي إلى مشقة شديدة،<strong>‏</strong> وال يتخيرون <strong>في</strong> التصرف حسب تخيرهم <strong>في</strong> حقوق أنفسهم"<strong>‏</strong><br />

ابن عبد السالم <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1421‎ه:<strong>‏</strong> ‎75‎<strong>‏</strong>(؛ 1/ تكون ضوابط املصالح املعتبرة شرعاً<strong>‏</strong> هي أيضاً<strong>‏</strong><br />

ضوابط السياسة العامة،<strong>‏</strong> من جهة أنها أقضية الراعي املنظمة أو الضابطة ملصالح<br />

عامة على الرعية،<strong>‏</strong> وبيان ذلك كما يلي:<strong>‏</strong><br />

الضابط األول - عدم مخالفة السياسة العامة ألحكام الشريعة:<strong>‏</strong><br />

من سمات <strong>هذا</strong> الضابط اختباره أركان املصلحة فبه تعرف ما إذا كانت املصلحة<br />

موجودة وحقيقية،<strong>‏</strong> أو معدومة ووهمية،<strong>‏</strong> وعمله سابق للترجيح ينظر <strong>في</strong> املاضي من<br />

األدلة الشرعية ووظيفته درء مفسدة مخالفة الشرع وطريقته تأصيل املصلحة.<strong>‏</strong><br />

آل سعود <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1426‎ه:<strong>‏</strong> 121/1(<br />

520 مجلة اإلدارة العامة


ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة:<strong>‏</strong> دراسة من املنظور الشرعي واإلداري<br />

ويقصد بالضابط األول التأكد من أن أقضية الراعي املنظمة أو الضابطة ملصالح<br />

عامة على الرعية ليس <strong>في</strong>ها مخالفة للشريعة،<strong>‏</strong> وذلك بأن يكون تنظيم وضبط املصالح<br />

املأمور بها ضمن النطاق املشروع الذي جعلت الشريعة لإلمام حق التصرف <strong>في</strong>ه<br />

بسياسته واجتهاده،<strong>‏</strong> كأن يكون متعلقاً<strong>‏</strong> بشؤون الدولة اخلاصة بها كالشؤون اإلدارية<br />

واملالية واألمنية والوظي<strong>في</strong>ة،<strong>‏</strong> أو كتحديد أساليب ووسائل معيّنة لتن<strong>في</strong>ذ ما أنيط بالدولة<br />

من واجبات.<strong>‏</strong><br />

وقد عمل عمر من ذلك أشياء كثيرة ما كانت <strong>في</strong> زمن النَ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ّبي . ككتبه أسماء<br />

اجلند <strong>في</strong> ديوان ألجل الضبط،<strong>‏</strong> ومعرفة من غاب ومن حضر...<strong>‏</strong> وكاشترائه - أعني<br />

عمر - دار صفوان بن أمية وجعله إياها سجناً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> مكة املكرمة،<strong>‏</strong> مع أنه لم<br />

يتخذ سجناً،<strong>‏</strong> ال هو وال أبو بكر . فمثل <strong>هذا</strong> من األمور اإلدارية التي تفعل إلتقان<br />

األمور مما ال يخالف الشرع ال بأس به.<strong>‏</strong> كتنظيم شؤون املوظفني،<strong>‏</strong> وتنظيم إدارة األعمال<br />

على وجه ال يخالف الشرع.<strong>‏</strong> ف<strong>هذا</strong> النوع من السياسات العامة االجتهادية ال بأس به،<strong>‏</strong><br />

وال يخرج عن قواعد الشرع من مراعاة املصالح العامة"<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)الشنقيطي،<strong>‏</strong> ‎1393-1325‎ه:<strong>‏</strong><br />

)110-109<br />

الضابط الثاني - عدم تفويت السياسة العامة ملصلحة أفضل من التي يؤمر بها:<strong>‏</strong><br />

من سمات <strong>هذا</strong> الضابط اختباره شروط املصلحة،<strong>‏</strong> فبه تعرف املنفعة األعلى من<br />

األدنى،<strong>‏</strong> <strong>في</strong>فرق بني املصلحة واملنفعة وعمله أثناء الترجيح ونظره إلى احلال احلاضر<br />

ووظيفته جلب مصلحة أعلى املنافع وطريقته املفاضلة بني املنافع.<strong>‏</strong> آل سعود <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1426‎ه:<strong>‏</strong><br />

)121/1<br />

ويقصد بالضابط الثاني التأكد من أن أقضية الراعي املنظمة أو الضابطة ملصالح<br />

عامة على الرعية ال يترتب عليها تفويت منفعة أكبر من املنفعة الناجتة عن تنظيم أو<br />

ضبط املصلحة املأمور بها؛ فهي بحال ذلك ال تكون مصلحة لتخلف أحد شروطها.<strong>‏</strong><br />

فالتفريق بني األكثر واألقل يقصد به حتصيل األكثر وترك األقل؛ لذا فعدم التفويت<br />

يقصد به التكثير.<strong>‏</strong> فوظيفة ولي األمر <strong>في</strong>ما يتعلق بالسياسة العامة هي منع تقليل املنافع<br />

وطلب تكثيرها،<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong> يقتضي أن يكون حتصيل املنافع على وجه يؤدي إلى تكثيرها فهو<br />

الذي يصار إليه قال التفتازاني <strong>‏</strong>"تكثير الفائدة مما يرجح املصير إليه".<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)التفتازاني،<strong>‏</strong><br />

‎1418‎ه:<strong>‏</strong> ‎371‎؛ التبريزي،<strong>‏</strong> ‎1983‎م؛ الزركلي،<strong>‏</strong> ‎1404‎ه <strong>‏</strong>-<strong>‏</strong>‎1984‎م:<strong>‏</strong> 219/7.(<br />

521<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز<br />

الضابط الثالث - عدم إحداث السياسة العامة مفسدة مساوية للمصلحة املأمور بها أو<br />

أكبر منها:<strong>‏</strong><br />

من سمات <strong>هذا</strong> الضابط اختباره موانع املصلحة،<strong>‏</strong> فبه يفرق بني ما كان <strong>في</strong> حتصيله<br />

مصلحة،<strong>‏</strong> وبني ما كان <strong>في</strong> تركه مصلحة وعمله بعد الترجيح ونظره إلى احلال الالحق<br />

واملستقبل املتوقع،<strong>‏</strong> ووظيفته سد ذريعة املفاسد وفتح ذريعة املصالح وطريقته تقدير ما<br />

يؤول إليه التحصيل.<strong>‏</strong> آل سعود <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1426‎ه:<strong>‏</strong> 121/1(<br />

ويقصد بالضابط الثاني التأكد من أن أقضية الراعي املنظمة أو الضابطة ملصالح<br />

عامة على الرعية ال تؤول إلى مفسدة مساوية ملنفعة تنظيم أو ضبط املصالح العامة<br />

املأمور بها،<strong>‏</strong> أو أكبر منها؛ عمالً<strong>‏</strong> بالقاعدة الفقهية <strong>‏</strong>"درء املفاسد مقدم على جلب املصالح"<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>)ابن النجيم،<strong>‏</strong> ‎1406‎ه:<strong>‏</strong> 99(<br />

فال يحكم على حتصيل منفعة السياسة العامة بالصحة أو الفساد إال بعد النظر<br />

إلى ما يؤول إليه العمل بتلك السياسة فقد يكون مشروعاً<strong>‏</strong> ملصلحة تستجلب أو ملفسدة<br />

تدرأ،<strong>‏</strong> ولكن له مآل على خالف ما قصد منه،<strong>‏</strong> وقد يكون غير مشروع ملفسدة تنشأ أو<br />

مصلحة تندفع به،<strong>‏</strong> ولكن له مآل على خالف ذلك.<strong>‏</strong><br />

لذا فحكم العمل بالسياسة العامة ال يعرف إال بعد تقدير ما يؤول إليه محصلة<br />

التحصيل،<strong>‏</strong> فال يوصف أنه صحيح أو فاسد إال بعد معرفة مآله،<strong>‏</strong> واملآل ال يعرف إال بعد<br />

معرفة محصلة جميع النتائج احملتملة.<strong>‏</strong><br />

كما يلحظ أن نتائج السياسات العامة تنقسم إلى مقصودة وغير مقصودة،<strong>‏</strong> وهما<br />

ينقسمان إلى نتائج مباشرة وغير مباشرة،<strong>‏</strong> فما كان منها مندرجاً<strong>‏</strong> حتت النتائج املقصودة<br />

<strong>في</strong>نتهي إلى نتائج وفق التوقع،<strong>‏</strong> وهي دائماً<strong>‏</strong> مؤكدة للمقصود أو نتائج على خالف التوقع<br />

تأتي تارةً<strong>‏</strong> مؤكدة للمقصود وتارةً<strong>‏</strong> أخرى معارضة للمقصود،<strong>‏</strong> أما ما كان مندرجاً<strong>‏</strong> حتت<br />

النتائج غير املقصودة فإما أن يكون مؤكداً<strong>‏</strong> للقصد أو معارضاً<strong>‏</strong> له،<strong>‏</strong> وال بد قبل العمل<br />

بالسياسة العامة والنظر <strong>في</strong> جميع االحتماالت املذكورة السابقة ثم تقدير ما كان<br />

منها معارضاً<strong>‏</strong> لتحقيق املقصود وطرحه مما كان وفق املقصود،<strong>‏</strong> فإما أن يتساويا فتكون<br />

النتيجة صفراً،<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong> يعني أن حتصيل املنفعة يؤدي إلى مفسدة مساوية للمنفعة <strong>في</strong>كون<br />

حكمها أن تدرأ وتسد الذريعة لها عمالً<strong>‏</strong> بالقاعدة الفقهية <strong>‏</strong>"درء املفاسد مقدم على جلب<br />

املصالح"<strong>‏</strong> ابن النجيم <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1406‎ه:<strong>‏</strong> 99( أو تزيد املنفعة عن املفسدة فتكون النتيجة موجبة،<strong>‏</strong><br />

و<strong>هذا</strong> يعني أن <strong>في</strong> حتصيل املنفعة مصلحة راجحة،<strong>‏</strong> أو تزيد املفسدة عن املصلحة فتكون<br />

522 مجلة اإلدارة العامة


ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة:<strong>‏</strong> دراسة من املنظور الشرعي واإلداري<br />

النتيجة سالبة،<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong> يعني أن جلب املنفعة يؤدي إلى إحداث مفسدة تزيد عن املنفعة<br />

<strong>في</strong>كون حكمها أن تسد ذريعتها.<strong>‏</strong><br />

وال يعني ذلك أن تقدير النتائج املقصودة والنتائج غير املقصودة يحدث دائماً<strong>‏</strong><br />

<strong>في</strong> وقت واحد،<strong>‏</strong> فالغالب أن تقدير النتائج املقصودة يحدث أثناء البدء بجلب املنافع<br />

وحتصيلها قبله كما أن تقدير النتائج غير املقصودة يحدث بعد حتصيل املنافع أو<br />

أثنائه؛ لذا فالغالب تعلقه بحكم استمرار حتصيل املنفعة.<strong>‏</strong><br />

وعند النظر إلى مجموعة العوامل التي ذكرت <strong>في</strong> هذه الفقرة وهي كل من:<strong>‏</strong> املآل<br />

املتوقع وغير املتوقع،<strong>‏</strong> وجلب املصالح،<strong>‏</strong> وسد الذرائع،<strong>‏</strong> وفتح الذرائع جند أن للجميع نسقاً<strong>‏</strong><br />

معيناً<strong>‏</strong> مبا ال يدرك بالنظرة األولى،<strong>‏</strong> وهي أن حركة العمل والواقع يغير <strong>في</strong> املآل مع<br />

استمرار الزمن،<strong>‏</strong> حتى تتحول املصلحة إلى غيرها،<strong>‏</strong> سواء باجللب املباشر،<strong>‏</strong> أو بفتح ذريعة<br />

ملصلحة،<strong>‏</strong> أو بسد ذريعة ملفسدة،<strong>‏</strong> وميكن اعتبار كل واحدة منهما سياسة جللب املصالح،<strong>‏</strong><br />

و<strong>في</strong> اإلدارة ناقش هنري منتزبيرج )Mintsberg,1979:89( مفهوم السياسات املتعمَ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ّدة،<strong>‏</strong><br />

والسياسات غير احملققة،<strong>‏</strong> والسياسات الناشئة،<strong>‏</strong> وفحوى كالمه أن السياسة التي ميكن<br />

تطبيقها بطريقة حتقق مقصودها،<strong>‏</strong> بحيث تعتبرها سياسة حتققت فعالً،<strong>‏</strong> يطلق عليها<br />

سياسات متعمَ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ّدة،<strong>‏</strong> أي مقصودة،<strong>‏</strong> بينما السياسات التي لم يستطع حتقيقها،<strong>‏</strong> تسمى<br />

سياسات غير محققة أو بعبارة أخرى غير مقصودة،<strong>‏</strong> وأن هذين النوعني كتب عنهما<br />

كثيرون <strong>في</strong> مجال اإلدارة،<strong>‏</strong> بينما النوع الثالث وهو اإلستراتيجيات التي حتققت على<br />

غير قصد أوليٍ<strong>‏</strong> ّ ، بل كانت بالقصد الثاني أو الثالث،<strong>‏</strong> وهي السياسات الناشئة وسميت<br />

ناشئة لدخولها نطاق العمل دون جهد أو قصد من التنظيم اإلداري،<strong>‏</strong> ثم يصل إلى نتيجة<br />

وهي:<strong>‏</strong> أنه ال يكاد يوجد سياسة متعمدة صرفة أو سياسة ناشئة صرفة،<strong>‏</strong> فالغالب أن<br />

السياسات مركبة؛ ويالحظ ذلك عند النظر إلى طلب املصالح بوصفها سياسة جللب<br />

املنافع،<strong>‏</strong> فعملية اجللب ال تأتي غالباً<strong>‏</strong> بنتيجة مماثلة أو مطابقة للمقصود عند الشروع<br />

بها،<strong>‏</strong> بل تكون مختلفة بدرجة معينة ال تخرجها عن كونها مصلحة راجحة،<strong>‏</strong> فالتطابق<br />

بيني الواقع احملقق،<strong>‏</strong> واملتوقع املقصود من األمور التي جرت العادة على استحالتها؛<br />

لذا فالنتيجة مركبة،<strong>‏</strong> وحاصل الكالم أن املصلحة كما هو معروف تكون راجحة،<strong>‏</strong> وأن<br />

املصلحة احملضة تكاد تكون ممتنعة؛ وبناءً<strong>‏</strong> عليه يكون تطبيق مفهوم السياسات املركبة<br />

كالتالي:<strong>‏</strong><br />

أوالً:<strong>‏</strong> أن السياسة العامة تعلقت مبتغير املصالح واملفاسد فأصبحت هي بدورها<br />

متغيرة،<strong>‏</strong> فأحياناً<strong>‏</strong> تؤول املصلحة إلى مفسدة ّ فتُسدُ<strong>‏</strong> ذريعتها،<strong>‏</strong> وأحياناً<strong>‏</strong> تؤول املفسدة إلى<br />

523<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز<br />

مصلحة فتفتح ذريعتها،<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong> يعني <strong>في</strong> الواقع أن املصلحة النهائية للسياسة العامة ال<br />

تظهر من البداية هل هي مصلحة أو مفسدة؟ بل األمور بخواتيمها،<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong> يعني أن<br />

نعرض قانون عدم الفصل على الواقع بني تصور األمر وإجرائه،<strong>‏</strong> أو كما أسماه منتزبيرج<br />

بني <strong>‏</strong>"السياسة وتطبيقها"<strong>‏</strong> فقد ينشأ <strong>في</strong> التطبيق أمر يختلف عن املقصود،<strong>‏</strong> فاملصلحة<br />

التي حتولت إلى مفسدة نشأت املفسدة <strong>في</strong>ها من البيئة التي جُ<strong>‏</strong> لبت <strong>في</strong>ها املصلحة،<strong>‏</strong><br />

وكذلك املفسدة التي حتولت إلى مصلحة،<strong>‏</strong> نشأت املصلحة <strong>في</strong>ها نتيجة لبيئة اجللب أو<br />

بيئة الدرء،<strong>‏</strong> فالفصل بني املصلحة وجلبها ليس له وجود <strong>في</strong> الواقع؛ لذا فمشكلة املآل<br />

الرئيسة هي <strong>في</strong> تصور الفصل بني املصلحة وجلبها،<strong>‏</strong> فذلك يؤدي بالضرورة إلى خلل<br />

<strong>في</strong> تقدير املآل.<strong>‏</strong><br />

ثانياً:<strong>‏</strong> قصد املصلحة <strong>في</strong> السياسة العامة تعتمد <strong>في</strong> تصورها على التفريق بني<br />

الصورة واألثر املترتب على جلبها،<strong>‏</strong> وذلك يحصر التصور بنتائج مقصودة،<strong>‏</strong> فإن املآل يعتمد<br />

على األمور الناشئة من اجللب سواء كانت مقصودة أم ال.<strong>‏</strong> )1994:23-27 )Mintsberg,<br />

ثالثاً:<strong>‏</strong> سياسة جلب املصالح العامة أمر مقصود <strong>في</strong> السياسة العامة؛ لذا فهي من<br />

األمور التي ميكن دراستها مسبقاً،<strong>‏</strong> <strong>في</strong> حني أن سياسة املآل سياسة ناشئة،<strong>‏</strong> فهي لذلك<br />

غير محصورة <strong>في</strong> األمور املقصودة كما تقدم،<strong>‏</strong> فهي من األمور املتعلقة التي ال ميكن<br />

دراستها مسبقاً،<strong>‏</strong> فهي تعرف على التحقيق باالنتظار واملالحظة الالحقة للجلب فقط،<strong>‏</strong><br />

والتحقيق ال يشترط له أن يكون بالتخطيط.<strong>‏</strong><br />

رابعاً:<strong>‏</strong> أن فتح الذرائع وسد الذرائع إمنا هما أداتان تستخدمان عندما يختلف<br />

املآل املتعلم عن املقصد املدروس،<strong>‏</strong> فإن كان ميله لصالح املصلحة الراجحة استخدمت<br />

أداة فتح الذرائع؛ لكي ال يفوت منها شيء،<strong>‏</strong> أما إذا كان ميله لصالح املفاسد الراجحة<br />

فتستخدم أداة سد الذرائع؛ لكي ال يحصل منها شيء.<strong>‏</strong><br />

خامساً:<strong>‏</strong> يتحول فتح الذرائع وسدها من أداة إلى سياسة يُعمل بها عند احلاجة<br />

إليها،<strong>‏</strong> فبينما هي أدوات عند عدم خروج املآل عن حكم املقصود إذا بها تصبح سياسةً<strong>‏</strong><br />

عمليةً<strong>‏</strong> عند خروج املآل عن حكم املقصود؛ مما يتطلب سياسة تصحيحية للمسار،<strong>‏</strong><br />

فتتخذ السياسة الذرائعية املناسبة،<strong>‏</strong> كلٌ<strong>‏</strong> <strong>في</strong> محله وعلى شروطه حسب احلاجة إليه<br />

سواء:<strong>‏</strong> فتح الذرائع أو سد الذرائع.<strong>‏</strong><br />

وبناءً<strong>‏</strong> على ما تقدم يتضح لنا أن سدّ<strong>‏</strong> الذرائع نوع من املصلحة،<strong>‏</strong> وإفراده باسم خاص<br />

إمنا كان ألجل التمييز بني أنواعها فقط؛ فمن شَ<strong>‏</strong> رْطِ<strong>‏</strong> العمل باملصلحة عند كل من ذهب<br />

524 مجلة اإلدارة العامة


ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة:<strong>‏</strong> دراسة من املنظور الشرعي واإلداري<br />

إليها أن تكون راجحة ال يترتب على العمل بها مفسدة مثلها أو أعظم منها،<strong>‏</strong> ومفهوم<br />

<strong>هذا</strong> الشرط عدم جواز العمل بها إذا كانت مرجوحة أو لزم منها مفسدة تفوقها،<strong>‏</strong> وهذه<br />

املصلحة املتنازع <strong>في</strong>ها <strong>‏</strong>"االمتناع من التصريح بها سداً<strong>‏</strong> لذريعة الفساد"<strong>‏</strong> لم يتوفر <strong>في</strong>ها<br />

الشرط الذي شرطوه.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)شلبي،<strong>‏</strong> ‎1401‎ه:<strong>‏</strong> 382(<br />

ضوابط إدارية:<strong>‏</strong><br />

ال بد لكل جهة اختصاص من ضوابط تدبيرية إدارية خاصة بها لن تستطيع حتديد<br />

وتصميم سياسة عامة دونها؛ فاجلهات احلكومية التي ليس لديها رؤية واضحة عن<br />

عملها ومهامها واملتوقع منها أو ليس لديها حتديد دقيق ملن يراد خدمته ونفعه بوجود<br />

تلك اجلهة،<strong>‏</strong> فإن تلك اجلهة لن تستطيع تصميم سياسة عامة ناجحة.<strong>‏</strong><br />

وذلك ألن القرارات املتعلقة بالسياسة العامة،<strong>‏</strong> تُتَخذ وفق مؤثرات املجموعة التي<br />

يعمل بها داخل اجلهة احلكومية،<strong>‏</strong> ويحدث ذلك بتقسيم العمل إلى وحدات متخصصة<br />

ووفق إجراءات محددة،<strong>‏</strong> وممارسات مقننة عبر نظام للسلطة اإلدارية،<strong>‏</strong> وقنوات اتصال<br />

منتقاة،<strong>‏</strong> وعبر تدريبه على فكر معني.<strong>‏</strong><br />

وينتج عن ذلك أن أعضاء التنظيم اإلداري يُدفعون إلى تكييف قراراتهم لتتفق<br />

مع مقاصد اجلهة احلكومية ووسائلها،<strong>‏</strong> ويُدعمون باملعلومات التي متكنهم من اتخاذ<br />

القرار الصحيح.<strong>‏</strong> فاإلدارة حسب <strong>هذا</strong> التصور ليس املكلف محور كسبها،<strong>‏</strong> وإمنا محور<br />

كسبها <strong>في</strong> زيادة عقالنية التنظيم اإلداري عبر تقسيم العمل والعمال،<strong>‏</strong> ولذلك ينقسم<br />

محور االهتمام بني النظر إلى املنظمة بوصفها أداة توصل املكلف إلى العقالنية التامة<br />

وبيني النظر إلى املكلف بوصفها أداة تصل بها املنظمة إلى اإلدارة العقالنية التامة،<strong>‏</strong><br />

و<strong>في</strong> املقابل وجهة النظر التي يرى أصحابها أن املنظمة اإلدارية عبارة عن اجتماع<br />

تعاوني بيني املكلفني؛ لذا فهي ال تقبل بالتفريق بني كون املنظمة أداة ليصل املوظف<br />

إلى العقالنية التامة،<strong>‏</strong> أو كون املوظف أداة لتصل املنظمة إلى العقالنية التامة.<strong>‏</strong> وذلك<br />

لعدم فائدة التفريق فحتى ولو قيل:<strong>‏</strong> إن املكلف يجعل أهدافه أهداف املنظمة اإلدارية<br />

نفسها،<strong>‏</strong> بحيث يوائم بينهما لكي ال يكون هناك تعارض <strong>في</strong>تم عمله دون حرج أو مشقة،<strong>‏</strong><br />

ّ إالَ<strong>‏</strong> أنه يفعل ذلك ألغراض مختلفة متاماً،<strong>‏</strong> ال يشترط أن تتوافق مع أهداف املنظمة<br />

اإلدارية.<strong>‏</strong> آل سعود <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1426‎ه:<strong>‏</strong> 649/2(<br />

ومن <strong>هذا</strong> املنطلق تأتي أهمية األسئلة اخلمسة التي حددها عالم اإلدارة بيتر دراكر<br />

كمتطلبات ضرورية لكل منشأة إدارية أن حتددها،<strong>‏</strong> وأن تعرف جواب كل منها بوضوح<br />

525<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز<br />

ودقة،<strong>‏</strong> هذه األسئلة <strong>في</strong>ها توصيف جيد ملا يجب توافره <strong>في</strong> جهة االختصاص كمتطلب<br />

سابق لصنع وتصميم السياسة العامة املتعلقة بتلك اجلهة,<strong>‏</strong> (Drucker,2008) وهذه<br />

األمور اخلمسة هي:<strong>‏</strong><br />

1- الرسالة:<strong>‏</strong> ما الرسالة التي يراد جلهة االختصاص تسخير السياسة العامة لتحقيقها؟<br />

2- الفئة املقصودة:<strong>‏</strong> مَن املقصود نفعه بالسياسة العامة؟ املست<strong>في</strong>د من جهة االختصاص<br />

واملستهلك خلدماتها.<strong>‏</strong><br />

3- املنفعة املضافة للمقصودين:<strong>‏</strong> ما األمر املهم املتعلق بالسياسة العامة لدى املقصود<br />

نفعهم؟ القيم واملعتقدات املخدومة بالسياسة العامة.<strong>‏</strong><br />

4- الناجت:<strong>‏</strong> ما املصالح التي أنتجتها جهة االختصاص فعلياً؟<br />

5- اخلطة:<strong>‏</strong> ما خطة جهة االختصاص جلعل السياسة العامة محققة ملا سبق؟<br />

واملسؤول <strong>في</strong> منصب عام عندما ينظر إلى مسألة القرار املتعلق بالسياسة العامة<br />

يبني صورة ّ مبسَ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>طة عن الواقع جتنبه الكثير من عناء التفكير وتكون مبنية على خبرة<br />

سابقة تتضمن هواه <strong>في</strong> املسألة وتطلعاته اخلاصة باإلضافة إلى انتقاء ضيق وخاص<br />

للبواعث،<strong>‏</strong> فال يتخذ القرار باجتاه معني إال إذا رأى الباعث الذي مييل إليه ويرغب <strong>في</strong>ه.<strong>‏</strong><br />

ويالحظ ذلك <strong>في</strong> الكثير من القرارات العادية املتكررة،<strong>‏</strong> فهي تكاد تتخذ دون عملية<br />

بحث،<strong>‏</strong> بل بتلقائية يغيب معها إلى حد كبير بذل اجلهد،<strong>‏</strong> وإفراغ الوسع،<strong>‏</strong> وأحياناً<strong>‏</strong> يخالف<br />

الواقع التوقع ويسبب ذلك إشكاالً،<strong>‏</strong> <strong>في</strong>تحول القرار من قرار عادي إلى قرار يتطلب<br />

رفع ملشكلة أو درئها،<strong>‏</strong> <strong>في</strong>بذل <strong>في</strong>ه احلد األدنى من البحث عن اخليار األفضل،<strong>‏</strong> ويقتصر<br />

البحث على القنوات املعتادة،<strong>‏</strong> ويكت<strong>في</strong> بأول حل مُرضٍ<strong>‏</strong> للمكلف،<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> ذلك تقييد لبذل<br />

الوسع وإفراغ اجلهد،<strong>‏</strong> فال يكون إال بالطرق التي تعودها املكلف ويرتاح لها،<strong>‏</strong> <strong>في</strong>بني القرار<br />

على الطرق املريحة وليس شرطاً<strong>‏</strong> أن يتوافق ذلك مع الطرق املؤدية للحل األمثل،<strong>‏</strong> وحتى<br />

مواصفات احلل املرضي تكون مقننة حسب مواصفات مسألة القرار وحسب تصنيف<br />

املكلف لها،<strong>‏</strong> فاخلطأ <strong>في</strong> تصنيفه وحتديده مسألة القرار يؤدي بالضرورة إلى اخلطأ <strong>في</strong><br />

توصيف احلل املُرضي وحتديده.<strong>‏</strong> ومواصفات املطلوب تزيد وتنقص حسب التجربة،<strong>‏</strong><br />

فكلما كان املطلوب أسهل <strong>في</strong> التحصيل زيد <strong>في</strong> مواصفاته وحدوده،<strong>‏</strong> وكلما كان أصعب<br />

<strong>في</strong> التحصيل خُ<strong>‏</strong> فض وقُلل من مواصفاته وحدوده.<strong>‏</strong> )120-121 )Perrow, :1993<br />

وذلك تخ<strong>في</strong>ف على املكلف من قبل نفسه،<strong>‏</strong> وهي نزعة طبيعية <strong>في</strong>ه،<strong>‏</strong> كما أن املنظمة<br />

اإلدارية وإلى حد بعيد وضعها حدود القرار وشكله،<strong>‏</strong> وتوصيفها املوقف وفق اعتباراتها<br />

باملقدار الذي يستطيعه ويقبله املكلف نزعة طبيعية <strong>في</strong>ها.<strong>‏</strong><br />

526 مجلة اإلدارة العامة


ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة:<strong>‏</strong> دراسة من املنظور الشرعي واإلداري<br />

وأهمية <strong>هذا</strong> التصور تكمن <strong>في</strong> أنه تعطي متغيرات اإلدارة مثل تقسيم العمل وتقسيم<br />

العمال إلى مجموعات متخصصة وانتقاء قنوات االتصال اإلداري تعطيها اإلمكانية<br />

للتحكم <strong>في</strong> السلوك الفردي للمكلف،<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong> - كما يفترض - الدور احلقيقي للتنظيم<br />

اإلداري على اختالف مركباته ومتغيراته،<strong>‏</strong> وتتعامل املنظمة مع سلوك املجموعة الفرعية<br />

حسب التقسيم اإلداري،<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong> يتطلب تبسيط السلوك اإلنساني واختزاله إلى معايير<br />

بسيطة،<strong>‏</strong> وذلك لتسهيل إدراك السلوك اإلداري للمنظمة مع كل تعقيداته وتركيبه عبر<br />

تبسيط السلوك اإلداري للموظفني.<strong>‏</strong><br />

ثم إن احلديث عن العقالنية التامة والعقالنية احملدودة سواء كان طريقها املنشأة<br />

اإلدارية أو املكلف اإلداري،<strong>‏</strong> يقصد به إثبات أن العقالنية املطلقة غير موجودة <strong>في</strong><br />

الواقع،<strong>‏</strong> فاملكلف أضعف من أن يصل إليها،<strong>‏</strong> وإثبات أن املقصود هو الزيادة من درجة<br />

العقالنية احملدودة،<strong>‏</strong> بحيث تتعدى إلى أوسع نطاق ممكن لتكون عقالنية رشيدة،<strong>‏</strong> فكلما<br />

أصبح املكلف أكثر عقالنية كانت قراراته أكثر صواباً،<strong>‏</strong> وميكن حتقيق ذلك عبر حتسني<br />

املعرفة باألسباب والنتائج املترتبة عليها،<strong>‏</strong> واملؤدية إلى النجاح،<strong>‏</strong> وعبر تطوير عملية<br />

البحث عن اخليار األمثل واألدوات األحسن وقنوات االتصال األفضل.<strong>‏</strong><br />

وبناءً<strong>‏</strong> عليه فإن املنظمات اإلدارية ستعمل بشكل أفضل إذا كان املكلف <strong>في</strong>ها يعمل<br />

بعقالنية أكبر،<strong>‏</strong> ولكن يصاحب ذلك تكريس حتكم املنشأة باملوظف من جهة،<strong>‏</strong> وتكريس<br />

غلبتها بصفة عامة.<strong>‏</strong> وألن املكلف خُ<strong>‏</strong> لِقَ<strong>‏</strong> ضعيفاً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> قوته وعلمه،<strong>‏</strong> فالتنظيم اإلداري<br />

يستطيع تشكيل األسس والثقافة والفكر الذي يتبناه العامل <strong>في</strong> التنظيم إلى حد بعيد،<strong>‏</strong><br />

<strong>في</strong>كون بذلك مكرِّساً<strong>‏</strong> للغلبة ومبرِّراً<strong>‏</strong> لها <strong>في</strong> املجتمع (123 :1993) Perrow, فمثالً<strong>‏</strong> قول<br />

بعض العامة عند التوسط لتوظيف قريب أو صديق <strong>في</strong> عمل إداري أن يتركه يتوظف<br />

على رأس أي عمل مناسب فإن صلح ّ وإالَ<strong>‏</strong> سيطرد منه،<strong>‏</strong> <strong>في</strong> هذه العبارة البسيطة أكثر<br />

من معنى أهمها:<strong>‏</strong> توقع أن على العامل أنْ<strong>‏</strong> يكيف نفسه ويغيرها إلى الشكل املناسب<br />

للتنظيم الذي يعمل <strong>في</strong>ه،<strong>‏</strong> ّ وإالَ<strong>‏</strong> فسيطرد منه،<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> هذه العبارة قبول ملبدأ غلبة التنظيم<br />

وتكريس له،<strong>‏</strong> وامللحوظ اآلن أن االنتماء إلى تنظيم إداري من جهة ورتبة الوظيفة <strong>في</strong>ه<br />

من جهة أخرى حتددان إلى حد كبير املكانة واملركز االجتماعي،<strong>‏</strong> أي أنها حتدد نوع<br />

الفارق االجتماعي بني املكلفني ودرجته،<strong>‏</strong> وتكون مبرِّرة ل<strong>هذا</strong> الفارق،<strong>‏</strong> ومكرِّسة لقبوله<br />

<strong>في</strong> املجتمع؛ لذا فاملنظمات اإلدارية من أهم وسائل الغلبة والتغلب <strong>في</strong> املجتمع،<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong><br />

يقتضي أن تكون - كما سبق وأن ذكرنا – من أهم وسائل التدافع بني الناس.<strong>‏</strong> آل سعود<br />

<strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1426‎ه:<strong>‏</strong> 653-650/2(<br />

527<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز<br />

ضوابط إجرائية:<strong>‏</strong><br />

إن سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة مهنة احترا<strong>في</strong>ة متخصصة،<strong>‏</strong> وتصنف مخرجاتها من حيث<br />

النوع بأنها من األعمال املهنية االحترا<strong>في</strong>ة،<strong>‏</strong> فهي عمل معر<strong>في</strong> يتطلب أن يساس بإدارة<br />

معر<strong>في</strong>ة،<strong>‏</strong> وهي اإلدارة التي تُعنى ببناء اإلجراءات الك<strong>في</strong>لة بتجميع وتنظيم وتوزيع املعرفة<br />

اجلمعية – مجموع معارف ذوي اخلبرة والتخصص <strong>في</strong> موضوع السياسة العامة -<br />

ألجل تو<strong>في</strong>ر املعلومة املناسبة للشخص املناسب <strong>في</strong> الوقت والصورة والكي<strong>في</strong>ة املناسبة<br />

.(Robbins,2009:365) وعند سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة؛ نكون بحاجة إلى انتهاج منط<br />

إدارة املعرفة بصفة خاصة تقتضيها طبيعة العمل احلكومي،<strong>‏</strong> فالعمل املعر<strong>في</strong> <strong>في</strong><br />

املؤسسات احلكومية املهنية أو االحترا<strong>في</strong>ة ينقسم إلى نوعني يكمل بعضهما بعضً<strong>‏</strong> ا؛<br />

األول:<strong>‏</strong> عمل متعلق باملعرفة نفسها <strong>‏</strong>)املخزون العلمي واملعلوماتي(،<strong>‏</strong> والثاني:<strong>‏</strong> عمل متعلق<br />

بتفعيل املعرفة <strong>‏</strong>)املخزون اإلجرائي واخلبرات(.<strong>‏</strong> )1998 Smith, )Davenport,<br />

ألجل ذلك وعند سنِّ<strong>‏</strong> السياسة العامة،<strong>‏</strong> إذا لم يكن لدى املسؤول أسئلةٌ<strong>‏</strong> محوريةٌ<strong>‏</strong> حول<br />

املصلحة التي يراد جلبها،<strong>‏</strong> وحول الدور الذي يجب أن تقوم به اجلهات اإلدارية التي<br />

تسنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة،<strong>‏</strong> بحيث تكون تلك األسئلة مستنبطةً<strong>‏</strong> من واقعِ<strong>‏</strong> احلالِ<strong>‏</strong> واملوقف<br />

العام؛ فلن ت<strong>في</strong>د أي من اخلطواتِ<strong>‏</strong> العمليةِ<strong>‏</strong> ، وإن كانت مؤسسةً<strong>‏</strong> تأسيسً<strong>‏</strong> ا علميً<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ّا رصينًا ما<br />

لم يكن السؤال احملوري املتعلق باملصلحة هو السؤال الصواب.<strong>‏</strong> فاجلواب غير الصحيح<br />

عن السؤال الصحيح يستفاد منه <strong>في</strong> آتي األمور؛ وإمنا اخلطر احلقيقي الذي يتسبب<br />

عادة <strong>في</strong> ارتكاب أكبر األغالط يكمن <strong>في</strong> توجيه السؤال اخلاطئ،<strong>‏</strong> وكما قال بيتر دركر:<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>"ال شيء أضيع جهدًا من أن تؤدي العمل اخلاطئ بفاعلية وكفاءة عالية".<strong>‏</strong> Boone,(<br />

)347-Otho,2009: 346 واألسئلة احملورية املقترحة عند سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة هي<br />

ضوابطها اإلجرائية،<strong>‏</strong> وهي:<strong>‏</strong><br />

- الضابط األول:<strong>‏</strong> اإلفادة من كامل احلقل املعر<strong>في</strong>،<strong>‏</strong> وذلك بتحديد الذي يجب أن يعرف<br />

أو يشترك <strong>في</strong> العمل من اجلهة العلمية واجلهة العملية.<strong>‏</strong> من الضروري اختيار ممثلني<br />

للتخصصات التي يحتاج إليها املوضوع املراد سنُّ<strong>‏</strong> السياسة العامة ألجله،<strong>‏</strong> واختيار<br />

ممثلني لكل جهة تؤثِّرُ<strong>‏</strong> أو تتأثرُ<strong>‏</strong> بسنّ<strong>‏</strong> النظام وإشراكهم <strong>في</strong> دراسته.<strong>‏</strong><br />

- قال الله تعالى:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)وَمَا أَرْسَ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>لْنَا قَبْلَكَ<strong>‏</strong> ّ إِالَ<strong>‏</strong> رِجَ<strong>‏</strong> االً<strong>‏</strong> نُّوحِ<strong>‏</strong> ي إِلَيْهِ<strong>‏</strong> مْ<strong>‏</strong> فَاسْ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>أَلُواْ<strong>‏</strong> أَهْلَ<strong>‏</strong> الذِّكْرِ<strong>‏</strong><br />

إِن كُنتُمْ<strong>‏</strong> الَ<strong>‏</strong> تَعْلَمُون(<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)األنبياء:<strong>‏</strong> 7(. الشاهد قول الله تعالى:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)فَاسْ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>أَلُواْ<strong>‏</strong> أَهْلَ<strong>‏</strong><br />

الذِّكْرِ<strong>‏</strong> إِن كُنتُمْ<strong>‏</strong> الَ<strong>‏</strong> تَعْلَمُون(،<strong>‏</strong> فال بد من اشتراك جميع احلقول املعر<strong>في</strong>ة الالزمة<br />

إلجناح السياسة العامة ومن تلك ما هو ثابت،<strong>‏</strong> ومنها ما تستدعيه احلاجة؛ فكل<br />

528 مجلة اإلدارة العامة


ّ<br />

ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة:<strong>‏</strong> دراسة من املنظور الشرعي واإلداري<br />

سياسة عامة يتطلب سنُّها نوعني من التخصصات،<strong>‏</strong> أساسية وهي:<strong>‏</strong> اإلدارة واملالية<br />

والفقهية والنظامية؛ إذ ال تخلو سياسة عامة من أن تؤثر <strong>في</strong> تقسيم العمل واملوارد<br />

البشرية واملالية واملهام واألدوار،<strong>‏</strong> وال بد لها من متويل وميزانية للتن<strong>في</strong>ذ،<strong>‏</strong> ولها أحكام<br />

فقهية يجب مراعاتها لتكون مجدية قضائيًا وال يترتب عليها حرج.<strong>‏</strong> وتخصصات<br />

موضوعية وهي:<strong>‏</strong> التخصص <strong>في</strong> موضوع السياسة العامة،<strong>‏</strong> فإن كانت متعلقة بتقنية<br />

معينة مثل <strong>‏</strong>"املعلوماتية"<strong>‏</strong> فال بد من إشراك متخصصني <strong>في</strong> املعلوماتية على قدر<br />

احلاجة،<strong>‏</strong> وإن كانت متعلقة بالطب فالبد من إشراك متخصصني <strong>في</strong> الطب،<strong>‏</strong> فاملثل<br />

<strong>في</strong> املوضوع ال بد أن يقابل باملثل <strong>في</strong> التخصص،<strong>‏</strong> وكال النوعني يُعَدُّ<strong>‏</strong> من جملة العمل<br />

باملعرفة نفسها؛ وهي:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)املخزون العلمي واملعلوماتي(.<strong>‏</strong><br />

- قال الله تعالى:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)إِن تَدْعُوهُمْ<strong>‏</strong> الَ<strong>‏</strong> يَسْ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>مَعُوا دُعَاءكُمْ<strong>‏</strong> وَلَوْ<strong>‏</strong> سَ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>مِ<strong>‏</strong> عُوا مَا اسْ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>تَجَ<strong>‏</strong> ابُوا لَكُمْ<strong>‏</strong><br />

وَيَوْمَ<strong>‏</strong> الْقِ<strong>‏</strong> يَامَةِ<strong>‏</strong> يَكْفُرُونَ<strong>‏</strong> بِشِ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>رْكِ<strong>‏</strong> كُمْ<strong>‏</strong> وَالَ<strong>‏</strong> يُنَبِّئُكَ<strong>‏</strong> مِ<strong>‏</strong> ثْلُ<strong>‏</strong> خَ<strong>‏</strong> بِير(<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)فاطر:<strong>‏</strong>‎14‎<strong>‏</strong>(.<strong>‏</strong> الشاهد قول<br />

الله تعالى:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)وَالَ<strong>‏</strong> يُنَبِّئُكَ<strong>‏</strong> مِ<strong>‏</strong> ثْلُ<strong>‏</strong> خَ<strong>‏</strong> بِير(.<strong>‏</strong> وبالنظر <strong>في</strong> تلك اآلية والتي قبلها يتضح أن<br />

أهل الذكر هم اخلبراء <strong>في</strong> كل علم من العلوم،<strong>‏</strong> فكل علم له خبير،<strong>‏</strong> وأنت إن أردت<br />

النجاح <strong>في</strong> احلياة،<strong>‏</strong> فعليك أن تسأل أهل الذكر،<strong>‏</strong> وهذه قاعدة أساسية <strong>في</strong> احلياة،<strong>‏</strong><br />

ينبغي أن تستخير الله،<strong>‏</strong> وينبغي أن تستشير أولي اخلبرة من املؤمنني الناجحني<br />

<strong>في</strong> احلياة،<strong>‏</strong> كما أن الله عز وجل أمر النبي - عليه الصالة والسلالم - فقال له:<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>)فَبِمَا رَحْ<strong>‏</strong> مَةٍ<strong>‏</strong> مِّنَ<strong>‏</strong> اللّهِ<strong>‏</strong> لِنتَ<strong>‏</strong> لَهُمْ<strong>‏</strong> وَلَوْ<strong>‏</strong> كُنتَ<strong>‏</strong> ّ فَظً<strong>‏</strong> ا غَلِيظَ<strong>‏</strong> الْقَلْبِ<strong>‏</strong> الَنفَضُّ<strong>‏</strong> واْ<strong>‏</strong> مِ<strong>‏</strong> نْ<strong>‏</strong> حَ<strong>‏</strong> وْلِكَ<strong>‏</strong> فَاعْفُ<strong>‏</strong><br />

عَنْهُمْ<strong>‏</strong> وَاسْ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>تَغْفِ<strong>‏</strong> رْ<strong>‏</strong> لَهُمْ<strong>‏</strong> وَشَ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>اوِرْهُمْ<strong>‏</strong> فِ<strong>‏</strong> ي األَمْرِ<strong>‏</strong> فَإِذَا عَزَمْتَ<strong>‏</strong> فَتَوَكَ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ّلْ<strong>‏</strong> عَلَى اللّهِ<strong>‏</strong> ّ إِنَ<strong>‏</strong> اللّهَ<strong>‏</strong> يُحِ<strong>‏</strong> بُ<strong>‏</strong><br />

املُتَوَكِّلِني(<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)آل عمران:<strong>‏</strong> 159(. الناجحون <strong>في</strong> احلياة يستخيرون الله،<strong>‏</strong> ويستشيرون<br />

أولي اخلبرة من املؤمنني؛ فكل مصلحة،<strong>‏</strong> كل حرفة،<strong>‏</strong> كل نشاط،<strong>‏</strong> كل قطاع له خبراؤه.<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>)النابلسي،<strong>‏</strong> ‎1999‎م:<strong>‏</strong> -54( 23 فال بد من إشراك ذوي اخلبرة من القائمني على<br />

تن<strong>في</strong>ذ وتطبيق السياسة العامة،<strong>‏</strong> وهم ممثلو اجلهات احلكومية أو اخلاصة الذين<br />

سبق لهم العمل <strong>في</strong> املوضوع احملدد واملجال اخلاص للسياسة العامة املراد سنُّها،<strong>‏</strong><br />

وهذه من األعمال املتعلقة بتفعيل املعرفة،<strong>‏</strong> وهي:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)املخزون اإلجرائي واخلبرات(.<strong>‏</strong><br />

- الضابط الثاني:<strong>‏</strong> إشراك أهل احلل والعقد،<strong>‏</strong> وهم كل من يجب االستئناسُ<strong>‏</strong> برأيِه<br />

واإلفادةُ<strong>‏</strong> منه إلجناح السياسة.<strong>‏</strong> ال تعمل السياسات العامة أو تطبق <strong>في</strong> فراغ،<strong>‏</strong> أو<br />

مبعزل عن املؤثرين واملتأثرين وأغلبهم خارج جهة االختصاص التي صممت السياسة<br />

العامة،<strong>‏</strong> وهؤالء هم أي مجموعة أو فرد داخل اجلهات اإلدارية أو خارجها من املهتمني<br />

بالسياسة العامة وخدماتها،<strong>‏</strong> وهم كل مؤثر أو متأثر بعمل تلك اجلهات اإلدارية،<strong>‏</strong> فإذا<br />

اعتبرنا العمالء من ذوي االهتمام فألنهم يهتمون باملنتجات واخلدمات والقيمة<br />

529<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز<br />

املضافة،<strong>‏</strong> واملمولون - مثال وزارة املالية - يصرون <strong>في</strong> العادة على أن اجلهات اإلدارية<br />

ال تطلب أكثر من حاجتها،<strong>‏</strong> وإذا صُ<strong>‏</strong> رفت لها مبالغ <strong>في</strong>جب حتديد املسؤولية،<strong>‏</strong> اإلدارة<br />

أيضً<strong>‏</strong> ا من جملة ذوي االهتمام ألنها معنية بالكفاءة واألهلية اخلاصة باجلهات اإلدارية<br />

وأداء العمل،<strong>‏</strong> تنظر احلكومة إلى السياسة العامة بأن تكون عادلة،<strong>‏</strong> واملجتمع ينظر<br />

إلى اجلهات اإلدارية من منظور مهم جدًا يتمثل <strong>في</strong> املواطنة االعتبارية املعنية بالنفع<br />

االجتماعي،<strong>‏</strong> إذ بقدر ما تنفع اجلهات اإلدارية املجتمع تُعَدُّ<strong>‏</strong> تلك اجلهات اإلدارية<br />

مواطنًا اعتباريًا صاحلاً.<strong>‏</strong><br />

ولكل سياسة عامة مالك،<strong>‏</strong> هم أهل احلل والعقد <strong>في</strong>ها والتي تعود عليهم فوائد<br />

السياسة العامة تلك.<strong>‏</strong> هل قامت مبهمتها املنوطة بها نحوهم أم ال؟ تنظر احلكومة إلى<br />

الناس املؤثرين <strong>في</strong> االقتصاد <strong>في</strong> السياسة و<strong>في</strong> األمن و<strong>في</strong> القضاء،<strong>‏</strong> والعاملني ورغباتهم<br />

ورواتبهم وطرق اإلشراف عليهم،<strong>‏</strong> على أنهم ميثلون ذوي االهتمام الذين يعتمد جناح<br />

السياسة العامة على تعاونهم واتفاقهم.<strong>‏</strong><br />

وليس من املتوقع أن تُرْضِ<strong>‏</strong> ي اجلهة اإلدارية صاحبة السياسة العامة جميع من<br />

سبق ذكرهم مبستوى واحد من الرضا ودرجة واحدة يتطلع إليها اجلميع،<strong>‏</strong> ولكنها إذا<br />

لم تُرض مجموعة أو مجموعتني مما ذكر فإنه عادةً<strong>‏</strong> ما يكون أداؤها ليس بالكفاءة<br />

والفاعلية املطلوبة،<strong>‏</strong> حيث أثبتت البحوث أن معيار رضا ذوي االهتمام من أدق املعايير<br />

<strong>في</strong> احلكم على جناح سياسات املنظمة اإلدارية من عدمه.<strong>‏</strong><br />

- الضابط الثالث:<strong>‏</strong> معرفة العمل الصحيح <strong>‏</strong>)احلُكْمُ<strong>‏</strong> عَلَى الشَ<strong>‏</strong> ّ <strong>‏</strong>يْءِ<strong>‏</strong> فَرْعٌ<strong>‏</strong> عن تَصَ<strong>‏</strong> وُّرِهِ(<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>)احلموي،<strong>‏</strong> ‎1405‎ه:<strong>‏</strong> ابن جنيم،<strong>‏</strong> ‎314/2‎؛ الصبان،<strong>‏</strong> ‎1938‎م؛ فرغلي،<strong>‏</strong> ‎1391‎ه:<strong>‏</strong> 170(<br />

- تصور املشكلة احلقيقية:<strong>‏</strong> <strong>في</strong> عدد ليس بالقليل من احلاالت يتم معاجلة مشكلة<br />

ليست حقيقية،<strong>‏</strong> ويكثر <strong>هذا</strong> <strong>في</strong> القضايا التي يقع <strong>في</strong>ها املسؤولون ضحايا امليل<br />

لرأي عام أو للعمل األسهل أو األوضح،<strong>‏</strong> <strong>في</strong> حني أن واقع األمر مختلف.<strong>‏</strong> ومن<br />

أمثلة ذلك امليل اجلامح للنظر إلى الكثير من املشاكل اإلدارية على أنها مشاكل<br />

أشخاص وليست مشاكل نظم أو هيكلة أو سياسات أو إجراءات،<strong>‏</strong> فقد يرى ولي<br />

األمر أن الفساد <strong>في</strong> جهة حكومية معينة قد استشرى،<strong>‏</strong> وأن العمل الصحيح يكمن<br />

<strong>في</strong> استبدال املسؤول بأصلح منه،<strong>‏</strong> فاجتهد <strong>في</strong> اختيار األصلح وفعل كما قال<br />

اخلليفة الراشد ألصحابه:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"أرأيتم إذا استعملت عليكم خيرَ<strong>‏</strong> من أعلم ثم أمرتُه<br />

بالعدل،<strong>‏</strong> أكنتُ<strong>‏</strong> قضيتُ<strong>‏</strong> ما عليّ<strong>‏</strong> ؟ قالوا:<strong>‏</strong> نعم.<strong>‏</strong> قال:<strong>‏</strong> ال.<strong>‏</strong> حتى أنظرَ<strong>‏</strong> <strong>في</strong> عملِه أعمل<br />

مبا أمرتُه أم ال؟ <strong>‏</strong>")العقاد،<strong>‏</strong>‎1391‎ه - ‎1971‎م:<strong>‏</strong> 158(. إال أنه وبعد اختيار األفضل<br />

530 مجلة اإلدارة العامة


ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة:<strong>‏</strong> دراسة من املنظور الشرعي واإلداري<br />

لم تصلح األمور وتكرر ذلك ثالث مرات دون فائدة؛ و<strong>هذا</strong> دليل على أن املشكلة<br />

الناجم عنها إحدى أو عدة صور من الفساد لها ارتباطٌ<strong>‏</strong> بسبب آخر،<strong>‏</strong> ليس هو<br />

الشخص أو اإلداري املسؤول،<strong>‏</strong> بل هو فسادٌ<strong>‏</strong> <strong>في</strong> الهيكلة اإلدارية أو تصميم العمل<br />

نفسه أو السياسة العامة؛ األمر الذي يستدعي تغيير العمل الصحيح املطلوب.<strong>‏</strong><br />

و<strong>هذا</strong> من حتديد املناط العام الصحيح الذي يراد للسياسة العامة حتقيقه.<strong>‏</strong><br />

فعلى سبيل املثال،<strong>‏</strong> تشخيص سبب مشكلة ندرة األراضي <strong>في</strong> املدن الكبرى،<strong>‏</strong> <strong>في</strong><br />

الغالب يتحول الناس واملسؤولون إلى التفسير األسهل وهو مسألة الفساد بني العاملني<br />

على املوضوع،<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong> صحيح إلى حدّ<strong>‏</strong> معني ال يتجاوزه،<strong>‏</strong> ولكن ال بد من النظر إلى األمور<br />

املسلم بها <strong>في</strong> مثل <strong>هذا</strong> األمر وهو ضرورة أن يدخل السوق مساحة كا<strong>في</strong>ة من األراضي<br />

تك<strong>في</strong> للطلب عليها والذي يتمشى مع النمو السكاني واالقتصادي؛ وال مناص عن ذلك<br />

بأي حال من األحوال.<strong>‏</strong><br />

فبينما يزيد الطلب سنويًا نرى أن جميع سياسات مكافحة الفساد - وإن كانت<br />

محقة - قد قللت من أن يدخل السوق مساحة كا<strong>في</strong>ة من األراضي تك<strong>في</strong> منو الطلب؛<br />

كون هذه السياسات جاءت على منط املثل الدارج والشائع:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"الباب اللي يجيك منه<br />

الريح سده واستريح"،<strong>‏</strong> <strong>هذا</strong> باإلضافة إلى أن سياسة إحياء األراضي البور طبقت على<br />

منط جتنب املسؤولية فال يعطى اإلذن بإحياء األرض البور،<strong>‏</strong> إال بعد اإلحياء <strong>في</strong> الغالب،<strong>‏</strong><br />

وال يسمح بإحياء األرض البور إال بعد احلصول على إذن؛ األمر الذي جعل الكثيرين<br />

يُقْدِ<strong>‏</strong> مون على االستيالء على تلك األراضي وإدخالها السوق؛ بحيث تصبح ممكنة الشراء<br />

والبيع،<strong>‏</strong> أو إحيائها دون إذن،<strong>‏</strong> أو تزوير أو شراء اإلذن باإلحياء أو التملك.<strong>‏</strong><br />

إن السوق السوداء،<strong>‏</strong> والتي متثل مساحة الفساد <strong>في</strong> االقتصاد،<strong>‏</strong> تقاس بالفرق السلبي<br />

بني العرض والطلب،<strong>‏</strong> وكون هذه السياسات العامة <strong>في</strong> موضوع األراضي مُطبقة بطريقة<br />

تؤول إلى زيادة الطلب وتناقص العرض املقابل؛ أسهَمَ<strong>‏</strong> ذلك ضمن عوامل أخرى <strong>في</strong><br />

وقوع فساد وحرج ومشقة على املواطن واملست<strong>في</strong>د.<strong>‏</strong><br />

- تصور الصواب والعمل الصحيح.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)االجتهاد <strong>في</strong> حتقيق املناط ضرورة شرعية(.<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>)الغزالي،<strong>‏</strong> ‎1414‎ه <strong>‏</strong>-<strong>‏</strong>‎1993‎م:<strong>‏</strong> 241/2( إن حتديد املناط العام الصحيح للسياسة<br />

العامة قد ال يك<strong>في</strong>؛ فلكل مجالٍ<strong>‏</strong> وموضوع معطياتٌ<strong>‏</strong> خاصة به وبتلك املرحلة واملوقف،<strong>‏</strong><br />

وقد ال يترتب على العمل بالسياسة العامة املصالح املؤملة دون إضافة املعطيات<br />

اخلاصة باملوقف <strong>‏</strong>)آل سعود،<strong>‏</strong> ‎1426‎ه:<strong>‏</strong> – 630 639(. و<strong>هذا</strong> يعني تنزيل صورة<br />

العمل الصحيح على الواقعة التي يراد سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة ألجلها،<strong>‏</strong> ويسمى ذلك<br />

الفعل <strong>‏</strong>"حتقيق مناط السياسة العامة".<strong>‏</strong><br />

531<br />

مجلة اإلدارة العامة


ّ<br />

د.<strong>‏</strong> عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز<br />

إن تصور الصواب والعمل الصحيح يؤخذ مما يقابل تصور الفساد،<strong>‏</strong> فبحسب املثال<br />

السابق،<strong>‏</strong> أي موضوع ندرة األراضي،<strong>‏</strong> فإنه ال مناص من حل مشكلة عدم دخول مساحات<br />

أراضٍ<strong>‏</strong> كا<strong>في</strong>ة بسبيل املنح أو اإلحياء أو البيع لتقابل منو الطلب بحيث متكن البائع<br />

واملشتري <strong>في</strong> سوق األراضي من االنتفاع دون حرج أو مشقة تذكر.<strong>‏</strong><br />

وبناءً<strong>‏</strong> على ذلك،<strong>‏</strong> فإن حتقيق مناط السياسة العامة <strong>في</strong>ما يتعلق مبثال األراضي<br />

يكون بالنظر <strong>في</strong> حل مشكلة ندرة األراضي،<strong>‏</strong> وكيف ميكن رفعها،<strong>‏</strong> فهي الواقعة احلقيقة<br />

ل<strong>هذا</strong> املوضوع،<strong>‏</strong> وليس االقتصار على حل األثر املترتب على املشكلة من فساد <strong>في</strong> توزيع<br />

األراضي أو االستيالء عليها.<strong>‏</strong><br />

- الضابط الرابع:<strong>‏</strong> ما الطريقةُ<strong>‏</strong> الصحيحة؟ ال توجد طريقة واحدة صحيحة لتن<strong>في</strong>ذ<br />

جميع السياسات العامة،<strong>‏</strong> فكل سياسة عامة مهما كانت نسبة التشابه واالشتراك<br />

بينها وبني بقية السياسات العامة يبقي بينها اختالف جوهري،<strong>‏</strong> وإال صارت مجرد<br />

تكرار لسياسات أخرى ال داعي له.<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong> االختالف قد يتطلب تغييرًا جزئيًا أو<br />

كليًا <strong>في</strong> طريقة تن<strong>في</strong>ذ وحتصيل منفعة السياسة العامة،<strong>‏</strong> لذا ال بد من حتقيق املناط<br />

اخلاص <strong>‏</strong>)الشاطبي‎1420‎ه - ‎1999‎م:<strong>‏</strong> 70-69، / 4 زيدان،<strong>‏</strong> ‎1996‎م:<strong>‏</strong> 218( أي معرفة<br />

العمل الصحيح اخلاص بأفراد كل سياسة عامة بعينها.<strong>‏</strong><br />

فبحسب املثال السابق،<strong>‏</strong> ال ميكن حل مشكلة ندرة األراضي دون تو<strong>في</strong>ر أراضٍ<strong>‏</strong> بِكرٍ<strong>‏</strong><br />

لم تكن مملوكة من قبل لتدخل دائرة االقتصاد والسوق،<strong>‏</strong> وال ميكن ذلك دون أن تبادر<br />

احلكومة مبنح األراضي أو السماح بإحيائها أو بيعها بالقدر الكا<strong>في</strong> الذي ال يضر<br />

التاجر واملستثمر من جهة وينفع املشتري واملستهلك من اجلهة األخرى،<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong> ميثل<br />

املناط العام للحل.<strong>‏</strong><br />

أما حتقيق املناط اخلاص حلل مشكلة ندرة األراضي <strong>في</strong>كمن <strong>في</strong> حتديد:<strong>‏</strong> من يقوم<br />

مباذا،<strong>‏</strong> متى وكيف.<strong>‏</strong> فتحديد الطريقة الصحيحة هي وضع خطة واضحة يعرف بها<br />

طبيعة العمل ومن يفترض أن يؤدي كل خطوة من خطواته ومتى وكيف؟<br />

- الضابط اخلامس:<strong>‏</strong> ما الهيكلُ<strong>‏</strong> أو التنظيم اإلداري الصحيح؟ سنّ<strong>‏</strong> سياسة عامة<br />

جديدة قد يتطلب تنسيقًا وتكامالً<strong>‏</strong> فال يستطيع الهيكل اإلداري القائم النهوض بأعباء<br />

ذلك بكفاءة وفاعلية.<strong>‏</strong> أو قد تتطلب حذفًا أو إضافة ّ ملهامَ<strong>‏</strong> جديدة؛ األمر الذي سيجعل<br />

بعض الوظائف فارغة من أي دور،<strong>‏</strong> أو استحداث أدوار جديدة ليس لها وظائف يعنيَ<strong>‏</strong><br />

عليها.<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong> يتطلب إعادة تصميم وحتديد الهيكل والتقسيم اإلداري املناسب لهذه<br />

السياسة العامة.<strong>‏</strong><br />

532 مجلة اإلدارة العامة


ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة:<strong>‏</strong> دراسة من املنظور الشرعي واإلداري<br />

إن تصميم سياسة جديدة قد يتطلب تن<strong>في</strong>ذها تغيرًا <strong>في</strong> تقسيم األعمال اإلدارية<br />

واملهام عما هو سائد <strong>في</strong> وقته،<strong>‏</strong> أو قد يتطلب تغييرًا <strong>في</strong> أدوات التنسيق أو التكامل بني<br />

األعمال واملهام عما هو مطبق <strong>في</strong> حينه،<strong>‏</strong> أو كليهما.<strong>‏</strong> وقد حدث شيء من <strong>هذا</strong> لعالج<br />

مشكلة ندرة األراضي متمثالً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> إعادة توزيع الصالحيات واملهام من جهة،<strong>‏</strong> وإنشاء<br />

جهة إدارية جديد مختصة بأحد جوانب <strong>هذا</strong> املوضوع واملتفرع عنه،<strong>‏</strong> وهو مشكلة ندرة<br />

األراضي املخصصة لإلسكان.<strong>‏</strong><br />

- الضابط السادس:<strong>‏</strong> ما األقضية املطلوبُ<strong>‏</strong> سنّها أو تعديلها؟ حتديد االنتهاء أو<br />

التعديل أو االستمرار <strong>في</strong> األنظمة أو اللوائح أو السياسات أو اإلجراءات أو األوامر<br />

أو التعليمات التي من شأنها أن متُ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>َكِّنُ<strong>‏</strong> من القيامِ<strong>‏</strong> ب<strong>هذا</strong> السياسة العامة وفقَ<strong>‏</strong> الطريقةِ<strong>‏</strong> ،<br />

وضمن الهيكل اإلداري واخلطواتِ<strong>‏</strong> التي سبق حتديدها.<strong>‏</strong><br />

فعلى سبيل املثال،<strong>‏</strong> <strong>في</strong>ما يتعلق باجلواب عن تساؤل:<strong>‏</strong> ما الهيكلُ<strong>‏</strong> أو التنظيم اإلداري<br />

الصحيح؟ وتساؤل:<strong>‏</strong> ما األقضية املطلوبُ<strong>‏</strong> سنّها أو تعديلها؟ يالحظ أن تأسيس<br />

وزارة لإلسكان باألمر امللكي رقم:<strong>‏</strong> أ/<strong>‏</strong>‎81‎ وتاريخ:<strong>‏</strong> ‎1432/4/20‎ه،<strong>‏</strong> وتكليفها مبهام<br />

جديدة.<strong>‏</strong> منها ما يتعلق باألراضي وهي املهمة الثانية:<strong>‏</strong> والتي تنص على أن <strong>‏</strong>"تتولى<br />

<strong>‏</strong>)وزارة اإلسكان(<strong>‏</strong> املسؤولية املباشرة عن كل ما يتعلق بأراضي اإلسكان <strong>في</strong> مختلف<br />

مناطق اململكة".<strong>‏</strong> باإلضافة إلى ما جاء <strong>في</strong> ثنايا املهمة الرابعة:<strong>‏</strong> أن تتولى وزارة اإلسكان<br />

".. تطوير األراضي بغرض إقامة مشاريع إسكانية عليها.."،<strong>‏</strong> ثم إتباع ذلك بعد سنتني<br />

بصدور األمر السامي رقم 20562 بتاريخ ‎1434/06/02‎ه بوقف توزيع املنح البلدية<br />

ونقل جميع الطلبات السابقة غير املنفذة إلى وزارة اإلسكان.<strong>‏</strong><br />

كما جاء <strong>في</strong> تصريح وزير اإلسكان،<strong>‏</strong> التالي:<strong>‏</strong><br />

أ-<strong>‏</strong> أن تتوقف وزارة الشؤون البلدية والقروية فورًا عن توزيع املنح البلدية التي تتم من<br />

قبل األمانات والبلديات مبوجب ما لديها من تعليمات.<strong>‏</strong><br />

ب-<strong>‏</strong> أن يتم تسليم جميع األراضي احلكومية املُعدة للسكن مبا <strong>في</strong> ذلك املخططات<br />

املعتمدة للمنح البلدية سالفة الذكر،<strong>‏</strong> التي لم يتم استكمال إيصال جميع اخلدمات<br />

وباقي البنى التحتية إليها،<strong>‏</strong> إلى وزارة اإلسكان لتتولى تخطيطها وتن<strong>في</strong>ذ البنى<br />

التحتية لها ومن ثم توزيعها على املواطنني حسب آلية االستحقاق.<strong>‏</strong><br />

ج-<strong>‏</strong> تقوم وزارة املالية باعتماد املبالغ الالزمة لتن<strong>في</strong>ذ مشاريع البنى التحتية ألراضي<br />

اإلسكان املشار إليها <strong>في</strong> الفقرة )2( أعاله.<strong>‏</strong><br />

533<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز<br />

د-<strong>‏</strong> تقوم وزارة اإلسكان بإعطاء املواطنني أراضيَ<strong>‏</strong> سكنية مطورة وقروضً<strong>‏</strong> ا للبناء عليها<br />

حسب آلية االستحقاق.<strong>‏</strong><br />

ه-<strong>‏</strong> إعطاء وزارة اإلسكان الصالحية الكاملة العتماد املخططات ملشاريعها اإلسكانية<br />

وفق الضوابط واالشتراطات العامة وتقوم بإحاطة وزارة الشؤون البلدية والقروية<br />

بذلك.<strong>‏</strong><br />

و-<strong>‏</strong> كما صدر توجيه خادم احلرمني الشريفني - حفظه الله - للوزارات واجلهات<br />

املختصة بتزويد وزارة اإلسكان بالبيانات الالزمة لتن<strong>في</strong>ذ مشروع حتديد آلية<br />

استحقاق وأولوية طلبات السكن املشار إليها باألمر امللكي.<strong>‏</strong><br />

جميع ذلك،<strong>‏</strong> كما هو مالحظ،<strong>‏</strong> نتيجة لتصميم سياسة جديدة لعالج مشكلة ندرة<br />

األراضي السكنية حسب املثال السابق،<strong>‏</strong> أدت هذه السياسة العامة اجلديدة إلى إعادة<br />

تقومي الهيكل اإلداري واملهام،<strong>‏</strong> ترتب عليه تغير <strong>في</strong> تقسيم األعمال اإلدارية واملهام عما<br />

هو كان سائد،<strong>‏</strong> وإلى تغيير <strong>في</strong> أدوات التنسيق والتكامل بني األعمال واملهام عما كان<br />

مطبقًا <strong>في</strong> حينه؛ و<strong>هذا</strong> التدبير املتعمد هو تطبيق عملي لإلجابة عن تساؤل:<strong>‏</strong> ما الهيكلُ<strong>‏</strong><br />

أو التنظيم اإلداري الصحيح؟<br />

ولقد أدت إلى تعديل وصدور أقضية جديدة ممثلة <strong>في</strong> أنظمة ولوائح تن<strong>في</strong>ذية<br />

وسياسات عامة وقرارات إدارية متعددة من جهات مختلفة،<strong>‏</strong> وذلك كله إمنا هو تدبير<br />

متعمد وتطبيق عملي للجواب عن التساؤل:<strong>‏</strong> ما األقضية املطلوبُ<strong>‏</strong> سنّها أو تعديلها؟<br />

- الضابط السابع:<strong>‏</strong> كيف تقوَ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ّم السياسة العامة ومتى تنتهي؟ ال بد من النظر إلى طبيعة<br />

املصالح املرجوة من السياسة العامة،<strong>‏</strong> ومن ثم وضع مؤشرات لتلك املصالح ثم تصميم<br />

مقاييس لتلك املؤشرات،<strong>‏</strong> ويتبع ذلك تصميم اختبارات وفق تلك املقاييس بحيث يتم<br />

التقومي مبوجبها.<strong>‏</strong> ومن ثمار ذلك التعرف على العمر االفتراضي الواقعي للمصلحة<br />

املرجوةِ<strong>‏</strong> من السياسة العامة،<strong>‏</strong> بحيث حتدَ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ّث السياسة العامة أو تعدل،<strong>‏</strong> أو تستبدل،<strong>‏</strong> أو<br />

تلغى عند انتهاء العمر االفتراضي للمنفعة التي وضعت السياسة العامة ألجلها.<strong>‏</strong><br />

املبحث الثالث - أسباب تضاد السياسات العامة:<strong>‏</strong><br />

غالبًا ما تنشغل اجلهات احلكومية بالتفكير <strong>في</strong> اإلستراتيجية والسياسات العامة<br />

عن التفكير <strong>في</strong> احلوكمة واألهداف التنظيمية وعن أفضل املمارسات التي يجب<br />

