147636_الاصدار 29 التخطيط الاستراتيجي للدول

وإجراءات تتعلق بالنظام المالي من قبل الحكومة سعيا ً وراء استقرار الناتج التجاري خلال
الفصل الثالث . . تجارب النمور في التخطيط الاستراتيجي
الدورة المالية (١٦٨) .
وكذلك فإن سياسة ‏«الاستعاضة عن الاستيراد»‏ متأثرة بذريعة الصناعة الناشئة
Industry) (Infant التي تبنتها الدول الموغلة في التصنيع مثل الولايات المتحدة الأمريكية
حتى العقد الرابع.‏ وذريعة الصناعة الناشئة هي ذريعة اقتصادية لفرض حماية على
الصناعة الوطنية،‏ والذريعة هي أن الأعمال المبتدئة عادة ما تفتقد اقتصاديات الحجم
-١٦٩)
الكبير التي قد تمتلكها المنافسة في بلاد أخرى،‏ وبهذا فهي في حاجة للحماية
١٧٠) . وعادة ما تكون سياسة ‏«الاستعاضة عن الاستيراد»‏ مرتبطة بنظرية التبعية
Theory) (Dependency التي تتبنى نظرة اجتماعية عريضة وتعالج عناصر ثقافية
مرتبطة بالتخلف.‏ ونظرية التبعية هي مجموعة من نظريات علم الاجتماع من الدول
المتقدمة والدول النامية والمرتكزة على مفهوم أن الموارد تنتقل من هامش الدول الفقيرة
والمتخلفة إلى محور الدول الغنية فتثريها على حسابها كدول هامشية (١٧١-١٧٢) .
ورغم أن نموذج ‏«الاستعاضة عن الاستيراد»‏ نظرية تنمية فإن تطبيقاته السياسية
والنظرية متجذرة في نظرية التجارة؛ فكل البلاد التي تقدمت صناعيا ً مرت بمرحلة
كانت فيها غالبية الاستثمارات في الصناعة موجهة للإحلال المستوردات (١٧٣) .
والنمور الآسيوية حددت التعليم كوسيلة لزيادة الإنتاج وبهذا فإنها أجمعت كلها
على التركيز على إصلاح نظام التعليم على كل المستويات،‏ وبهذا فإنها وضعت ثقلها
في ضمان أن الأطفال يلتحقون بالمدارس الأولية والمدارس الثانوية الإجبارية،‏ كما
أنفقت بسخاء على نظم الكليات والجامعات.‏
ونظرا ً لأن نمور آسيا كانت فقيرة نسبيا ً خلال العقد السادس،‏ فإن تلك الدول كان
لديها عمالة رخيصة وبهذا فإن الجمع بين إصلاح التعليم والعمالة المتوفرة،‏ مكن من
الاستفادة من قوة عمل قليلة التكاليف وفي نفس الوقت منتجة.‏ وكل النمور الآسيوية
التزمت بمبادئ المساواة في إصلاحات الأراضي للترويج لحقوق الملكية (١٧٤-١٧٥) ، وللتأكد من
٦٩