12.07.2015 Views

12850

12850

12850

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

والفزع فما يقرّ‏ لهم قرار،‏ وهكذا يجب أن يكون المسلمون مع أعدائهم .. إال في هذهالغزوة فقد أخبر رسول هللا صلى هللا عليه وسلم المسلمين بوجهته التي يريد،‏ ألسبابعدة منها:‏4-1-2-3-4-5-6أن المسافة بين المدينة وتبوك طويلة جداً.‏وأن الطريق مفاوز وصحارى،‏ يجب االستعداد لها أتم االستعداد.‏وأن العدو قوي عدَّةً‏ وعدداً،‏ فهم الروم أكبر دولة،‏ وأشرس عدو.‏وأنه صلى هللا عليه وسلم يريد تجنيد أوفى عدد من المسلمين،‏ فأرسل إلى القبائلكلها يأمرهم أن يشتركوا في هذه الغزوة.‏وأنه يريد أن يثأر للمسلمين في غزوة مؤتة من عدوهم الذي فاق عدده المسلمينعشرات المرات.‏وأنه مصمم على إثبات وجود هذه الدولة الناشئة في جزيرة العرب،‏ وعلىالروم أن يفكروا ألف مرَّة قبل أن يهاجموها.‏وأجاب المسلمون نبيَّهم،‏ فوفدوا إلى مدينته صلى هللا عليه وسلم،‏ فكانت تعُج بهم،‏بعضهم حمل معه جهازه،‏ ومنهم مَن سأل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أن يجهِّزَه،‏ودعا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم المسلمين إلى البذل والعطاء،‏ فاألمر يحتاج إلىذلك،‏ وبذل المسلمون،‏ فهذا الصديق رضي هللا عنه يضع بين يدي رسول هللا صلى هللاعليه وسلم كلَّ‏ ماله،‏ وهذا عمر رضي هللا عنه يقدم نصف ما يملك،‏ وهذا ذو النورينعثمان بن عفان رضي هللا عنه يجهِّز الحملة كلها،‏ فقدّم ألف بعير محمّل بالزاد حتىدعا رسولُ‏ هللا صلى هللا عليه وسلم له بالخير،‏ وبشره بالجنة فقال:‏ ‏))ما ضر عثمان مافعل بعد اليوم((.‏ولم يبخل الصادقون منهم بما يستطيعون،‏ وهل يمتنع المسلمون عن اكتساب فرصالفوز برضا ربهم جلَّ‏ شأنه ونبيهم الكريم؟!‏ إنها نفحات مَنْ‏ تعرّض إليها أفلح ونجا.‏ولم يكن هناك ديوان يجمع المسلمين،‏ يحصيهم ويتابعهم،‏ فالدولة ما تزال فتيّة،‏ وكلجندي إذ ذاك متكفل بنفسه،‏ فمن عنَّ‏ على باله التأخر أو التخلف وعدم المشاركة فيالغزو،‏ فقد يضيع في زحمة هذا الزخم المتدفِّق على المدينة،‏ ولن يعرف بغيابه أحد إالإذا نزل فيه وحي يفضحه،‏ ويكشف لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم وللمسلمين أمره.‏كان الصيف حاراً،‏ والسفر ذا مشقة،‏ ونفسي تميل للبقاء،‏ فقد أينع الثمر وطابَ‏ ، وشدّتنيظالل األشجار وبردُها إلى األرض،‏ فأنا أتأرجح بين االمتثال إلى دعوة الجهاد تحت

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!