UÉN OóY
UÉN OóY
UÉN OóY
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
عدد خاص 16<br />
مارس 2012<br />
جوانب خفية<br />
الأستاذ عبد ا<br />
● من الصعب أن ينفته صدر المرء، وينطلق سيلان<br />
قلمه وهو ما يزال يتجرع آلام صدمة فراق عزيز عليه.<br />
فالكلمات، في مشل هذه المواقف العصيبة، تبدو<br />
رافضة للانصياع والتطويع، والذاكرة تأبى<br />
الاستمطار لإسالة مخزونها، وبعشه في صوّر كاملة<br />
يمكن توظيفها لتسويد السطور.<br />
ولد الأستاذ عبد الهميد مهري رحمه الله في مدينة<br />
الخروب القريبة من ولاية قسنطينة يوم أفريل<br />
1926م، حيش كان والده الشيخ عمار مهري المولود<br />
في سنة 1887م بمدينة الهروش إماما وخطيبا ومدرسا<br />
بجامع هذه المدينة التي زرع فيها بذور نهضة عارمة<br />
لم تعرفها من قبل.<br />
وحسب ما ترويه إحدى عماتي التي تزيد عن الأستاذ<br />
عبد الهميد عمرا، فإن والدها الشيخ عمار قصد<br />
معلمه الشيخ أحمد الهبيباتي بعد مولده ينبئه اتساع<br />
بيته بمقدم مولود جديد من جنس ذكر، فأشار عليه أن<br />
يدعوه باسم: عبد الهميد.<br />
شارك جد والده الشيخ عبد الله في ثورة الشيخ ابن<br />
الهداد وثورة الشيخ المقراني الشعبيتين مجاهدا<br />
ومدافعا عن حياض الجزاءر من دنس الاستعمار<br />
الفرنسي. وكانت تربطه بهذا الأخير علاقة مصاهرة.<br />
جلس والد الأستاذ عبد الهميد مهري متعلما لفترة من<br />
الزمن في مدينة قسنطينة في حلقات شيوخ كثر،<br />
منهم الشيخ حمدان الونيسي موءدب الشيخ عبد<br />
الهميد بن باديس. وما أن أكمل مراحل تعلمه، حتى<br />
سطع نجمه عاليا، وأصبه فقيها يقصده الناس<br />
للاستفتاء وأديبا ذا سمعة ومكانة. وكان يجمع بين<br />
الكتابة النثرية ونظم سباءك الشعر. وكان ينشر<br />
قصاءده في جريدة زالفاروقس لصاحبها عمر بن<br />
قدور الجزاءري وفي بعض الجراءد الشامية بوساطة<br />
من صديقه السيد محمد بن الرودسلي الذي هاجر إلى<br />
أرض الشام قبيل الهرب العالمية الأولى. وكانت أشعاره تجد<br />
لنفسها مكانا على صفهات جريدة ''النجاه'' وجريدة<br />
زالصديقس وجريدة ''الإقدام'' التي أسسها صديقه الأمير<br />
خالد حفيد الأمير عبد القادر الجزاءري. وكانت عرى<br />
صداقته متينة مع هذه الأخير الذي لم يكن يستبط القدوم<br />
إلى الشيخ عمار مهري زاءرا قبل نفيه من طرف السلطات<br />
الاستعمارية الفرنسية إلى سوريا خوفا من تأثير تحركاته<br />
على استتباب الأوضاع.<br />
من مواقف الشيخ عمار مهري، وهو مقيم في مدينة<br />
الخروب، وقوفه الشجاع في وجه الإدارة الفرنسية يوم أن<br />
أصدرت قرار التجنيد الإجباري المسلط على الشباب<br />
الجزاءريين. فأسرع بتهرير عريضة رفض واحتجاج شدد<br />
فيها اللهجة التي أعابت القرار الظالم، وأمضاها أعيان<br />
وأحرار مدينة الخروب وضواحيها، ورفعوها في وجه الوالي<br />
العام بالجزاءر العاصمة. وكذلك، فعل الشيخ المعروف عبد<br />
الهليم بن سماية ووجهاء مدينة الجزاءر.<br />
في عام 1926م، انتقل الشيخ عمار إلى مدينة وادي الزناتي<br />
بولاية قالمة ليتولى الإمامة والخطابة والتدريس بمسجدها.<br />
ولم يكن سن ابنه عبد الهميد، آنذاك، يتعدى ثلاثة أشهر.<br />
وسرعان ما أرسى في مستقره الجديد حركة علمية واسعة<br />
تجاوب معها سكان المدينة. وبفضل جده واجتهاده، أصبهت<br />
مدينة وادي الزناتي محط أنظار طلبة العلم الذين كانوا<br />
يتقاطرون عليها من نواحي عديدة. وكانت دروس الشيخ<br />
عمار موزعة على مختلف العلوم ومقتبسة من المناهج<br />
الدراسية المعتمدة في جامع الزيتونة. ومن تلاميذه، في هذه<br />
الفترة الزمنية، الشيخ محمد الراشدي والشيخ عبد الرحمن<br />
بن العقون ونجله الشيخ المولود مهري.<br />
لم تمض سوى سنة واحدة، حتى خامرت ذهن الشيخ عمار<br />
مهري فكرة توسيع مسجد مدينة وادي زناتي لما وقف على<br />
ضيقه أمام تزايد أعداد المصلين. وكتبت جريدة النجاه في<br />
03<br />
أحد أعدادها المنشورة سنة 1927م تنب قراءها بما هو عاقد<br />
العزم على تحقيقه قاءلة( :تم في وادي الزناتي تأسيس جمعية<br />