أن تستهدف حتقيقها؛ مما يترتب عليه عدم تناسق وتنسيق،<strong>‏</strong> والقول إن هذه اجلهة<br />

احلكومية <strong>‏</strong>"تفكر إستراتيجيً<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ّا"<strong>‏</strong> يعني أن هذه اجلهة متلك النفوذ والسلطة،<strong>‏</strong> فهو يشير<br />

534 مجلة اإلدارة العامة


ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة:<strong>‏</strong> دراسة من املنظور الشرعي واإلداري<br />

إلى القدرة والرغبة لتشكيل آمال وتصورات الناس عن املستقبل <strong>في</strong> حني أن البقية<br />

ليس لهم سوى سكنى <strong>هذا</strong> املستقبل.<strong>‏</strong> ألجل ذلك من املهم إلعادة التناسق واالتساق<br />

لتلك اجلهات معرفة أجوبة أسئلة <strong>‏</strong>"دراكر"<strong>‏</strong> اخلمسة بدقة وحتديد متطلباتها،<strong>‏</strong> وبخاصة<br />

إذا عُلِمَ<strong>‏</strong> أن االنشغال بالتفكير <strong>في</strong> اإلستراتيجية والسياسات العامة قد يعطي أرضية<br />

وشكلاً<strong>‏</strong> لألفكار بحيث تكون بعيدة عن الوصف الطبيعي للواقع،<strong>‏</strong> فتتكَون تصوراتٌ<strong>‏</strong> ذهنيةٌ<strong>‏</strong><br />

للعالم تؤثر سلبًا <strong>في</strong> فهم وإدراك األمور،<strong>‏</strong> وتعمل كنقطة انطالق للعمل إلى غير سبيل،<strong>‏</strong><br />

لذا يجدر االنتباه إلى االختالفات بني اإلستراتيجية <strong>في</strong> عالم الشركات وبني القطاع<br />

العام 2009:588-603) (Mulgan,<br />

وهي بإجمال:<strong>‏</strong><br />

- أوالً:<strong>‏</strong> املنظمات العامة ال تسعى مليزة تنافسية <strong>‏</strong>)على الرغم من أن املنافسة ميكن أن<br />

تكون ذات أهمية(.<strong>‏</strong><br />

- الثاني:<strong>‏</strong> أن املنظمات العامة تواجه قيودًا مختلفة،<strong>‏</strong> مثل الرأي العام ومستويات عالية<br />

من التدقيق.<strong>‏</strong><br />

- ثالثًا:<strong>‏</strong> مقارنة مببدأ تعظيم األرباح - لدى الشركات – تبدو أهداف املنظمات العامة<br />

<strong>في</strong> كثير من األحيان،<strong>‏</strong> معقدة وغامضة ومتناقضة.<strong>‏</strong><br />

- رابعاً:<strong>‏</strong> ال ميكن تبني إستراتيجية <strong>‏</strong>"النجاة بالتأقلم مع الواقع"<strong>‏</strong> فمهمة املنظمات العامة<br />

هي تغير الواقع لألفضل وليس التأقلم معه.<strong>‏</strong><br />

ومما يزيد من عدم التناسق واالتساق بني مكونات السياسة العامة،<strong>‏</strong> حِ<strong>‏</strong> رصُ<strong>‏</strong> اجلهات<br />

احلكومية أن تصبح شعبية وقادرة على حتريك مشاعر الناس؛ األمر الذي ترتب عليه<br />

تكلفة على مستوى السياسات العامة،<strong>‏</strong> وهي التضحية باملستقبل ألجل احلاضر،<strong>‏</strong> فحني<br />

تختار اجلهات احلكومية وقاية نفسها أمام الناس على حساب تطبيق السياسات<br />

العامة التي <strong>في</strong>ها العالج الناجع ملستقبلهم؛ فلن تنتج سوى مكاسب صغيرة ال تلبث<br />

حتى تستهلك بسرعة،<strong>‏</strong> وبالتالي،<strong>‏</strong> ليس طبيعيًا وليس سهلاً<strong>‏</strong> على اجلهات احلكومية أن<br />

تتصرف إستراتيجيًا أو وفق السياسات العامة.<strong>‏</strong><br />

واإلدارة <strong>في</strong> العالم العربي بوجه عام،<strong>‏</strong> تتشكل من خالل أطرها السياسية،<strong>‏</strong> أقرب<br />

ما تكون لإلدارة التقليدية الهرمية والسلطوية،<strong>‏</strong> وتؤكد النتائج السلبية ل<strong>هذا</strong> النمط<br />

اإلداري أن أغلب التصحيح اإلداري ينصب على اآلثار من معاجلة الروتني واإلجراءات<br />

والعمليات اإلدارية،<strong>‏</strong> وليس على الفكر اإلداري املسبب لهذه التناقضات،<strong>‏</strong> بني ما ينفق<br />

من موارد وبني ما يحصل من منافع.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)ببالوي،<strong>‏</strong> ‎2007‎م:<strong>‏</strong> 424(<br />

535<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز<br />

عدم التناسق واالتساق <strong>في</strong> السياسة العامة هو:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"عدم التناسق واالتساق <strong>في</strong> أقضية<br />

الراعي املنظمة أو الضابطة ملصالح عامة على الرعية"،<strong>‏</strong> وهي األوامر والتعليمات أو<br />

األنظمة واللوائح وغير ذلك،<strong>‏</strong> وبيان ذلك على النحو التالي:<strong>‏</strong><br />

- عدم التناسق:<strong>‏</strong> وجود أي تناقض أو تضارب أو تضاد بني األوامر والتعليمات واألنظمة<br />

واللوائح والسياسات،<strong>‏</strong> سواء بني أنواعها أو بني أفراد النوع الواحد منها.<strong>‏</strong><br />

- عدم االتساق:<strong>‏</strong> وجود فرق مؤثر <strong>في</strong> الدرجة أو بالنوع،<strong>‏</strong> بني املأمور <strong>في</strong>ه أو مقتضى<br />

األقضية،<strong>‏</strong> وبني املطبق أو الواقع بالفعل.<strong>‏</strong><br />

وعدم التناسق واالتساق بني مكونات األقضية سيؤدي ال محالة إلى خلل <strong>في</strong><br />

الضوابط.<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong> يفسر كيف ميكن للسياسة العامة أن تخالف الشريعة أو تفوت<br />

مصلحة أعلى منها،<strong>‏</strong> أو حتدث مفسدة مساوية أو أكبر من املنفعة املأمور بها <strong>في</strong><br />

السياسة العامة؟ بينما هي أمر عام معلن وصريح!<strong>‏</strong><br />

يالحظ <strong>هذا</strong> وبكل سهولة وبخاصة <strong>في</strong> أمور املعامالت وليس العبادات،<strong>‏</strong> وذلك <strong>في</strong><br />

حال عدم االتساق والتناسق بني الفتاوى املنطبقة <strong>في</strong> املوضوع الواحد،<strong>‏</strong> أو عدم االتساق<br />

والتناسق <strong>في</strong> طريقة قياس وتقدير املصلحة أو املفسدة،<strong>‏</strong> بني اجلهات احلكومية التي<br />

تسنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة،<strong>‏</strong> ومثال ذلك اختالف الفتوى التي يعمل بها <strong>في</strong> البالد بني اجلهات<br />

احلكومية واخلاصة )5( وبني بعضها البعض،<strong>‏</strong> <strong>في</strong>ما يتعلق بالتأمني،<strong>‏</strong> وما ترتب عليه من<br />

اختالف <strong>في</strong> تقدير وقياس املصالح واملفاسد التي تؤثر <strong>في</strong> السياسة العامة.<strong>‏</strong> وبيان<br />

ذلك باختصار،<strong>‏</strong> كما يلي:<strong>‏</strong><br />

اختالف الفتوى:<strong>‏</strong><br />

اختالف الفتوى بني تلك التي بني عليها النظام والتي بنيت عليها الالئحة التن<strong>في</strong>ذية:<strong>‏</strong><br />

حدث ذلك،<strong>‏</strong> على سبيل املثال،<strong>‏</strong> <strong>في</strong> التأمني التعاوني.<strong>‏</strong> ف<strong>في</strong> العام ‎1397‎ه أصدرت هيئة<br />

كبار العلماء <strong>في</strong> اململكة العربية السعودية فتوى بجواز التأمني التعاوني بالقرار رقم<br />

)51( وحترمي التأمني التجاري بالقرار رقم )55(. و<strong>في</strong> العام ‎1398‎ه أصدر املجمع<br />

الفقهي برابطة العالم اإلسلالمي فتوى بتأييد فتوى هيئة كبار العلماء بجواز التأمني<br />

التعاوني وحترمي التأمني التجاري،<strong>‏</strong> وذلك بالقرار رقم )9(. و<strong>في</strong> العام ‎1406‎ه أصدر<br />

املجمع الفقهي املنبثق عن منظمة املؤمتر اإلسلالمي فتوى بتأييد فتوى هيئة كبار<br />

العلماء باململكة العربية السعودية بجواز التأميني التعاوني وحترمي التأمني التجاري،<strong>‏</strong><br />

وذلك بقرار املجمع رقم )5(. و<strong>في</strong> العام ‎1424‎ه صدر املرسوم امللكي الكرمي رقم<br />

536 مجلة اإلدارة العامة


ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة:<strong>‏</strong> دراسة من املنظور الشرعي واإلداري<br />

<strong>‏</strong>)م/<strong>‏</strong>‎32‎<strong>‏</strong>(<strong>‏</strong> وتاريخ ‎1424/06/02‎ه بنظام مراقبة شركات التأمني التعاوني،<strong>‏</strong> والذي يؤيد<br />

ما توصلت إليه املجامع الفقهية وهيئة كبار العلماء،<strong>‏</strong> وذلك <strong>في</strong> نص النظام <strong>في</strong> مادته<br />

األولى على أن:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"تعمل الشركات بأسلوب التأمني التعاوني،<strong>‏</strong> مبا ال يتعارض مع أحكام<br />

الشريعة اإلسالمية".<strong>‏</strong> ثم بعد ذلك صدرت الالئحة التن<strong>في</strong>ذية )6( ل<strong>هذا</strong> النظام من الوزارة<br />

املعنية بتن<strong>في</strong>ذه،<strong>‏</strong> مبضمون يتبنى فتوى مختلفة عن الفتوى التي صدر مبوجبها النظام<br />

وهي التي ترى حترمي التأمني التجاري،<strong>‏</strong> <strong>في</strong> حني أن الالئحة التن<strong>في</strong>ذية صدرت مبوجب<br />

الفتوى التي ترى جواز التأمني التجاري )7( ؛ األمر الذي حول التأمني املأمور به <strong>في</strong><br />

اململكة العربية السعودية من النوع التعاوني إلى النوع التجاري؛ وترتب على ذلك<br />

اختالف <strong>في</strong> تقدير املصالح واملفاسد أدى إلى تضييق وحرج على الناس <strong>في</strong> معامالتهم<br />

)8(<br />

<strong>في</strong> قطاع التأمني.<strong>‏</strong><br />

اختالف الفكر:<strong>‏</strong><br />

اختلالف الفكر الذي أتى النظام وفقه،<strong>‏</strong> وبني الفكر الذي أتت الالئحة التن<strong>في</strong>ذية<br />

وفقه،<strong>‏</strong> وذلك <strong>في</strong>ما يتعلق باملوازنة بني املصالح الفردية واملصالح اجلماعية:<strong>‏</strong> إن مسألة<br />

رفع احلرج والتيسير على الناس على مستوى تصرفات الدولة املعاصرة هي أحد<br />

جوانب مشكلة السلطة السياسية املتمثلة <strong>في</strong> معضلة إيجاد التوازن بني املصالح الفردية<br />

واملصالح اجلماعية <strong>في</strong> املجتمع،<strong>‏</strong> الذي جتسد الدولة رغباته،<strong>‏</strong> فالدولة تتصرف باستخدام<br />

السلطة التي تستطيع بها فرض أوامرها على أفراد املجتمع،<strong>‏</strong> بحجة قصد الصالح العام،<strong>‏</strong><br />

وباعتبارها قوة قادرة على جتسيد طموحات الرعية،<strong>‏</strong> وأنها خادمة للفكرة التي قامت<br />

عليها الدولة والتي متثل مستند شرعيتها.<strong>‏</strong> (374-375 (Burdeau, :1950<br />

ويعني <strong>هذا</strong> أن مصالح الفرد ومصالح املجموع <strong>في</strong> الدولة تشكالن طر<strong>في</strong>ْ<strong>‏</strong> نزاع<br />

<strong>في</strong> مشكلة حتصيل التوازن السليم بني املصالح الفردية واملصالح اجلماعية،<strong>‏</strong> ويتضح<br />

<strong>هذا</strong> النزاع التاريخي بالنظر إلى مفهوم <strong>‏</strong>"توزيع الفائض الصا<strong>في</strong>"<strong>‏</strong> <strong>في</strong> التأمني،<strong>‏</strong> فبينما<br />

التجاري جعل %90 من الفائض الصا<strong>في</strong> ملالك شركة إدارة التأمني <strong>‏</strong>)شركة التأمني(<strong>‏</strong><br />

جند أن التعاوني جعل %100 من الفائض الصا<strong>في</strong> ألعضاء وعاء التأمني <strong>‏</strong>)املؤمَ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ّن لهم(؛<br />

األمر الذي يجعل التأمني التجاري أقرب من جهة <strong>‏</strong>"توزيع الفائض الصا<strong>في</strong>"<strong>‏</strong> إلى سياسة<br />

املصالح الفردية والتعاوني إلى سياسة مصالح املجموع،<strong>‏</strong> وأن االختالف إمنا يعود أحد<br />

أسبابه إلى عدم االتفاق بني فكرة النظام وفكرة الالئحة التن<strong>في</strong>ذية على مبدأ التوازن<br />

الصحيح بني مصالح اخلاصة ومصالح العامة ويتوقف حل هذه املعضلة على مدى قدرة<br />

سياسات الدولة <strong>في</strong> املجتمع على إيجاد <strong>هذا</strong> التوازن واالنسجام املطلوب بينهما.<strong>‏</strong><br />

537<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز<br />

اختالف القدرة:<strong>‏</strong><br />

اختالف القدرة على الدفاع عن املصالح بني الفئة التي جاء النظام خلدمتها<br />

<strong>‏</strong>)عموم الناس(<strong>‏</strong> وبني الفئة التي جاءت الالئحة التن<strong>في</strong>ذية خلدمتها <strong>‏</strong>)املنشآت اإلدارية<br />

والشركات(:<strong>‏</strong> والكثير من املصالح <strong>في</strong> عالم اليوم أحد أطرافها شخصيات اعتبارية<br />

<strong>‏</strong>)منشأة إدارية – شركات عاملية كبرى(<strong>‏</strong> وكما هو معلوم <strong>في</strong> الغالب فإن الشخصيات<br />

االعتبارية متلك من املوارد والتنظيم ما ال ميلكه األفراد،<strong>‏</strong> فالشركات العاملية الكبرى<br />

تستطيع إيصال وجهة نظرها إلى العامة واخلاصة بوضوح وبطريقة فعالة ومؤثرة<br />

وتستطيع مخالطة املسؤولني واملتنفذين بيسر وسهولة و<strong>في</strong> املقابل ال يستطيع األفراد<br />

إيصال وجهة نظرهم بطريقة منظمة واضحة غير مشوشة وبخاصة <strong>في</strong> خضم كثرة<br />

وسائل اإلعالم وكثافة أدوات التواصل االجتماعي بحيث أصبحت املوارد االقتصادية<br />

تؤثر <strong>في</strong> بقية املوارد التنظيمية والسياسة.<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> دراسة لتأثير هذه التنظيمات على<br />

التوازن بني مصالح األفراد ومصالح العامة <strong>في</strong> الواليات املتحدة األمريكية خلصت إلى<br />

أن املجتمع األمريكي أصبح مجتمعًا غير متكافئ،<strong>‏</strong> والسبب هو أن الدرجة التي تستطيع<br />

معها التنظيمات اإلدارية فرض رغباتها واهتماماتها على حساب بقية أفراد املجتمع<br />

أكبر بكثير من قدرة األفراد حتصيل حقوقهم أو رغباتهم إلى درجة أصبح معها حتقيق<br />

العدل بينهم <strong>في</strong> الغالب صعب املنال (6 -1:(1963) E ،(Moore, Wilbert فهم كما<br />

تقول أدبياتهم <strong>في</strong> املثل الشائع <strong>‏</strong>)قد يكون الناس متساوين،<strong>‏</strong> ولكن بعضهم متساوٍ<strong>‏</strong> أكثر<br />

من اآلخرين - than All men may be created equal, but some are more equal<br />

.others) )9( واملجتمع السعودي املعاصر لم يطور بعد توجهات وأعرافًا مجتمعية إزاء<br />

هذه الظاهرة العاملية،<strong>‏</strong> وكذلك سياساته وأنظمته لم تتطور بعد إلى الدرجة التي ميكن<br />

معها تصميم السياسة العامة بحيادية تامة؛ فحينما صدر األمر السامي الكرمي رقم<br />

<strong>‏</strong>)م/<strong>‏</strong>‎32‎<strong>‏</strong>(<strong>‏</strong> وتاريخ ‎1424/06/02‎ه بنظام مراقبة شركات التأمني التعاوني ممثالً<strong>‏</strong> للتوازن<br />

األمثل بني مصالح املجتمع ومصالح األفراد،<strong>‏</strong> صدر القرار الوزاري رقم 596/1 وتاريخ<br />

‎1425/3/1‎ه،<strong>‏</strong> باملوافقة على الالئحة التن<strong>في</strong>ذية لنظام مراقبة شركات التأمني<br />

التعاوني،<strong>‏</strong> الذي يغلب مصلحة الشركات الكبرى ممثلة <strong>‏</strong>)بشركة إدارة التأمني(<strong>‏</strong> على<br />

مصلحة عموم الناس ممثلني باملؤمَ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ّن لهم <strong>‏</strong>)أعضاء وعاء التأمني(،<strong>‏</strong> وأحد أهم أسباب <strong>هذا</strong><br />

االختالف هو اختالف القدرة <strong>في</strong> خدمة املصالح بني الفئة التي جاء النظام خلدمتها<br />

<strong>‏</strong>)عموم الناس(<strong>‏</strong> وبني الفئة التي جاءت الالئحة التن<strong>في</strong>ذية خلدمتها <strong>‏</strong>)املنشآت اإلدارية<br />

والشركات(.<strong>‏</strong><br />

538 مجلة اإلدارة العامة


مجلة اإلدارة العامة<br />

ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة:<strong>‏</strong> دراسة من املنظور الشرعي واإلداري<br />

اختالف النظر:<strong>‏</strong><br />

اختلالف النظر إلى األدلة بني واضع النظام وصانع الالئحة التن<strong>في</strong>ذية:<strong>‏</strong> الوقوع<br />

<strong>في</strong> زلل استجالب األدلة املؤيدة Raiffa,1998:6) (Hammond Keeney أدى إلى<br />

انتقائية <strong>في</strong> الفتوى بحيث تبنى الفريق املؤيد لعدم حترمي التأمني التجاري جميعَ<strong>‏</strong> األدلة<br />

املؤيدة لوجهة نظره وضعَ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ّف من قيمة األدلة املخالفة لوجهة نظره،<strong>‏</strong> إلى أن جعل الفرق<br />

بني حكم التأمني التعاوني والتأمني التجاري مسألة خال<strong>في</strong>ة وسمح لنفسه بالترجيح<br />

باملصلحة مع تغليب مصلحة أفراد املنشآت اإلدارية والشركات <strong>‏</strong>)املذهب الفردي <strong>في</strong><br />

القانون(<strong>‏</strong> على مصلحة عموم الناس <strong>‏</strong>)املذهب اجلماعي <strong>في</strong> القانون(،<strong>‏</strong> وذلك باملبالغة<br />

<strong>في</strong> تقديره ملصالح اقتصادية وسياسة وجتارة دولية وتغليبها على املصالح احمللية،<strong>‏</strong> مع<br />

أن اخلالف رفع بصدور األمر السامي الكرمي رقم <strong>‏</strong>)م/<strong>‏</strong>‎32‎<strong>‏</strong>(<strong>‏</strong> وتاريخ ‎1424/06/02‎ه<br />

بنظام مراقبة شركات التأمني التعاوني،<strong>‏</strong> فبينما نرى النظام صدر مبوجب أدلة مستقلة،<strong>‏</strong><br />

درس <strong>في</strong> كل منها جميع وجهات النظر املخالفة واملوافقة ثم استنبط الرأي الذي ميثل<br />

الصواب بعد متحيص ومناقشة،<strong>‏</strong> كما هو واقع احلال <strong>في</strong> فتوى هيئة كبار العلماء <strong>في</strong><br />

اململكة العربية السعودية <strong>في</strong> العام ‎1397‎ه بجواز التأمني التعاوني بالقرار رقم )51(<br />

و<strong>في</strong> العام ‎1398‎ه بتحرمي التأمني التجاري بالقرار رقم )55(، وبذلك يرفع اخلالف<br />

الفقهي،<strong>‏</strong> <strong>في</strong>ما يلزم تطبيقه وااللتزام به <strong>في</strong> اململكة العربية السعودية.<strong>‏</strong> وبفتوى املجمع<br />

الفقهي برابطة العالم اإلسالمي بتأييد فتوى هيئة كبار العلماء بجواز التأمني التعاوني<br />

وحترمي التأمني التجاري،<strong>‏</strong> وذلك بالقرار رقم )9(. و<strong>في</strong> العام ‎1406‎ه،<strong>‏</strong> وبفتوى املجمع<br />

الفقهي املنبثق عن منظمة املؤمتر اإلسلالمي بتأييد فتوى هيئة كبار العلماء باململكة<br />

العربية السعودية بجواز التأمني التعاوني وحترمي التأمني التجاري،<strong>‏</strong> وذلك بقرار املجمع<br />

رقم )5(، وجميع تلك املناقشات والدراسات موثقة ومنشورة <strong>في</strong> مجالت وقرارات تلك<br />

اجلهات،<strong>‏</strong> <strong>في</strong> حيني يالحظ أن الالئحة التن<strong>في</strong>ذية جاءت بأدلة مؤيدة مستجلبة مبالغ<br />

<strong>في</strong>ها،<strong>‏</strong> دون النظر أو بالتقليل من األدلة املعارضة،<strong>‏</strong> وال يوجد توثيق أو نشر للمداوالت<br />

التي مبوجبها خالفت الالئحة التن<strong>في</strong>ذية للنظام الذي وضعت أصلاً<strong>‏</strong> لتنفذه.<strong>‏</strong><br />

السلوك القانوني:<strong>‏</strong><br />

ترتب على تغاير واختالف الفتوى والفكر والقدرة والنظر؛ تغاير واختالف <strong>في</strong> منط<br />

تعامل القانون بني الشخصيات االعتبارية والشخصيات احلقيقية،<strong>‏</strong> ويبدو أن <strong>هذا</strong> هو<br />

سمة العصر احلديث.<strong>‏</strong> فبني شركات ومؤسسات التأمني التعاوني - ومتثل الشخصيات<br />

االعتبارية - وبني العميل املست<strong>في</strong>د أو املؤمن له - وميثل الشخصيات احلقيقية - وذلك<br />

كالتالي:<strong>‏</strong><br />

539


د.<strong>‏</strong> عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز<br />

األسلوب العالجي والتعويضي <strong>في</strong> تعامل الالئحة التن<strong>في</strong>ذية مع شركة إدارة التأمني:<strong>‏</strong><br />

األسلوب التعويضي:<strong>‏</strong> العامل ب<strong>هذا</strong> األسلوب ينظر إلى اخلروج عن القانون على أنه<br />

تعدٍ<strong>‏</strong> ّ على املصيب - شركة إدارة التأمني - يستوجب التعويض عن الضرر الناشئ عن<br />

تصرف املخطئ،<strong>‏</strong> ف<strong>هذا</strong> األسلوب ينظر إلى املؤمن له على أنه أوقع على نفسه غُرمًا<br />

يتكلفه لصالح شركة التأمني مقابل خطئه،<strong>‏</strong> وأن العدل يقتضي تعويض املصيب وتغرمي<br />

املخطئ على قدر مخالفته.<strong>‏</strong><br />

األسلوب العالجي:<strong>‏</strong> العامل ب<strong>هذا</strong> األسلوب ينظر إلى اخلروج عن القانون على أنه<br />

مرض،<strong>‏</strong> وأن املخطئ - <strong>في</strong> هذه احلال شركة إدارة التأمني - مريض وقع ضحية مرضه،<strong>‏</strong><br />

ويعاني قصورًا أدى إلى وقوعه <strong>في</strong> املخالفة وأن العدالة تقتضي قصد عالجه عوضً<strong>‏</strong> ا<br />

عن قصد عقابه أو تعذيبه،<strong>‏</strong> - أي عالج شركة إدارة التأميني وليس عقابها <strong>في</strong> حال<br />

مخالفتها للقانون - وأن يكون مطلب القانون وغايته عالج املخطئ من أسباب اخللل.<strong>‏</strong><br />

(Black, 1976:16)<br />

األسلوب العقابي <strong>في</strong> تعامل الالئحة التن<strong>في</strong>ذية مع املؤمن له:<strong>‏</strong><br />

األسلوب العقابي:<strong>‏</strong> ينظر العامل ب<strong>هذا</strong> األسلوب إلى اخلروج عن القانون على أنه<br />

تعدٍ<strong>‏</strong> ّ ّ ضدَ<strong>‏</strong> املجتمعِ<strong>‏</strong> <strong>في</strong> الدرجة األولى،<strong>‏</strong> ّ وضدَ<strong>‏</strong> الطرف املجني عليه <strong>في</strong> الدرجة الثانية،<strong>‏</strong><br />

وبالتالي فإنه يُصوَ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ّر - واملؤمن له - كأنه جتريح ملشاعر وحقوق العامة،<strong>‏</strong> وأنه يستدعي<br />

ويستلزم العقاب والتعذيب للخارج عن القانون جزاءً<strong>‏</strong> واستيفاءً<strong>‏</strong> حلقِّ<strong>‏</strong> كال الطرفني املجني<br />

عليهما:<strong>‏</strong> املجتمع بالدرجة األولى،<strong>‏</strong> وشركة إدارة التأمني كما هو واقع احلال الضحية<br />

بالدرجة الثانية.<strong>‏</strong> )Baumgartner,1999:21(<br />

والدليل على صحة ما سبق أنه عندما ترغب شركة إدارة التأمني <strong>في</strong> رفع دعوى على<br />

أحد املؤمَ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ّن لهم،<strong>‏</strong> فبموجب النظام تذهب إلى احملكمة املتخصصة التي هي بدورها مجبرة<br />

<strong>في</strong> حال ثبوت الدعوى على تطبيق عقوبات محددة <strong>في</strong> النظام.<strong>‏</strong> بينما عندما يريد أحد<br />

املؤمن لهم رفع دعوى على شركة إدارة التأمني،<strong>‏</strong> فبموجب النظام ال يحق له اللجوء إلى<br />

احملكمة املتخصصة،<strong>‏</strong> وإمنا عوضً<strong>‏</strong> ا عن ذلك هو ملزم برفع دعواه لدى جلنة إدارية منحت<br />

اختصاصات قضائية،<strong>‏</strong> وهي جلنة يُعَدُّ<strong>‏</strong> منط تطبيقها للنظام على شركات إدارة التأمني<br />

هو النمط العالجي أو التعويضي؛ وذلك ألنها ال ترجع إلى قضاء مستقل ومستقر <strong>في</strong><br />

احملاكم،<strong>‏</strong> بل ترجع إلى وزارة املالية ومؤسسة النقد،<strong>‏</strong> وهي جهات تن<strong>في</strong>ذية تكون هي أحياناً<strong>‏</strong><br />

مدعية <strong>في</strong> الوقت نفسه الذي تكون <strong>في</strong>ه هي مرجع اجلهة الناظرة <strong>في</strong> االدعاء.<strong>‏</strong><br />

540 مجلة اإلدارة العامة


ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة:<strong>‏</strong> دراسة من املنظور الشرعي واإلداري<br />

وقد صدر نظام مراقبة شركات التأمني التعاوني باملرسوم امللكي رقم:<strong>‏</strong> م/<strong>‏</strong>‎32‎<br />

التاريخ:<strong>‏</strong> 1424/6/2 ه وجاء <strong>في</strong> املادة العشرين منه:<strong>‏</strong> تشكل جلنة أو أكثر بقرار من<br />

مجلس الوزراء بناءً<strong>‏</strong> على توصية من وزير املالية من ثالثة أعضاء من ذوي االختصاص<br />

يكون أحدهم على األقل مستشارًا نظاميًا تتولى الفصل <strong>في</strong> املنازعات التي تقع بني<br />

شركات التأمني وعمالئها،<strong>‏</strong> أو بني هذه الشركات وغيرها <strong>في</strong> حالة حلولها محل املؤمن<br />

له،<strong>‏</strong> والفصل <strong>في</strong> مخالفة التعليمات الرقابية واإلشرا<strong>في</strong>ة لشركات التأمني وإعادة التأمني<br />

املرخص لها،<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> مخالفات مزاولي املهن احلرة املشار إليها <strong>في</strong> املادة <strong>‏</strong>)الثامنة عشرة(<strong>‏</strong><br />

من <strong>هذا</strong> النظام.<strong>‏</strong> وميثل االدعاء أمام هذه اللجنة - <strong>في</strong>ما يتعلق بهذه املخالفات -<br />

املوظفون الذين يصدر بتعيينهم قرار من وزير املالية.<strong>‏</strong> ويجوز التظلم من قرارات هذه<br />

اللجان أمام ديوان املظالم.<strong>‏</strong><br />

وثنى ذلك املادة الثانية والعشرون:<strong>‏</strong><br />

1- دون إخلالل باختصاصات اللجنة املنصوص عليها <strong>في</strong> املادة <strong>‏</strong>)العشرين(<strong>‏</strong> من <strong>هذا</strong><br />

النظام يختص ديوان املظالم <strong>في</strong>ما يأتي:<strong>‏</strong><br />

أ - الفصل <strong>في</strong> جميع املنازعات التي تقع بني شركات التأمني وشركات إعادة<br />

التأمني أو <strong>في</strong>ما بني كل منها.<strong>‏</strong><br />

ب - الفصل <strong>في</strong> دعاوي املخالفات ل<strong>هذا</strong> النظام وتطبيق العقوبة املنصوص عليها<br />

<strong>في</strong> املادة احلادية والعشرين.<strong>‏</strong><br />

ج - النظر ابتداءً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> الدعوى التي تطلب مؤسسة النقد أو اللجنة املشكلة <strong>في</strong> املادة<br />

<strong>‏</strong>)العشرين(<strong>‏</strong> توقيع عقوبة السجن.<strong>‏</strong><br />

- 2 ميثل االدعاء أمام ديوان املظالم املوظفون الذين يصدر بتعيينهم قرار من وزير<br />

املالية.<strong>‏</strong><br />

و<strong>هذا</strong> بحد ذاته يجعل لشركات إدارة التأمني حصانة أمام القضاء العام والذي حل<br />

محله وزارة املالية الراعية لشركات إدارة التأمني،<strong>‏</strong> وإن كان <strong>في</strong> هذه املرحلة ينظر إلى<br />

قرار اللجنة على أنه قرار إداري يجوز التظلم مبوجبه أمام ديوان املظالم.<strong>‏</strong><br />

وتبع ذلك تعديل املادة العشرين واملادة الثانية والعشرين مبوجب املرسوم امللكي رقم<br />

<strong>‏</strong>)م/<strong>‏</strong>‎30‎<strong>‏</strong>(<strong>‏</strong> وتاريخ ‎1434/5/27‎ه.<strong>‏</strong> لتصبح:<strong>‏</strong><br />

تعديل املادة العشرين لتصبح:<strong>‏</strong><br />

1– تشكل جلنة ابتدائية <strong>‏</strong>)أو أكثر(<strong>‏</strong> بقرار من مجلس الوزراء من عدد ال يقل عن ثالثة<br />

541<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز<br />

أعضاء متفرغيني – إن أمكن – من ذوي االختصاص،<strong>‏</strong> يكون أحدهم على األقل<br />

مستشارًا نظاميًا،<strong>‏</strong> وتكون مدة العضوية ثالث سنوات قابلة للتجديد،<strong>‏</strong> وتتولى الفصل<br />

<strong>في</strong>ما يأتي:<strong>‏</strong><br />

أ – جميع املنازعات الناشئة عن عقود التأمني،<strong>‏</strong> مبا <strong>في</strong>ها التي تقع بني شركات<br />

التأمني وعمالئها واملست<strong>في</strong>دين من التغطيات التأمينية،<strong>‏</strong> أو بني هذه الشركات<br />

وغيرها <strong>في</strong> حالة حلولها محل املؤمن له.<strong>‏</strong><br />

ب – املنازعات التي تقع بني شركات التأمني وشركات إعادة التأمني أو <strong>في</strong>ما بني<br />

كل منها،<strong>‏</strong> أو املنازعات التي تقع بني تلك الشركات ومزاولي املهن احلرة املتعلقة<br />

بنشاط التأمني.<strong>‏</strong><br />

ج – مخالفة التعليمات الرقابية واإلشرا<strong>في</strong>ة لشركات التأمني وإعادة التأمني أو أي<br />

من هذين النشاطني.<strong>‏</strong><br />

د – مخالفات مزاولي املهن احلرة املشار إليها <strong>في</strong> املادة <strong>‏</strong>)الثامنة عشرة(<strong>‏</strong> من <strong>هذا</strong><br />

النظام.<strong>‏</strong><br />

ه <strong>‏</strong>-املخالفات الناشئة عن تطبيق <strong>هذا</strong> النظام،<strong>‏</strong> وإيقاع الغرامات املنصوص عليها<br />

<strong>في</strong> املادة <strong>‏</strong>)احلادية والعشرين(<strong>‏</strong> من <strong>هذا</strong> النظام.<strong>‏</strong><br />

2– إذا كانت املخالفة تنطوي على جرمية،<strong>‏</strong> فعلى اللجنة إحالتها إلى جهة التحقيق<br />

املختصة للتحقيق مع املخالف متهيدًا إلقامة الدعوى أمام احملكمة اجلزائية<br />

املختصة،<strong>‏</strong> للنظر <strong>في</strong> توقيع العقوبات الواردة <strong>في</strong> <strong>هذا</strong> النظام أو أي نظام آخر<br />

بحسب األحوال.<strong>‏</strong> على أنه إذا رأت جهة التحقيق املختصة أنه ال وجه إلقامة<br />

الدعوى <strong>في</strong> الشق اجلنائي،<strong>‏</strong> فعليها إعادة األوراق إلى اللجنة للنظر <strong>في</strong> املخالفة<br />

واتخاذ ما يلزم حيالها وفقًا ملا ورد <strong>في</strong> <strong>هذا</strong> النظام".<strong>‏</strong><br />

وحلرص التعديل النظامي على عدم مرجعية ديوان املظالم <strong>في</strong> استئناف قرارات<br />

اللجنة،<strong>‏</strong> فأعطاها بذلك،<strong>‏</strong> حكمًا وإن لم يكن حقيقة،<strong>‏</strong> مقام احلكم القضائي،<strong>‏</strong> مع جعل<br />

الدعوى اجلنائية <strong>في</strong> حال وقوع جرمية من اختصاص احملكمة اجلزائية،<strong>‏</strong> وكما هو معلوم<br />

أن الدعاوى اجلنائية تتوجه لألشخاص احلقيقيني وليس الشخصيات االعتبارية؛<br />

األمر الذي جعل النمط العقابي يتوجه لألفراد والعالجي أو التعويضي للشخصيات<br />

العامة.<strong>‏</strong><br />

وتعديل املادة الثانية والعشرين لتصبح:<strong>‏</strong><br />

1- تشكل جلنة استئنا<strong>في</strong>ة من عدد ال يقل عن ثالثة مستشارين متفرغني – إن أمكن –<br />

542 مجلة اإلدارة العامة


ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة:<strong>‏</strong> دراسة من املنظور الشرعي واإلداري<br />

من ذوي االختصاص واخلبرة <strong>في</strong> فقه املعاملالت والتأمني،<strong>‏</strong> للنظر <strong>في</strong> التظلمات<br />

التي يقدمها ذوو الشأن على قرارات اللجان املنصوص عليها <strong>في</strong> املادة <strong>‏</strong>)العشرين(<strong>‏</strong><br />

من <strong>هذا</strong> النظام،<strong>‏</strong> وتكون قراراتها نهائية غير قابلة للتظلم.<strong>‏</strong><br />

2- يصدر أمر ملكي بتسمية رئيس اللجنة االستئنا<strong>في</strong>ة وأعضائها،<strong>‏</strong> وتكون مدة العضوية<br />

ثالث سنوات قابلة للتجديد.<strong>‏</strong><br />

3- يصدر مجلس الوزراء قواعد وإجراءات عمل اللجان املنصوص عليها <strong>في</strong> <strong>هذا</strong><br />

النظام واالدعاء أمامها.<strong>‏</strong><br />

4- يحدد وزير املالية مكافآت أعضاء اللجان املنصوص عليها <strong>في</strong> <strong>هذا</strong> النظام".<strong>‏</strong> وقد<br />

أعد مشروع مرسوم ملكي بذلك،<strong>‏</strong> صيغته مرافقة ل<strong>هذا</strong>.<strong>‏</strong><br />

وكما هو واضح أن التعديل النظامي حرص على عدم مرجعية ديوان املظالم <strong>في</strong><br />

استئناف قرارات اللجنة،<strong>‏</strong> فجعل قرارتها حكمًا وإن لم يكن حقيقة،<strong>‏</strong> تقوم مقام احلكم<br />

القضائي،<strong>‏</strong> الذي يستأنف <strong>في</strong> نفس جهة االختصاص،<strong>‏</strong> وهي <strong>في</strong> هذه احلالة خارج<br />

منظومة السلطة القضائية.<strong>‏</strong><br />

اخلامتة:<strong>‏</strong><br />

بناءً<strong>‏</strong> على ما تقدم نخلص إلى أن االختالف الشاسع <strong>في</strong> املوارد بني املست<strong>في</strong>دين من<br />

السياسة العامة للدولة <strong>في</strong>ما يتعلق بالتأمني قد أدى إلى أن يخدم رأي املست<strong>في</strong>د ذي<br />

املوارد العالية <strong>في</strong> مقابل رأي املست<strong>في</strong>د ذي املوارد املتدنية عند سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة،<strong>‏</strong><br />

وضاعف األمر اختالف النظرة إلى التوازن بني مصالح اجلماعة ومصالح األفراد،<strong>‏</strong><br />

واالنتقائية <strong>في</strong> الفتوى الواجب العمل بها باإلضافة إلى استجالب األدلة املؤيدة دون<br />

ما خالفها؛ وأدى جميع ذلك إلى اختالف <strong>في</strong> تطبيق الضوابط الشرعية للمصلحة،<strong>‏</strong><br />

من جهة االختالف على الفتوى واالختالف <strong>في</strong> تقدير املصالح واملفاسد،<strong>‏</strong> وحالً<strong>‏</strong><br />

املعضالت يُقترح التوصيات التالية:<strong>‏</strong><br />

ّ لتلك<br />

- وضع إجراء يضمن تطابق الفتوى املعمول بها <strong>في</strong> جميع مستويات وطرق سنّ<strong>‏</strong><br />

وصياغة السياسة العامة:<strong>‏</strong> فاالستمرار <strong>في</strong> االختالف على الفتوى الالزمة التطبيق<br />

<strong>في</strong> البالد بعد صدور األمر السامي ترتب عليه مخالفة حتى بني القائلني بجواز<br />

التأمني التعاوني؛ ملا ترتب عليه من مخالفة ألمر ولي األمر الذي بني على سياسة أن<br />

املصلحة العامة هي <strong>في</strong> موافقة الشريعة وذلك باألمر بالتأمني التعاوني.<strong>‏</strong><br />

- وضع إجراء يضمن تطابق الفكر اإلداري <strong>في</strong> جميع مستويات وطرق سنّ<strong>‏</strong> وصياغة<br />

السياسة العامة:<strong>‏</strong> فاستمرار االختالف <strong>في</strong> الفكر اإلداري بني مؤسسات حكومية ترى<br />

543<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز<br />

أن األولوية هي خدمة القطاع احلكومي،<strong>‏</strong> وبني والة األمر الذين يرون أن األولوية هي<br />

<strong>في</strong> خدمة املواطن؛ سيؤدي إلى تضارب وتطارح منافع السياسات العامة مبا يفوت<br />

الكثير من املصالح.<strong>‏</strong><br />

- وضع إجراء يضمن تطابق مراعاة املست<strong>في</strong>دين من السياسة العامة <strong>في</strong> جميع مستويات<br />

وطرق سنّ<strong>‏</strong> وصياغة السياسة العامة:<strong>‏</strong> فاملؤسسات اخلاصة واألهلية الكبرى تستطيع<br />

خدمة مصاحلها وحمايتها أكثر من حشود املواطنني؛ األمر الذي يتطلب من احلكومة<br />

تعديل الكفة ليكون صوت املواطن <strong>في</strong> التعبير عن مصاحلة <strong>في</strong>ما يسنّ<strong>‏</strong> من أنظمة<br />

ولوائح مسموعًا بالدرجة نفسها التي يسمع بها املؤسسات األهلية واخلاصة.<strong>‏</strong><br />

- وضع إجراء يضمن تطابق املصالح املأمور بها <strong>في</strong> جميع مستويات وطرق سنّ<strong>‏</strong><br />

وصياغة السياسة العامة:<strong>‏</strong> فاستمرار االختالف <strong>في</strong> تقدير املصلحة من سياسة<br />

التأميني العامة للدولة أدى إلى تفويت مصالح أفضل من التي أمرت بها الالئحة<br />

التن<strong>في</strong>ذية للنظام،<strong>‏</strong> فقد فات حتصيل مصالح أكبر ملقصد شرعي وهو الرفق بالناس<br />

ورفع احلرج عنهم،<strong>‏</strong> وقد فات حتصيل مصلحة اجلدوى القضائية،<strong>‏</strong> وقد فات جزء من<br />

مصلحة توطني األموال واالستثمار واخلدمات املالية ذات العالقة،<strong>‏</strong> وغير ذلك مما<br />

ال يسع ذكره هنا.<strong>‏</strong><br />

- وضع إجراء يضمن تطابق املفاسد املنهي عنها <strong>في</strong> جميع مستويات وطرق سنّ<strong>‏</strong><br />

وصياغة السياسة العامة:<strong>‏</strong> فاستمرار االختالف <strong>في</strong> تقدير املفاسد أدى إلى حدوث<br />

مفسدة مساوية للمصلحة املأمور بها أو أكبر منها،<strong>‏</strong> ومن ذلك على سبيل املثال<br />

ال احلصر،<strong>‏</strong> مفسدة االفتيات على اختصاصات القضاء واالنتقاص من شموليته،<strong>‏</strong><br />

وعدم تو<strong>في</strong>ر جميع الضمانات احلقوقية والشرعية التي كانت ستوفر للمتقاضني<br />

أمام احملكمة،<strong>‏</strong> باإلضافة إلى عدم تساوى املركز القضائي بني أطراف التقاضي من<br />

جهة أن شركات التأمني لها فرص ال تتوافر لألفراد على مستوى السياسة العامة<br />

وإجراءات التقاضي.<strong>‏</strong><br />

وال شك أن اململكة العربية السعودية،<strong>‏</strong> وهي حاملة لواء تطبيق الشريعة اإلسالمية،<strong>‏</strong><br />

ينبغي أن تكون لها الريادة <strong>في</strong> التطبيقات اإلسالمية ملا استجد من املعامالت،<strong>‏</strong> والتأمني<br />

التعاوني أحدها؛ ولذا فإن استكمال النواقص ومعاجلة املآخذ الواردة على الالئحة<br />

ستؤدي إلى ريادة <strong>في</strong> نظام التأمني التعاوني يُحتذى به.<strong>‏</strong> كما أنه سيؤدي إلى حتقيق<br />

توافق الالئحة مع املادة األولى من النظام.<strong>‏</strong><br />

واحملصلة هي:<strong>‏</strong> أن توافق وتكامل السياسات يتطلب أكثر من أي وقت مضى،<strong>‏</strong><br />

مسؤولني قادة وإدارييني لديهم القدرة على جمع اآلخرين على منهج واحد ورؤية<br />

544 مجلة اإلدارة العامة


ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة:<strong>‏</strong> دراسة من املنظور الشرعي واإلداري<br />

واضحة ال تخالف شرعًا وال حتدث عسرًا ومشقة،<strong>‏</strong> وإنشاء التناسق بني الوظائف<br />

واألدوار واملآالت.<strong>‏</strong> فاحلاجة ملحة بخاصة <strong>في</strong> ظل الهيكلة العمودية للمنشأة احلكومية<br />

واإلجراءات الرسمية الهرمية،<strong>‏</strong> والتي معها يفقد دور املؤسسة ويعلو دور القائد اإلداري<br />

<strong>في</strong> وضع السياسات العامة.<strong>‏</strong><br />

545<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز<br />

التهميش:<strong>‏</strong><br />

1- انظر:<strong>‏</strong> اخلدمات املالية اإلسالمية <strong>في</strong> اململكة العربية السعودية:<strong>‏</strong> التنمية واحلوكمة،<strong>‏</strong> دراسة غير<br />

منشورة،<strong>‏</strong> مكتب عبد العزيز القاسم محامون ومستشارون،<strong>‏</strong> الرياض،<strong>‏</strong> ‎1430‎ه،<strong>‏</strong> 4.<br />

2- انظر:<strong>‏</strong> دراسة حتليلية وتقوميية للتعامالت املالية واالقتصادية <strong>في</strong> اململكة،<strong>‏</strong> دراسة غير منشورة،<strong>‏</strong><br />

إعداد:<strong>‏</strong> مركز األوائل لالستشارات االقتصادية،<strong>‏</strong> الرياض،<strong>‏</strong> ‎1430‎ه،<strong>‏</strong> 9.<br />

3- األقضية تشمل جميع ما يسنّ<strong>‏</strong> من قبل والة األمر،<strong>‏</strong> سواء املراسيم واألنظمة واللوائح واألوامر<br />

والتعليمات والسياسات أو القرارات اإلدارية والتنظيمات الصادرة عن الدولة.<strong>‏</strong><br />

4- قال الله تعالى:<strong>‏</strong> .... لِكُلٍ<strong>‏</strong> ّ جَ<strong>‏</strong> عَلْنَا مِ<strong>‏</strong> نكُمْ<strong>‏</strong> شِ<strong>‏</strong> رْعَةً<strong>‏</strong> وَمِ<strong>‏</strong> نْهَاجً<strong>‏</strong> ا .... <strong>‏</strong>)املائدة/<strong>‏</strong> 48( ... <strong>‏</strong>"املنهاج"<strong>‏</strong> .. أصله:<strong>‏</strong><br />

الطريق البني الواضح،<strong>‏</strong> يقال منه:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"هو طريق نهج،<strong>‏</strong> ومنهج"،<strong>‏</strong> بنيِّ<strong>‏</strong> ، يقال:<strong>‏</strong> <strong>هذا</strong> منهاج،<strong>‏</strong> أي:<strong>‏</strong> طريق<br />

وخط سهل رحب وواضح.<strong>‏</strong><br />

5- يرفع اخلالف بصدور فتوى من هيئة كبار العلماء وبأمر ولي األمر بالعمل بفتوى صحيحة ومعينة<br />

وبإصدار املجامع الفقهية قرار ب<strong>هذا</strong> الشأن.<strong>‏</strong><br />

6- <strong>‏</strong>"إن وزير املالية.<strong>‏</strong> بناءً<strong>‏</strong> على ما له من صالحيات.<strong>‏</strong> واستناداً<strong>‏</strong> إلى املادة <strong>‏</strong>)الثالثة والعشرين(<strong>‏</strong> من نظام<br />

مراقبة شركات التأمني التعاوني الصادر باملرسوم امللكي رقم <strong>‏</strong>)م/<strong>‏</strong>‎32‎<strong>‏</strong>(<strong>‏</strong> وتاريخ ‎1424/6/2‎ه التي<br />

تنص على أن <strong>‏</strong>))تصدر الالئحة التن<strong>في</strong>ذية ل<strong>هذا</strong> النظام بقرار من وزير املالية،<strong>‏</strong> ويتم نشرُها خالل<br />

ستني يوماً<strong>‏</strong> من تاريخ نشر <strong>هذا</strong> النظام،<strong>‏</strong> ويبدأ العمل بها بتاريخ العمل ب<strong>هذا</strong> النظام((.<strong>‏</strong> وبعد االطالع<br />

على خطاب محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي رقم 2148 وتاريخ ‎1424/11/29‎ه املرفق<br />

به مشروع الالئحة التن<strong>في</strong>ذية للنظام املشار إليه.<strong>‏</strong> يقرر ما يلي:<strong>‏</strong> أوالً:<strong>‏</strong> املوافقة على الالئحة<br />

التن<strong>في</strong>ذية لنظام مراقبة شركات التأمني التعاوني بالصيغة املرفقة.<strong>‏</strong> ثانياً:<strong>‏</strong> يُبلَ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ّغ <strong>هذا</strong> القرار إلى<br />

من يلزم لتن<strong>في</strong>ذه،<strong>‏</strong> اعتباراً<strong>‏</strong> من تاريخ نشره <strong>في</strong> اجلريدة الرسمية.<strong>‏</strong> والله املوفق،،،<strong>‏</strong> وزير املالية<br />

إبراهيم بن عبدالعزيز ّ العَسَ<strong>‏</strong> اف.<strong>‏</strong><br />

7- معالي الشيخ عبد الله بن منيع – يحفظه الله – يرى جواز التأمني التجاري وأن ال اختالف بينه<br />

وبني التأمني التعاوني،<strong>‏</strong> ومع ذلك فهو ال يرى جواز التأمني الذي أمرت به الالئحة ملخالفته للنظام<br />

واألمر السامي الكرمي.<strong>‏</strong><br />

8- ومن مظاهر احلرج ما يلي:<strong>‏</strong> أوالً:<strong>‏</strong> التأمني التعاوني أرفق بالناس وأرخص عليهم من التأمني<br />

التجاري،<strong>‏</strong> األمر الذي زاد به احلرج على الناس.<strong>‏</strong> ثانياً:<strong>‏</strong> أخرجت جزءاً<strong>‏</strong> كبيراً<strong>‏</strong> من الناس،<strong>‏</strong> وهم الذين<br />

ال يرون جواز التأمني التجاري،<strong>‏</strong> بحيث حيل بينهم وبني االستفادة من النظام الصادر باألمر<br />

السامي أو االستفادة من خدمات التأمني التعاوني،<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> ذلك ضرر على الناس وسوق التأمني.<strong>‏</strong><br />

ثالثاً:<strong>‏</strong> دفع الناس إلى التأمني مع غير املؤسسات الوطنية التي تلتزم بالتأمني التعاوني املشروع<br />

مما يعني خروج األموال ونزوحها إلى اخلارج،<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> ذلك ضرر على االقتصاد الوطني.<strong>‏</strong> رابعاً:<strong>‏</strong><br />

جعلت التأمني غير مجد قضائياً،<strong>‏</strong> ألجل ذلك شكل للتأمني جلنة إدارية أعطيت اختصاصات<br />

قضائية للنظر <strong>في</strong> قضايا التأمني وأخرى لالستئناف.<strong>‏</strong><br />

546 مجلة اإلدارة العامة


ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة:<strong>‏</strong> دراسة من املنظور الشرعي واإلداري<br />

9- قدم جورج أورويل <strong>في</strong> رواية من تأليفه مبدأ <strong>‏</strong>)اجلميع متساوون ولكن بعضهم متساوٍ<strong>‏</strong> أكثر من<br />

اآلخرين - others )All men may be created equal, but some are more equal than نشرت<br />

<strong>في</strong> إجنلترا يوم 17 أغسطس ‎1945‎م عنوانها <strong>‏</strong>)مزرعة احليوان - Farm .)Animal وهي رواية<br />

تشاؤمية <strong>‏</strong>)دِ<strong>‏</strong> ستوبيّة(<strong>‏</strong> عكس التفاؤلية <strong>‏</strong>)اليوتوبيا(<strong>‏</strong> وهي إسقاط على األحداث التي سبقت عهد ستالني<br />

وخالله قبل احلرب العاملية الثانية،<strong>‏</strong> فقد كان أورويل اشتراكياً<strong>‏</strong> دميُقراطياً<strong>‏</strong> وعضواً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> حزب العمال<br />

املستقلني البريطاني لسنوات وناقداً<strong>‏</strong> جلوزيف ستالني ومتشككاً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> السياسات الستالينية النابعة<br />

من موسكو بعد جتربة له مع املفوضية الشعبية للشؤون الداخلية <strong>في</strong> احلرب األهلية اإلسبانية،<strong>‏</strong><br />

وهي جهاز الشرطة السرية والعلنية السو<strong>في</strong>تي الذي مارس إرهاب الدولة والقمع السياسي <strong>في</strong><br />

عهد ستالني.<strong>‏</strong> وقد وصف أورويل <strong>في</strong> رسالة إلى إيفون دا<strong>في</strong>ت رواية مزرعة احليوان بأنها مناهضة<br />

لستالني.<strong>‏</strong> وتعد الرواية مثاالً<strong>‏</strong> من األدب التحذيري على احلركات السياسية واالجتماعية التي<br />

تطيح باحلكومات واملؤسسات الفاسدة وغير الدميقراطية إال أنها تؤول إلى الفساد والقهر هي<br />

ذاتها بسقوطها <strong>في</strong> مزالق السلطة فتستخدم أساليب عنيفة ودكتاتورية لالحتفاظ بها،<strong>‏</strong> وقد ضربت<br />

أمثلة واقعية من املستعمرات األفريقية السابقة مثل زمبابوي وجمهورية الكونغو الدميوقراطية<br />

التي تولى عليها رؤساء محليون كانوا أكثر فساداً<strong>‏</strong> وطغياناً<strong>‏</strong> من املستعمرين األوربيني الذين كانوا<br />

قد طردوهم.<strong>‏</strong><br />

547<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز<br />

املراجع<br />

أوالً<strong>‏</strong> - املراجع العربية:<strong>‏</strong><br />

1- آل سعود،<strong>‏</strong> عبد العزيز بن سطام <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1426‎ه - ‎2005‎م(.<strong>‏</strong> اتخاذ القرار باملصلحة،<strong>‏</strong> الرياض،<strong>‏</strong> جامعة<br />

اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية،<strong>‏</strong> اجلزء الثاني.<strong>‏</strong><br />

2- آل سعود،<strong>‏</strong> عبد العزيز بن سطام <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1433‎ه(.<strong>‏</strong> سياسة عمر بن عبد العزيز <strong>في</strong> سنّ<strong>‏</strong> األنظمة،<strong>‏</strong> مجلة<br />

اجلمعية الفقهية السعودية،<strong>‏</strong> <strong>العدد</strong> الثاني عشر.<strong>‏</strong><br />

3- آل سعود،<strong>‏</strong> عبد العزيز بن سطام <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1435‎ه(.<strong>‏</strong> تعريف السياسة الشرعية:<strong>‏</strong> حقيقته وما جترى<br />

املناظرة <strong>في</strong>ه،<strong>‏</strong> مجلة اجلمعية الفقهية السعودية،<strong>‏</strong> <strong>العدد</strong> التاسع عشر،<strong>‏</strong> جمادى اآلخرة/رمضان<br />

‎1435‎ه.<strong>‏</strong><br />

4- األهدل،<strong>‏</strong> عبد الله قادري <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1412‎ه(.<strong>‏</strong> املسئولية <strong>في</strong> اإلسالم:<strong>‏</strong> كلكم راعٍ<strong>‏</strong> ومسئول عن رعيته،<strong>‏</strong> الطبعة<br />

الثالثة.<strong>‏</strong><br />

5- ابن عابدين،<strong>‏</strong> محمد أمني بن عمر <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1386‎ه(.<strong>‏</strong> رد احملتار على الدر املختار <strong>في</strong> شرح تنوير األبصار،<strong>‏</strong><br />

مصر:<strong>‏</strong> شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي احللبي وأوالده،<strong>‏</strong> الطبعة الثانية،<strong>‏</strong> جزء 4.<br />

6- ابن عاشور،<strong>‏</strong> محمد الطاهر <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1421‎ه(.<strong>‏</strong> مقاصد الشريعة اإلسالمية.<strong>‏</strong> حتقيق،<strong>‏</strong> محمد الطاهر<br />

امليساوي،<strong>‏</strong> الطبعة الثانية،<strong>‏</strong> عمان:<strong>‏</strong> دار النفائس.<strong>‏</strong><br />

7- ابن عبد السالم،<strong>‏</strong> عبد العزيز بن عبد السالم بن أبي القاسم <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1421‎ه <strong>‏</strong>-<strong>‏</strong>‎2000‎م(.<strong>‏</strong> القواعد<br />

الكبرى،<strong>‏</strong> املوسوم بقواعد األحكام <strong>في</strong> إصالح األنام،<strong>‏</strong> حتقيق:<strong>‏</strong> نزيه حماد وعثمان ضميرية،<strong>‏</strong> الطبعة<br />

األولى،<strong>‏</strong> دمشق:<strong>‏</strong> دار القلم.<strong>‏</strong><br />

8- ابن قيم اجلوزية،<strong>‏</strong> محمد بن أبي بكر <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1407‎ه <strong>‏</strong>-<strong>‏</strong>‎1987‎م(.<strong>‏</strong> إعالم املوقعني عن رب العاملني،<strong>‏</strong> الطبعة<br />

األولى،<strong>‏</strong> بيروت:<strong>‏</strong> املكتبة العصرية.<strong>‏</strong><br />

9- ابن جنيم،<strong>‏</strong> زين العابدين بن إبراهيم <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1406‎ه <strong>‏</strong>-<strong>‏</strong>‎1986‎م(.<strong>‏</strong> األشباه والنظائر،<strong>‏</strong> حتقيق:<strong>‏</strong> محمد مطيع<br />

احلافظ،<strong>‏</strong> الطبعة دون،<strong>‏</strong> دمشق:<strong>‏</strong> دار الفكر.<strong>‏</strong><br />

10- أحمد،<strong>‏</strong> فؤاد عبد املنعم <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1417‎ه(.<strong>‏</strong> شيخ اإلسالم ابن تيمية والوالية السياسية الكبرى <strong>في</strong><br />

اإلسالم،<strong>‏</strong> الرياض:<strong>‏</strong> دار الوطن،<strong>‏</strong> الطبعة األولى<br />

11- أندرسون،<strong>‏</strong> جيمس <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1999‎م(.<strong>‏</strong> صنع السياسة العامة،<strong>‏</strong> ترجمة عامر الكبيسي،<strong>‏</strong> عمان،<strong>‏</strong> دار املسيرة،<strong>‏</strong><br />

ط‎1‎<strong>‏</strong>.<strong>‏</strong><br />

12- ببالوي،<strong>‏</strong> حازم وآخرون <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎2007‎م(.<strong>‏</strong> حصاد القرن:<strong>‏</strong> املنجزات العلمية واإلنسانية <strong>في</strong> القرن<br />

العشرين،<strong>‏</strong> الطبعة األولى،<strong>‏</strong> العلوم اإلنسانية واالجتماعية املشرف العام فهمي جدعان،<strong>‏</strong> املؤسسة<br />

العربية للدراسات والنشر.<strong>‏</strong><br />

548 مجلة اإلدارة العامة


ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة:<strong>‏</strong> دراسة من املنظور الشرعي واإلداري<br />

13- التبريزي،<strong>‏</strong> زكريا بن يحيي بن علي املعروف باخلطيب التبريزي <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1983‎م(.<strong>‏</strong> تهذيب إصالح املنطق،<strong>‏</strong><br />

تقدمي:<strong>‏</strong> فخر الدين قباوة،<strong>‏</strong> الطبعة األولى،<strong>‏</strong> بيروت:<strong>‏</strong> دار اآلفاق اجلديدة.<strong>‏</strong><br />

14- التفتازاني،<strong>‏</strong> سعد الدين بن مسعود،<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1418‎ه - ‎1998‎م(.<strong>‏</strong> التلويح شرح التوضيح <strong>في</strong> كشف<br />

حقائق التنقيح،<strong>‏</strong> تعليق:<strong>‏</strong> محمد عدنان،<strong>‏</strong> الطبعة األولى،<strong>‏</strong> بيروت:<strong>‏</strong> دار األرقم.<strong>‏</strong><br />

15- اجلزائري،<strong>‏</strong> عبد املجيد جمعة <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1411‎ه <strong>‏</strong>-<strong>‏</strong>‎1991‎م(.<strong>‏</strong> القواعد الفقهية املستخرجة من كتاب<br />

إعالم املوقعني،<strong>‏</strong> البن القيم اجلوزية،<strong>‏</strong> الطبعة األولى،<strong>‏</strong> الدمام:<strong>‏</strong> دار ابن القيم ودار ابن عفان للنشر<br />

والتوزيع.<strong>‏</strong><br />

16- احلموي،<strong>‏</strong> شهاب الدين <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1405‎ه(.<strong>‏</strong> غمز عيون البصائر،<strong>‏</strong> شرح كتاب األشباه والنظائر البن جنيم،<strong>‏</strong><br />

بيروت:<strong>‏</strong> دار الكتب العلمية،<strong>‏</strong> الطبعة األولى،<strong>‏</strong> جزء 2.<br />

17- احلسني،<strong>‏</strong> أحمد مصطفى <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1994‎م(.<strong>‏</strong> حتليل السياسات:<strong>‏</strong> مدخل جديد للتخطيط <strong>في</strong> األنظمة<br />

احلكومية،<strong>‏</strong> دبي،<strong>‏</strong> مطابع البيان التجارية،<strong>‏</strong> الطبعة األولى.<strong>‏</strong><br />

18- الدمنهوري،<strong>‏</strong> أحمد <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1996‎م(.<strong>‏</strong> إيضاح املبهم من معاني السلّم <strong>في</strong> املنطق،<strong>‏</strong> حتقيق:<strong>‏</strong> عمر فاروق<br />

الطباع،<strong>‏</strong> الطبعة األولى،<strong>‏</strong> مصر،<strong>‏</strong> القاهرة:<strong>‏</strong> مكتبة املعارف .<br />

19- ريان،<strong>‏</strong> عادل محمد <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎2003‎م(.<strong>‏</strong> استخدام املدخل الكي<strong>في</strong> والكمي <strong>في</strong> البحث:<strong>‏</strong> دراسة استطالعية<br />

لواقع أدبيات اإلدارة العربية،<strong>‏</strong> بحث،<strong>‏</strong> املؤمتر العربي للبحوث اإلدارية،<strong>‏</strong> القاهرة،<strong>‏</strong> 15-14 مايو.<strong>‏</strong><br />

20- الزركشي،<strong>‏</strong> محمد بهادر بن عبد الله الزركشي <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1402‎ه <strong>‏</strong>-<strong>‏</strong>‎1982‎م(.<strong>‏</strong> املنثور <strong>في</strong> القواعد،<strong>‏</strong> حتقيق:<strong>‏</strong><br />

فائق أحمد محمود،<strong>‏</strong> الطبعة دون،<strong>‏</strong> الكويت:<strong>‏</strong> وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية،<strong>‏</strong> جزء‎1‎<strong>‏</strong>.<strong>‏</strong><br />

21- الزركلي،<strong>‏</strong> خير الدين بن محمود <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1404‎ه <strong>‏</strong>-<strong>‏</strong>‎1984‎م(.<strong>‏</strong> األعالم قاموس تراجم،<strong>‏</strong> الطبعة 6، بيروت:<strong>‏</strong><br />

دار العلم للماليني،<strong>‏</strong> جزء 1.<br />

22- زيدان،<strong>‏</strong> عبد الكرمي <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1996‎م(.<strong>‏</strong> الوجيز <strong>في</strong> أصول الفقه،<strong>‏</strong> الطبعة األولى،<strong>‏</strong> بيروت:<strong>‏</strong> مؤسسة<br />

الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع.<strong>‏</strong><br />

23- السبكي،<strong>‏</strong> تاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1411‎ه-<strong>‏</strong>‎1991‎م(.<strong>‏</strong> األشباه والنظائر،<strong>‏</strong> دار<br />

بيروت:<strong>‏</strong> الكتب العلمية الطبعة:<strong>‏</strong> األولى،<strong>‏</strong> جزء أول.<strong>‏</strong><br />

24- السيوطي،<strong>‏</strong> أبو الفضل جالل الدين عبد الرحمن بن أبي بكر <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1414‎ه <strong>‏</strong>-<strong>‏</strong>‎1994‎م(.<strong>‏</strong> األشباه<br />

والنظائر <strong>في</strong> قواعد وفروع فقه الشافعية،<strong>‏</strong> تخريج وتعليق وضبط:<strong>‏</strong> خالد عبد الفتاح شبل،<strong>‏</strong> الطبعة<br />

األولى،<strong>‏</strong> بيروت:<strong>‏</strong> مؤسسة الكتب الثقا<strong>في</strong>ة.<strong>‏</strong><br />

25- الشاطبي،<strong>‏</strong> إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1420‎ه -1999(. املوافقات،<strong>‏</strong> ضبطها:<strong>‏</strong> إبراهيم<br />

رمضان،<strong>‏</strong> املقابلة على النسخة التي شرحها:<strong>‏</strong> عبد الله دراز،<strong>‏</strong> الطبعة الرابعة،<strong>‏</strong> بيروت:<strong>‏</strong> دار املعرفة،<strong>‏</strong><br />

جزء‎4‎ و‎5‎<strong>‏</strong>.<strong>‏</strong><br />

26- الشاطبي،<strong>‏</strong> إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1417‎ه ‎1997‎م(.<strong>‏</strong> املوافقات،<strong>‏</strong> الطبعة األولى،<strong>‏</strong><br />

السعودية،<strong>‏</strong> اخلبر:<strong>‏</strong> دار ابن عفان.<strong>‏</strong><br />

549<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز<br />

27- الشافعي،<strong>‏</strong> جابر عبد الهادي سالم <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎2007‎م(.<strong>‏</strong> ترسيخ العمل بالسياسة الشرعية <strong>في</strong> ظل اجتاهات<br />

العوملة دعوة لإلصالح التشريعي <strong>في</strong> الوطن العربي،<strong>‏</strong> الطبعة األولى،<strong>‏</strong> اإلسكندرية:<strong>‏</strong> دار اجلامعة<br />

اجلديدة للنشر.<strong>‏</strong><br />

28- الشبيلي،<strong>‏</strong> يوسف،<strong>‏</strong> وآخرون،<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1430‎ه(.<strong>‏</strong> دراسة حتليلية وتقوميية للتعامالت املالية واالقتصادية<br />

<strong>في</strong> اململكة،<strong>‏</strong> دراسة غير منشورة،<strong>‏</strong> إعداد:<strong>‏</strong> مركز األوائل لالستشارات االقتصادية،<strong>‏</strong> الرياض.<strong>‏</strong><br />

29- شلبي،<strong>‏</strong> محمد مصطفى،<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1401‎ه <strong>‏</strong>-<strong>‏</strong>‎1981‎م(.<strong>‏</strong> تعليل األحكام:<strong>‏</strong> عرض وحتليل لطريقة التحليل<br />

وتطوراتها <strong>في</strong> عصر االجتهاد والتقليد،<strong>‏</strong> الطبعة الثانية،<strong>‏</strong> بيروت:<strong>‏</strong> دار النهضة العربية.<strong>‏</strong><br />

30- الشميمري،<strong>‏</strong> أحمد <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1430‎ه(.<strong>‏</strong> عندما تقود ريادة األعمال املؤسسية التغيير،<strong>‏</strong> مقالة مشورة على<br />

موقع صحيفة االقتصادية السعودية،<strong>‏</strong> <strong>العدد</strong> 5926 بتاريخ ‎1430/1/15‎ه.<strong>‏</strong><br />

31- الشنقيطي،<strong>‏</strong> محمد األمني بن محمد املختار اجلكني <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1393-1325‎ه(.<strong>‏</strong> أضواء البيان <strong>في</strong> إيضاح<br />

القرآن بالقرآن،<strong>‏</strong> إشراف د.<strong>‏</strong> بكر عبد الله أبو زيد،<strong>‏</strong> وقف مؤسسة سليمان بن عبد العزيز<br />

الراجحي اخليرية،<strong>‏</strong> الطبعة األولى،<strong>‏</strong> ‎1425‎ه،<strong>‏</strong> مكة املكرمة:<strong>‏</strong> دار علم الفوائد.<strong>‏</strong><br />

32- الصبان،<strong>‏</strong> أبو العرفان محمد بن علي <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1938‎ه(.<strong>‏</strong> حاشية على شرح السلم للملوي،<strong>‏</strong> بالهامش:<strong>‏</strong><br />

شرح السلم املنورق ألحمد امللوي،<strong>‏</strong> الطبعة األولى،<strong>‏</strong> مصر:<strong>‏</strong> مصطفى البابي احللبي .<br />

33- الطائي،<strong>‏</strong> أحمد عليوي حسني <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1427‎ه-<strong>‏</strong>‎2007‎م(.<strong>‏</strong> املوازنة بني املصالح:<strong>‏</strong> دراسة تطبيقية <strong>في</strong><br />

السياسة الشرعية،<strong>‏</strong> الطبعة األولى،<strong>‏</strong> عمان:<strong>‏</strong> دار النفائس.<strong>‏</strong><br />

34- الطبري،<strong>‏</strong> أبي جعفر محمد بن جرير،<strong>‏</strong> تفسير الطبري جامع البيان عن تأويل آي القرآن،<strong>‏</strong> حتقيق<br />

محمود شاكر،<strong>‏</strong> دار املعارف مبصر،<strong>‏</strong> ج‎10‎<strong>‏</strong>.<strong>‏</strong><br />

35- العقاد،<strong>‏</strong> عباس محمود <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1391‎ه <strong>‏</strong>-<strong>‏</strong>‎1971‎م(.<strong>‏</strong> عبقرية عمر،<strong>‏</strong> الطبعة األولى،<strong>‏</strong> لبنان،<strong>‏</strong> صيدا وبيروت:<strong>‏</strong><br />

املكتبة العصرية.<strong>‏</strong><br />

36- العسكري،<strong>‏</strong> أبو هالل احلسن بن عبد الله بن سهل <strong>‏</strong>)د.س.<strong>‏</strong> ن.(.<strong>‏</strong> الفروق اللغوية،<strong>‏</strong> حققه وعلق<br />

عليه:<strong>‏</strong> محمد إبراهيم سليم،<strong>‏</strong> القاهرة:<strong>‏</strong> دار العلم والثقافة للنشر والتوزيع.<strong>‏</strong><br />

37- عمرو،<strong>‏</strong> عبد الفتاح <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1418‎ه <strong>‏</strong>-<strong>‏</strong>‎1988‎م(.<strong>‏</strong> السياسة الشرعية <strong>في</strong> األحوال الشخصية،<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> عبدالفتاح<br />

عمرو،<strong>‏</strong> عمان:<strong>‏</strong> دار النفائس،<strong>‏</strong> الطبعة األولى،<strong>‏</strong> ص 22.<br />

38- الغزالي،<strong>‏</strong> أبو حامد محمد بن محمد بن محمد <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1414‎ه - ‎1993‎م(.<strong>‏</strong> املستصفى من علم<br />

األصول،<strong>‏</strong> الطبعة الثالثة،<strong>‏</strong> بيروت:<strong>‏</strong> دار إحياء التراث العربي،<strong>‏</strong> جزء 2.<br />

39- فرغلي،<strong>‏</strong> محمد محمود <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1391‎ه(.<strong>‏</strong> حجية اإلجماع وموقف العلماء منها،<strong>‏</strong> الطبعة األولى،<strong>‏</strong><br />

القاهرة:<strong>‏</strong> دار الكتاب اجلامعي.<strong>‏</strong><br />

40- القاسم،<strong>‏</strong> عبد العزيز <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1430‎ه(.<strong>‏</strong> اخلدمات املالية اإلسالمية <strong>في</strong> اململكة العربية السعودية:<strong>‏</strong><br />

التنمية واحلوكمة،<strong>‏</strong> دراسة من إعداد مكتب عبد العزيز القاسم محامون ومستشارون،<strong>‏</strong> مقدمة<br />

إلى هيئة اخلبراء مبجلس الوزراء،<strong>‏</strong> الرياض.<strong>‏</strong><br />

550 مجلة اإلدارة العامة


مجلة اإلدارة العامة<br />

ضوابط سنّ<strong>‏</strong> السياسة العامة:<strong>‏</strong> دراسة من املنظور الشرعي واإلداري<br />

41- قلعه جي،<strong>‏</strong> محمد رواس )2000 م(.<strong>‏</strong> املوسوعة الفقهية امليسرة،<strong>‏</strong> كلية الشريعة – جامعة الكويت،<strong>‏</strong><br />

عمان:<strong>‏</strong> دار النفائس،<strong>‏</strong> جزء 1.<br />

42- مركز األوائل لالستشارات االقتصادية <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1430‎ه(.<strong>‏</strong> دراسة حتليلية وتقوميية للتعامالت املالية<br />

واالقتصادية <strong>في</strong> اململكة:<strong>‏</strong> متهيدً<strong>‏</strong> ا لصياغة مسودة نظام يحكم هذه التعامالت"،<strong>‏</strong> إعداد:<strong>‏</strong> مركز<br />

األوائل لالستشارات االقتصادية،<strong>‏</strong> مقدمة لهيئة اخلبراء مبجلس الوزراء،<strong>‏</strong> الرياض.<strong>‏</strong><br />

551<br />

43- امليس،<strong>‏</strong> خليل <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1400‎م(.<strong>‏</strong> رسائل ابن جنيم،<strong>‏</strong> الطبعة األولى،<strong>‏</strong> بيروت:<strong>‏</strong> دار الكتب العلمية.<strong>‏</strong><br />

44- وزارة األوقاف والشئون اإلسالمية،<strong>‏</strong> الكويت ( ‎1425‎ه-<strong>‏</strong>‎2004‎م(.<strong>‏</strong> املوسوعة الفقهية،<strong>‏</strong> بيروت:<strong>‏</strong> دار<br />

إحياء التراث العربي،<strong>‏</strong> الطبعة الثانية،<strong>‏</strong> 296-294/25.<br />

45- اليوبي،<strong>‏</strong> محمد سعد بن أحمد بن مسعود <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎1419‎ه - ‎1998‎م(.<strong>‏</strong> مقاصد الشريعة اإلسالمية<br />

وعالقتها باألدلة الشرعية،<strong>‏</strong> الطبعة األولى،<strong>‏</strong> الرياض:<strong>‏</strong> دار الهجرة،<strong>‏</strong> ص 442.<br />

ثانيً<strong>‏</strong> ا - املراجع األجنبية:<strong>‏</strong><br />

1- Baumgartner M. P. (Editor), (1999), The Social Organization of Law, 2 nd Edition,<br />

USA, California, Academic Press (A division of Harcourt & Brace Company) p. 8,<br />

(1997), and The Myth of Discretion in Keith Hawkins, The Use of Discretion,<br />

Oxford University Press.<br />

2- Black Donald, (1976), The Behavior of Law, New York Academic Press, Black<br />

Donald, (1989), Sociological Justice, 1 st Edition, UK, Oxford, Oxford University<br />

Press.<br />

3- Burdeau Georges, (1950), Traité de Science politique, Tome III, (1950), le Statut du<br />

Pouvoir dans l'Etat, In Revue internationale de Droit comparé. Vol. 2, No. 2, Avriljuin<br />

1950.<br />

4- Boone Otho, (2009) Don't Let Common Sense Take a Back Seat to Technology,<br />

Biomedical Instrumentation & Technology, 43.5, pp. 346 -347.<br />

5- Charles Perrow, (1993), Complex Organization, A. Critical Essay, 3 rd Edition, New<br />

York, Mc Graw.<br />

6- Drucker Peter F. and James C. Collins. (2014), The Five Most Important Questions You<br />

Will Ever Ask about Your Organization, New York, Leader to Leader Institute, 2008.<br />

7- Hammond John S. Keeney, Ralph L, and Raiffa Howard, (1963), The Hidden Traps<br />

in Decision Making, and The Confirming-Evidence Trap, Harvard Business review,<br />

September–october 1998.<br />

8- Mintsberg Henry, (1979), The Structure of Organization, A Synthesis of Research,<br />

1 st Edition, New Jerssy: Prentice-Hall, Inc. Engle Cliffs.<br />

9- Mintzberg Henry, (1994), The Rise and fall of Strategic Planning, The free press,<br />

Simon & Schuster Inc.


