ﻣ
ﻣ
ﻣ
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
١٢المنھاجلبیانالشركیاتوالضلالات يف مدخلابنالحاج وبسط ذكره في تاريخه أبو عبد الرحمن السلمي في " طبقات الصوفية " أن كثيرامن المشايخ ذموه وأنكروا عليه، ولم يعدوه من مشايخ الطريق؛ وأكثرهم حط عليه.وممن ذمه وحط عليه أبو القاسم الجنيد؛ ولم يقتل في حياة الجنيد؛ بل قتل بعد موتالجنيد؛ فإن الجنيد توفي سنة ثمان وتسعين ومئتين.والحلاج قتل سنة بضع وثلاثمائة، وقدموا به إلى بغداد راكبا على جمل ينادىعليه: هذا داعي القرامطة، وأقام في الحبس مدة حتى وجد من كلامه الكفر والزندقة،واعترف به: مثل أنه ذكر في كتاب له: من فاته الحج فإنه يبني في داره بيتا ويطوفبه، كما يطوف بالبيت، ويتصدق على ثلاثين يتيما بصدقة ذكرها، وقد أجزأه ذلكعن الحج. فقالوا له: أنت قلت هذا؟ قال: نعم. فقالوا له: من أين لك هذا؟ قالذكره الحسن البصري في " كتاب الصلاة " فقال له القاضي أبو عمر: تكذب يازنديق، أنا قرأت هذا الكتاب وليس هذا فيه، فطلب منهم الوزير أن يشهدوا بماسمعوه، ويفتوا بما يجب عليه، فاتفقوا على وجوب قتله.لكن العلماء لهم قولان في الزنديق إذا أظهر التوبة، هل تقبل توبته فلا يقتل؟ أميقتل؛ لأنه لا يعلم صدقه؛ فإنه ما زال يظهر ذلك؟ فأفتى طائفة بأنه يستتاب فلايقتل، وأفتى الأكثرون بأنه يقتل وإن أظهر التوبة فإن كان صادقا في توبته نفعه ذلكعند االله وقتل في الدنيا؛ وكان الحد تطهيرا له، كما لو تاب الزاني والسارق ونحوهمابعد أن يرفعوا إلى الإمام فإنه لا بد من إقامة الحد عليهم: فإم إن كانوا صادقينكان قتلهم كفارة لهم، ومن كان كاذبا في التوبة كان قتله عقوبة له.فإن كان الحلاج وقت قتله تاب في الباطن فإن االله ينفعه بتلك التوبة، وإن كانكاذبا فإنه قتل كافرا.ولما قتل لم يظهر له وقت القتل شيء من الكرامات؛ وكل من ذكر أن دمهكتب على الأرض، اسم االله، وأن رجله انقطع ماؤها، أو غير ذلك، فإنه كاذب.وهذه الأمور لا يحكيها إلا جاهل أو منافق، وإنما وضعها الزنادقة وأعداءالإسلام، حتى يقول قائلهم: إن شرع محمد بن عبد االله يقتل أولياء االله، حتى يسمعوا