Attention! Your ePaper is waiting for publication!
By publishing your document, the content will be optimally indexed by Google via AI and sorted into the right category for over 500 million ePaper readers on YUMPU.
This will ensure high visibility and many readers!
لما دخلتُ جنة الخلد ألول مرة لم يكن على جسدي سوى ثوب من حرير أبيض.. يُمسك بي ملكان أبيضان شاهقا الطول.. حتى أفلتا يدي.. كان هذا يعني هلم انطلق ياصاحب الروح المرضية.. تفقد بنفسك ما أعد لك ربك من أجلك.. نظرت حولي بانبهار.. في أول لمحة رأيت نهرًا جاريًا.. كأنه نهر من لبن.. نظرت إلى الناحية األخرى.. نخيل باسقات في أحسن صورة لها تمرها منثور على األرض في إغراء حقيقي.. حقًّا لقد قرأت عن هذه األمور.. إنها حقيقية.. هذا ليس حلما.. أنا واع تمامًا لما أرى.. فقط أشعر أن دماغي في حالة خدر ماتع دائم.. لكنني واعٍ.. لرائحة رائعة تسللت إليً بال استئذان.. نظرت حولي.. كأنها عبق الجو نفسه.. الجو الذي أتنفسه. "الجنة تنتظركم يا ناصري آل البيت.. يا أحباب عليّ.. الجنة هنالك ال يفصلكم عنها سوى أن تدفعوا أبوابها" شيء آخر تسلل إليَّ بال استئذان.. نوع من النغم المبهج.. لم أسمع في حياتي عذوبة كهذه.. نظرَت عيني ناحية النغم.. كان هناك مايشبه المدخل المصنوع من األشجار.. ذلك النغم ينبعث من الداخل مع أصوات أخرى.. هناك أشخاص بالداخل.. شعور غريب أن تكون في جنة الخلد وتكتشف مكانًا جديدًا فتتحرك ناحيته الستكشافه.. عالما أن ما بداخله من النعيم هو على مستوى كلمة جنة.. هذه الكلمات التي أقولها ال تصف ما أشعر به.. لكني أحاول أن أرسم المعنى بكلماتي.. تقدمت من ذلك المدخل شاعرًا بالنغم العذب يسحبني من عنقي. "نسبّح بحمد األول.. ونقدّس لمُلك اآلخِر.. إلهان قديمان عظيمان ال أول لوجودهما وال ثالث" حقا كان ما بالداخل مُبهرًا.. كانت المرة األولى التي أذوق فيها معنى كلمة السعادة.. كانت روحي سعيدة.. منتشية.. تشعر بالمرح.. وقد زادت السعادة والمرح أضعافًا مضاعفة لما دخلت إلى ذلك المكان.. غشيَت أذناي ألحان أصبح صوتها واضحاً اآلن.. ورأيت الكثير ممن أعرفهم.. إخوة العقيدة.. أراهم 115