د.<strong>‏</strong> عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز<br />

10- Moore Wilbert E. But Some Are More Equal Than Others, USA, American<br />

Sociological Association.<br />

11- Mulgan Geoff, (2009), The Art of Public Strategy: Mobilizing Power and<br />

Knowledge for the Common Good, Oxford, New York, Oxford UP, pp. 588- 603.<br />

12- Santo, Viriato Manuel et Lerrier, Piere eric (1993), Le management public PUF;<br />

que sais je Paris.<br />

13- Strauss Anselm, and Juliet M. Corbin, (2014), Basics of qualitative research:<br />

Grounded theory procedures and techniques, SAGE Publications, Inc. 4 th<br />

Edition.<br />

14- Thoenig, Jean Claude, l’analyse des politiques publiques in M.Grawitz et J. Leca;<br />

Traité de science politique, tome.<br />

15- Torres Roselinde, (2014), What It Takes to Be a Great Leader, TED: Ideas Worth<br />

Spreading, N.p., Oct. 2013, Web. 01 Sept. 2014.<br />

ثالثً<strong>‏</strong> ا:<strong>‏</strong> مواقع على شبكة املعلومات الدولية <strong>‏</strong>)اإلنترنت(:<strong>‏</strong><br />

1- https://www.ted.com/talks/roselinde_torres_what_it_takes_to_be_a_great_leader/transcript?<br />

language=en>.<br />

2- http://www.aleqt.com/201108/02//article_501516.html<br />

3- http://wiki.answers.com/Q/Who_originally_said_that_all_men_are_created_equal,<br />

http://en.wikipedia.org/wiki/Animal_Farm, Moore, 1963<br />

4- http://www.aleqt.com/201108/02//article_501516.html<br />

5- http://www.persee.fr/web/revues/home/prescript/article/ridc_00351950_3337-_num_<br />

2_2_19167<br />

6- موقع صندوق التنمية العقارية على الشبكة،<strong>‏</strong> http://www.redf.gov.sa/News/Item.aspx?ID=29<br />

اخلميس،<strong>‏</strong> 11 شوال،<strong>‏</strong> ‎1435‎ه.<strong>‏</strong><br />

7- موقع وزارة اإلسكان على الشبكة،<strong>‏</strong> http://housing.gov.sa/AboutUs/Tasks اخلميس،<strong>‏</strong> 11 شوال،<strong>‏</strong><br />

‎1435‎ه.<strong>‏</strong><br />

8- http://www.goodreads.com/quotes/search?utf8=%E29%C%93&q=so+will+++drucke<br />

r&commit=Search>, 1435/1/25.<br />

9- موقع وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية اململكة املغربية http://habous.gov.ma/2012-01-24-<br />

11-48-54/223-2012-05-03-18-49-59.html?start=48 األربعاء ‎2014/10/1‎م الساعة 9.10<br />

صباحً<strong>‏</strong> ا - تقريرات البحراوي<br />

552 مجلة اإلدارة العامة


درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى<br />

للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

<strong>في</strong> ضوء توجهات اجلامعة اإلستراتيجية<br />

الدكتورة حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

أستاذ مساعد بقسم اإلدارة التربوية - كلية التربية - جامعة أم القرى


درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس<br />

بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية<br />

وانعكاساتها على الطلبة<br />

<strong>في</strong> ضوء توجهات اجلامعة اإلستراتيجية<br />

مجلة اإلدارة العامة<br />

املجلد اخلامس واخلمسون<br />

<strong>العدد</strong> الثالث<br />

رجب ‎1436‎ه<br />

إبريل ‎2015‎م<br />

<br />

د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

ملخص:<strong>‏</strong><br />

يعد عضو هيئة التدريس باجلامعة أحد أهم مواردها إلعداد وتأهيل طلبتها،<strong>‏</strong> وحتقيق غاياتها وأهدافها وتوجهاتها<br />

املستقبلية،<strong>‏</strong> فهو قائد العملية التعليمية،<strong>‏</strong> واملوجه لعمليات التعلم،<strong>‏</strong> واحملفز ملهارات طلبته،<strong>‏</strong> واملؤثر <strong>في</strong> ميولهم وشخصياتهم،<strong>‏</strong><br />

وهذه القدرة التأثيرية له تعتمد بدرجة كبيرة على ممارسته للقيادة األخالقية معهم <strong>في</strong> القاعات الدراسية وخارجها،<strong>‏</strong> لذا<br />

هدفت الدراسة للتعرف على:<strong>‏</strong> درجة ممارسة عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية بأبعادها اخلمسة<br />

من وجهة نظر طلبة اجلامعة،<strong>‏</strong> ودرجة تأثير هذه املمارسة <strong>في</strong>هم،<strong>‏</strong> ومعرفة الفروق ذات الداللة اإلحصائية بني تقديرات<br />

الطلبة لدرجة املمارسة والتأثير،<strong>‏</strong> والتي تعزى ملتغير:<strong>‏</strong> اجلنس،<strong>‏</strong> التخصص،<strong>‏</strong> املستوى الدراسي،<strong>‏</strong> كما هدفت لرصد ما إذا<br />

كان هناك عالقة ارتباطية بني ممارسة القيادة األخالقية والتأثير ونوعية هذه العالقة،<strong>‏</strong> وقد استخدم املنهج الوص<strong>في</strong>،<strong>‏</strong><br />

وطبق استبيان مت تصميمه على عينة من طلبة اجلامعة بلغ عددهم )900 طالب وطالبة(<strong>‏</strong> وكان من أبرز نتائجها:<strong>‏</strong> أن جاءت<br />

ممارسة عضو هيئة التدريس للقيادة األخالقية بدرجة متوسطة <strong>في</strong> عمومها و<strong>في</strong> كافة أبعادها،<strong>‏</strong> وجاء تأثير املمارسة<br />

متوسطاً<strong>‏</strong> على الطلبة،<strong>‏</strong> وثبت وجود داللة إحصائية لبعض املتغيرات <strong>في</strong> بعد املمارسة والتأثير.<strong>‏</strong> كما أثبتت الدراسة وجود<br />

عالقة ارتباطية إيجابية بني ممارسة القيادة األخالقية والتأثير وإمكانية التنبؤ ب<strong>هذا</strong> التأثير من خالل املعادلة احملددة<br />

بالدراسة.<strong>‏</strong> وجاء من توصياتها:<strong>‏</strong> ضرورة التقومي الدوري ملمارسات القيادة األخالقية لدى األساتذة كونها مؤثرة وبشكل<br />

قاطع <strong>في</strong> توجهات اجلامعة اإلستراتيجية.<strong>‏</strong><br />

مصطلحات الدراسة:<strong>‏</strong><br />

أعضاء هيئة التدريس Members( :)Faculty هم جميع األساتذة،<strong>‏</strong> واألساتذة املشاركني،<strong>‏</strong> واألساتذة املساعدين،<strong>‏</strong> ومن<br />

<strong>في</strong> حكمهم من احملاضرين واملعيدين ومدرسي اللغة،<strong>‏</strong> القائمني على رأس العمل بجميع كليات جامعة أم القرى.<strong>‏</strong><br />

القيادة األخالقية Leadership( :)Ethical يعرفها <strong>‏</strong>)الطروانة،<strong>‏</strong> 209( 2012: بأنها:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>»التأثير <strong>في</strong> املرؤوسيني،<strong>‏</strong> وأبلغ<br />

أنواع التأثير الذي يحول <strong>في</strong>ه القائد قيم ومعتقدات األتباع لتكون منسجمة مع ما ينادي به من مفاهيم وفكر أخالقي«.<strong>‏</strong><br />

ويعرفها عابدين،<strong>‏</strong> شعيبات،<strong>‏</strong> حليبّة )2012: 337(: <strong>‏</strong>»إظهار سلوك قيادي مالئم من حيث االلتزام باملعايير املعتمدة واملقبولة<br />

<strong>في</strong> التصرفات الشخصية والعالقات بني األشخاص،<strong>‏</strong> وترويج ذلك السلوك لدى األتباع«.<strong>‏</strong><br />

وتُعرف إجرائياً<strong>‏</strong> بأنها:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)الدرجة التي يعطيها املستجيبون ملمارسة عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى ألبعاد<br />

القيادة األخالقية احملددة بفقرات استبيان الدراسة احلالية(.<strong>‏</strong><br />

توجهات اجلامعة اإلستراتيجية university( :)Strategic directions of وتعني بها الدراسة احلالية:<strong>‏</strong> جملة<br />

املسارات اإلستراتيجية التي بنيت عليها اخلطة اإلستراتيجية للجامعة،<strong>‏</strong> وتتمثل <strong>في</strong>:<strong>‏</strong> حتقيق اجلودة والوصول لالعتماد<br />

األكادميي،<strong>‏</strong> وبناء مجتمع املعرفة،<strong>‏</strong> وتشجيع ورعاية االبتكار واإلبداع،<strong>‏</strong> وتنمية قيم الوالء واالنتماء للجامعة،<strong>‏</strong> وتعزيز قيم<br />

الوسطية واالعتدال،<strong>‏</strong> واحملافظة على مقدرات اجلامعة وسمعتها التنافسية.<strong>‏</strong><br />

أستاذ مساعد بقسم اإلدارة التربوية - كلية التربية - جامعة أم القرى.<strong>‏</strong><br />

555<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

المقدمة:<strong>‏</strong><br />

للجامعات دورها املهم واحليوي <strong>في</strong> بناء مجتمعاتها وزيادة إمكانياتها ومقدراتها<br />

من خالل إعدادها وتأهيلها للقوى البشرية علمياً<strong>‏</strong> ومهارياً<strong>‏</strong> ومهنياً<strong>‏</strong> وأخالقياً،<strong>‏</strong> إضافة<br />

ملا تقدمه من بحوث ومبتكرات علمية وخدمات مجتمعية تسهم <strong>في</strong> البناء التنموي<br />

الشامل،<strong>‏</strong> واالرتقاء احلضاري لهذه املجتمعات.<strong>‏</strong> ومع دخول العالم القرن احلادي<br />

والعشرين زادت وتنوعت املتغيرات والتحديات التي أثرت <strong>في</strong> وظائف اجلامعات<br />

وغيرت <strong>في</strong> برامجها وأدوارها ومسؤولياتها،<strong>‏</strong> وفرضت عليها اخلروج من مناذجها<br />

وثقافتها وأعرافها األكادميية التقليدية،<strong>‏</strong> واحلراك باجتاه مناذج وأساليب ومداخل<br />

متجددة تتناسب مع عصر الثورة املعر<strong>في</strong>ة واملعلوماتية وتكنولوجيات االتصال املتدفقة،<strong>‏</strong><br />

والعوملة والتنوعات الثقا<strong>في</strong>ة واالجتماعية،<strong>‏</strong> وظهور مجتمعات التعلم واملعرفة واالقتصاد<br />

املعر<strong>في</strong>،<strong>‏</strong> مع ضمان اجلودة ملخرجاتها وخدماتها،<strong>‏</strong> وتعزيز ميزتها التنافسية وسمعتها<br />

بني اجلامعات العاملية.<strong>‏</strong><br />

وتعد اجلامعات باململكة العربية السعودية جزءاً<strong>‏</strong> من <strong>هذا</strong> احلراك كما يشير<br />

<strong>‏</strong>)العوهلي والعقيلي،<strong>‏</strong> 836( 2009: تأثراً<strong>‏</strong> وتأثيراً<strong>‏</strong> حيث اجتازت مرحلة تطويرية كبيرة <strong>في</strong><br />

الشكل واملضمون والكم والكيف لتوظيف أحدث التوجهات العاملية <strong>في</strong> أدبيات التعليم<br />

العالي.<strong>‏</strong> وجامعة أم القرى أحد هذه اجلامعات التي حرصت على التوسع النوعي<br />

والكمي <strong>في</strong> برامجها ونظمها استجابة لهذه التطورات،<strong>‏</strong> فوضعت خطتها اإلستراتيجية<br />

التي شملت مجموعة من القضايا اإلستراتيجية والتوجهات املستقبلية من أبرزها وفقاً<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>)لوثيقة اخلطة اإلستراتيجية،<strong>‏</strong> 1433(:<br />

م<br />

القضايا اإلستراتيجية<br />

الريادة العلمية<br />

األكادميية<br />

البحث العلمي<br />

املسارات أو التوجهات اإلستراتيجية<br />

تطبيق معايير اجلودة املرجعية العاملية بالبرامج األكادميية،<strong>‏</strong> احلصول<br />

على االعتماد األكادميي املؤسسي والبرامجي،<strong>‏</strong> وعلى تصنيف متقدم<br />

بني اجلامعات اإلقليمية والعاملية.<strong>‏</strong><br />

التركيز على البحوث التي تعالج قضايا املجتمع والتنمية،<strong>‏</strong> تطوير<br />

مخرجات البحث العلمي.<strong>‏</strong> تشجيع مشاركة الطلبة <strong>في</strong> البحث العلمي<br />

بكافة التخصصات<br />

1<br />

2<br />

556 مجلة اإلدارة العامة


درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

األداء التعليمي<br />

تعزيز االنتماء<br />

حتديث البرامج واملقررات الدراسية وفق مستجدات العصر،<strong>‏</strong> وربطها<br />

مبتطلبات سوق العمل والتنمية،<strong>‏</strong> تطوير شخصية الطالب علمياً<strong>‏</strong><br />

واجتماعياً<strong>‏</strong> ونفسياً<strong>‏</strong> وبدنياً<strong>‏</strong> وسلوكياً،<strong>‏</strong> التوسع <strong>في</strong> األنشطة والفعاليات<br />

اجلامعية،<strong>‏</strong> االرتقاء بالعالقة التفاعلية بني الطالب واألستاذ،<strong>‏</strong> تنمية<br />

مهارات البحث واإلبداع واالبتكار لدى الطلبة،<strong>‏</strong> ورعاية املوهوبني<br />

واملتميزين منهم،<strong>‏</strong> وزيادة قدرة الطالب على التعلم الذاتي.<strong>‏</strong> تعزيز دور<br />

اجلامعة <strong>في</strong> االقتصاد املعر<strong>في</strong> وتكوين مجتمع املعرفة.<strong>‏</strong><br />

تنمية الوالء واالنتماء للجامعة والوطن لدى الطلبة،<strong>‏</strong> غرس حب العمل<br />

اجلماعي وروح الفريق الواحد،<strong>‏</strong> نشر ثقافة قبول الرأي اآلخر وتعزيز<br />

ثقافة احلوار وقيم االعتدال والوسطية.<strong>‏</strong> تدعيم التواصل ما بني<br />

اجلامعة وخريجيها.<strong>‏</strong> تعزيز الدور األخالقي واالستقالل واملسؤولية<br />

الذي يؤدي إلى صون وتطوير وظيفة أعضاء هيئة التدريس.<strong>‏</strong> وزيادة<br />

األنشطة االجتماعية بني الطلبة وأعضاء هيئة التدريس والهيئات<br />

املعاونة.<strong>‏</strong><br />

3<br />

4<br />

وحتى حتقق اجلامعة هذه املسارات وضعت مجموعة من البرامج واإلجراءات<br />

التن<strong>في</strong>ذية،<strong>‏</strong> كما حددت لها مؤشرات األداء التي تسهم <strong>في</strong> معرفة درجة حتقق هذه<br />

البرامج والفعاليات،<strong>‏</strong> وميثل أعضاء هيئة التدريس العنصر الهام واحلاسم <strong>في</strong> تن<strong>في</strong>ذ<br />

تلك البرامج والفعاليات <strong>في</strong> إطار األدوار املناطة بهم،<strong>‏</strong> فهم كما يؤكد <strong>‏</strong>)احلوراني وطناش،<strong>‏</strong><br />

2007( القلب النابض للجامعة،<strong>‏</strong> وهم قوتها احلقيقية وأداتها الفعالة لتن<strong>في</strong>ذ وظائفها<br />

الرئيسية على أكمل وجه؛ فعضو هيئة التدريس قائد العملية التعليمية الذي يعطي<br />

العلم واملعرفة لطالبه،<strong>‏</strong> وهو املوجه لعمليات التعلم،<strong>‏</strong> واحملرك ملهاراتهم واحملفز لدوافعهم<br />

واملشكل لشخصياتهم من جميع جوانبها؛ كونه القائد املؤثر الذي ميثل <strong>في</strong> نظر طالبه<br />

املثل األعلى والقدوة التي توجههم <strong>في</strong> أمور حياتهم أقواالً<strong>‏</strong> وأفعاالً،<strong>‏</strong> لذا فإن استجابات<br />

وسلوكيات الطلبة املرغوب <strong>في</strong> الوصول إليها من خالل التعليم اجلامعي تأتي كما يذكر<br />

<strong>‏</strong>)دياب،<strong>‏</strong> ‎2006‎؛ احلسني والدليجان،<strong>‏</strong> ‎2007‎؛ التل،<strong>‏</strong> 2012( موافقة ملبادئ الدين واألخالق<br />

والقيم اإلنسانية كلما كان عضو هيئة التدريس ممثالً<strong>‏</strong> لهذه املبادئ واملثل العليا.<strong>‏</strong> وتعد<br />

األخلالق وفقاً<strong>‏</strong> ملوالن )2009 )Mullane, قلب القيادة واملوجهة لسلوكيات وقرارات<br />

القائد والتي حتكم ممارسته للسلطة،<strong>‏</strong> وتنعكس إيجابياً<strong>‏</strong> على أتباعه.<strong>‏</strong> وحيث إن األستاذ<br />

اجلامعي هو قائد باملقام األول <strong>في</strong> كل أبعاده املهنية والشخصية والتعاملية؛ فاألخالق<br />

هي الضوابط واملوجهات التي ينبغي أن يركن إليها األستاذ اجلامعي <strong>في</strong> سلوكياته<br />

557<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

املهنية،<strong>‏</strong> <strong>في</strong>تمثل األمانة واإلخالص واإلتقان <strong>في</strong> إعداده ملادته العلمية ومتابعة اجلديد<br />

<strong>في</strong> مجال تخصصه،<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> أساليب التدريس والتعلم،<strong>‏</strong> والعدالة والنزاهة <strong>في</strong> تقوميه<br />

لطلبته مبوضوعية ودون حتيز ومحاباة،<strong>‏</strong> وكذلك الصبر والرحمة واللني والتواضع<br />

<strong>في</strong> تعامالته مع طلبته،<strong>‏</strong> واحترامهم،<strong>‏</strong> وتقبل االختالفات والتنوع بينهم،<strong>‏</strong> واحلوار معهم<br />

واالنفتاح على آرائهم ووجهات نظرهم.<strong>‏</strong><br />

إن مهارة عضو هيئة التدريس <strong>في</strong> ممارسة القيادة األخالقية تؤثر <strong>في</strong> صنع بيئة<br />

تعليمية منتجة تدعم كما تذكر <strong>‏</strong>)اخلثيلة،<strong>‏</strong> 2000( بناء عالقات إنسانية مع الطلبة،<strong>‏</strong><br />

وإثارة دافعتيهم الستثمار أقصى طاقاتهم لزيادة حتصيلهم األكادميي،<strong>‏</strong> وحتدد فاعلية<br />

التعليم اجلامعي،<strong>‏</strong> ومدى قدرة اجلامعة على الوفاء بالتزاماتها وأداء رسالتها وخططها<br />

وتوجهاتها املستقبلية؛ غير أن بعض الدراسات:<strong>‏</strong> كدراسة <strong>‏</strong>)الزعبي،<strong>‏</strong> ‎2005‎؛ العمايرة،<strong>‏</strong><br />

‎2006‎؛ الفريح،<strong>‏</strong> ‎2006‎؛ بوبشيت،<strong>‏</strong> 2008( أظهرت بعض التجاوزات <strong>في</strong> ممارسات أعضاء<br />

هيئة التدريس مع طلبتهم؛ كالتعسف،<strong>‏</strong> والقسوة <strong>في</strong> التعامل،<strong>‏</strong> والنظرة الفوقية،<strong>‏</strong> والقصور<br />

<strong>في</strong> تو<strong>في</strong>ر األجواء النفسية املناسبة لهم للتعبير عن آرائهم بحرية،<strong>‏</strong> وعدم تقدمي االحترام<br />

للطلبة،<strong>‏</strong> والتهاون <strong>في</strong> إعطاء املادة العلمية حقها من الدراسة والبحث،<strong>‏</strong> مما ينعكس سلباً<strong>‏</strong><br />

على مخرجات اجلامعة التعليمية؛ بل إن تأثير هذه املمارسات سيمتد إلى قدرتها على<br />

حتقيق أهدافها وتوجهاتها املستقبلية.<strong>‏</strong> وتأسيساً<strong>‏</strong> على ما سبق تصبح عملية مراجعة<br />

وتقومي سلوكيات عضو هيئة التدريس كما يبني <strong>‏</strong>)احملروقي،<strong>‏</strong> 2006( لتشخيص واقع<br />

ممارسة أدواره اجلامعية كقائد أخالقي،<strong>‏</strong> والسعي إلى إصالح وحتسني وتطوير <strong>هذا</strong><br />

الواقع؛ مسألة ملحة وليست ترفاً<strong>‏</strong> ميكن االستغناء عنه؛ لذا تهدف الدراسة احلالية إلى<br />

التعرف على درجة ممارسة عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية<br />

وانعكاسات هذه املمارسة على توجهات اجلامعة املستقبلية.<strong>‏</strong><br />

مشكلة الدراسة:<strong>‏</strong><br />

للقيادة أهمية بالغة <strong>في</strong> اإلدارة والتنظيم بأي موقف إنساني،<strong>‏</strong> وليس أدل على ذلك<br />

من قوله صلى الله عليه وسلم:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)إذا خرج ثالثة <strong>في</strong> سفر فليؤمروا أحدهم(<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)النووي،<strong>‏</strong><br />

351(. 1404: فإذا كان <strong>هذا</strong> <strong>في</strong> موقف عارض غير مستقر؛ فكيف بالتنظيمات<br />

الدائمة للناس.<strong>‏</strong> فالقائد إذًا هو املوجه وهو احملرك ملن معه من األتباع باجتاه الهدف<br />

املنشود،<strong>‏</strong> واملشجع لهم الستثمار اإلمكانات املتاحة مبا يحقق أعلى اإلجنازات،<strong>‏</strong> وال يصح<br />

<strong>هذا</strong> التأثير للقيادة وال تظهر نتائجه إال إذا كانت األخالق محور االرتكاز واملتحكمة<br />

<strong>في</strong> ممارسات وسلوكيات القائد،<strong>‏</strong> ولنا <strong>في</strong> رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة؛<br />

558 مجلة اإلدارة العامة


درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

فهو قائد األمة،<strong>‏</strong> واملعلم األول الذي قال عنه عز وجل:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)وإنك لعلى خُ<strong>‏</strong> لُق عظيم(<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)القلم:<strong>‏</strong> 4(،<br />

وقالت أم املؤمنني عائشة رضي الله عنها عندما سئلت عن خُ<strong>‏</strong> لقه صلى الله عليه وسلم:<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>)كان خلقه القرآن(<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)األلباني،<strong>‏</strong> :234(. 1414 و<strong>هذا</strong> يدل على أن األخالق هي متام<br />

اإلميان وكماله،<strong>‏</strong> فهي منهج حياة متكامل مصدره العقيدة؛ ولذا قالت السيدة عائشة<br />

رضي الله عنها:<strong>‏</strong> إن الرسول الكرمي صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن؛ أي يتمثل<br />

ما <strong>في</strong>ه من مبادئ أخالقية فهو <strong>في</strong> حياته الشريفة جتسيد وتطبيق عملي لألخالق <strong>في</strong><br />

ديننا القومي.<strong>‏</strong><br />

فاألستاذ اجلامعي ينبغي أن يكون القائد األخالقي الذي يحتكم <strong>في</strong> سلوكياته<br />

وممارساته إلى جملة األخالق التي جاء بها ديننا،<strong>‏</strong> ومتثلها رسولنا عليه الصالة والسالم<br />

<strong>في</strong> حياته وسيرته العطرة مع صحبه وأعدائه على حدّ<strong>‏</strong> سواء.<strong>‏</strong> إن اخلطورة <strong>في</strong><br />

القيادة األخالقية تكمن <strong>في</strong> السلطة املمنوحة لألستاذ اجلامعي الذي له من احلرية<br />

واالستقاللية بالقاعات الدراسية ما يحمله أحياناً<strong>‏</strong> على إساءة استخدامها؛ كونه كما<br />

يذكر احلوراني وطناش )2007( صاحب القرار األول واألخير،<strong>‏</strong> وال يخضع ألي ضوابط<br />

خارجية غير ما يؤمن به من أخالقيات،<strong>‏</strong> وتشير <strong>‏</strong>)السعدية،<strong>‏</strong> 80( 2012: <strong>في</strong> <strong>هذا</strong> السياق<br />

إلى جملة من السلوكيات التي قامت باستخالصها من جملة من البحوث ذات الصلة<br />

مبقومات األستاذ اجلامعي وسماته،<strong>‏</strong> والتي دلت على القصور األخالقي لدى بعض<br />

أعضاء هيئة التدريس باجلامعات؛ منها:<strong>‏</strong> قلة مراعاة األمانة <strong>في</strong> تقييم الطلبة،<strong>‏</strong> ومنح<br />

درجات للطلبة دون استحقاق لها،<strong>‏</strong> ومنح درجات متدنية للطلبة الذين يخالفون آراءهم،<strong>‏</strong><br />

وضعف التعامل مع الطلبة الذين يظهرون سلوكيات خاطئة؛ كالغش وسرقة األفكار<br />

العلمية،<strong>‏</strong> واستعمال موارد اجلامعة ألغراضهم الشخصية،<strong>‏</strong> وإهانة الطلبة وحتقيرهم<br />

خلالل عملية التدريس.<strong>‏</strong> كما أظهرت نتائج الدراسة االستطالعية التي قامت بها<br />

الباحثة على عينة عشوائية بلغت )36 طالباً<strong>‏</strong> وطالبة بجامعة أم القرى(<strong>‏</strong> وجود شكاوى<br />

وتعليقات من الطلبة تخص ممارسات أعضاء هيئة التدريس معهم بالقاعات الدراسية<br />

أو <strong>في</strong> ساعاتهم املكتبية،<strong>‏</strong> األمر الذي يظهر األهمية واحلاجة امللحة لتقومي املمارسات<br />

األخالقية ألعضاء هيئة التدريس من خالل طلبتهم على اعتبار أنهم األكثر تفاعالً<strong>‏</strong><br />

واألكثر تأثراً<strong>‏</strong> بها،<strong>‏</strong> إضافة إلى أن التقومي الذي يتم عادة ألعضاء هيئة التدريس،<strong>‏</strong> يركز<br />

جملة وتفصيالً<strong>‏</strong> على أدائهم املهني املرتبط باملادة العلمية وما يقدمونه من أنشطة<br />

وفعاليات تعليمية متنوعة دون النظر إلى تقومي ممارساتهم األخالقية،<strong>‏</strong> كونها من<br />

املسلمات البديهية التي يفترض أن يلتزم بها عضو هيئة التدريس؛ لذا تسعى الدراسة<br />

احلالية لإلجابة عن التساؤالت التالية:<strong>‏</strong><br />

559<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

1- ما درجة ممارسة عضو هيئة التدريس للقيادة األخالقية من وجهة نظر عينة من<br />

طلبة جامعة أم القرى؟<br />

2- هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بني استجابات عينة الدراسة <strong>في</strong> حتديد درجة<br />

ممارسة عضو هيئة التدريس للقيادة األخالقية تبعاً<strong>‏</strong> للمتغيرات التالية:<strong>‏</strong> اجلنس،<strong>‏</strong><br />

التخصص،<strong>‏</strong> املستوى الدراسي؟<br />

3- ما درجة تأثير ممارسة عضو هيئة التدريس للقيادة األخالقية على الطلبة <strong>في</strong> ضوء<br />

توجهات اجلامعة اإلستراتيجية من وجهة نظر عينة من طالب وطالبات اجلامعة؟<br />

4- هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بني استجابات عينة الدراسة <strong>في</strong> حتديد<br />

درجة تأثير ممارسة عضو هيئة التدريس للقيادة األخالقية على الطلبة <strong>في</strong> ضوء<br />

توجهات اجلامعة اإلستراتيجية تبعاً<strong>‏</strong> للمتغيرات التالية:<strong>‏</strong> اجلنس،<strong>‏</strong> التخصص،<strong>‏</strong><br />

املستوى الدراسي؟<br />

5- هل توجد عالقة ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة )0.05( بني ممارسة<br />

عضو هيئة التدريس للقيادة األخالقية وتأثيرها على طلبة اجلامعة <strong>في</strong> ضوء<br />

توجهات اجلامعة اإلستراتيجية؟<br />

6- هل ميكن التنبؤ بدرجات تأثير ممارسات القيادة األخالقية ألعضاء هيئة التدريس على<br />

الطلبة من خالل درجات تقدير أبعاد املمارسة األخالقية لعضو هيئة التدريس؟<br />

أهداف الدراسة:<strong>‏</strong><br />

هدفت الدراسة الحالية إلى:<strong>‏</strong><br />

1- التعرف على درجة ممارسة عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية<br />

بأبعادها احملددة بالدراسة من وجهة نظر عينة من طلبة اجلامعة.<strong>‏</strong><br />

2- معرفة درجة تأثير ممارسة عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية<br />

بأبعادها احملددة بالدراسة على الطلبة <strong>في</strong> ضوء توجهات اجلامعة اإلستراتيجية.<strong>‏</strong><br />

3- التعرف على الفروق ذات الداللة اإلحصائية بني استجابات عينة الدراسة <strong>في</strong><br />

حتديد درجة ممارسة عضو هيئة التدريس للقيادة األخالقية تبعاً<strong>‏</strong> للمتغيرات<br />

التالية:<strong>‏</strong> اجلنس،<strong>‏</strong> التخصص،<strong>‏</strong> املستوى الدراسي.<strong>‏</strong><br />

4- التعرف على الفروق ذات الداللة اإلحصائية بني استجابات عينة الدراسة <strong>في</strong><br />

حتديد درجة تأثير ممارسة عضو هيئة التدريس للقيادة األخالقية على الطلبة <strong>في</strong><br />

560 مجلة اإلدارة العامة


مجلة اإلدارة العامة<br />

درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

ضوء توجهات اجلامعة اإلستراتيجية تبعاً<strong>‏</strong> للمتغيرات التالية:<strong>‏</strong> اجلنس،<strong>‏</strong> التخصص،<strong>‏</strong><br />

املستوى الدراسي.<strong>‏</strong><br />

5- حتديد ما إذا كانت توجد عالقة ارتباطية بني ممارسة القيادة األخالقية من قبل<br />

أعضاء هيئة التدريس باجلامعة ودرجة تأثيرهم على الطلبة <strong>في</strong> ضوء توجهات<br />

اجلامعة اإلستراتيجية.<strong>‏</strong><br />

6- التعرف على إمكانية التنبؤ بدرجات تأثير ممارسات القيادة األخالقية ألعضاء<br />

هيئة التدريس على الطلبة من خالل درجات تقدير أبعاد املمارسة األخالقية<br />

لعضو هيئة التدريس.<strong>‏</strong><br />

7- تقدمي جملة من التوصيات <strong>في</strong> ضوء النتائج املتحصل عليها من الدراسة متكن متخذي<br />

القرار باجلامعة من االسترشاد بها لتحسني وتطوير أداء الهيئة التدريسية.<strong>‏</strong><br />

أهمية الدراسة:<strong>‏</strong><br />

تبرز أهمية الدراسة كونها تتناول موضوع القيادة األخالقية ذات القدرة التأثيرية<br />

<strong>في</strong> حياة املؤسسات واملنظمات على اختالف أنواعها ومجاالتها،<strong>‏</strong> والذي ظهر بشكل<br />

واضح <strong>في</strong> العصر احلالي أعقاب انهيار العديد من املنظمات الصناعية واإلنتاجية<br />

قبيل ظهور األزمة االقتصادية العاملية عام 2008 والتي أُرجع <strong>في</strong>ها سبب االنهيار لغياب<br />

القيادة األخالقية <strong>‏</strong>)حسانني،<strong>‏</strong> 2011(. لذا متثل الدراسة احلالية إضافة علمية،<strong>‏</strong> فكل<br />

الدراسات التي أمكن الوصول إليها ربطت بني القيادة األخالقية للمديرين باملنظمات<br />

على اختالفها وبني متغيرات متعددة منها:<strong>‏</strong> إنتاجية العمل واملواطنة التنظيمية والكفاءة<br />

اجلماعية وااللتزام التنظيمي ومتكيني املوظفني،<strong>‏</strong> وأثبتت وجود عالقة إيجابية بني<br />

ممارسة القيادة األخالقية وكل تلك املتغيرات ببيئة العمل،<strong>‏</strong> <strong>في</strong> حني أن الدراسة احلالية<br />

تنفرد <strong>في</strong> إثبات العالقة ما بني ممارسة األستاذ اجلامعي للقيادة األخالقية وأثرها <strong>في</strong><br />

حتقيق توجهات اجلامعة املستقبلية.<strong>‏</strong> لذا يؤمل أن تسهم نتائجها <strong>في</strong> تعريف املسؤولني<br />

باجلامعة مبستوى ممارستها واخللل والقصور الذي يظهر <strong>في</strong> ممارسات بعض أبعادها،<strong>‏</strong><br />

واإلفادة من توصيات الدراسة <strong>في</strong> وضع احللول واآلليات لتحسني ممارسات أعضاء<br />

هيئة التدريس،<strong>‏</strong> ولضمان االلتزام بالسلوك األخالقي مع الطلبة جلعل البيئة التعليمية<br />

محببة لهم ومنتجة <strong>في</strong> ذات الوقت،<strong>‏</strong> ومبا يحقق أهدافها وتوجهاتها اإلستراتيجية.<strong>‏</strong> كما<br />

أن نتائج الدراسة قد تسهم <strong>في</strong> بيان عظم تأثير ممارسة القيادة األخالقية على الطلبة<br />

واجلامعة واملجتمع مما يزيد من حرص الهيئة التدريسية واهتمامها باتخاذ كافة<br />

اآلليات واإلجراءات التي تضبط ممارساتهم األخالقية.<strong>‏</strong><br />

561


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

حدود الدراسة:<strong>‏</strong><br />

اقتصر البحث الحالي على:<strong>‏</strong><br />

احلدود املوضوعية:<strong>‏</strong><br />

احلدود البشرية:<strong>‏</strong><br />

احلدود املكانية:<strong>‏</strong><br />

احلدود الزمنية:<strong>‏</strong><br />

التعرف على ممارسة عضو هيئة التدريس للقيادة األخالقية بأبعادها<br />

احملددة بالدراسة،<strong>‏</strong> وتأثير هذه املمارسة على الطلبة <strong>في</strong> ضوء توجهات<br />

اجلامعة املستقبلية.<strong>‏</strong><br />

عينة من الطلبة <strong>‏</strong>)ذكور وإناث(<strong>‏</strong> بجامعة أم القرى.<strong>‏</strong><br />

جميع الكليات بجامعة أم القرى مبدينة مكة املكرمة.<strong>‏</strong><br />

طبقت الدراسة خالل العام ‎1434‎ه <strong>‏</strong>/<strong>‏</strong>‎2013‎م.<strong>‏</strong><br />

اإلطار النظري والدراسات السابقة:<strong>‏</strong><br />

القيادة هي الظاهرة اإلنسانية التي أجمع الباحثون واملنظّ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>رون على ضرورتها<br />

احلتمية <strong>في</strong> تنظيم وإدارة أي جتمع إنساني صغر أم كبر،<strong>‏</strong> والقيادة <strong>في</strong> اللغة كما<br />

يبيني <strong>‏</strong>)ابن منظور،<strong>‏</strong> 531( 2003: من <strong>‏</strong>)القَوْد(<strong>‏</strong> وهو نقيض السَّ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>وْق،<strong>‏</strong> <strong>في</strong>قال:<strong>‏</strong> قاد الدابة<br />

من أمامها.<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> <strong>هذا</strong> إشارة إلى أن مكان القائد <strong>في</strong> مقدمة العمل؛ ليكون دليالً<strong>‏</strong><br />

ومرشداً<strong>‏</strong> لسلوك وتوجهات من حوله من األفراد إلجناز األهداف احملددة.<strong>‏</strong> فالقيادة<br />

وفقاً<strong>‏</strong> لسيوال )12 :p )Ciulla, ,1995 <strong>‏</strong>»هو التأثير الذي يحدثه القائد بأي طريقة<br />

كانت لدفع الناس للعمل«.<strong>‏</strong> ويعرفها مورس )2005 )Morris, <strong>‏</strong>»أنها فن التأثير <strong>في</strong><br />

األشخاص،<strong>‏</strong> وتوجيههم بطريقة معينة تؤدي لكسب طاعتهم ووالئهم وتعاونهم لتحقيق<br />

الهدف املنشود«.<strong>‏</strong> ويعرفها باس Bass وفقاً<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)للعجمي،<strong>‏</strong> :18( 2008 بأنها:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>»العملية<br />

التي يتم عن طريقها إثارة اهتمام اآلخرين وإطلالق طاقاتهم وتوجيهها نحو االجتاه<br />

املرغوب«.<strong>‏</strong> وعليه ميكن القول بأن:<strong>‏</strong> )1( القيادة مجموعة من املكونات تتمثل <strong>في</strong> القائد<br />

واألتباع،<strong>‏</strong> واألهداف املشتركة،<strong>‏</strong> والظروف احمليطة بالعمل.<strong>‏</strong> )2( تعدد مكونات عملية<br />

القيادة إال أن القائد بكل مقوماته الشخصية واملعر<strong>في</strong>ة واالجتماعية والثقا<strong>في</strong>ة وقدراته<br />

ومهاراته يعد العامل احلاسم <strong>في</strong> كفاءة وفعالية العملية القيادية.<strong>‏</strong> )3( التغير <strong>في</strong> النظرة<br />

التقليدية للقيادة من ثقافة التبعية واالعتماد على القائد إلى التفاعل املتبادل بينه وبني<br />

أتباعه والقائم على الثقة والرؤية الواضحة واملبادئ األخالقية.<strong>‏</strong><br />

562 مجلة اإلدارة العامة


درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

لذا لم تعد القيادة <strong>في</strong> عصر املعرفة وتكوين مجتمعات املعرفة مرتبطة باملنصب<br />

الرسمي فحسب؛ بل أصبحت كما يذكر <strong>‏</strong>)كو<strong>في</strong>،<strong>‏</strong> 2006( خياراً<strong>‏</strong> شخصياً<strong>‏</strong> قوامه القدرة<br />

التأثيرية؛ لذا يؤكد <strong>‏</strong>)السبهان،<strong>‏</strong> 192( 2013: <strong>‏</strong>»أنه <strong>في</strong> أي موقف يحاول شخص ما أن<br />

يؤثر <strong>في</strong> سلوك شخص آخر أو مجموعة من األشخاص فهنا توجد القيادة؛ سواء كان<br />

ذلك <strong>في</strong> مجال األعمال،<strong>‏</strong> أو <strong>في</strong> مؤسسة تعليمية،<strong>‏</strong> أومستشفى،<strong>‏</strong> أو <strong>في</strong> األسرة«.<strong>‏</strong> والقيادة<br />

كخيار يتبناه كل شخص <strong>في</strong> حياته حتمل مبادئ أخالقية وقيماً<strong>‏</strong> عميقة،<strong>‏</strong> منها:<strong>‏</strong> االلتزام<br />

وحتمل املسؤولية،<strong>‏</strong> واملبادرة لإلجناز اإليجابي واالرتقاء،<strong>‏</strong> والتأثير <strong>في</strong> مجاله ونطاقه<br />

املهني،<strong>‏</strong> أو االجتماعي،<strong>‏</strong> أو التعليمي وغيرها.<strong>‏</strong> ويؤكد هذه املعاني حديث رسولنا الكرمي<br />

صلى الله عليه وسلم:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته،<strong>‏</strong> اإلمام راع ومسؤول عن<br />

رعيته،<strong>‏</strong> والرجل راع <strong>في</strong> أهله ومسؤول عن رعيته،<strong>‏</strong> واملرأة راعية <strong>في</strong> بيت زوجها ومسؤولة<br />

عن رعيتها،<strong>‏</strong> واخلادم راع <strong>في</strong> مال سيده ومسؤول عن رعيته،<strong>‏</strong> وكلكم راع ومسؤول عن<br />

رعيته(<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)األلباني،<strong>‏</strong> :151(. 1414<br />

فالقائد هو الشخص ذو الرؤية الواضحة ملا هو مطلوب منه نحو من حتمل<br />

مسؤوليتهم،<strong>‏</strong> وهو من منطلق هذه املسؤولية يستخدم كل اآلليات والوسائل التي متكنه<br />

من التأثير <strong>في</strong> أتباعه ليجعلهم مشاركني له،<strong>‏</strong> وليحركهم باجتاه حتقيق هذه الغايات<br />

واألهداف،<strong>‏</strong> فلم يعد استخدام القوة السلطوية من الثواب والعقاب هي أفضلها،<strong>‏</strong> بل<br />

أصبحت املبادئ األخالقية كاجلدارة بالثقة والقدوة احلسنة،<strong>‏</strong> والرحمة واللني والرفق<br />

معهم،<strong>‏</strong> قال تعالى:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً<strong>‏</strong> غليظ القلب النفضوا<br />

من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم <strong>في</strong> األمر(<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)آل عمران :159(، والصبر<br />

على اآلخرين،<strong>‏</strong> واحترامهم وتقديرهم،<strong>‏</strong> واالنفتاح عليهم هي األكثر تأثيراً<strong>‏</strong> وإقناعاً<strong>‏</strong> لهم.<strong>‏</strong><br />

فاألخلالق Ethics ذات أهمية بالغة للقائد؛ فهي روح التعامالت اإلنسانية وقوامها،<strong>‏</strong><br />

وبدونها ال تقوم العالقات اإلنسانية وال تستمر،<strong>‏</strong> فهي التي تضبط السلوكيات البشرية<br />

للقائد وأتباعه نحو اخلير واحلق والفضيلة وما <strong>في</strong>ه صالح الفرد واجلماعة واملجتمع<br />

والعالم بأسره.<strong>‏</strong><br />

واألخلالق:<strong>‏</strong> <strong>في</strong> اللغة:<strong>‏</strong> جمع خُ<strong>‏</strong> لق،<strong>‏</strong> واخللق كما يورد <strong>‏</strong>)زمزمي،<strong>‏</strong> 10-9(: 1424: هو<br />

<strong>‏</strong>»السجية والطبع،<strong>‏</strong> فوفقاً<strong>‏</strong> للقرطبي:<strong>‏</strong> هو ما يأخذ به اإلنسان نفسه من األدب يسمى<br />

خلقاً،<strong>‏</strong> ألنه يصير كاخللق <strong>في</strong>ه،<strong>‏</strong> ويقول املاوردي:<strong>‏</strong> األخالق غرائز كامنة،<strong>‏</strong> تظهر باالختيار،<strong>‏</strong><br />

وتقهر باالضطرار.<strong>‏</strong> وقال ابن منظور:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)اخلُلُق بضم اخلاء وسكونها:<strong>‏</strong> هو السجية،<strong>‏</strong><br />

وحقيقته:<strong>‏</strong> أن صورة اإلنسان الباطنة هي نفسه وأوصافها ومعانيها املختصة بها هي<br />

563<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

مبنزلة اخللق لصورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها«.<strong>‏</strong> ويعرفها <strong>‏</strong>)امليداني،<strong>‏</strong> 10( 1999: بأنها:<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>»صفة مستقرة <strong>في</strong> النفس فطرية ومكتسبة ذات آثار <strong>في</strong> السلوك محمودة أو مذمومة«.<strong>‏</strong><br />

و<strong>هذا</strong> يعني أن <strong>في</strong> أصل نفس اإلنسان قد يوجد توجه وميل لعمل اخلير مثل الكرم،<strong>‏</strong> فهو<br />

سجية وطبع <strong>في</strong>ه،<strong>‏</strong> وقد يتخلق اإلنسان بذلك <strong>في</strong>كون له نصيب من <strong>هذا</strong> اخللق القومي،<strong>‏</strong><br />

قال تعالى عن هذه النفس:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها(<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)الشمس:<strong>‏</strong> 10(.<br />

واألصل <strong>في</strong> األخالق احلسنة هي كل سلوك فردي واجتماعي تلتقي النفوس البشرية<br />

جميعها على استحسانه مهما اختلفت مذاهبها وأديانها وأعراقها،<strong>‏</strong> والعكس بالنسبة<br />

لألخالق املذمومة؛ لذا يقول عنها <strong>‏</strong>)كو<strong>في</strong>،<strong>‏</strong> 2012(: بأنها مبادئ كونية طبيعية واضحة<br />

بذاتها،<strong>‏</strong> وحتمل صدقها <strong>في</strong> ذاتها،<strong>‏</strong> إنها ال تتغير وال تتحول بل تقدم الوجهة الصحيحة<br />

حلياتنا؛ ول<strong>هذا</strong> شبه املبادئ األخالقية بأنها البوصلة التي تشير دائماً<strong>‏</strong> إلى الوجهة<br />

الصحيحة؛ لذا إذا جعلناها مركزاً<strong>‏</strong> حلياتنا وعالقاتنا ومواقفنا فلن نضل الطريق أو<br />

نتشتت،<strong>‏</strong> وكلما طبقت بصورة مستمرة تصبح عادات سلوكية تؤدي إلى إحداث حتوالت<br />

أساسية لألفراد والعالقات واملؤسسات.<strong>‏</strong><br />

إذاً<strong>‏</strong> األخالق ذات أهمية قصوى للقائد،<strong>‏</strong> فهي تضبط سلوكياته وممارساته،<strong>‏</strong> وتوجهها<br />

نحو الغايات واألهداف املنشودة،<strong>‏</strong> ومتنعه من إساءة استخدام سلطته جتاه من حوله<br />

من الناس،<strong>‏</strong> كما ترده عن اتباع الهوى والتحيزات الشخصية بتربية الضمير واحلس<br />

األخالقي لديه الذي يقوم على العقيدة الصحيحة،<strong>‏</strong> والعقل واملنطق.<strong>‏</strong> فارتباط القيادة<br />

باألخالق <strong>في</strong>ما يعرف بالقيادة األخالقية قدمي قدم احلضارات اإلنسانية التي استندت<br />

<strong>في</strong> أهمية األخالق إلى العقل واملنطق اللذين قد ميسهما من الزيغ واالنحراف نتيجة<br />

محدودية العقل وتقلب املزاج البشري ما قد يفسد السلوك البشري،<strong>‏</strong> مما شهدنا <strong>في</strong><br />

األزمنة املاضية ونشهدها <strong>في</strong> عصرنا احلالي الذي ساده كما يؤكد عابدين وآخرون<br />

)2012( الطغيان املادي،<strong>‏</strong> والفساد اإلنساني بأشكاله،<strong>‏</strong> واألزمات الالأخالقية <strong>في</strong> العمل<br />

اإلداري بكافة املؤسسات؛ لذا فإن ارتكاز القيادة على العقيدة اإلسلالمية الصحيحة<br />

هو كمال السلوك األخالقي ومتامه؛ ولذلك جاء <strong>في</strong> احلديث الذي رواه الترمذي عن<br />

أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)أكمل املؤمنني إمياناً<strong>‏</strong> أحسنهم خلقاً،<strong>‏</strong><br />

وخيارُكم خيارُكم لنسائهم(<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)الهروي،<strong>‏</strong> 28(، 1403: فالرسول صلى الله عليه وسلم يبني<br />

<strong>في</strong> <strong>هذا</strong> احلديث الترابط بني كمال اإلميان وحسن اخللق.<strong>‏</strong><br />

القيادة األخالقية :Ethical Leadership<br />

يعرفها 12( p: Brown, Trevino & Harrison (2005, بأنها:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>»إظهار القائد<br />

564 مجلة اإلدارة العامة


درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

للسلوك املعياري املناسب من خالل األنشطة التي يقوم بها،<strong>‏</strong> وبناء العالقات وتدعيم<br />

<strong>هذا</strong> السلوك <strong>في</strong> األتباع عن طريق التعزيز واتخاذ القرارات«.<strong>‏</strong> كما يعرفها مركز<br />

القيادة األخالقية )2014 Leadership, )Center For Ethical بأنها:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>»معرفة القائد<br />

لقيمه األساسية،<strong>‏</strong> وشجاعته <strong>في</strong> العيش وفقاً<strong>‏</strong> لها <strong>في</strong> كل جوانب حياته خدمة للمصلحة<br />

العامة«.<strong>‏</strong> ويرى سترّات )5 :p )Starratt, ,2004 بأنها:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>»محاولة القائد العمل بناءً<strong>‏</strong><br />

على املبادئ واالفتراضات واملعتقدات والقيم األخالقية التي يتبناها«.<strong>‏</strong> <strong>في</strong> حني يرى<br />

هي<strong>في</strong>تز Heifetz وفقاً<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)لنورث هاوس،<strong>‏</strong> 2006( أن القيادة األخالقية هي:<strong>‏</strong> استخدام<br />

القائد للسلطة حلشد الناس ملواجهة القضايا امللحة من خالل إيجاد بيئة مستقرة<br />

لهم تتوافر <strong>في</strong>ها الثقة والرعاية والتعاطف مبا يشعرهم باألمان للتعامل مع الصراعات<br />

املختلفة واملشاركة <strong>في</strong> اتخاذ القرارات حيالها بيسر وسهولة،<strong>‏</strong> <strong>في</strong> حني يراها جرين<br />

ليف Greenleaf بأنها القيادة اخلادمة؛ حيث يصبح القائد خادماً<strong>‏</strong> حلاجات أتباعه<br />

ومساعداً<strong>‏</strong> لهم ليكونوا أكثر معرفة وحرية واستقالالً.<strong>‏</strong><br />

ونستخلص مما سبق أن القيادة األخالقية تقوم على ركيزتني رئيسيتني:<strong>‏</strong> األولى<br />

تتعلق بالقائد أو الشخص الذي <strong>في</strong> موقع املسؤولية من حيث معرفته وعلمه،<strong>‏</strong> وقدراته<br />

ومواهبه الفطرية واملكتسبة،<strong>‏</strong> وخبراته التي حتدد شخصيته وترفع من مستوى النضج<br />

والبصيرة لديه ويشكل البعد السلوكي.<strong>‏</strong> والثانية تتعلق بالضمير أو احلس األخالقي<br />

لدى القائد ويتشكل <strong>في</strong> ضوء منظومة القيم واملبادئ األخالقية التي يؤمن بها ويشكل<br />

البعد الفكري،<strong>‏</strong> وهو املؤثر الذي ينعكس على ممارسات القائد من منطلق حتقيق اخلير<br />

واملصلحة واخلدمة العامة له وألتباعه وملجتمعه،<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong> ما أكدته سيوال )2004 )Ciulla,<br />

<strong>في</strong> كتابها األخالق قلب القيادة.<strong>‏</strong> غير أن تنمية الضمير األخالقي لدى اإلنسان<br />

حتتاج إلى ضبطية ومعيارية أكثر صرامة وسيطرة من العقل والنفس اإلنسانية التي<br />

قد يعتريها الهوى والتحيزات واألنانية والرغبة الذاتية <strong>في</strong> املنفعة؛ لذا فاألخالق <strong>في</strong><br />

عقيدتنا اإلسالمية تقوم على ثالث ركائز مهمة:<strong>‏</strong><br />

أولها:<strong>‏</strong> اخلوف من الله،<strong>‏</strong> قال تعالى:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله واملؤمنون<br />

وستردون إلى عالم الغيب والشهادة <strong>في</strong>نبئكم مبا كنتم تعملون(<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)التوبة:<strong>‏</strong> 105(. و<strong>هذا</strong> العلم<br />

اإللهي موجب للخوف من الله ملن عرف الله حق املعرفة،<strong>‏</strong> والتزم التقوى باتباع أوامره<br />

واجتناب نواهيه،<strong>‏</strong> ونهى النفس عن الرذائل من القول والعمل والفكر واالعتقاد،<strong>‏</strong> واتبع مكارم<br />

األخالق؛ ألن لها كوابح عن فعل السيئات.<strong>‏</strong> وقال:<strong>‏</strong> صلى الله عليه وسلم <strong>‏</strong>)إن من أحبكم إلي<br />

وأقربكم مني مجلساً<strong>‏</strong> يوم القيامة أحاسنكم أخالقاً(<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)الترمذي،<strong>‏</strong> د.<strong>‏</strong> ت :2018(.<br />

565<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

وثانيها:<strong>‏</strong> مسؤولية اإلنسان عن سلوكياته ووجوب التزامه باملنهج األخالقي،<strong>‏</strong> وجاءت<br />

من وجود منهج وشريعة إلهية منزلة على الناس من ربهم،<strong>‏</strong> وهي تضع احلدود واحلقوق،<strong>‏</strong><br />

وحتدد الواجبات.<strong>‏</strong><br />

وثالثها:<strong>‏</strong> أن هذه املسؤولية لها عواقب وجزاء <strong>في</strong> الدنيا و<strong>في</strong> اآلخرة،<strong>‏</strong> قال تعالى:<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>)فأما من طغى،<strong>‏</strong> وآثر احلياة الدنيا،<strong>‏</strong> فإن اجلحيم هي املأوى،<strong>‏</strong> وأما من خاف مقام ربه<br />

ونهى النفس عن الهوى،<strong>‏</strong> فإن اجلنة هي املأوى(<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)النازعات :41-37(، و<strong>هذا</strong> اجلزاء هو<br />

القيود واحلدود التي تضبط سلوكيات الناس للعمل وفق املبادئ األخالقية،<strong>‏</strong> وبدونها<br />

يكون اإلنسان <strong>في</strong> مأمن؛ ألنه يفعل ما يشاء إذا غابت عنه عيون الرقباء،<strong>‏</strong> أو كان ذا<br />

سلطة ونفوذ على من حوله.<strong>‏</strong><br />

أهمية القيادة األخالقية:<strong>‏</strong> يشير كل من فرميان وستيوارت )2006 Stewart, )Freeman and<br />

إلى أن ما يتصف به القادة األخالقيون من مبادئ وقيم تنعكس بدورها بشكل كبير على<br />

املؤسسة وجماعة العمل على النحو التالي:<strong>‏</strong><br />

1- أنهم يجسدون ويعكسون قيم املؤسسة من خالل قراراتهم وسلوكياتهم التي تؤثر<br />

ومن ثم <strong>في</strong> سلوكيات أتباعهم،<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong> من شأنه أن يصنع بيئة عمل منتجة تقوم على<br />

الثقة واملسؤولية األخالقية.<strong>‏</strong><br />

2- يركزون على جناح املؤسسة وليس على جناحاتهم الشخصية؛ لذا يبذلون الكثير من<br />

اجلهد والوقت،<strong>‏</strong> كما يلهمون من حولهم من األتباع للسير بنفس االجتاه.<strong>‏</strong><br />

3- يحرصون على اختيار أفضل الكفاءات البشرية للعمل آخذين باالعتبار األخالق<br />

والنزاهة ضمن معاييرهم،<strong>‏</strong> كما يبذلون قصارى جهدهم لتطويرهم،<strong>‏</strong> واالرتقاء<br />

مبهاراتهم،<strong>‏</strong> واكتشاف مواهبهم،<strong>‏</strong> إلعطاء قيمة مضافة للمؤسسة.<strong>‏</strong><br />

4- تأكيدهم من خالل آليات التواصل واحلوار واملتابعة املستمرة واملساءلة ملوظ<strong>في</strong>هم<br />

وأتباعهم على املبادئ األخالقية والقيمية،<strong>‏</strong> وضرورة ترسيخها بأبعاد العمل.<strong>‏</strong><br />

5- يتقبلون النقد البناء واجلاد من موظ<strong>في</strong>هم خلدمة أهداف وغايات املؤسسة،<strong>‏</strong> ولتجنب<br />

األخطاء واملشكالت ومنع وقوعها.<strong>‏</strong><br />

6- التواضع والتعامل بإنسانية مع جماعة العمل وكافة الناس من خالل الرفق واللني<br />

والتفهم للخيارات املختلفة التي يقومون بها،<strong>‏</strong> ومساعدتهم لتحقيق طموحاتهم<br />

وآمالهم.<strong>‏</strong><br />

7- الصرامة واجلدية <strong>في</strong> تطبيق األنظمة واللوائح واتخاذ القرارات الصعبة خلدمة<br />

املؤسسة والصالح العام.<strong>‏</strong><br />

566 مجلة اإلدارة العامة


درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

إن املؤسسات على اختالف طبيعة عملها وأحجامها تتأثر وفقاً<strong>‏</strong> للطراونة )2012(<br />

بقياداتها األخالقية <strong>في</strong> اتخاذ القرارات،<strong>‏</strong> وعمليات التنظيم والتنسيق والعالقات اإلنسانية<br />

داخل التنظيمات الرسمية والرقابة؛ حيث أثبتت الكثير من البحوث والدراسات وجود<br />

انعكاسات وتأثيرات قوية ملمارسات القيادة األخالقية،<strong>‏</strong> فقد أظهرت دراسة <strong>‏</strong>)اكرمي،<strong>‏</strong><br />

564( 2011: أن القيادة األخالقية تدعم حتقيق اجلودة الشاملة بالعمل،<strong>‏</strong> وتطوير املوارد<br />

البشرية،<strong>‏</strong> وتشجع العمل اجلماعي ومتكني العاملني،<strong>‏</strong> وشفا<strong>في</strong>ة املعلومات.<strong>‏</strong> أما دراسة<br />

باورز )2009 )Bowers, فأكدت عالقتها بالفعالية اجلماعية للمعلمني،<strong>‏</strong> وبينت دراسة<br />

بانو وتناكون )2009 &Tennokoon, )Ponn وجود عالقة بينها وبني االلتزام التنظيمي<br />

والثقة بالقيادة.<strong>‏</strong> كما أظهرت دراسة <strong>‏</strong>)العرايضة،<strong>‏</strong> 2011( وجود عالقة ارتباطية إيجابية<br />

بني ممارسات القيادة األخالقية وسلوك املواطنة التنظيمية،<strong>‏</strong> ودراسة و)<strong>‏</strong>‎2012‎ )Wu,<br />

أثر القيادة األخالقية على األداء بالعمل ودورها <strong>في</strong> التمكني النفسي للعاملني و<strong>في</strong> حل<br />

الصراعات والنزاعات ببيئة العمل.<strong>‏</strong><br />

مبادئ القيادة األخالقية:<strong>‏</strong> هي األسس التي يرتكز عليها السلوك األخالقي <strong>في</strong><br />

قيادة املؤسسات واألفراد،<strong>‏</strong> والتي حددها معهد جوزيفسون <strong>في</strong> عام 1999 كما تذكر<br />

موالن )2009 )Mullane, <strong>في</strong> ست ركائز أساسية:<strong>‏</strong><br />

- اجلدارة بالثقة،<strong>‏</strong> والصدق،<strong>‏</strong> والنزاهة،<strong>‏</strong> واملوثوقية،<strong>‏</strong> والوالء.<strong>‏</strong><br />

- االحترام باستخدام القاعدة الذهبية:<strong>‏</strong> عامل اآلخرين كما كنت ترغب <strong>في</strong> أن تعامل،<strong>‏</strong><br />

وباالستماع إليهم وقبول االختالفات.<strong>‏</strong><br />

- املسؤولية واملساءلة،<strong>‏</strong> وضبط النفس،<strong>‏</strong> والسعي للتميز،<strong>‏</strong> والنظر من أعمالنا.<strong>‏</strong><br />

- اإلنصاف دون محاباة أو حتيز.<strong>‏</strong><br />

- الرعاية،<strong>‏</strong> واللطف والرحمة،<strong>‏</strong> واإليثار،<strong>‏</strong> والعمل على تقليل املشقة ومساعدة اآلخرين<br />

ما أمكن ذلك.<strong>‏</strong><br />

- املواطنة:<strong>‏</strong> العمل على جعل املجتمع أفضل،<strong>‏</strong> وحماية البيئة لسيادة الدميقراطية.<strong>‏</strong><br />

567<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

أما جريس )2005 )Grace, فقد وضع منوذج 4-V يحدد وفقاً<strong>‏</strong> ملركز القيادة<br />

األخالقية )2014( مبادئ القيادة األخالقية؛ حيث يرى أن القيادة األخالقية هي<br />

االنسجام احلادث بني العوامل الداخلية للقائد <strong>‏</strong>)القيم واملعتقدات(<strong>‏</strong> مع العوامل<br />

اخلارجية <strong>‏</strong>)السلوكيات واإلجراءات(<strong>‏</strong> من أجل حتقيق الصالح العام للمجتمع؛ لذا فإن<br />

منوذجه يبدأ من:<strong>‏</strong><br />

القيم :Values القيادة األخالقية تبدأ من الفهم وااللتزام بالقيم واملبادئ األخالقية<br />

األساسية لكل فرد،<strong>‏</strong> ومن ثم البدء بعملية دمج هذه القيم <strong>في</strong> ممارساتنا وخياراتنا.<strong>‏</strong><br />

الرؤية :Vision هي القدرة على تأطير أعمالنا - وخاصة <strong>في</strong> خدمة اآلخرين -<br />

داخل الصورة احلقيقية والسياق األخالقي ملا يجب أن يكون.<strong>‏</strong><br />

الصوت :Voice توضيح القائد الرؤية لآلخرين بطريقة صحيحة ومقنعة يزيد من<br />

حماسهم ويحفزهم للعمل.<strong>‏</strong><br />

االستقامة <strong>‏</strong>)الفضيلة(<strong>‏</strong> :Virtue تعزيز القائد للفضائل األخالقية من خالل<br />

ممارسة السلوك األخالقي أي السعي للقيام مبا هو صواب وما هو جيد ألجل الصالح<br />

العام.ويضيف جريس إلى ما سبق ثالثة عناصر إضا<strong>في</strong>ة هي:<strong>‏</strong><br />

Service خدمة اآلخرين:<strong>‏</strong> حيث إنها تعد اختباراً<strong>‏</strong> لقيم وأخالق القائد،<strong>‏</strong> وتكشف<br />

بوضوح عن منظوره القيمي الداخلي.<strong>‏</strong><br />

Polis وتعني بالالتينية املدينة،<strong>‏</strong> ويقصد منها:<strong>‏</strong> تغليب املصلحة العامة على املصالح<br />

الفردية ومصالح اجلماعات باملنظمة<br />

:Renewal التجديد وإرادة التغيير.<strong>‏</strong><br />

أما نورث هاوس <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎2006‎م:<strong>‏</strong> 61( <strong>في</strong>رى أن هذه املبادئ متثل أساساً<strong>‏</strong> لتطوير القيادة األخالقية<br />

