12.02.2015 Views

UÉN OóY

UÉN OóY

UÉN OóY

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

● كانت آخر مرة تحدثت فيها إلى الراحل<br />

الكبير سي عبد الهميد مهري رحمه الله<br />

منذ حوالي شهر على ما أذكر،‏ وكانت<br />

كلماته غير كلماته التي اعتدت أن أسمع.‏<br />

فقد كانت نبرة كلامه هذه المرة غير تلك<br />

النبرة التي اعتدت أن أسمع من سي عبد<br />

الهميد قبل ذلك.‏<br />

كنت أعتقد قبل مهاتفته أن سي عبد<br />

الهميد مازال بعد في باريس‏ للعلاج،‏ لكنه<br />

راه يقول لي بصوت متهدج خاثر على<br />

غير عادته أنه عاد ذلك اليوم فقط من<br />

العلاج.‏ لم أسترسل معه في الكلام كما<br />

كنت أفعل من قبل حيش كان حديشنا يمتد<br />

عبر الهاتف لدقاءق بعد أن شعرت بأن قلب<br />

هذا الصديق الكبير متعب.‏<br />

كان منذ عرفته نبيلا وطيبا وشهما وودودا،‏<br />

يبدو لمن لا يعرفه بأن الرجل سهل المراس،‏<br />

ولكن من عاصروه يعرفون بأن سي عبد<br />

الهميد صارم لا يساوم في المبادئ ولا يتاجر.‏<br />

فمازلت أذكر إلى اليوم جدله الهاد مع الرءيس‏<br />

بومدين رحمه الله في الندوة الوطنية<br />

للتعريب عام 1975 حول التعريب في الجزاءر<br />

التي جرت فعالياتها ذلك العام في قصر الأمم،‏<br />

فقد كان الرجل على اختلاف واضه<br />

بخصوص‏ هذه النقطة بالذات مع المرحوم<br />

بومدين.‏<br />

عرفته منذ أقل من أربعين عاما عندما كان<br />

أمينا عاما لوزارة التربية الوطنية،‏ وعرفته بعد<br />

ذلك عن قرب بعد أن أصبه وزيرا للإعلام<br />

في نهاية سبعينيات القرن الماضي.‏ فقد كان<br />

يجتمع بين الهين والآخر مع مسوءولي الإعلام<br />

للقطاع العمومي في تلك الفترة،‏ وكنت وقتها<br />

سكرتيرا عاما للتهرير قبل أن أرتقي في آخر<br />

أيام سي عبد الهميد على رأس‏ وزارة الإعلام<br />

والشقافة رءيسا للتهرير بالقناة الأولى للإذاعة.‏<br />

في مطلع الشمانينيات تولى سي عبد<br />

الهميد رءاسة لجنة الإعلام والشقافة بهزب<br />

جبهة التهرير الوطني،‏ وكان يساعده على<br />

رأس‏ قسم الإعلام والشقافة الصديق<br />

الراحل بشير خلدون.‏ وللتاريخ فلابد أن<br />

أذكر هنا موقفا نبيلا لسي عبد الهميد وما<br />

أكثر المواقف النبيلة التي عرف بها الرجل.‏<br />

فعندما ألغى الرءيس‏ الشاذلي بن جديد في<br />

مطلع الشمانينات الإجراءات التي كانت ما<br />

تزال تطال الرءيس‏ الأسبق أحمد بن بلة<br />

شفاه الله وأطال عمره منذ ال<br />

راه الرءيس‏ بن بلة يدلي بسلسلة<br />

من التصريهات لبعض‏ القنوات<br />

التلفزيونية وبعض‏ وساءل الإعلام<br />

الأجنبية والتي أقلقت المسوءولين في تلك<br />

الفترة،‏ واعتبرت بأنها إساءة لتلك اللفتة<br />

التي قام بها الرءيس‏ الشاذلي تجاه الرءيس‏<br />

بن بلة.‏ وتقرر الرد عبر وساءل الإعلام<br />

العمومية بما فيها الهزبية على الرءيس‏ بن<br />

بلة بتعاليق على تلك التصريهات،‏ ولم<br />

يكن الإعلام المستقل وقتها قد ظهر بعد.‏<br />

وهكذا تم عقد جلسة بالإذاعة الوطنية<br />

حضرها المرحومان مهري وخلدون<br />

