24.03.2021 Views

ماكو فضاء حر للابداع - العدد 04

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

‏"املدينة االليفة املساملة"‏ كما وصفها الفنان

الناصري يف كتابه:‏ ‏)بني الشرق والغرب،‏ حكاية

سبع مدن يف حياتي(‏ وهي املدينة التي ولد

وتويف فيها الشاعر البرتغالي الكبير فرناندو

بيسوا.‏ وهي ايضاً‏ املدينة التي عشقها ودفن

فيها الكاتب اإليطالي أنطونيو تابوكي.‏ بحثت

عنها يف خرائط الكَوكَل،‏ وبالفعل عثرت على

كَاليري حديث يحمل ذات االسم،‏ وتوهمت أن

البناية القدمية لم تعد موجودة،‏ معتمدة على

الصورة التي وصلتني من السيدة مي مظفر،‏

والتي كانت قد نُشِ‏ رَت أيضاً‏ يف كتاب ‏)ما بني

الشرق والغرب(.‏ حتدثت مع الفنان سالم

الدباغ،‏ وهو الذي حضر وعاش تفاصيل تلك

الرحلة املمتعة،‏ ثم ارسلت له بعض الصور التي

اخترتها من مجموعة الكاميرات التي نصبت

يف احلي،‏ إال أن الفنان الدباغ لم يكن متأكداً‏

من الشارع،‏ رغم التشابه الكبير والفارق

الزمني الذي رمبا ساهم يف تغيير معالم

املنطقة.‏ طلبت منه عنوان احملترف للتأكد

من املعلومات التي حصلت عليها من خالل

البحث االستقصائي ألثره،‏ وبعد حصولي على

العنوان،‏ عدت من جديد حملرك البحث،‏ مع

االحساس ببعض اخليبة والقلق،‏ وأنا أدمدم:‏

لن تأت الصور!...‏ لكنها اتت،‏ وحدد العنوان

الفنان رافع الناصري مع الفنان هاشم سمرجي مع

زمالئهم يف محترف كرافور،‏ لشبونه 1968

آرشيف محترف الناصري،‏ عمان.‏

رافع الناصري مع فنانني اخرين يف املعرض الفني يف

محترف كرافور،‏ لشبونه 1968

آرشيف محترف الناصري،‏ عمان.‏

بناية محترف كرافور.‏ لشبونه.‏

مكان احملترف الذي ابحث عنه،‏ ومع نشوة

الوصول،‏ بعد رحلة البحث الطويلة،‏ اجتول

االن بالكاميرا التي نصبت يف الشارع ومن

عدة زوايا،‏ ثم عثرت أخيراً‏ على ذات الصورة

التي التقطت قبل أكثر من خمسني عاماً.‏

هاهو محترف كَرافورا،‏ الذي يقع يف شارع

ضيق ال يتسع اال لعربة واحدة،‏ و باجتاه واحد

فقط،‏ وهو متميز يف بنائه،‏ بأشكال الطوب

املرصوف أو احلجر الطبيعي الرمادي اللون،‏

شيدت على جوانبه ساللم طويلة،‏ درجاتها

بنيت من ذات الطوب،‏ ساللم هي أم جسور ؟

متتد ومتتد الى ماشاء اهلل.‏ كَرافورا كان البدء،‏

وكل جسور العالم كانت متتد لكَرافورا،‏ تسعى

للقاء الغرباء.‏ أخذتني هذه الدروب الضيقة

يف نزهة جتوال يف املدينة التي بنيت على عدة

مستويات،‏ منها ماهو على ارتفاع 45 متراً‏ فوق

مستوى سطح البحر،‏ ويف هذا املمر الضيق،‏

ال اثر لوجود محالت جتارية او مراكز ثقافية

اخرى،‏ ويبدو لي،‏ ان هذه البنايات القدمية،‏

هي بنايات سكنية،‏ ورمبا تكون مكاتب جتارية،‏

إال أني لم أعثر على أي إشارة على ذلك،‏ أي

أن احملترف يقع يف منطقة هادئة جداً،‏ وال

تكاد تسمع اصوات العربات املارة من بعيد.‏

تسكعت يف ممرات املدينة ذهاباً‏ واياباً،‏ صعوداً‏

ونزوالً،‏ اسير يف االمكنة،‏ واستعيد خطى

الناصري والدباغ وسمرجي،‏ ومن قبلهم بيسوا،‏

الشاعر الذي كان يرتادها...‏ لم مير الكثير،‏

حتى وجدت نفسي يف مركز املدينة،‏ وبعد

خمس دقائق حتديداً،‏ من املشي على األقدام،‏

أقف اآلن أمام النصب البرونزي للشاعر

فرناندو بيسوا،‏ وبعد حوالي نصف ساعة،‏

ازور منزله الذي عاش فيه تلك اخلمس عشرة

سنة األخيرة من عمره،‏ قبل ان يتحول الى

متحف فيما بعد.‏ لقد ذكر الناصري،‏ ان مركز

املدينة ‏)كامويش(‏ منطقة حيوية تضم العديد

من املقاهي واملطاعم واملكتبات ودور السينما

واحملالت التجارية،‏ التي كان يتنقل يف اروقتها

وازقتها بسهولة ويسر،‏ بصحبة رفاقه امللقبني

من قبل زمالئهم واصدقائهم يف احملترف

آنذاك بالفرسان الثالثة.‏ وتبعد الشواطئ

عن مركز املدينة بضعة دقائق،‏ وقد حدثني

األستاذ الفنان الدباغ عن محيط الكَرافورا

وما كان يطل عليه من مشاهد،‏ حني كان يغامر

بالصعود الى سقف احملترف،‏ فقط ليرى ذلك

املنظر السحري الرائع من ممرات ومدرجات

وابنية محاطة باألطلنطي و نهر التاجة.‏ وبعد

انتهائي من رحلة االستكشاف هذه،‏ من خالل

التجوال االفتراضي يف املدينة،‏ اقتربت من

150

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!