25.05.2017 Views

Al-Multaka-April09

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

Magazine 13/4/09 15:43 Page 7<br />

لبنان وسط الأزمة<br />

الإقتصاد اللبناني يخرق جدار الأزمة<br />

يستقطب لبنان اليوم إهتمامًا إقليميًا ودُوليًا من أعلى المستويات،‏<br />

مترافقًا هذه المرّة مع إستعادته لقب ‏''سويسرا الشرق''‏ بعدما نجه في<br />

إعادة تموضعه على الخارطة الدُولية.‏<br />

وهذه الإشراقة المميزة للبنان حاليًا تأتي من بوّابة الإقتصاد،‏ على<br />

عكس‏ معظم دُول العالم بعدما أضهت ‏-هذه البوابة-‏ نذير ‏''شوءومٍ''‏<br />

بفعل الأزمة الإقتصادية العالمية الراهنة.‏ فهو من النماذج القليلة التي<br />

إستطاعت الصمود بوجهها حتّى الآن،‏ إن لم نقل أنّه أقل هذه<br />

النماذج تأثرًا بتداعياتها الأسوأ‏ في تاريخ الإقتصاد العالمي!‏<br />

والمفارقة،‏ أنّه في الوقت الذي كان يُفترض‏ أن يكون لبنان بين<br />

الدول الأكثر تضررًا بهذه الأزمة،‏ نتيجة الوهن الذي أصاب بنيته<br />

الإقتصادية جرّاء الأحداش الصعبة التي مرّ‏ بها لا سيّما خلال<br />

السنوات الشلاش الماضية،‏ فإذا به يعكس‏ الآية مسجلاً‏ نقاط قوّة لم<br />

تتمكن من تسجيلها أكثر الدُول التي نعمت بالإستقرار والهدوء<br />

الداخلي ضمن الفترة نفسها!‏ ومما لا شك فيه أن هناك عدة عوامل<br />

ساهمت في إعادة تكوين هذه المكانة للبنان،‏ وتاليًا إستعادته الشقة<br />

الدُولية من أعلى المستويات.‏ فما هي أبرز هذه العوامل،‏ وإلى أي<br />

مدى تستطيع المقاومة في ظل إستمرار التكهنات بتنامي حجم الأزمة<br />

العالمية وإزدياد حدّة تداعياتها؟<br />

القطاع المصرفي،‏ صمّام الأمان<br />

ربما عبارة ‏''مصاءب قومٍ‏ عند قومٍ‏ فواءد''،‏ هي أفضل ما يُمكن<br />

إعتماده لوصف واقع النظام المصرفي اللبناني وسط أتون الأزمة<br />

المالية العالمية.‏ ففي الوقت الذي تنهار فيه كبرى موءسسات الإءتمان<br />

والمصارف العالمية،‏ وبعضها الآخر يعاني من شللٍ‏ وجمودٍ‏ في<br />

حركته،‏ لا سيّما تجاه تقديم القروض،‏ نرى المصارف اللبنانية في<br />

المقلب الآخر تمامًا.‏ فلا تباطوء ولا تعقيدات،‏ وجميع العمليات<br />

المصرفية تتم بشكلٍ‏ طبيعي ودون أدنى معوّقات.‏<br />

هذا القطاع وعن حق صمّام الأمان للمودعين بالدرجة الأولى<br />

وللمستشمريين بالدرجة الشانية اللذان شكلا أكبر ضهايا أزمة<br />

العصر.‏ وعليه،‏ يبرز القطاع المصرفي اللبناني حاليًا كواحد من أهم<br />

الأنظمة المصرفية العالمية،‏ وبشهادة كبار الخبراء الإقتصاديين<br />

الدُوليين وكبرى موءسسات التصنيف العالمية في هذا اجملال.‏ وهذه<br />

الشهادات تقابلها حقاءق وأرقام على أرض‏ الواقع تعزز من<br />

صدقيتها يومًا بعد يوم؛ فمنذ عودة الإستقرار أواءل تسعينات القرن<br />

الماضي شهدت المصارف اللبنانية تزايدًا ملهوظًا في حجم وداءعها،‏<br />

لتبلغ ذروتها بنسبة نمو مركب ب‎٩,٤‎‏٪‏ خلال الفترة - ٢٠٠٢<br />

) ٢٠٠٧ حوالي ٩٢ مليار دولار أمريكي أميركي).‏ وهو رقم غير<br />

مسبوق ويتخطى حجم وداءع لبلدان إقليمية ودُولية تتفوق على لبنان<br />

من حيش مواردها وحجمها.‏ وفي الوقت الذي تعاني منه أعرق<br />

المصارف العالمية،‏ التي يتجاوز أصول البعض‏ منها أصول القطاع<br />

المصرفي اللبناني مجتمعًا،‏ مشاكل في الملاءة والسيولة،‏ تتمتع<br />

مصارفنا برأس‏ مال مريه وتدفق مزيد من الوداءع إليها،‏ وبنسبة<br />

نمو بلغت ١٠٪ خلال الأشهر القليلة الماضية.‏<br />

بالتأكيد فأن هذا ‏''الهصن''‏ المصرفي ليس‏ وليد الساعة،‏ وإنما هو<br />

نتيجة عدد من القرارات الهكيمة التي إتخذتها الهيئات والموءسسات<br />

المعنيّة بالشأن المصرفي،‏ وفي طليعتها حاكمية مصرف لبنان منذ<br />

أكثر من أربع سنوات؛ وليس‏ تكريم حاكم مصرف لبنان المتكرر<br />

على المستوى الدُولي،‏ سوى إقرار واضه من اجملتمع الدُولي بمدى<br />

صوابية الخطوات التي إتُخذت من قبله وفريق عمله لهماية النظام<br />

المصرفي اللبناني.‏ ولعلّ‏ أبرز نتاءجها تظهر من خلال نفاد المصارف<br />

اللبنانية من ‏''فخ''‏ الاستشمار في الشركات والمنتجات المالية العالمية،‏<br />

التي تهاوت اليوم اضافة الى تعاميم أخرى حمت القطاع المصرفي<br />

بمجمله.‏<br />

وول ستريت تُفتته بلمسة لبنانية<br />

ولعل سلسلة ‏''التكريمات''‏ من أعلى المستويات الدُولية التي حظي بها<br />

سعادة حاكم مصرف لبنان المركزي الأستاذ رياض‏ سلامة،‏ لهو<br />

خير دليل على مدى المكانة المالية المتقدمة التي يتمتع بها لبنان اليوم<br />

بفضل أداءه وفريق عمله ‏''الضابط''‏ للهركة الإقتصادية.‏<br />

ولقد كان لسلطة الرقابة المصرفية وعلى رأسها المصرف المركزي،‏<br />

وللتدابير التي إتُخذت من أعلى المستويات وأبرزها على الإطلاق<br />

من قبل سعادة حاكم مصرف لبنان رياض‏ سلامة،‏ أن جعلت من<br />

٤

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!