باملنظمات،<strong>‏</strong> وقد أوضحها بالتالي:<strong>‏</strong> )1( احترام اآلخرين.<strong>‏</strong> )2( خدمة اآلخرين.<strong>‏</strong> )3( إظهار<br />

العدالة.<strong>‏</strong> )4( الصدق.<strong>‏</strong> )5( بناء املجتمع.<strong>‏</strong> <strong>في</strong> حني ترى شولت )2009 )Schulte, أن هناك<br />

خمسة مبادئ توجه سلوكيات القيادة األخالقية؛ هي:<strong>‏</strong> احترام الذات وتقديرها،<strong>‏</strong> عدم<br />

اإلضرار بالناس،<strong>‏</strong> اإلحسان،<strong>‏</strong> العدل واإلنصاف،<strong>‏</strong> اإلخالص.<strong>‏</strong><br />

أما <strong>‏</strong>)العقيل،<strong>‏</strong> 2004( فقد حدد القيادة األخالقية <strong>في</strong> عدة مبادئ،<strong>‏</strong> هي:<strong>‏</strong> األمانة،<strong>‏</strong><br />

والعدل،<strong>‏</strong> والتواضع،<strong>‏</strong> والرحمة،<strong>‏</strong> والصبر،<strong>‏</strong> واحللم،<strong>‏</strong> والعفو،<strong>‏</strong> وتقبل النقد،<strong>‏</strong> واالعتراف باخلطأ<br />

والتراجع عنه،<strong>‏</strong> واحترام العهد،<strong>‏</strong> والثبات على القيم،<strong>‏</strong> وحفظ السر،<strong>‏</strong> واإلنصات،<strong>‏</strong> والتزام أدب<br />

568 مجلة اإلدارة العامة


درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

احلوار واخلالف،<strong>‏</strong> والصدق والوضوح.<strong>‏</strong> <strong>في</strong> حني حدد <strong>‏</strong>)طاهر،<strong>‏</strong> 2007( منوذجاً<strong>‏</strong> للقيادي<br />

التربوي اإلسلالمي يقوم على مبادئ:<strong>‏</strong> التقوى،<strong>‏</strong> والثقة بالله،<strong>‏</strong> واالستقامة،<strong>‏</strong> واإلخالص،<strong>‏</strong><br />

واألمانة،<strong>‏</strong> والتعاون،<strong>‏</strong> واالعتدال،<strong>‏</strong> والعدل،<strong>‏</strong> والصبر،<strong>‏</strong> والتواضع،<strong>‏</strong> واحللم،<strong>‏</strong> والوفاء،<strong>‏</strong> والقدوة،<strong>‏</strong><br />

واحلكمة،<strong>‏</strong> والتبصر،<strong>‏</strong> والنصيحة،<strong>‏</strong> واإلتقان،<strong>‏</strong> والتغيير والتطوير،<strong>‏</strong> والذي يجب أن ينعكس<br />

<strong>في</strong> ممارسات القائد باملؤسسات التربوية.<strong>‏</strong><br />

عضو هيئة التدريس بالجامعة قائد أخالقي:<strong>‏</strong><br />

يعد األستاذ اجلامعي أحد أهم موارد اجلامعة اإلستراتيجية وركائزها األساسية،<strong>‏</strong><br />

فهو القائم على حتقيق أهدافها وتوجهاتها املستقبلية،<strong>‏</strong> وهو العنصر احلاسم <strong>في</strong><br />

منظومة العملية التعليمية،<strong>‏</strong> واإلنتاجية البحثية،<strong>‏</strong> والشراكة واملسؤولية االجتماعية،<strong>‏</strong> من<br />

خالل ما يقوم به من مسؤوليات وأدوار متعددة تهدف لنجاح العمل اجلامعي،<strong>‏</strong> وحتقيق<br />

اجلودة <strong>في</strong> مخرجاته،<strong>‏</strong> وال ميكن أن يتحقق ذلك إال من خالل تكوينه الشخصي والعلمي<br />

واملعر<strong>في</strong> املتخصص،<strong>‏</strong> وتكوينه الفكري بكل ما يتضمنه من قيم ومبادئ أخالقية وقناعات<br />

ومعتقدات تنعكس على سلوكياته وممارساته املختلفة،<strong>‏</strong> وتعد هذه أخطرها <strong>في</strong> مكونات<br />

األستاذ اجلامعي،<strong>‏</strong> فإذا كانت القيادة مبفهومها احلديث تعني القدرة على التأثير<br />

وحتريك الناس باجتاه الهدف املشترك؛ فإن األستاذ اجلامعي بحكم عمله وتفاعله<br />

مع طالبه ميلك هذه القدرة التأثيرية عليهم من خالل املمارسات التي يقوم بها داخل<br />

الفصول الدراسية وخارجها،<strong>‏</strong> هذه القدرة التأثيرية جتعله قائداً<strong>‏</strong> للعمل التربوي،<strong>‏</strong> وتلزمه<br />

بأدوار قيادية أعمق من مجرد إعطاء املعلومات وتقدمي املعرفة،<strong>‏</strong> وإجراء االختبارات<br />

ورصد الدرجات التحصيلية فقط،<strong>‏</strong> وتظهر <strong>في</strong> كونه:<strong>‏</strong><br />

1- امللهم ذا الرؤية الواضحة <strong>في</strong> تربية طالبه وإعدادهم ليكونوا أكثر فعالية وخدمة<br />

للمجتمع واإلنسانية.<strong>‏</strong><br />

2- احملفز واملشجع لهم لبذل أقصى جهودهم <strong>في</strong> عملية التعلم والتعليم،<strong>‏</strong> وللثقة بأنفسهم<br />

وبقدراتهم وإمكانياتهم،<strong>‏</strong> وجتاوز ضعفهم ومشكالتهم،<strong>‏</strong> واالرتقاء بأدائهم وقدراتهم.<strong>‏</strong><br />

3- املكتشف ملواهبهم،<strong>‏</strong> والراعي لها لتنمو وتظهر <strong>في</strong> إبداعاتهم وابتكاراتهم.<strong>‏</strong><br />

4- املوجه واملرشد الذي يقدم لهم النصح واملشورة <strong>في</strong> تعلمهم أو <strong>في</strong> مواجهة حتدياتهم<br />

ومشكالتهم.<strong>‏</strong><br />

5- املعلم واملزود طالبه باملعرفة،<strong>‏</strong> والذي يبني العقول ومهارات التفكير،<strong>‏</strong> لتوظيفها<br />

مبواقف احلياة املختلفة.<strong>‏</strong><br />

569<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

6- املربي لقادة املستقبل الذين يتسمون بالوسطية واالعتدال <strong>في</strong> فكرهم،<strong>‏</strong> ويعون<br />

بدورهم <strong>في</strong> تطوير وتنمية مجتمعاتهم،<strong>‏</strong> بل وأمتهم العربية واإلسلالمية،<strong>‏</strong> ويتمسكون<br />

بثوابتهم اإلسالمية وقيمهم وهويتهم الثقا<strong>في</strong>ة.<strong>‏</strong><br />

7- املقنع بأساليب احلوار البناء لتغيير قناعات طالبه السلبية نحو اإليجابية،<strong>‏</strong> وتعديل<br />

سلوكياتهم.<strong>‏</strong><br />

8- القدوة احلسنة <strong>في</strong> أسمى صورها،<strong>‏</strong> من حيث التعامل والتفهم واالنفتاح على طالبه،<strong>‏</strong><br />

وإعطاؤهم النموذج الذي يحتاجون إليه،<strong>‏</strong> والرمز الذي يتمثلون أفعاله وأقواله.<strong>‏</strong><br />

ال يستطيع األستاذ اجلامعي أن يقوم باألدوار التي يفرضها عليه موقعه القيادي<br />

مع طالبه بالقاعة الدراسية أو الورش العملية،<strong>‏</strong> أو باألنشطة املنهجية وغيرها دون أن<br />

يتسلح باألخالق التي جتعل من التفاعالت والعالقات التي تقوم بينه وبينهم ممارسات<br />

أخالقية متعمقة <strong>في</strong> الرعاية واالهتمام بعمليتي التعلم والتعليم ألسباب عدة:<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>•كون األخالق التي يتمثلها األستاذ اجلامعي قوالً<strong>‏</strong> وفعالً<strong>‏</strong> هي التي جتعله ذا<br />

قدرة على التأثير <strong>في</strong> طلبته،<strong>‏</strong> حيث يذكر زو )2008 )Zhu, أنه وفقاً<strong>‏</strong> لنظرية<br />

التعلم االجتماعي لباندورا فإن األفراد يتعلمون عن طريق االنتباه وتقليد<br />

السلوكيات،<strong>‏</strong> والقيم والتصرفات للنماذج القيادية األخالقية أو الرموز محل<br />

الثقة؛ حيث ينظر إليهم كمصادر لإلرشاد والتوجيه،<strong>‏</strong> فهم وفقاً<strong>‏</strong> ألفولو Avolio,(<br />

2005( يشجعون ويدربون أتباعهم على تأسيس مجموعة داخلية من املبادئ<br />

والنماذج األخالقية التي تساعد على ترسيخ الهوية األخالقية لديهم.<strong>‏</strong> لذا كان<br />

االهتمام باملقومات األخالقية للمعلمني من أبرز ما ركز عليه الفكر التربوي<br />

اإلسالمي،<strong>‏</strong> فوفقاً<strong>‏</strong> للتل )2011 :207( يُذكر عن أبي هريرة رضي الله عنه قوله:<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>»إن <strong>هذا</strong> العلم دين فانظروا عمن تأخذونه«،<strong>‏</strong> وقول عبد الله بن مسعود رضي<br />

الله عنه:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>»ال يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم،<strong>‏</strong> فإذا أخذوه عن<br />

أصاغرهم وشرارهم هلكوا.<strong>‏</strong> فاألستاذ اجلامعي هو القدوة لطالبه،<strong>‏</strong> وهو املثل<br />

الذي يحتذى به؛ إذ يؤكد )2004( Schnake, Fredenberger, & Dumler أن<br />

السلوك األخالقي ألعضاء هيئة التدريس ذو تأثير مباشر <strong>في</strong> رضا الطلبة<br />

عن اجلامعة وعن بقائهم <strong>في</strong>ها فبغير األخالق يفقد األستاذ اجلامعي قدرته<br />

على التأثير <strong>في</strong>هم،<strong>‏</strong> مما ينعكس على حتقيق طموحات اجلامعة وتوجهاتها <strong>في</strong><br />

مخرجات واعدة وجيل منتج يسهم <strong>في</strong> تنمية ورفعة املجتمع.<strong>‏</strong><br />

570 مجلة اإلدارة العامة


درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

<strong>‏</strong>•دور األخالق <strong>في</strong> ضبط سلوكيات األستاذ اجلامعي كقائد،<strong>‏</strong> فهي مبثابة املعايير<br />

املرجعية التي يحتكم إليها <strong>في</strong> ممارساته مع طالبه وتعطي له القدرة على<br />

التحكم والسيطرة على تصرفاته وانفعاالته ومشاعره،<strong>‏</strong> فال ينجرف مع األهواء<br />

والرغبات الذاتية،<strong>‏</strong> وال تؤثر <strong>في</strong>ه التغيرات واملستجدات؛ ألنه يلتزم بأمانة<br />

تقدمي العلم واملعرفة،<strong>‏</strong> <strong>في</strong>بذل <strong>في</strong> سبيل هذه األمانة الوقت واجلهد لالطالع<br />

واملراجعة واإلعداد والتخطيط لتقدمي أفضل العلم وثماره،<strong>‏</strong> وبالعدل واإلنصاف<br />

مع طالبه،<strong>‏</strong> فال ظلم وال تعسف <strong>في</strong> تقوميهم و<strong>في</strong> تعامله معهم فالعدل جوهر<br />

العمل التعليمي،<strong>‏</strong> وبالنزاهة واملصداقية <strong>في</strong> عمله التربوي والتعليمي،<strong>‏</strong> فال يستغل<br />

طالبه لتحقيق مصالح أو مكاسب شخصية،<strong>‏</strong> وبتحمل مسؤولية تعليم وتعلم<br />

طلبته من خالل إتقان عمله،<strong>‏</strong> واإلخالص <strong>في</strong>ه وبتعهد طلبته بالرعاية واالهتمام،<strong>‏</strong><br />

وتشجيعهم وحت<strong>في</strong>زهم،<strong>‏</strong> وفتح أبواب التواصل وقنوات احلوار معهم،<strong>‏</strong> واالنفتاح<br />

عليهم،<strong>‏</strong> واالستماع آلرائهم وعدم تس<strong>في</strong>ه أفكارهم ومقترحاتهم،<strong>‏</strong> ودفعهم للتعاون<br />

والعمل اجلماعي بالسيطرة على ذاته من خالل التزامه مببادئ العفو والتسامح<br />

والليني والرفق مع طلبته،<strong>‏</strong> فال يتعاظم على طلبته؛ بل يتواضع لهم،<strong>‏</strong> وال يسخر<br />

منهم أو يستهزئ بهم،<strong>‏</strong> بل يراعي مشاعرهم،<strong>‏</strong> ويهتم بشؤونهم،<strong>‏</strong> <strong>في</strong>دفعهم لالنشغال<br />

بالعلم وبذل اجلهد <strong>في</strong>ه،<strong>‏</strong> ويصبر على زالتهم،<strong>‏</strong> ويتغاضى عن أخطائهم ويقبل<br />

نقدهم برحابة صدر فإن املعلم خير من املعنف.<strong>‏</strong><br />

إن القيادة األخالقية لعضو هيئة التدريس باجلامعة متثل األساس <strong>في</strong> كل جوانب<br />

عمله التعليمي،<strong>‏</strong> والبحثي،<strong>‏</strong> واملجتمعي،<strong>‏</strong> فقد أثبتت الدراسات ارتباط القيادة األخالقية،<strong>‏</strong><br />

باملرتكزات الالزمة لتحقيق اجلودة والتميز،<strong>‏</strong> وبناء مجتمع املعرفة باجلامعة،<strong>‏</strong> وغرس قيم<br />

املسؤولية والوالء واالنتماء واملواطنة الصاحلة لدى طلبته.<strong>‏</strong><br />

الدراسات السابقة:<strong>‏</strong> وتم عرضها من األقدم <strong>في</strong> النشر إلى األحدث:<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>•دراسة روشنسكي وباوش 2006( Bauch, :)Rucinski &<br />

وسعت للتعرف على<br />

انعكاسات برنامج إعداد القيادة التربوية املطبق بإحدى اجلامعات اخلاصة<br />

مبنطقة الشمال الغربي بالواليات املتحدة على إدراك خريجي البرنامج<br />

وممارساتهم للقيادة األخالقية <strong>في</strong> مواقع أعمالهم املختلفة.<strong>‏</strong> وقد طبق<br />

الباحثان استبياناً<strong>‏</strong> على )106( من خريجي البرنامج القدامى،<strong>‏</strong> وعلى )113(<br />

من زمالئهم بالعمل،<strong>‏</strong> وتوصلت إلى:<strong>‏</strong> أن البرنامج كان له انعكاس وتأثير <strong>في</strong><br />

أفعالهم وقراراتهم مبعدل مرتفع،<strong>‏</strong> وعلى تفهمهم وتعاطفهم حلاجات عمالئهم،<strong>‏</strong><br />

571<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

•<br />

•<br />

وعلى قدرتهم <strong>في</strong> السيطرة الشخصية على ردود أفعالهم وممارسة الفضائل<br />

األخالقية بالعمل.<strong>‏</strong> وكان ملتغيري اجلنس والعمر فروق ذات داللة إحصائية<br />

<strong>في</strong> درجة االنعكاس.<strong>‏</strong> وأوصت الدراسة بأن يكون ألعضاء هيئة التدريس دور<br />

<strong>في</strong> تطوير طرق للتدريس تسهم <strong>في</strong> انعكاس ممارسة القيادة األخالقية على<br />

سلوكيات طالبهم.<strong>‏</strong><br />

دراسة احلوراني وطناش )2007 (: تناولت حتديد السلوك اخللقي لألستاذ<br />

اجلامعي <strong>في</strong> املجال األكادميي من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس باجلامعة<br />

األردنية،<strong>‏</strong> ومعرفة تأثير بعض متغيراتهم <strong>في</strong> وجهات نظرهم.<strong>‏</strong> وكان منهجها<br />

الوص<strong>في</strong> املسحي،<strong>‏</strong> واالستبيان أداة جلمع معلوماتها من عينة عشوائية بلغت<br />

)432( عضواً،<strong>‏</strong> وأظهرت نتائجها وجود )14( سلوكاً<strong>‏</strong> متثل أكثر األمناط السلوكية<br />

اخللقية متحورت حول قضايا:<strong>‏</strong> عدم احترام الطلبة وعدم تقدير آرائهم ووجهات<br />

نظرهم وخل<strong>في</strong>اتهم،<strong>‏</strong> وعدم اللياقة والتصرف ومراعاة اآلداب العامة،<strong>‏</strong> واستغالل<br />

اجلامعة والطلبة،<strong>‏</strong> والتعامالت املالية مع الطلبة وذويهم،<strong>‏</strong> واإلساءة للزمالء،<strong>‏</strong> وكان<br />

ملتغير اجلنس والرتبة األكادميية والكلية أثر ذو داللة إحصائية <strong>في</strong> حتدي<br />

األمناط السلوكية اخللقية.<strong>‏</strong><br />

دراسة بيفرلي وسميث )2007 :)Beverly&Smith, هدفت إلى التعرف على<br />

تأثير مصداقية وكفاءة عضو هيئة التدريس على دافعية الطلبة للتعلم ونتائج<br />

تعلمهم الوجداني.<strong>‏</strong> وقد طبقت الدراسة مجموعة من األدوات؛ منها:<strong>‏</strong> األشرطة<br />

املسجلة على )88( طالباً.<strong>‏</strong> وقد أظهرت النتائج وجود تأثير إيجابي قوي<br />

ملصداقية وكفاءة األستاذ اجلامعي على نتائج تعلم الطلبة ودافعيتهم.<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>•دراسة فالنتني وكيدول Valentine&( )Kidwell, 2008<br />

: هدفت إلى التعرف<br />

على تقومي الطلبة للسلوكيات األخالقية احملتملة ألعضاء هيئة التدريس،<strong>‏</strong><br />

والعالقة بني إدراكهم لسوء سلوكيات أعضاء هيئة التدريس ومتغيري اجلنس<br />

والتصنيف األكادميي لهم.<strong>‏</strong> وقد طبق استبيان الدراسة على عينة بلغت )309(<br />

طالب من كلية األعمال <strong>في</strong> جامعتني مختلفتني بوالية وايومنغ األمريكية.<strong>‏</strong> وقد<br />

أظهرت النتائج:<strong>‏</strong> أن نسبة )٪83( من الطلبة يرون أن أعضاء هيئة التدريس<br />

يعطون درجات متدنية بسبب معارضة الطلبة آلرائهم <strong>في</strong> القاعة الدراسية،<strong>‏</strong><br />

و)<strong>‏</strong>‎٪80‎<strong>‏</strong>(<strong>‏</strong> يفشون أسرار الطلبة اخلاصة لزمالئهم من الهيئة التدريسية،<strong>‏</strong> وأشار<br />

)٪70( إلى خفض األساتذة للتكليفات الص<strong>في</strong>ة لبعض الطلبة بسبب العالقات<br />

572 مجلة اإلدارة العامة


•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

املشبوهة معهم.<strong>‏</strong> وأوصت بأهمية أن يراجع أعضاء هيئة التدريس أنفسهم <strong>في</strong><br />

ضوء تقوميات الطلبة،<strong>‏</strong> وأهمية الربط بني فعالية العملية التعليمية والسلوك<br />

األخالقي ألعضاء هيئة التدريس بطريقة أكثر جدية وصرامة.<strong>‏</strong><br />

دراسة اجلراح والشريفني )2010 (: هدفت إلى حتديد سمات عضو هيئة<br />

التدريس الفعال من وجهة نظر الطلبة،<strong>‏</strong> واختالف هذه التقديرات وفقاً<strong>‏</strong> ملتغيرات<br />

اجلنس والكلية واملستوى التعليمي.<strong>‏</strong> وقد استخدمت املنهج الوص<strong>في</strong> التحليلي،<strong>‏</strong><br />

وطبقت استبياناً<strong>‏</strong> على )1020( طالباً<strong>‏</strong> وطالبة من كليات جامعة اليرموك.<strong>‏</strong> وجاءت<br />

النتائج مبينة أن طلبة اجلامعة يولون جميع سمات عضو هيئة التدريس احملددة<br />

بالدراسة أهمية؛ غير أن السمات الشخصية جاءت <strong>في</strong> املرتبة األولى من حيث<br />

االهتمام،<strong>‏</strong> وباألخص حتليه بالعدل واملثل واملبادئ واألخالق الفاضلة،<strong>‏</strong> ثم جاءت<br />

سماته <strong>في</strong> إدارة الصف،<strong>‏</strong> تليها سماته <strong>في</strong> التخطيط والتدريس،<strong>‏</strong> ووجدت ملتغير<br />

اجلنس تأثيراً<strong>‏</strong> ذا داللة إحصائية <strong>في</strong> حتديد السمات.<strong>‏</strong><br />

دراسة محمد نور والسيد )2011 (: سعت للتعرف على املقومات الشخصية<br />

واملهنية التي ينبغي توافرها <strong>في</strong> عضو هيئة التدريس،<strong>‏</strong> واملعوقات التي حتد من<br />

توافرها من وجهة نظرهم.<strong>‏</strong> وقد استخدمت االستبيان على )39( من أعضاء<br />

هيئة التدريس بكلية التربية جامعة األزهر.<strong>‏</strong> وجاء <strong>في</strong> نتائجها:<strong>‏</strong> أن إتقان<br />

تقدمي املادة العلمية،<strong>‏</strong> واإلخالص،<strong>‏</strong> واإلنصاف والعدل مع الطلبة،<strong>‏</strong> واالتصاف<br />

باالتزان االنفعالي،<strong>‏</strong> هو <strong>في</strong> مقدمة املقومات التي يجب توافرها لدى عضو هيئة<br />

التدريس.<strong>‏</strong> كما رصدت مجموعة من املعوقات التي حتد من توافرها.<strong>‏</strong><br />

دراسة البلوى )2011 (: سعت للتعرف على أخالقيات العمل <strong>في</strong> الشريعة<br />

اإلسالمية ومدى التزام أساتذة وطلبة جامعة تبوك بها،<strong>‏</strong> وتأثير متغيري اجلنس<br />

والكلية <strong>في</strong> حتديد مدى االلتزام لعينة الدراسة.<strong>‏</strong> وقد طبق استبيان على عينة<br />

عشوائية من أعضاء هيئة التدريس بلغت )91(، و)<strong>‏</strong>‎100‎<strong>‏</strong>(<strong>‏</strong> من طلبة الكليات<br />

املختلفة باجلامعة.<strong>‏</strong> وقد أظهرت النتائج:<strong>‏</strong> أن أكثر بنود االلتزام بأخالقيات<br />

العمل عند الهيئة التدريسية كانت األمانة والدقة،<strong>‏</strong> وااللتزام مبقتضى العلم<br />

والقول.<strong>‏</strong> أما عند الطلبة فجاء الصدق والصراحة والتواضع.<strong>‏</strong> وقد وضعت<br />

تصوراً<strong>‏</strong> مقترحاً<strong>‏</strong> لتعزيز أخالقيات العمل باجلامعة.<strong>‏</strong><br />

دراسة التل )2011 (: هدفت إلى التعرف على مستوى توافر املقومات<br />

الشخصية لألستاذ اجلامعي <strong>في</strong> أعضاء هيئة التدريس بكلية التربية <strong>في</strong> جامعة<br />

573<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

•<br />

جازان كما يقدرها طالب اجلامعة امللتحقون بدراسة املقررات التربوية.<strong>‏</strong> وإلى<br />

الكشف عن الفروق الدالة إحصائياً<strong>‏</strong> بيني تقديراتهم وفق متغيرات التخصص<br />

واملستوى الدراسي واملعدل التراكمي.<strong>‏</strong> وكان منهجها املستخدم الوص<strong>في</strong>،<strong>‏</strong><br />

وأداتها االستبيان الذي طبق على )358( طالباً.<strong>‏</strong> وتوصلت إلى:<strong>‏</strong> أن املقومات<br />

الشخصية و )30( صفة منها متوافرة بشكل مرتفع لدى أعضاء هيئة التدريس،<strong>‏</strong><br />

و )18( صفة بشكل متوسط،<strong>‏</strong> وجاءت الفروق دالة بالنسبة ملتغيري التخصص<br />

واملستوى الدراسي فقط.<strong>‏</strong><br />

دراسة العتيبي )2011 (: سعت الدراسة ملعرفة أولويات الكفايات األخالقية<br />

والتقنية التي ينبغي أن تتوافر لدى أعضاء هيئة التدريس باجلامعات.<strong>‏</strong><br />

واستخدمت املنهج الوص<strong>في</strong> التحليلي،<strong>‏</strong> واالستبيان أداة للدراسة على عينة<br />

عشوائية بلغت )104( من أعضاء هيئة تدريس بكليتي التربية بنجران واخلرج.<strong>‏</strong><br />

وتوصلت إلى عدد من النتائج تشكل أولويات الكفايات األخالقية:<strong>‏</strong> احترام وقت<br />

احملاضرات،<strong>‏</strong> وااللتزام باألمانة العلمية.<strong>‏</strong> وكان ملتغيري اجلنس والكلية تأثير <strong>في</strong><br />

حتديد أولويات الكفايات األخالقية.<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>•دراسة بولكان وآخرين 2011( Others, )Bolkan &<br />

•<br />

: ترى الدراسة أعضاء<br />

هيئة التدريس قادة <strong>في</strong> قاعاتهم الدراسية؛ لذا هدفت إلى التعرف على<br />

تأثير ممارستهم للتح<strong>في</strong>ز الذهني كأحد مكونات القيادة التحويلية على نتائج<br />

التعلم للطلبة.<strong>‏</strong> وقد استخدمت االستبانة أداة طبقت على )268( من طلبة<br />

البكالوريوس بأكبر جامعتني بالشمال الشرقي واجلنوب الغربي بالواليات<br />

املتحدة.<strong>‏</strong> وقد أثبتت الدراسة أن التواصل الفعال والتح<strong>في</strong>ز الذهني للهيئة<br />

التدريسية كان له تأثير عميق <strong>في</strong> نتائج تعلم الطلبة.<strong>‏</strong><br />

دراسة الشاهني )2011 (: هدفت إلى حتديد وقياس وتوصيف الصورة<br />

الكلية لعضو هيئة التدريس لدى الطلبة واجتاهاتهم نحو احملتوى الدراسي<br />

الذي يقدمه عضو هيئة التدريس،<strong>‏</strong> وتقييمهم لصفاته واجتاهاتهم العام نحوه،<strong>‏</strong><br />

وعالقة <strong>هذا</strong> بالتحصيل الدراسي لديهم.<strong>‏</strong> واعتمدت املنهج الوص<strong>في</strong> التحليلي،<strong>‏</strong><br />

واالستبيان جلمع املعلومات من عينة قوامها )221( طالباً<strong>‏</strong> وطالبة من طلبة<br />

كلية التربية بجامعة الكويت،<strong>‏</strong> وكلية التربية األساسية بالهيئة العامة للتعليم<br />

التطبيقي والتدريب.<strong>‏</strong> وقد أظهرت النتائج وجود عالقة إيجابية طردية بني<br />

الصورة الكلية لعضو هيئة التدريس وبني كل من اجتاه الطالب نحو املقرر<br />

574 مجلة اإلدارة العامة


•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

الدراسي،<strong>‏</strong> ومستوى اإلفادة منه،<strong>‏</strong> وتقييم صفات عضو هيئة التدريس واالجتاه<br />

العام نحوه.<strong>‏</strong> كما أظهرت وجود عالقة ارتباط إيجابية بني صورة عضو هيئة<br />

التدريس لدى الطلبة ومستوى التحصيل الدراسي لهم.<strong>‏</strong><br />

دراسة السعدية )2012 (: هدفت إلى تقدمي رؤية علمية قائمة على حتليل<br />

بعض الدراسات التي تناولت األخالقيات املهنية لألستاذ اجلامعي،<strong>‏</strong> وتوضيح<br />

بعض القضايا اخلاصة بها،<strong>‏</strong> واستخدمت املنهج الوص<strong>في</strong> املكتبي.<strong>‏</strong> وكان نتائجها:<strong>‏</strong><br />

أن مهنة األستاذ اجلامعي تتطلب منه إمياناً<strong>‏</strong> صادقاً<strong>‏</strong> بها وممارسة قائمة على<br />

األخالق؛ من متابعة ما هو جديد،<strong>‏</strong> والتزام األمانة،<strong>‏</strong> ومتابعة الطلبة،<strong>‏</strong> وتشجيعهم،<strong>‏</strong><br />

وإظهار الثقة واالحترام لهم.<strong>‏</strong><br />

دراسة الزعبي )2012 (: هدفت إلى التعرف على تصورات أعضاء هيئة<br />

التدريس والطلبة <strong>في</strong> كلية العلوم االجتماعية بجامعة طيبة ألخالقية بعض<br />

املمارسات التدريسية،<strong>‏</strong> واستخدمت االستبيان أداة طبقت على عينة عشوائية<br />

من أعضاء هيئة التدريس بلغت )32( عضواً،<strong>‏</strong> و)<strong>‏</strong>‎230‎<strong>‏</strong>(<strong>‏</strong> من الطلبة.<strong>‏</strong> وبينت<br />

نتائجها أن تصورات أعضاء هيئة التدريس <strong>في</strong>ما يتعلق بأخالقية ممارسات<br />

التدريس قيد الدراسة معقولة،<strong>‏</strong> وأن هناك فروقاً<strong>‏</strong> دالة إحصائياً<strong>‏</strong> بني مجموعتي<br />

األساتذة والطلبة <strong>في</strong> تصوراتها األخالقية وعدم األخالقية <strong>في</strong> عدد من<br />

املمارسات،<strong>‏</strong> كما أن األساتذة والطلبة يرون أن املناخ األخالقي لكليتهم مثالي،<strong>‏</strong><br />

وأن بعض املمارسات ال تشاهد <strong>في</strong> مناخ الكلية.<strong>‏</strong><br />

دراسة بني أرشيد )2013 (: هدفت إلى التعرف على الصفات الشخصية<br />

والكفاءات املهنية املرغوبة <strong>في</strong> األستاذ اجلامعي من وجهة نظر الطلبة،<strong>‏</strong> والكشف<br />

عن املتغيرات التي لها تأثير <strong>في</strong> حتديد تلك الصفات والكفاءات املرغوبة.<strong>‏</strong> وكان<br />

منهجها الوص<strong>في</strong> املسحي،<strong>‏</strong> وأداتها االستبانة التي طبقت على )1400( طالب<br />

وطالبة <strong>في</strong> مختلف كليات اجلامعة.<strong>‏</strong> وأظهرت النتائج أن اجلانب األخالقي<br />

جاء <strong>في</strong> املرتبة الثانية <strong>في</strong> تفضيالت الطلبة لسماته؛ وأبرزها:<strong>‏</strong> احترام الطلبة<br />

وتقديرهم،<strong>‏</strong> واحلكمة <strong>في</strong> القول والسلوك والعدل،<strong>‏</strong> إضافة لوجود فروق دالة<br />

ملتغيري اجلنس واملستوى الدراسي.<strong>‏</strong><br />

دراسة الطاهر وآخرين )2014 (: سعت للتعرف على خصائص األستاذ اجلامعي<br />

الناجح كما يدركها طلبة بجامعة املسيلة باجلزائر،<strong>‏</strong> والفروق <strong>في</strong> إدراك الطلبة<br />

لهذه اخلصائص وفقاً<strong>‏</strong> ملتغير اجلنس.<strong>‏</strong> وقد استخدم <strong>في</strong>ها املنهج الوص<strong>في</strong>،<strong>‏</strong><br />

575<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

واستبيان على عينة عشوائية قوامها )145( طالباً<strong>‏</strong> وطالبة <strong>في</strong> ثالثة أقسام<br />

بكلية العلوم االجتماعية.<strong>‏</strong> وأظهرت النتائج أن اخلصائص االجتماعية لعضو<br />

هيئة التدريس هي األكثر إدراكاً<strong>‏</strong> من الطلبة؛ و<strong>في</strong> مقدمتها:<strong>‏</strong> التعاون والعالقة<br />

اجليدة والتعامل معهم بانسجام وبدون استعالء،<strong>‏</strong> وقدرتهم على قيادة الطلبة<br />

وتوجيههم.<strong>‏</strong><br />

التعليق على الدراسات السابقة:<strong>‏</strong><br />

<strong>في</strong> ضوء ما مت عرضه من دراسات سابقة ميكن استخالص التالي:<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>•معظم الدراسات التي تناولت عضو هيئة التدريس ركزت على أن أخالقيات<br />

عضو هيئة التدريس هي مقوماته الشخصية،<strong>‏</strong> أو االجتماعية،<strong>‏</strong> أو أخالقياته<br />

ملهنة التعليم،<strong>‏</strong> <strong>في</strong> حني أن الدراسة احلالية تنظر لألستاذ اجلامعي كقائد له<br />

منظور أخالقي شمولي ال يتحدد <strong>في</strong> اجلانب الشخصي،<strong>‏</strong> أو االجتماعي،<strong>‏</strong> أو<br />

اجلانب املهني؛ بل إن <strong>هذا</strong> املنظور األخالقي هو الكل املهيمن على سلوكياته<br />

مهنياً<strong>‏</strong> وشخصياً<strong>‏</strong> واجتماعياً<strong>‏</strong> وثقا<strong>في</strong>اً<strong>‏</strong> وتربوياً..<strong>‏</strong> إلخ.<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>•أثبتت دراسة بولكان وآخرون )2011 Others, )Bolkan &<br />

أن التح<strong>في</strong>ز الذهني<br />

والتواصل مع الطلبة وهو أحد مكونات القيادة التحويلية وله تأثير عميق <strong>في</strong><br />

نتائج تعلم الطلبة،<strong>‏</strong> والقيادة التحويلية هي األكثر ارتباطاً<strong>‏</strong> بالقيادة األخالقية<br />

كما يذكر وو )2012( ،Wu والدراسة احلالية تسعى إلثبات تأثير القيادة<br />

األخالقية على نتائج وحتصيل الطلبة.<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>•بعض الدراسات التي تناولت مقومات عضو هيئة التدريس،<strong>‏</strong> كدراسة<br />

),2007 Beverly&Smith ؛&<strong>‏</strong>Valentine Kidwell,2008‎؛ الشاهني،<strong>‏</strong> ‎2011‎؛<br />

بني أرشيد،<strong>‏</strong> 2013( أكدت تأثير هذه املقومات على أدائه وفعاليته التعليمية<br />

وعلى صورته <strong>في</strong> نظر طلبته واجتاهاتهم نحو املقرر الدراسي الذي يدرسه<br />

وعلى حتصيلهم الدراسي،<strong>‏</strong> أما الدراسة احلالية فتختلف عنها <strong>في</strong> كونها تسعى<br />

ملعرفة درجة ممارسة القيادة األخالقية لعضو هيئة التدريس من وجهة نظر<br />

طلبته وانعكاساتها على حتصيلهم،<strong>‏</strong> وتعزيز الثقة بأنفسهم،<strong>‏</strong> وزيادة اإلبداع<br />

وتنميتهم؛ ليكونوا جزءاً<strong>‏</strong> فاعالً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> مجتمع املعرفة...<strong>‏</strong> إلخ كجملة من القضايا<br />

التي متثل توجهات اجلامعة املستقبلية <strong>في</strong> إعداد كوادرها البشرية.<strong>‏</strong><br />

576 مجلة اإلدارة العامة


درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

<strong>‏</strong>•اختلفت الدراسة احلالية عن الدراسات التي تناولت أخالقيات األستاذ<br />

اجلامعي <strong>في</strong> أبعادها احملددة للقيادة األخالقية.<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>•استفادت الدراسة احلالية من الدراسات السابقة <strong>في</strong> اإلطار النظري،<strong>‏</strong> و<strong>في</strong><br />

إعداد أداتها،<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> مناقشة نتائجها وتفسيرها.<strong>‏</strong><br />

منهجية الدراسة وإجراءاتها:<strong>‏</strong><br />

منهج الدراسة:<strong>‏</strong> هو املنهج الوص<strong>في</strong> التحليلي؛ كونه األكثر مالءمة ملوضوع الدراسة،<strong>‏</strong><br />

ولتحقيق أهدافها واإلجابة عن تساؤالتها.<strong>‏</strong><br />

مجتمع الدراسة وعينتها:<strong>‏</strong> ميثل الطالب والطالبات من جميع الكليات بجامعة أم<br />

القرى مبدينة مكة املكرمة مجتمع الدراسة األصلي الذي بلغ بنهاية العام الدراسي<br />

‎1433‎ه/<strong>‏</strong>‎1434‎ه حسب إحصائية عمادة القبول والتسجيل قرابة )44480(، ومت<br />

اختيار عينة عشوائية بسيطة بلغت )900( طالب وطالبة من جميع الكليات باجلامعة<br />

فوفقاً<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)للضحيان،<strong>‏</strong> 63( 1420: إذا كان حجم مجتمع الدراسة )50٫000( فإنه عند<br />

مستوى داللة ( 0٫05( يكون حجم العينة املمثل للمجتمع هو )381( غير أن الباحثة<br />

اختارت أعلى من احلجم احملدد لضمان متثيل العينة ملجتمع الدراسة.<strong>‏</strong> واجلداول<br />

التالية تبني خصائص عينة الدراسة من خالل حساب النسب والنسب املئوية ألفرادها<br />

وفق املتغيرات التالية:<strong>‏</strong><br />

1- الجنس:<strong>‏</strong><br />

مت حساب التكرارات وفقاً<strong>‏</strong> للجنس كما يبني اجلدول رقم )1(.<br />

اجلنس<br />

ذكر<br />

أنثى<br />

املجموع<br />

جدول رقم )1(<br />

توزيع أفراد عينة الدراسة وفقاً<strong>‏</strong> للجنس<br />

<strong>العدد</strong><br />

448<br />

452<br />

900<br />

النسبة املئوية<br />

٪49.8<br />

٪50.2<br />

٪100<br />

يظهر جدول )1( مدى تقارب أعداد املستجيبني وفقاً<strong>‏</strong> للجنس،<strong>‏</strong> حيث مت اختيار عينة<br />

من الذكور بنسبة )٪49.8( واإلناث بنسبة )٪50.2(. مما يدل على جتانس أعداد<br />

العينة من حيث النوع االجتماعي.<strong>‏</strong><br />

577<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

2- التخصص:<strong>‏</strong><br />

جدول رقم )2(<br />

توزيع أفراد عينة الدراسة وفقاً<strong>‏</strong> للتخصص<br />

التخصص<br />

طبية<br />

علمية<br />

نظرية وإنسانية<br />

املجموع<br />

<strong>العدد</strong><br />

209<br />

299<br />

392<br />

900<br />

النسبة املئوية<br />

٪23.2<br />

٪33.2<br />

٪43.6<br />

٪100<br />

يتبيني من اجلدول رقم )2( أن ما نسبته )٪43.6( من الطلالب والطالبات ذوي<br />

التخصصات النظرية واإلنسانية،<strong>‏</strong> <strong>في</strong> حني بلغت نسبة الطالب والطالبات من ذوي<br />

التخصصات العلمية )٪33.2(، ومن الطبية )٪23.2(<br />

3- المستوى الدراسي:<strong>‏</strong><br />

جدول رقم )3(<br />

توزيع أفراد عينة الدراسة وفقاً<strong>‏</strong> للمستوى الدراسي<br />

املستوى الدراسي<br />

األول<br />

الثاني<br />

الثالث<br />

الرابع<br />

اخلامس<br />

السادس<br />

السابع<br />

الثامن<br />

أخرى<br />

املجموع<br />

<strong>العدد</strong><br />

75<br />

176<br />

28<br />

165<br />

89<br />

149<br />

42<br />

128<br />

48<br />

900<br />

النسبة املئوية<br />

٪8.3<br />

٪19.6<br />

٪3.1<br />

٪18.3<br />

٪9.9<br />

٪16.6<br />

٪4.7<br />

٪14.2<br />

٪5.3<br />

٪100<br />

يتبيني من اجلدول رقم )3( أن أعلى نسبة من طالب وطالبات جامعة أم القرى<br />

كانت باملستوى الثاني )٪19.6(، ثم باملستوى الرابع حيث بلغت نسبتهم )٪18.3(، ثم<br />

باملستوى السادس )٪16.6(، والثامن )٪14.2( وتوزعت على املستويات األخرى بنسب<br />

578 مجلة اإلدارة العامة


درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

متقاربة.<strong>‏</strong> وقد مت مراعاة أن يكون املستجيبون من الطلالب والطالبات من مختلف<br />

الكليات ومن مختلف املستويات الدراسية.<strong>‏</strong><br />

أداة الدراسة:<strong>‏</strong> صممت الباحثة استبياناً<strong>‏</strong> لرصد آراء الطلبة <strong>‏</strong>)ذكور وإناث(<strong>‏</strong> <strong>في</strong><br />

ممارسة القيادة األخالقية بصورة شمولية جلميع أعضاء هيئة التدريس الذين يقومون<br />

بتدريسهم،<strong>‏</strong> مست<strong>في</strong>دة من الدراسات السابقة واإلطار النظري لذات املوضوع،<strong>‏</strong> ومت إعداد<br />

استبيان يتكون من جزأين:<strong>‏</strong> األول:<strong>‏</strong> لتحديد املعلومات العامة عن عينة الدراسة شملت:<strong>‏</strong><br />

اجلنس،<strong>‏</strong> والتخصص،<strong>‏</strong> واملستوى الدراسي.<strong>‏</strong> والثاني:<strong>‏</strong> تناول أبعاد ومحاور الدراسة<br />

وعباراتها اخلاصة بدرجة ممارسة القيادة األخالقية ودرجة تأثيرها على الطلبة <strong>في</strong><br />

ضوء توجهات اجلامعة اإلستراتيجية،<strong>‏</strong> على النحو املوضح <strong>في</strong> اجلدول رقم )4(:<br />

جدول رقم )4(<br />

يوضح أبعاد االستبيان ومحاوره وعباراته<br />

م<br />

أبعاد االستبيان ومحاوره<br />

عدد<br />

العبارات<br />

8<br />

9<br />

10<br />

14<br />

9<br />

24<br />

احملور األول:<strong>‏</strong> ممارسة القيادة األخالقية وأبعادها:<strong>‏</strong><br />

1<br />

2<br />

3<br />

4<br />

5<br />

العدالة واألمانة.<strong>‏</strong><br />

اجلدارة بالثقة النزاهة/<strong>‏</strong> املصداقية / الوضوح والشفا<strong>في</strong>ة.<strong>‏</strong><br />

االلتزام واملسؤولية / اإلخالص/<strong>‏</strong> الدقة واإلتقان.<strong>‏</strong><br />

الرعاية واالهتمام بالطلبة / التح<strong>في</strong>ز والتشجيع/<strong>‏</strong> التعاون <strong>‏</strong>/التواصل واالنفتاح على اآلخرين.<strong>‏</strong><br />

السيطرة الشخصية:<strong>‏</strong> التواضع/الصبر/الرفق واللني.<strong>‏</strong><br />

احملور الثاني:<strong>‏</strong> تأثير ممارسة القيادة األخالقية على الطلبة <strong>في</strong> ضوء توجهات اجلامعة.<strong>‏</strong><br />

ولتحديد درجة ممارسة عضو هيئة التدريس للقيادة األخالقية استخدم املقياس<br />

الرباعي <strong>‏</strong>)كبيرة،<strong>‏</strong> متوسطة،<strong>‏</strong> منخفضة،<strong>‏</strong> ال متارس(،<strong>‏</strong> ولدرجة التأثير املقياس <strong>‏</strong>)عالية،<strong>‏</strong><br />

متوسطة،<strong>‏</strong> قليلة،<strong>‏</strong> غير مؤثرة(،<strong>‏</strong> وعليه مت حتديد املعيار التالي للحكم على درجة ممارسة<br />

أعضاء هيئة التدريس للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة بجامعة أم القرى<br />

<strong>في</strong> ضوء توجهات اجلامعة اإلستراتيجية لكل عبارة وبُعد من أبعاد االستبانة وتفسير<br />

النتائج وفق املعيار احملدد <strong>في</strong> اجلدول رقم )5(:<br />

579<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

جدول رقم )5(<br />

يوضح معيار احلكم على درجة ممارسة القيادة األخالقية أو درجة تأثيرها على الطلبة<br />

املتوسط احلسابي لالستجابات<br />

درجة ممارسة القيادة األخالقية<br />

درجة تأثير القيادة األخالقية على الطلبة<br />

من 3.25 فأكثر<br />

من 2.50 إلى أقل من 3.25<br />

من 1.75 إلى أقل من 2.50<br />

من 1 إلى أقل من 1.75<br />

كبيرة<br />

متوسطة<br />

منخفضة<br />

ال متارس<br />

عالية<br />

متوسطة<br />

قليلة<br />

ال تؤثر أبداً<strong>‏</strong><br />

صدق األداة وثباتها:<strong>‏</strong> استخدمت الباحثة ثالث طرق للتأكد من صدق األداة:<strong>‏</strong><br />

1- الصدق الظاهري لالستبانة:<strong>‏</strong><br />

مت عرض االستبيان <strong>في</strong> صورته األولية على جلنة من احملكمني وعددهم )10(<br />

من أعضاء هيئة التدريس <strong>في</strong> جامعة أم القرى وعدد من اجلامعات السعودية <strong>‏</strong>)انظر<br />

امللحق رقم 1(، وطُ<strong>‏</strong> لب من احملكمني إبداء آرائهم وملحوظاتهم لعباراته من حيث مدى<br />

املناسبة اللغوية،<strong>‏</strong> ووضوح املعنى،<strong>‏</strong> ومدى انتماء كل عبارة من عبارات االستبيان إلى<br />

احملور الذي تنتمي إليه،<strong>‏</strong> ومدى مالءمة األبعاد لشمولية محاور القيادة األخالقية،<strong>‏</strong><br />

وتأثيرها <strong>في</strong> الطلبة،<strong>‏</strong> وكذلك النظر <strong>في</strong> مدى مناسبة تدريج املقياس للدراسة.<strong>‏</strong> وبعد<br />

استعادة النسخ احملُ<strong>‏</strong> كَّمة مت تعديل الصياغة اللغوية لبعض العبارات <strong>في</strong> ضوء آراء<br />

احملكمني وصياغتها بصورتها النهائية،<strong>‏</strong> ثم قامت الباحثة بعمل نسخة إلكترونية على<br />

محرك البحث )Google( وإرسالها لعمادة تقنية املعلومات باجلامعة ليتم تعميمها<br />

بريدياً<strong>‏</strong> جلميع طلبة اجلامعة بكل الكليات،<strong>‏</strong> كما مت استخدام التوزيع الشخصي عن<br />

طريق الباحثة للطالبات،<strong>‏</strong> وللطلبة عن طريق تخصيص شخص مسؤول عن ذلك.<strong>‏</strong><br />

صدق البناء لالستبانة:<strong>‏</strong> مت التأكد من صدق البناء عن طريق حساب معامالت<br />

ارتباط بيرسون للعالقة بني درجة كل بعد مع الدرجة الكلية للمحور األول لالستبانة<br />

الذي يقيس درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس للقيادة األخالقية،<strong>‏</strong> فكانت النتائج<br />

كما <strong>في</strong> اجلدول رقم )6(.<br />

580 مجلة اإلدارة العامة


درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

جدول رقم ( 6(<br />

مصفوفة معامالت ارتباط بيرسون بني الدرجة الكلية ألبعاد القيادة األخالقية<br />

ودرجتها الكلية<br />

أبعاد ممارسة القيادة<br />

األخالقية<br />

العدالة واألمانة<br />

اجلدارة والثقة<br />

والشفا<strong>في</strong>ة<br />

االلتزام واملسؤولية<br />

واإلتقان<br />

الرعاية واالهتمام<br />

بالطلبة<br />

السيطرة الشخصية<br />

الدرجة الكلية لبعد<br />

ممارسة القيادة<br />

األخالقية<br />

العدالة<br />

واألمانة<br />

-<br />

**0.81<br />

اجلدارة<br />

بالثقة<br />

-<br />

االلتزام<br />

واملسؤولية<br />

-<br />

**0.82<br />

**0.79<br />

الرعاية<br />

واالهتمام<br />

بالطلبة<br />

-<br />

**0.81<br />

**0.86<br />

**0.77<br />

**0.79<br />

**0.83<br />

**0.77<br />

**0.76<br />

**0.88<br />

** دال عند مستوى الداللة )0.01(.<br />

السيطرة<br />

الشخصية<br />

**0.91<br />

**0.94<br />

**0.93<br />

**0.92<br />

يتبيني من اجلدول رقم )6( أن جميع معامالت االرتباط بني الدرجة الكلية لدرجة<br />

ممارسة أعضاء هيئة التدريس للقيادة األخالقية وكل بعد قد تراوحت بني )0.88(<br />

إلى )0.94(، وكانت جميع االرتباطات موجبة ودالة إحصائياً<strong>‏</strong> عند مستوى )0.01(،<br />

مما يعني توفر الصدق البنائي للمحور األول <strong>في</strong> االستبانة الذي يقيس درجة ممارسة<br />

أعضاء هيئة التدريس للقيادة األخالقية.<strong>‏</strong> وتدل معامالت االرتباط الداخلية العالية<br />

على قوة التماسك الداخلي للمقياس،<strong>‏</strong> ومن ثم حتقق صدق التكوين الفرضي لالستبانة<br />

أو ما يُعرف بصدق البناء.<strong>‏</strong><br />

صدق االتساق الداخلي لعبارات االستبانة:<strong>‏</strong> مت التأكد من صدق االتساق الداخلي<br />

لعبارات احملور األول الذي يقيس درجة ممارسة القيادة األخالقية ألعضاء هيئة<br />

التدريس كما يُدركها طالب وطالبات جامعة أم القرى؛ حيث مت حساب معامل االرتباط<br />

بني درجات كل عبارة والدرجة الكلية للبعد الذي تنتمي إليه هذه العبارة،<strong>‏</strong> واجلدول<br />

رقم )7( يظهر ذلك.<strong>‏</strong><br />

581<br />

مجلة اإلدارة العامة


م<br />

د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

جدول رقم )7(<br />

ملعامالت ارتباط بيرسون بني عبارات احملور األول:<strong>‏</strong> القيادة األخالقية والدرجة الكلية<br />

للبعد الذي تنتمي إليه العبارة<br />

العدالة<br />

واألمانة<br />

معامل<br />

االرتباط<br />

اجلدارة بالثقة<br />

معامل م<br />

االرتباط<br />

االلتزام<br />

واملسؤولية<br />

معامل م<br />

االرتباط<br />

م<br />

الرعاية واالهتمام بالطلبة<br />

معامل<br />

االرتباط<br />

معامل م<br />

االرتباط<br />

السيطرة<br />

الشخصية<br />

معامل م<br />

االرتباط<br />

**0.74<br />

**0.76<br />

**0.75<br />

**0.75<br />

**0.76<br />

**0.75<br />

**0.71<br />

**0.69<br />

**0.75<br />

10<br />

12<br />

13<br />

14<br />

32<br />

33<br />

42<br />

45<br />

49<br />

**0.64<br />

**0.77<br />

**0.73<br />

**0.65<br />

25<br />

26<br />

27<br />

47<br />

**0.60<br />

**0.66<br />

**0.74<br />

**0.74<br />

**0.71<br />

**0.73<br />

**0.67<br />

**0.72<br />

**0.70<br />

2<br />

4<br />

5<br />

6<br />

7<br />

9<br />

11<br />

17<br />

20<br />

**0.54<br />

**0.68<br />

**0.71<br />

**0.68<br />

**0.69<br />

**0.65<br />

**0.69<br />

**0.70<br />

**0.69<br />

8<br />

16<br />

18<br />

24<br />

28<br />

29<br />

34<br />

35<br />

36<br />

44<br />

**0.66<br />

**0.69<br />

**0.57<br />

**0.76<br />

**0.70<br />

**0.75<br />

**0.71<br />

**0.67<br />

**0.66<br />

15<br />

30<br />

31<br />

37<br />

38<br />

40<br />

41<br />

46<br />

50<br />

**0.65<br />

**0.63<br />

**0.71<br />

**0.71<br />

**0.73<br />

**0.64<br />

**0.55<br />

**0.60<br />

1<br />

3<br />

19<br />

21<br />

23<br />

39<br />

43<br />

48<br />

** دال عند مستوى الداللة )0.01(.<br />

**0.63<br />

22<br />

**0.65<br />

يتبيني من اجلدول رقم )7( أن معامالت االرتباط بني العبارة التي تقيس درجة<br />

ممارسة القيادة األخالقية بأبعادها اخلمسة والدرجة الكلية للمحور الذي تنتمي إليه<br />

العبارة جميعها دالة إحصائياً<strong>‏</strong> عند مستوى الداللة )0.01(، مما يعني توفر صدق<br />

االتساق الداخلي لعبارات أبعاد احملور األول <strong>في</strong> االستبانة .<br />

أما احملور الثاني الذي يقيس درجة تأثير القيادة األخالقية على الطلبة فقد مت<br />

التأكد من صدق االتساق الداخلي لعبارات <strong>هذا</strong> احملور بحساب معامل االرتباط بني<br />

درجات تقدير العبارة مع الدرجة الكلية للمحور كما تتبني النتائج <strong>في</strong> اجلدول رقم )8(.<br />

582 مجلة اإلدارة العامة


درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

رقم العبارة<br />

جدول رقم )8(<br />

معامالت ارتباط بيرسون بني درجة العبارة والدرجة الكلية<br />

حملور تأثير القيادة األخالقية على الطلبة<br />

قيمة معامل االرتباط<br />

رقم العبارة<br />

قيمة معامل االرتباط<br />

**0.79<br />

**0.72<br />

**0.78<br />

**0.77<br />

**0.73<br />

**0.71<br />

**0.72<br />

**0.68<br />

**0.69<br />

**0.73<br />

**0.76<br />

13<br />

14<br />

15<br />

16<br />

17<br />

18<br />

19<br />

20<br />

21<br />

22<br />

23<br />

**0.65<br />

**0.71<br />

**0.73<br />

**0.70<br />

**0.74<br />

**0.72<br />

**0.74<br />

**0.71<br />

**0.75<br />

**0.72<br />

**0.77<br />

**0.80<br />

1<br />

2<br />

3<br />

4<br />

5<br />

6<br />

7<br />

8<br />

9<br />

10<br />

11<br />

12<br />

** دال عند مستوى الداللة )0.01(.<br />

**0.73<br />

24<br />

يتبيني من اجلدول رقم )8( أن معامالت االرتباط بيني العبارة باحملور الثاني التي<br />

تقيس درجات تأثير ممارسة القيادة األخالقية لعضو هيئة التدريس على الطلبة<br />

والدرجة الكلية للمحور قد تراوحت من )0.65( إلى )0.80(، وكانت جميع االرتباطات<br />

موجبة ودالة إحصائياً<strong>‏</strong> عند مستوى )0.01(.<br />

ثبات األداة:<strong>‏</strong> مت التأكد من مؤشر حتقق الثبات لألداة من خالل حساب مؤشر ثبات<br />

التجانس الداخلي لالستبانة باستخدام صيغة معامل ارتباط <strong>‏</strong>)ألفا كرونباخ(.<strong>‏</strong> وكذلك<br />

مت التأكد من ثبات التجزئة النص<strong>في</strong>ة بتطبيق معادلة سبيرمان وبراون املصحح ملعامل<br />

االرتباط بني العبارات الفردية والزوجية،<strong>‏</strong> <strong>في</strong> االستبانة ومجاالتها كما تبني النتائج <strong>في</strong><br />

اجلدول رقم )9(.<br />

583<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

جدول رقم )9(<br />

معامالت ثبات االستبانة بطريقة االتساق الداخلي <strong>‏</strong>)كرونباخ ألفا(<strong>‏</strong><br />

وبطريقة التجزئة النص<strong>في</strong>ة <strong>‏</strong>)سبيرمان وبراون(<strong>‏</strong><br />

أبعاد ومحاور االستبانة<br />

عدد<br />

العبارات<br />

معامل الثبات<br />

كرونباخ ألفا<br />

معامل الثبات<br />

للتجزئة النص<strong>في</strong>ة<br />

0.77<br />

0.81<br />

8<br />

العدالة واألمانة<br />

0.85<br />

0.86<br />

9<br />

اجلدارة والثقة والشفا<strong>في</strong>ة<br />

0.84<br />

0.86<br />

10<br />

االلتزام واملسؤولية واإلتقان<br />

0.87<br />

0.92<br />

14<br />

الرعاية واالهتمام بالطلبة<br />

0.86<br />

0.90<br />

9<br />

السيطرة الشخصية<br />

0.92<br />

0.97<br />

الدرجة الكلية لبعد ممارسة القيادة 50<br />

األخالقية<br />

0.91<br />

0.96<br />

الدرجة الكلية لبعد تأثير ممارسة القيادة 24<br />

األخالقية على الطلبة<br />

0.89<br />

0.98<br />

74<br />

الدرجة الكلية لالستبانة<br />

يتبني من اجلدول رقم )9( أن معامالت الثبات أعلى من القيمة )0.60( وهو احلد<br />

األدنى املقبول للثبات؛ حيث بلغ معامل ثبات كرونباخ ألفا للدرجة الكلية لالستبانة<br />

)0.98( وبطريقة التجزئة النص<strong>في</strong>ة )0.89(.<br />

فاحملور األول الذي يقيس درجة ممارسة القيادة األخالقية كان الثبات بطريقة<br />

كرونباخ ألفا )0.97( وبالتجزئة النص<strong>في</strong>ة )0.92(، وللمحور الثاني الذي يقيس درجة<br />

تأثير القيادة األخالقية على الطلبة كان بطريقة كرونباخ ألفا )0.96( وبالتجزئة<br />

النص<strong>في</strong>ة )0.91(، وقد تراوحت ألبعاد احملور األول بحساب مؤشر الثبات للتجانس<br />

الداخلي كرونباخ ألفا من )0.92-0.81( وبالتجزئة النص<strong>في</strong>ة )0.87-0.77(.<br />

وجميعها قيم مرتفعة تدل على توافر مؤشر الثبات.<strong>‏</strong><br />

584 مجلة اإلدارة العامة


درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

األساليب اإلحصائية املستخدمة:<strong>‏</strong> مت حتليل بيانات الدراسة وفقاً<strong>‏</strong> ملشكلة الدراسة<br />

وتساؤالتها،<strong>‏</strong> وذلك باستخدام برنامج احلزم اإلحصائية للعلوم االجتماعية <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>spss<strong>‏</strong>(؛<br />

حيث مت استخدام األساليب والطرق اإلحصائية التالية:<strong>‏</strong><br />

1- التكرارات والنسب املئوية لوصف خصائص عينة الدراسة.<strong>‏</strong><br />

2- املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية لدرجات حملاور بعد ممارسة أعضاء<br />

هيئة التدريس للقيادة األخالقية ودرجات تأثيرها على الطالب،<strong>‏</strong> واملتوسط<br />

احلسابي املوزون للمحاور واألبعاد.<strong>‏</strong><br />

3- اختبار <strong>‏</strong>)ت(<strong>‏</strong> للمقارنة بني متوسطني مستقلني للكشف عن داللة الفروق <strong>في</strong> درجات<br />

ممارسة القيادة األخالقية وحتديد درجة تأثير املمارسة التي تعزى للجنس.<strong>‏</strong><br />

4- حتليل التباين األحادي لدراسة الفروق بني متوسطات درجات ممارسة القيادة<br />

األخالقية وحتديد درجة تأثير املمارسة تبعاً<strong>‏</strong> للتخصص واملستوى،<strong>‏</strong> ثم املقارنات<br />

البعدية )LSD( للكشف عن اجتاه الفروق.<strong>‏</strong><br />

5- حتليل االنحدار املتعدد املتدرج regression( )Stepwise multiple وذلك لتحديد<br />

أثر أبعاد ممارسة القيادة األخالقية األكثر تنبؤاً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> تأثيرها على الطالب.<strong>‏</strong><br />

عرض نتائج الدراسة:<strong>‏</strong><br />

إجابة السؤال األول ونصه:<strong>‏</strong> ما درجة ممارسة عضو هيئة التدريس للقيادة األخالقية<br />

من وجهة نظر عينة من طلبة جامعة أم القرى؟ ولإلجابة عن <strong>هذا</strong> السؤال متَّ<strong>‏</strong> حساب<br />

املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية لدرجات ممارسة عضو هيئة التدريس<br />

للقيادة األخالقية من وجهة نظر عينة الدراسة لألبعاد والدرجة الكلية،<strong>‏</strong> وذلك على<br />

النحو التالي:<strong>‏</strong><br />

1- العدالة واألمانة:<strong>‏</strong> يبني اجلدول رقم )10( املتوسطات احلسابية واالنحرافات<br />

املعيارية للبعد األول <strong>‏</strong>»العدالة واألمانة«<strong>‏</strong> مُرتبة تنازلياً<strong>‏</strong> وفقاً<strong>‏</strong> للمتوسطات احلسابية.<strong>‏</strong><br />

585<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

جدول رقم )10(<br />

يبني املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية لدرجات ممارسة عضو هيئة التدريس<br />

للقيادة األخالقية ببعد العدالة واألمانة مرتبة تنازلياً<strong>‏</strong><br />

الرقم<br />

1<br />

العبارة<br />

يحرص على أن يكون عادالً<strong>‏</strong> مع جميع<br />

طالبه.<strong>‏</strong><br />

يحاسب كل من يخالف املبادئ األخالقية<br />

<strong>في</strong> متطلبات دراسة املادة.<strong>‏</strong> العلمية.<strong>‏</strong><br />

يُقوِّم طالبه مبوضوعية دون حتيز.<strong>‏</strong><br />

الرتبة<br />

1<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

3.18<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

0.78<br />

0.79<br />

0.81<br />

3.17<br />

3.09<br />

2<br />

3<br />

43<br />

3<br />

39<br />

يحافظ على األسرار وعلى ما ائتمنه<br />

طالبه.<strong>‏</strong><br />

يلتزم باألمانة <strong>في</strong> أداء كافة مهام عمله<br />

التدريسي.<strong>‏</strong><br />

يحاسب املقصرين من طالبه بعد التأكد<br />

من تقصيرهم <strong>في</strong> واجباتهم األكادميية.<strong>‏</strong><br />

يلتزم باألمانة <strong>في</strong> إرشاده األكادميي<br />

وتوجيهه لطالبه.<strong>‏</strong><br />

يبتعد عن مجاملة أحد على حساب اآلخرين.<strong>‏</strong><br />

0.87<br />

0.83<br />

0.87<br />

0.83<br />

3.08<br />

3.07<br />

3.04<br />

3.01<br />

4<br />

5<br />

6<br />

7<br />

19<br />

48<br />

23<br />

21<br />

الدرجة الكلية للبعد األول <strong>‏</strong>»األمانة والعدالة«<strong>‏</strong><br />

0.92<br />

0.55<br />

2.96<br />

3.07<br />

8<br />

درجة<br />

املمارسة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

يظهر اجلدول رقم )10( أن درجة ممارسة عضو هيئة التدريس للقيادة األخالقية<br />

ببعد األمانة والعدالة كانت متوسطة من وجهة نظر عينة الدراسة؛ حيث بلغ متوسطها<br />

)3.07( بانحراف معياري )0.55(، وهي قيمة تدل على تشابه وجهات نظر الطلبة <strong>في</strong><br />

تقديرهم للقيادة األخالقية ب<strong>هذا</strong> البعد.<strong>‏</strong> وتراوحت املتوسطات احلسابية لعبارات <strong>هذا</strong><br />

البعد من )3.18 - 2.96( بانحرافات معيارية امتدت بني )0.78 - 0.92. (، وجاءت<br />

جميع العبارات الواردة به متوسطة من حيث ممارستها باجلامعة،<strong>‏</strong> ويعد العدل واألمانة<br />

مبدأين مهمني للقيادة األخالقية،<strong>‏</strong> وليس أدل على أهميتهما من ذكرهما بشكل متتابع<br />

<strong>في</strong> القرآن الكرمي حيث يقول تعالى مخاطباً<strong>‏</strong> عباده:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)إن الله يأمركم أن تؤدوا األمانات<br />

إلى أهلها وإذا حكمتم بني الناس أن حتكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان<br />

سميعاً<strong>‏</strong> بصيراً(<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)النساء:<strong>‏</strong> 58(.<br />

586 مجلة اإلدارة العامة


درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

ويرى <strong>‏</strong>)طعيمة،<strong>‏</strong> 2008( أن األستاذ اجلامعي هو عُدة اجلامعات ووسيلتها إلحداث<br />

التغيير ومواجهة التحديات املستقبلية من خالل عمليات اإلصالح والتطوير والتجديد،<strong>‏</strong><br />

وكيف ميكن أن يتحقق لها ذلك بدون عضو هيئة التدريس األخالقي،<strong>‏</strong> فوفقاً<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)لألشعري،<strong>‏</strong><br />

74( 2013: األستاذ اجلامعي هو النموذج والقدوة لطلبته،<strong>‏</strong> لذا البد أن يتحرى العدل<br />

واملساواة <strong>في</strong> معامالته لطلبته؛ وينأي بنفسه عن أي حتيز بسبب قبيلة أو أصل أو<br />

منطقة أو لون أو غيره.<strong>‏</strong> وتتفق هذه النتيجة مع الكثير من الدراسات والبحوث التي<br />

أظهرت العدل واألمانة <strong>في</strong> مقدمة األخالقيات أو املقومات أو السمات املرغوبة <strong>في</strong><br />

األستاذ اجلامعي كما يحددها الطلبة؛ كدراسة:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)احلوراني وطناش ‎2007‎؛ طيوب<br />

‎2008‎؛ اجلراح والشريفني،<strong>‏</strong> 2010(.<br />

2- اجلدارة بالثقة:<strong>‏</strong> يبني اجلدول رقم )11( املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية<br />

للبعد الثاني <strong>‏</strong>»اجلدارة بالثقة«<strong>‏</strong> مُرتبة تنازلياً<strong>‏</strong> وفقاً<strong>‏</strong> للمتوسطات احلسابية.<strong>‏</strong><br />

جدول رقم )11(<br />

املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية لدرجة ممارسة عضو هيئة التدريس<br />

للقيادة االخالقية ببعداجلدارة بالثقة مرتبة تنازلياً<strong>‏</strong><br />

الرقم<br />

31<br />

العبارة<br />

يترفع عن استغالل طالبه <strong>في</strong> حتقيق<br />

مصاحله الشخصية.<strong>‏</strong><br />

يحرص على أن يكون قدوة حسنة لطالبه.<strong>‏</strong><br />

يلتزم بالنزاهة <strong>‏</strong>)االبتعاد عن كل ما هو سيئ<br />

ومذموم(<strong>‏</strong> <strong>في</strong> تعامله مع اآلخرين.<strong>‏</strong><br />

يتمتع بثقة عالية لدى طالبه.<strong>‏</strong><br />

يتعامل بكل شفا<strong>في</strong>ة ووضوح مع طالبه.<strong>‏</strong><br />

تتطابق أقواله مع أفعاله.<strong>‏</strong><br />

يشارك طالبه <strong>في</strong> القرارات اخلاصة<br />

بتعلمهم.<strong>‏</strong><br />

يعترف باخلطأ الذي يرتكبه أمام طالبه.<strong>‏</strong><br />

يقدم لطالبه معلومات دقيقة عن أدائهم<br />

بصفة مستمرة.<strong>‏</strong><br />

الدرجة الكلية ملمارسة القيادة األخالقية<br />

للمحور الثاني اجلدارة بالثقة.<strong>‏</strong><br />

الرتبة<br />

1<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

3.17<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

0.94<br />

0.87<br />

0.86<br />

0.85<br />

0.84<br />

0.88<br />

0.92<br />

1.04<br />

0.99<br />

0.63<br />

3.10<br />

3.09<br />

3.04<br />

2.97<br />

2.88<br />

2.76<br />

2.62<br />

2.61<br />

2.92<br />

2<br />

3<br />

4<br />

5<br />

6<br />

7<br />

8<br />

9<br />

40<br />

30<br />

46<br />

37<br />

15<br />

38<br />

41<br />

50<br />

درجة<br />

املمارسة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

587<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

يتضح من اجلدول رقم )11( أن درجة ممارسة عضو هيئة التدريس للقيادة األخالقية<br />

ببعد اجلدارة بالثقة من وجهة نظر عينة الدراسة كانت متوسطة؛ فقد بلغ متوسطها<br />

احلسابي )2.92( بانحراف معياري )0.63(. وتراوحت املتوسطات احلسابية لعبارات<br />

<strong>هذا</strong> البعد من )2.61-3.17( بانحرافات معيارية امتدت بني )1.04-0.94.(. وتعد<br />

اجلدارة بالثقة النواة األساسية للقيادة الذاتية الفاعلة،<strong>‏</strong> فحتى يستطيع األفراد كما<br />

يبني <strong>‏</strong>)كو<strong>في</strong>،<strong>‏</strong> 2005( أن يقودوا غيرهم فالبد أن يكونوا قادرين على قيادة أنفسهم أوالً<strong>‏</strong><br />

من خالل بناء جدارتهم بالثقة بالدمج واملزج املتوازن ملعرفتهم العلمية وقدراتهم العملية<br />

