Al-Multaka-April09
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
Magazine 13/4/09 15:43 Page 6<br />
لبنان وسط الأزمة<br />
وقد جاء تكريم سعادة الهاكم سلامة في بورصة وول ستريت<br />
موءخرًا في الولايات المتهدة الأمريكية، مهد أزمة العصر<br />
الإقتصادية، عبر ''قرعه جرس'' إنطلاق العمل بها، دلالةً واضهة<br />
على مُستوى التقدير والإعجاب بالنموذج المصرفي اللبناني عمومًا،<br />
وبأداء حاكمية مصرف لبنان خصوصًا؛ التي أثبتت جدارةً ليس في<br />
الأزمة الراهنة وحسب، بل وفي الأزمات التي عصفت بلبنان طيلة<br />
السنوات الأربع الماضية. وهو تكريم خاص يناله أول حاكم.<br />
مصرف مركزي في العالم!<br />
وهذه النتاءج المرموقة للمصرف المركزي إنعكست بشكلٍ مباشر على<br />
احتياطه من العملات الأجنبية صعودًا لتبلغ ٢٠,٩ مليار دولار<br />
خلال النصف الأول من مارس الجاري، هذا عدا عن إحتياطي<br />
الذهب المُقدر بهوالي ٨,٦ مليار دولار. ومما لا شك فيه أنّ هذه<br />
النتاءج ساهمت في تحصين الهركة الإستشمارية، وفي تنشيطها بعدما<br />
وجد المستشمرون في البيئة اللبنانية ملاذًا آمنًا.<br />
المغتربون، الإحتياط الإستراتيجي<br />
من العوامل البارزة التي حمت وعززت من مكانة الإقتصاد<br />
اللبناني، وكان لها الدور الإنقاذي لهذا الإقتصاد في عزّ الأزمات -<br />
آخرها تلك التي مررنا بها خلال السنوات الشلاش الأخيرة، والتي<br />
ما زلنا نعيش بعض فصولها من حينٍ لآخر- هي مظلّة لبنانيي<br />
الإغتراب في كل أصقاع العالم.<br />
هوءلاء، شكلوا على الدوام الإحتياط الإستراتيجي للإقتصاد اللبناني<br />
الذي شكّل على الدوام رأس حربة في مواجهة الأزمات والتخفيف<br />
من أعباءها، والداخلية منها تحديدًا التي وللأسف تفوق تداعياتها<br />
على لبنان واللبنايين تداعيات أي أزمة خارجية. فهذا الإحتياط رفد<br />
الإقتصاد اللبناني بكل أشكال الدعم على مدى عقود، ماديًا ومعنويًا.<br />
إلا أنّه ينبغي علينا التذكير داءمًا أن لبنانيي الإغتراب وإن كانوا قد<br />
وسّعوا من رقعة لبنان وساهموا في صموده المالي على مدى عقود -<br />
يُذكر أن نسبة تحويلات المغتربين اللبنانيين ناهزت ال٦ مليارات<br />
دولار أمريكي العام المنصرم، وهي من الأعلى في العالم- إلاّ أنّ<br />
ضريبة ذلك ليست بالقليلة أبدًا؛ فالعقول والطاقات التي تضطر لترك<br />
الوطن، هي في نفس الوقت تستنزف بذور التنمية فيه وتُقلص من<br />
عوامل إنتاجيته الداخلية على كل الصعد.<br />
ولا بُد من الإشارة إلى أنّه هناك آلاف الوظاءف التي كان يشغلها<br />
العديد من لبناني الإغتراب قد تبخرت، وذلك نتيجة تداعيات<br />
الأزمة العالمية الراهنة. وهنا نأمل في أن يكون هناك إمكانية داخل<br />
الوطن لإستيعاب هذه الطاقات وخبراتها، فتكون هذه الأزمة<br />
فرصة لإستعادة الوطن بعضًا من الطاقات التي خسرها خلال<br />
الأعوام الماضية، والتي سيكون مردودها دون شك أضعاف<br />
