24.03.2021 Views

ماكو فضاء حر للابداع - العدد 04

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

أوصى بي عند أصدقائه يف هونغ كونغ،‏ الذين

أكرموني،‏ وعشت أسبوعاً‏ مع عائلة أحدهم

وهو متزوج من امرأة إنكليزية،‏ ويف داره عملت

ورشة مشتركة مع رسامني صينيني معروفني.‏

كما نظموا لي معرضاً‏ شخصياً‏ على قاعة

التجارة العاملية القى استحسانا كبيراً،‏ وكتبت

عنه الصحافة الصينية الصادرة يف هونغ كونغ.‏

ف.ب:‏ وما هي قصة غالف مجلة ‏)إيسترن

هورايزن(‏ التي تصدر باللغة االنكليزية يف

هونغ كونغ؟

ر.ن:‏ بعد أن زار املعرض،‏ كتب الناقد الفني

للمجلة مقاالً‏ رئيسياً‏ نشر باأللوان يف املجلة

وظهر على غالفها تلك اللوحة املطبوعة

باأللوان املائية كان موضوعها فتاتني عراقيتني،‏

وبجانبهما جرار املاء الفخارية،‏ ففرحت بها

فرحا كبيرا يف حينها.‏ وقد أخبرني شقيقي

صباح مؤخراً‏ بأنه وجد هذا العدد يف مكتبة

جامعة ليموج يف فرنسا وأسعده ذلك أيضاً.‏

ف.ب:‏ متى عدت إلى بغداد؟

ر.ن:‏ يف خريف عام 1963 قادماً‏ من هونغ كونغ،‏

وكنت أول احلفارين العراقيني املتخصصني

العائدين إلى الوطن،‏ وبعد أسبوع من وصولي،‏

حملت أوراقي وقدمتها إلى وزارة التربية لغرض

التعيني يف معهد الفنون اجلميلة،‏ لكن املعاملة

تأخرت ولم يتم تعييني إال يف عام 1964. وعليه

فقد أصبحت زميال ألساتذتي الذين فارقتهم

قبل أربع سنوات فقط،‏ وهو ما لم يعجب

البعض،‏ فأخذوا يضعون مختلف العراقيل

أمامي،‏ وفعال نسبت إلى مديرية الفنون التي

تشرف على النشاطات الفنية يف املدارس

االبتدائية واملتوسطة،‏ وقمت بتنظيم ورش

فنية ملعلمي ومدرسي التربية الفنية أعلمهم

فيها طرق الطباعة الفنية اليدوية كاحلفر

على اخلشب واحلفر على اللينوليوم ليعلموها

بدورهم لطلبتهم يف مدارس بغداد،‏ وقد القت

هذه الدورات اهتماما كبيرا من قبل الوزارة

وإدارات املدارس،‏ ومن الصدف اللطيفة أن

العديد من الفنانني املشاركني يف هذه الورش،‏

كانوا من خريجي معهد الفنون اجلميلة،‏ بل إن

بعضاً‏ منهم كانوا زمالئي يف املعهد.‏

ف.ب:‏ متى عدت إلى املعهد،‏ وبدأت عمليا

تدريس احلفر والطباعة؟

ر.ن:‏ يف عام 1965. يومها وجدت أن التقنيات

كانت محدودة،‏ ولم تتجاوز احلفر على اخلشب

واحلفر على اللينوليوم ألن اإلمكانيات املادية

للمعهد يف ذلك الوقت كانت محدودة أيضاً.‏

ف.ب:‏ ويف عام 1965 أيضا،‏ أقمت معرضاً‏ شخصياً‏

على قاعة املركز الثقايف الچيكوسلوفاكي؟

ر.ن:‏ صحيح،‏ وكان ذالك املعرض هو األول

الذي أقيمه يف بغداد،‏ وكان جديدا على الذائقة

العراقية آنذاك،‏ ألن معظم اللوحات كانت

مطبوعة بطريقة احلفر على اخلشب باألسود

واألبيض،‏ والبعض منها مطبوعة باأللوان املائية

على الطريقة الصينية.‏

ف.ب:‏ هل كانت لوحة ‏)فتاة من األهوار(‏ وهي

حفر على اخلشب،‏ مطبوعة باألبيض واألسود

موجودة يف املعرض؟

ر.ن:‏ ال،‏ هذه اللوحة كانت يف معرضي

الشخصي الذي أقمته عام 1967 يف غالري أيا،‏

وكانت ضمن مجموعة من اللوحات التي أجنزت

مخططاتها األولية يف منطقة األهوار جنوب

العراق،‏ ثم أنتجتها يف بغداد،‏ وكانت حصيلة

لرحلة ممتعة إلى البصرة ومنها إلى أهوار

اجلبايش.‏ وكان معي حينها زمالء من املعهد

اذكر منهم نزيهة سليم وسعد الطائي،‏ أما الفتاة

