في هذا العدد:
journal55_3
journal55_3
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
أ.<strong></strong> د.<strong></strong> سالم بن سعيد آل ناصر القحطاني<br />
القائد الريادي الناجح ليس مركزاً<strong></strong> بشكل ضيق على الذكاء أو التعليم أو أسلوب احلياة<br />
أو اخلل<strong>في</strong>ة فحسب،<strong></strong> وإمنا يبدو ثمة عامل رئيس يحدد النجاح،<strong></strong> أال وهو قدرة القائد<br />
الريادي على التعامل بفعالية مع الفرص من خالل ديناميكيات بيئة املنظمة،<strong></strong> ومن ثم<br />
فإنه ميكّن ويحفز الناس املعنيني <strong>في</strong> املشاركة بفعالية وحماس من حتقيق النجاح.<strong></strong><br />
ويسعة الرياديون إلى تعزيز االستمرارية <strong>في</strong> متيزهم التنظيمي والنجاح التشغيلي<br />
ملنظماتهم 46) 1995; Neil, .(Mclagan &<br />
القادة الرياديون هم أناس يفعلون كل ما هو صحيح بحثاً<strong></strong> عن التمييز الذي ميثل<br />
أيضاً<strong></strong> أمراً<strong></strong> حاسماً<strong></strong> للمديرين الرياديني الذين يؤدون األعمال كما ينبغي.<strong></strong> وميكن تلخيص<br />
االختالف على أنه يكمن <strong>في</strong> أنشطة التحكم <strong>في</strong> املوارد وإتقان اإلجراءات واألعمال<br />
الروتينية،<strong></strong> وهى تسهل الكفاءة للمدير،<strong></strong> مقابل االتصال والتنسيق وعمل الشبكات املكثفة<br />
بني العاملني،<strong></strong> وهي بدورها تسهل فعالية القائد.<strong></strong> وهكذا،<strong></strong> ترتبط الدرجة التي يتحول بها<br />
املديرون الرياديون من خلالل فهمهم وتن<strong>في</strong>ذهم ملهام العمل إلى قادة رياديني،<strong></strong> فأولئك<br />
الناجحون يعدّون أنفسهم قادة ال مديرين،<strong></strong> ومعنى ذلك أنهم يركزون اهتمامهم على<br />
متيز منظمتهم <strong>في</strong> جميع اجلوانب،<strong></strong> وأن أنظارهم تتجه نحو الرؤية،<strong></strong> ومن ثم فإنهم<br />
ال يقصرون اهتمامهم على الطريقة واملثل،<strong></strong> ولكنهم يهتمون أيضاً<strong></strong> مبعايير األداء التي<br />
تنطوي على عمل األشياء الصحيحة.<strong></strong><br />
تكمن القيادة الريادية الناجحة <strong>في</strong> إعطاء الفرص لآلخرين داخل املنظمة<br />
حيث يساعد <strong>هذا</strong> السلوك بشكل هائل <strong>في</strong> عملية تقدمي معنى وإحساس بالتقدير<br />
واالستحقاق،<strong></strong> وهكذا يزيد مستوى االلتزام لدى العاملني <strong>في</strong> املنظمة.<strong></strong> ولذا يسعى<br />
القادة الرياديون إلى فهم اآلخرين،<strong></strong> وكيف يشعرون،<strong></strong> والطرق األكثر فعالية للتأثير<br />
عليهم.<strong></strong> وقد أظهرت الكثير من دراسات القيادة <strong>في</strong> البيئة الريادية أن القائد الريادي<br />
يقضي جل وقته اليومي <strong>في</strong> العمل وهو يتعامل مع الناس ويوليهم جل اهتمامه،<strong></strong> فبما أن<br />
التكلفة األكبر <strong>في</strong> معظم املنظمات الريادية تتمثل <strong>في</strong> العاملني،<strong></strong> فإن ذلك يجعلهم أهم<br />
األصول وأكثرها قيمة،<strong></strong> و<strong>هذا</strong> ما يجعل القائد الريادي يعمل للمحافظة عليها.<strong></strong> وهكذا<br />
تنجح جميع خطط القيادات الريادية <strong>في</strong> تعزيز التميز،<strong></strong> أو يكون مآلها الفشل نتيجة<br />
للعامل البشري 46) 1995; Neil, .(Mclagan and<br />
2- مدخل الريادة <strong>في</strong> القيادة:<strong></strong><br />
قدم هارولد ليفت <strong></strong>)القحطاني،<strong></strong> 2008م:<strong></strong> 307-306( منوذجاً<strong></strong> لفهم القيادة الريادية<br />
وحتقيقها،<strong></strong> حيث يرى أن القادة اإلداريني <strong>في</strong> بداية العصر احلديث ركزوا اهتمامهم<br />
444 مجلة اإلدارة العامة