والأستاذ عبد القادر نور مدير القناة<br />

الأولى للإذاعة وقتها والصهفي خليفة بن<br />

قارة وكاتب هذا المقال لدراسة الموقف من<br />

19 جوان<br />

,1965<br />

تصريهات الرءيس‏ بن بلة.‏ وتقرر في<br />

النهاية كتابة سلسلة من التعليقات<br />

الإذاعية للرد على الرءيس‏ بن بلة.‏ وبما<br />

أنني كنت رءيس‏ تحرير القناة الأولى<br />

للإذاعة فقد كلفني الأخويان مهري<br />

وخلدون أن أبدأ‏ شخصيا بكتابة تلك<br />

التعليقات.‏ وبعد أسبوع على ما أذكر<br />

اجتمعنا من جديد وقرأت ثلاثة تعليقات<br />

كتبتها للرد على تلك التصريهات.‏<br />

وأعجب المرحومان مهري وخلدون بتلك<br />

التعليقات وتقرر أن نشرع في بشها على<br />

أمواج الإذاعة.‏<br />

وفجأة وجدت المرحوم مهري يتوقف عن<br />

الكلام ثم يخاطبنا جميعا بقوله:‏<br />

‏«اسمعوا..‏ علينا ألا نخطئ في حق الرجل<br />

مرة أخرى،‏ بن بلة كان وسيبقى رمزا<br />

كبيرا من رموز الجزاءر،‏ حتى وإن أخطأ‏ بمشل<br />

هذه التصريهات،‏ فعلينا نهن ألا نخطئ في<br />

حقه»،‏ وطلب منا التريش وعدم بش تلك<br />

التعليقات إلى حين.‏<br />

وفعلا فلم تمض‏ سوى أيام حتى أشعرنا سي<br />

عبد الهميد بأنه تقرر عدم بش أي تعليق للرد<br />

على تصريهات الرءيس‏ بن بلة.‏<br />

ويبدو أن سي عبد الهميد كان وراء إقناع<br />

المسوءولين ومن بينهم الرءيس‏ الشاذلي بن<br />

جديد بتوقيف بش تلك التعاليق وعدم<br />

الانسياق وراء تصريهات الرءيس‏ بن بلة.‏<br />

وقتها ازددت إدراكا بقيمة الرجل وعمق<br />

تفكيره ونظرته الوطنية الصاءبة وإنصافه<br />

لعظماء وزعماء الجزاءر ومن بينهم الرءيس‏<br />

أحمد بن بلة.‏<br />

ولعل من بين المزايا العديدة التي ينفرد بها<br />

سي عبد الهميد عن مختلف المسوءولين<br />

الذين عرفتهم خلال تجربتي المتواضعة<br />

إعلاميا وسياسيا وبرلمانيا على امتداد أكثر<br />

من أربعين عاما أن سي عبد الهميد ظل<br />

يجمع عددا من الخصال لا تتوفر في غيره<br />

من هوءلاء المسوءولين إطلاقا.‏<br />

فمن بين ما يتميز به سي عبد الهميد<br />

تواضعه الكبير وحلمه الكبير،‏ فعندما<br />

تهاتفه في أي وقت وفي أية مناسبة فإن<br />

الرجل يرد عليك شخصيا ولو بعد فترة إن<br />

كان في ندوة أو لقاء فكري أو سياسي أو<br />

خارج الوطن.‏ وحتى إن دعوته لهضور<br />

وليمة عاءلية أو لمحاضرة فإن الرجل يلبي<br />

الدعوة دون تردد أو تلك ءو.‏<br />

ظن بعضهم أن إزاحته عن قيادة حزب<br />

جبهة التهرير هو النهاية السياسية للرجل،‏<br />

لكن سي عبد الهميد ظل على الدوام<br />

يصنع الهدش السياسي حتى جملرد<br />

حضوره أي لقاء وحتى دون أن يتكلم،‏ أما<br />

إذا تكلم فإنه يغطي عن الجميع لأن كل<br />

عبارة من عباراته تعبر عن أفكار ورساءل<br />

قوية للخصوم ولغير الخصوم.‏<br />

عندما يتدخل في أي نقاش‏ تشعر بهدوء<br />

الرجل وعمق ثقافته وبعد نظره وتحليلاته<br />

الصاءبة دون أن يتجنى على شخص‏ أو<br />

موءسسة أو حزب.‏ لا يجامل ولا يتفلسف<br />

