12.02.2015 Views

UÉN OóY

UÉN OóY

UÉN OóY

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

عدد خاص‏ 6<br />

مارس‏ 2012<br />

كنت لنا بمشابة المرشد<br />

والمرجع،‏ نهرع لاستشارتك<br />

والاستئناس‏ برأيك<br />

‏''صوت الأحرار''‏ تزور عاءلة الراحل وتلتقي بابنه سهيل<br />

مهري الأب كان ديمقراطيا<br />

في المنزل..علمنا العفوية والتواضع<br />

● قهرتنا الموت وأفجعتنا المنيّة بتغييب رجل<br />

من أعظم رجالات الجزاءر،‏ عقله وحلمه يزنان<br />

جبال الجزاءر رزانة وحكمة وصوابا ورَشَدَا،‏<br />

يستقرئ الأحداش ويستشرف الآفاق ويبني<br />

النتاءج على المقدمات بفراسة وبصيرة<br />

نادرتين.‏<br />

إن هذا الرجل الذي تفقده الجزاءر ويرحل عنا<br />

اليوم إلى دار الخلود هو أستاذ الأجيال،‏<br />

المناضل الكبير،‏ اجملاهد سي عبد الهميد<br />

مهري،‏ تغمده الله بواسع رحمته و اسكنه<br />

فسيه جنانه.‏<br />

إنّ‏ الرزء عظيم والمصاب جلل والفاجعة<br />

كبيرة لكن لا راد لقضاء الله جلت قدرته<br />

وعلت إرادته وسمت مشيئته.‏<br />

إنّ‏ سي عبد الهميد مهري،‏ قضى معظم<br />

حياته في الجهاد وأفنى عمره في النضال،‏<br />

سواء في إطار الهركة الوطنية أين كان<br />

عضوا في اللجنة المركزية لهركة انتصار<br />

الهريات الديمقراطية أو في جبهة التهرير<br />

الوطني منذ إخلاء سبيله من سجون فرنسا<br />

سنة وتبوأ‏ أعلى المناصب في هيئاتها<br />

وهياكلها،‏ فلقد كان عضوا في اجمللس‏<br />

الوطني للشورة الجزاءرية المنبشق عن موءتمر<br />

الصومام وعضوا في لجنة التنسيق والتنفيذ<br />

الشانية ووزيرا في الهكومة الموءقتة<br />

للجمهورية الجزاءرية،‏ وبعد استرجاع<br />

الاستقلال واصل كفاحه ونضاله في خدمة<br />

الجزاءر في العديد من المواقع والقطاعات،‏ في<br />

التربية الوطنية وفي الهزب و الدولة وفي<br />

الدبلوماسية.‏<br />

لم يهصل لي الشرف أن أتعرف على سي<br />

عبد الهميد مهري إلا بعد أحداش أكتوبر<br />

بعدما استدعاه الرءيس‏ الشاذلي بن<br />

جديد ذكره الله بخير من الرباط،‏ وكلفه<br />

بالأمانة العامة لهزب جبهة التهرير الوطني،‏<br />

ففي هذه الفترة اقتربت منه عن كشب،‏<br />

والهزب العتيد يعيش‏ الأهوال والمحن وكل<br />

السهام والنبال والرماه تنهال عليه،‏<br />

وتصوب في اتجاهه لتنال منه،‏ تروم<br />

التخلص‏ منه والقضاء عليه ، تارة بزعم<br />

كونه تراثا مشتركا لجميع الجزاءريين وطورا<br />

بتهميله كل السلبيات.‏<br />

لقد وقف سي عبد الهميد في وجه المتآمرين<br />

على الجبهة والساعين لإحالتها إلى المتهف<br />

كهرم باسق وطود شامخ وجبل شاهق،‏ لا<br />

يريم ولا يبره ولا يتزحزه،‏ رافضا تجريم<br />

جبهة التهرير الوطني،‏ داعيا إلى تعيين لجنة<br />

من خبراء حياديين لتقييم تجربة الجزاءر في<br />

1989<br />

1962<br />

