12.07.2015 Views

12850

12850

12850

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

–قال أويس:‏ ألن أكون في عامة الناس أحبُّ‏ إلي من أن أكون سريَّاً‏ يشار إليه بالبنان.‏وانطلق أويس مع اليمانيين إلى الكوفة حامياً‏ للثغور،‏ مجاهداً‏ في سبيل هللا،‏ يحيا حياةالمساكين ويرضى من الدنيا لفانية بما يسُدُّ‏ الرمق،‏ فهو يريد أن يخرج منها خفيفاً،‏ ال لهوال عليه.‏ومرت سنوات على هذا اللقاء،‏ وجاء موسم الحج،‏ فوفد أهل الكوفة على عمر رضيهللا عنه،‏ وفيه رجل كان غنياً‏ موسراً،‏ يرى من أويس عزلة عن الناس،‏ ورضىً‏فكان هذا الرجل يسخر منينشغل بنفسه عن تفاهات الحياة بالكفاف من الحياة أويس ويبخسه حقّه.‏فقال عمر:‏ هل هنا أحد من القرنيين؟–قال الرجل:‏ أجل ياأمير المؤمنين،‏ أنا منهم.‏فسأل عمر عن أويس،‏ فكان ردُّ‏ الرجل ردَّ‏ مَنْ‏ يجهل مكانة الصالحين وال يأبه إالللوجهاء من الناس أصحاب المال الوافر،‏ والغنى الظاهر،‏ فأعاده عمر إلى صوابهوردَّدَ‏ على مسامعه وصفَ‏ الرسول الكريم صلوات هللا عليه ألويس،‏ وأمره إن عاد إلىالكوفة أن يلتمس استغفار أويس له..‏وعاد الرجل إلى الكوفة والتمس أويساً‏ فلقيه،‏ واعتذر إليه عما بدر منه وقال له:‏ استغفرلي يا أخي.‏قال أويس:‏ أنت أحدث عهداً‏ بسفر صالحٍ،‏ فقد رجعت من الحج وعُدتَ‏ مغفورا لك دونذنوب كيوم ولدتك أمك،‏ فأنت أحق أن تستغفر لي.‏فأبى الرجلأن يفارق أويساً‏ إال أن يستغفر له.‏قال أويس حين رأى تحوّ‏ ال في نظرة الرجل إليه:‏ ألقيت عمر أمير المؤمنين فأخبرك بماقاله النبي صلى هللا عليه وسلم؟قال الرجل:‏ نعم..‏فاستغفر أويس له،‏ ودعا له خيراً.‏وفطن الناس إلى مكانة أويس،‏ وقد جهد أن ال يفطَنوا إلى ذلك،‏ فخرج عنهم كي الينشغل بهم عن خالقه سبحانه.‏32

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!