TH'HBAH-2015

ولا يستطيع أن يسمي نفسه ناجحاً،‏ إمنا هو من متخذي الفرص التي لا يتقاعس
عن انتهازها أبداً.‏
استطاع النشمي بعد جهد كبري وإعداد وبحث متواصل أن يخلق فكرة مبتكرة
لا تحمل طابع معني أو نوع مطبخ معني،‏ فجعل من التنوع والتجديد أسلوب
خاص به في مطعمه ‏"المكان".‏ حيث يلتقي الفن والإبداع والطاقات الابتكارية
في قلب مدينة الكويت،‏ هكذا يُعرّف فيصل النشمي مطعمه المتواضع مساحة،‏
والمتفوق ذوقاً‏ وفناً،‏ والذي أنشاه ليكون مكاناً‏ يشجع على التنوع الفكري
الثقافي وينهض بالفن على أنواعه بأسلوب جديد ومؤثر.‏ الملفت أن النشمي مل
يعتمد على الوسيلة المتداولة في التسويق للمكان،‏ ومل يركز على فئة المدونني
والمشهورين في قنوات التواصل الاجتامعي،‏ إذ أنه يعتبرها وسيلة تسويق مؤقته
لجذب الزوار.‏ فأراد الزوار الدامئني الذي يرتكزون في زياراتهم المتكررة على نوع
الطعام وجودته،‏ فبرأيه هو الأمر الذي يشجع الزوار على زيارة المطعم أكرث من
مرة والعودة مراراً‏ وتكراراً‏ بناءً‏ على ما أحبوه واستحسنوا مذاقة.‏
...
لا يقبل الانتقاد أبداً،‏ فبرأيه أنه من لا ميلك خبرة في الطبخ والمكونات لا يحق
له الانتقاد مطلقاً‏ بشكل عام على الطعام،‏ إلا أنه يواجه هذه المشكلة تقريباً‏
من مدينة ميامي،‏ المدينة الأكرث تنوعاً‏ للثقافات،‏ بدأ النشمي دراسة تخصصي
التصوير والإخراج في جامعة ميامي،‏ انتقالاً‏ إلى الطبخ،‏ ومن ثم إلى القهوة.‏ كان
والده أكرث حرصاً‏ على أن يحصل ابنه فيصل على شهادة بناءً‏ على ميوله ورغباته،‏
وفي الوقت نفسه يفضّ‏ ل أن يحمل شهادة تكون مبثابة السند له.‏ ومل يصر والد
النشمي على أن يكون مسار ابنه في القطاع النفطي،‏ فمن المهم بالنسبة له أن
تكون خيارات حياته وفقا لرغباته الأساسية وميوله.‏
عاد إلى الكويت،‏ ومل يكن حينها مجال الطبخ منتشراً‏ جداً.‏ خطى خطواته
الأولى على مراحل،‏ وعمل في أماكن مختلفة،‏ وانتقل من مكان إلى آخر لينقل
إلى الكويت ثقافة جديدة في تقديم الأطباق،‏ إلا أنها في الوقت ذاته تتناسب مع
الذوق العام في المجتمع.‏ استطاع فيصل دمج ما تعلمه ليخرج بشيء مييزه عن
البقية،‏ فقد جمع بني التصوير والإخراج والطبخ،‏ وقدم وصفات مصورة بطريقة
فنية من خلال إتقانه لفن التصوير والإخراج الذي تعلمه.‏ استطاع أن يدمج
مسميات مختلفة للفن في إطار واحد،‏ فقد كان يقوم بعمل صنف ويصوره
ويخرجه ليُنتج أفلاماً‏ عن الطبخ بطريقة جاذبة وممتعة،‏ حيث حازت تلك الأفلام
على شهرة واسعه.‏
إنتقالاً‏ إلى بداياته في الكويت،‏ يقول فيصل:‏ بنيت قاعدة في الكويت من خلال
الصور التي أنشرها في حسايب في الانستغرام،‏ شاركت في ‏"سوق قوت"،‏ وفي أقل
من ٤ ساعات بيعت المأكولات كلها،‏ ومن هنا عرفت كيف استهدف الجمهور
وما الذي يستهويهم.‏ ويؤكد النشمي أنه مازال في المراحل الأولى من مشواره،‏
51