Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
إن حائط البراق هذا هو ما يُدعى هذه األيام حائط المبكى والذي يعتبر اليوم<br />
ملكية يهودية خالصة ال عالقة للمسلمين بها.. وهو الحائط الذي يحد المسجد<br />
األقصى من الجهة الغربية.. وهو الحائط الذي ربط النبي "محمد" فيه فرسه<br />
البراق بحلقة قبل أن يدخل إلى المسجد ويصلي باألنبياء قبل أن يُعرج به إلى<br />
السماء.. أما اليهود فيعتبرونه الحائط الوحيد المتبقى من الهيكل.. ويبكون<br />
عنده حسرة على خراب الهيكل.<br />
كان يبدو أن الثورة قد هدأت نوعًا ما بعد أعمال القمع الرهيبة التي كان الجيش<br />
البريطاني يجيدها ويحبها ويستمتع بها.. وكان "ماستيم" يحلق فوق مكان<br />
عجيب.. مسجد من مساجد حيفا.. وكان يمكنك أن تسمع صوت الخطيب عاليًا<br />
يدوي في القلوب:<br />
قال ربكم العظيم.. "أال تقاتلون قومًا نكثوا إيمانهم وهمّوا بإخراج<br />
الرسول وهم بدأوكم أول مرة.. أتخشونهم.. فاهلل أحق أن تخشوه<br />
إن كنتم مؤمنين"<br />
-<br />
و أعاد الجملة األخيرة ثالث مرات.. كان صوته متهدجًا دافئًا متحمّسًا حزينًا<br />
حقيقيًّا.. ثم قال لهم:<br />
يا أيها الناس، لقد علمتكم أمور دينكم حتى صار كل واحد منكم<br />
عالمًا بها.. وعلمتكم أمور وطنكم حتى وجب عليكم الجهاد.. أال هل<br />
بلغت.. اللهم فاشهد.. فإلى الجهاد أيها المسلمون.<br />
-<br />
ضج المسجد بالبكاء والتأثر.. كان هذا هو "عز الدين القسام".. أزهري من أهل<br />
سوريا قاد الناس في بلده سوريا ضد االحتالل الفرنسي.. ثم سافر إلى فلسطين<br />
ليقود الناس ضد االحتالل البريطاني.. بعد ساعة من تلك الخطبة بدأت السلطة<br />
تبحث عنه بحثها عن اإلرهابيين.. لكنه في تلك اللحظة كان قد حمل بندقيته<br />
وذهب إلى الجبال.. طار "ماستيم" فوق تلك الجبال ليشاهد "عز الدين القسام"<br />
258