AlHadaf Magazine - January 2016
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
تبدو كل هذه األسباب منطقية لتفسري الخيانة<br />
بعد سنوات طويلة من الزواج، لكن أن تحدث<br />
الخيانة يف العام األول من الزواج فهنا عالمة<br />
استفهام كبرية. لكن هذا ما حدث مع أروى<br />
الزوجة الجميلة التي تزوجت عن حب بعد عالقة<br />
دامت أربع سنوات، لكن الزوج فور أن ضمن<br />
وجود البنت الجميلة التي أحبها زهد فيها حتى<br />
أنه مل يعد يعطيها االهتامم الذي كان يبديه لها يف<br />
السابق.<br />
تقول أروى: مل أكن أصدق ما تقوله النساء من<br />
أن الرجال يتغريون بعد الزواج، حيث كنت أعرف<br />
زوجي وطباعه قبل الزواج جيداً، فعالقتنا استمرت<br />
أربع سنوات... كانت هناك سلبيات ال أستطيع<br />
أن أنكرها، طباع سيئة لكنها مل تصل إىل الحد<br />
الذي ظهرت عليه بعد شهور من الزواج، فلم يكن<br />
يحرتم البيت وال يريد أي ضوابط لخروجه املتكرر<br />
حتى الفجر. وعندما كنت أتحدث معه بلني كان<br />
يضجر ويغضب ويشتمني ويرضبني، قائالً: "كل<br />
النساء تتحمل مثل هذه األمور... ال تشتيك"... إىل<br />
أن انتهى زواجنا بالطالق.<br />
هروب<br />
مروة فؤاد مطلقة يف سنة أوىل، تقول إنها تزوجت<br />
هرباً من العنوسة لتجد نفسها تحظى بلقب<br />
مطلقة، وكان كل من حولها يقول إن املطلقة<br />
أفضل من العانس، لكن بعد تجربتها املريرة خالل<br />
سنة زواج تجد نفسها خرست الكثري: املال الذي<br />
أسست به عش الزوجية، وخرست عاماً من عمرها.<br />
تقول مروة: مل أكن انظر للزواج عىل أنه<br />
حب، فأنا لست صغرية، فسنوات عمري التي<br />
تجاوزت الثالثني تجعلني عىل معرفة بأمور<br />
الحياة ومسؤوليتها، لكن زوجي مل يكن يتحمل<br />
أي مسؤولية، فهو وحيد أرسته ونال كثرياً من<br />
التدليل، ما جعله ال يتحمل أي يشء يكدر مزاجه.<br />
فمع أي مشكلة صغرية يرتك املنزل ويقيم عند<br />
والدته، وتأيت هي للعتاب واللوم، حتى مللت من<br />
طريقته.<br />
تشري مروة إىل أن ترصفات زوجها الصبيانية وتدخل<br />
والدته يف أمورنا الكبرية والصغرية مبا فيها عالقتنا<br />
الخاصة جعلتني أكره حيايت معه، وقررت وضع حد<br />
لزواجي، وطلبت الطالق بسبب استخدام العنف<br />
ضدي ورضيب. مروة تؤكد أن "الحياة استحالت<br />
معه بعد أن رضبني واتخذت القرار الذي واجهه<br />
بالرفض ملدة 6 شهور، بعدها رضخ وتم الطالق<br />
بعدما تنازلت عن نصف حقوقي".<br />
خلع<br />
انفصلت شاهندة الدمرداش عن زوجها بعد عام<br />
من الزواج بسبب اختالف الطباع الذي مل يظهر<br />
خالل الخطوبة. فشاهندة متت خطبتها وسافر<br />
خطيبها للسعودية، وطيلة العام مل يكن بينهام<br />
سوى االتصاالت الهاتفية والشات عىل اإلنرتنت،<br />
وبعد عام تزوجا وسافرت معه، لكنها فوجئت<br />
ببخله الشديد وتجاهله لطلبات البيت.<br />
وبعد عام طلب منها أن تعود للقاهرة، ليقيم هو<br />
مع أصدقائه يف الرشكة يف شقة واحدة، ويدخر<br />
إيجار الشقة التي يسكنان بها، وبالفعل غادرت<br />
شاهندة بعد 7 شهور زواج وعادت لبيت أهلها،<br />
لكنه مل يرسل لها أي أموال، وهي قدمت استقالتها<br />
من عملها الذي كانت فيه قبل الزواج من أجل<br />
السفر، وبدأت تلجأ لوالدتها ووالدها لإلنفاق<br />
عليها، حتى ضجرت من بخله وطباعه السيئة<br />
وأنانيته، فطلبت الطالق، لكنه رفض يك ال يدفع<br />
حقوقها، فاضطرت إىل "خلعه".<br />
تضيف شاهندة: عىل الرغم من أننا ندعي دامئاً<br />
أننا مجتمع إسالمي ونتبع سنة الرسول، إال أن<br />
سنتنا املأخوذة قد تكون يف استخدام سواك أو<br />
ارتداء جلباب أو إطالق لحية، والنتعلم من حكمة<br />
الرسول وحسن تعامله مع املرأة.<br />
مسؤولية<br />
يرى الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم<br />
االجتامع بالجامعة األمريكية، أن معظم حاالت<br />
الطالق تحدث من العام األول للزواج وحتى<br />
السنة الخامسة، وبعد ذلك ترتاجع نسبة<br />
الطالق.<br />
والسبب األسايس، خاصة يف العام األول، هو<br />
عدم تأقلم الزوجني عىل الزواج ومسؤولياته،<br />
فنحن ال نقوم يف التعليم واإلعالم بتعريف<br />
وتعليم الشباب أبعاد ومسؤوليات الزواج،<br />
فتكون النتيجة صدمة يف متطلباته املعيشية،<br />
وحنيناً من البعض لحياة وحرية العزوبية.<br />
ويضيف: السنة األوىل تشهد أعىل معدالت<br />
الطالق بسبب عدم التأقلم مع الحياة<br />
الزوجية، فالحب قبل الزواج مختلف عن<br />
الزواج وتحمل تبعات اقتصادية واجتامعية<br />
وتغيري يف منط الحياة من العزوبية للزواج<br />
وااللتزام مبواعيد املنزل بدالً من الحرية...<br />
يف فرتة الخطوبة تكون التوقعات وردية،<br />
لكن الزواج مسؤولية وتحديات مشرتكة<br />
ومن يتحمل ويتأقلم يف العام األول يستطيع<br />
املواصلة، أما من يجد صعوبة يف التأقلم<br />
فيفضل الهروب إىل الطالق •<br />
169<br />
يناير <strong>2016</strong><br />
العدد 2109