Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
فيحكم بإسلام هؤلاء ثم إذا بلغوا كشف لهم عن وجه الحق ونهوا عن فضائح مذهب الباطنية وذلك<br />
بكشف للمصغى إليه في أوحى ما يقدر وأسرع ما ينتظر فأنأبى إلا دين آبائه فعند ذلك يحكم بردته<br />
من وقته ويسلك به مسلك المرتدين<br />
الفصل الثالث في قبول توبتهم وردها<br />
وقد ألحقنا هؤلاء بالمرتدين في سائر الأحكام وقبول التوبه من المرتد لابد منه بل الأول ألا يبادر<br />
إلى قتله إلا بعد استتابته وعرض الإسلامعليه وترغيبه فيه وأما توبة الباطنية وكل زنديق مستتر<br />
بالكفر يرى التقية دينا ويعتقد النفاق واظهار خلاف المعتقد عند استشعار الخوف حقا ففي هذا<br />
خلاف بين العلماء ذهب ذاهبون إلى قبولها لقوله صلى االله عليه وسلم امرت أن أقاتل الناس حتى<br />
يقولوا لا اله الا االله فإذا قالوها عصموا منى دماءهم واموالهم الا بحقها ولأن الشرع إنما بنى<br />
الدين على الظاهر فنحن لا نحكم إلا بالظاهر واالله يتولى السرائر والدليل عليه أن المكره إذا اسلم<br />
تحت ظلال السيوف وهو خائف على روحه نعلم بقرينة حاله انه مضمر غير ما يظهره فنحكم<br />
بإسلامه ولا نلتفت إلى المعلوم بالقرائن من سريرته ويدل عليه أيضا ماروى أن أسامة قتل كافرا<br />
فسل عليه السيف بعد أنتلفظ بكلمة الإسلام فاشتد ذلك على رسول االله صلى االله عليه وسلم فقال<br />
أسامة<br />
محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-فضائح الباطنية 162