UÉN OóY
UÉN OóY
UÉN OóY
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
عدد خاص 14<br />
مارس 2012<br />
قراءة تحليلية في سطور من سفر الشورة التهريرية<br />
للمرحوم الأستاذ عبد الهميد مهري<br />
تحرير وتقديم :لمباركية نوّ ار<br />
-<br />
-<br />
● التاريخ هو عنوان وجود وخلود الأمم والشعوب الهية<br />
على وجه البسيطة، وهو لا يأنس إلا إذا شيّد له قصر<br />
مشيد في بوءرة القلب يهرسه بوءبوء العين. والتاريخ<br />
ثورة ثمينة لا تضاهيها الثروات المدفونة في بواطن<br />
الأرض، ولا تدانيها غلال أديمها اعتبارا وقيمة وإن<br />
ضاقت بها أجوافها وحقولها ذرعا، وعجزت عن<br />
احتضانها. والشعوب التي قهلت دفاتر مسيرتها من<br />
سطور تروي أمجاد تاريخها هي شعوب مخذولة<br />
الهظوظ، فلا تُرى إلا حانية الروءوس تشكو المذلة<br />
والإذلال، أو جاثية على ركبتها تبش معزوفة السخط<br />
والنقمة الهزينة. وإن حاولت الوقوف، شوهدت مذعنة<br />
وصاغرة مشلولة السواعد، ذابلة الأجفان، مرتجفة<br />
الأوصال، بلهاء الفكر؛ لأن أجيالها الغابرة زهدت<br />
وتقشفت في نقش موروش تاريخي على واجهة رقيمها<br />
يشفع لها يوم التباهي.<br />
لكن، ما قيمة التاريخ في البدء والختم، إذا نقل للأسلاف<br />
معكرا ومغشوشا أو مشوها نتيجة المزاعم والتقولات<br />
المغلفة بغُلالة تخفي رواسب أفكار مضللة، بعد أن<br />
تحرف الكلم من مواضعه علنا واستبطانا لسبي العقول،<br />
وكبه التفكير؟. وما مقدار الفاءدة التي تسطع منه إذا<br />
لم يستشمر متداولا كما تستشمر الأموال الهلال ليعم<br />
نفعها وخيرها؟.<br />
ما أروع قراءة أوراق أو حتى قصاصات التاريخ بعد أن<br />
يكتب لها المرور على مصفاة فكر نهم ومهيأ ومتأهب<br />
وموهوب ومستوعب، يجنه إلى غربلة ما يمكش بين<br />
الناس عن الزبد الطافي المهجور لخفة وزنه، ويترجمه في<br />
رأي عميق ومدلول جميل، ونظرة جديدة كفكر الأستاذ<br />
الكبير عبد الهميد مهري، أطال الله أنفاسه،<br />
ما يغريك أكثر، كقارئ إيجابي، أو كمستمع متلهف، هو<br />
أن قلم أو لسان الأستاذ عبد الهميد مهري كلما حام على<br />
موقف من مواقف ثورتنا التهريرية، التي ماتزال مضربا<br />
راءعا للمشل على ألسنة المعترفين، إلا وحوله إلى أيقونة<br />
مُذهبة تصله لأن تكون وساما للافتخار يتزين به<br />
صدر كل جزاءري، وكل عربي، وكل مسلم، بل وكل<br />
شريف في أركان العالم الأربعة. فهو محلل متهلل من<br />
النظرات التشكيكية التي تبخس أشياء الآخرين، والتي<br />
تنبعش عن خداع بصري يضيق من ذكر محاسنهم<br />
وأفضالهم تحت دواعي زالواقعية التاريخيةس المزيفة<br />
للهقاءق. وهو مشقف حاذق وكيّس وفطن، يهسن<br />
توزيع العلامات الجيدة والملاحظات الظريفة على<br />
أصهاب الفضل، ولقد قرأت له مرة جوابا لم ينقض فيه<br />
غزل أحد من اخملتلف عليهم عند غيره انتقاما أو إنكارا<br />
وجهودا قابل به سوءالا ذا مقصد تقويمي، فهواه كما<br />
