Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
مشاهدة او تواترا وعدم العصمة فيمن ادعيتم عصمته معلوم بمشاهدة ما يناقض الشرع من وجوه<br />
اولها جمع الاموال واخذ الضرائب والمواصير واستئداء الخراجات الباطلة وهو الامر المتواتر في<br />
جميع الاقطار ثم الترفه في العيش والإستكثار من أسباب الزينة والإسراف في وجوه التجمل<br />
واستعمال الثياب الفاخرة من الإبريسم وغيرها وعدالة الشهادة فتحرم بعشر عشر ذلك فكيف<br />
العصمة فان انكروا هذه الاحوال انكروا ما شاهده خلق كثير من تلك الاقطار وتواتر على سانهم<br />
الى سائر الأمصار ولذلك لا ترى لاحد من أهل تلك البلاد اغترارا وانخداعا بهذه التلبيسات<br />
لمشاهدتهم ما يناقضها ومن وجوه حيلهم أنهم لا يبثون الدعوة الا في بلاد نائية يحتاج المستجيب<br />
الى قطع مسافة شاسعة لو اعترضت له ريبة فيها حتى تدفعه العوائق عن النهضه والرحلة فإنهم<br />
لو شاهدوا لانكشف لهم عوار تلك التلبيسات المزخرفة والحيل الملفقة<br />
أما المقدمة الثانية وهي قولهم إذا بان ان المدعى للعصمة مهما كان واحدا وقع الاستغناء عن<br />
الاستدلال على كونه معصوما فصاحبنا اذا هو المدعى للعصمة وحده فإذا هو الإمام المعصوم<br />
فهذه مقدمة نكذبهم فيها ولا نسلم ان صاحبهم يدعى لنفسه العصمة فانا لم نسمعه البته ولم يتواتر<br />
الينا من لسان من سمعه منه بل انما سمع ذلك من آحاد دعاتهم وليسوا معصومين ولاهم بالغون<br />
حد التواتر ولو انهم بلغوا حد التواتر فلا يحصل العلم بقولهم وخبرهم لوجهين أحدهما ان<br />
المشافهين لهذه الدعوة من جهة صاحبهم قليل فانه محتجب لا يظهر إلا<br />
محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-فضائح الباطنية 112