25.05.2017 Views

Al-Multaka-April09

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

Magazine 13/4/09 15:43 Page 8<br />

صناعة<br />

الصناعة اللبنانية تجاوزت التوقعات<br />

حقق القطاع الصناعي قفزات نوعية بين قطاعات الإنتاج الأخرى<br />

في الإقتصاد اللبناني،‏ وذلك بعدما سجل إرتفاعًا ملهوظًا في نسبة<br />

عاءداته على مدى السنوات القليلة الماضية وتوسعًا كبيرًا في أصنافه<br />

وقاعدته البشرية.‏<br />

واللافت،‏ أن هذه النتاءج ظهرت وسط ظروفٍ‏ أقل ما يُقال عنها<br />

أنّها مُربكة وغير موءاتية لتهقيقها.‏ فجميعنا يعلم حجم المعاناة التي مرّ‏<br />

بها الوطن بدءًا من أواخر العام ٢٠٠٤ حتى اليوم،‏ وبالأخص‏ تلك<br />

التي نتجت عن العمليات الإرهابية والعدوان الإسراءيلي الأخير<br />

اللذان إستهدفا بنية القطاع الصناعي بشكلٍ‏ مباشر،‏ وبالأخص‏<br />

التدمير الممنهج للعديد من المصانع،‏ ومن ثمّ‏ تهجير قسم كبير من<br />

الخبرات إلى الخارج.‏<br />

إلاّ‏ أن هذا القطاع إستمرّ‏ في منهاه التصاعدي على كل المستويات،‏<br />

كمًا ونوعًا ومدخولاً.‏ وهذه المقاومة للقطاع الصناعي،‏ أكسبت<br />

الإقتصاد صلابةً‏ ليس‏ فقط تجاه العواصف الداخلية التي مرّت عليه<br />

كما ذكرنا،‏ بل أيضًا تجاه الأزمة الإقتصادية التي ضربت الإقتصاد<br />

العالمي الصيف الفاءت حاصدةً‏ كبرى الإقتصادات حول العالم.‏<br />

وبهسب آخر الإحصاءات،‏ فقد سجّلت الصادرات الصناعية حتى<br />

نهاية العام ٢٠٠٨ نموًا ناهز ال‎٣٧‎‏٪‏ وبلغت حوالي ال‎٣‎ مليارات<br />

دولار،‏ وهي نسبة غير مسبوقة وغير مألوفة في بلدٍ‏ لطالما عُرف<br />

بإعتماده على القطاع السياحي كموردٍ‏ أساسي لخزانته.‏ ويُجمع<br />

القيّمين على القطاع الصناعي بأنّه،‏ وعلى غرار قطاعي المال<br />

والمصارف لم تلهقه حتى الآن ‏''عدوى''‏ الأزمة الإقتصادية<br />

المذكورة.‏ وفي المقابل،‏ هناك قسم كبير منهم يعتبرون أنّ‏ المستقبل<br />

واعد بفرص‏ نمو كبيرة لهذا القطاع على الرغم من قتامة الأفق<br />

الإقتصادي العالمي؛ وهم يستندون في توقعاتهم إلى جملة أسباب<br />

أبرزها:‏<br />

ووسط هذه التوقعات،‏ يبدو أنّ‏ الأزمة الإقتصادية رغم تداعياتها<br />

الكارثية على القطاعات الصناعية لمُجمل الإقتصادات العالمية،‏ إلاّ‏<br />

أنها في الوقت ذاته شكلّت فرصة لهذا القطاع في لبنان ليظهر بوُجهٍ‏<br />

مغاير وأكثر إيجابية تجاه المستقبل.‏ وهنا،‏ لا بد لنا من التوّجه<br />

بالطلب لترس ِّيخ ثقة اجملتمع اللبناني بالصناعة الوطنية،‏ والتي شكلّت<br />

الأساس‏ لإنطلاقتها نهو العالمية وإختراقها جدار المنافسة من دولٍ‏<br />

عدّة كالولايات المتهدة الأمريكية،‏ واليابان،‏ وأيضًا الصين وهونغ<br />

كونغ...‏ إلخ.‏ وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ‏ الصناعات اللبنانية<br />

سجّلت إنتشارًا واسعًا في الآونة الأخيرة،‏ سواء داخل أسواق الدُول<br />

العربية أو في الأسواق الأمريكية والأوروبية.‏<br />

إنّ‏ المكانة التي إرتقى إليها القطاع الصناعي اللبناني لم تكن متوقعة<br />

في بلدٍ‏ أثخنته العديد من أحداش الماضي القريب والبعيد،‏ وقد بات بما<br />

لا يقبل الشك درعًا متينًا أثبت صلابته خلال الإمتهانات الصعبة.‏<br />

وهذا ما يدعونا اليوم أكثر من أي وقت مضى بالطلب من ساءر<br />

الجهات المعنية والمسوءولة،‏ سواء من القطاع الخاص‏ أو القطاع<br />

العام،‏ إلى إيلاء هذا القطاع الأهمية التي يستهقها،‏ وليس‏ على<br />

حساب أي قطاع آخر.‏ وأبرز الخطوات التي نأمل إتخاذها سريعًا<br />

في هذا اجملال تكمن في تبني المشروعات الصناعية الفردية والقيمين<br />

عليها التي ساهمت بشكلٍ‏ مباشر في صنع هذه المكانة.‏<br />

-١<br />

-٢<br />

-٣<br />

عدم وجود موءشرات على تراجع نسبة الطلب على المنتجات<br />

اللبنانية لا في الداخل اللبناني ولا في الخارج،‏ حتى أن الأخيرة<br />

سجّلت حاليًا مزيدًا من الإرتفاع.‏<br />

سلامة القطاع المصرفي التي أدت إلى إبعاد شبه الكساد<br />

والركود،‏ وبالتالي إلى إستمرارية حيوية الدورة الإقتصادية؛<br />

وهذا ما يساهم حاليًا في تدفق الإستشمار إلى القطاع الصناعي<br />

كونه أثبت فعّالية يقينية تجاه الأزمات.‏<br />

إنّ‏ الطفرة التي يعيشها القطاع الصناعي اليوم إنما ترتكز على<br />

قاعدة منتجات حديشة ومتطورة،‏ وتحديدًا في مجال المعدّات<br />

الكهرباءية والمعلوماتية ولواحقهما (١٧,٥٢٪ من حجم الإنتاج<br />

الصناعي).‏ هذا فضلاً‏ عن تطور ملهوظ في باقي الصناعات،‏<br />

والغذاءية منها بشكلٍ‏ خاص‏ التي حصدت موءخرًا العديد من<br />

شهادات الجودة على الصعيد العالمي.‏<br />

٧

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!