24.03.2021 Views

ماكو فضاء حر للابداع - العدد 04

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

طليعة الفنانني العرب،‏ كما أنه ال يقل مكانة عن

أي فنان عاملي يف قدراته األدائية العالية.‏ ولكن

فائق حسن كان رساما أكادمييا ظل متمسكا

مبفاهيمه التقليدية للوحة املرسومة.‏ لقد نشأ

عليها وبرع فيها،‏ ولم يستطع جتاوزها.‏ رمبا

من أجل ذلك كان من الصعب عليه تقبل جتربة

تنزع هذا النزوع احلاد نحو اخلروج من التقاليد

األكادميية.‏ مع أنني يف واقع األمر خرجت عن

تلك التقاليد ولم أخرج.‏ لقد نشأت على أصول

محض أكادميية،‏ يف دراستي يف معهد الفنون

اجلميلة أوال،‏ ثم رسخت بقوة يف األكادميية

املركزية يف بكني بعد ذلك.‏ وعملي األكادميي يف

بداية جتربتي الفنية يشهد على ذلك.‏ ولكن من

خالل وجودي يف البرتغال وعودتي إلى الرسم

بعد سنوات من االنقطاع،‏ عمدت إلى الذهاب

إلى أقصى حدود التجريد،‏ مع ذلك فأنا لم

أفرط قط باملبادئ األساسية لبناء اللوحة

الفنية مبفهومها األكادميي.‏ وهو ما أحرص

عليه لغاية اليوم.‏

« من تلك األرض املجردة التي بنيت

عليها جتربتي الفنية األولى يف التصوير نشأت

لوحتي وتطورت على مدى ما يقرب اآلن من

أربعني عامًا.‏ شيئا فشيئا حتولت اخلطوط

القاطعة إلى عاملني متقابلني:‏ املساحة املجردة

إزاء كتلة بارزة ملموسة يفصل بينهما خط

واضح،‏ هو األفق الوهمي الذي يفصل ما

بني األرض والسماء.‏ ويف الوقت الذي ظلت

فيه مساحة السماء مجرد فضاء فارغ إال

من بقَع لونية شفافة،‏ انشغلت مساحة الكتلة

األرضية بإشارات رمزية كاحلرف والرقم

والعالمة للداللة على البعد اإلنساني أو أثره.‏

ومع الوقت،‏ واستمرار التجربة تالشى خط

األفق كليا،‏ وامتزجت املساحات امتزاجا كليا،‏

واكتسبت املشاهد الطبيعية يف لوحاتي شكال

مغايرا ملا كانت عليه،‏ متصلة جذرا مباضيها

على الرغم مما يبدو عليها من انفصال تام عن

ذلك املاضي«.‏

‏-اختفى احلرف العربي من لوحاتك الزيتية

واحملفورة ‏)غرافيك(‏ يف بعض مراحل عملك،‏

ثم عدت مؤخرا إلى إدخال نصوص مطبوعة

جاهزة داخل التكوين،‏ مستخدما اللصق

،)collage( كما ظهر يف مجموعة أعمالك

احلفرية والزيتية التي حتمل عنوان ‏»حتية إلى

املتنبي«،‏ وكذلك يف مجموعة أعمالك األخيرة

املسماة ‏»حتية إلى بغداد«.‏ فما هو سر هذه

العودة؟

رافع:«‏ احلرف العربي لم يغب قط عن عملي.‏

ولكنه يتجلى بأشكال مموهة ومجازية.‏ فهو

إشارة وهو رمز وهو جزء من كتلة أو حركة،‏

أحيانا يظهر كامال،‏ وقد يختصر إلى مجرد

نقطة.‏ يف مجموعة ‏»حتية إلى املتنبي«‏ استخدمت

صفحات مطبوعة لشعر املتنبي مستلة من طبعة

قدمية،‏ واستخدمت هذا العنصر الغرافيكي

للخط العربي يف هذه النصوص،‏ ووظّ‏ فته خلدمة

اللوحة.‏ ثم أغراني هذا االستخدام إلى جتربة

أخرى ما زلت اليوم يف خضمها،‏ وهي استخدام

جزيئات من نصوص مكتوبة بخط الثلث نفذها

خطاطون معاصرون كبار.‏ فأنا أستخدم كلمات

هذه النصوص أو أجزاء من الكلمة بوصفها

عنصرا غرافيكيا داخل التكوين،‏ بوصفها صورة

رمزية دالة بعيدا عن دالالتها اللغوية،‏ إال للعني

التي تدرك هذه احلروف.‏ وأحب أن أوضح هنا

بأن استخدامي للحرف كان دائما ينبع من هذا

املفهوم.‏ فاحلرف يف جميع لوحاتي ليس عنصرا

مضافا إلى التكوين وال هو قيمة زخرفية،‏ بل هو

عنصر خطي من صلب التكوين،‏ ومركز يتمحور

عليه املوضوع«.‏

- يف بعض تكويناتك تظهر بني حني وآخر

أشكال توحي بأنها جزء من أثر يعود ملراحل

حضارية قدمية من تاريخ العراق.‏ فما مدى

ارتباطك بحضارات وادي الرافدين؟

رافع:«‏ يتضح اليوم متام الوضوح مدى ارتباطي

بغداد 1984 مواد مختلفة على اخلشب،‏

35 x 25 سم.‏

مجموعة محترف الناصري،‏ عمان.‏

241

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!