Attention! Your ePaper is waiting for publication!
By publishing your document, the content will be optimally indexed by Google via AI and sorted into the right category for over 500 million ePaper readers on YUMPU.
This will ensure high visibility and many readers!
الباب الثاني في بيان ألقابهم والكشف عن السبب الداعي لهم على نصب هذه الدعوة وفيه فصلان الفصل الأول في القابهم التي تداولتها الألسنة على إختلاف الأعصار والأزمنة وهي عشرة ألقاب الباطنية والقرامطة والقرمطية والخرمية والحرمدينية والإسماعيلية والسبعية والبابكية والمحمرة والتعليمية ولكل لقب سبب أما الباطنية فانما لقبوا بها لدعواهم أن لظواهر القرآن و الأخبار بواطن تجرى في الظواهر مجرى اللب من القشر و أنها بصورها توهم عند الجهال الأغبياء صورا جلية و هي عند العقلاء و الأذكياء رموز و إشارات إلى حقائق معينة و أن من تقاعد عقله عن الغوص على الحفايا و الأسرار و البواطن و الأغوار و قنع بظواهرها مسارعا إلى الاغترار كان تحت الأواصر و الأغلال معنى بالأوزار و الأثقال و أرادوا ب الأغلال التكليفات محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-فضائح الباطنية 12
الشرعية فإن من ارتقى إلى علم الباطن انحط عنه التكليف و استراح من أعبائه و هم المرادون بقوله تعالى 88 و نضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم الآية وربما موهوا بالاستشهاد عليه بقولهم إن الجهال المنكرين للباطن هم الذين اريدوا بقوله تعالى فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب وغرضهم الأقصى إبطال الشرائع فإنهم إذا انتزعوا عن العقائد موجب الظواهر قدروا على الحكم بدعوى الباطن على حسب ما يوجب الإنسلاخ عن قواعد الدين إذا سقطت الثقة بموجب الالفاظ الصريحة فلا يبقى للشرع عصام يرجع إليه ويعول عليه وأما القرامطة فانما لقبوا بها نسبة الى رجل يقال له حمدان قرمط كان احد دعاتهم في الابتداء فاستجاب له في دعوته رجال فسموا قرامطة وقرمطية وكان المسمى حمدان قرمط رجلا من اهل الكوفة مائلا الى الزهد فصادفه احد دعاة الباطنية في طريق وهو متوجه الى قريته وبين يديه بقر يسوقها فقال حمدان لذلك الداعي وهو لا يعرفه ولا يعرف حاله أراك سافرت عن موضع بعيد فأين مقصدك فذكر موضعا هو قرية حمدان فقال له حمدان اركب بقرة من هذه البقر لتستريح عن تعب المشي فلما رآه مائلا الى الزهد والديانة اتاه من حيث رآه مائلا اليه فقال اني لم اومر بذلك فقال حمدان وكأنك لا تعمل الا بامر محمد بن محمد بن محمد الغزالي أبو حامد-فضائح الباطنية 13