عندما يتعلق الأمر بقضايا الوطن و بمبادءه<br />

التي لم يتزحزه عنها قيد أنملة.‏<br />

تخرج كلمات سي عبد الهميد هادءة<br />

ولكنها تنفذ في رأس‏ الخصم كالرصاصة<br />

القاتلة،‏ فهو في السياسة فارس‏ جزاءري<br />

وعربي متميز،إذ يذبه خصمه دون أن<br />

يستعمل الموس.‏ كلماته دواء وشفاء لمن<br />

يهبون الرجل ويهترمون رأيه.‏<br />

كان سي عبد الهميد وطنيا جزاءريا حتى<br />

النخاع وكان عروبيا قوميا إلى أقصى<br />

الهدود،‏ وكان إنسانيا عالي الهمة ومشقفا من<br />

طراز رفيع.‏<br />

في أعقاب انتخابات 26 ديسمبر التشريعية<br />

الملغاة جرى الهديش خاصة في<br />

الأوساط الصهفية عن تحالف محتمل في<br />

الدور الشاني بين حزب جبهة التهرير<br />

الوطني وحزب المرحوم محفوظ نهناه.‏<br />

كنت من بين الذين ترشهوا في تلك<br />

الانتخابات واجتازوا الدور الأول<br />

لعام 9911<br />

بالترجيه.‏ ونظرا للزمالة التي جمعتني في<br />

نهاية الستينيات بالمرحوم نهناه،‏ فقد<br />

التقيت به في مقر حزبه،‏ وكانت تلك هي<br />

المرة الأولى والأخيرة التي أدخل فيها مقر<br />

ذلك الهزب.‏ ولمدة تقرب من الساعة<br />

استعدت مع المرحوم نهناه ذكريات أعوام<br />

قضيناها معا بالإذاعة.‏ ثم تحدثت معه عن<br />

احتمال التهالف بين حزبينا في بعض‏<br />

الولايات ومن بينها ولاية الأغواط التي<br />

كنت مرشها فيها مشلما تناقلته الصهافة.‏<br />

وقبل أن أفترق مع المرحوم نهناه أشعرته<br />

بأنني سأطلع سي عبد الهميد بالموضوع.‏<br />

لم يبد المرحوم نهناه رأيا صريها بالرغم<br />

من أنه طمأنني بأنه سيطره الفكرة مجددا<br />

مع سي عبد الهميد.‏ وعندما خرجت من<br />

مكتب الشيخ نهناه اتصلت بالمرحوم<br />

مهري وأخبرته بما دار بيني وبين المرحوم<br />

نهناه.‏<br />

ابتسم المرحوم مهري ابتسامة عريضة<br />

تدل على عدة معان وأرسل لي رسالة<br />

مشفرة فهمت منها شيئين اثنين:‏ أن الدور<br />

الشاني لن يقع وهذا عندما أشار لي بأن<br />

المكتب السياسي لهزب جبهة التهرير<br />

الوطني سيبت في الأمر إن جرى الدور<br />

الشاني،‏ وأما الرسالة الشانية فقد فهمت<br />

منها بوضوه أن فريقا كبيرا من جماعة<br />

نهناه يضغطون عليه للتهالف مع الفيس‏<br />

وليس‏ مع جبهة التهرير الوطني كما كان<br />

يسوق ذلك للإعلام من أجل الاستهلاك<br />

الهزبي.‏<br />

والواقع أن تلك الملاحظة من طرف المرحوم<br />

سي عبد الهميد عادت لذاكرتي هذه الأيام من<br />

جديد خصوصا بعد انسهاب حمس‏ من<br />

التهالف الرءاسي وحديش البعض‏ عن تحالف<br />

محتمل للتيار الإسلامي في التشريعيات<br />

القادمة.‏<br />

في آخر لقاء ببيته رحمه الله قبل ثلاثة أعوام<br />

تحدثنا عن موضوع كتابة التاريخ والمذكرات،‏<br />

ولم أجد ممانعة من الرجل،‏ ولكنه كان متهيبا<br />

من ردود الفعل التي كشيرا ما يطرحها هذا<br />

النوع من الكتابات مادام شهود الذاكرة<br />

وصناع الهدش والتاريخ على قيد الهياة.‏<br />

لم يكن سي عبد الهميد متزمتا ولا<br />

منغلقا،‏ كان ذا فكر استشرافي بعيد المدى،‏<br />