يلي:(إن نوفمبر يجب ما قبله بالنسبة لعباس فرحات،<br />
وإن ماضي مصالي الهاج لا يمهوه مستقبله. وأما<br />
جمعية العلماء المسلمين الجزاءريين فتوءلف حالة خاصة<br />
في الهركة الوطنية ومدرسة في التسيير الديمقراطي).<br />
إن الهدش التاريخي في نظر الأستاذ عبد الهميد مهري،<br />
وسواء أكان جليلا أم بسيطا، فإنه يتتاءم (من التوأمة)<br />
سببا ونتيجة في توافق مع بعديه الزماني والمكاني إلا<br />
موءامرة ما سمي ب( :العملية العلمية) والواقعين فيها.<br />
وعلى خلاف من يجادلون في التاريخ بغير علم في وجد<br />
صوفي، أو يتعاطونه بنية التدليس، فإن الأستاذ عبد<br />
الهميد مهري لا يجيز لنفسه أخذ النتاءج المحصلة من<br />
الوقاءع التاريخية بمقياس العواطف التي تقزم عظاءم<br />
الأشياء، وتصنع هالات منفوشة لصغاءرها وحقاءرها.<br />
إن ملتقى الطرق الذي تلتقي فيه ذخاءر تاريخنا الوطني<br />
مع فكر الأستاذ عبد الهميد مهري هي نقطة تتهول فيه<br />
كل ذرة من ذرات هذا التاريخ إلى قطرات مسك فواحة<br />
ومتطايرة نتيجة تغليبه المناهج التهليلية المتزنة،<br />
والمدججة ببعد النظر، والتي تسكن إليها نفسه<br />
ويرتضيها ضميره على المسالك السردية والهكاءية<br />
المملة.<br />
تفوز مفاهيم مبهش التاريخ بهظوة مفرطة لما يستدعيها<br />
الأستاذ عبد الهميد مهري، وخاصة طاءفة المفاهيم التي<br />
يجتهد في ابتداعها ونهتها وصقلها وحسن إعادة<br />
تبيئتها والتي لا تقل قيمة عن تلك المفاهيم التي وضعها<br />
،-<br />
مفكر الهضارة الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله -<br />
وتكمن قيمتها في قدرته على جعلها مفاتيه لا غنى<br />
عنها في الإحاطة المركزة بمضامين فقرات كتاباته، هذا<br />
من جهة أولى. ومن جهة ثانية، فهي عنده كاءنات<br />
لغوية طافهة المعاني، ومحفزة لقدرات المتلقي في سبيل<br />
إجهاد نفسه للاستزادة المعرفية، وإن كانت واخزة<br />
كالأسنة الهادة في بعض الأحيان.<br />
بعد قراءة النص اللاحق المستنسخ من حوار إذاعي<br />
شارك فيه الأستاذ عبد الهميد مهري قراءة ممعنة<br />
ومتبصرة، ندرك متى ما تسلهنا بالإنصاف أن<br />
صدق مواقف الإنسان وقوتها تندفع وثابة من حصافة<br />
أفكاره، وأما الهراء والثرثرة والجدل العقيم فيظل<br />
صاحبها ملتصقا بالأرض يدور تاءها في حلقة مفرغة،<br />
أو زاحفا على بطنه.<br />
وإليكم النص:<br />
'' بزغ شعاع ثورة أول نوفمبر كنتيجة خملاض تاريخي<br />
طويل وعسير دب في كيان الشعب الجزاءري. وأول<br />
مصدر ومنبع لهذه الشورة هو أطوار المقاومة التي قام<br />
بها الشعب الجزاءري عبر العصور، وخاصة منذ أن<br />
وطأت أقدام الاستعمار الفرنسي أرض الجزاءر. وولدت<br />
هذه المقاومة، التي لم تنقطع، في فكره ووجدانه ثقافة<br />
عميقة، يمكن أن ندعوها:''ثقافة المقاومة''؛ لأننا<br />
نصادفها ماثلة أمام الأعين في مختلف المستويات،<br />
ونجدها حتى في المستويات الشعبية مصوغة في شكل<br />
قصاءد شعرية ونظم جزلي، وفي صورة تنبوءات، فهذا<br />