<strong>في</strong> مجال معني باألخالق الفاضلة،<strong>‏</strong> عندها سيثق اآلخرون بهم كقادة،<strong>‏</strong> وسيتمكنون من<br />

حتقيق النتائج املرجوة.<strong>‏</strong> ويرى شلتون )2008 )Shelton, أن القائد اجلدير بالثقة هو<br />

الذي يتصف بالصدق وقول احلقيقة،<strong>‏</strong> واالستقامة والنزاهة،<strong>‏</strong> وإظهار املشاعر للناس<br />

واالهتمام بهم وتقدير ظروفهم واحتياجاتهم،<strong>‏</strong> والشجاعة واألخالقيات السامية أنه<br />

يعمل من أجل غايات وأهداف عظيمة؛ وليس من أجل مكاسب وجناحات شخصية،<strong>‏</strong> لذا<br />

مييل أتباعه ومن يعمل معه حملاكاته وجعله رمزاً<strong>‏</strong> وقدوة.<strong>‏</strong> واألستاذ اجلامعي هو املعني<br />

بإعداد جيل املستقبل،<strong>‏</strong> وال ميكن أن يترك بصماته على طلبته دون أن يكون جديراً<strong>‏</strong><br />

بثقتهم،<strong>‏</strong> <strong>في</strong>تعلموا منه القيم واملبادئ والعلم واملعرفة،<strong>‏</strong> بحيث يترك ميراثاً<strong>‏</strong> من القيمة<br />

املضافة <strong>في</strong> قلوبهم قبل عقولهم.<strong>‏</strong><br />

3- االلتزام واملسؤولية:<strong>‏</strong> يبني اجلدول رقم )12( املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية<br />

للبعد الثالث <strong>‏</strong>»االلتزام واملسؤولية«<strong>‏</strong> مُرتبة تنازلياً<strong>‏</strong> وفقاً<strong>‏</strong> للمتوسطات احلسابية.<strong>‏</strong><br />

جدول رقم )12(<br />

املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية لدرجات ممارسة عضو هيئة التدريس<br />

للقيادة األخالقية ببعد االلتزام واملسؤولية مرتبة تنازلياً<strong>‏</strong><br />

الرقم<br />

34<br />

العبارة<br />

يقدم االستشارات والنصائح اجلادة ملن يحتاجها من طالبه.<strong>‏</strong><br />

الرتبة<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

3.13<br />

1<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

0.85<br />

44<br />

يخلص <strong>في</strong> أداء مهام عمله كمعلم على أفضل وجه.<strong>‏</strong><br />

0.81<br />

3.03<br />

2<br />

28<br />

يدعم التعلم الذاتي لدى طالبه.<strong>‏</strong><br />

0.94<br />

2.91<br />

3<br />

24<br />

يهيئ اجلو املالئم بالقاعة الدراسية إلجناح<br />

عمليتي التعلم والتعليم لطالبه.<strong>‏</strong><br />

يشجع طالبه على استخدام التقنية احلديثة <strong>في</strong><br />

تعلمهم وأنشطتهم املختلفة.<strong>‏</strong><br />

0.89<br />

0.97<br />

2.90<br />

2.90<br />

4<br />

5<br />

29<br />

درجة<br />

املمارسة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

588 مجلة اإلدارة العامة


درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

تابع جدول رقم )12(.<br />

الرقم<br />

الرتبة<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

درجة<br />

املمارسة<br />

0.84 متوسطة<br />

0.94<br />

2.90<br />

2.89<br />

6<br />

7<br />

العبارة<br />

يقدم املعرفة لطالبه بجودة وإتقان.<strong>‏</strong><br />

يقدم املساعدة خارج القاعة الدراسية ملن<br />

يحتاجها من الطلبة.<strong>‏</strong><br />

يلتزم مبواعيده مع طالبه.<strong>‏</strong><br />

باب مكتبه مفتوح أمام طالبه.<strong>‏</strong><br />

يشارك طالبه <strong>في</strong> أنشطة تزيد من إبداعاتهم.<strong>‏</strong><br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

منخفضة<br />

0.90<br />

0.97<br />

1.02<br />

2.86<br />

2.82<br />

2.49<br />

8<br />

9<br />

10<br />

18<br />

35<br />

8<br />

36<br />

16<br />

الدرجة الكلية ملمارسة القيادة األخالقية ببعد االلتزام باملسؤولية<br />

0.61 متوسطة<br />

2.88<br />

يتضح من اجلدول رقم )12( أن درجة ممارسة عضو هيئة التدريس للقيادة األخالقية<br />

ببعد االلتزام باملسؤولية من وجهة نظر عينة الدراسة كانت متوسطة،<strong>‏</strong> فقد بلغ متوسطها<br />

)2.88( بانحراف معياري )0.61(، وتراوحت املتوسطات احلسابية لعبارات <strong>هذا</strong> البعد<br />

من )2.82-3.13( بانحرافات معيارية امتدت بيني )0.97-0.85(. وهذه النتيجة<br />

برغم أنها متوسطة من حيث املمارسة إال أنها أقل من املمارسة بالبعدين السابقني،<strong>‏</strong><br />

لذا تعد دون املستوى املتوقع لها،<strong>‏</strong> والسيما أن على األستاذ اجلامعي االلتزام بواجباته<br />

املهنية وحتمل مسؤولياته باقتدار جتاه طلبته بتهيئة املناخ التعليمي لنجاح عملية التعلم<br />

والتعليم،<strong>‏</strong> وبتقدمي املعرفة لهم بجودة وإتقان من منطلق اإلخالص <strong>في</strong> العمل،<strong>‏</strong> وااللتزام<br />

مبواعيده معهم،<strong>‏</strong> وتقدمي النصح واالستشارات وكافة أنواع الدعم الذي يحتاجون إليه؛<br />

لذا فاألساتذة ميلكون مفاتيح النجاح أو الفشل <strong>في</strong> حتقيق اجلودة <strong>في</strong> اجلامعة،<strong>‏</strong> ألنهم<br />

وفقاً<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)للعاجز،<strong>‏</strong> 2006( وبحكم أدوارهم <strong>في</strong> منظومة مدخالت اجلودة اجلامعية يؤثرون <strong>في</strong><br />

مستوى جودة مخرجاتها.<strong>‏</strong> ورمبا يرجع انخفاض مرتبة <strong>هذا</strong> البعد لكون أحد ممارساته<br />

وهو:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)يشارك طالبه <strong>في</strong> أنشطة تزيد من إبداعاتهم(<strong>‏</strong> قد حصل على متوسط منخفض<br />

بلغ )2.49( من حيث ممارسة عضو هيئة التدريس باجلامعة له،<strong>‏</strong> وتتفق هذه النتيجة مع<br />

ما توصلت إليه دراسة دياب )2006( حيث يوضح أن <strong>هذا</strong> يرجع لتركيز األساتذة على<br />

تلقيني املعلومات ونقلها من الكتب واملراجع للطلبة ودفعهم حلفظها من أجل االختبار،<strong>‏</strong><br />

وقلما جند منهم من يشجع الطلبة على البحث والتفكير اإلبداعي.<strong>‏</strong><br />

4- الرعاية واالهتمام بالطلبة:<strong>‏</strong> يبني اجلدول رقم )13( املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية<br />

للبعد الرابع <strong>‏</strong>»الرعاية واالهتمام بالطلبة«<strong>‏</strong> مُرتبة تنازلياً<strong>‏</strong> وفقاً<strong>‏</strong> للمتوسطات احلسابية.<strong>‏</strong><br />

589<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

الرقم<br />

25<br />

2<br />

جدول رقم )13(<br />

املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية لدرجات ممارسة عضو هيئة التدريس<br />

للقيادة األخالقية ببعد الرعاية واالهتمام بالطلبة مرتبة تنازلياً<strong>‏</strong><br />

العبارة<br />

الرتبة<br />

1<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

3.065<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

0.89<br />

0.81<br />

0.98<br />

0.91<br />

0.88<br />

0.92<br />

0.89<br />

0.86<br />

0.91<br />

0.94<br />

0.97<br />

0.95<br />

0.95<br />

3.061<br />

2.92<br />

2.91<br />

2.87<br />

2.84<br />

2.83<br />

2.82<br />

2.81<br />

2.69<br />

2.65<br />

2.63<br />

2.58<br />

2<br />

3<br />

4<br />

5<br />

6<br />

7<br />

8<br />

9<br />

10<br />

11<br />

12<br />

13<br />

4<br />

20<br />

7<br />

6<br />

22<br />

9<br />

27<br />

11<br />

26<br />

5<br />

47<br />

17<br />

يشجع املتميزين من طالبه باستمرار.<strong>‏</strong><br />

يتعامل مع جميع طالبه بنفس الدرجة من<br />

الرعاية واالهتمام.<strong>‏</strong><br />

يشجع طالبه على العمل بروح الفريق الواحد.<strong>‏</strong><br />

يستمع آلراء ووجهات نظر طالبه بإنصات.<strong>‏</strong><br />

يقدم العون واملساعدة لطالبه باستمرار.<strong>‏</strong><br />

يشجع طالبه على التفكير اإليجابي <strong>في</strong><br />

املواقف املختلفة.<strong>‏</strong><br />

يحترم آراء وأفكار طالبه املخالفة له.<strong>‏</strong><br />

يتعاون مع طالبه بصورة مستمرة.<strong>‏</strong><br />

يسهم <strong>في</strong> تنمية روح احلوار والنقاش البناء<br />

لدى طالبه.<strong>‏</strong><br />

يراعي الظروف املختلفة لطالبه.<strong>‏</strong><br />

يحفز طالبه على اإلبداع واالبتكار.<strong>‏</strong><br />

يرفع معنويات طالبه باستمرار بوسائل متعددة.<strong>‏</strong><br />

يتقبل نقد طالبه برحابة صدر.<strong>‏</strong><br />

يساعد طالبه <strong>في</strong> اكتشاف مواهبهم<br />

وقدراتهم.<strong>‏</strong><br />

الدرجة الكلية ملمارسة القيادة األخالقية ببعد<br />

الرعاية واالهتمام بالطلبه.<strong>‏</strong><br />

1.03<br />

0.64<br />

2.36<br />

2.79<br />

14<br />

درجة<br />

املمارسة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

منخفضة<br />

متوسطة<br />

يتضح من اجلدول رقم )13( أن درجة ممارسة عضو هيئة التدريس للقيادة األخالقية<br />

ببعد الرعاية واالهتمام بالطلبة من وجهة نظر عينة الدراسة كانت متوسطة؛ حيث بلغ<br />

متوسطها )2.79( بانحراف معياري )0.64(، وهي قيمة أقل من قيم األبعاد السابقة.<strong>‏</strong> <strong>في</strong><br />

حني تراوحت املتوسطات احلسابية لعبارات <strong>هذا</strong> البعد من )2.58-3.065( بانحرافات<br />

معيارية امتدت بني )0.89- 0.95( وتختلف هذه النتيجة مع دراسة كل من Schulte(<br />

al, 2001 el؛ واألشقر وآخرين،<strong>‏</strong> 2012( التي أظهرت أن ممارسة األستاذ اجلامعي<br />

590 مجلة اإلدارة العامة


درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

للجانب اإلنساني <strong>في</strong> التعامل مع الطلبة وفق تقديراتهم قد جاءت بدرجة عالية،<strong>‏</strong> وهي<br />

األكثر تأثيراً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> بيئة التعلم.<strong>‏</strong> وتعد نتيجة <strong>هذا</strong> البعد باجلامعة دون املستوى املطلوب <strong>في</strong><br />

األستاذ اجلامعي الذي يفترض <strong>في</strong>ه تقدمي الرعاية األبوية لطلبته،<strong>‏</strong> واالهتمام بشؤونهم،<strong>‏</strong><br />

وتلمس احتياجاتهم،<strong>‏</strong> ومراعاة ظروفهم،<strong>‏</strong> وتقدمي العون واملساعدة لهم،<strong>‏</strong> وتشجيعهم على<br />

بذل اجلهد واإلبداع من خالل التح<strong>في</strong>ز بكل أشكاله،<strong>‏</strong> واالستماع آلرائهم،<strong>‏</strong> وتقبل نقدهم<br />

برحابة صدر،<strong>‏</strong> والعمل على رفع معنوياتهم،<strong>‏</strong> فأخالقيات املعلم وفق <strong>‏</strong>)قطيشات،<strong>‏</strong> 2009(<br />

هي محور االرتكاز وصمام األمان <strong>في</strong> مهنيته ألنها تعني وجود تواصل إنساني يشعر<br />

الطالب بالثقة واالطمئنان <strong>في</strong> أستاذه والذي ينعكس بدوره على عملية التعلم وبناء ذات<br />

الطالب السوية املتكاملة،<strong>‏</strong> وإعداده للحياة.<strong>‏</strong> <strong>في</strong> حني جاءت العبارة <strong>‏</strong>)يساعد طالبه <strong>في</strong><br />

اكتشاف مواهبهم وقدراتهم(<strong>‏</strong> بدرجة منخفضة من حيث ممارسة عضو هيئة التدريس<br />

لها مبتوسط بلغ )2.36( ورمبا يرجع ذلك لتركيز معظم أعضاء هيئة التدريس باجلامعة<br />

على تقدمي املعرفة وإعطاء الكم الهائل من املعلومات دون التركيز على استخدام الطرق<br />

والوسائل التي تساعدهم على معرفة قدرات ومواهب طالبهم.<strong>‏</strong><br />

5- السيطرة الشخصية:<strong>‏</strong> يبني اجلدول رقم )14( املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية<br />

للبعد اخلامس <strong>‏</strong>»السيطرة الشخصية«<strong>‏</strong> مُرتبة تنازلياً<strong>‏</strong> وفقاً<strong>‏</strong> للمتوسطات احلسابية.<strong>‏</strong><br />

الرقم<br />

14<br />

33<br />

13<br />

45<br />

42<br />

49<br />

10<br />

32<br />

12<br />

جدول رقم )14(<br />

املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية لدرجات ممارسة عضو هيئة التدريس<br />

للقيادة األخالقية ببعد السيطرة الشخصية مرتبة تنازلياً<strong>‏</strong><br />

العبارة<br />

يتجنب االستهانة والتقليل من إمكانيات وقدرات طالبه.<strong>‏</strong><br />

يتواضع <strong>في</strong> سلوكياته مع طالبه.<strong>‏</strong><br />

يحترم طالبه وال يستهزئ بهم.<strong>‏</strong><br />

يتصف بالهدوء وعدم االنفعال مع طالبه.<strong>‏</strong><br />

يسامح املخطئ من طالبه إن اعتذر.<strong>‏</strong><br />

يتميز باملرونة <strong>في</strong> تعامله مع طالبه.<strong>‏</strong><br />

يتعامل مع طالبه بصبر وحكمة.<strong>‏</strong><br />

يراعي مشاعر طالبه <strong>في</strong> كل تصرفاته.<strong>‏</strong><br />

يواجه انفعاالت طالبه بالرفق واللني.<strong>‏</strong><br />

الدرجة الكلية ملمارسة القيادة األخالقية<br />

ببعد السيطرة الشخصية<br />

الرتبة<br />

1<br />

2<br />

3<br />

4<br />

5<br />

6<br />

7<br />

8<br />

9<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

3.02<br />

3.00<br />

2.98<br />

2.89<br />

2.89<br />

2.86<br />

2.84<br />

2.81<br />

2.52<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

0.88<br />

0.84<br />

0.91<br />

0.82<br />

0.89<br />

0.84<br />

0.87<br />

0.88<br />

0.97<br />

0.65<br />

2.87<br />

درجة<br />

املمارسة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

591<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

يتضح من اجلدول رقم )14( أن درجة ممارسة عضو هيئة التدريس للقيادة<br />

األخالقية ببعد السيطرة الشخصية من وجهة نظر عينة الدراسة كانت متوسطة؛<br />

حيث بلغ متوسطها )2.87( بانحراف معياري )0.65(، وهي قيمة تدل على تشابه<br />

وجهات نظر الطالب <strong>في</strong> تقديرهم للقيادة األخالقية ب<strong>هذا</strong> البعد،<strong>‏</strong> وتراوحت املتوسطات<br />

احلسابية لعبارات <strong>هذا</strong> البعد من )2.52-3.02( بانحرافات معيارية امتدت بني<br />

)0.97-0.88(. وتختلف هذه النتيجة مع ما توصلت إليه نتائج دراسة كل من:<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>)طيوب،<strong>‏</strong> ‎2008‎؛ األشقر وآخرين ‎2012‎؛ التل،<strong>‏</strong> ‎2011‎؛ بني أرشيد،<strong>‏</strong> 2013( والتي أكدت<br />

أهمية أن يتحلى األستاذ اجلامعي بالتواضع والهدوء والتسامح مع طلبته،<strong>‏</strong> والتعامل<br />

معهم بصبر وحكمة ورفق وليني،<strong>‏</strong> وأن ل<strong>هذا</strong> أثراً<strong>‏</strong> بالغاً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> ازدياد جاذبيته،<strong>‏</strong> وتعميق<br />

تأثير أدواره داخل القاعة الدراسية وخارجها.<strong>‏</strong> ورمبا ظهرت هذه النتيجة بالنسبة<br />

للجامعة كون األعضاء متفاوتني من ناحية التحكم والسيطرة الشخصية،<strong>‏</strong> ويؤكد <strong>هذا</strong><br />

الكثير من التعليقات التي أوردها الطلبة <strong>في</strong> االستبيان الذي طبق عليهم من حيث<br />

الشدة واالنفعالية ألعضاء هيئة التدريس،<strong>‏</strong> وغياب املرونة والتقليل من شأن قدراتهم<br />

وإمكانياتهم،<strong>‏</strong> واحلقيقة أن الضغوط وكثرة األعباء بالعمل وباألسرة،<strong>‏</strong> إضافة للمؤثرات<br />

الشخصية واالجتماعية.<strong>‏</strong> إلخ ألعضاء هيئة التدريس،<strong>‏</strong> قد تلعب دوراً<strong>‏</strong> كبيراً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> تفاوت<br />

درجة السيطرة على انفعاالتهم وسلوكياتهم جتاه طلبتهم.<strong>‏</strong><br />

وميكن تلخيص أبرز النتائج السابقة من خالل اجلدول رقم )15( الذي يوضح<br />

ترتيب أبعاد ممارسات القيادة األخالقية مرتبة تنازلياً<strong>‏</strong> حسب املتوسطات احلسابية.<strong>‏</strong><br />

جدول رقم )15(<br />

املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية ألبعاد ممارسة القيادة االخالقية مرتبة تنازلياً<strong>‏</strong><br />

احملاور<br />

العدالة واألمانة<br />

اجلدارة بالثقة<br />

االلتزام واملسؤولية<br />

السيطرة الشخصية<br />

الرعاية واالهتمام<br />

الدرجة الكلية لتقدير<br />

درجة ممارسة عضو هيئة<br />

التدريس للقيادة األخالقية<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

3.07<br />

2.92<br />

2.88<br />

2.87<br />

2.79<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

0.55<br />

0.63<br />

0.61<br />

0.65<br />

0.64<br />

الرتبة<br />

1<br />

2<br />

3<br />

4<br />

5<br />

0.57<br />

2.89<br />

درجة املمارسة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

592 مجلة اإلدارة العامة


درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

يتبني من اجلدول رقم )15( أن املتوسط احلسابي املوزون لدرجة ممارسة القيادة<br />

األخالقية من عضو هيئة التدريس جتاه طلبتهم بجامعة أم القرى بلغ )2.89( بدرجة<br />

متوسطة،<strong>‏</strong> وبانحراف معياري )0.57( مما يدل على اتفاق املستجيبني على تقدير<br />

الدرجة الكلية للممارسة،<strong>‏</strong> فقد جاء بُعد العدالة واألمانة باملرتبة األولى )3.07( بدرجة<br />

متوسطة،<strong>‏</strong> ثم تبعتها اجلدارة بالثقة )2.92( بدرجة متوسطة،<strong>‏</strong> ثم االلتزام واملسؤولية<br />

)2.88( بدرجة متوسطة،<strong>‏</strong> وتبعتها السيطرة الشخصية )2.87(، ثم الرعاية واالهتمام<br />

)2.79(. ورمبا يرجع <strong>هذا</strong> التفاوت واالختالف <strong>في</strong> ممارسة القيادة األخالقية بأبعادها<br />

احملددة بالدراسة،<strong>‏</strong> لتعدد وتداخل العوامل واملتغيرات احملددة للسلوك األخالقي<br />

لألفراد،<strong>‏</strong> فالتفاوت <strong>في</strong> املقومات الشخصية والفكرية والثقا<strong>في</strong>ة ألعضاء هيئة التدريس<br />

وتأثرهم باملناخ التنظيمي احمليط بهم وبطبيعة مجتمعهم،<strong>‏</strong> يؤثر <strong>في</strong> قناعاتهم وتوجهاتهم،<strong>‏</strong><br />

ويجعلهم وفقاً<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)لراضي وحسن،<strong>‏</strong> 107( 2011: يحملون اختالفات مهمة بينهم حول<br />

مكونات السلوكيات األخالقية،<strong>‏</strong> وكيف يجب أن تتخذ القرارات أو تنجز األعمال بشكل<br />

أخالقي.<strong>‏</strong> وقد اختلفت هذه النتيجة مع بعض الدراسات التي تناولت تصور وإدراك<br />

الطلبة ملمارسة أعضاء هيئة التدريس للمقومات الشخصية أو لألخالقيات <strong>في</strong> بيئة<br />

العمل اجلامعي،<strong>‏</strong> كدراسة:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)التل،<strong>‏</strong> ‎2011‎؛ الزعبي،<strong>‏</strong> ‎2012‎؛ بني أرشيد،<strong>‏</strong> 2013( والتي<br />

جاءت بدرجة مرتفعة.<strong>‏</strong><br />

إجابة السؤال الثاني ونصه:<strong>‏</strong> هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بني استجابات<br />

عينة الدراسة <strong>في</strong> حتديد درجة ممارسة عضو هيئة التدريس للقيادة األخالقية تبعاً<strong>‏</strong><br />

للمتغيرات التالية:<strong>‏</strong> اجلنس،<strong>‏</strong> التخصص،<strong>‏</strong> املستوى الدراسي؟<br />

ولإلجابة عن <strong>هذا</strong> السؤال،<strong>‏</strong> وللكشف عن الداللة اإلحصائية للفروق بني متوسّ<strong>‏</strong> طات<br />

تقدير الطلبة حول درجة ممارسة عضو هيئة التدريس للقيادة األخالقية وأبعادها<br />

وفقاً<strong>‏</strong> ملتغيرات الدراسة،<strong>‏</strong> متَّ<strong>‏</strong> استخدام اختبار <strong>‏</strong>)ت(<strong>‏</strong> للمقارنة بني عينتني مستقلتني<br />

test( ،)Independeant Sample T وذلك للكشف عن الداللة اإلحصائية للفروق وفقاً<strong>‏</strong><br />

للجنس.<strong>‏</strong> وكذلك مت استخدام حتليل التباين األحادي البعد ANOVA( )One-way<br />

للتعرف على داللة ما قد يوجد من فروق بني املتوسطات التي تُعزى ملتغيرات الدراسة:<strong>‏</strong><br />

التخصص واملستوى الدراسي وذلك على التفصيل الذي توضحه اجلداول التالية:<strong>‏</strong><br />

593<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

1- الفروق وفقاً<strong>‏</strong> لمتغير الجنس:<strong>‏</strong><br />

جدول رقم )16(<br />

نتائج اختبار <strong>‏</strong>)ت(<strong>‏</strong> )T-Test( للفروق بني متوسطات تقدير ممارسات أعضاء هيئة<br />

التدريس للقيادة األخالقية وفقاً<strong>‏</strong> ملتغير اجلنس <strong>‏</strong>)ن=<strong>‏</strong>‎900‎<strong>‏</strong>(<strong>‏</strong><br />

العدالة واألمانة<br />

اجلدارة بالثقة<br />

االلتزام باملسؤولية<br />

الرعاية واالهتمام<br />

السيطرة الشخصية<br />

الدرجة الكلية ملمارسة<br />

القيادة األخالقية<br />

اجلنس<br />

ذكر<br />

أنثى<br />

ذكر<br />

أنثى<br />

ذكر<br />

أنثى<br />

ذكر<br />

أنثى<br />

ذكر<br />

أنثى<br />

ذكر<br />

أنثى<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

3.008<br />

3.149<br />

2.817<br />

3.017<br />

2.756<br />

3.016<br />

2.687<br />

2.895<br />

2.790<br />

2.952<br />

2.794<br />

2.992<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

0.526<br />

0.559<br />

0.619<br />

0.616<br />

0.594<br />

0.600<br />

0.632<br />

0.632<br />

0.654<br />

0.643<br />

0.552<br />

0.569<br />

درجات<br />

احلرية<br />

898<br />

قيمة<br />

<strong>‏</strong>)ت(<strong>‏</strong><br />

مستوى<br />

الداللة<br />

0.00 دالة<br />

0.00 دالة<br />

0.00 دالة<br />

0.00 دالة<br />

0.00 دالة<br />

0.00 دالة<br />

3.89-<br />

4.86-<br />

6.53-<br />

4.95-<br />

3.75-<br />

5.30-<br />

898<br />

898<br />

898<br />

898<br />

898<br />

يتبني من اجلدول رقم )16( وجود فروق دالة إحصائية <strong>في</strong> تقدير درجات ممارسات<br />

القيادة األخالقية؛ حيث بلغت قيمة ت )-5.30( وكانت داللتها اإلحصائية تقل عن<br />

)0.05(، مما يعني وجود فروق <strong>في</strong> تقدير ممارسات القيادة األخالقية وكانت لصالح<br />

تقدير اإلناث،<strong>‏</strong> فقد حيث بلغ متوسط تقديرهن للممارسات األخالقية )2.992( مقابل<br />

تقدير الذكور )2.794(. وكذلك تبني وجود فروق دالة إحصائية <strong>في</strong> تقدير أبعاد<br />

املمارسات األخالقية،<strong>‏</strong> فقد تراوحت قيمة ت )-3.75 إلى -6.53( وكانت داللتها<br />

اإلحصائية تقل عن مستوى الداللة )0.05(، مما يدل على وجود فروق <strong>في</strong> أبعاد<br />

القيادة األخالقية <strong>‏</strong>)العدالة واألمانة،<strong>‏</strong> واجلدارة بالثقة،<strong>‏</strong> وااللتزام باملسؤولية،<strong>‏</strong> والرعاية<br />

واالهتمام،<strong>‏</strong> والسيطرة الشخصية(<strong>‏</strong> كانت لصالح اإلناث <strong>في</strong> جميع األبعاد،<strong>‏</strong> إذ يتبني<br />

من اجلدول )16( أن قيم املتوسطات احلسابية للطالبات والتي تراوحت متوسطاتها<br />

احلسابية من )2.895- 3.149( أعلى من املتوسطات احلسابية لتقدير الذكور والتي<br />

594 مجلة اإلدارة العامة


درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

تراوحت بيني )2.687- 3.008(. ورمبا ترجع هذه النتيجة إلى كون املرأة تتميز كما<br />

يذكر <strong>‏</strong>)السويدان وباشراحيل،<strong>‏</strong> 2004( بسمات املشاركة،<strong>‏</strong> والتعاطف،<strong>‏</strong> والتفهم وبعد النظر،<strong>‏</strong><br />

واالنفتاح،<strong>‏</strong> والقدرة على التواصل،<strong>‏</strong> وبناء العالقات مع اآلخرين،<strong>‏</strong> مما يجعل الطالبات<br />

رمبا أكثر وعياً<strong>‏</strong> وإدراكاً<strong>‏</strong> ملمارسات القيادة األخالقية.<strong>‏</strong> وتتفق هذه النتيجة مع دراسة<br />

كل من <strong>‏</strong>)أبو منر،<strong>‏</strong> ‎2007‎؛ اجلراح والشريفني،<strong>‏</strong> ‎2010‎؛ العتيبي،<strong>‏</strong> 2011(، والتي أظهرت<br />

أن اإلناث يعطني أهمية أكثر من الذكور للسمات الشخصية أو للكفايات األخالقية<br />

ألعضاء هيئة التدريس.<strong>‏</strong><br />

2- الفروق وفقاً<strong>‏</strong> لمتغير التخصص:<strong>‏</strong><br />

جدول رقم )17(<br />

نتائج حتليل التباين األحادي )ANOVA( للفروق بني تقدير ممارسات أعضاء هيئة<br />

التدريس للقيادة األخالقية وأبعادها التي تُ<strong>‏</strong> عزى للتخصص<br />

األبعاد<br />

العدالة واألمانة<br />

اجلدارة بالثقة<br />

االلتزام باملسؤولية<br />

الرعاية واالهتمام<br />

السيطرة<br />

الشخصية<br />

القيادة األخالقية<br />

مستوى<br />

مجموع درجة متوسط<br />

قيمة <strong>‏</strong>)ف(<strong>‏</strong><br />

مصدر التباين<br />

الداللة<br />

املربعات احلرية املربعات<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات 0.0000<br />

املجموع الكلّي<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات 0.0000<br />

املجموع الكلّي<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات 0.0000<br />

املجموع الكلّي<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات 0.0000<br />

املجموع الكلّي<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات 0.0000<br />

بني املجموعات<br />

بني املجموعات<br />

داخل املجموعات 0.0000<br />

بني املجموعات<br />

18.101<br />

22.109<br />

14.643<br />

19.044<br />

17.896<br />

21.569<br />

5.229<br />

0.289<br />

8.270<br />

0.374<br />

5.303<br />

0.362<br />

7.506<br />

0.394<br />

7.365<br />

0.412<br />

6.692<br />

0.310<br />

2<br />

897<br />

899<br />

2<br />

897<br />

899<br />

2<br />

897<br />

899<br />

2<br />

897<br />

899<br />

2<br />

897<br />

899<br />

2<br />

897<br />

899<br />

10.458<br />

259.124<br />

269.582<br />

16.540<br />

335.524<br />

352.064<br />

10.606<br />

324.859<br />

335.465<br />

15.013<br />

353.565<br />

368.578<br />

14.730<br />

369.141<br />

383.871<br />

13.384<br />

278.295<br />

291.679<br />

595<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

تبيني النتائج <strong>في</strong> اجلدول رقم )17( وجود فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى<br />

الداللة )a = 0.05( بني متوسطات تقدير القيادة األخالقية وفقاً<strong>‏</strong> للتخصص،<strong>‏</strong> فقد<br />

بلغت قيم <strong>‏</strong>)ف(<strong>‏</strong> )21.569(، وبلغت داللتها اإلحصائية )0.000(، وهي قيمة تقل عن<br />

مستوى الداللة )0.05( مما يعني وجود فروق بني املتوسطات لدرجات تقدير ممارسات<br />

القيادة األخالقية ككل تُعزى إلى متغير التخصص.<strong>‏</strong><br />

وتبني وجود فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة )a = 0.05( بني متوسطات<br />

تقدير أبعاد القيادة األخالقية وفقاً<strong>‏</strong> للتخصص،<strong>‏</strong> فقد تراوحت قيم <strong>‏</strong>)ف(<strong>‏</strong> من )14.643(<br />

إلى )22.109( وكانت دالالتها اإلحصائية تقل عن مستوى الداللة )0.05( مما يعني جود<br />

فروق بني املتوسطات لدرجات أبعاد القيادة األخالقية تُعزى إلى متغير التخصص.<strong>‏</strong><br />

ومن أجل حتديد اجتاه الفروق <strong>في</strong> أبعاد ممارسات القيادة األخالقية مت إجراء املقارنات<br />

البعدية باستخدام أقل مربع الفرق )LSD( كما تبني النتائج <strong>في</strong> اجلدول رقم )18(.<br />

جدول رقم )18(<br />

نتائج اختبار أقل مربع الفرق للمقارنات البعدية <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>LSD<strong>‏</strong>(حول درجات ممارسة القيادة<br />

األخالقية تُ<strong>‏</strong> عزى إلى التخصص<br />

طبية<br />

إنسانية علمية املتوسطات احلسابية التخصص علمية<br />

األبعاد<br />

إنسانية<br />

األمانة والعدل طبية<br />

علمية<br />

إنسانية<br />

اجلدارة بالثقة طبية<br />

علمية<br />

إنسانية<br />

االلتزام باملسؤولية طبية<br />

علمية<br />

إنسانية<br />

الرعاية واالهتمام طبية<br />

علمية<br />

إنسانية<br />

السيطرة الشخصية طبية<br />

علمية<br />

إنسانية<br />

القيادة األخالقية طبية<br />

*0.27<br />

*0.24<br />

---<br />

*0.34<br />

*0.31<br />

---<br />

*0.29<br />

*0.20<br />

--<br />

*0.33<br />

*0.28<br />

---<br />

*0.32<br />

*0.29<br />

---<br />

*0.31<br />

*0.26<br />

---<br />

---<br />

---<br />

---<br />

---<br />

---<br />

---<br />

*0.09<br />

---<br />

---<br />

---<br />

---<br />

---<br />

---<br />

---<br />

---<br />

---<br />

---<br />

---<br />

---<br />

---<br />

---<br />

---<br />

---<br />

---<br />

---<br />

---<br />

---<br />

---<br />

---<br />

---<br />

---<br />

---<br />

---<br />

---<br />

---<br />

---<br />

3.16<br />

3.12<br />

2.88<br />

3.00<br />

2.98<br />

2.67<br />

2.99<br />

2.90<br />

2.70<br />

2.89<br />

2.84<br />

2.55<br />

2.96<br />

2.93<br />

2.64<br />

2.99<br />

2.94<br />

2.68<br />

* دالة إحصائياً<strong>‏</strong> عند مستوى الداللة )0.05(.<br />

596 مجلة اإلدارة العامة


درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

تبني من اجلدول رقم )18( أن الفروق <strong>في</strong> تقدير درجات ممارسات القيادة األخالقية<br />

كانت لصالح الطلبة ذوي التخصصات العلمية واإلنسانية <strong>في</strong> جميع األبعاد والدرجة<br />

الكلية للقيادة األخالقية مقابل التخصصات الطبية،<strong>‏</strong> وكذلك تبني وجود فروق <strong>في</strong> بعد<br />

االلتزام باملسؤولية لصالح التخصصات العلمية مقابل اإلنسانية.<strong>‏</strong> <strong>في</strong> حني لم يتبني<br />

وجود فروق بني ذوي التخصصات العلمية واإلنسانية <strong>في</strong> الدرجة الكلية واألبعاد.<strong>‏</strong> وتتفق<br />

هذه النتيجة مع ما أظهرته نتائج دراسة <strong>‏</strong>)يعقوب،<strong>‏</strong> ‎2005‎؛ واجلراح والشريفني،<strong>‏</strong> ‎2010‎؛<br />

التل،<strong>‏</strong> ‎2011‎؛ الشاهني،<strong>‏</strong> 2011( والتي أثبتت تفوق التخصصات العلمية واإلنسانية <strong>في</strong><br />

حتديد السمات اخلُلقية الشخصية لعضو هيئة التدريس،<strong>‏</strong> ورمبا ترجع هذه النتيجة<br />

لكون التخصصات العلمية واإلنسانية تقدم مقررات دراسية متنوعة للطلبة من مختلف<br />

الكليات على عكس التخصصات الطبية،<strong>‏</strong> مما يجعل الطلبة أكثر انتباهاً<strong>‏</strong> وقدرة على<br />

تلمس الفروق والتغير <strong>في</strong> ممارسة عضو هيئة التدريس للقيادة األخالقية.<strong>‏</strong><br />

3- الفروق وفقاً<strong>‏</strong> للمستوى الدراسي:<strong>‏</strong><br />

يبني اجلدول رقم )19( نتائج حتليل التباين األحادي للفروق بني متوسطات تقدير<br />

أفراد العينة لدرجة تقدير درجات ممارسات القيادة األخالقية وأبعادها وفقاً<strong>‏</strong> للمستوى<br />

الدراسي<br />

جدول رقم )19(<br />

نتائج حتليل التباين األحادي )ANOVA( للفروق بني متوسطات تقدير ممارسات أعضاء<br />

هيئة التدريس للقيادة األخالقية وأبعادها التي تُ<strong>‏</strong> عزى للمستوى الدراسي<br />

األبعاد<br />

العدالة واألمانة<br />

اجلدارة بالثقة<br />

مصدر التباين<br />

بني املجموعات<br />

مجموع<br />

املربعات<br />

درجة<br />

احلرية<br />

متوسط<br />

املربعات<br />

قيمة <strong>‏</strong>)ف(<strong>‏</strong><br />

2.305<br />

0.683<br />

8<br />

5.467<br />

مستوى<br />

الداللة<br />

داخل املجموعات 0.019<br />

املجموع الكلّي<br />

بني املجموعات<br />

3.752<br />

0.296<br />

1.434<br />

891<br />

899<br />

8<br />

264.116<br />

269.582<br />

11.474<br />

داخل املجموعات 0.0000<br />

املجموع الكلّي<br />

0.382<br />

891<br />

899<br />

340.590<br />

352.064<br />

597<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

تابع جدول رقم )19(.<br />

األبعاد<br />

االلتزام باملسؤولية<br />

الرعاية واالهتمام<br />

السيطرة الشخصية<br />

القيادة األخالقية<br />

مصدر التباين<br />

بني املجموعات<br />

مجموع<br />

املربعات<br />

8.335<br />

درجة<br />

احلرية<br />

8<br />

متوسط<br />

املربعات<br />

1.042<br />

قيمة <strong>‏</strong>)ف(<strong>‏</strong><br />

2.838<br />

مستوى<br />

الداللة<br />

داخل املجموعات 0.004<br />

املجموع الكلّي<br />

بني املجموعات<br />

2.661<br />

0.367<br />

1.075<br />

891<br />

899<br />

8<br />

891<br />

327.131<br />

335.465<br />

8.600<br />

359.977<br />

داخل املجموعات 0.007<br />

املجموع الكلّي<br />

بني املجموعات<br />

2.391<br />

0.404<br />

1.008<br />

899<br />

8<br />

891<br />

368.578<br />

8.067<br />

375.804<br />

داخل املجموعات 0.015<br />

بني املجموعات<br />

بني املجموعات<br />

3.033<br />

0.422<br />

0.967<br />

899<br />

8<br />

891<br />

383.871<br />

7.732<br />

283.947<br />

داخل املجموعات 0.002<br />

بني املجموعات<br />

0.319<br />

899<br />

291.679<br />

تبيني النتائج <strong>في</strong> اجلدول رقم )19( وجود فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى<br />

الداللة )a = 0.05( بني متوسطات تقدير القيادة األخالقية وفقاً<strong>‏</strong> للمستوى الدراسي،<strong>‏</strong><br />

فقد بلغت قيم <strong>‏</strong>)ف(<strong>‏</strong> )3.033( وبلغت داللتها اإلحصائية )0.002(، وهي قيمة تقل<br />

عن مستوى الداللة )0.05( مما يعني وجود فروق بني املتوسطات لدرجات تقدير<br />

ممارسات القيادة األخالقية ككل تُعزى إلى متغير املستوى.<strong>‏</strong> وتبني وجود فروق ذات<br />

داللة إحصائية عند مستوى الداللة )a = 0.05( بني متوسطات تقدير أبعاد القيادة<br />

األخالقية وفقاً<strong>‏</strong> للمستوى؛ حيث تراوحت قيم <strong>‏</strong>)ف(<strong>‏</strong> من )2.305( إلى )3.752( وكانت<br />

دالالتها اإلحصائية تقل عن مستوى الداللة )0.05(، مما يعني وجود فروق بني<br />

املتوسطات لدرجات أبعاد القيادة األخالقية تُعزى إلى متغير املستوى.<strong>‏</strong> ومن أجل<br />

حتديد اجتاه الفروق <strong>في</strong> أبعاد ممارسات القيادة األخالقية مت إجراء املقارنات البعدية<br />

باستخدام أقل مربع الفرق )LSD( كما <strong>في</strong> اجلدول رقم )20(.<br />

598 مجلة اإلدارة العامة


درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

جدول رقم )20(<br />

نتائج اختبار وأقل مربع الفرق للمقارنات البعدية )LSD( حول درجات ممارسة القيادة<br />

األخالقية تُ<strong>‏</strong> عزى إلى املستوى الدراسي<br />

األبعاد<br />

األول<br />

الثاني<br />

الثالث<br />

الرابع<br />

اخلامس<br />

السادس<br />

السابع<br />

الثامن<br />

األخرى<br />

2.99<br />

*0.25<br />

*0.18<br />

3.01<br />

*0.22<br />

*0.14<br />

3.02<br />

*0.22<br />

-<br />

3.06<br />

*0.17<br />

-<br />

2.97<br />

*0.27<br />

*0.20<br />

3.06<br />

*0.17<br />

-<br />

3.14<br />

-<br />

-<br />

3.16<br />

-<br />

-<br />

3.23<br />

-<br />

-<br />

العدالة<br />

واألمانة<br />

املتوسطات<br />

األول<br />

الثاني<br />

2.72<br />

*0.40<br />

*0.33<br />

2.85<br />

*0.27<br />

*0.20<br />

2.88<br />

*0.24<br />

-<br />

2.93<br />

*0.19<br />

-<br />

2.78<br />

*0.34<br />

*0.27<br />

2.84<br />

*0.28<br />

*0.21<br />

2.94<br />

-<br />

-<br />

3.05<br />

-<br />

-<br />

3.12<br />

-<br />

-<br />

اجلدارة<br />

بالثقة<br />

املتوسطات<br />

األول<br />

الثاني<br />

2.75<br />

*0.30<br />

*0.26<br />

2.78<br />

*0.27<br />

*0.23<br />

2.93<br />

*0.13<br />

-<br />

2.82<br />

*0.23<br />

*0.19<br />

2.86<br />

*0.19<br />

*0.16<br />

2.85<br />

*0.20<br />

*0.17<br />

2.93<br />

-<br />

-<br />

3.01<br />

-<br />

-<br />

3.05<br />

-<br />

-<br />

االلتزام<br />

باملسؤولية<br />

املتوسطات<br />

األول<br />

الثاني<br />

2.69<br />

*0.33<br />

*0.21<br />

2.74<br />

*0.28<br />

*0.16<br />

2.83<br />

-<br />

-<br />

2.73<br />

*0.29<br />

*0.16<br />

2.75<br />

*0.27<br />

-<br />

2.71<br />

*0.31<br />

*0.19<br />

2.76<br />

-<br />

-<br />

2.89<br />

-<br />

-<br />

3.02<br />

-<br />

-<br />

الرعاية<br />

واالهتمام<br />

املتوسطات<br />

األول<br />

الثاني<br />

2.67<br />

2.78<br />

2.87<br />

2.85<br />

2.83<br />

2.83<br />

2.86<br />

2.97<br />

املتوسطات 3.06<br />

*0.39<br />

*0.31<br />

*0.27<br />

*0.19<br />

-<br />

-<br />

*0.21<br />

-<br />

*0.23<br />

-<br />

*0.23<br />

*0.14<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

السيطرة<br />

الشخصية<br />

األول<br />

الثاني<br />

2.75<br />

*0.34<br />

*0.25<br />

2.82<br />

*0.27<br />

*0.18<br />

2.90<br />

-<br />

-<br />

2.86<br />

*0.23<br />

*0.14<br />

2.82<br />

*0.26<br />

*0.18<br />

2.84<br />

*0.25<br />

*0.17<br />

2.91<br />

-<br />

-<br />

3.00<br />

-<br />

-<br />

3.08<br />

-<br />

-<br />

القيادة<br />

األخالقية<br />

املتوسطات<br />

األول<br />

الثاني<br />

* دالة إحصائياً<strong>‏</strong> عند مستوى الداللة )0.05(.<br />

599<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

يتضح أن الفروق <strong>في</strong> تقدير الطلبة لدرجات ممارسات القيادة األخالقية ببعد<br />

العدالة واألمانة كانت لصالح الطلبة مبستوى األول مقابل الطلبة باملستويات الرابع<br />

فأعلى،<strong>‏</strong> وكذلك تبني وجود فروق لصالح املستوى الثاني مقابل املستوى اخلامس والثامن<br />

واألخرى.<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> بُعد اجلدارة بالثقة كانت الفروق لصالح املستوى األول مقابل املستوى<br />

الرابع فأعلى،<strong>‏</strong> ولصالح املستوى الثاني مقابل الرابع واخلامس والثامن وأخرى.<strong>‏</strong> و<strong>في</strong><br />

بُعد االلتزام باملسؤولية ظهرت الفروق لصالح املستوى األول مقابل الرابع فأعلى،<strong>‏</strong><br />

ولصالح املستوى الثاني مقابل الرابع فأعلى باستثناء املستوى السابع.<strong>‏</strong> وكذلك كانت<br />

الفروق <strong>في</strong> بُعد الرعاية واالهتمام لصالح املستوى األول مقابل الرابع فأعلى باستثناء<br />

السابع،<strong>‏</strong> ولصالح املستوى الثاني مقابل الرابع والسادس والثامن وأخرى.<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> بعد<br />

السيطرة الشخصية كانت الفروق لصالح األول مقابل الرابع واخلامس والسادس<br />

والثامن واألخرى.<strong>‏</strong> وباملستوى الثاني كانت لصالح الرابع والثامن وأخرى.<strong>‏</strong> وبشكل عام<br />

على مستوى الدرجات الكلية كانت الفروق بالقيادة األخالقية لصالح املستوى األول<br />

والثاني مقابل الرابع فأعلى باستثناء السابع.<strong>‏</strong> وترجع ظهور النتائج لصالح طلبة السنة<br />

األولى والثانية،<strong>‏</strong> رمبا إلى حرص أعضاء هيئة التدريس على إظهار املؤشرات الدالة<br />

على القيادة األخالقية للمستويات املستجدة من الطلبة لتعزيزهم وحت<strong>في</strong>زهم.<strong>‏</strong><br />

إجابة السؤال الثالث ونصه:<strong>‏</strong> ما درجة تأثير ممارسة عضو هيئة التدريس للقيادة<br />

األخالقية على الطلبة <strong>في</strong> ضوء توجهات اجلامعة اإلستراتيجية من وجهة نظر عينة<br />

من طالب وطالبات اجلامعة؟<br />

ولإلجابة عن <strong>هذا</strong> السؤال مت حساب املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية<br />

لدرجة تأثير ممارسة عضو هيئة التدريس للقيادة األخالقية على الطلبة <strong>في</strong> ضوء<br />

توجهات اجلامعة اإلستراتيجية من وجهة نظر عينة الدراسة وذلك على النحو املبني<br />

<strong>في</strong> اجلدول رقم )21(:<br />

جدول رقم )21(<br />

املتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية لدرجة تأثير ممارسة عضو هيئة التدريس<br />

للقيادة األخالقية على الطلبة <strong>في</strong> ضوء توجهات اجلامعة اإلستراتيجية مرتبة تنازلياً<strong>‏</strong><br />

الرقم<br />

1<br />

العبارة<br />

زيادة فهمي واستيعابي للمادة العلمية املقدمة.<strong>‏</strong><br />

الرتبة<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

0.75<br />

3.18<br />

1<br />

22<br />

تنمية االلتزام وروح املسؤولية لدي.<strong>‏</strong><br />

0.91<br />

3.13<br />

2<br />

21<br />

احلفاظ على ممتلكات اجلامعة ومقدراتها.<strong>‏</strong><br />

0.98<br />

3.08<br />

3<br />

درجة<br />

التأثير<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

600 مجلة اإلدارة العامة


درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

تابع جدول رقم )21(.<br />

الرقم<br />

العبارة<br />

الرتبة<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

درجة<br />

التأثير<br />

حرصي على تقدمي الدعم واملساعدة ملن<br />

يحتاجها من الطلبة.<strong>‏</strong><br />

متوسطة<br />

0.92<br />

3.06<br />

4<br />

20<br />

زيادة قناعاتي بأهمية الوسطية واالعتدال <strong>في</strong><br />

كل سلوكياتي.<strong>‏</strong><br />

متوسطة<br />

0.95<br />

3.06<br />

5<br />

24<br />

زيادة ثقتي بنفسي.<strong>‏</strong><br />

0.86 متوسطة<br />

3.06<br />

6<br />

7<br />

رفع مستوى حتصيلي الدراسي.<strong>‏</strong><br />

0.83 متوسطة<br />

3.05<br />

7<br />

6<br />

تعلم كل ما هو جديد من أستاذي.<strong>‏</strong><br />

0.94 متوسطة<br />

3.00<br />

8<br />

18<br />

جتعلني حريصاً<strong>‏</strong> على أداء ما هو مطلوب مني<br />

بدقة وإتقان.<strong>‏</strong><br />

متوسطة<br />

0.91<br />

2.97<br />

9<br />

17<br />

تعلم مهارات العمل بروح الفريق الواحد.<strong>‏</strong><br />

0.96 متوسطة<br />

2.97<br />

10<br />

10<br />

زيادة قدرتي على حل املشكالت التي<br />

تواجهني.<strong>‏</strong><br />

متوسطة<br />

0.91<br />

2.96<br />

11<br />

8<br />

الرفع من معنوياتي.<strong>‏</strong><br />

0.94 متوسطة<br />

2.94<br />

12<br />

3<br />

تنمية مهارات املناقشة واحلوار البناء لدي.<strong>‏</strong><br />

0.95 متوسطة<br />

2.92<br />

13<br />

9<br />

زيادة قدرتي على تطبيق املعرفة العلمية <strong>في</strong><br />

مواقف احلياة املختلفة.<strong>‏</strong><br />

متوسطة<br />

0.96<br />

2.90<br />

14<br />

5<br />

فهم دوري كمشارك <strong>في</strong> حتقيق اجلودة<br />

واالعتماد األكادميي باجلامعة.<strong>‏</strong><br />

متوسطة<br />

0.98<br />

2.89<br />

15<br />

23<br />

زيادة قدرتي على اإلبداع واالبتكار.<strong>‏</strong><br />

0.91 متوسطة<br />

2.88<br />

16<br />

2<br />

تقدمي منوذج القدوة الذي نحتاجه.<strong>‏</strong><br />

0.94 متوسطة<br />

2.87<br />

17<br />

16<br />

مساعدتي على حتقيق ذاتي.<strong>‏</strong><br />

0.97 متوسطة<br />

2.83<br />

18<br />

15<br />

طرح القضايا التي تواجهنا بكل صراحة وشفا<strong>في</strong>ة.<strong>‏</strong><br />

0.95 متوسطة<br />

2.82<br />

19<br />

14<br />

جتعل بيئة التعليم والتعلم محببة ومشجعة.<strong>‏</strong><br />

0.99 متوسطة<br />

2.79<br />

20<br />

13<br />

601<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

تابع جدول رقم )21(.<br />

الرقم<br />

11<br />

العبارة<br />

تزيد من شعوري بالوالء واالنتماء<br />

جلامعتي.<strong>‏</strong><br />

الرتبة<br />

21<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

2.78<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

1.03<br />

4<br />

مساعدتي <strong>في</strong> معرفة قدراتي وإمكانياتي.<strong>‏</strong><br />

0.99<br />

2.77<br />

22<br />

12<br />

مساعدتي <strong>في</strong> كشف مواهبي الذاتية.<strong>‏</strong><br />

زيادة رغبتي <strong>في</strong> املشاركة بأنشطة وفعاليات<br />

اجلامعة.<strong>‏</strong><br />

الدرجة الكلية لدرجات تأثير ممارسة القيادة<br />

األخالقية على الطلبة.<strong>‏</strong><br />

1.02<br />

1.04<br />

0.69<br />

2.72<br />

2.69<br />

2.94<br />

23<br />

24<br />

19<br />

درجة<br />

التأثير<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

متوسطة<br />

يظهر اجلدول رقم )21( أن درجة تأثير ممارسة عضو هيئة التدريس للقيادة<br />

األخالقية على الطلبة <strong>في</strong> ضوء توجهات اجلامعة اإلستراتيجية من وجهة نظر عينة<br />

من طالب وطالبات اجلامعة كانت متوسطة،<strong>‏</strong> فقد بلغ متوسطها )2.94( بانحراف<br />

معياري )0.69(، وهي قيمة تدل على تشابه وجهات نظر الطلبة <strong>في</strong> تقديرهم لتأثير<br />

القيادة األخالقية عليهم.<strong>‏</strong> وتراوحت املتوسطات احلسابية لعبارات <strong>هذا</strong> احملور من<br />

)2.69-3.18( بانحرافات معيارية امتدت بني )0.75- 1.04(. وأبرزها:<strong>‏</strong><br />

- زيادة فهمي واستيعابي للمادة العلمية املقدمة.<strong>‏</strong><br />

- تنمية االلتزام وروح املسؤولية لدي.<strong>‏</strong><br />

- احلفاظ على ممتلكات اجلامعة ومقدراتها.<strong>‏</strong><br />

- حرصي على تقدمي الدعم واملساعدة ملن يحتاجها من الطلبة.<strong>‏</strong><br />

هذه النتيجة وإن كانت تعد دون املستوى الذي تطمح إليه اجلامعة؛ إال أن هناك تأثيراً<strong>‏</strong> بالفعل<br />

رصدته الدراسة،<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong> ما أكدته معظم دراسات القيادة األخالقية،<strong>‏</strong> كدراسة )2008 )Zhu, التي<br />

أظهرت تأثيرها <strong>في</strong> تدعيم الهوية وتعزيز القيم األخالقية،<strong>‏</strong> و)احلبسية،<strong>‏</strong> ‎2009‎؛ والشري<strong>في</strong><br />

والتنح،<strong>‏</strong> ‎2011‎؛ عابدين وآخرون،<strong>‏</strong> ‎2012‎؛ الهندي،<strong>‏</strong> 2013( والتي أظهرت دورها <strong>في</strong> رفع<br />

الثقة والتمكني <strong>في</strong> بيئة العمل،<strong>‏</strong> ودراسة باورز )2009 )Bowers, التي أكدت تأثيرها<br />

<strong>في</strong> رفع الكفاءة اجلماعية،<strong>‏</strong> ودراسة <strong>‏</strong>)راضي وحسن،<strong>‏</strong> ‎2011‎؛ عبدالله ويونس،<strong>‏</strong> 2012(<br />

التي بينت أنها تؤثر <strong>في</strong> بيئة العمل،<strong>‏</strong> وتدعم االلتزام والشعور باملسؤولية لدى املوظفني.<strong>‏</strong><br />

602 مجلة اإلدارة العامة


درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

ورمبا ترجع هذه النتيجة باجلامعة لتفاوت أعضاء هيئة التدريس <strong>في</strong> ممارسة القيادة<br />

األخالقية بسلوكياتها احملددة بالدراسة ألسباب متعددة شخصية واجتماعية.<strong>‏</strong> أو<br />

لظروف البيئة احمليطة ومناخ العمل اجلامعي،<strong>‏</strong> أو لزيادة األعباء والضغوط عليهم،<strong>‏</strong><br />

ومن هنا جاءت التأثيرات متفاوتة <strong>في</strong> درجاتها احملددة من قبل الطلبة؛ غير أن هذه<br />

النتيجة تؤكد األهمية القصوى للقيادة األخالقية كبعد هام <strong>في</strong> أدوار األستاذ اجلامعي<br />

لها تأثيرها وانعكاساتها على أهداف اجلامعة وتوجهاتها املستقبلية احملددة <strong>في</strong> رؤيتها<br />

ورسالتها وخططها اإلستراتيجية وسياساتها.<strong>‏</strong><br />

إجابة السؤال الرابع ونصه:<strong>‏</strong> هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بني استجابات<br />

عينة الدراسة <strong>في</strong> حتديد درجة تأثير ممارسة عضو هيئة التدريس للقيادة األخالقية<br />

على الطلبة <strong>في</strong> ضوء توجهات اجلامعة اإلستراتيجية تبعاً<strong>‏</strong> للمتغيرات التالية:<strong>‏</strong> اجلنس،<strong>‏</strong><br />

التخصص،<strong>‏</strong> املستوى الدراسي؟<br />

ولإلجابة عن <strong>هذا</strong> السؤال،<strong>‏</strong> وللكشف عن الداللة اإلحصائية للفروق بني متوسطات<br />

تقدير الطلبة حول درجة تأثير ممارسة عضو هيئة التدريس للقيادة األخالقية وأبعادها<br />

وفقاً<strong>‏</strong> ملتغيرات الدراسة،<strong>‏</strong> مت استخدام اختبار <strong>‏</strong>)ت(<strong>‏</strong> للمقارنة بني عينتني مستقلتني<br />

test( )Independeant Sample T وذلك للكشف عن الداللة اإلحصائية للفروق وفقاً<strong>‏</strong><br />

للجنس.<strong>‏</strong> وكذلك مت استخدام حتليل التباين األحادي البعد ANOVA( )One-way<br />

للتعرف على داللة ما قد يوجد من فروق بني املتوسطات التي تُعزى ملتغيرات الدراسة:<strong>‏</strong><br />

التخصص واملستوى الدراسي،<strong>‏</strong> وذلك على التفصيل الذي توضحه اجلداول التالية:<strong>‏</strong><br />

1- الفروق تبعاً<strong>‏</strong> لمتغير الجنس:<strong>‏</strong><br />

جدول رقم )22(<br />

نتائج اختبار <strong>‏</strong>)ت(<strong>‏</strong> )T-Test( للفروق بني متوسطات تقدير أثر ممارسة أعضاء هيئة<br />

التدريس للقيادة األخالقية على الطلبة وفقاً<strong>‏</strong> للجنس <strong>‏</strong>)ن =900(<br />

اجلنس<br />

ذكر<br />

أنثى<br />

املتوسط<br />

احلسابي<br />

االنحراف<br />

املعياري<br />

درجات احلرية<br />

قيمة <strong>‏</strong>)ت(<strong>‏</strong><br />

مستوى<br />

الداللة<br />

0.00 دالة<br />

3.76-<br />

898<br />

0.72723<br />

0.65400<br />

2.8480<br />

3.0215<br />

يتبيني من اجلدول رقم )22( وجود فروق دالة إحصائياً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> تقدير درجات تأثير<br />

ممارسة القيادة األخالقية على الطلبة،<strong>‏</strong> فقد بلغت قيمة ت )-3.76( وكانت داللتها<br />

603<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

اإلحصائية تقل عن )0.00(، مما يعني وجود فروق <strong>في</strong> تقدير أثر ممارسات القيادة<br />

األخالقية على الطلبة،<strong>‏</strong> وكانت لصالح تقدير اإلناث،<strong>‏</strong> فقد بلغ متوسط تقديرهن<br />

)3.0215( مقابل تقدير الذكور )2.8480(، وهي نتيجة مبررة ألن الطالبات كن أكثر<br />

إدراكاً<strong>‏</strong> ملمارسات القيادة األخالقية من الطالب.<strong>‏</strong><br />

2- الفروق بين المتوسطات وفقاً<strong>‏</strong> للتخصص:<strong>‏</strong><br />

جدول رقم )23(<br />

نتائج حتليل التباين األحادي )ANOVA( للفروق بني املتوسطات <strong>في</strong> تقدير درجات أثر<br />

ممارسات القيادة األخالقية على الطلبة التي تُ<strong>‏</strong> عزى للتخصص<br />

مصدر التباين<br />

بني املجموعات<br />

مجموع<br />

املربعات<br />

8.788<br />

درجة احلرية<br />

2<br />

متوسط<br />

املربعات<br />

4.394<br />

قيمة <strong>‏</strong>)ف(<strong>‏</strong><br />

9.224<br />

897<br />

427.278<br />

مستوى<br />

الداللة<br />

داخل املجموعات 0.0000<br />

املجموع الكلّي<br />

0.476<br />

899<br />

436.066<br />

تظهر النتائج <strong>في</strong> اجلدول رقم )23( وجود فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى<br />

الداللة )a = 0.05( بني متوسطات تقدير أثر ممارسات القيادة األخالقية على الطلبة<br />

وفقاً<strong>‏</strong> للتخصص،<strong>‏</strong> فقد بلغت قيم <strong>‏</strong>)ف(<strong>‏</strong> )9.224(، وبلغت داللتها اإلحصائية )0.000(، وهي<br />

قيمة تقل عن مستوى الداللة )0.05(، مما يعني وجود فروق بني املتوسطات لدرجات<br />

تأثير تقدير ممارسات القيادة األخالقية على الطلبة،<strong>‏</strong> تُعزى إلى متغير التخصص.<strong>‏</strong><br />

ولتحديد اجتاه الفروق <strong>في</strong> تأثير ممارسات القيادة األخالقية على الطلبة مت إجراء<br />

املقارنات البعدية باستخدام أقل مربع الفرق )LSD( كما <strong>في</strong> اجلدول رقم )24(.<br />

جدول رقم )24(<br />

نتائج اختبار )LSD( حول درجات تأثير ممارسة القيادة األخالقية على الطلبة التي<br />

تُ<strong>‏</strong> عزى إلى التخصص<br />

التخصص<br />

علمية<br />

طبية<br />

إنسانية<br />

املتوسطات<br />

احلسابية<br />

3.04<br />

2.78<br />

2.94<br />

علمية<br />

----<br />

---<br />

---<br />

* دالة إحصائياً<strong>‏</strong> عند مستوى الداللة )0.05(.<br />

طبية<br />

*0.28<br />

-----<br />

إنسانية<br />

*0.11<br />

--<br />

-----<br />

*0.16<br />

604 مجلة اإلدارة العامة


درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

يتضح من اجلدول رقم )24( أن الفروق <strong>في</strong> تقدير درجات تأثير ممارسات القيادة<br />

األخالقية على الطلبة كانت لصالح الطالب ذوي التخصصات العلمية واإلنسانية<br />

مقابل التخصصات الطبية،<strong>‏</strong> ولصالح العلمية مقابل اإلنسانية.<strong>‏</strong> ورمبا يرجع ذلك إلى<br />

كون الطلبة <strong>في</strong> التخصصات العلمية واإلنسانية تتنوع مقرراتهم الدراسية،<strong>‏</strong> ولكون الكثير<br />

منها يتضمن علم األخالق والسلوكيات ما يجعل الطلبة <strong>في</strong> هذه التخصصات أكثر<br />

تأثراً<strong>‏</strong> مبمارسات القيادة األخالقية من أقرانهم <strong>في</strong> العلوم الطبية.<strong>‏</strong> كما أن التخصصات<br />

العلمية تقتضي بناء شراكات حقيقية مع الطلبة؛ لطبيعة العالقة األكادميية بني الطالب<br />

واملعلم باإلضافة إلى فرص االحتكاك ونوعية احملاضرات والتطبيقات املشتركة <strong>في</strong><br />

املجال العلمي،<strong>‏</strong> رمبا تسهم <strong>في</strong> تأثير مستوى القيادة األخالقية على الطلبة مقارنة<br />

بأصحاب التخصصات اإلنسانية.<strong>‏</strong><br />

3- الفروق بين المتوسطات وفقاً<strong>‏</strong> للمستوى الدراسي:<strong>‏</strong><br />

جدول رقم )25(<br />

نتائج حتليل التباين األحادي )ANOVA( للفروق بني املتوسطات <strong>في</strong> تقدير درجات<br />

تأثير ممارسات القيادة األخالقية على الطلبة التي تُ<strong>‏</strong> عزى للمستوى الدراسي<br />

مستوى<br />

الداللة<br />

قيمة <strong>‏</strong>)ف(<strong>‏</strong><br />

متوسط<br />

املربعات<br />

درجة<br />

احلرية<br />

مجموع<br />

املربعات<br />

مصدر التباين<br />

7.324 8 0.916 بني املجموعات<br />

428.742 891 داخل املجموعات<br />

436.066 899 املجموع الكلّي<br />

0.481<br />

1.903 0.06<br />

نلحظ <strong>في</strong> نتائج اجلدول رقم )25( عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية عند<br />

مستوى الداللة )0.05 = a( بني متوسطات تقدير أثر ممارسة القيادة األخالقية<br />

على الطلبة وفقاً<strong>‏</strong> للمستوى الدراسي،<strong>‏</strong> فقد بلغت قيم <strong>‏</strong>)ف(<strong>‏</strong> )1.903(، وبلغت داللتها<br />

اإلحصائية )0.06(، وهي قيمة تزيد عن مستوى الداللة )0.05( مما يعني عدم وجود<br />

فروق بني املتوسطات لدرجات تقدير أثر ممارسة القيادة األخالقية على الطلبة تُعزى<br />

إلى متغير املستوى الدراسي.<strong>‏</strong> وهذه نتيجة منطقية،<strong>‏</strong> فالقيادة األخالقية تؤثر <strong>في</strong> الطلبة<br />

بغض النظر عن مستوياتهم الدراسية.<strong>‏</strong><br />

605<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

إجابة السؤال اخلامس ونصه:<strong>‏</strong> هل توجد عالقة ارتباطية ذات داللة إحصائية عند<br />

مستوى الداللة )0.05( بني ممارسة عضو هيئة التدريس للقيادة األخالقية وتأثيرها<br />

على طلبة اجلامعة <strong>في</strong> ضوء توجهات اجلامعة اإلستراتيجية؟<br />

ولإلجابة عن <strong>هذا</strong> السؤال مت حساب معامالت ارتباط بيرسون للعالقة بني درجة<br />

كل بُعد مع الدرجة الكلية ألثر ممارسات القيادة األخالقية على الطلبة،<strong>‏</strong> فكانت النتائج<br />

كما <strong>في</strong> اجلدول رقم )26(.<br />

جدول رقم )26(<br />

مصفوفة معامالت ارتباط بيرسون بني أبعاد القيادة األخالقية ودرجتها الكلية ودرجة<br />

تأثير ممارسات القيادة األخالقية على الطلبة<br />

أبعاد ممارسة القيادة<br />

األخالقية<br />

العدالة<br />

واألمانة<br />

اجلدارة<br />

بالثقة<br />

االلتزام<br />

واملسؤولية<br />

الرعاية<br />

واالهتمام<br />

السيطرة<br />

الشخصية<br />

املمارسة<br />

األخالقية<br />

**0.88<br />

العدالة واألمانة -<br />

**0.92<br />

-<br />

اجلدارة والثقة والشفا<strong>في</strong>ة 0.81**<br />

**0.93<br />

-<br />

**0.82<br />

االلتزام واملسؤولية واإلتقان 0.79**<br />

**0.94<br />

-<br />

**0.86<br />

**0.79<br />

الرعاية واالهتمام بالطلبة 0.77**<br />

**0.91<br />

-<br />

**0.81<br />

**0.77<br />

**0.83<br />

السيطرة الشخصية 0.76**<br />

**0.70<br />

**0.60<br />

**0.68<br />

**0.66<br />

**0.63<br />

**0.62<br />

الدرجة الكلية ألثر ممارسة<br />

القيادة األخالقية على الطالب<br />

** دال عند مستوى الداللة )0.01(.<br />

يتبيني من اجلدول رقم )26( أن معامل االرتباط بني الدرجة الكلية للممارسة<br />

األخالقية ومتغير درجات تأثير ممارسة أعضاء هيئة التدريس للقيادة األخالقية على<br />

الطلبة بلغ )0.70(، وهو دال إحصائياً<strong>‏</strong> عند مستوى الداللة )0.01(، وتراوحت أبعاد<br />

املمارسة األخالقية مع درجة تأثيرها على الطلبة من )0.68-0.60(، وهي قيم دالة<br />

إحصائياً<strong>‏</strong> عند مستوى الداللة )0.01( مما يدل على أن املمارسات األخالقية تنعكس<br />

على الطلبة،<strong>‏</strong> وكلما كانت املمارسات األخالقية عالية كان تأثيرها عالياً.<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong> يؤكد<br />

أنه كلما مارس أعضاء هيئة التدريس القيادة األخالقية على طلبتهم زاد التأثير عليهم<br />

باجتاه حتقيق األهداف والتوجهات املستقبلية للجامعة،<strong>‏</strong> وهو أمر <strong>في</strong> غاية األهمية،<strong>‏</strong><br />

ويستدعي من اجلامعات وضع اآلليات لضمان حتققه.<strong>‏</strong><br />

606 مجلة اإلدارة العامة


درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

إجابة السؤال السادس ونصه:<strong>‏</strong> هل ميكن التنبؤ بدرجات تأثير ممارسات القيادة<br />

األخالقية ألعضاء هيئة التدريس على الطالب من خالل درجات تقدير أبعاد املمارسة<br />

األخالقية لعضو هيئة التدريس؟<br />

ولإلجابة عن <strong>هذا</strong> السؤال ومن أجل معرفة إمكانية التنبؤ بدرجة تأثير ممارسات<br />

القيادة األخالقية ألعضاء هيئة التدريس على الطلبة <strong>‏</strong>)املتغير التابع(<strong>‏</strong> من أبعاد ممارسة<br />

القيادة األخالقية لعضو هيئة التدريس <strong>‏</strong>)املتغيرات املستقلة(<strong>‏</strong> وهي:<strong>‏</strong> العدالة واألمانة،<strong>‏</strong><br />

واجلدارة والثقة والشفا<strong>في</strong>ة،<strong>‏</strong> وااللتزام واملسؤولية واإلتقان،<strong>‏</strong> والرعاية واالهتمام بالطلبة،<strong>‏</strong><br />

والسيطرة الشخصية.<strong>‏</strong> ولتحديد املتغيرات املستقلة األكثر إسهاماً<strong>‏</strong> <strong>في</strong> تأثير ممارسات<br />

القيادة االخالقية على الطلالب مت إجراء حتليل االنحدار املتعدد بطريقة التحليل<br />

املتدرج Stepwise Multiple Regression ألبعاد ممارسات القيادة األخالقية،<strong>‏</strong> وقد<br />

