Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
بعدما انتقلت للعمل في مؤسسة البترول الكويتية، رأيت أنها<br />
تتميز بالديناميكية في الإدارة، إضافة إلى أن طبيعة عملها التي<br />
تتيح للموظفني الاطلاع على تجارب دولية وإقليمية مميزة، والإحتكاك<br />
بثقافات مختلفة، واكتساب مزيد من الخبرات، وكل ذلك صقل خبريت<br />
العلمية والعملية والحياتية أيضاً.<br />
بالنسبة للعمل، نُظم العمل وقوانينه تتشابه إلى حد كبري بني بلدي مصر وبني<br />
دولة الكويت، فالدقة والتميز والقدرة على تحمل ضغوط العمل، إضافة إلى<br />
إجادة اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي، متطلبات جوهرية يحتاجها سوق العمل<br />
في أي مكان، وفي تصوري فإن الإختلاف الوحيد يكمن في عدم الحصول على فرصة<br />
تتناسب مع القدرات والمؤهلات العلمية للشخص.<br />
أهم ما مييز العمل في المؤسسة بنظري هو الجو الأسري والحب والاحترام<br />
المتبادلني بني الموظفني كافة، إضافة إلى ما يكتسبه المرء من خبرات يومية، فقد<br />
أتاحت لي وظيفتي في دائرة العلاقات الحكومية والبرلمانية فرصة للدخول إلى<br />
عامل السياسة والتعرف على جوانب هذا الميدان العديدة والمتشعبة، التي تدخل<br />
في أمور حياتنا كافة.<br />
من ناحية أخرى، كان لي عظيم الامتنان والتقدير والشرف أن أشارك في رفع<br />
اسم دولة الكويت عالياً في سامء العامل في مجال "التسامح بني الأديان،<br />
والمودة بني مختلف الجنسيات" وذلك عندما توفي ابني الوحيد "ماريو" إثر<br />
حادث أليم عام ٢٠١١، حيث قام مركز حسن أبل الرياضي التابع للأمانة العامة<br />
لوزارة الأوقاف الذي كان ماريو ميارس فيه رياضة كرة القدم خلال العطل<br />
الصيفية بعمل دورة تدريبية تحمل اسمه، ودعا المركز السفري المصري والعديد<br />
من الشخصيات البارزة الكويتية والأهل والأصدقاء، إضافة إلى التلفزيون الكويتي<br />
وال CNN International ليشاركوا في دورة وداعه.<br />
وما أدهشني حقاً أن هذا الحدث الإنساين كان وراءه زميل يعمل في المؤسسة ،<br />
حينذاك مل أكن أعرفه إلا شكلاً فقط، عندما كنا نتقابل مصادفة في النادي أثناء<br />
اصطحابه لأبنائه لمامرسة رياضة كرة القدم في المركز الرياضي ذاته، وحني تم<br />
الإعلان عن وفاة ابني في بريد المؤسسة قام هذا الزميل بإبلاغ مركز حسن أبل<br />
الرياضي وأوصاهم بأن يكون لهم موقف للتخفيف عن أسرتنا المنكوبة التي<br />
فقدت وحيدها، بعدها عرفت أنه الزميل والأخ جاسم جمعان ..<br />
له مني كل التقدير والاحترام .<br />
58