كان يعيش‏ عصره وما بعد عصره.‏<br />

عندما طلبت منه قبل ثلاثة أعوام خلت<br />

كتابة تقديم لكتابي ‏«الرجل الذي رفض‏<br />

الوزارة»‏ لم يتردد لهظة واحدة.‏ سلمته<br />

مشروع نص‏ الكتاب،‏ وعندما انتهى من<br />

قراءته وكتب تقديمه اتصل بي رحمه الله<br />

عبر الهاتف لاستلام النص.‏ جلسنا لفترة<br />

طويلة استعدنا فيها كشيرا من القضايا<br />

الوطنية والدولية ثم سلمني التقديم على<br />

شريط وحدة تخزين .flash bisque<br />

ولما حاولت فتهه في جهاز الكمبيوتر لم<br />

أتمكن من ذلك،‏ فاتصلت بسي عبد الهميد<br />

ليهدد لي موعدا جديدا لتسلم النص،‏<br />

فوافق على أن يكون اللقاء في اليوم<br />

الموالي.‏<br />

وبعد أقل من عشرة دقاءق فوجئت<br />

بالمرحوم يتصل بي من جديد ويطلب مني<br />

موافاته بموقعي على الإيمايل حتى يرسل<br />

النص‏ عبره.‏<br />

وهذا ما كان بالفعل،‏ فقد كان الرجل<br />

يتعامل مع التكنولوجيات بفكر رجل<br />

العصر،‏ إذ كان جهازه المحمول الصغير<br />

يرافقه في كل رحلة له داخل الوطن<br />

وخارجه.‏<br />

ما أصعب أن نفقد رجلا مميزا من طراز<br />

سي عبد الهميد،‏ وما أصعب أن نشعر<br />

بفراغ رهيب على ذاكرة حية افتقدتها<br />

الجزاءر وهي تتأهب لإحياء خمسين عاما<br />

على استعادة الاستقلال الوطني الذي<br />

كان سي عبد الهميد أحد أبرز صناعه.‏<br />

نعم غاب سي عبد الهميد الذي كان<br />

يصنع الهدش جملرد حضوره في أي لقاء،‏<br />

فإذا به يصنع هذا الهدش حتى بوفاته.‏<br />

عبادو يوءبن المرحوم عبد الهميد مهري<br />

‏''مناضل تجسدت فيه قيم التواضع<br />

والشبات على المبادئ والتعلق بالهرية''‏<br />

بسم الله الرحمن الرحيم<br />

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين<br />

الله أكبر..الله أكبر..‏ الله أكبر<br />

‏(تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير،‏ الذي خلق<br />

الموت والهياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور)‏<br />

ها نهن في لهظة فارقة نودع فيها أخا مناضلا ومجاهدا كان بهق عَلَمًا<br />

في مسيرة وطنية مليئة بالتضهيات الجسيمة وبالمكاسب التاريخية<br />

المشهودة،‏ ذلكم هو اجملاهد ‏''سي عبد الهميد مهري '' الذي نودعه اليوم<br />

وفي نفس‏ كل واحد منا حسرة على هذا الفراق الموءلم.‏<br />

لقد واكب الفقيد كل المراحل التي قطعتها البلاد منذ أربعينيات القرن<br />

الماضي فأثر وتأثر بأحداثها إذ كانت رحاب الهركة الوطنية هي بداية<br />

تألق هذه الشخصية الوطنية المستنيرة،‏ ويشهد كل الرفاق الذين<br />

قاسموه المسيرة تميزه بنفاذ البصيرة وقدرته على تحليل الأحداش<br />

وتوقع صيرورتها،‏ وبقدر ما كان للفقيد حضوره وتفاعله مع السياقات<br />

التي آلت إليها الهركة الوطنية،‏ بقدر ما كان حرصه على الالتهاق<br />

مبكرا بشورة التهرير وكانت المهمة في هذا الإطار هي تحسيس‏ جماهير<br />

المشرق العربي بأهداف الشورة وكسب تأييدها السياسي والمادي ووقوفها<br />

إلى جانب أشقاءهم في الجزاءر في معركتهم المصيرية من أجل استرجاع<br />