مت التحقق من افتراضات تطبيق االنحدار املتعدد حيث يبني اجلدول رقم )27( نتائج<br />

حتليل التباين لنماذج حتليل االنحدار املتعدد األبعاد والذي يبني صالحية النموذج<br />

للتطبيق.<strong>‏</strong><br />

جدول رقم )27(<br />

نتائج حتليل التباين لنماذج حتليل االنحدار املتعدد ألبعاد ممارسة القيادة األخالقية<br />

لعضو هيئة التدريس<br />

النموذج<br />

الرعاية واالهتمام<br />

الرعاية واالهتمام<br />

واجلدارة بالثقة<br />

الرعاية واالهتمام<br />

واجلدارة بالثقة<br />

والعدالة واألمانة<br />

الرعاية واالهتمام<br />

واجلدارة بالثقة<br />

والعدالة واألمانة<br />

وااللتزام واملسؤولية<br />

مصدر<br />

التباين<br />

االنحدار<br />

البواقي<br />

الكلي<br />

االنحدار<br />

مجموع<br />

املربعات<br />

درجات<br />

احلرية<br />

متوسط<br />

املربعات<br />

ف وداللتها<br />

ر‎2‎<br />

0.467 203.857 1 203.857<br />

*788.354 898 232.209<br />

0.259<br />

899 436.066<br />

106.911 2 213.823<br />

البواقي *431.506 897 222.244 0.49<br />

0.248<br />

899 436.066<br />

72.108 3 216.325<br />

البواقي *294.024 896 219.741 0.496<br />

0.245<br />

899 436.066<br />

54.468 4 217.873<br />

البواقي *223.423 895 218.193 0.500<br />

0.244<br />

899 436.006<br />

الكلي<br />

االنحدار<br />

الكلي<br />

االنحدار<br />

الكلي<br />

607<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

يتبني من نتائج اجلدول رقم )27( أن جميع مناذج حتليل التباين لالنحدار املتعدد<br />

ألبعاد ممارسة القيادة األخالقية لعضو هيئة التدريس دالة إحصائياً<strong>‏</strong> مما يدل على أثر<br />

هذه األبعاد كمتغيرات مستقلة على املتغير التابع <strong>‏</strong>)تأثير ممارسات القيادة األخالقية<br />

ألعضاء هيئة التدريس على الطلبة(،<strong>‏</strong> فقد تراوحت قيم ف من )788.354-223.423(<br />

وكانت دالالتها اإلحصائية أقل من مستوى الداللة )0.05(. وكان التباين املفسر الكلي<br />

لألبعاد <strong>‏</strong>)الرعاية واالهتمام واجلدارة بالثقة والعدالة واألمانة وااللتزام واملسؤولية(<strong>‏</strong><br />

)٪50(، مبعنى أن اختالف الدرجات <strong>في</strong> أبعاد ممارسة القيادة األخالقية فسّ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>رت<br />

ما نسبته )٪50( من التغيّر <strong>في</strong> درجات تأثير ممارسات القيادة األخالقية ألعضاء<br />

هيئة التدريس على الطلبة،<strong>‏</strong> ويوضح اجلدول رقم )28( تأثير أبعاد املمارسة األخالقية<br />

<strong>‏</strong>)املتغيرات املستقلة(<strong>‏</strong> على درجة تأثير املمارسة على الطلبة.<strong>‏</strong><br />

جدول رقم )28(<br />

نتائج حتليل االنحدار املتعدد املتدرج ألبعاد ممارسة القيادة األخالقية <strong>‏</strong>)الرعاية<br />

واالهتمام واجلدارة بالثقة و العدالة واألمانة وااللتزام واملسؤولية واإلتقان(<strong>‏</strong> على املتغير<br />

التابع تأثير ممارسة القيادة على الطالب<br />

معامل اخلطا<br />

معامل بيتا<br />

النموذج مصدر االنحدار<br />

االنحدار املعياري<br />

الثابت<br />

الرعاية واالهتمام<br />

الرعاية واالهتمام<br />

الثابت<br />

الرعاية واالهتمام<br />

الرعاية واالهتمام<br />

واجلدارة بالثقة<br />

اجلدارة بالثقة<br />

الثابت<br />

الرعاية واالهتمام<br />

الرعاية واالهتمام<br />

واجلدارة بالثقة<br />

اجلدارة بالثقة<br />

والعدالة واألمانة<br />

العدالة واألمانة<br />

الثابت<br />

الرعاية واالهتمام<br />

الرعاية واالهتمام<br />

واجلدارة بالثقة<br />

اجلدارة بالثقة<br />

والعدالة واألمانة<br />

العدالة واألمانة<br />

وااللتزام واملسؤولية<br />

االلتزام واملسؤولية<br />

** دالة عند مستوى الداللة )0.01( و * دالة عند مستوى الداللة )0.05(<br />

----<br />

0.684<br />

----<br />

0.490<br />

0.246<br />

---<br />

0.440<br />

0.173<br />

0.139<br />

----<br />

0.369<br />

0.137<br />

0.117<br />

0.134<br />

0.076<br />

0.026<br />

0.081<br />

0.042<br />

0.043<br />

0.094<br />

0.045<br />

0.050<br />

0.055<br />

0.095<br />

0.054<br />

0.052<br />

0.056<br />

0.061<br />

0.859<br />

0.744<br />

0.649<br />

0.533<br />

0.273<br />

0.494<br />

0.479<br />

0.193<br />

0.176<br />

0.469<br />

0.402<br />

0.152<br />

0.149<br />

0.153<br />

ت وداللتها<br />

**11.320<br />

**28.078<br />

**7.986<br />

**12.648<br />

**6.342<br />

**5.230<br />

**10.577<br />

**3.869<br />

**3.194<br />

**4.955<br />

**7.376<br />

**2.920<br />

**2.659<br />

*2.520<br />

608 مجلة اإلدارة العامة


درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

يتضح من اجلدول رقم )28( وجود داللة إحصائية لكل من ثابت االنحدار وأبعاد<br />

املمارسات األخالقية <strong>‏</strong>)الرعاية واالهتمام،<strong>‏</strong> اجلدارة بالثقة،<strong>‏</strong> العدالة واألمانة،<strong>‏</strong> االلتزام<br />

باملسؤولية(<strong>‏</strong> <strong>في</strong> حني أن بعد السيطرة الشخصية غير دال إحصائياً،<strong>‏</strong> ومن خالل<br />

النماذج األربعة فقد فسّ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>ر بُعد الرعاية واالهتمام وحده بنسبة )٪47( تباين الدرجات<br />

<strong>في</strong> املتغير التابع <strong>‏</strong>)تأثير املمارسة األخالقية على الطلبة(<strong>‏</strong> ومن خالل نتائج اجلدول رقم<br />

)28( فإن معادلة االنحدار لبعد الرعاية واالهتمام على النحو التالي:<strong>‏</strong><br />

درجة تأثير ممارسة القيادة األخالقية على الطلبة = 0.859+ ‎0.744‎<strong>‏</strong>×الرعاية<br />

واالهتمام.<strong>‏</strong><br />

وتبني كذلك أن متغير <strong>‏</strong>»اجلدارة والثقة أسهم مع متغير الرعاية واالهتمام«<strong>‏</strong> بنسبة<br />

)٪49( <strong>في</strong> تباين الدرجات <strong>في</strong> املتغير التابع <strong>‏</strong>)تأثير املمارسة االخالقية على الطلبة(<strong>‏</strong><br />

ومن خالل نتائج اجلدول رقم )28( فإن معادلة االنحدار لبعدي الرعاية واالهتمام<br />

واجلدارة بالثقة على النحو التالي:<strong>‏</strong><br />

درجة تأثير ممارسة القيادة األخالقية على الطلبة = 0.649+ 0.533× الرعاية<br />

واالهتمام + 0.273 × اجلدارة بالثقة.<strong>‏</strong><br />

وتبني كذلك أن متغير <strong>‏</strong>»العدالة واألمانة«<strong>‏</strong> أسهم بنسبة بسيطة جداً<strong>‏</strong> )0.006( مع<br />

متغير الرعاية واالهتمام واجلدارة والثقة«<strong>‏</strong> أي ما مجموعه بنسبة )٪49( <strong>في</strong> تباين<br />

الدرجات <strong>في</strong> املتغير التابع <strong>‏</strong>)تأثير املمارسة األخالقية على الطلبة(<strong>‏</strong> ومن خالل نتائج<br />

اجلدول رقم )28( فإن معادلة االنحدار ألبعاد الرعاية واالهتمام واجلدارة بالثقة<br />

والعدالة واألمانة على النحو التالي:<strong>‏</strong><br />

درجة تأثير ممارسة القيادة األخالقية على الطلبة = 0.494+ 0.479× الرعاية<br />

واالهتمام +0.193 × اجلدارة بالثقة + 0.176 × العدالة واألمانة.<strong>‏</strong><br />

وأخيراً<strong>‏</strong> جميع األبعاد األربعة السابقة مجتمعة فسّ<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>رت ما نسبته )٪50( <strong>في</strong> تباين<br />

الدرجات <strong>في</strong> املتغير التابع <strong>‏</strong>)تأثير املمارسة األخالقية على الطلبة(<strong>‏</strong> ومن خالل نتائج<br />

اجلدول رقم )28( فإن معادلة االنحدار لألبعاد على النحو التالي<br />

درجة تأثير ممارسة القيادة األخالقية على الطلبة = 0.469+ 0.402× الرعاية<br />

واالهتمام + 0.152 × اجلدارة بالثقة + 0.149 × العدالة واألمانة + 0.153 ×<br />

االلتزام باملسؤولية.<strong>‏</strong><br />

609<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

ملخص ألهم النتائج:<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>•جاءت ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية<br />

بكافة أبعادها بدرجة متوسطة وفق استجابات عينة الدراسة.<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>•جاء تأثير ممارسة أعضاء هيئة التدريس للقيادة األخالقية على الطلبة <strong>في</strong> ضوء<br />

توجهات اجلامعة اإلستراتيجية متوسطاً<strong>‏</strong> وفقاً<strong>‏</strong> الستجابات عينة الدراسة.<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>•أظهرت الدراسة وجود ارتباط إيجابي دال إحصائياً<strong>‏</strong> بني ممارسة القيادة<br />

األخالقية وتأثيرها على الطلبة <strong>في</strong> ضوء توجهات اجلامعة اإلستراتيجية.<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>•بينت الدراسة وجود فروق ذات داللة إحصائية بني استجابات عينة الدراسة<br />

لتحديد درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس للقيادة األخالقية بأبعادها<br />

احملددة تعزى ملتغيرات اجلنس،<strong>‏</strong> التخصص،<strong>‏</strong> املستوى الدراسي.<strong>‏</strong> ووجود فروق<br />

ذات داللة إحصائية بني استجابات عينة الدراسة لتحديد تأثير ممارسة أعضاء<br />

هيئة التدريس للقيادة األخالقية على الطلبة <strong>في</strong> ضوء توجهات اجلامعة تعزى<br />

ملتغيري اجلنس والتخصص،<strong>‏</strong> وعدم وجود فروق دالة إحصائياً<strong>‏</strong> تعزى ملتغير<br />

املستوى الدراسي.<strong>‏</strong><br />

التوصيات والمقترحات:<strong>‏</strong><br />

<strong>في</strong> ضوء النتائج املتحصل عليها توصي الدراسة بالتالي:<strong>‏</strong><br />

أوالً<strong>‏</strong> - توصيات للمسؤولين بالجامعة:<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>•وضع أبعاد القيادة األخالقية ضمن معايير االختيار والتعيني ألعضاء هيئة<br />

التدريس باجلامعة،<strong>‏</strong> وكذلك عند الترشيح للمناصب القيادية باجلامعة.<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>•ضرورة إجراء تقييم دوري للتعرف على ممارسة القيادة األخالقية من جانب<br />

الهيئة التدريسية،<strong>‏</strong> مع اإلفادة من أداة الدراسة احلالية من قبل وحدة القياس<br />

والتقومي بعمادة التطوير اجلامعي واجلودة النوعية <strong>في</strong> <strong>هذا</strong> الشأن.<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>•تزويد أعضاء هيئة التدريس بالتغذية الراجعة ونتائج تقييمهم من طلبتهم بكل<br />

شفا<strong>في</strong>ة لتمكينهم من تال<strong>في</strong> نقاط الضعف وتدعيم نقاط القوة <strong>في</strong> تعاملهم<br />

مع الطلبة.<strong>‏</strong><br />

610 مجلة اإلدارة العامة


مجلة اإلدارة العامة<br />

درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

<strong>‏</strong>•وضع ميثاق أخالقي ملزم جلميع أعضاء هيئة التدريس تتحدد <strong>في</strong> ضوئه<br />

واجباتهم ومسؤولياتهم وحقوق طلبتهم عليهم والضوابط التي حتكمها،<strong>‏</strong><br />

واآلليات التي حتول دون التزامهم به جميعاً<strong>‏</strong> بدون استثناء،<strong>‏</strong> حلماية الطلبة من<br />

السلوكيات اخلاطئة من قبلهم.<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>•التعرف على احتياجات أعضاء هيئة التدريس،<strong>‏</strong> لتو<strong>في</strong>ر البيئة املناسبة لهم<br />

لتقدمي أفضل ما لديهم من أداء مهني <strong>في</strong> إطار أخالقي يدعمه التزامهم بتقوى<br />

الله وحتمل مسؤوليات مهنتهم بأمانة وإخالص واحترا<strong>في</strong>ة.<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>•تقدمي احلوافز التشجيعية للقادة األخالقيني من أعضاء هيئة التدريس سنوياً<strong>‏</strong><br />

لتدعيمها لديهم،<strong>‏</strong> ولتح<strong>في</strong>ز غيرهم على االقتداء بهم.<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>•إقامة ورش العمل واللقاءات العلمية لتبصير أعضاء هيئة التدريس بسلبيات<br />

املمارسات الالأخالقية على املجتمع وعلى مخرجات اجلامعة وأهدافها<br />

وتوجهات املستقبلية <strong>في</strong> ضوء نتائج التقييم الدوري ملمارساتهم.<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>•تقدمي دورات تدريبية ضمن برامج وحدة التطوير واجلودة ألعضاء هيئة<br />

التدريس القدامى واجلدد حول كي<strong>في</strong>ة تطبيق ممارسات القيادة األخالقية<br />

داخل القاعات الدراسية وخارجها،<strong>‏</strong> وتأثيرها على اجلامعة واملجتمع.<strong>‏</strong><br />

ثانياً<strong>‏</strong> - توصيات ألعضاء هيئة التدريس بالجامعة:<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>•احلرص على أن يكون قدوة ومنوذجاً<strong>‏</strong> حسناً<strong>‏</strong> لطلبته من خالل التحلي باألخالق<br />

الفاضلة،<strong>‏</strong> واستحضار عظم األمانة واملسؤولية بالبعد عن كل ممارسة من شأنها<br />

احلط من قيمة مهنته،<strong>‏</strong> وقيمته بصفته مربياً<strong>‏</strong> ومعلماً<strong>‏</strong> ومعداً<strong>‏</strong> ألجيال املستقبل.<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>•احلرص على جعل ساعات لقائه مع طلبته وسيلة للقيام بدوره التربوي والتوعوي،<strong>‏</strong><br />

وملساعدتهم <strong>في</strong> حل مشكالتهم،<strong>‏</strong> واالنخراط <strong>في</strong> األنشطة والفعاليات التي تزيد<br />

من إبداعاتهم ومنو مهاراتهم الفكرية.<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>•التركيز على استخدام إستراتيجيات التعليم التي تسهم <strong>في</strong> بناء الثقة والتواصل<br />

البناء مع الطلبة؛ ملساعدتهم <strong>في</strong> اكتشاف وتنمية قدراتهم ومواهبهم الذاتية.<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>•احلرص على ضبط االنفعاالت والسيطرة عليها واتباع أسلوب املناقشة واحلوار<br />

مع الطلبة،<strong>‏</strong> لتغليب املصلحة العامة وتدعيم قيم الشورى واالنفتاح وقبول الرأي<br />

اآلخر لديهم.<strong>‏</strong><br />

611


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

مقترحات لدراسات مستقبلية:<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>•إجراء املزيد من الدراسات التي تربط بني ممارسة األستاذ اجلامعي للقيادة<br />

األخالقية وبعض املتغيرات اخلاصة بأعضاء هيئة التدريس:<strong>‏</strong> كضغوط العمل،<strong>‏</strong><br />

الثقافة التنظيمية،<strong>‏</strong> ومعايير اجلودة.<strong>‏</strong> واخلاصة بالطلبة:<strong>‏</strong> كقيم االنتماء واملواطنة،<strong>‏</strong><br />

واملسؤولية االجتماعية.<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>•دراسة ممارسة القيادة األخالقية من قبل العمداء ورؤساء األقسام وأثرها <strong>في</strong><br />

عملية اتخاذ القرار،<strong>‏</strong> الرضا الوظي<strong>في</strong> ألعضاء هيئة التدريس،<strong>‏</strong> وإنتاجية الهيئة<br />

التدريسية،<strong>‏</strong> والفعالية التنظيمية.<strong>‏</strong><br />

612 مجلة اإلدارة العامة


أوالً<strong>‏</strong> - المصادر:<strong>‏</strong><br />

القرآن الكريم.<strong>‏</strong><br />

درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

المصادر والمراجع<br />

1- ابن منظور،<strong>‏</strong> محمد مكرم بن منظور )2003(. لسان العرب،<strong>‏</strong> املجلد السابع،<strong>‏</strong> دار احلديث،<strong>‏</strong><br />

القاهرة.<strong>‏</strong><br />

2- األلباني،<strong>‏</strong> محمد ناصر الدين )1414(. صحيح األدب املفرد لإلمام البخاري،<strong>‏</strong> ط‎1‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> دار الصديق<br />

للنشر.<strong>‏</strong><br />

3- الترمذي،<strong>‏</strong> محمد بن عيسى بن سورة <strong>‏</strong>)د.<strong>‏</strong> ت(.<strong>‏</strong> اجلامع الصحيح - سنن الترمذي،<strong>‏</strong> ت:<strong>‏</strong> أحمد بن<br />

محمد شاكر،<strong>‏</strong> دار الكتب العلمية.<strong>‏</strong><br />

4- الهروي،<strong>‏</strong> القاسم بن سالم )1403(. اإلميان ومعامله وسننه واستكماله ودرجاته،<strong>‏</strong> ت:<strong>‏</strong> محمد ناصر<br />

الدين األلباني،<strong>‏</strong> ط‎2‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> املكتب اإلسالمي.<strong>‏</strong><br />

ثانياً<strong>‏</strong> - المراجع العربية:<strong>‏</strong><br />

1- األشعري،<strong>‏</strong> أحمد داود املزجاجي )2013(. الوجيز <strong>في</strong> أخالقيات العمل،<strong>‏</strong> ط‎3‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> خوارزم العلمية.<strong>‏</strong><br />

2- األشقر،<strong>‏</strong> ياسر،<strong>‏</strong> واللوح،<strong>‏</strong> عصام حسن،<strong>‏</strong> ومونس،<strong>‏</strong> خالد عوض )2012(. درجة ممارسة عضو هيئة<br />

التدريس باجلامعات الفلسطينية للعالقات اإلنسانية من وجهة نظر طالبه،<strong>‏</strong> مجلة اجلامعة<br />

اإلسالمية للدراسات التربوية والنفسية،<strong>‏</strong> غزة:<strong>‏</strong> فلسطني،<strong>‏</strong> املجلد 20، <strong>العدد</strong> 435-405. 1،<br />

3- اكرمي،<strong>‏</strong> محمد سليمان محمد )2011(. منوذج مقترح لتأثير سلوكيات القيادة األخالقية <strong>في</strong><br />

تطبيق مفهوم إدارة اجلودة الشاملة <strong>في</strong> املستش<strong>في</strong>ات،<strong>‏</strong> املجلة العلمية لالقتصاد والتجارة،<strong>‏</strong> مصر،<strong>‏</strong><br />

<strong>العدد</strong> .569-549 ،2<br />

4- أبو منر،<strong>‏</strong> عاطف سالم )2007(. مواصفات املعلم القدوة <strong>في</strong> ضوء التربية اإلسلالمية ومدى<br />

متثلها لدى أعضاء هيئة التدريس <strong>في</strong> كليات التربية من وجهة نظر طلبتهم،<strong>‏</strong> رسالة ماجستير غير<br />

منشورة،<strong>‏</strong> اجلامعة اإلسالمية،<strong>‏</strong> غزة:<strong>‏</strong> فلسطني.<strong>‏</strong><br />

5- بني أرشيد،<strong>‏</strong> محمد نور حسيني علي )2013(. الصفات الشخصية والكفاءات املهنية املتوافرة<br />

واملرغوبة <strong>في</strong> عضو هيئة التدريس من وجهة نظر طلبة جامعة البلقاء التطبيقية،<strong>‏</strong> ج‎3‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> مجلة كلية<br />

التربية بجامعة عني شمس،<strong>‏</strong> القاهرة:<strong>‏</strong> مصر،<strong>‏</strong> <strong>العدد</strong>‎36‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> 317-267.<br />

6- بوبشيت،<strong>‏</strong> اجلوهرة إبراهيم )2008(. املشكالت األكادميية التي تواجه طالبات كلية الدراسات<br />

التطبيقية وخدمة املجتمع بجامعة امللك <strong>في</strong>صل من وجهة نظرهن،<strong>‏</strong> مجلة العلوم التربوية<br />

واالجتماعية واإلنسانية بجامعة أم القرى،<strong>‏</strong> املجلد‎20‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> <strong>العدد</strong>‎1‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> 241-176.<br />

7- البلوي،<strong>‏</strong> جميلة حمود )2011(. أخالقيات العمل اجلامعي <strong>في</strong> ضوء الشريعة اإلسالمية ومدى التزام<br />

أساتذة وطلبة جامعة تبوك بها،<strong>‏</strong> مجلة الثقافة والتنمية،<strong>‏</strong> القاهرة:<strong>‏</strong> مصر،<strong>‏</strong> <strong>العدد</strong>‎51‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> 114-60.<br />

613<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

8- التل،<strong>‏</strong> وائل عبد الرحمن )2011(. مدى توافر املقومات الشخصية لألستاذ اجلامعي <strong>في</strong> أعضاء<br />

هيئة التدريس بكلية التربية <strong>في</strong> جامعة جازان من وجهة نظر طلالب اجلامعة،<strong>‏</strong> مجلة العلوم<br />

التربوية والنفسية بجامعة البحرين،<strong>‏</strong> املجلد 12، <strong>العدد</strong> 241-203. 1،<br />

9- اجلراح،<strong>‏</strong> عبد الناصر ذياب،<strong>‏</strong> والشريفني،<strong>‏</strong> نضال كمال )2010(. السمات املميزة لعضو هيئة<br />

التدريس الفعال <strong>في</strong> جامعة اليرموك من وجهة نظر الطلبة <strong>في</strong> ضوء بعض املتغيرات،<strong>‏</strong> مجلة احتاد<br />

اجلامعات العربية للتربية وعلم النفس،<strong>‏</strong> عمان:<strong>‏</strong> األردن،<strong>‏</strong> املجلد 8 <strong>العدد</strong>‎3‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> 112-87.<br />

10- احلبسية،<strong>‏</strong> رضية سليمان بن ناصر )2009( واقع ممارسات القيادة األخالقية <strong>في</strong> مدارس التعليم<br />

األساسي لصفوف )10-5( بسلطنة عمان،<strong>‏</strong> رسالة ماجستير غير منشورة،<strong>‏</strong> جامعة السلطان<br />

قابوس،<strong>‏</strong> مسقط:<strong>‏</strong> سلطنة عمان .<br />

11- حسانني،<strong>‏</strong> أسامة أحمد )2011(. حتليل العالقة بيني القيادة األخالقية وسلوكيات العمل املضادة<br />

لإلنتاجية،<strong>‏</strong> مجلة البحوث التجارية املعاصرة،<strong>‏</strong> كلية التجارة بجامعة سوهاج،<strong>‏</strong> املجلد‎25‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> <strong>العدد</strong> 1،<br />

.51-2<br />

12- احلسيني،<strong>‏</strong> عبداللطيف بن إبراهيم،<strong>‏</strong> والدليجان،<strong>‏</strong> هدى دليجان )2007(. أبرز املقومات األخالقية<br />

لعضو هيئة التدريس <strong>في</strong> اجلامعات،<strong>‏</strong> اجلامعات العربية:<strong>‏</strong> التحديات واألفاق املستقبلية،<strong>‏</strong> املؤمتر<br />

العربي األول،<strong>‏</strong> الرباط:<strong>‏</strong> املغرب،<strong>‏</strong> املنظمة العربية للتنمية اإلدارية.<strong>‏</strong><br />

13- احلوراني،<strong>‏</strong> غالب صالح،<strong>‏</strong> وطناش،<strong>‏</strong> سلالمة يوسف )2007(. األخالقيات األكادميية لألستاذ<br />

اجلامعي من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس <strong>في</strong> اجلامعة األردنية،<strong>‏</strong> مجلة دراسات،<strong>‏</strong> كلية العلوم<br />

التربوية باجلامعة األردنية،<strong>‏</strong> املجلد‎34‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> <strong>العدد</strong>‎2‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> 388-327.<br />

14- اخلثيلة،<strong>‏</strong> هند ماجد )2000(. املهارات التدريسية الفعلية واملثالية كما يراها الطالب <strong>في</strong> جامعة<br />

امللك سعود،<strong>‏</strong> مجلة العلوم التربوية واالجتماعية واإلنسانية بجامعة أم القرى،<strong>‏</strong> املجلد 12،<br />

<strong>العدد</strong> .123-107 ،2<br />

15- دياب،<strong>‏</strong> سهيل رزق )2006(. املدرس اجلامعي الذي نريده،<strong>‏</strong> مكانته،<strong>‏</strong> وخصائصه وأدواره على الرابط:<strong>‏</strong><br />

http://www.khayma.com/dr-yousry/Sohil-Diab5-Res.pdf تاريخ الدخول‎2014/1/15‎م،<strong>‏</strong><br />

<strong>في</strong> الساعة ‎1‎م.<strong>‏</strong><br />

16- راضي،<strong>‏</strong> جواد محسن،<strong>‏</strong> وحسن،<strong>‏</strong> عبدالله كاظم )2011(. العالقة بني السلوك األخالقي<br />

للقيادة وااللتزام التنظيمي دراسة اختبارية <strong>في</strong> كلية اإلدارة واالقتصاد بجامعة القادسية،<strong>‏</strong><br />

مجلة الغري للعلوم االقتصادية واإلدارية،<strong>‏</strong> كلية اإلدارة واالقتصاد بجامعة الكوفة:<strong>‏</strong> العراق،<strong>‏</strong><br />

<strong>العدد</strong>‎21‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> 120-103.<br />

17- زمزمي،<strong>‏</strong> يحيى محمد حسن )1424(. املنهج األخالقي وحقوق اإلنسان <strong>في</strong> القرآن الكرمي،<strong>‏</strong> على الرابط:<strong>‏</strong><br />

https://uqu.edu.sa/files2/tiny_mce/plugins/filemanager/files/4092006/almanhag%20<br />

alakhlaki%20wa%20hokok.pd تاريخ الدخول:<strong>‏</strong> 24 يونيو‎2014‎م <strong>في</strong> الساعة ‎7‎م.<strong>‏</strong><br />

18- الزعبي،<strong>‏</strong> أحمد محمد )2005(. مشكالت الشباب <strong>في</strong> كليات املعلمني <strong>في</strong> اململكة العربية السعودية،<strong>‏</strong><br />

مجلة العلوم التربوية واالجتماعية واإلنسانية بجامعة أم القرى،<strong>‏</strong> عدد خاص،<strong>‏</strong> 110-53.<br />

614 مجلة اإلدارة العامة


درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

19- الزعبي،<strong>‏</strong> إبراهيم أحمد سلالمة )2012(. تصورات أعضاء هيئة التدريس والطلبة ألخالقية<br />

ممارسات التدريس <strong>في</strong> جامعة طيبة،<strong>‏</strong> املجلة الدولية التربوية املتخصصة اإللكترونية،<strong>‏</strong> عمان:<strong>‏</strong><br />

األردن،<strong>‏</strong> املجلد‎1‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> <strong>العدد</strong> 397-373. 7،<br />

20- السويدان،<strong>‏</strong> طارق،<strong>‏</strong> وباشراحيل،<strong>‏</strong> <strong>في</strong>صل عمر )2004(. صناعة القائد،<strong>‏</strong> ط‎3‎<strong>‏</strong>.<strong>‏</strong><br />

21- السعدية،<strong>‏</strong> حمدية حمد هالل )2012(. األخالقيات املهنية لألستاذ اجلامعي وانعكاساتها<br />

على املؤسسة األكادميية <strong>‏</strong>)دراسة نظرية حتليلية(،<strong>‏</strong> مجلة دراسة تربوية واجتماعية كلية التربية<br />

جامعة حلوان،<strong>‏</strong> املجلد‎18‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> <strong>العدد</strong>‎1‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> 107-77.<br />

22- السبهان،<strong>‏</strong> حمد ناصر )2013(. أهمية القوة واألمانة <strong>في</strong> القيادة رؤية إسلالمية،<strong>‏</strong> حولية مركز<br />

البحوث والدراسات اإلسالمية،<strong>‏</strong> كلية دار العلوم بجامعة القاهرة،<strong>‏</strong> <strong>العدد</strong>‎41‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> -238. 185<br />

23- الشاهني،<strong>‏</strong> غامن عبدالله )2011(. العالقة بني صورة عضو هيئة التدريس لدى الطالب وبني<br />

مستوى حتصيلهم الدراسي <strong>في</strong> مؤسسات إعداد املعلم بدولة الكويت،<strong>‏</strong> مجلة العلوم التربوية،<strong>‏</strong><br />

بجامعة الكويت،<strong>‏</strong> املجلد 19، <strong>العدد</strong>‎1‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> 114-56.<br />

24- الشري<strong>في</strong>،<strong>‏</strong> عباس عبد مهدي،<strong>‏</strong> والتنح،<strong>‏</strong> منال محمود )2011( درجة ممارسة مديري املدارس<br />

الثانوية اخلاصة بإمارة الشارقة للقيادة األخالقية وعالقتها بدرجة متكني املعلمني،<strong>‏</strong> مجلة<br />

العلوم التربوية والنفسية بجامعة البحرين،<strong>‏</strong> املجلد 12، <strong>العدد</strong>‎3‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> 162-135.<br />

25- الضحيان،<strong>‏</strong> سعود ضحيان )1420(. دليل اختيار العينة.<strong>‏</strong> الثقافة املصرية للطباعة والنشر<br />

والتوزيع،<strong>‏</strong> القاهرة:<strong>‏</strong> مصر.<strong>‏</strong><br />

26- طاهر،<strong>‏</strong> علوي عبدالله )2007(. األمنوذج القيادي التربوي اإلسالمي،<strong>‏</strong> ط‎1‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> دار املسيرة،<strong>‏</strong> عمان:<strong>‏</strong><br />

األردن.<strong>‏</strong><br />

27- طيوب،<strong>‏</strong> محمود محمد ديب )2008(. السمات الشخصية واألكادميية املفضلة عند عضو هيئة<br />

التدريس من وجهة نظر طالبه،<strong>‏</strong> مجلة جامعة تشرين للعلوم االقتصادية والقانونية،<strong>‏</strong> املجلد‎30‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong><br />

<strong>العدد</strong>‎5‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> 33-9.<br />

28- طعيمة،<strong>‏</strong> رشدي )2008(. األبعاد األخالقية <strong>في</strong> التعليم اجلامعي،<strong>‏</strong> مركز األداء اجلامعي،<strong>‏</strong> برنامج<br />

التنمية الثقا<strong>في</strong>ة للطالب،<strong>‏</strong> جامعة املنصورة،<strong>‏</strong> مصر.<strong>‏</strong><br />

29- الطراونة،<strong>‏</strong> حتسني أحمد )2012(. الفلسفة األخالقية وعلم القيادة وتطبيقاتها <strong>في</strong> قيادة فرق<br />

العمل األمنية،<strong>‏</strong> ط‎1‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> مركز الدراسات والبحوث بجامعة األمير نايف األمنية.<strong>‏</strong><br />

31- الطاهر،<strong>‏</strong> مجاهدي وآخرون )2014(. إدراك طلبة العلوم االجتماعية بجامعة املسيلة خلصائص األستاذ<br />

اجلامعي الناجح كمدخل جلودة التعليم،<strong>‏</strong> املجلة العربية لضمان جودة التعليم اجلامعي،<strong>‏</strong> صنعاء:<strong>‏</strong> اليمن،<strong>‏</strong><br />

املجلد 7، <strong>العدد</strong> 16، على الرابط:<strong>‏</strong> http://www.ust.edu/uaqe/count/2014/2/8.pdf<br />

32- العوهلي،<strong>‏</strong> محمد عبد العزيز،<strong>‏</strong> العقيلي،<strong>‏</strong> عبد احملسن بن سالم )2009(. التعليم العالي <strong>في</strong><br />

اململكة العربية السعودية 2008-1998: نحو بناء مجتمع املعرفة،<strong>‏</strong> املؤمتر اإلقليمي العربي <strong>‏</strong>)نحو<br />

فضاء عربي للتعليم العالي التحديات العاملية واملسؤوليات املجتمعية(،<strong>‏</strong> مصر:<strong>‏</strong> القاهرة.<strong>‏</strong><br />

615<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

33- العاجز،<strong>‏</strong> فؤاد )2006(. السمات الشخصية واألكادميية ألعضاء هيئة التدريس <strong>في</strong> ضوء معايير<br />

االعتماد وضمان اجلودة للتعليم العالي <strong>في</strong> كليات التربية باجلامعات الفلسطينية،<strong>‏</strong> مجلة اجلودة<br />

<strong>في</strong> التعليم العالي،<strong>‏</strong> اجلامعة اإلسالمية بغزة:<strong>‏</strong> فلسطني،<strong>‏</strong> املجلد‎2‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> <strong>العدد</strong>‎1‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> 61-42.<br />

34- العرايضة،<strong>‏</strong> رائدة هاني محمود )2011(. مستوى القيادة األخالقية ملديري املدارس الثانوية<br />

احلكومية <strong>في</strong> عمان وعالقته مبستوى ممارسة سلوك املواطنة التنظيمية من وجهة نظر املعلمني،<strong>‏</strong><br />

رسالة ماجستير غير منشورة،<strong>‏</strong> كلية العلوم التربوية،<strong>‏</strong> جامعة الشرق األوسط،<strong>‏</strong> عمان:<strong>‏</strong> األردن.<strong>‏</strong><br />

35- العمايرة،<strong>‏</strong> محمد حسن )2006(. تقدير أداء أعضاء هيئة التدريس بجامعة اإلسراء اخلاصة<br />

باألردن للمهام املناطة بهم من وجهة نظرهم ونظر طالبهم،<strong>‏</strong> مجلة العلوم التربوية والنفسية<br />

بجامعة البحرين،<strong>‏</strong> املجلد‎7‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> <strong>العدد</strong> 122-96. 3،<br />

36- العجمي،<strong>‏</strong> محمد حسنني )2008(. القيادة التربوية،<strong>‏</strong> دار اجلامعة اجلديدة،<strong>‏</strong> القاهرة:<strong>‏</strong> مصر.<strong>‏</strong><br />

37- عبدالله،<strong>‏</strong> عادل محمد،<strong>‏</strong> ويونس،<strong>‏</strong> عبدالله جار الله )2012(. أخالقيات القيادة وإسهامها <strong>في</strong><br />

صوت املوظفني حتليل واقع وتقدمي أمنوذج <strong>في</strong> قسم إدارة األعمال بجامعة املوصل،<strong>‏</strong> مجلة<br />

تنمية الرافدين:<strong>‏</strong> كلية اإلدارة واالقتصاد جامعة املوصل،<strong>‏</strong> املجلد 34، <strong>العدد</strong> 25-9. 106،<br />

38- العتيبي،<strong>‏</strong> منصور بن نايف )2011(. الكفايات األخالقية والتقنية لألستاذ اجلامعي من وجهة<br />

نظر أعضاء هيئة التدريس بكليتي التربية <strong>في</strong> جنران واخلرج،<strong>‏</strong> ج‎2‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> مجلة كلية التربية بجامعة<br />

املنصورة،<strong>‏</strong> <strong>العدد</strong>‎77‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> 367-300.<br />

39- العقيل،<strong>‏</strong> عبدالله بن عبد اللطيف )2004(. اإلدارة القيادية الشاملة،<strong>‏</strong> ط‎1‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> العبيكان،<strong>‏</strong> الرياض.<strong>‏</strong><br />

40- عابدين،<strong>‏</strong> محمد عبد القادر وآخرون )2012(. درجة ممارسة املديرين للقيادة األخالقية<br />

كما يقدرها معلمو املدارس احلكومية <strong>في</strong> محافظة القدس،<strong>‏</strong> مجلة جامعة القدس املفتوحة<br />

بفلسطني،<strong>‏</strong> <strong>العدد</strong> 363-327. 28،<br />

41- الفريح،<strong>‏</strong> صالح عبدالله عبد احملسن )2006(. غياب الضمير املهني لدى عضو هيئة التدريس أبرز<br />

مظاهره وأسبابه وبعض احللول املقترحة،<strong>‏</strong> الضمير املهني لعضو هيئة التدريس الواقع واملأمول،<strong>‏</strong><br />

املؤمتر العلمي السنوي لقسم أصول التربية،<strong>‏</strong> القاهرة:<strong>‏</strong> كلية التربية بجامعة الزقازيق.<strong>‏</strong><br />

42- قطيشات،<strong>‏</strong> نازك )2009(. أخالقيات املهنة التفاتة إلى القطاع التربوي،<strong>‏</strong> مجلة البحث العلمي،<strong>‏</strong><br />

اجلمعية األردنية للبحث العلمي،<strong>‏</strong> عمان،<strong>‏</strong> <strong>العدد</strong>‎1‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> 122-111.<br />

43- كو<strong>في</strong>،<strong>‏</strong> ستيفن.<strong>‏</strong> ر )2005( العادات السبعة للناس األكثر فعالية،<strong>‏</strong> ط‎9‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> نقله للعربية مكتبة جرير،<strong>‏</strong><br />

الرياض.<strong>‏</strong><br />

44- كو<strong>في</strong>،<strong>‏</strong> ستيفن.<strong>‏</strong> ر )2006(. العادة الثامنة من الفعالية إلى العظمة،<strong>‏</strong> نقله للعربية ياسر العيتي،<strong>‏</strong><br />

ط‎1‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> دار الفكر،<strong>‏</strong> دمشق.<strong>‏</strong><br />

45- كو<strong>في</strong>،<strong>‏</strong> ستيفن.<strong>‏</strong> ر )2012(. القيادة املرتكزة على املبادئ،<strong>‏</strong> نقله للعربية مكتبة جرير،<strong>‏</strong> الرياض.<strong>‏</strong><br />

46- امليداني،<strong>‏</strong> عبد الرحمن حبنكة )1999(. األخالق اإلسلالمية وأسسها،<strong>‏</strong> ج‎1‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> ط‎5‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> دار القلم،<strong>‏</strong><br />

دمشق.<strong>‏</strong><br />

616 مجلة اإلدارة العامة


درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

47- محمد نور،<strong>‏</strong> حسني محمد،<strong>‏</strong> والسيد،<strong>‏</strong> خيرى حسان )2011(. املقومات الشخصية واملهنية لعضو<br />

هيئة التدريس <strong>في</strong> ضوء وظائف اجلامعة <strong>‏</strong>)التدريس،<strong>‏</strong> البحث العلمي،<strong>‏</strong> خدمة املجتمع(،<strong>‏</strong> ج‎3‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> مجلة<br />

دراسات <strong>في</strong> اخلدمة االجتماعية والعلوم اإلنسانية،<strong>‏</strong> مصر،<strong>‏</strong> <strong>العدد</strong> 2666-2607. 31،<br />

48- احملروقي،<strong>‏</strong> حمدى حسن عبداحلميد )2006(. أزمة الضمير املهني وعالقتها مبمارسات عضو<br />

هيئة التدريس اجلامعي صور واقعية ورؤية مستقبلية،<strong>‏</strong> الضمير املهني لعضو هيئة التدريس<br />

الواقع واملأمول،<strong>‏</strong> املؤمتر العلمي السنوي لقسم أصول التربية،<strong>‏</strong> القاهرة:<strong>‏</strong> كلية التربية بجامعة<br />

الزقازيق.<strong>‏</strong><br />

49- نورث هاوس،<strong>‏</strong> بيتر.<strong>‏</strong> ج )2006(. القيادة اإلدارية النظرية والتطبيق،<strong>‏</strong> نقله للعربية معاذ صالح<br />

املعيوف،<strong>‏</strong> وراجعه محمد عبدالله البرعي،<strong>‏</strong> الرياض،<strong>‏</strong> معهد اإلدارة العامة:<strong>‏</strong> مركز البحوث.<strong>‏</strong><br />

50- الهندي،<strong>‏</strong> محمد فضل )2013(. درجة ممارسة مديري املدارس الثانوية مبحافظات غزة للقيادة<br />

األخالقية وعالقتها بدرجة متكني معلميهم،<strong>‏</strong> رسالة ماجستير غير منشورة،<strong>‏</strong> اجلامعة اإلسالمية،<strong>‏</strong><br />

غزة:<strong>‏</strong> فلسطني.<strong>‏</strong><br />

51- وثيقة اخلطة اإلستراتيجية )1433(، مكة املكرمة:<strong>‏</strong> جامعة أم القرى على الرابط:<strong>‏</strong> https://uqu.<br />

edu.sa/files2/tiny_mce/plugins/filemanager/files/admins/Strategic_Plan/AR_UQU_<br />

Strategic_plan_1-1-1433H.pdf<br />

52- يعقوب،<strong>‏</strong> نافذ نايف رشيد )2005(. الكفايات املهنية والصفات الشخصية املرغوبة <strong>في</strong> األستاذ<br />

اجلامعي من وجهة نظر طالب كلية املعلمني ببيشة <strong>‏</strong>)اململكة العربية السعودية(،<strong>‏</strong> املجلة العربية<br />

للتربية،<strong>‏</strong> تونس،<strong>‏</strong> ‎25‎املجلد،<strong>‏</strong> <strong>العدد</strong> 141-101. 1،<br />

ثالثاً<strong>‏</strong> - المراجع األجنبية:<strong>‏</strong><br />

- Avolio, B. J. (2005). Leadership development in balance: Made/Born. Mahwah, NJ:<br />

Lawrence Erlbaum.<br />

- Brown, M. E., Trevino, L. K., & Harrison, D. A. (2005). Ethical leadership: A social<br />

learning theory perspective for construct development. Organizational Behavior and<br />

Human Decision Processes, 97, 117-134.<br />

- Bowers,T(2009) Connections Between ethical leadership behavior and collective<br />

efficacy levels as perceived by teacher, Doctoral dissertation, Ashland university.<br />

- Beverly, Amy ,& Smith, Adam(2007) The influence of teacher nonverbal immediacy<br />

and teacher credibility on student motivation and affective learning .paper presented<br />

at annual meeting of NCA, 93rd annual convention ,TBA, Chicago IL.<br />

- Ciulla , joanne , B (1995) Leadership ethic: mapping the territory. Business Ethics<br />

quatenty,Vol,5, No:1 , 5-24.<br />

- Ciulla ,joanne ,B (2004)Ethic ,the heart of leadership. greenwood publishing group,<br />

USA.<br />

- Center of ethical leadership. Available:http//ethicaleadership.org/ about-us/philosophiesdefinitions/ethical-leadership.<br />

617<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

- Freeman, R. Edward,&Stewart, Lisa.(2006) Developing Ethical Leadership. Business<br />

Roundtable Institute For Corporate Ethics. Available: http//www.corporate- ethics.org<br />

/ pdf /ethical_leadership.pdf.<br />

- Grace, Bill (2005).4-V Model of ethical Leadership .Available: http://ethicalleadership.<br />

org/ about-us/philosophies- definitions/ethical-leadership.<br />

- Morris, P (2005) Servant inspirational management Leadership theory (SIM): a study<br />

of SIM,a full range Model. dissertation submitted to Faculty of graduate school of<br />

Rowan university.<br />

- Mullane, Susan, P(2009)Ethics and leadership. White Paper Series ,The Johnson ,A<br />

Edosomwan Leadership Institute university of Miami.<br />

- Ponn,C.& Tennakoon,G (2009) The Association between ethical leadership and<br />

employee outcomes: The Malaysian case. Electronic Journal of Business ethics and<br />

organization studies ,14(1),79-83.<br />

- Rucinski, Daisy, Arredondo, and Bouch, Patricia, A( 2006) Reflective, ethical, and<br />

moral constructs in educational leadership preparation: effects on graduates practices<br />

.Journal of educational administration ,Vol,44,No:5 ,437-508.<br />

- Schulte, L. Thompson,F.,Hayes,K.,Noble,j. & Jacobs, E (2001) undergraduate Faculty<br />

and students Perceptions of ethical climate and its importance in retention. (electronic<br />

version),College Student Journal,35(4),565-576.<br />

- Shelton, Ken(2008) Authentic Leaders ,Add Value. Leadership excellance,Vol,25,<br />

No:2.<br />

- Starratt, R ,J(2004) Ethical leadership .San Francisco:Jossey-Bass.<br />

- Schnake, M., Fredenberger, B. & Dumler, M. (2004). Dimensions of student perceptions<br />

of faculty ethical behavior: refining a measure and relationships with selected outcome<br />

variables. Academy of Educational Leadership Journal, 8(2), 1-16.<br />

- Schulte, Laura (2009).ethical leadership ,what does it look like? .Journal of women in<br />

educational leadership ,V 7,No:3.107-113.<br />

- Valentien, Sean, and Kidwell, Roland, E (2008) Business Students ethical evaluations of<br />

Faculty misconduct. Quality assurance in education .Vol,16,No:3.287-300.<br />

- Wu, Min(2012).Moral leadership and work performance Testing the mediating and<br />

interaction effects in china. Chinese management studies .Vol,6,No:2.289-299.<br />

- Zhu, Weichun (2008) The Effect of Ethical Leadership on Follower Moral Identity:<br />

The Mediating Role of Psychological Empowerment. Leadership Review, Kravis<br />

Leadership Institute, Claremont McKenna College, Vol. 8, 62-73.<br />

618 مجلة اإلدارة العامة


درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

وزارة التعليم العالي<br />

جامعة أم القرى - كلية التربية<br />

أخي الطالب/أختي الطالبة بجامعة أم القرى<br />

السالم عليكم ورحمة الله وبركاته<br />

وبعد:<strong>‏</strong><br />

سلمكما الله<br />

أقوم حالياً<strong>‏</strong> بإجراء دراسة علمية حول <strong>‏</strong>)درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس للقيادة<br />

األخالقية وانعكاساتها على الطلبة <strong>في</strong> ضوء توجهات اجلامعة اإلستراتيجية(<strong>‏</strong> واحتاج<br />

ملساعدتكم <strong>في</strong> تعبئة فقرات االستبيان بكل دقة وموضوعية طلبة العلم،<strong>‏</strong> شاكرة لكم<br />

الوقت الثمني الذي منحتموني إياه لتعبئة االستبيان،<strong>‏</strong> كما أؤكد لكم أن املعلومات الواردة<br />

بالبحث سرية،<strong>‏</strong> ولن تستخدم إال ألغراض البحث العلمي فقط،<strong>‏</strong> بارك الله <strong>في</strong>كم وجعل<br />

النجاح والتو<strong>في</strong>ق حليفكم دائماً.<strong>‏</strong><br />

أختكم الباحثة/د.<strong>‏</strong> حياة محمد احلربي<br />

<strong>في</strong> حالة االستفسار والتواصل:<strong>‏</strong><br />

hmharbi@uqu.edu.sa<br />

619<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

<strong>‏</strong>))البيانات العامة((<strong>‏</strong><br />

فضالً<strong>‏</strong> التكرم بتعبئة البيانات التالية:<strong>‏</strong><br />

أ.<strong>‏</strong> الجنس:<strong>‏</strong><br />

1<br />

2<br />

ذكر<br />

أنثى<br />

ب.<strong>‏</strong> التخصص:<strong>‏</strong><br />

1<br />

2<br />

3<br />

طبية<br />

علمية<br />

نظرية / إنسانية<br />

ج.<strong>‏</strong> المستوى الدراسي:<strong>‏</strong><br />

األول<br />

الثاني<br />

الثالث<br />

الرابع<br />

أخرى ( حدد(<strong>‏</strong><br />

م<br />

اخلامس<br />

السادس<br />

السابع<br />

الثامن<br />

....................................................<br />

البعد األول:<strong>‏</strong> ما درجة ممارسة أساتذتك لسلوكيات القيادة األخالقية التالية:<strong>‏</strong><br />

فضالً<strong>‏</strong> ضع عالمة )✓( أمام كل فقرة تتوافق مع وجهة نظرك أن األستاذ/األستاذة<br />

تطبقها مع الطلبة:<strong>‏</strong><br />

الفقرات<br />

كبيرة<br />

4<br />

درجة املمارسة<br />

منخفضة<br />

2<br />

متوسطة<br />

3<br />

1<br />

2<br />

3<br />

4<br />

يحرص على أن يكون عادالً<strong>‏</strong> مع جميع طالبه.<strong>‏</strong><br />

يتعامل مع جميع طالبه بنفس الدرجة من<br />

الرعاية واالهتمام.<strong>‏</strong><br />

يُقوِّم طالبه مبوضوعية دون حتيز.<strong>‏</strong><br />

يشجع طالبه على العمل بروح الفريق الواحد.<strong>‏</strong><br />

ال ميارسها<br />

1<br />

620 مجلة اإلدارة العامة


5<br />

6<br />

7<br />

8<br />

9<br />

10<br />

11<br />

12<br />

13<br />

14<br />

15<br />

16<br />

17<br />

18<br />

19<br />

20<br />

21<br />

م<br />

درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

يرفع معنويات طالبه باستمرار بوسائل<br />

متعددة.<strong>‏</strong><br />

يشجع طالبه على التفكير اإليجابي <strong>في</strong> املواقف<br />

املختلفة.<strong>‏</strong><br />

يقدم العون واملساعدة لطالبه باستمرار.<strong>‏</strong><br />

يلتزم مبواعيده مع طالبه.<strong>‏</strong><br />

يتعاون مع طالبه بصورة مستمرة.<strong>‏</strong><br />

يتعامل مع طالبه بصبر وحكمة.<strong>‏</strong><br />

يراعي الظروف املختلفة لطالبه.<strong>‏</strong><br />

يواجه انفعاالت طالبه بالرفق واللني.<strong>‏</strong><br />

يحترم طالبه وال يستهزأ بهم.<strong>‏</strong><br />

يتجنب االستهانة والتقليل من إمكانيات<br />

وقدرات طالبه.<strong>‏</strong><br />

تتطابق أقواله مع أفعاله.<strong>‏</strong><br />

يشارك طالبه <strong>في</strong> أنشطة تزيد من إبداعاتهم.<strong>‏</strong><br />

يساعد طالبه <strong>في</strong> اكتشاف مواهبهم<br />

وقدراتهم.<strong>‏</strong><br />

يقدم املعرفة لطالبه بجودة وإتقان.<strong>‏</strong><br />

يلتزم باألمانة <strong>في</strong> أداء كافة مهام عمله<br />

التدريسي.<strong>‏</strong><br />

يستمع آلراء ووجهات نظر طالبه بإصغاء.<strong>‏</strong><br />

يبتعد عن مجاملة أحد على حساب اآلخرين.<strong>‏</strong><br />

تابع/<strong>‏</strong> البعد األول:<strong>‏</strong> ما درجة ممارسة أساتذتك لسلوكيات القيادة األخالقية<br />

التالية:<strong>‏</strong> فضالً<strong>‏</strong> ضع عالمة )✓( أمام كل فقرة تتوافق مع وجهة نظرك أن األستاذ/<strong>‏</strong><br />

األستاذة تطبقها مع الطلبة:<strong>‏</strong><br />

الفقرات<br />

درجة املمارسة<br />

منخفضة<br />

2<br />

متوسطة<br />

3<br />

كبيرة<br />

4<br />

22<br />

يحترم آراء وأفكار طالبه املخالفة له.<strong>‏</strong><br />

ال ميارسها<br />

1<br />

621<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

يلتزم باألمانة <strong>في</strong> إرشاده األكادميي وتوجيهه<br />

لطالبه.<strong>‏</strong><br />

يهيئ اجلو املالئم بالقاعة الدراسية إلجناح<br />

عمليتي التعلم والتعليم لطالبه.<strong>‏</strong><br />

يشجع املتميزين من طالبه باستمرار.<strong>‏</strong><br />

يحفز طالبه على اإلبداع واالبتكار.<strong>‏</strong><br />

يسهم <strong>في</strong> تنمية روح احلوار والنقاش البناء<br />

لدى طالبه.<strong>‏</strong><br />

يدعم التعلم الذاتي لدى طالبه.<strong>‏</strong><br />

يشجع طالبه على استخدام التقنية احلديثة<br />

<strong>في</strong> تعلمهم وأنشطتهم املختلفة.<strong>‏</strong><br />

يلتزم بالنزاهة <strong>‏</strong>)االبتعاد عن كل ما هو سيء<br />

ومذموم(<strong>‏</strong> <strong>في</strong> تعامله مع اآلخرين<br />

يترفع عن استغالل طالبه <strong>في</strong> حتقيق مصاحله<br />

الشخصية.<strong>‏</strong><br />

يراعي مشاعر طالبه <strong>في</strong> كل تصرفاته.<strong>‏</strong><br />

يتواضع <strong>في</strong> سلوكياته مع طالبه.<strong>‏</strong><br />

يقدم االستشارات والنصائح اجلادة ملن<br />

يحتاجها من طالبه.<strong>‏</strong><br />

يقدم املساعدة خارج القاعة الدراسية ملن<br />

يحتاجها من الطلبة.<strong>‏</strong><br />

باب مكتبه مفتوح أمام طالبه.<strong>‏</strong><br />

يتعامل بكل شفا<strong>في</strong>ة ووضوح مع طالبه.<strong>‏</strong><br />

يشارك طالبه <strong>في</strong> القرارات اخلاصة بتعلمهم.<strong>‏</strong><br />

يحافظ على األسرار وعلى ما ائتمنه طالبه<br />

عليه.<strong>‏</strong><br />

يحرص على أن يكون قدوة حسنة لطالبه.<strong>‏</strong><br />

يعترف باخلطأ الذي يرتكبه أمام طالبه.<strong>‏</strong><br />

يسامح املخطئ من طالبه إن اعتذر.<strong>‏</strong><br />

23<br />

24<br />

25<br />

26<br />

27<br />

28<br />

29<br />

30<br />

31<br />

32<br />

33<br />

34<br />

35<br />

36<br />

37<br />

38<br />

39<br />

40<br />

41<br />

42<br />

622 مجلة اإلدارة العامة


م<br />

درجة ممارسة أعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى للقيادة األخالقية وانعكاساتها على الطلبة<br />

تابع/<strong>‏</strong> البعد األول:<strong>‏</strong> ما درجة ممارسة أساتذتك لسلوكيات القيادة األخالقية التالية:<strong>‏</strong> فضالً<strong>‏</strong><br />

ضع عالمة )✓( أمام كل فقرة تتوافق مع وجهة نظرك أن األستاذ / األستاذة تطبقها مع الطلبة:<strong>‏</strong><br />

الفقرات<br />

كبيرة<br />

4<br />

درجة املمارسة<br />

منخفضة<br />

2<br />

متوسطة<br />

3<br />

43<br />

44<br />

45<br />

46<br />

47<br />

48<br />

49<br />

50<br />

م<br />

يحاسب كل من يخالف املبادئ األخالقية <strong>في</strong><br />

متطلبات دراسة املادة العلمية<br />

يخلص <strong>في</strong> أداء مهام عمله كمعلم على أفضل وجه.<strong>‏</strong><br />

يتصف بالهدوء وعدم االنفعال مع طالبه.<strong>‏</strong><br />

يتمتع بثقة عالية لدى طالبه.<strong>‏</strong><br />

يتقبل نقد طالبه برحابة صدر.<strong>‏</strong><br />

يحاسب املقصرين من طالبه بعد التأكد من<br />

تقصيرهم <strong>في</strong> واجباتهم األكادميية.<strong>‏</strong><br />

يتميز باملرونة <strong>في</strong> تعامله مع طالبه.<strong>‏</strong><br />

يقدم لطالبه معلومات دقيقة عن أدائهم بصفة مستمرة.<strong>‏</strong><br />

ال ميارسها<br />

1<br />

فضلالً<strong>‏</strong> ضع عالمة )✓( أمام كل فقرة تتوافق مع وجهة نظرك <strong>في</strong> درجة تأثير<br />

ممارسة القيادة األخالقية ألستاذك اجلامعي عليك:<strong>‏</strong> تؤثر املمارسات السابقة لألستاذ<br />

اجلامعي عليَّ<strong>‏</strong> كطالب من حيث:<strong>‏</strong><br />

الفقرات<br />

متوسطة<br />

3<br />

عالية<br />

4<br />

درجة التأثير<br />

قليلة<br />

2<br />

1<br />

2<br />

3<br />

4<br />

5<br />

6<br />

7<br />

زيادة فهمي واستيعابي للمادة العلمية املقدمة.<strong>‏</strong><br />

زيادة قدرتي على اإلبداع واالبتكار.<strong>‏</strong><br />

الرفع من معنوياتي.<strong>‏</strong><br />

مساعدتي <strong>في</strong> معرفة قدراتي وإمكانياتي.<strong>‏</strong><br />

زيادة قدرتي على تطبيق املعرفة العلمية <strong>في</strong><br />

مواقف احلياة املختلفة.<strong>‏</strong><br />

رفع مستوى حتصيلي الدراسي.<strong>‏</strong><br />

زيادة ثقتي بنفسي.<strong>‏</strong><br />

غير مؤثرة<br />

1<br />

623<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> حياة بنت محمد بن سعد احلربي<br />

فضلالً<strong>‏</strong> ضع عالمة )✓( أمام كل فقرة تتوافق مع وجهة نظرك <strong>في</strong> درجة تأثير<br />

ممارسة القيادة األخالقية ألستاذك اجلامعي عليك:<strong>‏</strong><br />

م<br />

الفقرات<br />

درجة التأثير<br />

غير مؤثرة<br />

1<br />

قليلة<br />

2<br />

متوسطة<br />

3<br />

عالية<br />

4<br />

8 زيادة قدرتي على حل املشكالت التي تواجهني.<strong>‏</strong><br />

9 تنمية مهارات املناقشة واحلوار البناء لدي.<strong>‏</strong><br />

10 تعلم مهارات العمل بروح الفريق الواحد.<strong>‏</strong><br />

11 تزيد من شعوري بالوالء واالنتماء جلامعتي.<strong>‏</strong><br />

12 مساعدتي <strong>في</strong> كشف مواهبي الذاتية.<strong>‏</strong><br />

13 جتعل بيئة التعليم والتعلم محببة ومشجعة.<strong>‏</strong><br />

14 طرح القضايا التي تواجهنا بكل صراحة وشفا<strong>في</strong>ة.<strong>‏</strong><br />

15 مساعدتي على حتقيق ذاتي.<strong>‏</strong><br />

16 تقدمي منوذج القدوة الذي نحتاجه.<strong>‏</strong><br />

17 جتعلني حريص على أداء ما هو مطلوب مني بدقة وإتقان.<strong>‏</strong><br />

18 تعلم كل ما هو جديد من أستاذي.<strong>‏</strong><br />

19 زيادة رغبتي <strong>في</strong> املشاركة بأنشطة وفعاليات اجلامعة.<strong>‏</strong><br />

حرصي على تقدمي الدعم واملساعدة ملن<br />

يحتاجها من الطلبة.<strong>‏</strong><br />

20<br />

21 احلفاظ على ممتلكات اجلامعة ومقدراتها.<strong>‏</strong><br />

22 تنمية االلتزام وروح املسئولية لدي.<strong>‏</strong><br />

فهم دوري كمشارك <strong>في</strong> حتقيق اجلودة<br />

واالعتماد األكادميي باجلامعة.<strong>‏</strong><br />

23<br />

زيادة قناعاتي بأهمية الوسطية واالعتدال <strong>في</strong><br />

كل سلوكياتي.<strong>‏</strong><br />

24<br />

تؤثر املمارسات السابقة لألستاذ اجلامعي عليَّ<strong>‏</strong> كطالب من حيث:<strong>‏</strong><br />

..............................................................................................................................................................<br />

خالص تقديري وشكري ... الباحثة<br />

624 مجلة اإلدارة العامة


أثر التغيير الدوري للمراجع اخلارجي على جودة القوائم<br />

املالية بالشركات املساهمة:<strong>‏</strong> بالتطبيق على البنوك السعودية<br />

الدكتور أحمد زكريا زكي عصيمي<br />

قسم احملاسبة بكلية إدارة األعمال - جامعة امللك سعود


أثر التغيير الدوري للمراجع اخلارجي على<br />

جودة القوائم املالية بالشركات املساهمة:<strong>‏</strong><br />

بالتطبيق على البنوك السعودية<br />

مجلة اإلدارة العامة<br />

املجلد اخلامس واخلمسون<br />

<strong>العدد</strong> الثالث<br />

رجب ‎1436‎ه<br />

إبريل ‎2015‎م<br />

<br />

د.<strong>‏</strong> أحمد زكريا زكي عصيمي<br />

ملخص:<strong>‏</strong><br />

يهدف <strong>هذا</strong> البحث إلى التعرف على أثر التغيير الدوري للمراجع اخلارجي على جودة القوائم املالية عموماً<strong>‏</strong> و<strong>في</strong><br />

البنوك السعودية خصوصاً.<strong>‏</strong> ولقد اعتمد <strong>هذا</strong> البحث <strong>في</strong> حتقيق أهدافه على دراسة وحتليل املراجع املتخصصة<br />

واملرتبطة مبوضوع البحث.<strong>‏</strong> كما مت حتليل بعض القوائم املالية الثني عشر بنكاً<strong>‏</strong> سعودياً<strong>‏</strong> تتداول أسهمها <strong>في</strong> السوق املالية<br />

السعودية خالل الفترة من 2008 حتى ‎2013‎م،<strong>‏</strong> وذلك للتعرف على أثر التغيير الدوري للمراجع اخلارجي على جودة<br />

القوائم املالية <strong>في</strong> هذه البنوك،<strong>‏</strong> واملتمثلة <strong>في</strong> جودة التغير <strong>في</strong> صا<strong>في</strong> الدخل التشغيلي والدخل الشامل وصا<strong>في</strong> التدفق<br />

النقدي من األنشطة التشغيلية.<strong>‏</strong><br />

وقد أسفر البحث عن وجود عالقة ذات داللة معنوية بني طول فترة االرتباط بني املراجع اخلارجي والبنك السعودي<br />

من ناحية وجودة صا<strong>في</strong> الدخل التشغيلي وأيضاً<strong>‏</strong> جودة رقم الدخل الشامل من ناحية أخرى بدرجة ثقة %95. وأن طول<br />

فترة االرتباط بني املراجع اخلارجي والبنك السعودي تفسر %8 تقريباً<strong>‏</strong> من التغير <strong>في</strong> صا<strong>في</strong> الدخل التشغيلي والتغير <strong>في</strong><br />

الدخل الشامل للبنك،<strong>‏</strong> أما نسبة %92 الباقية ترجع لعوامل أخرى لم تؤخذ <strong>في</strong> االعتبار،<strong>‏</strong> حيث تقتصر الدراسة احلالية<br />

على تأثير طول فترة االرتباط بني املراجع اخلارجي والبنك السعودي فقط.<strong>‏</strong><br />

كما توصل البحث أيضاً<strong>‏</strong> إلى أنه توجد عالقة ذات داللة معنوية بني طول فترة االرتباط بني املراجع اخلارجي والبنك<br />

السعودي من ناحية وصا<strong>في</strong> التدفق النقدي من األنشطة التشغيلية من ناحية أخرى بدرجة ثقة %95. وأن طول فترة<br />

االرتباط بني املراجع اخلارجي والبنك السعودي تفسر %21 تقريباً<strong>‏</strong> من التغير <strong>في</strong> صا<strong>في</strong> التدفق النقدي من األنشطة<br />

التشغيلية للبنك،<strong>‏</strong> أما نسبة %79 الباقية فترجع إلى عوامل أخرى لم تؤخذ <strong>في</strong> االعتبار.<strong>‏</strong><br />

األمر يتطلب ضرورة تنظيم العالقة بني املراجع اخلارجي وعميله.<strong>‏</strong> فليس من املفضل ترك فترة االرتباط بدون<br />

حتديد أو جعلها لفترة طويلة جداً<strong>‏</strong> بالشكل الذي قد يؤثر على استقالل املراجع اخلارجي بشكل سلبي،<strong>‏</strong> وليس من املفضل<br />

أيضاً<strong>‏</strong> أن تكون فترة االرتباط قصيرة بالشكل الذي يزيد من تكاليف عملية املراجعة.<strong>‏</strong> ويقترح الباحث أن تكون طول فترة<br />

االرتباط بني املراجع اخلارجي كشريك بشركة املراجعة وعميله ال تزيد على خمس سنوات،<strong>‏</strong> وأن تكون طول فترة االرتباط<br />

بني شركة املراجعة وعميلها ال تزيد على سبع سنوات.<strong>‏</strong><br />

املصطلحات املستخدمة:<strong>‏</strong> التغيير الدوري للمراجع اخلارجي،<strong>‏</strong> جودة القوائم املالية،<strong>‏</strong> البنوك السعودية.<strong>‏</strong><br />

1- تمهيد:<strong>‏</strong><br />

إن فشل بعض الشركات املساهمة <strong>‏</strong>)والتي منها البنوك(<strong>‏</strong> وبالتبعية انهيارها،<strong>‏</strong> كما<br />

حدث <strong>في</strong> الواليات املتحدة األمريكية بانهيار شركة Enron وشركة World Com وبنك<br />

Lehman Brothers <strong>في</strong> عامي ‎2001‎م،<strong>‏</strong> ‎2002‎م،<strong>‏</strong> وشركة Bre-X الكندية <strong>في</strong> عام<br />

قسم احملاسبة بكلية إدارة األعمال - جامعة امللك سعود.<strong>‏</strong><br />

627<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> أحمد زكريا زكى عصيمي<br />

‎2002‎م،<strong>‏</strong> وشركة Parmalat اإليطالية <strong>في</strong> عام 2003، ومجموعة MG Rover البريطانية<br />

<strong>في</strong> عام 2005، وغيرها من الشركات األخرى قد يرجع انهيارها إلى انخفاض <strong>في</strong><br />

جودة القوائم املالية،<strong>‏</strong> والذي قد يتأتى من انخفاض جودة عملية املراجعة اخلارجية<br />

<strong>في</strong> الكشف عن التحريفات اجلوهرية <strong>في</strong> القوائم املالية لتلك الشركات <strong>‏</strong>)انظر على<br />

سبيل املثال:<strong>‏</strong> العبادي،<strong>‏</strong> 2007(. ومن ثم مت إصدار -Sarbanes-Oxley-Act <strong>في</strong><br />

عام 2002 <strong>في</strong> الواليات املتحدة األمريكية،<strong>‏</strong> وذلك من أجل حتقيق عدة أهداف منها:<strong>‏</strong><br />

حتسيني جودة القوائم املالية من خالل وضع العديد من الضوابط التي تتعلق مباشرة<br />

بتعزيز دور املراجع اخلارجي،<strong>‏</strong> ومن ضمنها ضرورة التغيير الدوري لشريك املراجعة<br />

بعد مرور خمس سنوات من أعمال املراجعة،<strong>‏</strong> وذلك لوجود عدة أسباب منها:<strong>‏</strong> أن طول<br />

فترة العالقة بني الشركات املساهمة ومراجعيها اخلارجيني يخلق مستوى من التقارب<br />

<strong>في</strong> املصالح،<strong>‏</strong> والذي يضعف من درجة استقاللية املراجع اخلارجي،<strong>‏</strong> وبالتالي يقلل من<br />

مستوى جودة عملية املراجعة on( U.S. House of Representatives. Committee<br />

Services, 2002 .)Financial ولكن <strong>هذا</strong> التشريع األمريكي له ما يؤيده وله ما يعارضه<br />

من قبل مزاولي مهنة احملاسبة بالواليات املتحدة األمريكية واألكادمييني )& Geiger.<br />

United States General Accounting( واملنظميني للمهنة )Raghunandan, 2002<br />

[GAO], 2003 .)Office <strong>في</strong>رى مؤيدو التغيير الدوري للمراجع اخلارجي وجود بعض<br />

اإليجابيات التي قد تنعكس على أداء عمل املراجع،<strong>‏</strong> منها <strong>‏</strong>)انظر على سبيل املثال:<strong>‏</strong><br />

:)Geiger. & Raghunandan, 2002(<br />

- إن حتديد فترة املراجعة ال يسمح بطول فترة االرتباط بني املراجع اخلارجي والعميل،<strong>‏</strong><br />

والذي قد يؤدي إلى زيادة استقاللية املراجع،<strong>‏</strong> وبالتالي ارتفاع مستوى جودة عملية<br />

املراجعة،<strong>‏</strong> وبالتبعية ارتفاع جودة القوائم املالية التي تخضع للمراجعة.<strong>‏</strong><br />

- إن التغيير الدوري للمراجع اخلارجي يساعد <strong>في</strong> احلصول على نظرة جديدة للتقارير املالية<br />

اخلاصة بالعميل،<strong>‏</strong> والذي قد يزيد من جودة القوائم املالية التي تخضع للمراجعة.<strong>‏</strong><br />

