You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
- ابأس البأس سأعالج األمر.<br />
أشار إلى جالوزته )رجاله( فهجموا على الرجل هجمة رجل واحد.. ثم أمرهم أن<br />
يرفعوه على خازوق أطول من كل الخوازيق المعروضة.. صرخ الرجل النبيل<br />
البولندي حتى تحول صراخه إلى بكاء لمّا وخزوه بالوتد في دبره ورفعوه وثبتوه..<br />
نظر إليه "دراكوال" قائلًا:<br />
أنت اآلن في األعلى أيها الصديق العزيز حيث لن تصل إليك الروائح<br />
الكريهة.<br />
-<br />
ثم شرب "دراكوال" من الكأس الحمراء التي أمامه والتي يتضح لك لما ترى<br />
انسياب السائل فيها أنه ليس خمرًا.. بل هو دم.. دم طازج.. دماء ضحاياه<br />
ممزوجة بالخمر.. شرابه المفضل.. الذي كان يحب أن يشربه على آهات المعذبين<br />
المسلوخين أمامه كالذبائح والتي تقع على أذنه موقع زقزقة البالبل.. ويحب<br />
الطريقة التي يسيل بها الشراب من شفتيه إلى ذقنه.. كان هذا هو "دراكوال"<br />
كان يضع قدورًا ويطهو الناس فيها أحياء.. بل ويأمر جالوزته أن يقَطعوهم<br />
بالسيوف وهم داخل القدور أحياء يصرخون.. المرأة الكسولة كانت يدها تقطع<br />
وتثبَّت على خازوق مستقل لتكون عبرة لكل النساء.. بل إنه نادى ذات مرة كل<br />
فقراء البلدة وشيوخها وأطفالها إلى وليمة عظيمة في سابقة استغرب لها<br />
الكل.. وبعد الوليمة قتلهم كلهم.. ألنه ال فائدة تُرجى منهم.. إنما هم<br />
يُرهقون الدولة.. ودعني أكتفي بهذا القدر من المصائب.. ألنني لو ذكرت كل<br />
ما علِمته لمألت مجلّدًا مستقلًا.. باختصار.. لم يشهد العالم شخصية مختلة مثل<br />
هذا من قبل وال من بعد.. والمصيبة أن هذه الشخصية المختلة كانت أخي.<br />
لم يمضِ وقتٌ طويل حتى كان السلطان محمد الفاتح في طريقه إلى واالكيا..<br />
بجيش يسد األفق.. وكنت معه جنبًا إلى جنب.. في طريقنا إلى "دراكوال".. ظلَّ<br />
الجيش يزحف حتى وصل إلى نهر الدانوب.. وكنا نرى جنود "دراكوال" على الجهة<br />
138