1955<br />

,1988<br />

بقلم:‏ محمودخذري<br />

ظل تسيير الجبهة لها من إلى<br />

مُبديا استعداده لتهمل مسوءولية ما قد<br />

يسفر عنه تقرير الخبراء.‏<br />

لقد أثرى سي عبد الهميد قاموس‏ الهياة<br />

السياسية وأغناه،‏ فهو الذي أبدع<br />

مصطلهات ‏«الأزمة العميقة المتعددة الأبعاد<br />

والجوانب»‏ و«ضرورة نبذ التبشير بالخطاب<br />

الكارثي»‏ والدعوة إلى الهوار الشامل المعمق<br />

دون إقصاء أو تهميش،‏ نبذ العنف وعدم<br />

استعماله للوصول إلى السلطة أو البقاء<br />

فيها إلى غير ذلك من المفاهيم والمصطلهات<br />

التي كان هو مبدعها وموءلفها،‏ ومنذ ابتعاده<br />

عن قيادة الهزب،‏ أصيبت الساحة السياسية<br />

وخاصة الهزبية منها بالقهط والجدب<br />

والتجريف.‏<br />

إن سي عبد الهميد مهري،‏ رحمه الله،‏ كان<br />

على الدوام أيام اشتداد الأزمة،‏ يدعو إلى<br />

الهوار وتغليب الهكمة،‏ ونبذ العنف<br />

والاحتكام إلى العقل.‏<br />

لقد تقدم بي العمر واشتعل رأسي شيبا،‏<br />

غير أنني ما عرفت في حياتي رجلا راجه<br />

العقل،‏ نافذ البصيرة،‏ ثاقب الروءية،‏ ذا فراسة<br />

حادة مشل سي عبد الهميد مهري،‏ رحمه<br />

الله،‏ كما أنني لم أعرف رجلا شهما نبيلا،‏<br />

دمش الأخلاق،‏ حسن السيرة،‏ حلو المعشر،‏<br />

متساميا في سلوكه،‏ ذا مروءة وهمة عالية،‏<br />

زاهدا قنوعا،‏ مترفعا عن الصغاءر،‏ صابرا<br />

أمام الكباءر،‏ ثابتا أمام العظاءم،‏ كما أنني ما<br />

عرفت رجلا يأسرك بهلو حديشه ويفرض‏<br />

عليك بجم أدبه،‏ وسمو أخلاقه،‏ احترامه<br />

وتقديره مشل سي عبد الهميد مهري.‏<br />

لقد كنت يا سي عبد الهميد توصينا،‏ في<br />

اجتماعات الهزب،‏ وسفينة جبهة التهرير<br />

الوطني تعبش بها الأمواج العاتية،‏ قصد<br />

إغراقها وتستهدفها العواصف وتتوالى<br />

عليها القواصف،‏ بغرض‏ خرقها،‏ في تلك<br />

السنين الخوالي،‏ بضرورة التهلي بالصبر<br />

والتجلد ومقاومة الإحباط ورفض‏ اليأس،‏<br />

والشبات على المواقف،‏ وكنت على الدوام<br />

تشد من أزرنا وترفع من معنوياتنا بقولك<br />

‏«إن دوام الهال من المحال،‏ وأن الأيام ستدور»‏<br />

وقد أمد الله في عمرنا وعشت معنا،‏ وتمر<br />

السنون وتتوالى الأعوام وتدور الأيام كما<br />

كنت تبشرنا وتعود إلى الجبهة عزتها<br />

وسوءددها وخسئ المتربصون بها المتآمرون<br />

عليها.‏<br />

سي عبد الهميد،‏ لقد فارقتنا ورحلت عنا من<br />

دار الفناء إلى دار البقاء،‏ ونهن لا نقوى على<br />

فراقك ولا نطيق وداعك فلقد كنت لنا بمشابة<br />

المرشد والمرجع،‏ نهرع لاستشارتك<br />

والاستئناس‏ برأيك كلما استشكلت علينا<br />

الأمور،‏ وها أنت ترحل عنا ورغم ما بلغناه<br />

من السنين،‏ فإننا نشعر بالهسرة واللوعة<br />

والألم ونهس‏ بأننا في أمس‏ الهاجة لوجودك<br />

بين ظهرانينا.‏<br />