خيرية هدفها توسيع صهن الجامع الأعظم. وقد ألقى الإمام<br />
19<br />
لا أريد لهديشي عن الأستاذ عبد الهميد مهري رحمه الله الذي سار راضيا إلى ضيافة الرحمن ج<br />
مجال عاءلي محصور؛ ذلك لأن رجلا من أمشال فقيدنا لم يعش لنفسه وعاءلته، فهسب. وإنما أمضى ك<br />
الظلم الذي سيلهق به بعد مماته لو ننظ<br />
الأستاذ: عبد القادر بن الم<br />
حين أنهيت دراستي كطالب متعاقد مع المدرسة العليا للأساتذة، قصدت ا<br />
التعليم الشانوي لمادة الرياضيات من وزارة التربية الوطنية. قضيت اللي<br />
لوزارة التربية الوطنية. وفي الصباه توجهت برفقته إلى الوزارة، ولما وص<br />
مقابلة، قاءلا لي: من هناك يمكنك الهصول علي تعيينك. توجهت وحيد<br />
من المتعاقدين الأجانب الذين جاوءوا لنفس الغرض الذي جئت من أجله. و<br />
لأتمكن من سهب تعييني .لم يوص عمي عبد الهميد أحدا للنظر في أمري،وأنا واق<br />
وأنظر على أي وجه يصه. وبعد تفكير، وعيت الرسالة التي أراد أن يبلغها لي، وف<br />
المنصب الذي يهتله عمي كمسوءول سام في وز<br />
مهري عمار خطابا في المصلهين نصههم بالمساعدة؛ لأنها<br />
تعود على عامة المسلمين.)<br />
كتب، وقتها، لأحد الصهفيين التونسيين المراسلين لجريدة<br />
تونسية أن يعرّج على مدينة وادي الزناتي، فابتهج لمَا رأى بها<br />
من نهضة واعدة في اجملالين التربوي والتعليمي، وكتب مقالة<br />
لإشاعة تلك الصورة التي أعجب بها منهها عنوان( :يوجد<br />
في النهر ما لا يوجد في البهر.)<br />
كُتب للشيخ عمار مهري أن ينتقل إلى الرفيق الأعلى في يوم<br />
أفريل من سنة 1933م عن عمر ناهز ستا وأربعين<br />
سنة مخلفا الصغير عبد الهميد في السابعة من عمره. فتولى<br />
كفالته أخوه الشيخ المولود مهري الذي شغل منصب والده<br />
المتوفي، وخلفه في الإمامة والخطابة والتدريس. واستطاع أن<br />
يهافظ على أنفاس الاستفاقة النهضوية التي دأبت حرارتها<br />
في أوصال مدينة وادي الزناتي، وانتقل شعاعها إلى<br />
الضواحي اجملاورة لها. وفي سنة 1938م، أقدم الشيخ المولود<br />
على إنشاء مدرسة التهذيب الهرة بمعية رفيقه في المسيرة<br />
الإصلاحية الشيخ عبد الرحمن بن العقون وبمساعدة جماعة<br />
من أكابر المدينة المتنورين.<br />
ترعرع الفتى عبد الهميد مهري في هذا الجو الهركي المتماوج<br />
(46)<br />
الذي لا يعرف السكون. والتهق، كبقية أبناء جيله، بالكتّاب<br />
القرآني حيش أتم حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ الطاهر<br />
بومدين الذي كان يهفّظ الصبيان آي الذكر الهكيم في بيت<br />
أجره عن السيد عيسى بن مهيدي. ولما أكمل الفتى عبد<br />
الهميد ختم آيات المصهف الشريف، لم يكن عمره يتجاوز<br />
ثلاش عشرة سنة. واستكمالا لدورته التعليمية، التهق<br />
بمدرسة التهذيب الهرة بعد إنشاءها، وتتلمذ في رحابها على<br />
أيدي كل من الشيخ العربي عجالي الصاءغي والشيخ إبراهيم<br />
الزراري والشيخ عبد الرحمن بن العقون. ثم تصدى بنفسه<br />
تلقين الصبيان القرآن الكريم قبل انضمامه إلى هيئة التدريس<br />
في مدرسة التهذيب.<br />
انشغل الأستاذ عبد الهميد مهري بأدبيات الهركة الوطنية<br />
التي كان الترويج لها يجري في سرية وحذر، وانضم إليها في<br />
سن السادسة عشر. وراه يبشر لأهدافها ويستجلب لها<br />
الموءيدين والأنصار، ويشق لها الروافد التي تغذيها وتعضدها.<br />
ورغم تع<br />
أيضا، م<br />
على الف<br />
الضياء.<br />
التهق ال<br />
الشهيد<br />
الدراسة<br />
مواظبة<br />
الهركة ال<br />
الطلبة ا<br />
في تنظي<br />
المولود<br />
استمر ال<br />
والنضال<br />
جمعية ال<br />
الاستعما<br />
بسبب ن<br />
للاستقرا<br />
تحد وعنا<br />
المنار.<br />
لما أحكم<br />
انطلق، و<br />
معلم. و<br />
ومن اكت<br />
الإيطالية<br />
الجانب،<br />
الإبهار<br />
الموضو<br />
في بداية<br />
واقتيد ٕا<br />
سراحه.<br />
تمكن من<br />
بونوا<br />
طويل ع<br />
ît<br />
“<br />
صورة الشيخ المولود مهري<br />
1908 1994<br />
أخ ومربي الأستاذ عبد الهميد مهري<br />
صورة نادرة للأستاذ عبد اله<br />
مطربشا<br />
وهو في عشرينيات عم