You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
باألرض.. هاهو الرجل أعلى الوتد وكأنه جالس عليه.. ويُترك على هذه الحال<br />
حتى يموت.. ليست المشكلة في الموت من الجوع والعطش.. بل المشكلة في<br />
أن هذا الوتد ينغرز ببطءٍ شديدٍ في أحشاء الرجل وال يقتله.. فقط يعذبه من<br />
األلم.. ثم يموت الرجل لما يخترقه الوتد ويخرج من جسده أو لما يموت من األلم..<br />
أو من انفجار األحشاء.. هذا الوتد الذي رأيته اآلن هو ما اصطُلح على تسميته<br />
بالخازوق.. العقاب الذي اشتهر به "دراكوال" في كتب التاريخ.<br />
ويبدو أن "دراكوال" قد أعجبته حكاية الخازوق هذه فأخذ يتفنن فيها تفننًا عجيبًا؛<br />
فمرة يغرز الوتد في فم أحدهم ويعلقه على الوتد مقلوبًا.. وتارة يعلق النساء<br />
عليه من فروجهن.. وتارة يغرزه في البطون.. وتارة يغرزه في رقبة طفل<br />
رضيع.. لقد كان أخي مختلًّا أو ربما شيطانًا حقيقيًّا.. وبلغ من إعجابه بهذه<br />
الطريقة إلى أن جعلها هي العقاب الرسمي ألي خطأ يُخطئه أي فرد من أفراد<br />
الشعب.. فمن يسرق يخوزقه.. ومن يكذب يخوزقه.. ومن يضرب أحدًا يخوزق<br />
الضارب والمضروب.. بل إنه وصل إلى مرحلة أبعد من هذا.. دعني آخذك إلى هذا<br />
المشهد.<br />
قلعة "دراكوال".. المكان المجهز بكافة وسائل التعذيب التي سأحكي لك نبذات<br />
عنها فيما بعد لو أسعفتني ذاكرتي.. عرش "دراكوال".. يجلس عليه شيطان آدمي<br />
أمامه طعام وشراب أحمر يبدو وكأنه خمر.. بجانبه كان يجلس أحد النبالء<br />
البولنديين يأكل معه.. أمامهما الكثير من الضحايا المعلقين على الخوازيق<br />
يتألمون.. "دراكوال" يبدو مستمتعًا جدًّا بصراخهم وكأنه يسمع ألحانًا عذبة.. أما<br />
البولندي فوضع يده على أنفه مشمئزًا من الرائحة الكريهة لبعض الجثث التي<br />
ماتت وتعفنت وأبقاها "دراكوال" على حالها ورائحتها.. التفت إليه "دراكوال"<br />
وقال :<br />
مابك؟<br />
ياسيدي ال أستطيع تحمُّل رائحة العفن هذه ؟<br />
-<br />
-<br />
137