مضاعفة عمّا هو عليه وهي في دنيا الإغتراب.<br />
إرتفاع عاءدات السياحة والصناعة<br />
حقق قطاعي السياحة والصناعة في لبنان تقدمًا ملهوظًا من حيش<br />
نسبة نموّهما كمًا ونوعًا، وكذلك في نسبة عاءداتهما، الأمر الذي<br />
إتعكس إيجابًا على الإقتصاد اللبناني وزاد من مقوّمات صموده<br />
ومناعته تجاه الأزمة العالمية الراهنة.<br />
وإذا كان من غير المستغرب الهديش عن مساهمة القطاع السياحي<br />
ودوره المركزي في تغذية الإقتصاد، فلبنان موطن السياحة، إلاّ انّه<br />
جدير بالذكر أنّ هذا القطاع شهد تراجعًا ملهوظًا إثر حرب تمّوز<br />
٢٠٠٦، وقبل أن تعود ''الهياة اللبنانية'' إلى طبيعتها بعد إقرار إتفّاق<br />
الدوحة. وعليه، فإنّ نسبة العاءدات المرتفعة لهذا القطاع اليوم لا<br />
تعدو أن تكون تعويض عن الخساءر التي مُنيَ بها خلال الفترة<br />
الماضية. أمّا القطاع الذي بدأنا نلتمس حضوره بقوّة في الإقتصاد<br />
اللبناني، وذلك من خلال إرتفاع نسب عاءداته التي يُسجلها عامٍ بعد<br />
عام، فهو القطاع الصناعي. هذا القطاع الذي كان حتّى الأمس<br />
القريب رديفًا في الإقتصاد ودون أن يُعطى أي هامشٍ يُذكر، سجل<br />
العام الفاءت عاءدات بلغت ٣ مليارات دولار! هذه النتيجة التي<br />
فاجأت الأوساط الإقتصادية، سيّما وأنها تحققت في عز الأزمات<br />
التي عصفت بلبنان خلال الأعوام الشلاش الماضية، هي اليوم قابلة<br />
لأن تكون جسر عبور آمنٍ للإقتصاد اللبناني بالتكافل مع القطاع<br />
المصرفي لتجاوز تداعيات أزمة العصر.<br />
وهذا ما يوءكده اليوم مجتمع الصناعيين، حيش يعتبر هوءلاء أن<br />
القطاع الصناعي لم يصب ب''عدوى'' الازمة المالية العالمية، ولا<br />
تبدو عليه أي ملامه تأثر بالكساد الذي ساد الاقتصادات في مختلف<br />
انهاء العالم. جدير بالذكر أنّ الصناعات التكنولوجية تحظى بمرتبة<br />
متقدمة بين ساءر الصناعات الأخرى، وهناك فرص مُستقبلية<br />
واعدة بأن يُصبه لبنان مركزًا إقليميًا لهذا النوع من الصناعات.<br />
وفي معرض حديشنا عن مصادر القوّة التي وفّرت للإقتصاد اللبناني<br />
هذه المناعة بمواجهة تداعيات أسوأ أزمة عالمية عرفها الإقتصاد<br />
الدُولي، فلا بد لنا من الإشارة إلى القطاع العقاري الذي يشهد طفرة<br />
إقبال -محلّية إقليمية دُولية- غير مسبوقة؛ وهي نتيجة طبيعية لما<br />
يُمشله لبنان اليوم من واحة أمان للإستشمار في هذا القطاع،<br />
وللمطورين العقاريين على حدٍ سواء.<br />
يبقى القول، أنه في الوقت الذي تجهد فيه معظم دُول العالم لدرء ما<br />
أمكنها من تداعيات للأزمة العالمية فإنّ لبنان قد قطع أشواطٍ متقدمة<br />
في هذا اجملال، ورجاوءنا أن يتم إستغلال هذه النتاءج على أفضل<br />
وجه حتى يستعيد لبنان عافيته بشكلٍ تام، فيستعيد وطننا مكانته<br />
المرموقة بين الأمم والتي طالما أثبت جدارته بها في أكثر من مناسبة<br />
وعلى أكثر من صعيد.<br />
٥