Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
بارّ بوالده أن تمس أباه شوكة؟!! أفيقتله بيده؟!! ولكن االبن العاقل خشي إن أمر رسولهللا صلى هللا عليه وسلم بقتله، فقتله مسلم من إخوانه المسلمين، ثم لعب الشيطان فيحالة ضعف في قلب عبد هللا وعقله فثأر ألبيه .. خشي أن يقتل أخاه المسلم بأبيهالكافر فيخسرَ الدنيا واآلخرة .. وهو الحريص على آخرته.––وعلم ذو القلب الرحيم صلى هللا عليه وسلم ما يعتمل في قلب عبد هللا المسلم منعواطف متضاربة، فهدّأ من روعه وقال: ))بل نترفق به ونحسن إليه ما بقي معنا((.وحين يشعر االبن أن أباه غير مقتول، وأن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم رأف بهرجع إلى ما قاله الرسول صلى هللا عليه وسلم: ))ما بقي معنا(( فليت أباه إذن ال يعودإلى المدينة، فليس للمنافق مكان بين المؤمنين.. والمدينة مأوى اإليمان والدين، مأوىرسول هللا وصحبه ومهب ُط الوحي.. ال مكان لألب المنافق في هذا المكان الطاهر..وأسرَّ في نفسه أمراً .. لن يبوح به، وسيكون مفاجأة لوالده أوالً، وللمسلمين ثانياً..قال ابن إسحاق: لما قفل الناس راجعين إلى المدينة، وقف عبد هللا بن أبي بن سلولاالبن على باب المدينة، واستلَّ سيفه، فجعل الناس يمرون عليه، فلما جاء أبوه عبد هللابن سلول قال له ابنه: وراءك! فقال: ما لك؟ ويلك! فقال: وهللا ال تجوز من هاهنا حتىيأذن لك رسول هللا صلى هللا عليه وسلم، فإنه العزيز وأنت الذليل، فلما جاء رسول هللاصلى هللا عليه وسلم وكان يسير في مؤخرة الجيش ينظر المتخلف، والضال، والمحتاجإلى معونة، شكا األب إليه ابنه، فقال االبن، وهللا يا رسول هللا ال يدخلها حتى تأذن له.فأذن له رسول هللا صلى هللا عليه وسلم، فقال االبن: أما إذ أذن لك رسول هللا صلى هللاعليه وسلم ف ُجز اآلن..عبد هللا االبن المسلم البار يرى أن اإلسالم أولى أن يبر به المسلم، فال حرمة لكافرمنافق يؤذي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم. أما ما يقول المتنطعون من أن اإلسالمقطع حبال الرحم، فجرأ االبن على أبيه، فهؤالء دجالون ال يعرفون من اإلسالم شيئاً..إن هللا أمر المسلمين بالبر بآبائهم واإلحسان إليهم ولو كانوا كافرين، شرط أن ال يكونهؤالء اآلباء معاول تهدم حصون الدين والعقيدة.. أما وهم كذلك فال حرمة لهم، فاهللأولى أن نبرّه، واإلسالم أولى أن نلتزمه.. وأثب َت عب ُد هللا المسلم أنه اب ٌن با ٌر لإلسالموهل أعظم من أبوة اإلسالم.أبي اإلسالم ال أب لي سواهإذا انتسبوا لقيس أو تميم38