24.03.2021 Views

ماكو فضاء حر للابداع - العدد 04

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

اخليط السري ما بني القدمي واجلديد يف الفن

مقابلة مع رافع الناصري

مي مظفّ‏ ر

يف شتاء 2004، تلقى رافع الناصري دعوة

لإلقامة والعمل يف مدينة الفنون يف باريس Citė

Internationale des Arts على مدى ثالثة أشهر.‏

كان الوقت شتاء وكنت بصحبته.‏ يومها تلقيت

رسالة من الناقدة األستاذة فريال غزّول،‏ رئيس

قسم الدراسات املقارنة يف اجلامعة األمريكية

يف القاهرة،‏ طلبت مني إجراء مقابلة موسعة

وشاملة مع رافع لنشرها يف العدد القادم من

مجلة ‏»ألف«‏ الفصلية التي ترأس حتريرها.‏

فكان هذا اللقاء،‏ وقد نشر يف العدد الرابع

والعشرين 2004.

مقدمة

ينتمي الفنان رافع الناصري ‏)‏‎1940‎م(‏ إلى جيل

الستينات،‏ تبعا لتقسيم احلركات األدبية والفنية

إلى أجيال.‏ وتشكل مجموعة الستني اجليل

الثالث من احلركة الفنية احلديثة يف العراق

إذا ما اعتبرنا اجليل األول هو اجليل املؤسس.‏

ولدى احلديث عن نشأة احلركة الفنية احلديثة

وتطورها يف العراق ال ميكن ألي باحث جتاهل

الدور التاريخي للفنانني الذين أسهموا فيه.‏

فمع قيام احلكم الوطني يف العراق ‏)‏‎1921‎م(‏ عاد

نفر من الضباط العراقيني الذين درسوا فنون

التصوير وفق املناهج األوربية ضمن دراستهم

للعلوم العسكرية يف اسطنبول،‏ عاصمة الدولة

العثمانية آنذاك.‏ فقد كان العراق،‏ لغاية تفكك

احلكم العثماني مع انتهاء احلرب العاملية األولى،‏

مجموعة واليات تابعة له.‏ ولدى الشروع ببناء

الدولة العصرية يف العراق بدأت املالمح الفنية

والثقافية تتشكل يف العاصمة بغداد بصورة

نشاط فردي وجماعي،‏ فكانت فنون الرسم

والنحت يف طليعة هذه النشاطات،‏ خاصة وأن

الدولة الفتية أولت الفنون اجلميلة اهتمامها

وباشرت بعد العقد األول من تأسيسها بإرسال

البعثات الدراسية إلى أوربا.‏ وما أن حل العقد

الرابع من القرن العشرين حتى أصبح يف العراق

نخبة من الفنانني الذين درسوا الفن يف املعاهد

املتخصصة واستأنفوا نشاطهم من خالل

التدريس أو العمل يف محترفاتهم اخلاصة.‏

يف مطلع عقد اخلمسني من القرن

العشرين بدأت اجلماعات الفنية تتشكل يف

العراق على غرار ما جاءت عليه هذه التكتالت

الفنية يف أوربا.‏ فتكونت جماعة ‏»الرواد«‏ بقيادة

فائق حسن يف عام ‎1950‎م،‏ و«جماعة بغداد«‏

بقيادة جواد سليم يف عام ‎1951‎م،‏ وكان كال

الفنانني الرائدين قد درس الفن يف أوربا،‏ ولهما

يعود الفضل ال يف إرساء قواعد الفن احلديث

يف العراق فقط،‏ بل يف تأسيس قسمي التصوير

والنحت يف معهد الفنون اجلميلة يف بغداد

)1939 و ‎1940‎م تباعا(.‏ ويف عام ‎1953‎م قام

الفنان حافظ الدروبي،‏ الذي عاد من إيطاليا،‏

وأقام أول مرسم حر يف بغداد،‏ بتأسيس جماعة

‏»االنطباعيني«.‏ كان لكل جماعة توجهها الفني،‏

غير أن جواد سليم متيز عنهم بطرح ذي بعد

فكري وأسلوبي معا،‏ فقد كان أول من تنبه

إلى قيمة التراث يف فنون العراق على مراحله

التاريخية املختلفة،‏ وسعى إلى إيجاد منهج فني

ذي طابع عربي.‏ وحققت احلركة الفنية يف العراق

ذروة نشاطها وإبداعها يف عقد اخلمسني،‏ ثم

مرت بشيء من التلكؤ واالرتباك والتكرار مع

مطلع الستني.‏ ولكن يف النصف الثاني من عقد

الستني شهدت احلركة الفنية نشاطا وحتركا

جريئا مع ظهور جيل جديد من املبدعني تعزز

بعودة عدد من الفنانني الذين درسوا الفن يف

دول العالم املختلفة غربا وشرقا،‏ واكتسبوا

مهارات متنوعة،‏ فكان ذلك أحد األسباب املهمة

وراء غنى احلركة التشكيلية العراقية وتنوع

األساليب فيها.‏ كما أن تعاضد املثقفني من

مختلف االختصاصات،‏ خاصة املعماريني،‏ أسهم

إسهاما كبيرا يف الترويج للحركة الفنية احلديثة

وتقريبها إلى أذهان اجلمهور وذوقه.‏ وسرعان

ما أصبح نتاج الفنانني التشكيليني العراقيني مع

نهاية الستني مصدر دهشة وتساؤل من خالل

حضوره املميز يف العالم العربي.‏

كان،‏ وال يزال،‏ لهذا اجليل الذي

أصبح يعرف بجيل الستني الفضل الكبير

يف دفع احلركة الفنية يف العراق إلى مديات

أوسع،‏ مستندا إلى الركائز والتقاليد الفنية

التي وضعها الرواد:‏ فائق حسن وجواد سليم

228

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!