إنّ‏ فقدانك أيها الفقيد الغالي يشكل خسارة<br />

كبرى للأمة كلها،‏ فأنت واحد من أبرز<br />

حكماءها وعقلاءها وأعيانها،‏ فضلا عن أنك<br />

من كبار روادها في النضال والجهاد.‏<br />

فلتترجل أيها الفارس‏ المغوار،‏ ولتنم قرير<br />

العين،‏ مطمئن البال،‏ يا أغلى وأعز الرجال،‏<br />

لقد قضيت عمرك مناضلا،‏ مجاهدا،‏ مكافها<br />

تحمي الهمى وتذود عن حياض‏ الوطن<br />

وتنافه عن قيم الأمة وتدافع عن ثوابتها،‏<br />

فما قعدت مع القاعدين،‏ وما تخلفت مع<br />

المتخلفين،‏ وما قصّرت مع المقصّرين،‏ فلتتبو ‏ٔا<br />

مقعدك إن شاء الله في جنات عدن تجري من<br />

تحتها الأنهار،‏ مع النبيين والصديقين<br />

والشهداء والصالهين وحسن أولئك رفيقا .<br />

أمّا نهن أبناوءك المناضلين الذين تربوا على<br />

يديك في جبهة التهرير الوطني،‏ لا نقول<br />

لك وداعا ولكن سلاما،‏ تأبى النفس‏ أن تراك<br />

عديما.‏<br />

‏«يا أيتها النفس‏ المطمئنة،‏ ارجعي إلى ربك<br />

راضية مرضية،‏ فادخلي في عبادي وادخلي<br />

جنتي»‏ .<br />

صدق الله العظيم<br />

وزير العلاقات مع البرلمان<br />

علمنا العفوية وأن نكون على طبيعتنا ولم يعلمنا الزيف والتنكر لا<br />

لشخصيتنا ولا لهويتنا،‏ التعامل بنزاهة وبكل شفافية،‏ بهذه العبارات،‏<br />

وبعفوية أخرى تعبر عن ذاك الشبل من ذاك الأسد،‏ فضل مهري الابن وهو<br />

يستضيف ‏«صوت الأحرار»‏ في البيت العاءلي،‏ أن يتهدش عن الراحل،‏ فقيد<br />

الوطن،‏ سي عبد الهميد مهري رحمه الله.‏<br />

● أسالت وفاة عبد الهميد مهري،‏ كشيرا من الهبر،‏ هذا<br />

الرجل الذي استطاع أن يكون حاضرا في قلوب من<br />

أحبوه وفي ذاكرة من خاصموه،‏ سمي برجل الإجماع<br />

ورجل الوطنية،‏ تاريخ عريق لم يزد من شخصيته إلا<br />

تواضعا على تواضع،‏ أذهل البعيد قبل القريب والعدو<br />

قبل الصديق،‏ وهو ما جعله يرقى الى مراتب عليا،‏ فتبوأ‏<br />

مكانة في صفهات تاريخ رجال هذا الوطن،‏ ذكرت وما<br />

تزال تذكر خصال هذا الرجل الذي حمل هموم الجزاءر في<br />

قلبه ومات وهو يتنفس‏ هواءها في صدره.‏<br />

إن الهب والتقدير الذي يهمله أبناء هذا الوطن لمشل<br />

هوءلاء الرجال العظام الذين يعبرون عن ذاكرة الأمة<br />

والوطن،‏ يدفع إلى بهش عن مزيد من ملامه هذه<br />

الشخصية،‏ عطش‏ لا يعرف ظمأ‏ ورغبة حارقة،‏ كانت<br />

وراء زيارة إلى بيت الراحل سي عبد الهميد بهيدرة.‏<br />

تسعة أيام بعد رحيل الرجل،‏ وجراه كل من أحبوه ما<br />

فتئت تندمل،‏ كان ولا بد من جرأة كبيرة لزيارة عاءلة<br />

الفقيد والجلوس‏ على ماءدتها المتواضعة،‏ تواضع رسالة<br />

الرجل الخالدة وبابتسامة كلها رضا عن قضاء الله<br />

وقدره،‏ تسارعت الخطى نهو قاعة الاستقبال،‏ وقبل<br />

الخوض‏ في أي كلام وبكل عفوية فضل سهيل،‏ أن<br />

يصب القهوة ويكرم ضيوفه،‏ هي عادة رسخها مهري<br />