واسمها ‏)حسنة(‏ وعمرها ال يتجاوز الرابعة

عشرة،‏ فقد طلبت منها أن تقف أمامي لدقائق

لرسمها،‏ فلم متانع،‏ وعندما عدت إلى بغداد،‏

قمت بحفر اللوحة وطباعتها،‏ ونالت قسطاً‏ من

الشهرة عندما عرضت يف بغداد وبرلني وبكني.‏

ف.ب:‏ هل استمرت جتربة إنتاج لوحات احلفر

على اخلشب يف البرتغال عام ‎1967‎؟

ر.ن:‏ ال،‏ ألن الدورة التي ذهبنا إليها كانت

مخصصة للحفر على النحاس والليثوغراف.‏

وقد كرست جل وقتي لتعلم هذه التقنيات

اجلديدة،‏ وأنتجت خالل هذه الفترة،‏ لوحات

متزج بني الطبيعة وإشارات من اخلط العربي،‏

أي أنها جتريدية بشكل ما،‏ وبعد ذلك تعلمت

طريقة الفنان اإلنكليزي ‏)دبليو ايتش هايتر(‏ يف

الطباعة التي تعتمد على درجة لزوجة اللون

وعمق السطح احملفور على القطعة النحاسية،‏

وقد أحببت النتائج كثيراً‏ ومارست الطباعة بهذه

الطريقة طوال هذه السنني ولغاية اليوم.‏ وطبعاً،‏

ال أنسى أبداً‏ دور الفنانة أليس جورج والفنان

جوان أوغن والفنان الطباع سنيور مارسال

على حسن رعايتهم واهتمامهم بنا يف محترف

غراڤورا التابع ملؤسسة كالوست غولبنكيان يف

لشبونة،‏ ومن دونهم لم أكن أستطيع إنتاج ثالثني

لوحة من احلفر على النحاس وثالث لوحات من

الليثوغراف.‏

ف.ب:‏ هل هي نفس املجموعة التي عرضتها يف

غالري وان يف بيروت؟

ر.ن:‏ نعم هي املجموعة نفسها تقريباً،‏ وكنت قد

عرضتها يف بغداد يف معرض شخصي أقمته

على قاعة جمعية الفنانني العراقيني عام 1969،

كما عرضت قسما من هذه املجموعة يف معرضي

الشخصي يف غالري سلطان يف الكويت عام

1970. لكن احلادثة األغرب التي حصلت لهذه

املجموعة،‏ هي حني أرسلتها إلى القاهرة عام

1972 من اجل إقامة معرض شخصي يف قاعة

سفر خان يف الزمالك،‏ لم تخرج تلك األعمال

من مكانها يف جمارك املطار،‏ رغم محاوالت

عديدة من قبل وزارة الثقافة،‏ مع جهود الفنان

والناقد حسن سليمان،‏ وصاحبة الغالري السيدة

روكسانا،‏ وبقيت يف املطار مجهولة املصير لغاية

هذا اليوم.‏

ف.ب:‏ التحقت مبحترف سالزبورغ التابع

لألكادميية الصبفبة - النمسا يف 1974، كيف

كان تأثير ذلك عليك،‏ وهل استخدمت نفس

طريقة ‏)هايتر(‏ هناك؟

ر.ن:‏ طبعاً،‏ وقد القت اهتماماً‏ خاصاً‏ من قبل

املشرف على الدورة الفنان األملاني املعروف

‏)أوتو إيغالو(‏ وعندما عدت ثانية إلى نفس

احملترف يف صيف عام 1975، كلفني الفنان

إيغالو بالقيام بعرض عملي أمام الفنانني

املشاركني يف دورة عام 1975، شرحت لهم

فيها طريقة الطباعة التي اشتهرت واقترنت

مبكتشفها ‏)هايتر(،‏ وكانت ردود األفعال جيدة،‏

علما بأن الفنانني املتدربني كانوا من مختلف

بقاع العالم.‏

ف.ب:‏ متى فكرت وبادرت بتأسيس قسم

الغرافيك يف معهد الفنون اجلميلة عام 1974

يف بغداد،‏ وملاذا؟

ر.ن:‏ لقد كنا بأمس احلاجة إلى اختصاص

جديد يدعم املسيرة الفنية العراقية ويعزز فيها

حيوية االبتكار واألفكار اجلديدة،‏ بالتزامن مع

فنون الرسم والنحت واخلزف والتصميم.‏ كما

أن انتقال املعهد من منطقة الكسرة يف جانب

الرصافة إلى حي املنصور يف جانب الكرخ،‏ إلى

بناية جديدة كانت مصممة خصيصا الن تكون

مدرسة للفنون،‏ أتاح لنا إشغال حيز مالئم وكبير

كمحترف للحفر والطباعة.‏ وقد أصبح لدينا يف

224

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!