- إن التغيير الدوري للمراجع اخلارجي يساعد <strong>في</strong> منو وتطور مهارات العديد من<br />

مزاولي مهنة املراجعة،<strong>‏</strong> وبالتالي شركات املراجعة،<strong>‏</strong> وبالتبعية ارتفاع مستوى جودة<br />

عملية املراجعة،<strong>‏</strong> وأيضاً<strong>‏</strong> جودة القوائم املالية التي تخضع للمراجعة.<strong>‏</strong><br />

أما املعارضون <strong>في</strong>رون وجود عدد من السلبيات ل<strong>هذا</strong> التشريع،<strong>‏</strong> منها <strong>‏</strong>)انظر على<br />

سبيل املثال:<strong>‏</strong> 2002( Raghunandan, :)Geiger. &<br />

628 مجلة اإلدارة العامة


أثر التغيير الدوري للمراجع اخلارجي على جودة القوائم املالية بالشركات املساهمة:<strong>‏</strong> بالتطبيق على البنوك السعودية<br />

- إن التغيير الدوري للمراجع اخلارجي يترتب عليه قيام مراجعني جدد مبراجعة<br />

نشاط العميل،<strong>‏</strong> والذين قد ينقصهم املعرفة اجليدة بطبيعة نشاط العميل،<strong>‏</strong> وبالتالي<br />

عدم القدرة على فهم املخاطر املرتبطة بذلك النشاط،<strong>‏</strong> وبالتبعية عدم القدرة على<br />

اكتشاف الغش <strong>في</strong> القوائم املالية،<strong>‏</strong> وبالتبعية انخفاض جودة القوائم املالية التي تخضع<br />

للمراجعة.<strong>‏</strong><br />

- إن التغيير الدوري للمراجع اخلارجي يترتب عليه زيادة التكاليف األولية لعملية<br />

املراجعة،<strong>‏</strong> وزيادة من مخاطر فشل عملية املراجعة،<strong>‏</strong> وذلك بسبب نقص املعرفة اجليدة<br />

للمراجع اجلديد بطبيعة نشاط العميل <strong>‏</strong>)تأثير منحنى التعلم(،<strong>‏</strong> وبالتبعية انخفاض<br />

جودة القوائم املالية التي تخضع للمراجعة.<strong>‏</strong><br />

- إن التغيير الدوري للمراجع اخلارجي قد يضعف استقاللية املراجع،<strong>‏</strong> وذلك بسبب<br />

أن املراجع يحاول إرضاء العميل من أجل العمل معه أطول فترة ممكنة قبل التغيير،<strong>‏</strong><br />

وذلك لتعويض التكاليف العالية التي قد يتحملها املراجع <strong>في</strong> السنوات األولى بعالقته<br />

بالعميل،<strong>‏</strong> وبالتبعية انخفاض جودة القوائم املالية التي تخضع للمراجعة.<strong>‏</strong><br />

كما يرى بعض املؤيدين أن التغيير اإللزامي هو الوسيلة األفضل لدعم استقالل<br />

املراجع،<strong>‏</strong> والذي قد يؤدي بالتبعية إلى زيادة جودة تقرير املراجعة،<strong>‏</strong> ومن ثم زيادة جودة<br />

القوائم املالية التي تخضع للمراجعة.<strong>‏</strong> <strong>في</strong> حني أن التغيير اإللزامي يترتب عليه ارتفاع<br />

تكاليف املراجعة وانخفاض جودتها <strong>في</strong> السنوات األولى لعملية املراجعة بسبب عدم<br />

إملام املراجع بكل اجلوانب املالية والتشغيلية والتنظيمية للشركة <strong>‏</strong>)د.<strong>‏</strong> مدثر أبو اخلير،<strong>‏</strong><br />

.)2006<br />

<strong>هذا</strong>،<strong>‏</strong> وقد أصدر معالي وزير التجارة والصناعة <strong>في</strong> اململكة العربية السعودية وبدعم<br />

من الهيئة السعودية للمحاسبني القانونيني )SOCPA( قراراً<strong>‏</strong> عام ‎2008‎م أُلزمت <strong>في</strong>ه<br />

شركات املساهمة العامة بتغيير املراجع اخلارجي بعد انقضاء فترة خمسة أعوام من<br />

أعمال املراجعة،<strong>‏</strong> وانقضاء فترة عامني قبل معاودة االرتباط مع نفس املراجع <strong>‏</strong>)شركة<br />

أو مكتب(،<strong>‏</strong> وذلك من أجل حتسيني مستوى جودة عملية املراجعة،<strong>‏</strong> ويعمل ب<strong>هذا</strong> القرار<br />

من تاريخ صدوره،<strong>‏</strong> أي حتسب الفترة ابتداء من عام ‎2008‎م.<strong>‏</strong> <strong>هذا</strong> يعني أن طول فترة<br />

االرتباط بني املراجع والعميل قد زادت عامني،<strong>‏</strong> حيث كانت هذه الفترة 3 أعوام حتى<br />

عام ‎2008‎م <strong>‏</strong>)قرار وزير التجارة والصناعة رقم 903 بتاريخ ‎1414-8-12‎ه،<strong>‏</strong> قرار وزير<br />

التجارة والصناعة رقم 266 بتاريخ ‎1429-8-8‎ه(.<strong>‏</strong><br />

629<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> أحمد زكريا زكى عصيمي<br />

وألهمية <strong>هذا</strong> املوضوع قام املعهد األمريكي للمحاسبني القانونيني )AICPA(<br />

بدراسة تتعلق بأثر التغيير الدوري للمراجع اخلارجي على جودة املراجعة،<strong>‏</strong> حيث مت<br />

اختبار 400 حالة تتعلق بفشل القوائم املالية خالل الفترة من ‎1979‎م إلى ‎1991‎م،<strong>‏</strong> وقد<br />

أظهرت الدراسة أن الفشل <strong>في</strong> القوائم املالية يحدث ثالثة أضعاف عندما يقوم املراجع<br />

باملراجعة للعميل ألول أو ثاني عملية مراجعة،<strong>‏</strong> أي أنه كلما طالت فترة االرتباط بني<br />

املراجع اخلارجي والعميل،<strong>‏</strong> قلت فرص الفشل <strong>في</strong> القوائم املالية )1992 .)AICPA,<br />

كما توصلت دراسة )2006 , Simnett )Carey & أن التغيير الدوري للمراجع اخلارجي<br />

يقلل من ميول املراجع إلبداء رأي حول استمرارية املنشأة ،going –concern opinion<br />

كما بينت الدراسة أن حتفظ املراجع عن إبداء رأيه حول القوائم املالية يقل مع طول<br />

فترة االرتباط،<strong>‏</strong> خاصة لدى شركات املراجعة من غير األربع الكبار .)Non-Big4(<br />

كما أظهرت دراسة )2010 Simnett, )Kwon; Lim & أثر التغيير الدوري للمراجع<br />

اخلارجي على جودة املراجعة باستخدام مقياس املستحقات التقديرية discretionary<br />

accruals والذي هو عبارة عن مقياس جلودة األرباح،<strong>‏</strong> حيث تسعى الدراسة للتحقق من<br />

أثر التغيير الدوري للمراجع اخلارجي على تخ<strong>في</strong>ض املستحقات عند حساب صا<strong>في</strong><br />

الدخل،<strong>‏</strong> وبالتالي حتسيني جودة القوائم املالية،<strong>‏</strong> إال أن النتائج أظهرت عدم وجود تغيير<br />

<strong>في</strong> جودة املراجعة مع التغيير الدوري للمراجع اخلارجي،<strong>‏</strong> وقد يؤدي التغيير الدوري<br />

للمراجع اخلارجي إلى زيادة تكاليف عملية املراجعة.<strong>‏</strong><br />

2- مشكلة البحث:<strong>‏</strong><br />

يتضح مما سبق وجود مؤيدين ومعارضني لعملية التغيير الدوري للمراجع اخلارجي،<strong>‏</strong><br />

وذلك نتيجة وجود آثار إيجابية وأخرى سلبية لعملية التغيير الدوري للمراجع اخلارجي،<strong>‏</strong><br />

وتتلخص هذه اآلثار <strong>في</strong> استقاللية أو عدم استقاللية املراجع اخلارجي،<strong>‏</strong> وما قد يتبع<br />

ذلك من ارتفاع أو انخفاض جودة املراجعة،<strong>‏</strong> ومن ثم ارتفاع أو انخفاض جودة القوائم<br />

املالية التي تخضع للمراجعة.<strong>‏</strong> أي أن التغيير الدوري للمراجع اخلارجي قد يؤثر على<br />

استقاللية املراجع اخلارجي،<strong>‏</strong> والذي قد يؤثر بالتبعية على جودة املراجعة،<strong>‏</strong> وبالتبعية<br />

جودة القوائم املالية التي تخضع للمراجعة.<strong>‏</strong><br />

ومن هنا ميكن تلخيص مشكلة البحث <strong>في</strong>:<strong>‏</strong> هل يؤثر التغيير الدوري ملراجع احلسابات<br />

اخلارجي على جودة القوائم املالية التي تخضع للمراجعة كما يرى املؤيدون للتغيير،<strong>‏</strong><br />

630 مجلة اإلدارة العامة


أثر التغيير الدوري للمراجع اخلارجي على جودة القوائم املالية بالشركات املساهمة:<strong>‏</strong> بالتطبيق على البنوك السعودية<br />

والذي يأتي من األثر على جودة املراجعة،<strong>‏</strong> والذي هو نتيجة األثر على استقاللية املراجع<br />

اخلارجي <strong>‏</strong>)سوف يتم قياس <strong>هذا</strong> األثر مبعرفة األثر على جودة رقم الربح احملاسبي(.<strong>‏</strong><br />

وهل هذه اآلثار <strong>في</strong> مجملها إيجابية أم سلبية؟ وإذا كانت هذه اآلثار <strong>في</strong> مجملها<br />

إيجابية فما هي الفترة املناسبة لطول فترة االرتباط بني مراجع احلسابات اخلارجي<br />

والعميل؟،<strong>‏</strong> وهل يفضل التغيير ملكتب املراجعة ككل أم يتم تغيير املراجع مبراجع آخر<br />

لنفس مكتب املراجعة <strong>‏</strong>)تغيير الشركاء(؟ و<strong>في</strong> ضوء ذلك سوف جتري الدراسة احلالية<br />

بهدف اإلجابة عن هذه التساؤالت،<strong>‏</strong> وذلك بالتطبيق على البنوك السعودية.<strong>‏</strong><br />

3- أهداف البحث:<strong>‏</strong><br />

يهدف <strong>هذا</strong> البحث إلى بيان أثر التغيير الدوري ملراجع احلسابات اخلارجي على<br />

جودة القوائم املالية التي تخضع للمراجعة بشكل عام،<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> البنوك السعودية بشكل<br />

خاص،<strong>‏</strong> ويتحقق <strong>هذا</strong> الهدف من خالل ما يلي:<strong>‏</strong><br />

أ-<strong>‏</strong> بيان مبررات <strong>‏</strong>)فوائد وإيجابيات(<strong>‏</strong> عملية التغيير وأيضاً<strong>‏</strong> سلبياته إن وجدت.<strong>‏</strong><br />

ب-<strong>‏</strong> حتديد اإلطار املناسب لعملية التغيير بالشكل الذي يحسن من جودة القوائم املالية<br />

التي تخضع للمراجعة.<strong>‏</strong><br />

ج-<strong>‏</strong> حتديد الفترة املناسبة لطول فترة االرتباط بني مراجع احلسابات اخلارجي والعميل.<strong>‏</strong><br />

4- فروض البحث:<strong>‏</strong><br />

<strong>في</strong> ضوء مشكلة البحث وتساؤالته وأهدافه يسعى الباحث إلى اختبار الفرض التالي:<strong>‏</strong><br />

" توجد عالقة ذات داللة معنوية بني طول فترة االرتباط بني مراجع احلسابات اخلارجي<br />

والشركة املساهمة <strong>‏</strong>)بنك مثالً(<strong>‏</strong> من ناحية وجودة القوائم املالية التي تخضع للمراجعة<br />

من ناحية أخرى".<strong>‏</strong><br />

ويتأتي اختبار <strong>هذا</strong> الفرض من اختبار الفروض الفرعية التالية:<strong>‏</strong><br />

ف‎1‎<strong>‏</strong>:<strong>‏</strong> توجد عالقة ذات داللة معنوية بني جودة القوائم املالية التي تخضع للمراجعة<br />

من ناحية وحتقيق تغير إيجابي <strong>في</strong> رقم صا<strong>في</strong> الدخل التشغيلي <strong>في</strong> حالة طول<br />

فترة االرتباط بني مراجع احلسابات اخلارجي والشركة املساهمة <strong>‏</strong>)بنك مثالً(<strong>‏</strong> من<br />

ناحية أخرى.<strong>‏</strong><br />

631<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> أحمد زكريا زكى عصيمي<br />

ف‎2‎<strong>‏</strong>:<strong>‏</strong> توجد عالقة ذات داللة معنوية بني جودة القوائم املالية التي تخضع للمراجعة<br />

من ناحية وحتقيق تغير إيجابي <strong>في</strong> رقم الدخل الشامل <strong>في</strong> حالة طول فترة<br />

االرتباط بني مراجع احلسابات اخلارجي والشركة املساهمة <strong>‏</strong>)بنك مثالً(<strong>‏</strong> من<br />

ناحية أخرى.<strong>‏</strong><br />

ف‎3‎<strong>‏</strong>:<strong>‏</strong> توجد عالقة ذات داللة معنوية بني جودة القوائم املالية التي تخضع للمراجعة<br />

من ناحية وحتقيق تغير إيجابي <strong>في</strong> رقم صا<strong>في</strong> التدفق النقدي من األنشطة<br />

التشغيلية <strong>في</strong> حالة طول فترة االرتباط بني مراجع احلسابات اخلارجي والشركة<br />

املساهمة <strong>‏</strong>)بنك مثالً(<strong>‏</strong> من ناحية أخرى.<strong>‏</strong><br />

5- أهمية البحث:<strong>‏</strong><br />

تنبع أهمية البحث من خالل بيانه ألهمية أو عدم أهمية التغيير الدوري ملراجع<br />

احلسابات اخلارجي،<strong>‏</strong> وأثر ذلك على جودة القوائم املالية التي تخضع للمراجعة،<strong>‏</strong> خاصة<br />

<strong>في</strong> ظل تدخل إدارة الشركة <strong>في</strong> بعض احليان <strong>‏</strong>)بشكل غير رسمي(<strong>‏</strong> <strong>في</strong> عملية التعاقد<br />

والتجديد والعزل،<strong>‏</strong> وأيضاً<strong>‏</strong> لبيانه أبعاد عملية التغيير،<strong>‏</strong> أي بيان أفضلية تغيير املراجع<br />

مبراجع آخر لنفس املكتب أم تغيير مكتب املراجعة نفسه،<strong>‏</strong> وأيضاً<strong>‏</strong> حتديد الفترة املناسبة<br />

لطول فترة االرتباط بني مراجع احلسابات اخلارجي والعميل.<strong>‏</strong><br />

6- منهجية البحث:<strong>‏</strong><br />

يعتمد البحث <strong>في</strong> حتقيق أهدافه على عرض وحتليل بعض أهم الدراسات التي<br />

تتعلق مبوضوع البحث،<strong>‏</strong> أي عرض اإلطار النظري ملوضوع البحث وبيان أهمية أو عدم<br />

أهمية التغيير الدوري ملراجع احلسابات اخلارجي.<strong>‏</strong> أيضاً<strong>‏</strong> اختبار أثر التغيير الدوري<br />

ملراجع احلسابات اخلارجي على جودة رقم الربح احملاسبي سواء التشغيلي أو الشامل<br />

وأيضاً<strong>‏</strong> على جودة صا<strong>في</strong> التدفق النقدي من األنشطة التشغيلية للبنوك السعودية،<strong>‏</strong> وهي<br />

بيئة تأخذ بآلية التغيير اإللزامي ملكاتب املراجعة.<strong>‏</strong><br />

7- حدود البحث:<strong>‏</strong><br />

سوف يقتصر البحث على البنوك السعودية فقط خالل الفترة من 2008 م <strong>‏</strong>)بداية<br />

تن<strong>في</strong>ذ قرار وزير التجارة والصناعة السعودي اجلديد(<strong>‏</strong> وحتى نهاية عام 2013، أي<br />

أحدث خمس سنوات.<strong>‏</strong><br />

632 مجلة اإلدارة العامة


أثر التغيير الدوري للمراجع اخلارجي على جودة القوائم املالية بالشركات املساهمة:<strong>‏</strong> بالتطبيق على البنوك السعودية<br />

8- تنظيم البحث:<strong>‏</strong><br />

لتحقيق أهداف البحث مت تقسيمه إلى عدة أقسام على النحو التالي:<strong>‏</strong><br />

- القسم األول:<strong>‏</strong> يتضمن عرضاً<strong>‏</strong> لإلطار العام للبحث،<strong>‏</strong> والذي يركز على عرض ملشكلة<br />

البحث،<strong>‏</strong> وفروضه،<strong>‏</strong> وأهدافه،<strong>‏</strong> وأهميته،<strong>‏</strong> ومنهجيته،<strong>‏</strong> وحدوده،<strong>‏</strong> وكي<strong>في</strong>ة تنظيمه.<strong>‏</strong><br />

- القسم الثاني:<strong>‏</strong> يركز على الدراسات السابقة املرتبطة مبوضوع البحث.<strong>‏</strong><br />

- القسم الثالث:<strong>‏</strong> يتناول اإلطار الفكري ملوضوع البحث والذي يتضمن عرضاً<strong>‏</strong> ألبعاد<br />

عملية التغيير الدوري ملراجع احلسابات اخلارجي،<strong>‏</strong> سواء كان إلزامياً<strong>‏</strong> أم اختيارياً،<strong>‏</strong><br />

على جودة القوائم املالية التي تخضع للمراجعة.<strong>‏</strong><br />

- القسم الرابع:<strong>‏</strong> يتضمن الدراسة التطبيقية.<strong>‏</strong><br />

- القسم اخلامس:<strong>‏</strong> يعرض خالصة البحث ونتائجه وتوصياته.<strong>‏</strong><br />

القسم الثاني - الدراسات السابقة المرتبطة بموضوع البحث:<strong>‏</strong><br />

تناول بعض الباحثني التغيير الدوري ملراجع احلسابات اخلارجي من وجهات نظر<br />

مختلفة،<strong>‏</strong> فدراسة Johnson, Khurana, & Reynolds (2002)، " Audit-firm tenure<br />

"and the quality of financial reports هدفت إلى بيان أثر طول فترة االرتباط بني<br />

املراجع والعميل على جودة القوائم املالية <strong>في</strong> الواليات املتحدة،<strong>‏</strong> وقد غطت الدراسة<br />

القوائم املالية لعشر سنوات من سنة 1986 حتى سنة ‎1995‎م لستة عمالء كبار <strong>في</strong><br />

الصناعة واحلجم.<strong>‏</strong> استخدمت الدراسة إجمالي االستحقاق <strong>في</strong> القوائم املالية كمؤشر<br />

على جودة القوائم املالية،<strong>‏</strong> كما قسمت الدراسة فترات االرتباط بني املراجع والعميل<br />

إلى ثالثة مستويات،<strong>‏</strong> األول:<strong>‏</strong> عالقة قصيرة األجل <strong>‏</strong>)أقل من ثالث سنوات(،<strong>‏</strong> والثاني:<strong>‏</strong><br />

عالقة متوسطة األجل <strong>‏</strong>)من أربع سنوات حتى ثماني سنوات(،<strong>‏</strong> والثالث:<strong>‏</strong> عالقة طويلة<br />

األجل <strong>‏</strong>)تسع سنوات فأكثر(.<strong>‏</strong> وقد توصلت الدراسة إلى أن جودة القوائم املالية مقاسة<br />

بحجم االستحقاق <strong>في</strong> القوائم املالية كانت أقل <strong>في</strong> حالة العالقة ذات الفترة القصيرة<br />

واملتوسطة األجل.<strong>‏</strong> كما أنه ال يوجد دليل على انخفاض جودة القوائم املالية <strong>في</strong> حالة<br />

الفترات الطويلة.<strong>‏</strong> أي أن الدراسة تدعم موقف املعارضني للتغيير اإللزامي للمراجعني<br />

اخلارجيني.<strong>‏</strong><br />

وقد حددت دراسة Healy & Kim (2003)، “The benefits of mandatory<br />

633<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> أحمد زكريا زكى عصيمي<br />

”auditor rotation مزايا أساسية للتغيير اإللزامي للمراجعني،<strong>‏</strong> هي:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)أ(<strong>‏</strong> خلق نوع<br />

من مراجعة النظير Peer Review حيث يقوم املراجع الالحق مبراجعة عمل املراجع<br />

السابق،<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)ب(<strong>‏</strong> منع التقارب <strong>في</strong> املصالح بني املراجع وعميله والذى ينشأ نتيجة العالقة<br />

الطويلة بينهما،<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)ج(<strong>‏</strong> التشجيع على خلق نوع من املنافسة بني املراجعني األمر الذى قد<br />

يزيد من جودة عملية املراجعة.<strong>‏</strong><br />

أما دراسة Myers, Myers & Omer (2003)، " Exploring the term of the<br />

auditor client relationship and quality of earning; A case for mandatory<br />

"auditor rotation فقد هدفت إلى اختبار العالقة بني طول فترة ارتباط املراجع<br />

بالعميل من ناحية وجودة املكاسب من ناحية أخرى.<strong>‏</strong> وقد اعتمدت الدراسة على<br />

عينة من الشركات ملد ة 13 سنة )1988 – ‎2000‎م(،<strong>‏</strong> واعتمدت الدراسة على حجم<br />

االستحقاق االختياري <strong>في</strong> القوائم املالية كمقياس جلودة املكاسب،<strong>‏</strong> واستخدمت الدراسة<br />

منوذج Jones املعدل لتقدير االستحقاق االختياري <strong>في</strong> القوائم املالية.<strong>‏</strong> وقد توصلت<br />

الدراسة إلى أن حجم االستحقاق االختياري ينخفض بزيادة فترة ارتباط املراجع<br />

بالعميل،<strong>‏</strong> <strong>هذا</strong> يعني أن نتائج الدراسة مؤيدة لوجهة نظر معارضي التغيير اإللزامي<br />

للمراجعني اخلارجيني.<strong>‏</strong><br />

أما <strong>في</strong> دراسة يوسف محمود جربوع )2004(، <strong>‏</strong>"العوامل املؤثرة على استقالل<br />

املراجعيني اخلارجيني وحيادهم <strong>في</strong> قطاع غزة من دولة فلسطني"<strong>‏</strong> مت التعرف على<br />

العوامل املؤثرة على استقالل املراجعني اخلارجيني وحيادهم <strong>في</strong> قطاع غزة من دولة<br />

فلسطني.<strong>‏</strong> وقد تناولت الدراسة العالقة بني استقالل املراجعني اخلارجيني وحيادهم<br />

من ناحية وبعض العوامل التي قد تؤثر على استقاللهم وحيادهم مثل:<strong>‏</strong> تقدمي اخلدمات<br />

االستشارية للعميل وأتعاب املراجعة وطول فترة االرتباط بني املراجع اخلارجي وعميله<br />

من ناحية أخرى.<strong>‏</strong> كما تناولت الدراسة العالقة بني التزام املراجع اخلارجي بالنزاهة<br />

واملوضوعية واملعايير الفنية واملسئولية جتاه العمالء وكسب ثقة اجلمهور من ناحية<br />

وبيني رضا املجتمع واحترامه ملهنة املراجعة من ناحية أخري.<strong>‏</strong> أيضاً<strong>‏</strong> تناولت الدراسة<br />

العالقة بني االستقالل احلقيقي للمراجع اخلارجي والكفاءة املهنية من ناحية والثقة<br />

<strong>في</strong> الرأي الذي يبديه <strong>في</strong> القوائم املالية موضوع املراجعة من ناحية أخرى.<strong>‏</strong> وقد<br />

توصلت الدراسة إلى أن تقدمي اخلدمات االستشارية للعميل يهدد استقالل املراجع<br />

اخلارجي وحياده،<strong>‏</strong> أيضاً<strong>‏</strong> اعتماد املراجع على عميل واحد أو عدد قليل من العمالء<br />

634 مجلة اإلدارة العامة


أثر التغيير الدوري للمراجع اخلارجي على جودة القوائم املالية بالشركات املساهمة:<strong>‏</strong> بالتطبيق على البنوك السعودية<br />

<strong>‏</strong>)خاصة املكاتب الصغيرة(<strong>‏</strong> يهدد استقالله وحياده،<strong>‏</strong> كما توصلت الدراسة أيضاً<strong>‏</strong> إلى أن<br />

بعض املراجعني يقبلون عمالء بأتعاب أقل من نظرائهم كمنافسة،<strong>‏</strong> مما قد يؤثر على<br />

استقاللهم وحيادهم.<strong>‏</strong> وتوصي الدراسة بضرورة توافر تشريع بقطاع غزة يلزم بتغيير<br />

املراجع اخلارجي بعد مرور خمس سنوات من ارتباطه بالعميل،<strong>‏</strong> وذلك من أجل تدعيم<br />

استقالل املراجع اخلارجي وحياده.<strong>‏</strong><br />

وإحلاقاً<strong>‏</strong> بالتوصية السابقة قام يوسف محمود جربوع بدراسة أخرى عام 2008<br />

بعنوان:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"مجاالت مساهمة التغيير اإللزامي للمراجع اخلارجي <strong>في</strong> حتسيني جودة<br />

عملية املراجعة وتعزيز موضوعيته واستقالله – دراسة تطبيقية على املراجعني<br />

اخلارجيني بقطاع غزة بفلسطني".<strong>‏</strong> وقد توصلت هذه الدراسة إلى أن فكرة التغيير<br />

اإللزامي للمراجع اخلارجي حتدث عندما تواجه الشركات املساهمة مشاكل نتيجة<br />

انخفاض قيمة أسهمها بالسوق املالي،<strong>‏</strong> كما توصلت أيضاً<strong>‏</strong> الدراسة إلى أن طول فترة<br />

العالقة التعاقدية بني املراجع وعميله سوف تنقص من موضوعيته واستقالله.<strong>‏</strong> وتوصي<br />

الدراسة بضرورة إلزام املراجعيني اخلارجيني بقطاع غزة للتغيير بعد مرور خمس<br />

سنوات كحد أقصى،<strong>‏</strong> وذلك بهدف االبتعاد بخدمات املراجعة عن سوق املنافسة التي<br />

قد يضطر معها املراجع تخ<strong>في</strong>ض أتعابه بطريقة غير مقبولة للحصول على عمالء<br />

جدد،<strong>‏</strong> وهو ما قد ينعكس سلباً<strong>‏</strong> على جودة عملية املراجعة وعلى قدرة املراجع على<br />

حتقيق مكاسب اقتصادية.<strong>‏</strong><br />

أما دراسة Cameran, Merlotti & Vincenzo (2005)، “The Audit Firm<br />

Literature” ،Rotation Rule: A Review of the والتي تناولت موضوع التغيير<br />

اإللزامي لشركات املراجعة حول العالم،<strong>‏</strong> وذلك لتقدمي وجهة نظر عاملية عن <strong>هذا</strong><br />

املوضوع املهم.<strong>‏</strong> وهذه الدراسة تدعم فكرة أن املنافع من وراء التغيير اإللزامي لشركات<br />

املراجعة كثيرة.<strong>‏</strong> واعتمدت هذه الدراسة على نتائج 26 تقريراً<strong>‏</strong> من أماكن مختلفة حول<br />

العالم تتعلق بالتغيير اإللزامي لشركات املراجعة )22 تقريراً<strong>‏</strong> منها ضد منافع التغيير<br />

اإللزامي لشركات املراجعة،<strong>‏</strong> و‎4‎ تقارير فقط منها تفضل التغيير اإللزامي لشركات<br />

املراجعة(.<strong>‏</strong> اعتمدت الدراسة أيضاً<strong>‏</strong> على 33 دراسة أكادميية )9 منها تعتمد على آراء<br />

أصحابها،<strong>‏</strong> 24 تعتمد على أدلة جتريبية من واقع بيئة األعمال(،<strong>‏</strong> أغلب هذه الدراسات<br />

ال تؤيد التغيير اإللزامي لشركات املراجعة.<strong>‏</strong><br />

635<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> أحمد زكريا زكى عصيمي<br />

<strong>في</strong> حني أن دراسة Quality” Arel, Brody & Pany (2005),“Audit Firm Rotation and Audit<br />

هدفت إلى بيان أثر تغيير شركات احملاسبة طبقاً<strong>‏</strong> ملتطلبات قانون Sarbanes-Oxley<br />

على جودة املراجعة <strong>في</strong> الواليات املتحدة األمريكية.<strong>‏</strong> تناولت الدراسة العوامل التي<br />

تؤثر على العالقة بني تغيير شركات احملاسبة <strong>‏</strong>)املراجعة(<strong>‏</strong> وجودة املراجعة،<strong>‏</strong> وذلك من<br />

خالل تناول مزايا وعيوب تغيير شركات احملاسبة.<strong>‏</strong> توصلت الدراسة إلى وجود عوامل<br />

تؤيد عملية تغيير شركات احملاسبة،<strong>‏</strong> وعوامل أخرى تعارض عملية التغيير،<strong>‏</strong> وهذه<br />

العوامل ترتبط بوجود عالقة عمل <strong>‏</strong>)و<strong>في</strong> بعض األحيان عالقة شخصية(<strong>‏</strong> بني املراجع<br />

والعميل.<strong>‏</strong> كما تناولت الدراسة آراء بعض املنظمات املهنية حول <strong>هذا</strong> املوضوع مثل<br />

.,GAO AICPA كما ترى الدراسة أن موضوع تغيير شركات احملاسبة ال يقتصر<br />

على الواليات املتحدة بل هناك بعض الدول األخرى التي تطبق سياسة تغيير شركات<br />

احملاسبة مثل أسبانيا وتركيا وإيطاليا.<strong>‏</strong><br />

أما دراسة Nagy (2005)،" Mandatory audit firm turnover, financial<br />

reporting quality, and client bargaining power: a case of Arthur Andersen”<br />

فتهدف إلى بيان أثر التغيير اإللزامي ملراجع احلسابات <strong>في</strong> أمريكا - بعد فشل مكتب<br />

آرثر أندرسون - على جودة عملية التقرير املالي.<strong>‏</strong> وقد اختارت الدراسة عينة من مكاتب<br />

املراجعة التي حلت محل مكتب آرثر أندرسون بعد فشل املكتب بسبب انهيار شركة<br />

إنرون.<strong>‏</strong> رأت هذه الدراسة أن عملية حتول العمالء من مكتب أندرسون إلى مكاتب<br />

أخرى تعتبر عملية غير اختيارية على األقل <strong>في</strong>ما يتعلق بضرورة تعيني مراجع آخر بعد<br />

خروج مكتب آرثر أندرسون من املهنة.<strong>‏</strong> واستخدمت الدراسة االستحقاق االختياري<br />

وفقاً<strong>‏</strong> لنموذج Jones املعدل كمقياس جلودة التقرير املالي،<strong>‏</strong> وربطت الدراسة بني مستوى<br />

<strong>هذا</strong> املتغير وتغيير الشركات للمراجعني.<strong>‏</strong> أما املتغير املتعلق بتغيير املراجعني فقد مت<br />

التعامل معه على أساس متغير ثنائي يأخذ قيمة واحد إذا كان املراجع السابق هو مكتب<br />

آرثر أندرسون،<strong>‏</strong> ويأخذ قيمة صفر إذا كان املراجع السابق أي مكتب آخر مت التحول<br />

عنه.<strong>‏</strong> باإلضافة إلى ذلك أدخلت الدراسة مجموعة متغيرات رقابية تشمل:<strong>‏</strong> فترة<br />

ارتباط املراجع بالعميل قبل التغيير،<strong>‏</strong> وحجم الشركة اخلاضعة للمراجعة،<strong>‏</strong> والصناعة<br />

التي تنتمى إليها الشركة اخلاضعة للمراجعة.<strong>‏</strong> وقد مت اختيار عينة الدراسة من الفترة<br />

التي أعقبت فشل مكتب آرثر أندرسون أي عامي 2003. 2002، أوضحت نتائج<br />

الدراسة وجود انخفاض معنوي <strong>في</strong> االستحقاق االختياري بعد تعيني مراجعني آخرين<br />

636 مجلة اإلدارة العامة


أثر التغيير الدوري للمراجع اخلارجي على جودة القوائم املالية بالشركات املساهمة:<strong>‏</strong> بالتطبيق على البنوك السعودية<br />

محل مكتب آرثر أندرسون بالنسبة للشركة الصغيرة،<strong>‏</strong> وعدم وجود نفس األثر بالنسبة<br />

للشركات الكبيرة.<strong>‏</strong> من ناحية أخرى وجدت الدراسة ميل كبير لدى املراجعني لتخ<strong>في</strong>ض<br />

االستحقاق االختياري بعد فشل مكتب آرثر أندرسون،<strong>‏</strong> األمر الذى جعل الدراسة تنتقد<br />

استخدام حاالت التغيير االختياري للمراجعني كعينات لدراسة التغيير اإللزامي.<strong>‏</strong><br />

كما هدفت دراسة Jackson, Moldrich & Roebuck (2006)،،“Mandatory<br />

Quality” Audit Firm Rotation and Audit إلى بيان أثر تغيير شركات احملاسبة<br />

على جودة املراجعة <strong>في</strong> أستراليا،<strong>‏</strong> واعتمدت الدراسة على مقياسني جلودة املراجعة،<strong>‏</strong><br />

هما:<strong>‏</strong> ميل املراجع إلى التقرير عن استمرارية املنشأة موضوع املراجعة،<strong>‏</strong> ومستوى<br />

التراكمات االختيارية .discretionary accruals وقد توصلت الدراسة إلى أن جودة<br />

املراجعة تزيد مع زيادة فترة شراكة املراجع اخلارجي وعميله،<strong>‏</strong> أي مع عدم التغيير<br />

الدوري للمراجع،<strong>‏</strong> كما يزيد أيضاً<strong>‏</strong> ميل املراجع إلى التقرير عن استمرارية املنشأة<br />

موضوع املراجعة.<strong>‏</strong> كما تناولت الدراسة أثر تبديل املراجع لنفس مكتب املراجع دون<br />

تغيير مكتب املراجع على جودة املراجعة.<strong>‏</strong> وترى الدراسة أنه من الضروري األخذ <strong>في</strong><br />

احلسبان درجة استقاللية املراجع اخلارجي واألثر على جودة املراجعة قبل إجراء<br />

التغيير الدوري للمراجع اخلارجي.<strong>‏</strong><br />

وأما دراسة أحمد محمد على البياضي )2008( <strong>‏</strong>"دراسة اختبارية للعوامل املؤثرة<br />

على استقالل مراجعي احلسابات باجلهاز املركزي للرقابة واحملاسبة <strong>في</strong> اجلمهورية<br />

اليمنية"<strong>‏</strong> فقد هدفت إلى التعرف على العوامل املؤثرة على استقالل املراجع اخلارجي<br />

والواردة <strong>في</strong> الفكر احملاسبي،<strong>‏</strong> ثم اختبار مدى تأثير تلك العوامل على استقالل<br />

مراجعي احلسابات باجلهاز املركزي للرقابة واحملاسبة <strong>في</strong> اجلمهورية اليمنية،<strong>‏</strong> وذلك<br />

بغرض توضيح سبل معاجلة العوامل ذات التأثير السلبي وتدعيم العوامل ذات التأثير<br />

اإليجابي.<strong>‏</strong> ومن خالل جمع البيانات املطلوبة باالعتماد على قائمة االستقصاء التي<br />

أعدت لذلك،<strong>‏</strong> توصلت الدراسة إلى وجود عوامل عديدة بعضها يؤثر بشكل سلبي<br />

على استقالل مراجعي احلسابات باجلهاز املركزي للرقابة واحملاسبة <strong>في</strong> اجلمهورية<br />

اليمنية،<strong>‏</strong> والبعض اآلخر يؤثر بشكل إيجابي،<strong>‏</strong> بعضها شخصي والبعض اآلخر تنظيمي،<strong>‏</strong><br />

منها:<strong>‏</strong> وجود عالقات شخصية أو مصالح مالية بيني املراجع وإدارة اجلهة اخلاضعة<br />

للرقابة أو أحد موظ<strong>في</strong>ها املهمني،<strong>‏</strong> واستمرارية املراجع ملراقبة اجلهة اخلاضعة للرقابة<br />

لفترة طويلة من الزمن.<strong>‏</strong> وتوصي الدراسة بضرورة قيام قيادة اجلهاز بوضع نظام<br />

637<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> أحمد زكريا زكى عصيمي<br />

لتعاقب املراجعني ومديري املراقبات ومديري اإلدارات العامة للمراقبة بني قطاعات<br />

وإدارات املراقبة داخل اجلهاز بصفة منتظمة،<strong>‏</strong> ومنع استغالل املراجع ملنصبه <strong>في</strong> حتقيق<br />

مصالح شخصية.<strong>‏</strong><br />

أما دراسة وئام عبده قايد )2009( <strong>‏</strong>"العوامل املؤثرة على استقالل املراجع اخلارجي<br />

<strong>في</strong> ممارسة املهنة <strong>في</strong> اململكة العربية السعودية:<strong>‏</strong> دراسة ميدانية"<strong>‏</strong> فهدفت إلى التعرف<br />

على العوامل املؤثرة على استقالل مراجع احلسابات اخلارجي <strong>في</strong> ممارسة املهنة <strong>في</strong><br />

السعودية،<strong>‏</strong> وذلك لتجنب اآلثار السلبية لهذه العوامل على استقالل املراجع اخلارجي.<strong>‏</strong><br />

ومن خالل توزيع قوائم استبيان على عينة ملكاتب املراجعة باململكة توصلت الدراسة<br />

إلى اتفاق افراد العينة على وجود مجموعة من العوامل متعلقة بقواعد وأدأب سلوك<br />

املهنة باململكة تؤثر على استقالل مراجع احلسابات اخلارجي،<strong>‏</strong> وترى الدراسة ضرورة<br />

وضع اطار عام لهذه العوامل يقلل من مخاطر فقدان مراجع احلسابات اخلارجي<br />

حلياده واستقالله،<strong>‏</strong> وأيضاً<strong>‏</strong> ضرورة خلق الظروف البيئية املالئمة لتحقيق االستقالل<br />

املنشود ملراجع احلسابات اخلارجي باململكة.<strong>‏</strong><br />

وأما دراسة د.<strong>‏</strong> محمد علي جبران )2010(، " العوامل املؤثرة <strong>في</strong> جودة مراجعة<br />

احلسابات من وجهة نظر احملاسبني القانونيني <strong>في</strong> اليمن"<strong>‏</strong> فقد هدفت إلى التعرف<br />

على العوامل املؤثرة <strong>في</strong> جودة مراجعة احلسابات من وجهة نظر احملاسبني القانونيني<br />

<strong>في</strong> اليمن،<strong>‏</strong> واخلروج بنتائج وتوصيات تسهم <strong>في</strong> رفع وتطوير أداء مكاتب املراجعة <strong>في</strong><br />

اجلمهورية اليمنية،<strong>‏</strong> مع تقدمي بعض اإلرشادات للجهات احلكومية واجلمعيات املنظمة<br />

للمهنة،<strong>‏</strong> تساعد على إيجاد رقابة مهنية فاعلة على مراجعة احلسابات.<strong>‏</strong> وقد قام<br />

الباحث بتوزيع قوائم استبيان على عينة الدراسة واملتمثلة <strong>في</strong> بعض مكاتب املراجعة<br />

وبعض احملاسبني املستقلني باليمن.<strong>‏</strong> وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج منها:<strong>‏</strong><br />

أنه توجد عالقة إيجابية بني جودة مراجعة احلسابات واستقالل مراجع احلسابات.<strong>‏</strong><br />

لذا،<strong>‏</strong> توصي الدراسة بضرورة احملافظة على استقالل مراجع احلسابات ودعم <strong>هذا</strong><br />

االستقالل.<strong>‏</strong><br />

وأما دراسة Velte & Stiglbauer (2012)،“Impact of Auditor and Audit<br />

Firm Rotation on Accounting and Audit Quality: a، Critical Analysis of<br />

Draft” the EC Regulation فقد هدفت إلى بيان أثر تدوير املراجع اخلارجي وتدوير<br />

638 مجلة اإلدارة العامة


أثر التغيير الدوري للمراجع اخلارجي على جودة القوائم املالية بالشركات املساهمة:<strong>‏</strong> بالتطبيق على البنوك السعودية<br />

مكتب املراجعة على جودة احملاسبة واملراجعة داخل املفوضية األوروبية.<strong>‏</strong> وقد توصلت<br />

الدراسة إلى أنه ال يوجد دليل على أن تدوير مكتب املراجعة يزيد من جودة احملاسبة<br />

املالية واملراجعة،<strong>‏</strong> كما أن األثار اإليجابية لطول فترة االرتباط بيني مكتب املرجعة<br />

والعميل <strong>‏</strong>)ال 7 سنوات(<strong>‏</strong> وإعادة التعامل مرة أخرى مع نفس العميل بعد مرور عامني من<br />

تركه ال يوجد ما يؤيدها.<strong>‏</strong> وقد اعتمدت الدراسة على التحليل االنتقادي ملسودة تشريع<br />

املفوضية األوربية (EC( the European Commission لعام ‎2011‎م.<strong>‏</strong><br />

بينما دراسة Tenure, Siregar, Arie Wibowo & Anggraita (2012)، “Audit<br />

،”Auditor Rotation, and Audit Quality: The Case of Indonesia فقد هدفت<br />

إلى بيان أثر تدوير املراجع اخلارجي وتدوير شركة املراجعة على جودة املراجعة <strong>في</strong><br />

إندونيسيا.<strong>‏</strong> فالتشريع <strong>في</strong> اندونيسيا يلزم بتغيير املراجع اخلارجي كل 3 سنوات وتغيير<br />

شركة املراجعة كل 5 سنوات.<strong>‏</strong> وقد توصلت الدراسة إلى أن التغيير اإللزامي للمراجع<br />

اخلارجي ال يزيد من جودة املراجعة،<strong>‏</strong> كما توصلت الدراسة أيضاً<strong>‏</strong> إلى أن قصر فترة<br />

االرتباط بني شركة املراجعة وعميلها ال يزيد من جودة املراجعة.<strong>‏</strong> وتوصي الدراسة<br />

بضرورة إعادة النظر <strong>في</strong> التشريع احلالي خاصة <strong>في</strong>ما يتعلق بتحديد احلد األقصى<br />

لطول فترة االرتباط بني شركة املراجعة وعميلها أو إصدار تشريع جديد بشكل يزيد<br />

من جودة املراجعة.<strong>‏</strong><br />

<strong>في</strong> حني أن دراسة الرفاعي إبراهيم مبارك )2013(، <strong>‏</strong>"التغيير الدوري للمراجعني<br />

وأثره على جودة املراجعة <strong>‏</strong>"دراسة تطبيقية على شركات املساهمة السعودية"،<strong>‏</strong> تناولت<br />

تأثير طول فترة االرتباط بني املراجع اخلارجي والشركة التي يراجع حساباتها على<br />

جودة عملية املراجعة.<strong>‏</strong> استخدم الباحث جودة رقم األرباح كمؤشر على جودة عملية<br />

املراجعة،<strong>‏</strong> كما استخدم الباحث القيمة املطلقة للتغير <strong>في</strong> نسبة ميلر كمتغير تابع يعبر<br />

عن جودة عملية املراجعة،<strong>‏</strong> أما املتغيرات املستقلة فتمثلت <strong>في</strong> أربع متغيرات هي:<strong>‏</strong> طول<br />

فترة االرتباط بني املراجع اخلارجي والشركة التي يراجع حساباتها،<strong>‏</strong> وحجم مكتب<br />

املراجعة،<strong>‏</strong> وحجم الشركة محل املراجعة،<strong>‏</strong> واحلالة املالية للشركة محل املراجعة.<strong>‏</strong> وقد<br />

حصل الباحث على 312 مشاهدة من 39 شركة استبعد منه 26 مشاهدة متطرفة.<strong>‏</strong><br />

وقد توصل الباحث إلى أنه ال توجد عالقة ذات تأثير معنوي بني طول فترة االرتباط<br />

بني املراجع اخلارجي والشركة التي يراجع حساباتها وجودة عملية املراجعة.<strong>‏</strong><br />

639<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> أحمد زكريا زكى عصيمي<br />

وأما دراسة نسرين محمد منصور )2013(، <strong>‏</strong>"مدى تأثير معدل دوران مراجع<br />

احلسابات اخلارجي على مبدأ االستقاللية - دراسة ميدانية على مكاتب مراجعة<br />

احلسابات العاملة <strong>في</strong> قطاع غزة"،<strong>‏</strong> فهدفت للتعرف على مدى تأثير معدل دوران مراجع<br />

احلسابات اخلارجي على استقالليته،<strong>‏</strong> استخدمت الدارسة املنهج الوص<strong>في</strong> التحليلي من<br />

خالل استخدام االستبيان كأسلوب جلمع البيانات من عينة الدراسة والتي بلغت 124<br />

استبانة،<strong>‏</strong> ومت استرداد جميع االستبانات بالكامل،<strong>‏</strong> كما استخدمت الدارسة املقاييس<br />

اإلحصائية املناسبة منها املتوسط احلسابي واالنحراف املعياري وغيرها للتحليل<br />

اإلحصائي.<strong>‏</strong> وقد توصلت الدراسة إلى أن مفهوم تغيير املراجع اخلارجي بعدم ارتباط<br />

مكتبه بعمالء ذوي قرابة من الدرجة األولى،<strong>‏</strong> وأيضاً<strong>‏</strong> ترى الدراسة أن تصميم وتن<strong>في</strong>ذ<br />

نظم معلومات مالية للعميل يعتبر من اخلدمات احملظورة والتي توجب تغيير املدقق<br />

حفاظاً<strong>‏</strong> على استقالله.<strong>‏</strong> وتوصي الدراسة بضرورة أن يتولى املجلس التشريعي وضع<br />

نظام عملي ينص على تغيير مراجع احلسابات كل فترة زمنية مناسبة وذلك حفاظا على<br />

استقالليته،<strong>‏</strong> وضرورة أيضاً<strong>‏</strong> حتديد الفترة التي بعدها يعاود املراجع التعامل مع عميله<br />

السابق والتي أطلقت عليها الدارسة فترة التهدئة ،cooling off period كما توصي<br />

الدراسة أيضاً<strong>‏</strong> بضرورة تغيير القوانني والتشريعات املنظمة ملزاولة مهنة التدقيق وذلك<br />

لعدم مالءمتها للتطورات التي يشهدها القطاع املالي <strong>في</strong> قطاع غزة،<strong>‏</strong> وتو<strong>في</strong>ر قواعد<br />

بيانات كاملة ومنشورة ل<strong>هذا</strong> التغيير،<strong>‏</strong> وضرورة تفعيل دور اجلمعيات املهنية <strong>في</strong> تثقيف<br />

املراجع <strong>في</strong>ما يخص اكتشاف التصرفات غير القانونية التي لها تأثير مهم على القوائم<br />

املالية مما يحد من عمليات التقاضي بينه وبني العميل ويحافظ على استقالله.<strong>‏</strong><br />

وبعد استعراض بعض الدراسات ذات العالقة مبوضوع أثر التغيير الدوري للمراجع<br />

اخلارجي على جودة القوائم املالية موضوع املراجعة،<strong>‏</strong> جند أنها تعالج مشكلة حيوية<br />

ومهمة وواقعية <strong>في</strong> مجال احملاسبة واملراجعة،<strong>‏</strong> حيث متثل هذه املشكلة حتدياً<strong>‏</strong> ملهنة<br />

احملاسبة واملراجعة.<strong>‏</strong> كما يتضح أيضاً<strong>‏</strong> أن بعض هذه يرى أن هناك ضرورة للتغيير<br />

الدوري ملراجع احلسابات اخلارجي كدراسة )2003) Kim ،Healy & ودراسة جربوع<br />

2004( & ،)2008 ودراسة (2006( Roebuck ،Jackson, Moldrich & ودراسة<br />

منصور )2013(... وهناك دراسات معارضة للتغيير الدوري ملراجع احلسابات<br />

كدراسة (2002( Reynolds ،Johnson, Khurana, & ودراسة & Myers Myers,<br />

2003) ...Omer كما أن البعض اآلخر من الدراسات يرى أن التغيير الدوري للمراجع<br />

640 مجلة اإلدارة العامة


أثر التغيير الدوري للمراجع اخلارجي على جودة القوائم املالية بالشركات املساهمة:<strong>‏</strong> بالتطبيق على البنوك السعودية<br />

اخلارجي ليس له تأثير إيجابي على استقاللية املراجع مثل:<strong>‏</strong> دراسة Cameran,<br />

(2005 Vincenzo ،Merlotti & ودراسة (2012( Stiglbauer ،Velte & ودراسة<br />

(2012( Anggraita ،Siregar, Arie Wibowo & ودراسة مبارك ...)2013( كما<br />

يوجد نوع من الدراسات عرض آراء مؤيدة وآراء معارضة للتغيير الدوري للمراجع<br />

اخلارجي مثل:<strong>‏</strong> دراسة )2005) Pany .Arel, Brody & ومن هنا يتضح أن موضوع<br />

التغيير الدوري للمراجع اخلارجي وأثره على استقالليته،<strong>‏</strong> وبالتبعية على جودة املراجعة،<strong>‏</strong><br />

ومن ثم جودة القوائم املالية موضوع املراجعة ما زال محل دراسة ويحتاج إلى مزيد من<br />

التحليل للوصول إلى رأي واضح ونتائج سليمة.<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong> كان الدافع األساسي للدراسة<br />

احلالية.<strong>‏</strong><br />

القسم الثالث - اإلطار الفكري للبحث:<strong>‏</strong><br />

يعرض الباحث <strong>في</strong> <strong>هذا</strong> القسم املفاهيم واملوضوعات األساسية اخلاصة بالبحث،<strong>‏</strong> والذي<br />

يشمل خصائص جودة القوائم املالية وعالقتها بالتغيير الدوري ملراجع احلسابات اخلارجي.<strong>‏</strong><br />

<strong>في</strong> البداية ميكن القول إن تقرير مراجع احلسابات اخلارجي يهدف إلى إضفاء<br />

الثقة <strong>في</strong> القوائم املالية التي خضعت ملراجعته،<strong>‏</strong> وحتى تصبح هذه القوائم م<strong>في</strong>دة يجب<br />

أن تتصف محتويات هذه القوائم من معلومات مبجموعة من اخلصائص،<strong>‏</strong> أهمها ما يلي<br />

:)FASB, 1998, SFAC No. 2(<br />

أوالً<strong>‏</strong> - الخصائص األساسية :Primary Characteristics<br />

<strong>‏</strong>)أ(<strong>‏</strong> املالءمة :Relevant توصف املالءمة بأنها اخلاصية األساسية األولى للمعلومات<br />

احملاسبية.<strong>‏</strong> فاملعلومات تكون مالئمة إذا كانت تلبي احتياجات املستخدمني،<strong>‏</strong> وأن<br />

تكون مرتبطة بالغرض الذي سوف تستخدم من أجله،<strong>‏</strong> وهناك ثالثة مقاييس يجب<br />

توافرها <strong>في</strong> املعلومة لكي تكون مالئمة،<strong>‏</strong> هي:<strong>‏</strong><br />

- القدرة على التنبؤ:<strong>‏</strong> أي أن تكون لها ارتباط باملستقبل،<strong>‏</strong> وتساعد على التنبؤ به من<br />

خالل منوذج القرار.<strong>‏</strong><br />

- التغذية العكسية:<strong>‏</strong> أي أن يكون لها تأثير <strong>في</strong> القرار أو القرارات التالية،<strong>‏</strong> وذلك من خالل<br />

تشغيل املخرجات كمدخالت والوصول إلى مخرجات جديدة،<strong>‏</strong> أي تساعد <strong>في</strong> تقييم<br />

مدى صحة التوقعات،<strong>‏</strong> وبالتالي تقييم القرارات التي اعتمدت على هذه التوقعات.<strong>‏</strong><br />

641<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> أحمد زكريا زكى عصيمي<br />

- التوقيت املناسب:<strong>‏</strong> أن تتاح للمست<strong>في</strong>د منها <strong>في</strong> التوقيت املناسب.<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>)ب(<strong>‏</strong> إمكانية االعتماد عليها <strong>‏</strong>)الثقة(<strong>‏</strong> :Reliability توصف إمكانية االعتماد،<strong>‏</strong> بأنها<br />

اخلاصية األساسية الثانية للمعلومات احملاسبية،<strong>‏</strong> والتي تعبر عن درجة الثقة <strong>في</strong><br />

املعلومات احملاسبية،<strong>‏</strong> ولكي تكتسب املعلومة هذه اخلاصية البد أن يتوافر <strong>في</strong>ها<br />

ثالثة عناصر،<strong>‏</strong> هي:<strong>‏</strong><br />

- املوضوعية،<strong>‏</strong> أي عدم التحيز <strong>في</strong> إعداد وعرض املعلومة،<strong>‏</strong> واملقصود باملوضوعية هنا<br />

هي املوضوعية النسبية وليس املوضوعية املطلقة.<strong>‏</strong><br />

- إمكانية التحقق من صحة املعلومة،<strong>‏</strong> بحيث ميكن التثبت منها،<strong>‏</strong> وإقامة الدليل على<br />

صحتها.<strong>‏</strong><br />

- العرض السليم للمعلومة،<strong>‏</strong> أي أن تعبر املعلومة تعبيرًا صادقاً<strong>‏</strong> عما تعبر عنه من خالل<br />

عرضها بشكل سليم <strong>في</strong> القوائم املالية.<strong>‏</strong><br />

ثانياً-<strong>‏</strong> الخصائص الثانوية :Secondary Characteristics<br />

وأهم هذه اخلصائص هي خاصية القابلية للمقارنة،<strong>‏</strong> وذلك من خالل تطبيق مبدأ<br />

الثبات <strong>في</strong> استخدام الطرق والسياسات احملاسبية من فترة إلى أخرى،<strong>‏</strong> مبا يسمح<br />

باملقارنة العادلة،<strong>‏</strong> سواء املقارنة املكانية <strong>‏</strong>)بني منشأة وأخرى أو بني فرع وآخر....(<strong>‏</strong> أو<br />

املقارنة الزمنية <strong>‏</strong>)بني فترة زمنية وأخرى(.<strong>‏</strong><br />

ثالثاً-<strong>‏</strong> الخصائص المرتبطة بالمست<strong>في</strong>د من المعلومات المحاسبية<br />

:Characteristics Related to Users<br />

وأهم هذه اخلصائص خاصية قدرة املست<strong>في</strong>د على فهم املعلومة،<strong>‏</strong> فإذا توافرت<br />

اخلصائص األساسية والثانوية <strong>في</strong> املعلومات احملاسبية،<strong>‏</strong> ولكن املست<strong>في</strong>د ال يستطيع<br />

فهمها أصبحت معلومات غير م<strong>في</strong>دة.<strong>‏</strong><br />

باإلضافة إلى اخلصائص السابقة،<strong>‏</strong> فإن هناك بعض القيود على فائدة املعلومة<br />

احملاسبية،<strong>‏</strong> ومن تلك القيود ما يلي:<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>)أ(<strong>‏</strong> أن تكون املنافع الناجتة عن استخدام املعلومة أكبر من تكاليف إيجادها <strong>‏</strong>)احلصول<br />

عليها(.<strong>‏</strong><br />

<strong>‏</strong>)ب(<strong>‏</strong> أن تكون األهمية النسبية للمعلومة عالية،<strong>‏</strong> مبعنى إذا ترتب على جتاهلها أو<br />

642 مجلة اإلدارة العامة


أثر التغيير الدوري للمراجع اخلارجي على جودة القوائم املالية بالشركات املساهمة:<strong>‏</strong> بالتطبيق على البنوك السعودية<br />

عرضها بصورة غير صحيحة تضليل املستخدم،<strong>‏</strong> والتأثير جوهرياً<strong>‏</strong> على قدرته <strong>في</strong><br />

اتخاذ قرارات سليمة.<strong>‏</strong> وتتوقف أهمية العنصر على نوعه وحجمه النسبي،<strong>‏</strong> أي على<br />

عالقته بعنصر أو عناصر أخرى <strong>في</strong> القوائم املالية ذات صلة وثيقة به.<strong>‏</strong><br />

وميكن تلخيص اخلصائص الواجب توافرها <strong>في</strong> املعلومات احملاسبية حتى تكون<br />

معلومات م<strong>في</strong>دة لعملية اتخاذ القرارات <strong>في</strong> الشكل التالي:<strong>‏</strong><br />

شكل رقم )1(<br />

خصائص املعلومات احملاسبية امل<strong>في</strong>دة<br />

خصائص املعلومات احملاسبية امل<strong>في</strong>دة<br />

القيود<br />

األهمية النسبية<br />

إمكانية االعتماد عليها <strong>‏</strong>)الثقة(<strong>‏</strong><br />

املنافع > التكاليف<br />

املالءمة<br />

اخلصائص<br />

األساسية<br />

املوضوعية<br />

القابلية<br />

للتحقيق<br />

القدرة على<br />

التغذية العكسية<br />

القدرة على<br />

التنبؤ<br />

العرض الصحيح<br />

التوقيت املناسب<br />

مكونات اخلصائص<br />

األساسية<br />

القدرة على الفهم<br />

القابلية للمقارنة<br />

خصائص مرتبطة<br />

باملست<strong>في</strong>د<br />

اخلصائص الثانوية<br />

املصدر:<strong>‏</strong> No.2,PP.33-81 FASB, 1998,'SFAC<br />

643<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> أحمد زكريا زكى عصيمي<br />

ويؤثر توافر اخلصائص سالفة الذكر على جودة التقارير والقوائم املالية والذي<br />

يتأتى من جودة محتوياتها من معلومات،<strong>‏</strong> والذي يتوقف أساساً<strong>‏</strong> على درجة الثقة <strong>في</strong> هذه<br />

املعلومات من ناحية،<strong>‏</strong> وعلى مالءمة تلك املعلومات من ناحية ثانية،<strong>‏</strong> وعلى قابلية تلك<br />

املعلومات للمقارنة من ناحية ثالثة كما ورد بالشكل السابق.<strong>‏</strong> ومن أهم محتويات القوائم<br />

املالية رقم الربح احملاسبي <strong>‏</strong>)سواء الدخل التشغيلي أو الدخل الشامل(<strong>‏</strong> ورقم صا<strong>في</strong><br />

التدفق النقدي من األنشطة التشغيلية،<strong>‏</strong> والذي يهم غالبية مستخدمي القوائم املالية.<strong>‏</strong><br />

ومبعرفة األثر على جودة رقم الربح احملاسبي ميكن معرفة األثر على جودة القوائم<br />

املالية التي تخضع للمراجعة من وراء التغيير أو عدم التغيير الدوري ملراجع احلسابات<br />

اخلارجي،<strong>‏</strong> حيث يعتبر رقم الربح احملاسبي هو محل اهتمام الكثيرين من مستخدمي<br />

القوائم املالية التي خضعت للمراجعة اخلارجية.<strong>‏</strong> فإذا كان تقرير مراجع احلسابات<br />

معد بالشكل الذي يتفق مع رغبته <strong>في</strong> عدم التغيير من قبل عميله واالستمرار معه،<strong>‏</strong><br />

قد يعني ذلك انخفاض جودة رقم الربح احملاسبي الوارد بالقوائم املالية التي خضعت<br />

للمراجعة،<strong>‏</strong> حيث قد يسعى املراجع إلى إرضاء عميله والتغاضي عن بعض األمور التي<br />

قد تدني من جودة رقم الربح احملاسبي.<strong>‏</strong><br />

إن التغيير الدوري للمراجع اخلارجي داخل مكتب املراجعة قد يكون دافعاً<strong>‏</strong> لتقليل<br />

تكاليف عملية املراجعة،<strong>‏</strong> وبالتبعية زيادة من مخاطر فشل عملية املراجعة،<strong>‏</strong> والذي قد<br />

يؤثر بالسلب على جودة رقم الربح احملاسبي.<strong>‏</strong><br />

وألن املراجعة تعني الفحص بهدف إضفاء الثقة <strong>في</strong> القوائم املالية موضوع املراجعة،<strong>‏</strong><br />

وإن إضفاء الثقة <strong>في</strong> القوائم املالية هي اخلاصية األساسية الثانية من خصائص<br />

املعلومات احملاسبية امل<strong>في</strong>دة،<strong>‏</strong> والتي أحد مكوناتها هو املوضوعية والتي قد تتأتي من<br />

االستقالل،<strong>‏</strong> أي عدم التبعية وإرضاء الغير،<strong>‏</strong> وهو املرتبط بضرورة التغيير الدوري<br />

للمراجع اخلارجي.<strong>‏</strong> والتغيير قد يتمثل <strong>في</strong> تغيير شركة املراجعة بشركة مراجعة أخرى<br />

أو بتغيير أحد الشركاء بشركة املراجعة.<strong>‏</strong><br />

<strong>هذا</strong> وهناك عالقة من نوع ما بني استقالل مراجع احلسابات وطول فترة االرتباط<br />

بني املراجع وعميله،<strong>‏</strong> والذي يؤثر بالتبعية على جودة القوائم املالية التي تخضع للمراجعة،<strong>‏</strong><br />

وذلك من خالل التأثير على رقم الربح احملاسبي <strong>‏</strong>)سواء الدخل التشغيل أو الدخل<br />

الشامل(<strong>‏</strong> ورقم صا<strong>في</strong> التدفق النقدي من األنشطة التشغيلية،<strong>‏</strong> والذي يتأتى من قيام<br />

644 مجلة اإلدارة العامة


أثر التغيير الدوري للمراجع اخلارجي على جودة القوائم املالية بالشركات املساهمة:<strong>‏</strong> بالتطبيق على البنوك السعودية<br />

إدارة الشركة بتطبيق سياسات محاسبية معينة،<strong>‏</strong> من شأنها جعل هذه األرقام مضللة<br />

أو غير حقيقية،<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong> ما تسعي الدراسة احلالية التعرف عليه.<strong>‏</strong> و<strong>في</strong> <strong>هذا</strong> الصدد<br />

تؤكد دراسة د.<strong>‏</strong> محمد على جبران )2010( على أن استقاللية مراجع احلسابات من<br />

العوامل املؤثرة إيجابياً<strong>‏</strong> على جودة مراجعة احلسابات،<strong>‏</strong> حيث يعتبر استقالل مراجع<br />

احلسابات اخلارجي مبثابة العمود الفقري ملهنة مراجعة احلسابات بصفة عامة،<strong>‏</strong><br />

وبالتالي أصبحت احلاجة ماسة لتدعيم <strong>هذا</strong> احلياد واالستقالل،<strong>‏</strong> وحمايته بطرق عدة<br />

منها:<strong>‏</strong> تنظيم طول فترة االرتباط بني مراجع احلسابات وعمالئه.<strong>‏</strong><br />

ومن اجلدير بالذكر أن العديد من املنظمات واجلمعيات املهنية احملاسبية حول العالم<br />

اهتمت مبوضوع مراقبة جودة أداء مراجع احلسابات اخلارجي عند مراجعته للقوائم<br />

املالية،<strong>‏</strong> فقد أصدر املعهد األمريكي للمحاسبني القانونيني AICPA إرشادات لرقابة<br />

جودة عملية املراجعة عام ‎1979‎م،<strong>‏</strong> كما أصدر معهد احملاسبني القانونيني بإجنلترا<br />

وويلز إرشادات لرقابة جودة عملية املراجعة <strong>في</strong> عام ‎1991‎م،<strong>‏</strong> كما أن الهيئة السعودية<br />

للمحاسبني القانونيني )SOCPA( أصدرت إرشادات لرقابة جودة عملية املراجعة<br />

<strong>في</strong> عام ‎1994‎م،<strong>‏</strong> واملعهد املصري للمحاسبني القانونيني أصدر إرشادات لرقابة جودة<br />

عملية املراجعة <strong>في</strong> عام ‎1996‎م.<strong>‏</strong> <strong>هذا</strong>،<strong>‏</strong> وقد اهتمت هذه اإلرشادات مبوضوع تنظيم<br />

عالقة االرتباط بني مراجع احلسابات وعمالئه من حيث التعيني والتجديد والعزل<br />

وحتديد األتعاب وطول فترة االرتباط وغيرها من األمور األخرى.<strong>‏</strong><br />

ومن اجلدير بالذكر أيضاً<strong>‏</strong> أن هناك العديد من العوامل التي تؤثر على استقالل<br />

أو عدم استقالل املراجع اخلارجي بجانب طول فترة االرتباط بني املراجع وعميله،<strong>‏</strong><br />

وبالتبعية على جودة القوائم املالية التي تخضع للمراجعة،<strong>‏</strong> منها:<strong>‏</strong> حجم وطبيعة نشاط<br />

الشركة،<strong>‏</strong> وجود جلنة للمراجعة بالشركة،<strong>‏</strong> عدد مراجعي حسابات الشركة <strong>‏</strong>)واحد،<strong>‏</strong> أكثر<br />

من واحد(،<strong>‏</strong> أتعاب عملية املراجعة،<strong>‏</strong> نوع مكتب املراجعة <strong>‏</strong>)من املكاتب الكبيرة أم غير<br />

ذلك(<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)انظر على سبيل املثال:<strong>‏</strong> وئام عبده قايد،<strong>‏</strong> 2009، وأحمد محمد علي البياضي،<strong>‏</strong><br />

2008(. <strong>هذا</strong>،<strong>‏</strong> وتركز الدراسة احلالية على دراسة عامل واحد فقط من العوامل<br />

املؤثرة على استقالل أو عدم استقالل مراجع احلسابات اخلارجي،<strong>‏</strong> وبالتبعية على<br />

جودة القوائم املالية التي تخضع للمراجعة،<strong>‏</strong> أال وهو طول فترة االرتباط بني مراجع<br />

احلسابات وعمالئه،<strong>‏</strong> وذلك ألهمية <strong>هذا</strong> العامل <strong>في</strong> الوقت الذي يتجاهله الكثيرون<br />

من املهتمني مبهنة احملاسبة واملراجعة،<strong>‏</strong> ويعتقدون أنه ليس له تأثير على جودة عملية<br />

645<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> أحمد زكريا زكى عصيمي<br />

املراجعة،<strong>‏</strong> وبالتبعية على جودة القوائم املالية التي تخضع للمراجعة.<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong> ليس معناه<br />

التقليل من شأن العوامل األخرى،<strong>‏</strong> ولكن سوف يتم تثبيت أثر العوامل األخرى <strong>في</strong> هذه<br />

الدراسة حتي نتمكن من معرفة األثر الفعلى لعامل طول فترة االرتباط بني مراجع<br />

احلسابات وعمالئه على جودة القوائم املالية التي تخضع للمراجعة.<strong>‏</strong><br />

إن التغيير الدوري للمراجع اخلارجي قد يكون تغييراً<strong>‏</strong> إجبارياً<strong>‏</strong> وذلك من خالل قانون<br />

أو تشريع ينظم عملية التغيير،<strong>‏</strong> ويلزم شركات احملاسبة واملراجعة بها،<strong>‏</strong> وقد يكون تغييراً<strong>‏</strong><br />

اختيارياً<strong>‏</strong> سواء من قبل شركات احملاسبة واملراجعة أو من قبل الشركات اخلاضعة لعملية<br />

املراجعة.<strong>‏</strong> <strong>هذا</strong> من ناحية ومن ناحية أخرى إن التغيير الدوري للمراجع اخلارجي قد<br />

يكون تغييراً<strong>‏</strong> ملكتب املراجعة ككل،<strong>‏</strong> أو تغييراً<strong>‏</strong> للمراجع فقط <strong>‏</strong>)شريك املراجعة(.<strong>‏</strong> وقد قام<br />

الباحث باستطالع آراء بعض مكاتب املراجعة باململكة <strong>‏</strong>)املكاتب األربعة الكبار مبدينة<br />

الرياض(،<strong>‏</strong> وجد أن أغلبها تقوم بتغيير عمالئها كل خمس سنوات إذا كان العميل شركة<br />

مساهمة فقط،<strong>‏</strong> وال تقوم بتغيير املدقق املسئول <strong>‏</strong>)الشريك املسئول عن عملية املراجعة(<strong>‏</strong><br />

حفاظا على جودة القوائم املالية،<strong>‏</strong> وحفاظاً<strong>‏</strong> على الوقت املستهلك <strong>في</strong> عملية املراجعة<br />

إال نادراً،<strong>‏</strong> حيث إن تكاليف عملية املراجعة تقاس بالزمن الالزم إلنهاء عملية املراجعة،<strong>‏</strong><br />

وأن عدم تغيير املدقق <strong>‏</strong>)الشريك املسئول عن عملية املراجعة(<strong>‏</strong> يؤدي إلى تقليل عدد<br />

الساعات الالزمة لعملية املراجعة <strong>‏</strong>)حيث إن املدقق الذي كان يراجع حسابات الشركة<br />

من قبل يكون لديه فكرة كبيرة عن عمليات العميل،<strong>‏</strong> ويستطيع إمتام عملية املراجعة <strong>في</strong><br />

زمن أقل مما لو كان املدقق يراجع ألول مرة حسابات العميل،<strong>‏</strong> وبالتالي تقليل تكاليف<br />