هو المصدر الأول لشورة أول نوفمبر.<br />
أما مصدرها الشاني، فهو الهركة الوطنية الهديشة التي<br />
نظمت على أساس عصري في هيئة أحزاب سياسية،<br />
وعلى وجه الخصوص، ''حزب الشعب الجزاءري'' الذي<br />
استطاع أن يقرن بين الأصالة في التوجه والطره<br />
المستيقن لقضية الاستقلال، والنظرة السديدة<br />
لإشكالية التهرر من ربقة الاستعمار عن طريق الشورة<br />
المسلهة. وأضيف إلى المصدرين السابقين الممهدين<br />
للشورة عنصر الوعي الوطني العام الذي شاركت في<br />
عجنه وتشكيله حركات كشيرة خلال فترات التاريخ في<br />
العصر الهديش. وأما الذي تشرّف ببلورة خماءر هذه<br />
الإسهامات، فهو شباب ''حزب الشعب الجزاءري'' الذي<br />
تكوّ ن في ''المنظمة الخاصة''.<br />
لقد أهلت مدرسة ''حزب الشعب الجزاءري '' جميع<br />
المناضلين المنضوين في صفوفها لتقبل فكرة الشورة<br />
المسلهة المبشر بها، ولكنها أحاطت ''المنظمة الخاصة''<br />
باهتمام فريد، وشكلت هذه المنظمة التي انتقت<br />
عناصرها فردا فردا، من أجل تهيئتهم للعمل المباشر،<br />
والقيام بالفعل التقني والمسله.<br />
لا تتميز هذه اجملموعة في شيء، من حيش توجهاتها<br />
العامة، عن بقية المناضلين الذين كانوا على التهام<br />
بجماهير الشعب، واستطاعوا أن يبشوا فكرة النهوض<br />
اجملسدة في ثورة مسلهة ضد كيان الاستعمار الفرنسي<br />
في كل ربوع القطر الجزاءري، وفي الأرياف أكثر من<br />
المدن. وإن ما ميز هذه اجملموعة، أولا، هو إعدادها التقني<br />
لهذا العمل الجبار. وثانيا، وهو انفرادها بشقافة سياسية<br />
راسخة، إلى درجة أنها استطاعت استقراء الأحداش<br />
بشكل سليم، وتمكنت من تكييف سلوكها على هدي<br />
هذا الاستقراء.<br />
في الواقع، ومتى ما أردنا دراسة قرار الانتقال إلى<br />
الكفاه المسله، فإننا نجده قرارا سياسيا في<br />
المقام الأول. وحينما نقرأ بيان ثورة أول نوفمبر<br />
يستوقفنا طغيان وسيادة التهليل السياسي على<br />
توجهات معدّيه. وفي المقابل، فإن نفرا من السياسيين<br />
الذين شرعوا يفكرون في الشورة تفكيرا عسكريا، كانوا<br />
ينتمون في نهاية المطاف إلى التردد والشك. بل، حتى<br />
إلى معارضة المرور إلى الكفاه المسله. ومن المفارقات<br />
التي تستوقفنا في هذا الشأن، هي أن الذين فجروا ثورة<br />
أول نوفمبر وضعوا المشكلة في إطار سياسي، بيد أن<br />
أولئك المترددين في السير على خط هذا المنهى، ما<br />
انفكوا يهاولون التفكير تفكيرا عسكريا في أمر تنظيم<br />
الشورة. ولهذا أعتقد أن هذه اجملموعة كسبت الامتياز، لا<br />
لسبب سوى لرسوخ ثقافتها وسلامة قراءتها للأحداش<br />
وجودة إعدادها الإعداد الشامل لتنظيم الشورة، ومواصلة<br />
ما أنجزته من أعمال في ظل زالمنظمة الخاصة''.<br />
كانت أطياف الهركة الوطنية تعبر، في مجموعها، عن<br />
نفسها في صورة فصاءل وتوجهات وتنظيمات<br />
وجمعيات مختلفة. ويتهيأ لي، أن كل التنظيمات<br />
