10.01.2017 Views

video

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

اهتزت أرض مكة فسقط الثالثمئة وستون صنمًا المثبتون بالمسامير حول<br />

الكعبة على رؤوسهم.‏ . وانطفأت نار فارس التي كانت تُعبد وهي النار التي كان<br />

يتناوب على إذكائها الكُهان منذ ألف عامٍ‏ فلم تنطفىء إال اليوم..‏ وهرعنا نحن<br />

الشياطين إلى بيت أمه لنشهد والدته..‏ وهناك رأينا أمرًا لم نصدقه في الوهلة<br />

األولى؛ مريم ابنة عمران..‏ وآسيا آمرة فرعون ونساء أخريات لم نرَ‏ في مثل<br />

حسنهن والكل يقف حول آمنة أم ‏"محمد"‏ ليشهد والدة ‏"محمد"..‏ ياللعجب كيف<br />

أتين إلى هنا..‏ ولمّا خرج انتظرنا نغزة الشيطان له ليبكي لكن الشيطان لم يأتِ..‏<br />

وخرج الطفل محمد ولم يبكِ..‏ قال لنا الشيطان بعدها إنه لم يجرؤ على االقتراب..‏<br />

نظر بعضنا إلى بعض في حيرة..‏ إن لكل ما مضى من الزمان شأن..‏ ولزمان هذا<br />

الرجل شأن آخر..‏ اعتصرت أكثر أنواع سمومي فتكًا..‏ وزحفت بجسدي كله الذي<br />

طال مع الزمن طولًا عظيمًا ونزلت مكة..‏ وعرفت أنني سأبقى فيها طويلًا.‏<br />

مرت السنين وبُعِثَ‏ ‏"محمد"‏ نبيًّا..‏ أبطل هذا الرجل كل سم زرعته في تاريخ<br />

األرض..‏ حكى الحقيقة المجردة وحدها..‏ حكى أن ‏"إبراهيم"‏ و"موسى"‏<br />

و"عيسى"‏ إنما كانوا يدعون كلهم إلى دينٍ‏ واحدٍ..‏ وأن اليهود تركوا كتاب<br />

التوراة وأخذوا بكتاب من وحي خيالهم..‏ وأن النصارى حوَّلت المسيح من رسول<br />

اهلل إلى ابن وإله لكن اهلل إله واحد لم يلد ولم يولد..‏ وقال إن النصارى كتبوا في<br />

إنجيل عيسى كل ما طاب لهم من الكذب..‏ وأن عيسى لم يمت وإنما رفعه اهلل<br />

إليه..‏ وأنه عائد في نهاية الزمان ليحقق نبوءة التوراة ويحكم العالم كله بدِين<br />

‏"إبراهيم"‏ و"موسى"‏ و"محمد"..‏ دين اهلل الذي ليس له ثانٍ..‏ وأعاد الناموس<br />

والشريعة التي أسقطها النصارى..‏ وبرأ ‏"سليمان"‏ من تهمة السحر التي كان<br />

اليهود يرمونه بها وقال إنه كان نبيًّا مُرسلًا امتلك اإلنس والجن والطير والدواب<br />

بمعجزة من اهلل وليس بالسحر..‏ ورغم أن دولة ‏"محمد"‏ لم تكن تتجاوز الجزيرة<br />

العربية فقط..‏ إال أنه صنع فيها رجالًا من ورائه إيمانهم قوي كالصخر ثابت<br />

كالجبال..‏ رجال على أتم استعداد لفتح العالم كله..‏ رجال ال يقدر عليهم<br />

98

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!