Al-Multaka-April09
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
Magazine 13/4/09 15:44 Page 23<br />
خط دبي ساوباولو<br />
خط دبي ساوباولو،<br />
همزة وصل بين أميركا الجنوبية والمنطقة<br />
شكّل إفتتاه شركة ''طيران الإمارات'' لخطها بين دولة الإمارات<br />
العربية المتهدة وبين دولة البرازيل منذ عام ونيّف حدثًا بارزاً في<br />
عالم الطيران على مستوى المنطقة، كونه الأوّل من نوعه. ولقد<br />
تمخض عن هذه الخطوة عدة نتاءج إيجابية في مختلف الميادين.<br />
وممّا لا شك فيه أنّ الإغتراب اللبناني سواء في دولة الإمارات<br />
العربية المتهدة أو في البرازيل هم من أكثر الجاليات التي لمست أهمية<br />
هذه الخطوة، سيّما وأن تعدادها كبيراً ولافتاً؛ إذ سهلّت لهم عملية<br />
انتقالهم مباشرة من ساوباولو الى دبي وبالتالي انتقالهم منها الى<br />
موطنهم الاصلي، وهذا ما ينطبق أيضًا على ساءر أبناء الجاليات<br />
العربية هناك. جديرٌ بالذكر أنّه كان لشركة ''طيران الشرق<br />
الأوسط'' خطوة مشابهة في هذا اجملال، حيش كانت تسير رحلة من<br />
بيروت عبر القارة الإفريقية حيش يوجد أيضًا عدد كبير من اللبنانيين<br />
هناك، وبين والبرازيل. إلاّ أنّه نتيجةً للأحداش الأليمة وتداعياتها<br />
التي عصفت بلبنان، فقد إضطرّت الشركة إلى إيقاف هذا الخط؛<br />
وإننا نأمل في أن تعود إليه الهياة نظرًا لأهميته الهيوية في تعزيز<br />
اواصر العلاقة بين لبنان المقيم والمغترب ، والتي كان لشركة الميدل<br />
ايست فضل كبير في الهفاظ على هذه العلاقة من خلال شبكة<br />
خطوطها.<br />
ولا تقتصر أهميّة خط الإمارات/ساوبالو على سرعة وإختصار<br />
المسافات فقط، بل وفي تشجيع وحشّ لبنانيّ الإغتراب في البرازيل<br />
وأميركا الجنوبية عمومًا، كذلك ساءر أبناء الجاليات العربية هناك،<br />
على التواصل مع جذورهم وبيئتهم الأم. وكما ساهمت هذه الخطوة<br />
في تعزيز أواصر العلاقات العاءلية ما بين اللبنانيين، ساهمت بشكلٍ<br />
رءيسي في فته آفاق التعاون فيما بينهم على كل المستويات. ولعل<br />
أوضه ترجمة لهذا التعاون يكمن في الإنفتاه الكبير بين رجال<br />
الأعمال اللبنانيين أو من أصل لبناني المقيمين في البرازيل مع أقرانهم<br />
في الإمارات العربية المتهدة والمنطقة العربية، والعكس صهيه.<br />
ان شركة طيران الإمارات وبهذه الخطوة الجريئة التي اقدمت<br />
عليها، تنِم ُّ عن دقةً في إختيار الأهداف ودراسة جدوى أي خطوة<br />
تعتمدها. وهذه الإستراتيجية جعلت من هذه الشركة قادرة دومًا<br />
على الهصول على النتاءج المتوخاة من الأهداف التي ''تُصيبها''؛ وما<br />
خط الإمارت-ساوباولو سوى أحد هذه الأهداف سواء لجهة سبق<br />
تحقيقه كونه وّفر أوّل ربط جوّي مباشر بين المنطقة العربية<br />
والشرق أوسطية من جهة والقارة اللاتينية من جهة أخرى، أو<br />
لجهة، وهذا الأهم، مستوى التفاعل الهيوي الذي أحدثه ما بين<br />
منطقة الشرق الأوسط مع بوابة أميركا الجنوبية الاقتصادية<br />
''ساوباولو''.<br />
وليس غريبًا أن نقول أن أبناء الجاليات اللبنانية المُنتشرين في<br />
''قطبي'' هذا الخط قد شكلّوا محورًا رءيسيًا لهركته، وذلك<br />
لإعتباراتٍ عدّة أبرزها حجم أبناء هذه الجالية الكبير في البرازيل(<br />
حوالي ١٠ ملايين نسمة)، وهذا ما خوّلهم المساهمة الفعّالة في الهياة<br />
العامة والخاصة هناك، ولا سيّما على الصعيد الإقتصادي الذي<br />
يضطلع به عدد من رجال الأعمال اللبنانيين الموءثرين في اجملتمع.<br />
كذلك، فإنّ إحتضان دولة الإمارات والمنطقة العربية عمومًا<br />
للعشرات من رجال الأعمال اللبنانيين البارزين، والذين نسجوا<br />
علاقاتهم منذ عقود مع أقرانهم في البرازيل وأميركا الجنوبية<br />
عمومًا، كُلها عوامل تدفعنا إلى القول بأن هوءلاء هم أوّل وأكثر من<br />
يعتمدون على خط الإمارات-ساوبالو، ليس في سبيل تعزيز<br />
علاقاتهم وحسب بل وتكاملها أيضاً؛ وهذا أحوج ما نكون إليه في<br />
زمن الأزمة الإقتصادية الراهنة، التي باتت أشهر من أن تُعرّف.<br />
٢٠