عملية املراجعة.<strong>‏</strong><br />

القسم الرابع - الدراسة التطبيقية:<strong>‏</strong><br />

يحاول الباحث من خالل <strong>هذا</strong> القسم اختبار فروض البحث،<strong>‏</strong> وبالتبعية حتقيق<br />

أهداف الدراسة واإلجابة عن تساؤالت البحث،<strong>‏</strong> وذلك على النحو التالي:<strong>‏</strong><br />

1- أسلوب الدراسة:<strong>‏</strong><br />

اعتمد الباحث على دراسة تطبيقية على البنوك السعودية واملسجلة <strong>في</strong> سوق<br />

األسهم السعودية،<strong>‏</strong> والتي لها قوائم مالية منشورة على موقع تداول خالل الفترة من<br />

عام ‎2008‎م حتى عام ‎2013‎م وعددها 12 بنكاً،<strong>‏</strong> ويرجع السبب <strong>في</strong> <strong>هذا</strong> االختيار<br />

646 مجلة اإلدارة العامة


أثر التغيير الدوري للمراجع اخلارجي على جودة القوائم املالية بالشركات املساهمة:<strong>‏</strong> بالتطبيق على البنوك السعودية<br />

إلى أن هذه البنوك هي من الشركات امللزمة بتعيني مراجع حسابات خارجي وأيضاً<strong>‏</strong><br />

بتغييره،<strong>‏</strong> وبالتالي إمكانية دراسة العالقة بني طول فترة االرتباط بني مراجع احلسابات<br />

اخلارجي وعميله من ناحية واستقالل مراجع احلسابات وبالتبعية جودة القوائم املالية<br />

من ناحية أخري.<strong>‏</strong> وقد مت اختيار الفترة من عام ‎2008‎م حتى عام ‎2013‎م لتكون أحدث<br />

5 سنوات بالنسبة للبحث،<strong>‏</strong> كما أن عام ‎2008‎م هو بداية تن<strong>في</strong>ذ قرار وزارة التجارة<br />

السعودية اجلديد اخلاص بتغيير مراجع احلسابات،<strong>‏</strong> وباعتماد الباحث على قوائم<br />

مالية لفترة 5 سنوات لكل بنك تصبح عدد املشاهدات 60 مشاهدة )5 * 12(. كما مت<br />

اختيار البنوك السعودية ألهمية القوائم املالية لها وتأثيراتها املتعددة على االقتصاد<br />

السعودي،<strong>‏</strong> كما أنها عددها قليل )12 بنكاً<strong>‏</strong> فقط(،<strong>‏</strong> ويسهل احلصول على بيانات منها.<strong>‏</strong><br />

2- نماذج الدراسة:<strong>‏</strong><br />

يوجد العديد من النماذج التي ميكن استخدامها <strong>في</strong> احلكم على جودة القوائم<br />

املالية منها:<strong>‏</strong> احلكم على جودة رقم الربح احملاسبي،<strong>‏</strong> وتعتمد الدراسة احلالية على<br />

دراسة أثر طول فترة االرتباط بني مراجع احلسابات والبنك الذي يراجع حساباته على<br />

جودة صا<strong>في</strong> الدخل التشغيلي،<strong>‏</strong> وبالتبعية جودة القوائم املالية،<strong>‏</strong> وذلك من خالل دراسة<br />

التغير <strong>في</strong> صا<strong>في</strong> الدخل التشغيلي من سنة ألخرى،<strong>‏</strong> وذلك ألن عناصر صا<strong>في</strong> الدخل<br />

التشغيلي تأتي من النشاط الرئيسي للبنك،<strong>‏</strong> وتعكس جودة عمل املراجع،<strong>‏</strong> حيث تزيد<br />

هذه اجلودة مع مرور الزمن وبشرط عدم تأثير ذلك على استقالل املراجع،<strong>‏</strong> ويأخذ<br />

النموذج الشكل التالي:<strong>‏</strong><br />

حيث إن:<strong>‏</strong><br />

Income it<br />

= a + (b x L it<br />

)+ԑ<br />

t. <strong>في</strong> السنة i متثل طول فترة االرتباط بني املراجع وعميله البنك L: it<br />

t. <strong>في</strong> السنة i متثل التغير <strong>في</strong> صا<strong>في</strong> الدخل التشغيلي للبنك :Income it<br />

ԑ: اخلطأ العشوائي <strong>‏</strong>)بواقي االنحدار(.<strong>‏</strong><br />

a: b, املعامالت <strong>‏</strong>)ثوابت االنحدار(.<strong>‏</strong><br />

647<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> أحمد زكريا زكى عصيمي<br />

كما ميكن احلكم على جودة رقم الربح احملاسبي من خالل دراسة أثر طول فترة<br />

االرتباط بني مراجع احلسابات والبنك الذي يراجع حساباته على جودة الدخل الشامل،<strong>‏</strong><br />

وبالتبعية جودة القوائم املالية،<strong>‏</strong> وذلك من خالل دراسة التغير <strong>في</strong> الدخل الشامل من<br />

سنة ألخرى،<strong>‏</strong> وذلك ألن عناصر الدخل الشامل األخرى <strong>‏</strong>)وهي إيرادات أو مكاسب<br />

ومصاريف أو خسائر ال يتم االعتراف بها ضمن صا<strong>في</strong> الدخل التشغيلي أو اخلسارة<br />

التشغيلية للفترة احلالية(<strong>‏</strong> ومتثل مجاالً<strong>‏</strong> كبيراً<strong>‏</strong> لتالعب اإلدارة واملوظفني،<strong>‏</strong> وربطها بطول<br />

فترة االرتباط بني املراجع والبنك الذي يراجعه قد يبني درجة االستقاللية التي يتمتع<br />

بها املراجع،<strong>‏</strong> ويأخذ النموذج الشكل التالي:<strong>‏</strong><br />

حيث إن:<strong>‏</strong><br />

CIncome it<br />

= a + (b x L it<br />

)+ e<br />

t. <strong>في</strong> السنة i متثل طول فترة االرتباط بني املراجع وعميله البنك L: it<br />

t. <strong>في</strong> السنة i متثل التغير <strong>في</strong> الدخل الشامل للبنك :CIncome it<br />

e: اخلطأ العشوائي <strong>‏</strong>)بواقي االنحدار(.<strong>‏</strong><br />

a: b, املعامالت <strong>‏</strong>)ثوابت االنحدار(.<strong>‏</strong><br />

كما ميكن احلكم أيضاً<strong>‏</strong> على جودة رقم الربح احملاسبي من خالل دراسة أثر طول<br />

فترة االرتباط بني مراجع احلسابات والبنك الذي يراجع حساباته على جودة صا<strong>في</strong><br />

التدفق النقدي من األنشطة التشغيلية من سنة ألخرى خالل سنوات الدراسة،<strong>‏</strong> وذلك<br />

باعتبار صا<strong>في</strong> التدفق النقدي من األنشطة التشغيلية متثل املصدر الرئيسي للبنك<br />

لسداد التزاماته،<strong>‏</strong> وأساس لتقييم السيولة وجودة األرباح بالبنك،<strong>‏</strong> وذلك كما يلي:<strong>‏</strong><br />

حيث إن:<strong>‏</strong><br />

ONCF it<br />

= a + (b x L it<br />

)+ e<br />

t. <strong>في</strong> السنة i متثل طول فترة االرتباط بني املراجع وعميله البنك L: it<br />

i متثل التغير <strong>في</strong> صا<strong>في</strong> التدفق النقدي من األنشطة التشغيلية للبنك :ONCF it<br />

<strong>في</strong> السنة t.<br />

648 مجلة اإلدارة العامة


أثر التغيير الدوري للمراجع اخلارجي على جودة القوائم املالية بالشركات املساهمة:<strong>‏</strong> بالتطبيق على البنوك السعودية<br />

e: اخلطأ العشوائي <strong>‏</strong>)بواقي االنحدار(.<strong>‏</strong><br />

a: b, املعامالت <strong>‏</strong>)ثوابت االنحدار(.<strong>‏</strong><br />

3- عينة الدراسة:<strong>‏</strong><br />

شملت عينة الدراسة 12 بنكاً<strong>‏</strong> سعودياً<strong>‏</strong> وهي جميع البنوك السعودية،<strong>‏</strong> أي بنسبة<br />

%100. وقائمة البنوك التي شملتها الدراسة موضحة على النحو التالي:<strong>‏</strong><br />

مسلسل<br />

1<br />

البنك<br />

البنك السعودي لالستثمار<br />

قائمة البنوك التي شملتها الدراسة<br />

مسلسل<br />

7<br />

2<br />

مصرف اإلمناء<br />

8<br />

3<br />

بنك الرياض<br />

9<br />

4<br />

بنك البالد<br />

10<br />

5<br />

البنك العربي<br />

11<br />

6<br />

بنك اجلزيرة<br />

4- متغيرات وبيانات الدراسة:<strong>‏</strong><br />

متغيرات الدراسة تشمل التالي:<strong>‏</strong><br />

12<br />

البنك<br />

البنك السعودي األمريكي <strong>‏</strong>)سامبا(<strong>‏</strong><br />

البنك السعودي البريطاني <strong>‏</strong>)ساب(<strong>‏</strong><br />

البنك السعودي الفرنسي<br />

البنك السعودي الهولندي<br />

مصرف الراجحي<br />

البنك األهلي التجاري<br />

- املتغير التابع <strong>في</strong> الدراسة هو جودة القوائم املالية واملتمثل <strong>في</strong> جودة رقم الربح<br />

احملاسبي <strong>‏</strong>)الذي يتم قياسه من خالل قياس األثر على التغير <strong>في</strong> الدخل من النشاط<br />

التشغيلي والدخل الشامل وصا<strong>في</strong> التدفق النقدي من األنشط التشغيلية،<strong>‏</strong> أما املتغير<br />

املستقل فهو طول فترة االرتباط بني املراجع اخلارجي وعميله <strong>‏</strong>)البنك(.<strong>‏</strong><br />

649<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> أحمد زكريا زكى عصيمي<br />

5- النتائج اإلحصائية للدراسة:<strong>‏</strong><br />

جدول رقم )1(<br />

ANOVA<br />

للعالقة بني طول فترة االرتباط بني املراجع اخلارجي<br />

وعميله <strong>‏</strong>)البنك السعودي(<strong>‏</strong> وبني صا<strong>في</strong> الدخل التشغيلي<br />

Model<br />

Sum of Squares<br />

df<br />

Mean Square<br />

F<br />

Sig<br />

Regression<br />

10.925<br />

1<br />

10.925<br />

4.841<br />

,032a<br />

Residual<br />

126.377<br />

56<br />

2.257<br />

Total<br />

137.302<br />

57<br />

a. Predictors: (Constant), lnx<br />

b. Dependent Variable: lny1<br />

يتضح من اجلدول السابق أن قيمة F احملسوبة 4.841 ومستوى املعنوية املصاحب<br />

لها بلغ 0.032 وهو يقل عن مستوى املعنوية املتعارف على 0.05، وبالتالي نقبل<br />

الفرض القائل:<strong>‏</strong> بأنه توجد عالقة ذات داللة معنوية بني طول فترة االرتباط بني مراجع<br />

احلسابات اخلارجي والبنك السعودي من ناحية وجودة رقم صا<strong>في</strong> الدخل التشغيلي<br />

من ناحية أخري بدرجة ثقة %95، كما يتضح من <strong>هذا</strong> اجلدول أيضا أن العالقة بني<br />

املتغيرين تأخذ شكل دالة لوغاريتمية.<strong>‏</strong><br />

جدول رقم )2(<br />

ملخص منوذج العالقة بني طول فترة االرتباط بني املراجع اخلارجي<br />

وعميله <strong>‏</strong>)البنك السعودي(<strong>‏</strong> وبني صا<strong>في</strong> الدخل التشغيلي<br />

Model<br />

R<br />

R<br />

Square<br />

Adjusted<br />

R Square<br />

Std. Error of<br />

the Estimate<br />

Durbin-Watson<br />

1<br />

.282 a<br />

0.080<br />

.063<br />

1.50224<br />

.652<br />

a. Predictors: (Constant), lnx<br />

b. Dependent Variable: lny1<br />

يتضح من اجلدول السابق أن قيمة معامل االرتباط بني لوغاريتم صا<strong>في</strong> الدخل<br />

التشغيلي ولوغاريتم طول فترة االرتباط بني مراجع احلسابات اخلارجي والبنك<br />

650 مجلة اإلدارة العامة


أثر التغيير الدوري للمراجع اخلارجي على جودة القوائم املالية بالشركات املساهمة:<strong>‏</strong> بالتطبيق على البنوك السعودية<br />

السعودي هو 0.282، أي أن العالقة بني املتغيرين طردية،<strong>‏</strong> كذلك يتضح من <strong>هذا</strong><br />

اجلدول أن قيمة معامل التحديد r 2 هو %8، أي أن طول فترة االرتباط بني مراجع<br />

احلسابات اخلارجي والبنك السعودي تفسر %8 من التغير <strong>في</strong> صا<strong>في</strong> الدخل التشغيلي<br />

للبنك،<strong>‏</strong> أي وجود عالقة بني املتغيرين ولكنها عالقة ضعيفة.<strong>‏</strong> أما نسبة %92 من<br />

التغير <strong>في</strong> صا<strong>في</strong> الدخل التشغيلي للبنك السعودي فترجع إلى عوامل أخرى غير<br />

طول فترة االرتباط بني مراجع احلسابات اخلارجي والبنك السعودي،<strong>‏</strong> وهذه العوامل<br />

لم تؤخذ <strong>في</strong> االعتبار،<strong>‏</strong> حيث تقتصر الدراسة احلالية على تأثير طول فترة االرتباط<br />

بني مراجع احلسابات اخلارجي والبنك السعودي فقط على صا<strong>في</strong> الدخل التشغيلي<br />

للبنك السعودي.<strong>‏</strong><br />

جدول رقم )3(<br />

معامالت العالقة بني طول فترة االرتباط بني املراجع اخلارجي<br />

وعميله <strong>‏</strong>)البنك السعودي(<strong>‏</strong> وبني صا<strong>في</strong> الدخل التشغيلي<br />

Model<br />

Unstandardized<br />

Coefficients<br />

Standardized<br />

Coefficients<br />

t<br />

.Sig<br />

95.0%<br />

Confidence<br />

Interval for B<br />

B<br />

Std.<br />

Error<br />

Beta<br />

Lower<br />

Bound<br />

Upper<br />

Bound<br />

)Constant(<br />

13.198<br />

0.414<br />

31.909<br />

0.000<br />

12.370<br />

14.027<br />

lnx<br />

0.661<br />

0.301<br />

0.282<br />

2.200<br />

0.032<br />

0.059<br />

1.263<br />

ويتضح من اجلدول السابق أن:<strong>‏</strong><br />

a. Dependent Variable: lny1<br />

- منوذج العالقة بني املتغيرين <strong>‏</strong>)طول فترة االرتباط بني مراجع احلسابات اخلارجي<br />

والبنك السعودي،<strong>‏</strong> وصا<strong>في</strong> الدخل التشغيلي للبنك السعودي(<strong>‏</strong> تأخذ شكل دالة<br />

لوغاريتمية،<strong>‏</strong> وصورتها اخلطية هي:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)دالة لوغاريتمية <strong>في</strong> شكل دالة خطية(<strong>‏</strong> هو:<strong>‏</strong><br />

حيث إن:<strong>‏</strong><br />

lny1 = 13.198 + 0.661 lnx<br />

= lny1 لوغاريتم صا<strong>في</strong> الدخل التشغيلي للبنك السعودي.<strong>‏</strong><br />

651<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> أحمد زكريا زكى عصيمي<br />

= lnx لوغاريتم طول فترة االرتباط بيني مراجع احلسابات اخلارجي والبنك<br />

السعودي.<strong>‏</strong><br />

- مستويات املعنوية املصاحبة الختبار t ملعالم النموذج بلغت & 0٫000 0.032 وهى تقل<br />

عن مستوى املعنوية املتعارف عليها 0.05، وبالتالي نرفض فرض العدم ونقبل الفرض<br />

البديل القائل بأن قيم معالم النموذج تختلف عن الصفر <strong>‏</strong>)موجبة(<strong>‏</strong> بدرجة ثقة %95.<br />

جدول رقم )4(<br />

ANOVA<br />

للعالقة بني طول فترة االرتباط بني املراجع اخلارجي<br />

وعميله <strong>‏</strong>)البنك السعودي(<strong>‏</strong> وبني الدخل الشامل<br />

Model<br />

Sum of Squares<br />

df<br />

Mean Square<br />

F<br />

.Sig<br />

Regression<br />

10.454<br />

1<br />

10.454<br />

4.523<br />

0.038a<br />

Residual<br />

124.820<br />

54<br />

2.311<br />

Total<br />

135.274<br />

55<br />

a. Predictors: (Constant), lnx.<br />

يتضح من اجلدول السابق أن قيمة F احملسوبة 4.523 ومستوى املعنوية املصاحب<br />

لها بلغ 0.038 وهو يقل عن مستوى املعنوية املتعارف على 0.05، وبالتالي نقبل<br />

الفرض القائل:<strong>‏</strong> بأنه توجد عالقة ذات داللة معنوية بني طول فترة االرتباط بني مراجع<br />

احلسابات اخلارجي والبنك السعودي من ناحية وجودة رقم الدخل الشامل من ناحية<br />

أخرى بدرجة ثقة %95، كما يتضح من <strong>هذا</strong> اجلدول أيضاً<strong>‏</strong> أن العالقة بني املتغيرين<br />

تأخذ شكل دالة لوغاريتمية.<strong>‏</strong><br />

جدول رقم )5(<br />

ملخص منوذج العالقة بني طول فترة االرتباط بني املراجع اخلارجي<br />

وعميله <strong>‏</strong>)البنك السعودي(<strong>‏</strong> وبني رقم الدخل الشامل<br />

Model<br />

R<br />

R<br />

Square<br />

Adjusted R Square<br />

Std. Error of<br />

the Estimate<br />

Durbin-<br />

.Watson<br />

1<br />

0.278 a<br />

0.077<br />

0.060<br />

1.52035<br />

0.751<br />

a. Predictors: (Constant), lnx.<br />

b. Dependent Variable: lny 2 .<br />

652 مجلة اإلدارة العامة


أثر التغيير الدوري للمراجع اخلارجي على جودة القوائم املالية بالشركات املساهمة:<strong>‏</strong> بالتطبيق على البنوك السعودية<br />

يتضح من اجلدول السابق أن قيمة معامل االرتباط بني لوغاريتم رقم الدخل الشامل<br />

ولوغاريتم طول فترة االرتباط بني مراجع احلسابات اخلارجي والبنك السعودي هو<br />

0.278، أي أن العالقة بيني املتغيرين طردية،<strong>‏</strong> كذلك يتضح من <strong>هذا</strong> اجلدول أن<br />

قيمة معامل التحديد r 2 هو %7.7، أي أن طول فترة االرتباط بني مراجع احلسابات<br />

اخلارجي والبنك السعودي تفسر %8 تقريباً<strong>‏</strong> من التغير <strong>في</strong> رقم الدخل الشامل للبنك،<strong>‏</strong><br />

أي وجود عالقة بني املتغيرين ولكنها عالقة ضعيفة.<strong>‏</strong> أما نسبة %92 من التغير <strong>في</strong><br />

رقم الدخل الشامل للبنك السعودي ترجع لعوامل أخرى غير طول فترة االرتباط بني<br />

مراجع احلسابات اخلارجي والبنك السعودي،<strong>‏</strong> وهذه العوامل لم تؤخذ <strong>في</strong> االعتبار،<strong>‏</strong><br />

حيث تقتصر الدراسة احلالية على تأثير طول فترة االرتباط بني مراجع احلسابات<br />

اخلارجي والبنك السعودي فقط على رقم الدخل الشامل للبنك السعودي.<strong>‏</strong><br />

جدول رقم )6(<br />

معامالت العالقة بني طول فترة االرتباط بني املراجع اخلارجي<br />

وعميله <strong>‏</strong>)البنك السعودي(<strong>‏</strong> وبني رقم الدخل الشامل<br />

Model<br />

Unstandardized<br />

Coefficients<br />

Standardized<br />

Coefficients<br />

t<br />

.Sig<br />

95.0%<br />

Confidence<br />

Interval for B<br />

B<br />

Std.<br />

Error<br />

Beta<br />

Lower<br />

Bound<br />

Upper<br />

Bound<br />

)Constant(<br />

13.259<br />

0.429<br />

30.913<br />

0.000<br />

12.399<br />

14.119<br />

lnx<br />

0.654<br />

0.308<br />

0.278<br />

2.127<br />

0.038<br />

0.037<br />

1.271<br />

ويتضح من اجلدول السابق أن:<strong>‏</strong><br />

a. Dependent Variable: lny2.<br />

- منوذج العالقة بني املتغيرين <strong>‏</strong>)طول فترة االرتباط بني مراجع احلسابات اخلارجي<br />

والبنك السعودي،<strong>‏</strong> ورقم الدخل الشامل للبنك السعودي(<strong>‏</strong> تأخذ شكل دالة لوغاريتمية،<strong>‏</strong><br />

وصورتها اخلطية هي:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)دالة لوغاريتمية <strong>في</strong> شكل دالة خطية(<strong>‏</strong> هو:<strong>‏</strong><br />

lny2 = 13.259 + 0.654 lnx<br />

653<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> أحمد زكريا زكى عصيمي<br />

حيث إن:<strong>‏</strong><br />

= Lny2 لوغاريتم رقم الدخل الشامل للبنك السعودي.<strong>‏</strong><br />

= lnx لوغاريتم طول فترة االرتباط بيني مراجع احلسابات اخلارجي والبنك<br />

السعودي.<strong>‏</strong><br />

- مستويات املعنوية املصاحبة الختبار t ملعالم النموذج بلغت & 0٫000 0.038 وهي<br />

تقل عن مستوى املعنوية املتعارف على 0.05، وبالتالي نرفض فرض العدم ونقبل<br />

الفرض البديل القائل بأن قيم معالم النموذج تختلف عن الصفر <strong>‏</strong>)موجبة(<strong>‏</strong> بدرجة<br />

ثقة %95.<br />

جدول رقم )7(<br />

ANOVA<br />

للعالقة بني طول فترة االرتباط بني املراجع اخلارجي<br />

وعميله <strong>‏</strong>)البنك السعودي(<strong>‏</strong> وبني صا<strong>في</strong> التدفق النقدي من النشاط التشغيلي<br />

Model<br />

Sum of Squares<br />

df<br />

Mean Square<br />

F<br />

.Sig<br />

1Regression<br />

37.053<br />

1<br />

37.053<br />

8.764<br />

0.006 a<br />

Residual<br />

143.739<br />

34<br />

4.228<br />

Total<br />

180.792<br />

35<br />

a. Predictors: (Constant), lnx.<br />

b. Dependent Variable: lny3.<br />

يتضح من اجلدول السابق أن قيمة F احملسوبة 8.764 ومستوى املعنوية املصاحب<br />

لها بلغ 0.006 وهو يقل عن مستوى املعنوية املتعارف على 0.05، وبالتالي نقبل<br />

الفرض القائل:<strong>‏</strong> بأنه توجد عالقة ذات داللة معنوية بني طول فترة االرتباط بني مراجع<br />

احلسابات اخلارجي والبنك السعودي من ناحية وجودة رقم صا<strong>في</strong> التدفق النقدي من<br />

األنشطة التشغيلية من ناحية أخرى بدرجة ثقة %95، كما يتضح من <strong>هذا</strong> اجلدول أيضاً<strong>‏</strong><br />

أن العالقة بني املتغيرين تأخذ شكل دالة لوغاريتمية.<strong>‏</strong><br />

654 مجلة اإلدارة العامة


أثر التغيير الدوري للمراجع اخلارجي على جودة القوائم املالية بالشركات املساهمة:<strong>‏</strong> بالتطبيق على البنوك السعودية<br />

جدول رقم )8(<br />

Model Summary<br />

ملخص منوذج العالقة بني طول فترة االرتباط بني املراجع اخلارجي<br />

وعميله <strong>‏</strong>)البنك السعودي(<strong>‏</strong> وبني صا<strong>في</strong> التدفق النقدي من النشاط التشغيلي<br />

Model<br />

R<br />

R<br />

Square<br />

Adjusted R Square<br />

Std. Error of<br />

the Estimate<br />

Durbin-<br />

.Watson<br />

1<br />

0.453a<br />

0.205<br />

0.182<br />

2.05612<br />

2.053<br />

a. Predictors: (Constant), lnx<br />

b. Dependent Variable: lny3<br />

يتضح من اجلدول السابق أن قيمة معامل االرتباط بني لوغاريتم صا<strong>في</strong> التدفق<br />

النقدي من األنشطة التشغيلية ولوغاريتم طول فترة االرتباط بني مراجع احلسابات<br />

اخلارجي والبنك السعودي هو 0.453، أي أن العالقة بني املتغيرين طردية،<strong>‏</strong> كذلك<br />

يتضح من <strong>هذا</strong> اجلدول أن قيمة معامل التحديد r 2 هو %20.5 تقريبا،<strong>‏</strong> أي أن طول<br />

فترة االرتباط بني مراجع احلسابات اخلارجي والبنك السعودي تفسر %21 تقريباً<strong>‏</strong> من<br />

التغير <strong>في</strong> صا<strong>في</strong> التدفق النقدي من األنشطة التشغيلية للبنك،<strong>‏</strong> أي وجود عالقة بني<br />

املتغيرين ولكنها عالقة غير قوية.<strong>‏</strong> أما نسبة %79 من التغير <strong>في</strong> صا<strong>في</strong> التدفق النقدي<br />

من األنشطة التشغيلية للبنك السعودي ترجع لعوامل أخرى غير طول فترة االرتباط<br />

بني مراجع احلسابات اخلارجي والبنك السعودي،<strong>‏</strong> وهذه العوامل لم تؤخذ <strong>في</strong> االعتبار،<strong>‏</strong><br />

حيث تقتصر الدراسة احلالية على تأثير طول فترة االرتباط بني مراجع احلسابات<br />

اخلارجي والبنك السعودي فقط على صا<strong>في</strong> التدفق النقدي من األنشطة التشغيلية<br />

للبنك السعودي.<strong>‏</strong><br />

655<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> أحمد زكريا زكى عصيمي<br />

جدول رقم )9(<br />

معامالت العالقة بني طول فترة االرتباط بني املراجع اخلارجي<br />

وعميله <strong>‏</strong>)البنك السعودي(<strong>‏</strong> وبني صا<strong>في</strong> التدفق النقدي من النشاط التشغيلي<br />

Model<br />

Unstandardized<br />

Coefficients<br />

Standardized<br />

Coefficients<br />

t<br />

.Sig<br />

95.0%<br />

Confidence<br />

Interval for B<br />

B<br />

Std.<br />

Error<br />

Beta<br />

Lower<br />

Bound<br />

Upper<br />

Bound<br />

1 (Constant)<br />

12.958<br />

0.734<br />

17.657<br />

0.000<br />

11.467<br />

14.450<br />

lnx<br />

1.537<br />

0.519<br />

0.453<br />

2.960<br />

0.006<br />

0.482<br />

2.592<br />

ويتضح من اجلدول السابق أن:<strong>‏</strong><br />

a. Dependent Variable: lny3<br />

- منوذج العالقة بني املتغيرين <strong>‏</strong>)طول فترة االرتباط بني مراجع احلسابات اخلارجي<br />

والبنك السعودي،<strong>‏</strong> وصا<strong>في</strong> التدفق النقدي من األنشطة التشغيلية للبنك السعودي(<strong>‏</strong><br />

تأخذ شكل دالة لوغاريتمية،<strong>‏</strong> وصورتها اخلطية هي:<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)دالة لوغاريتمية <strong>في</strong> شكل دالة<br />

خطية(<strong>‏</strong> هو:<strong>‏</strong><br />

حيث إن:<strong>‏</strong><br />

lny3 = 12. 958 + 1.537 lnx<br />

= lny3 لوغاريتم صا<strong>في</strong> التدفق النقدي من األنشطة التشغيلية للبنك السعودي<br />

= lnx لوغاريتم طول فترة االرتباط بيني مراجع احلسابات اخلارجي والبنك<br />

السعودي<br />

- مستويات املعنوية املصاحبة الختبار t ملعالم النموذج بلغت & 0٫000 0.006 وهى<br />

يقل عن مستوى املعنوية املتعارف على 0.05، وبالتالي نرفض فرض العدم ونقبل<br />

الفرض البديل القائل بأن قيم معالم النموذج تختلف عن الصفر <strong>‏</strong>)موجبة(<strong>‏</strong> بدرجة ثقة<br />

.%95<br />

مجمل ما سبق أنه توجد عالقة ذات داللة معنوية بني طول فترة االرتباط بني<br />

مراجع احلسابات اخلارجي والشركة املساهمة <strong>‏</strong>)بنك مثالً(<strong>‏</strong> من ناحية وجودة القوائم<br />

656 مجلة اإلدارة العامة


أثر التغيير الدوري للمراجع اخلارجي على جودة القوائم املالية بالشركات املساهمة:<strong>‏</strong> بالتطبيق على البنوك السعودية<br />

املالية من ناحية أخرى <strong>‏</strong>)املتمثلة <strong>في</strong> جودة رقم صا<strong>في</strong> الدخل التشغيلي ورقم الدخل<br />

الشامل وصا<strong>في</strong> التدفق النقدي من األنشطة التشغيلية،<strong>‏</strong> وإن كانت هذه العالقة ضعيفة.<strong>‏</strong><br />

ومن هنا تتفق هذه النتيجة مع نتائج بعض الدراسات التي تري أنه ليس لطول فترة<br />

االرتباط بني مراجع احلسابات اخلارجي والشركة املساهمة <strong>‏</strong>)بنك مثالً(<strong>‏</strong> أثر كبير على<br />

استقالل مراجع احلسابات اخلارجي،<strong>‏</strong> وبالتبعية جودة القوائم املالية التي خضعت<br />

لعملية املراجعة.<strong>‏</strong> وهذه النتيجة أيضاً<strong>‏</strong> تختلف مع نتائج دراسات <strong>‏</strong>)وإن كانت دراسات<br />

قليلة(<strong>‏</strong> تري أنه يوجد أثر لطول فترة االرتباط بني مراجع احلسابات اخلارجي والشركة<br />

املساهمة <strong>‏</strong>)بنك مثالً(<strong>‏</strong> على استقالل مراجع احلسابات اخلارجي وبالتبعية جودة القوائم<br />

املالية التي خضعت لعملية املراجعة.<strong>‏</strong><br />

ومن هنا فإن التغيير الدوري ملراجع احلسابات اخلارجي ليس له تأثير كبير على<br />

جودة القوائم املالية،<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong> ما يتعلق بتساؤل البحث األول.<strong>‏</strong> ولكن يجب أال تترك العالقة<br />

بيني مراجع احلسابات اخلارجي وعميله دون تنظيم.<strong>‏</strong> فليس من املفضل ترك فترة<br />

االرتباط بدون حتديد،<strong>‏</strong> أو جعلها فترة طويلة جداً<strong>‏</strong> بالشكل الذي قد يؤثر على استقالل<br />

املراجع اخلارجي بشكل سلبي،<strong>‏</strong> وليس من املفضل أيضاً<strong>‏</strong> أن تكون فترة االرتباط قصيرة<br />

بالشكل الذي يزيد من تكاليف عملية املراجعة.<strong>‏</strong> ويقترح الباحث أن تكون طول فترة<br />

االرتباط بني املراجع اخلارجي كشريك بشركة املراجعة وعميله ال تزيد على خمس<br />

سنوات،<strong>‏</strong> وأن تكون طول فترة االرتباط بني شركة املراجعة وعميلها ال تزيد على سبع<br />

سنوات.<strong>‏</strong> و<strong>هذا</strong> ما يتعلق بتساؤل البحث الثاني.<strong>‏</strong><br />

القسم الخامس - الخالصة والنتائج والتوصيات:<strong>‏</strong><br />

هدف <strong>هذا</strong> البحث إلى بيان أثر التغيير الدوري ملراجع احلسابات اخلارجي على<br />

جودة القوائم املالية.<strong>‏</strong><br />

وقد قسم <strong>هذا</strong> البحث إلى خمسة أقسام.<strong>‏</strong> يتضمن القسم األول عرضاً<strong>‏</strong> لإلطار<br />

العام للبحث،<strong>‏</strong> والذي يركز على عرض ملشكلة البحث،<strong>‏</strong> وفروضه،<strong>‏</strong> وأهدافه،<strong>‏</strong> وأهميته،<strong>‏</strong><br />

ومنهجيته،<strong>‏</strong> وحدوده،<strong>‏</strong> وكي<strong>في</strong>ة تنظيمه...<strong>‏</strong> أما القسم الثاني <strong>في</strong>ركز على الدراسات السابقة<br />

املرتبطة مبوضوع البحث...<strong>‏</strong> <strong>في</strong> حني أن القسم الثالث يتناول اإلطار الفكري للبحث<br />

والذي يتضمن عرضاً<strong>‏</strong> للمفاهيم واملوضوعات األساسية التي يقوم عليها البحث...<strong>‏</strong><br />

بينما القسم الرابع يتضمن الدراسة امليدانية...<strong>‏</strong> أما القسم اخلامس واألخير <strong>في</strong>عرض<br />

خالصة البحث ونتائجه وتوصياته.<strong>‏</strong><br />

657<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> أحمد زكريا زكى عصيمي<br />

وقد توصل <strong>هذا</strong> البحث إلى أنه توجد عالقة ذات داللة معنوية بني طول فترة<br />

االرتباط بني مراجع احلسابات اخلارجي والبنك السعودي من ناحية وجودة <strong>‏</strong>)التغير<br />

بالزيادة(<strong>‏</strong> صا<strong>في</strong> الدخل التشغيلي وأيضاً<strong>‏</strong> جودة رقم الدخل الشامل من ناحية أخري<br />

بدرجة ثقة %95. وقد تبني أن العالقة بني املتغير املستقل واملتغيرين التابعني تأخذ<br />

شكل دالة لوغاريتمية،<strong>‏</strong> وأنها عالقة ضعيفة،.<strong>‏</strong> <strong>هذا</strong> يعني أن طول فترة االرتباط بني<br />

مراجع احلسابات اخلارجي والبنك السعودي تفسر %8 تقريباً<strong>‏</strong> من التغير <strong>في</strong> صا<strong>في</strong><br />

الدخل التشغيلي للبنك وأيضاً<strong>‏</strong> التغير <strong>في</strong> الدخل الشامل للبنك،<strong>‏</strong> أما نسبة %92 من التغير<br />

<strong>في</strong> صا<strong>في</strong> الدخل التشغيلي والتغير <strong>في</strong> الدخل الشامل للبنك السعودي ترجع لعوامل<br />

أخرى غير طول فترة االرتباط بني مراجع احلسابات اخلارجي والبنك السعودي،<strong>‏</strong><br />

وهذه العوامل لم تؤخذ <strong>في</strong> االعتبار،<strong>‏</strong> حيث تقتصر الدراسة احلالية على تأثير طول<br />

فترة االرتباط بني مراجع احلسابات اخلارجي والبنك السعودي فقط.<strong>‏</strong><br />

كما توصل البحث أيضاً<strong>‏</strong> إلى أنه توجد عالقة ذات داللة معنوية بني طول فترة<br />

االرتباط بني مراجع احلسابات اخلارجي والبنك السعودي من ناحية وصا<strong>في</strong> التدفق<br />

النقدي من األنشطة التشغيلية من ناحية أخرى بدرجة ثقة %95. وقد تبني أن العالقة<br />

بني املتغيرين تأخذ شكل دالة لوغاريتمية،<strong>‏</strong> وأنها عالقة ضعيفة..<strong>‏</strong> <strong>هذا</strong> يعني أن طول<br />

فترة االرتباط بني مراجع احلسابات اخلارجي والبنك السعودي تفسر %21 تقريبا من<br />

التغير <strong>في</strong> صا<strong>في</strong> التدفق النقدي من األنشطة التشغيلية للبنك،<strong>‏</strong> أما نسبة %79 من<br />

التغير <strong>في</strong> صا<strong>في</strong> التدفق النقدي من األنشطة التشغيلية للبنك السعودي ترجع لعوامل<br />

أخرى غير طول فترة االرتباط بني مراجع احلسابات اخلارجي والبنك السعودي،<strong>‏</strong><br />

وهذه العوامل لم تؤخذ <strong>في</strong> االعتبار،<strong>‏</strong> حيث تقتصر الدراسة احلالية على تأثير طول<br />

فترة االرتباط بني مراجع احلسابات اخلارجي والبنك السعودي فقط.<strong>‏</strong><br />

كما توصل البحث أيضاً<strong>‏</strong> إلى أن موضوع أثر التغيير الدوري للمراجع اخلارجي<br />

على جودة القوائم املالية موضوع املراجعة هو موضوع حيوي ومهم وواقعي <strong>في</strong> مجال<br />

احملاسبة واملراجعة،<strong>‏</strong> وميثل حتدياً<strong>‏</strong> ملهنة احملاسبة واملراجعة بشكل عام وباململكة العربية<br />

السعودية بشكل خاص.<strong>‏</strong><br />

األمر يتطلب ضرورة تنظيم العالقة بني مراجع احلسابات اخلارجي وعميله.<strong>‏</strong> فليس<br />

من املفضل ترك فترة االرتباط بدون حتديد أو جعلها فترة طويلة جداً<strong>‏</strong> بالشكل الذي<br />

658 مجلة اإلدارة العامة


أثر التغيير الدوري للمراجع اخلارجي على جودة القوائم املالية بالشركات املساهمة:<strong>‏</strong> بالتطبيق على البنوك السعودية<br />

قد يؤثر على استقالل املراجع اخلارجي بشكل سلبي،<strong>‏</strong> وليس من املفضل أيضا أن تكون<br />

فترة االرتباط قصيرة بالشكل الذي يزيد من تكاليف عملية املراجعة.<strong>‏</strong> ويقترح الباحث<br />

أن تكون طول فترة االرتباط بني املراجع اخلارجي كشريك بشركة املراجعة وعميله ال<br />

تزيد على خمس سنوات،<strong>‏</strong> وأن تكون طول فترة االرتباط بني شركة املراجعة وعميلها ال<br />

تزيد على سبع سنوات.<strong>‏</strong> وتتفق هذه التوصية مع قرار وزير التجارة والصناعة السعودي<br />

<strong>في</strong> فترة السنوات اخلمس لشريك املراجعة فقط.<strong>‏</strong><br />

كما يوصي الباحث بضرورة أخذ العديد من العوامل األخرى التي قد تؤثر على<br />

استقالل أو عدم استقالل مراجع احلسابات اخلارجي <strong>في</strong> احلسبان بجانب أثر طول<br />

فترة االرتباط بني املراجع وعميله مثل:<strong>‏</strong> حجم وطبيعة نشاط الشركة،<strong>‏</strong> وجود جلنة<br />

للمراجعة بالشركة،<strong>‏</strong> عدد مراجعي حسابات الشركة <strong>‏</strong>)واحد،<strong>‏</strong> أكثر من واحد(،<strong>‏</strong> أتعاب<br />

عملية املراجعة،<strong>‏</strong> نوع مكتب املراجعة <strong>‏</strong>)من املكاتب الكبيرة أم غير ذلك(.<strong>‏</strong><br />

659<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> أحمد زكريا زكى عصيمي<br />

أوالً<strong>‏</strong> - المراجع العربية:<strong>‏</strong><br />

المراجع<br />

- أبو اخلير،<strong>‏</strong> مدثر طه.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎2006‎م(<strong>‏</strong> " التغيير اإلجباري للمراجعني وأثره على تكاليف وجودة عملية<br />

املراجعة دراسة ميدانية <strong>في</strong> البيئة السعودية"،<strong>‏</strong> املجلة املصرية للدراسات التجارية – كلية التجارة،<strong>‏</strong><br />

جامعة املنصورة،<strong>‏</strong> عدد فبراير 2006.<br />

- البياضي،<strong>‏</strong> أحمد محمد علي.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎2008‎م(<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"دراسة اختبارية للعوامل املؤثرة على استقالل مراجعي<br />

احلسابات باجلهاز املركزي للرقابة واحملاسبة <strong>في</strong> اجلمهورية اليمنية"<strong>‏</strong> رسالة ماجستير،<strong>‏</strong> كلية<br />

التجارة بجامعة أسيوط مبصر.<strong>‏</strong><br />

- العبادي،<strong>‏</strong> مصطفى راشد.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎2007‎م(<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"دور املراجع الداخلي <strong>في</strong> إضافة القيمة وتفعيل تطبيق<br />

حوكمة الشركات:<strong>‏</strong> دراسة تطبيقية شركات مساهمة مصرية وسعودية"،<strong>‏</strong> مجلة الدراسات والبحوث<br />

التجارية،<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)كلية التجارة،<strong>‏</strong> جامعة بنها(،<strong>‏</strong> <strong>العدد</strong> األول.<strong>‏</strong><br />

- جبران،<strong>‏</strong> محمد علي.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎2010‎م(<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"العوامل املؤثرة <strong>في</strong> جودة مراجعة احلسابات من وجهة نظر<br />

احملاسبني القانونيني <strong>في</strong> اليمن"،<strong>‏</strong> الندوة الثانية عاشرة لسبل تطوير احملاسبة <strong>في</strong> اململكة <strong>‏</strong>"مهنة<br />

احملاسبة <strong>في</strong> اململكة العربية السعودية وحتديات القرن احلادي والعشرون،<strong>‏</strong> قسم احملاسبة <strong>‏</strong>-كلية<br />

إدارة األعمال - جامعة امللك سعود – الرياض.<strong>‏</strong><br />

- جربوع،<strong>‏</strong> يوسف محمود.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎2004‎م(<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"العوامل املؤثرة على استقالل املراجعني اخلارجيني وحيادهم<br />

<strong>في</strong> قطاع غزة من دولة فلسطني"،<strong>‏</strong> تنمية الرافدين،<strong>‏</strong> املجلد 76، <strong>العدد</strong> 26، صفحات 60-1.<br />

- --------------------------- <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎2008‎م(<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"مجاالت مساهمة التغيير اإللزامي للمراجع<br />

اخلارجي <strong>في</strong> حتسيني جودة عملية املراجعة وتعزيز موضوعيته واستقالله – دراسة تطبيقية<br />

على املراجعني اخلارجيني بقطاع غزة بفلسطني"،<strong>‏</strong> مجلة اجلامعة اإلسلالمية <strong>‏</strong>)سلسلة الدراسات<br />

اإلنسانية(،<strong>‏</strong> املجلد 16، <strong>العدد</strong> األول،<strong>‏</strong> صفحات 757- 794.<br />

- قايد،<strong>‏</strong> وئام عبده.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎2009‎م(<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"العوامل املؤثرة على استقالل املراجع اخلارجي <strong>في</strong> ممارسة املهنة<br />

<strong>في</strong> اململكة العربية السعودية:<strong>‏</strong> دراسة ميدانية"،<strong>‏</strong> رسالة ماجستير،<strong>‏</strong> كلية االقتصاد واإلدارة بجامعة<br />

امللك عبد العزيز بجدة.<strong>‏</strong><br />

- قرار وزارة التجارة رقم 903 بتاريخ ‎1414-8-12‎ه املعدل بالقرار وزارة التجارة رقم 266 بتاريخ<br />

‎1429-8-8‎ه.<strong>‏</strong><br />

- مبارك،<strong>‏</strong> الرفاعي إبراهيم.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎2012‎م(<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>"التغيير الدوري للمراجعني وأثره على جودة املراجعة:<strong>‏</strong> دراسة<br />

تطبيقية على شركات املساهمة السعودية"،<strong>‏</strong> مجلة جامعة امللك سعود،<strong>‏</strong> العلوم اإلدارية،<strong>‏</strong> املجلد 24،<br />

<strong>العدد</strong>‎2‎<strong>‏</strong>،<strong>‏</strong> صفحات 265-241.<br />

- منصور،<strong>‏</strong> نسرين محمد.<strong>‏</strong> <strong>‏</strong>)<strong>‏</strong>‎2013‎م(<strong>‏</strong> " مدى تأثير معدل دوران مراجع احلسابات اخلارجي على<br />

مبدأ االستقاللية <strong>‏</strong>)دراسة ميدانية على مكاتب مراجعة احلسابات العاملة <strong>في</strong> قطاع غزة("،<strong>‏</strong> رسالة<br />

ماجستير <strong>في</strong> احملاسبة والتمويل من كلية التجارة باجلامعة اإلسالمية بغزة.<strong>‏</strong><br />

660 مجلة اإلدارة العامة


أثر التغيير الدوري للمراجع اخلارجي على جودة القوائم املالية بالشركات املساهمة:<strong>‏</strong> بالتطبيق على البنوك السعودية<br />

ثانياً-<strong>‏</strong> المراجع األجنبية:<strong>‏</strong><br />

- American Institute of Certified Public Accountants. [AICPA] (1992), “Statement of<br />

position regarding mandatory rotation of audit firms of publicly held companies”,<br />

New York, AICPA.<br />

- Arel, Barbara; Richard G. Brody, & Kurt Pany. (2005), “Audit Firm Rotation and Audit<br />

Quality”, the CPA Journal, Jan. 2005, Vol. 75, No. 1, pp. 36- 39.<br />

- Cameran, Mara; Emilia Merlotti & Dino Di Vincenzo. (2005), “The Audit Firm Rotation<br />

Rule: A Review of the Literature”, SDA Bocconi Research Paper. Available at SSRN:<br />

http://ssrn.com/abstract=825404 or http://dx.doi.org/10.2139/ssrn.825404.<br />

- Carey, Peter & Roger Simnett. (2006) “Audit Partner Tenure and Audit Quality” The<br />

Accounting Review, Vol. 81, No.3, pp. 653-676.<br />

- Financial Accounting Standards Board. (FASB), (1998), “Statement of Financial<br />

Accounting Concepts: Accounting Standards”, New York: John Wiley & Sons,<br />

Inc., SFAC No. 2, pp. 33-81.<br />

- Geiger, Marshall A. & K. Raghunandan. (2002), “Auditor Tenure and Audit Reporting<br />

Failures”, A Journal of Practice and Theory, Vol. 21, No. 1, pp. 67-78.<br />

- Healey, Thomas J. & Yu-Jin Kim (2003) “the benefits of mandatory auditor rotation”.<br />

Regulation, Vol. 26, No. 3, pp. 10-11.<br />

- Jackson, Andrew B.; Michael Moldrich & Peter Roebuck. (2007) “Mandatory Audit<br />

Firm Rotation and Audit Quality”, Managerial Auditing Journal, Vol. 23, No. 5,<br />

pp. 420-437. Available at SSRN: http://ssrn.com/abstract=1000076 or http://dx.doi.<br />

org/10.2139/ssrn.1000076<br />

- Johnson, E.; Inder K. Khurana & J. Kenneth Reynolds. (2002) “Audit-firm tenure and<br />

the quality of financial reports” Contemporary Accounting Research, Vol. 19, No.<br />

4, pp. 637-660.<br />

- Kwon, Soo Young; Young Deok Lim & Roger Simnett. (2010) “Mandatory Audit Firm<br />

Rotation and Audit Quality: Evidence from the Korean Audit Market “, Seminars at<br />

the University of New South Wales. November. pp. 1-63.<br />

- Myers, James N.; Linda A. Myers & Thomas C. Omer. (2003) “Exploring the term<br />

of the auditor –client relationship and quality of earning; a case for mandatory auditor<br />

rotation”, The Accounting Review, Vol. 78, No. 3, pp. 779-799.<br />

- Nagy, A. L. (2005) “Mandatory audit firm turnover, financial reporting quality, and<br />

client bargaining power: a case of Arthur Andersen”, Accounting Horizons, Vol. 19,<br />

No. 2, pp. 51-68.<br />

- Siregar, Sylvia Veronica et al. (2012), “Audit Tenure, Auditor Rotation, and Audit<br />

Quality: The Case of Indonesia”, Asian Journal of Business and Accounting, Vol.<br />

5, No.1, pp. 55-74.<br />

661<br />

مجلة اإلدارة العامة


د.<strong>‏</strong> أحمد زكريا زكى عصيمي<br />

- U.S. House of Representatives. Committee on Financial Services. (2002) Sarbanes –<br />

Oxley Act of 2002, Washington, D.C: Government Printing Office.<br />

- United States General Accounting Office. (GAO) (2003) “Public Accounting Firms:<br />

Required Study on the Potential Effects of Mandatory Audit Firm Rotation”,<br />

Report to the Senate Committee on Banking, Housing, and Urban Affairs and the House<br />

Committee on Financial Services, GAO-04-216, Nov 21.<br />

- Velte, Patrick & Markus Stiglbauer. (2012) “Impact of Auditor and Audit Firm Rotation<br />

on Accounting and Audit Quality: a Critical Analysis of the EC Regulation Draft”,<br />

Journal of Governance and Regulation, Vol. 1, No. 3, pp. 7-13.<br />

662 مجلة اإلدارة العامة


من اإلصدارات<br />

اجلديدة للمعهد<br />

من اإلصدارات<br />

اجلديدة للمعهد<br />

تأليف:<strong>‏</strong><br />

ترجمة:<strong>‏</strong><br />

راجع الترجمة:<strong>‏</strong><br />

الناشر:<strong>‏</strong><br />

سنة النشر:<strong>‏</strong><br />

عدد الصفحات:<strong>‏</strong><br />

كتاب<br />

فاست اإلبداع واالبتكار<br />

تشارلز و.<strong>‏</strong> بايذوي<br />

د.<strong>‏</strong> م.<strong>‏</strong> عبدالرحمن إبراهيم بن عمار<br />

د.<strong>‏</strong> م.<strong>‏</strong> رائد بن محمد عثمان<br />

معهد اإلدارة العامة<br />

‎1436‎ه<br />

328<br />

يقدِّم إجراءات فاست )FAST( ويوحِّ<strong>‏</strong> د الطريقة إلنشاء مخططاته وكذلك شجرات الوظيفة اخلاصة به.<strong>‏</strong> كانت نتيجة<br />

<strong>هذا</strong> العمل أن أصبح مؤلف الكتاب،<strong>‏</strong> تشارلز بايذوي،<strong>‏</strong> أول شخص يمُ<strong>‏</strong> نح جائزة مايلز من اجلمعية األمريكية ملهندسي القيمة<br />

تقديراً<strong>‏</strong> لعمله <strong>في</strong> حتسني <strong>‏</strong>)حتليل/هندسة(<strong>‏</strong> القيمة.<strong>‏</strong><br />

لقد استخدمت بعض األفكار األساسية اخلاصة مبنهج فاست )FAST( اإلبداعي <strong>في</strong> جميع أنحاء العالم عن<br />

طريق مئات األشخاص الذين حققوا جناحاً<strong>‏</strong> كبيراً.<strong>‏</strong> وعندما رأى املؤلف كيف يمُطبق هؤالء الناس منهجه،<strong>‏</strong> أدرك أن<br />

بعض أفكاره األساسية لم تمُوضح بالكامل أو تمُفهم.<strong>‏</strong> ول<strong>هذا</strong>،<strong>‏</strong> فقد قام بتغطية هذه األفكار بقدر كبير من التفصيل <strong>في</strong><br />

<strong>هذا</strong> الكتاب.<strong>‏</strong><br />

و<strong>في</strong> <strong>هذا</strong> الكتاب،<strong>‏</strong> يقدِّم املؤلف أساسيات حتليل القيمة،<strong>‏</strong> وكذلك أسئلته املثيرة للفكر والتي تعزز التفكير<br />

املنطقي وانتحال األدوار بشكل حدسي.<strong>‏</strong> إضافة إلى ذلك،<strong>‏</strong> فإن هذه األسئلة تساعد على إنشاء مخططات املنطق<br />

الوظي<strong>في</strong> وتعرض رؤى إضا<strong>في</strong>ة ملناهج تفكيره والتي جتعل <strong>هذا</strong> الكتاب نصاً<strong>‏</strong> ن<strong>في</strong>ساً<strong>‏</strong> للدروس اخلاصة باإلبداع،<strong>‏</strong><br />

باإلضافة إلى احلاالت اإلبداعية الفردية.<strong>‏</strong> وتتيح شجرة الوظيفة لكثير من الناس ممن يعملون <strong>في</strong> مواقع جغرا<strong>في</strong>ة<br />

مختلفة - وباستخدام احلاسب اآللي والبريد اإللكتروني - أن يعملوا سوياً<strong>‏</strong> إلنشاء الوظائف املطلوبة للتحليل وأن<br />

يولدوا احللول اإلبداعية للمشاكل.<strong>‏</strong><br />

إن <strong>هذا</strong> الكتاب يجمع أفكار املؤلف بحيث تستطيع تعلمها من املصدر األصلي وأنت تتابع العديد من األمثلة<br />

خطوة بخطوة،<strong>‏</strong> ولديك الفرصة بأن تكون أول من يتعلمها.<strong>‏</strong>


<strong>في</strong> حال رغبتكم <strong>في</strong> الاشتراك بالمجلة نأمل تعبئة القسيمة أدناه وإرسالها إلى العنوان التالي:<strong>‏</strong><br />

✁<br />

ادارة العامة للطباعة والنشر - إدارة النشر<br />

معهد ادارة العامة - الرياض ١١١٤١<br />

للاستفسار <strong>‏</strong>كن الاتصال على هاتف:<strong>‏</strong> ٩٦٦+ ١١٤٧٤٥٤٥٦ فاكس:<strong>‏</strong> ٩٦٦١١٤٧٤٥٥٥٤+<br />

publishing@ipa.edu.sa<br />

www.ipa.edu.sa<br />

الاسم ..............................................................................................................................................................<br />

العنوان ..................................................................................................... ص.<strong>‏</strong> ب.<strong>‏</strong> (.................................)<br />

الهاتف:<strong>‏</strong> منزل (.........................................................) عمل (.................................................... (<br />

جوال (.....................................................) البريد الكتروني.....................................................<strong>‏</strong><br />

مدة الاشتراك ) ( سنة ) ( سنتان ) ( ثلاث سنوات ) ( خمس سنوات<br />

عدد النسخ:<strong>‏</strong> ...............................................................................................................................................<br />

✃<br />

طريقة الدفع<br />

ترسل قيمة الاشتراك بحوالة على حساب معهد الإدارة العامة بالبنك العريب الوطني<br />

Bank Name<br />

Arab National Bank<br />

Account Number (IBAN) SA56 3040 0108 09518842001 7<br />

Swift Code<br />

ARNBSARI<br />

<br />

يرجي إشعارنا حال تن<strong>في</strong>ذ الحوالة.<strong>‏</strong>


دورية علمية متخصصة ومحكمة<br />

يصدرها كل ثالثة أشهر معهد اإلدارة العامة<br />

الرياض - اململكة العربية السعودية<br />

Research Center<br />

A Professional Peer Reviewed<br />

Quarterly Journal published by<br />

the Institute of Public Administration<br />

Riyadh, Saudi Arabia


ثمن <strong>العدد</strong>:<strong>‏</strong><br />

- <strong>في</strong> المملكة العربية السعودية وبقية الدول العربية األخرى:<strong>‏</strong> 10 رياالت<br />

أو ما يعادلها بالدوالر.<strong>‏</strong><br />

- خارج البالد العربية : 4 دوالرات.<strong>‏</strong><br />

< االشتراكات السنوية:<strong>‏</strong><br />

االشتراكات<br />

ملدة<br />

سنة<br />

ملدة<br />

سنتني<br />

ملدة ثالث<br />

سنوات<br />

ملدة خمس<br />

سنوات<br />

٭ األفراد:<strong>‏</strong><br />

- <strong>في</strong> اململكة العربية السعودية.<strong>‏</strong> 40 رياالً<strong>‏</strong> 70 رياالً<strong>‏</strong> 100 رياالً<strong>‏</strong> 150 رياالً<strong>‏</strong><br />

45 رياالً<strong>‏</strong> 80 رياالً<strong>‏</strong> 115 رياالً<strong>‏</strong> 180 رياالً<strong>‏</strong><br />

- <strong>في</strong> البالد العربية بالريال أو<br />

ما يعادله بالدوالر.<strong>‏</strong><br />

- <strong>في</strong> البالد األخرى.<strong>‏</strong> 16 دوالرًا 30 دوالرًا 44 دوالرًا 70 دوالرًا<br />

٭ املؤسسات:<strong>‏</strong><br />

- <strong>في</strong> اململكة العربية السعودية.<strong>‏</strong> 80 رياالً<strong>‏</strong> 150 رياالً<strong>‏</strong> 220 رياالً<strong>‏</strong> 350 رياالً<strong>‏</strong><br />

- <strong>في</strong> البالد األخرى.<strong>‏</strong> 28 دوالرًا 50 دوالرًا 74 دوالرًا 100 دوالر<br />

توجه املراسالت املتعلقة باالشتراك <strong>في</strong> الدورية إلى العنوان التالي:<strong>‏</strong><br />

اإلدارة العامة للطباعة والنشر،<strong>‏</strong> معهد اإلدارة العامة - الرياض 11141، اململكة العربية السعودية<br />

مدير إدارة النشر - هاتف:<strong>‏</strong> 0096611 4745286<br />

إدارة النشر - قسم االشتراكات - هاتف:<strong>‏</strong> - 0096611 4745456 فاكس:<strong>‏</strong> 0096611 4745554<br />

E-Mail : publishing@ipa.edu.sa


Research, studies and articles published in the Journal express the<br />

opinion of their authors and do not necessarily express the opinion<br />

of the Institute of Public Administration.<br />

• Price Per lssue:<br />

- Saudi Arabia and other Arab countries 10 Saudi Riyals or equivalent<br />

in U. S. Dollars .<br />

- Other countries 4 U. S. Dollars .<br />

• Subscriptions:<br />

Subscription<br />

One<br />

Year<br />

Two<br />

Years<br />

Three<br />

Years<br />

Five<br />

Years<br />

* Individuals :<br />

- Saudi Arabia<br />

- Arab countries<br />

(or equivalent in<br />

U. S. Dollars) .<br />

- Other countries<br />

40 Riyals<br />

45 Riyals<br />

16 U. S. Dollars<br />

70 Riyals<br />

80 Riyals<br />

30 U. S. Dollars<br />

100 Riyals 150 Riyals<br />

115 Riyals 180 Riyals<br />

44 U. S. Dollars 70 U. S. Dollars<br />

* Institutions :<br />

- Saudi Arabia<br />

- Other countries<br />

80 Riyals<br />

28 U. S. Dollars<br />

150 Riyals<br />

50 U. S. Dollars<br />

220 Riyals<br />

74 U. S. Dollars<br />

350 Riyals<br />

100 U. S. Dollars<br />

* Correspondence for subscription should be addressed to :<br />

General Department for Printing and Publishing<br />

P. O. Box 205, Riyadh 11141, Saudi Arabia.<br />

* Publication Department Tel. 0096611 4745456 - 0096611 4745286 - Fax 0096611 4745542<br />

E-Mail : publishing@ipa.edu.sa


Abstract<br />

The Impact of External Auditor’s Periodic Change on the Quality of Corporations’<br />

Financial Statements: An Applied Study on the Banks of Saudi Arabia<br />

Dr. Ahmed Zakaria Z. Asimi<br />

This study aims to identify the impact of the external auditor’s periodic change on the<br />

quality of financial statements in general, and the banks of Saudi Arabia in particular. An<br />

extensive analysis to the previous studies published in related areas has been conducted<br />

to help achieve the targeted objectives. In addition, some financial statements of twelve<br />

Saudi listed banks during 2008 - 2013 have been analyzed to identify the impact of<br />

external auditor’s periodic change on the quality of financial statements in these banks.<br />

Such impact includes the quality of changes in the net operating income, comprehensive<br />

income, and net cash flows resulting from operating activities.<br />

Results showed a significance relationship between the recognized engagement<br />

period of external auditor with the Saudi banks on the one hand, and the quality of the<br />

net operating income and the comprehensive income on the other hand. Reliability level<br />

of this relationship is found to be below 95%. The relationship between the engagement<br />

period between the external auditor and Saudi banks reflects approximately 8% of the<br />

change in the net operating income and the comprehensive income as well. The remaining<br />

percentage (92%) refers to other factors not considered in this study.<br />

The research, also, revealed a significance relationship between the engagement<br />

period of the external auditor and Saudi banks on the one hand and the quality (change<br />

increase) of the net cash flows resulting from operating activities on the other hand.<br />

Reliability level of this relationship is found to be below 95%. The relationship between<br />

the independent variable and the dependent variable is logarithmic and weak. This means<br />

that the relationship between the engagement period of the external auditor with Saudi<br />

banks reflects approximately 21% of the change in the net cash flows resulting from<br />

operating activities. The remaining percentage (79%) refers to other irrelevant factors.<br />

It is, therefore, necessary to reconsider the relationship between the external auditor<br />

and his customer. The long and lasting relationship is not tolerated. It could have a negative<br />

effect on the performance of the external auditor. Nevertheless, short relationships that<br />

could increase the auditing costs are not recommended. Therefore, the researcher suggests<br />

that the long engagement period between the external auditor as a partner and his customer<br />

should not exceed 5 years. It is also suggested that long engagement period between an<br />

auditing company and its customer should not exceed 7 years.<br />

Keywords: external auditor’s periodic change, quality of financial statements, Saudi<br />

banks.


Abstract<br />

Implementaion of Ethical Leadership Practices by Faculty Members of Um Al<br />

Qura University and Its Impact on Students in Light of University Strategic<br />

Approaches<br />

Dr. Hayah Mohamed Saad Al Harbi<br />

The role of university staff members in developing and qualifiying students and<br />

assisting the university in achieving its prospective aims, objectives and plans can never<br />

be overlooked. The facluty member is the leader of the educational process who plays a<br />

major role in shaping students personalities. Such an influential role depends, intensly,<br />

on the degree of ethical leadership practices implemented inside and outside classrooms.<br />

The study, therefore, aims to determine the extent to which ethical leadership with its five<br />

dimensions are practised by faculties at the University of Umm Al-Qura. It seeks also<br />

to identify the statistically significant differences between students’ estimations of the<br />

variation between practice and impact, which may be attributed to variables of gender,<br />

specialty, or the level of study.<br />

The study also aims to find out if there is a correlation between ethical leadership<br />

practices and their impact on students. This study adopts the descriptive analytical method.<br />

A questionnaire has been developed and applied on some 900 students. Results show<br />

that ethical leadership is moderately implemented by faculty members and the impact on<br />

students turned out to be moderate as well. This, in fact, reflects a statistical significance<br />

for some variables icnluding both the practice and the impact.<br />

Significant positive correlations are also found between the practices of ethical<br />

leadership, their impact on students, and the predictability of such impact. Therefore,<br />

the study recommends that periodic evaluation of professors’ ethical leadership practices<br />

should be conducted, given its influential and crucial role in setting out the strategic<br />

approaches of the university.


Abstract<br />

Disciplines of Public Policy-Making From Islamic and Administrative Perspectives<br />

Dr. Abdulaziz bin Sattam bin Abdulaziz<br />

It is almost certain that all governmental actions involve legal aspects related to public<br />

policy issues, where no public policy is drafted apart from procedural, administrative<br />

and legal criteria. These are often -wholy or partialy- laid down in an orderly fashion.<br />

As for the Shari'a disciplines (ḍawābiṭ), they are often limited to prima facie aspect of<br />

jurisprudence, i.e. the general legitimate rulings regarding the subject matter of public<br />

policy, while the criteria of Islamic legitimate politics (al-Siyasa al-Shar'iyya) related to<br />

public interest or the balances thereof are almost kept unimplemented. When drafting<br />

policies, there is almost no connection between public policy and Islamic legitimate<br />

politics. Therefore, we shall briefly explain and define the nature of public policy from<br />

the perspective of Islamic legitimate politics, and discuss the legal, administrative and<br />

procedural criteria, in addition to clarifying the causes behind policy contradictions.<br />

Keywords: Islamic legitimate politics (al-Siyasa al-Shar'iyya), public policy,<br />

disciplines (ḍawābiṭ).


Abstract<br />

Entrepreneurial Leadership and Its Applications in Universities<br />

Prof. Salem S. Alnasser Alqahtani<br />

Entrepreneurship is the ambition that has long been sought by global organizations,<br />

which endeavor to instill their concepts into their employees, at all levels, and drive them<br />

to work under a reliable leadership located at the top of organizational pyramid. Such<br />

ambition is pursued by both international and local organizations, including universities,<br />

which aspire to achieve a global ranking. Having an extensive experience in entrepreneurial<br />

leadership, King Saud University came to be one of those institutions that deserve and<br />

even aspire to have a leading position in the world.<br />

This study aims to review and discuss entrepreneurial leadership in terms of its evolution<br />

and development, and seeks to identify the dimensions and skills of entrepreneurial<br />

leadership in detail. It will identify the common denominators between entrepreneurial<br />

leadership and academic leadership elements where they will be put forth for analysis<br />

and examination.<br />

The study also seeks to review King Saud University’s experience with entrepreneurial<br />

leadership which took over its responsibilities during the start of the current decade.<br />

The study concluded with providing a comprehensive framework for entrepreneurial<br />

leadership according to which a proposed framework in Saudi universities has been<br />

developed. The study also recommended that the proposed framework for entrepreneurial<br />

leadership should be adopted, and as a result, an academic, legislative and regulatory<br />

environment should be provided. It is also recommended that leaders with entrepreneurial<br />

leadership competencies and skills should be selected.<br />

Keywords: leadership, entrepreneurial leadership, university entrepreneurial<br />

leadership framework.


CONTENTS<br />

Page<br />

> Entrepreneurial Leadership and Its Applications in<br />

Universities<br />

Prof. Salem S. Alnasser Alqahtani<br />

435<br />

> Disciplines of Public Policy-Making from Islamic and<br />

Administrative Perspectives<br />

Dr. Abdulaziz bin Sattam bin Abdulaziz<br />

501<br />

> Implementaion of Ethical Leadership Practices by Faculty<br />

Members of Um Al Qura University and Its Impact on<br />

Students in Light of University Strategic Approaches<br />

Dr. Hayah Mohamed Saad Al Harbi<br />

553<br />

> The Impact of External Auditor’s Periodic Change on the<br />

Quality of Corporations’ Financial Statements: An Applied<br />

Study on the Banks of Saudi Arabia<br />

Dr. Ahmed Zakaria Z. Asimi<br />

625


A Professional Peer reviewed Quarterly Journal Published<br />

by the Institute of Public Administration<br />

> Volume Fifty Five<br />

> Number 3<br />

Editorial Board<br />

SUPERVISOR GENERAL<br />

Dr. Musaed A. Al-Furayyan<br />

Deputy Director General<br />

for Research and Consultations<br />

Tel. 0096611 4778926<br />

CHIEF EDITOR<br />

Dr. Abdullah M. Al-Wagdani<br />

Director General of Research Center<br />

Tel. 0096611 4787572<br />

MEMBERS<br />

Prof. Ayoub M. Al-Jarbou<br />

Dr. Mohammed A. Al-Bakr<br />

Dr. Ameer M. Al-Alwan<br />

Dr. Fahad M. Alfrih<br />

Dr. Abdulkarim M. Alotaiwi<br />

Dr. Salwa A. AlHamoudi<br />

Dr. Maged M. Gazar<br />

Dr. Tarig H. Alamin<br />

Dr. Mohammed A. Osman<br />

EDITORIAL SECRETARY<br />

Mr. Saad A. Alshetairi<br />

Tel. 0096611 4745086<br />

* Correspondence:<br />

Correspondence concerning editing should be addressed to:<br />

Editorial Secretary, Public Administration, Institute of Public<br />

Administration, P. O. Box 205, Riyadh, Saudi Arabia.<br />

Fax: 0096611 4792136


A Professional Peer reviewed Quarterly Journal Published<br />

by the Institute of Public Administration<br />

ISSN : 0256 - 9035<br />

© I. P. A. 0137 / 14<br />

CONTENTS<br />

> Entrepreneurial Leadership and Its Applications in Universities<br />

Prof. Salem S. Alnasser Alqahtani<br />

> Disciplines of Public Policy-Making from Islamic and Administrative Perspectives<br />

Dr. Abdulaziz bin Sattam bin Abdulaziz<br />

> Implementaion of Ethical Leadership Practices by Faculty Members of Um Al Qura<br />

University and Its Impact on Students in Light of University Strategic Approaches<br />

Dr. Hayah Mohamed Saad Al Harbi<br />

> The Impact of External Auditor’s Periodic Change on the Quality of Corporations’<br />

Financial Statements: An Applied Study on the Banks of Saudi Arabia<br />

Dr. Ahmed Zakaria Z. Asimi<br />

> Volume Fifty Five > Number 3 > Rajab 1436H > April 2015


A Professional Peer Reviewed Quarterly Journal Published<br />

by the Institute of Public Administration<br />

CONTENTS<br />

> Entrepreneurial Leadership and Its Applications in Universities<br />

Prof. Salem S. Alnasser Alqahtani<br />

> Disciplines of Public Policy-Making from Islamic and Administrative<br />

Perspectives<br />

Dr. Abdulaziz bin Sattam bin Abdulaziz<br />

> Implementaion of Ethical Leadership Practices by Faculty Members of<br />

Um Al Qura University and Its Impact on Students in Light of University<br />

Strategic Approaches<br />

Dr. Hayah Mohamed Saad Al Harbi<br />

> The Impact of External Auditor’s Periodic Change on the Quality of<br />

Corporations’ Financial Statements: An Applied Study on the Banks of<br />

Saudi Arabia<br />

Dr. Ahmed Zakaria Z. Asimi<br />

تصميم وإخراج وطباعة<br />

الإدارة العامة للطباعة والنشر<br />

معهد الإدارة العامة<br />

> Volume Fifty Five > Number 3 > Rajab 1436H > April 2015

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!