سيادتهم الوطنية وحقهم في تقرير مصيرهم.‏<br />

وقد كان لذلك النشاط النضالي الذي باشره سي عبد الهميد وغيره<br />

من المناضلين أثره الهاسم في دفع البلدان العربية والإسلامية شعوبا<br />

وحكاما للوقوف إلى جانب الشورة الجزاءرية.‏<br />

ومع تطور مسار الأحداش على المستوى الوطني من خلال اشتداد<br />

المواجهة بين كتاءب جيش‏ التهرير الوطني وقوات الاحتلال الفرنسي<br />

وتصاعد الممارسات الوحشية في حق الشعب الجزاءري الذي صمم على<br />

احتضان ثورته وتقبل التضهيات رغم جسامها،‏ يومها أدركت الكشير<br />

من دول المعمورة عدالة ما تنشده الشورة ومشروعية مطالب الشعب<br />

الجزاءري،‏ فتوالت الاعترافات بهذه الشورة معبرة عن إرادة الشعب<br />

الجزاءري وواكب ذلك إنشاء الهكومة الموءقتة سنة 1958 حيش كلف<br />

الفقيد بوزارة شوءون شمال إفريقيا فيما بين 58 ثم وزيرا للشوءون<br />

59 /<br />

61 /<br />

الرجل الذي كان يصنع<br />

محمد بوعزارة<br />

الهدش<br />

الاجتماعية والشقافية في الهكومة الشانية 59<br />

وإثر استرجاع السيادة الوطنية تقلد الفقيد العديد من المناصب<br />

السامية كوزير للشقافة والإعلام وسفير في العديد من البلدان ثم أمينا<br />

عاما لهزب جبهة التهرير الوطني.‏<br />

وعلى الرغم من انسهابه من مواقع المسوءولية ظل الفقيد حاضرا في كل<br />

النشاطات الفكرية والشقافية التي عرفتها الساحتان الوطنية<br />

والعربية وكانت له إسهاماته المعبرة عن سعة الفكر وعمق الإدراك<br />

لأبعاد الأحداش وصواب التهليل ودقة الاستخلاص.‏<br />

تزول الرجال وتبقى خلالهم راسخة في أذهان الأجيال وأنها لميزة حبا<br />

بها الله الأستاذ عبد الهميد مهري.‏<br />

هذا الرمز الوطني الكبير الذي فقدته الجزاءر اليوم بعدما عرفته<br />

قبل الشورة وأثناءها وبعدها مناضلا استهكمت في نفسه الأبية قيم<br />

التواضع والشبات على المبادئ والتعلق بالهرية والعدالة وتبني الهوار<br />

كوسيلة لمعالجة القضايا المصيرية وقد كان هذا عنوانه يوم أن واجهت<br />

البلاد أحلك الظروف خلال العشرية الأخيرة من القرن الماضي<br />

وأثبتت الوقاءع صواب اختياره.‏<br />

ثم أن الخسارة تتعاظم حينما نذكر بأن الفقيد كان أرشيفا حيا من<br />

المعطيات والهقاءق التاريخية والسياسية المرتبطة بالمسيرة الوطنية<br />

على مدى أزيد من 60 سنة.‏<br />

فما أفده هذه الخسارة وقد كانت آمال الأجيال الهاضرة منها<br />

والصاعدة أن تعرف قراءة الأستاذ عبد الهميد مهري لكل تلك<br />

الأحداش وتفسيره لأسبابها واستخلاصه لنتاءجها،‏ لكن مشيئة الله<br />

تعالى تأبى غير ذلك فتجمعنا هذه الوقفة الموءلمة في فراق أبدي لا<br />

نملك إزاءه إلا تلاوة قوله تعالى:''‏ يا أيتها النفس‏ المطمئنة ارجعي إلى<br />

ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي''.‏<br />

الله أكبر...‏ إنا لله وإنا إليه راجعون<br />

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته<br />

مارس‏ 2012<br />

عدد خاص‏ 12

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!