24.03.2021 Views

ماكو فضاء حر للابداع - العدد 04

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

283

ينمو العمل بشكل مُختلف مع غسان غائب،‏ فهو

ينمو إلى األعلى،‏ ويتمدد على جوانبه مرّة وأخرى

يأخذ حيزه يف الفضاء،‏ يدور حول نفسه يف

عملية إيقاع داخل العمل الفني،‏ وهذا ما أراه يف

‏)كرسي جدِّي(،‏ غالبا ما يتم قياس العمل الفني

بالنتيجة النهائية للعمل كوجود مادي مستقل وال

يتم التطرّق حلكاية العمل،‏ واملسار الذي ولد

هذه النتيجة النهائية،‏ ال أتطرف كثيراً‏ إلى هذا

املبدأ،‏ بعض املنجز الفني ال ميكن قراءته وفهمه

عند فصل العمل عن صاحبه،‏ وال ميكن تطبيقها

على كل منجز فني،‏ وإن كنا نحتاجها كثيرا يف

عملية النقد املعاصرة،‏ وال ننسى أن العمل

يصدر عن حالة إبداعية فردية ولكل عمل فني

شيء من صاحبه،‏ ومع هذه األعمال ‏)الكراسي(‏

علينا أن نهتم بطريقة إنتاجها وكيفية تولّدها

حتى وصلت إلينا بهذه األشكال املتعددة رغم

مصدرها ذو الشكل الثابت،‏ فالفنان يأخذنا

يف رحلة أحيانا مع منجزه،‏ يذكر الفنان:‏ ‏)أنا

شخصيا أتذكر كرسي جدي الذي له طابع

مميز ال نستطيع اجللوس عليه ألنه أخذ طابعاً‏

جغرافياً‏ وقالباً‏ يتآلف مع جسد جدي،‏ وإذا جترأ

وجلس أحد غريب فوقه فسيرفضه الكرسي من

خالل منعه من الراحة واالسترخاء،‏ ومن هنا

اعتقد أن للكرسي شخصية سيكولوجية مفعمة

باأللفة واألمان ومتالئمة مع روح صاحبه(،‏ وهنا

ال نرى الفنان يصنع كرسياً‏ للجدِّ‏ بقدر ما صنع

عمالً‏ يجسد هوية اجلد،‏ ومكانته داخل العائلة،‏

من خالل ما يحمله العمل من رموز وأشكال

تعبر عن هذه الهوية احلميمية،‏ فاألشكال

ال تنتهي مضامينها مهما كانت بسيطة،‏ لكن

عملية اخللق تبدأ عندما يعرف الفنان أين

ومتى يستخدم خامته حتى لو كانت رخيصةً،‏

يبحث عنها يف أماكن اخلردة،‏ كما هي احلال

مع بقية أعمال هذا املشروع مثل عمله اجلميل

املعبّر ‏)كرسي والدي(،‏ حيث جند الفنان يف هذا

املنجز تقريباً‏ هو أشبه بعملية استعادةِ‏ أحداثٍ‏

ماضيةٍ‏ يف الذهن أو الذاكرة،‏ عايشها الفنان،‏

أو مُنجزٍ‏ ثقايف ذي هويّة كونية استقرَّت يف

وجدانه،‏ مثل ‏)كرسي باشالر(‏ و)ابراهام ماسلو(‏

وهذه ميزة يشتهر فيها ‏)غسان(‏ إذا ما استعدنا

منجزه السيما بعد أحداث 2003 حيث أصبح

مفاهيمي بشكل أكثر،‏ وعلى كلّ‏ حال فأعمال

الفنان يف هذا املنجز الفنّي تتكلّم عن نفسها،‏

عبر استقدام حلظة من املاضي،‏ وهنا أوصل

‏)غسان(‏ رسالته،‏ واألعمال هنا ال تتكلم كما هو

املاضي بالنسبة للمؤرخ،‏ ال مطلقا،‏ فقد يُشكّل

العمل الفني وثيقةً‏ تاريخيةً‏ لكن ال يتحدّث إال

بلغة العمل الفني ذاته.‏

يف هذه األعمال ‏)الكراسي(‏ نقطة تسجّ‏ ل

لصاحبها،‏ فهو لم يُفكّر مثل أغلب الفنانني يف

تعاملهم مع الوباء،‏ خالل اقامتهم اجلبرية تلك،‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!