المنتمية إلى الهركة الوطنية الجزاءرية: جمعية العلماء<br />
المسلمين الجزاءريين، والإتحاد الديمقراطي للبيان الجزاءري<br />
الذي يتزعمه المرحوم فرحات عباس، والهزب الشيوعي،<br />
وأقصد فصيلا من مناضلي هذا الهزب، ممن مروا<br />
بهزب الشعب الجزاءري، فهوءلاء كلهم انشغلوا بالقضية<br />
الوطنية التي سكنتهم بصفة عامة، وساهموا في شهن<br />
وشهذ الوعي الوطني على اختلاف مشاربهم<br />
وقناعاتهم. إلا أن الذي هيأ للشورة وباشرها هي مدرسة<br />
حزب الشعب الجزاءري.<br />
لا شك أن كل حركة فازت بنصيب من الفضل في<br />
إيقاظ الوعي الوطني وإذكاءه، وفي جعل الشعب<br />
الجزاءري متهسسا لعنفوان زحف موجة التهرر التي ما<br />
فتئت تشق العالم، إلا أن مدرسة حزب الشعب الجزاءري<br />
استولت على قصب السبق في تصور الشورة، وفي<br />
تنفيذها. وهذه المدرسة التي عبرت عنها اجملموعة التي<br />
فجرت الشورة انتبهت إلى ضرورة الانفتاه على غيرها.<br />
وعلى إثر ذلك، غادرت شرنقة الإطار الهزبي الضيقة،<br />
والمحفوفة بالروءى الهزبية المحضة إلى إطار وطني عام<br />
ورحيب. وقامت تنادي كل الجزاءريين على تباين<br />
انتماءاتهم للانضمام إلى موكب الشورة. وبهذا<br />
التصرف، سدت الطريق في وجه خطأ وقصور طابع<br />
المقاومات الشعبية اخملتلفة التي قامت بعد الغزو<br />
الفرنسي، ولو أنها كانت محدودة جغرافيا ومحصورة<br />
بشريا. وبذلك أصبه الانتماء لمحفل الشورة حتمية<br />
ضرورية.<br />
إن الذين بادروا بالفعل الشوري باسم الشعب الجزاءري،<br />
نادوا هذا الشعب حيصه وبيصه للانهياز إليها بعد أن<br />
تجردوا من رواسب وضواغط المدرسة التي تكونوا<br />
فيها. وكانت بصاءرهم النفاذة تعرف أن جسامة المهمة<br />
تتطلب إشراك ودمج كل الجزاءريين.<br />
كانت ردود الفعل الأولى الداخلية التي رافقت الشورة<br />
مزيجا من الغبطة المشفوعة بالهيطة والهذر خوفا من أن<br />
تكون الشورة، هذه المرة، مجرد طفرة لن يكتب لها<br />
الاستمرار. وبسبب ذلك، تحركت جماهير الشعب ببطء<br />
وتوأدة للالتفاف حولها. ولا شك أن صمود الطلاءع<br />
الأولى للشورة في معاقلهم، وخاصة في الأوراس وجبال<br />
القباءل والإنجاز العبقري للشهيد زيروت يوسف في<br />
أوت 1955م، كانت أسبابا وصاحبة منة<br />
كبرى في إقناع الشعب الجزاءري برمته، وفي إقناع<br />
طاءفة كبرى من النخبة على أن هذا الفجر صادق، وأن<br />
هذه الشورة ستواصل شق طريقها، وأما التريش الذي<br />
ألزم به الشعب نفسه حتى موعد حلول عمليات 20<br />
أوت من سنة 1955م، فيعد بهق دليل نضج وعلامة<br />
حكمة.<br />
طفت أولى ردود الفعل الخارجية في فرنسا، وانعكست<br />
نتاءجها على جناحي المغرب العربي: تونس والمغرب<br />
الأقصى. وقد عجل قيام الشورة في الجزاءر باستقلال<br />
القطرين الشقيقين. ومنذ الوهلة الأولى، أدرك<br />
الفرنسيون أن اندلاع الشورة في ساحة المغرب العربي،<br />
يعني بالنسبة إليهم كارثة مقعدة، وهذه هي أولى<br />
