15.11.2013 Views

ﻓﻀﺎﺌﺢ ﺍﻟﺒﺎﻁﻨﻴﺔ

ﻓﻀﺎﺌﺢ ﺍﻟﺒﺎﻁﻨﻴﺔ

ﻓﻀﺎﺌﺢ ﺍﻟﺒﺎﻁﻨﻴﺔ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

وتزودوا فإن خير الزاد التقوى فمن لم يتزود في دنياه لآخرته بالمواظبة على العبادة فسيرجع منه<br />

عند الموت ما اغتر من جسده وماله فيتحسر حيث لا يغنيه التحسر ويقول ياليتنا نرد ولا نكذب<br />

بآيات ربنا ونكون من المؤمنين ويقول هل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا<br />

نعمل فحينئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أوكسبت في إيمانها خيرا وهذا الإنسان من<br />

وجه آخرفي دنياه حارث وعمله حرثه ودنياه محترثه ووقت الموت وقت حصاده ولذلك قال<br />

صلىاالله عليه وسلم الدنيا مزوعة الآخرة وانما البذر هو العمر فمن انقضىعليه نفس من انفاسه<br />

ولم يعبد االله فيه بطاعة فهو مغبون لضياع ذلك النفس فإنه لا يعود قط ومثال الإنسان في عمره<br />

مثال رجل كان يبيع الثلج وقت الصيف ولم تكن له بضاعة سواه فكان ينادي ويقول ارحموا من<br />

رأس ماله يذوب فرأس مال الإنسان عمره الذي هو وقت طاعته وانه ليذوب على الدوام فكلما زاد<br />

سنه نقص بقية عمره فزيادته نقصانه على التحقيق ومن لم ينتهز في انفاسه حتى يقتنص بها<br />

الطاعات كلها كان مغبونا ولذلك قال صلى االله عليه وسلم من استوى يوماه فهو مغبون ومن كان<br />

يومه شرا من أمسه فهو ملعون فكل من صرف عمره إلى ديناه فقد خاب سعيه وضاع عمله كما<br />

قال تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم الآية ومن عمل لآخرته فهو الذي<br />

أنجح سعيه كما قال تعالى ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم<br />

مشكورا<br />

الوظيفة الثانية أنه مهما عرف أن زاد السفر إلى الآخرة التقوى فليعلم أن التقوى محلها ومنبعها<br />

القلب لقوله صلى االله عليه وسلم التقوى<br />

محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-فضائح الباطنية 198

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!