12.07.2015 Views

12850

12850

12850

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

وهكذا عاش رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وأهل بيته،‏ وعاش أبو بكر رضي هللا عنهوأهل بيته،‏ وعاش صفوان بن المعطل،‏ وعاش المسلمون جميعاً‏ هذا الشهر كله في مثلهذا الجو الخانق،‏ وفي ظل تلك اآلالم الهائلة،‏ بسبب حديث اإلفك الذي نزلت فيه هذهاآليات.‏وإن اإلنسان ليقف متملمالً‏ أمام هذه الصورة الفظيعة لتلك اآلالم العميقة الالذعة لشأنزوجه المقربة،‏ وهي فتاة صغيرة في نحو السادسة عشرة،‏ تلك السن المليئة بالحساسيةالمرهفة،‏ والرفرفة الشفيفة.‏فها هي ذي عائشة الطيبة الطاهرة،‏ ها هي ذي في براءتها ووضاءة ضميرها،‏ ونظافةتصوراتها،‏ ها هي ذي تُرمى في أعز ما تعتز به،‏ ترمى في شرفها،‏ وهي ابنةالصدّيق،‏ الناشئة في العش الطاهر الرفيع،‏ وتُرمى في أمانتها،‏ وهي زوج محمد بن عبدهللا من ذروة بني هاشم.‏ وترمى في وفائها،‏ وهي الحبيبة المدللة القريبة من ذلك القلبالكبير .. ثم ترمى في إيمانها،‏ وهي المسلمة الناشئة في حجر اإلسالم،‏ من أول يومتفتحت عيناها فيه على الحياة،‏ وهي زوج رسول هللا صلى هللا عليه وسلم.‏ها هي ذي تُرمى،‏ وهي بريئة غارة غافلة،‏ ال تحتاط لشيء،‏ وال تتوقع شيئاً؛ فال تجد مايبرئها إال أن ترجو في جناب هللا،‏ وتترقب أن يرى رسول هللا رؤيا،‏ تبرئها مما رميتبه.‏ ولكن الوحي يتلبَّ‏ ‏ُث لحكمة يريدها هللا،‏ شهراً‏ كامالً،‏ وهي في مثل هذا العذاب.‏ويا هلل لها!!‏ وهي تفاجأ بالنبأ من أم مسطح،‏ وهي مهدودة من المرض،‏ فتعاودهاالحمى،‏ وهي تقول ألمها في أسى:‏ سبحان هللا!‏ وقد تحدث الناس بهذا؟ وفي روايةأخرى تسأل:‏ وقد علم به أبي؟ فتجيب أمها:‏ نعم!‏ فتقول:‏ ورسول هللا صلى هللا عليهوسلم؟ فتجيبها أمها كذلك:‏ نعم!‏ويا هللا!!‏ ورسول هللا صلى هللا عليه وسلم نب ‏ُّيها الذي تؤمن به،‏ ور ‏ُجلُها الذي تحبه،‏يقول لها:‏ ‏))أما بعد،‏ فإنه بلغني عنك كذا وكذا،‏ فإن كنت بريئة فسيبرئك هللا تعالى،‏ وإنكنت ألمَ‏ ‏ْمت بذنب فاستغفري هللا تعالى وتوبي إليه،‏ فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تابتاب هللا عليه((..‏ فتعلم أنه شاك فيها،‏ ال يستيقن من طهارتها،‏ وال يقضي في تهمتها.‏وربه لم يخبره بعد،‏ ولم يكشف له عن براءتها التي تعل ‏ُمها ولكن ال تملك إثباتها؛ فتمسيوتصبح وهي تهمة في ذلك القلب الكبير الذي أحبها،‏ وأحلّها في سويدائه!‏44

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!