ثمرات الشورة التهريرية. ومن بعدها نسجل تحرك الوفد<br />
الجزاءري الموجود في الخارج والذي بنى نشاطه مستشمرا<br />
التراش التليد الذي صاغه حزب الشعب الجزاءري. فلكم<br />
كانت لهذا الهزب سياسة خارجية نشطة، وكم كان<br />
يتبنى مواقف أساسية في القضايا الكبرى: معضلات<br />
السلم والهرب، قضية بروز التكتلات، حركة عدم<br />
الانهياز، إبرام التهالفات.... وأذكر أنه حينما شارك<br />
الأخوان محمد يزيد رحمه الله وحسين آيت أحمد<br />
أطال اللّه عمره - في موءتمر باندونغ، لم يكونا يمشلان دولة<br />
قاءمة بأركانها. ولكن، وبفضل رجاحة ونفاسة<br />
أفكارهما، نافسا كفردين مستويات بقية الدول. فلقد<br />
كانا مزودين بذخيرة التجربة التي خاضها حزب الشعب<br />
الجزاءري ضد إقهام الجزاءر في طوابير الهلف الأطلسي<br />
بداية من سنة 1947م، ومنذ أن قدم هذا الهزب<br />
وبمشاركة حزب الاستقلال المغربي أول مذكرة إلى<br />
اجتماع الدبلوماسيين الأمريكيين الذين التقوا في مدينة<br />
طنجة برياسة ناءب وزير الخارجية الأمريكية. وهذه هي<br />
المذكرة التي حوت إعلانا يفيد أن الشعب الجزاءري لن<br />
يشارك في الهرب كطعم للمدافع مرة أخرى، كما جرى<br />
في الهروب السابقة. وذكروا في ذات المذكرة أنه في<br />
حال نشوب حرب كونية ثالشة سيلتزمون الهياد<br />
الإيجابي واليقظ، ومن الواضه أن فكرة الهياد الإيجابي<br />
قد ساهم حزب الشعب الجزاءري في بلورتها منذ<br />
مراحلها الجنينية الأولى، كما أنه شارك في إرساء قواعد<br />
حركة السلم التي يتصدر قيادتها المعسكر الاشتراكي،<br />
وكانوا يرددون على الأسماع أن تبسيط الخيار بين<br />
السلم والهرب رأي غير صاءب إطلاقا؛ لأن الاستعمار<br />
ما هو سوى حرب مزمنة. وأن من أوكد الواجبات البدء<br />
بمقاومة الهرب المزمنة قبل مقاومة الهرب المحتملة.<br />
جاء التئام موءتمر الصومام كنتيجة طبيعية لتطور مسار<br />
الشورة. فمن المعروف أن الطليعة التي فجرتها والقيادة<br />
السداسية التي أشرفت على انطلاقتها، كانوا ينوون<br />
الالتقاء، ومرة أخرى، بعد مضي فترة لإتمام ما شرعوا<br />
فيه. إلا أن نشوء ظروف مانعة بعد إطلاق الرصاصة<br />
الأولى جعلت انعقاد هذا اللقاء على درجة بالغة من<br />
الصعوبة والتعذر. ومن جراء ذلك، كان تطور عنفوان<br />
الشورة مرهونا باجتهادات المناطق التي شرعت في<br />
الشكوى من غياب التنسيق لعدم قدرة القيادة المنبشقة<br />
عن اجتماع الاثني والعشرين من الالتقاء، ولعب<br />
دوررها المنوط بها في التدبير والترشيد، وبهذا المعنى،<br />
فإن موءتمر الصومام كان استجابة لهاجة ملهة من أجل<br />
هيكلة قيادة تنسجم مع متطلبات المرحلة. وبالطبع، فإن<br />
هناك عوامل كشيرة تدفع إلى إتيان مشل هذا العمل.<br />
وفي المقابل، برزت تحفظات عند الذين نالوا شرف<br />
المبادرة التاريخية لإعلان الشورة على هذا الموءتمر. وفي<br />
تقديري، إن وجهتي نظر الفريقين كليهما يمكن تبريرها.<br />
-<br />
-<br />
)22(<br />
هجوم 20<br />
-