الأب في قلب العاءلة التي تنبض‏ بمبادئ الوطنية والتي<br />

نهلت من الراحل كشيرا من القيم وتشبعت بروه الوطن.‏<br />

ربما بكشير من التهفظ الذي يعكس‏ مدى حياء الابن،‏<br />

واحترامه في الوقت ذاته لذاكرة الوالد الذي كان رمزا<br />

يهتذى به بالداخل والخارج،‏ وبإجماع لم يلق أي<br />

معارضة،‏ تكلم سهيل في بضع كلمات عن مهري<br />

الأب،‏ الذي تميز بالعفوية والصراحة،‏ الصدق<br />

والمصداقية،‏ نفسها الصفات التي كان يعرف بها في<br />

الوسط السياسي،‏ كان يعمل على ترسيخها في كنف<br />

العاءلة.‏<br />

نقاشات ديمقراطية مع الأبناء،‏ تفته وروءية واسعة<br />

للأمور،‏ حديش في السياسية وفي كل اجملالات،‏ الرجل لم<br />

عزيز طواهر<br />

يكن عنيدا ولا متعصبا لرأيه،‏ يستشير الجميع في<br />

القضايا الهساسة التي تخص‏ العاءلة ولا يعتد إلا<br />

بالرأي الأصوب،‏ كان يسعى داءما ليضم العاءلة<br />

ويهتوي أبناءه إليه وهذا لا يمنعه بأن يدافع بقوة عن<br />

آراءه وأفكاره التي كان يراها صاءبة.‏ كما أن مهري<br />

الأب كان يعمل بين الهين والآخر على تغيير الجو وهذا<br />

لم يمنعه من محاكاة الأبناء وبكل غيرة عن الوطن.‏<br />

الراحل كان مشغولا بالسياسية وقضايا الوطن والأمة<br />

العربية الإسلامية على حد سواء والقضية الفلسطينية<br />

بالخصوص‏ ، وقته كان شبه مغلقا،‏ وبالنسبة لسهيل،‏<br />

فإن والده لم يكن على شاكلة الآباء الذين يدقون الجرس‏<br />

على الساعة الرابعة مساء عاءدين من مشقة العمل،‏ ربما<br />

كانت هذه نقطة تميز بالنسبة لمهري الأب الذي كان يمتد<br />

يومه ويطول ليله في قضايا شعبه،‏ منغمسا في<br />

السياسية وشوءون الوطن لا يكاد يجد متنفسا إلا في<br />

بعض‏ الأحايين...لكن هذا لم يمنعه من تعويض‏ العاءلة<br />

وإيجاد أوقات تخصص‏ للأبناء...وكان الهوار والكلام<br />

بين الأب وأبناءه ركنا مقدسا لا يمكن تجاوزه ولعله<br />

استطاع أن يشكل ذاك الجسر القوي الذي يعوض‏<br />

ساعات أو أيام الغياب.‏<br />

في العادة يقول الأبناء عن أباءهم أنهم مميزون،‏ إلا أن<br />

سهيل ومن شدة التواضع الذي ورثه عن والده سي<br />

عبد الهميد،‏ قال إن والده كان عاديا كباقي الآباء،‏ ويبقى<br />

أن تلك البساطة ونكران الذات هي من أهم العوامل<br />

التي تصنع عظمة الأشخاص‏ وتجعلهم عالميين لا يهدهم<br />

زمان ولا المكان.‏<br />

كرم الابن وحفاوته ودفء الاستقبال،‏ وترحيبه بضيوفه<br />

ما كانت لتخفي عمق الجره خاصة وأنه لم تمض‏ إلا<br />

تسعة أيام عن رحيل سي عبد الهميد،‏ سهيل يقول إنه<br />

فقد ثاني معلم بعد وفاة والدته،‏ لكن مهري الرمز لم<br />

يكن معلما لسهيل والعاءلة فقط وإنما كان معلما لكل<br />

الجزاءريين...كان تلك البوصلة التي ترشد الضال...رحم<br />

الله الفقيد.‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!