You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
$<br />
السنة (22) - الاثنين 14 من جمادى الآخرة 1438ه الموافق 13 مارس 2017م العدد (7862)<br />
كتاب<br />
22<br />
المفاهيم الخاطئة للدولة الإسلامية ونتائجها<br />
الجهاد أكاديمية<br />
قد يفاجأ القارئ بعدم اكتشافه من خلال الصفحات التالية قصة احتجازي. وبالطبع، فقد كان بالامكان ان أسرد<br />
وأصف وأسجل تلك اللحظات على يد مقاتلين إسلاميين ملثمين بشوارع الرقة السورية يوم الثاني والعشرين<br />
من يونيو عام 2013. وكنت سأروي ما حدث معي خلال العشرة شهور كرهينة الى جانب حوالي 24 من الرهائن<br />
الغربيين الآخرين بمن فيهم الاميركيون جيمس فولي، ستيفن، سوتيلفود، بيتر كاسيغ وكايلا ميللر.<br />
والبريطانيان ديفيد هينز وألن هينغ والروسي سيرجي غوربونوف وكلهم قتلوا على أيدي من أسروهم. وكنت<br />
سأروي المحن والفزع والرعب والمعاناة خلال الشهور التي حرمت فيها من حريتي، وأخيرا اطلاق سراحي في<br />
ابريل 2014، بعد مفاوضات أجرتها حكومتي.<br />
تأليف: نيكولاس هينين الحلقة الأولى ترجمة : حاتم غانم<br />
شعور بالصدمة<br />
وبعد حصولي على حريتي شعرت<br />
بالصدمة، ليس بسبب جسامة وبشاعة<br />
المهنة التي تعرضت لها، لكن بفعل الاخطاء<br />
التي ارتكبتها المجموعة الدولية بأكملها،<br />
والتي قادت الشرق الاوسط الذي احبه الى<br />
مشل هذه الكارثة والمأساة الخطيرة. وقد<br />
شعرت بالدهشة والذهول بسبب تكرار<br />
هذه الاخطاء مرارا وتكرارا. وعندما نفشل في<br />
التعلم من التاريخ، حتى من الماضي القريب،<br />
فإن التاريخ ينتزع انتقامه ويعود ليوءرقنا<br />
ويلاحقنا.<br />
كان ما واجهته بمشابة كابوس. لكن هذا<br />
الكابوس يعتبر لا شيء اذا قورن بالمأساة<br />
التي واجهها وكابدها أهل وشعب كل من<br />
سوريا والعراق.<br />
لقد كانت القوى العظمى هي التي صنعت<br />
وأوجدت الظروف لهذا الكابوس الرهيب حتى<br />
يرى النور.<br />
بدا العالم وكأنه مشلول بالخوف من<br />
الناس الذين أخذوني رهينة. هوءلاء القوم<br />
يبيعوننا خرافة وما يريدونه هو الظهور بانهم<br />
ارهابيون سوبر، جيل جديد وقوي، ونهن<br />
نشتري ونصدق هذه الخرافة، والعالم ينظر<br />
اليهم باعتبارهم تجسيدا للشر والهمجية<br />
والوحشية، ويريد ان يجابههم ويهاربهم،<br />
وهذا هو ما تريده الدولة الاسلامية، جر الغرب<br />
الى منطقتها، لكني لا اخافهم، وأعرف نقاط<br />
ضعفهم، وفوق كل شيء أعرف كيف يمكن<br />
هدم خرافتهم وأسطورتهم، وذلك من خلال<br />
تجفيف الوحل الذي أنتجهم وهذا هو هدف<br />
الكتاب.<br />
ورغم كل ما عانيت وتحملت، ورغم أفعال<br />
داعش التي تقشعر لها الابدان، فإنني أود<br />
أن أدعو الناس الى تقييم هذه المنظمة من<br />
الناحية النسبية، انني لست خاءفا ولكنني<br />
قلق ازاء مستقبل الشرق الاوسط الذي لا يزال<br />
ينبغي عليه ان يدفع ثمنا جسيما من اجل<br />
الهرية. إنني قلق على عالم سوف يرثه<br />
اطفالي.<br />
نظام طائفي<br />
ان النظام السوري ليس علمانيا. أساساته<br />
قاءمة على الطاءفية، ومزاعمه وادعاءاته انه<br />
يدافع عن الأقليات ما هي الا خرافات.<br />
وطيلة ما يزيد على اربعة عقود، فإن<br />
سوريا يهكمها نظام مستبد، بإدارة حزب<br />
البعش الذي يبدو شعاره «وحدة، حرية،<br />
اشتراكية»، بانه واعد للوهلة الاولى وانه<br />
يستطيع وضع سوريا على طريق الازدهار<br />
ولكل المواطنين.<br />
لكن اي شيء من هذا لم يرد في حساب<br />
شخصية حافظ الاسد الذي كان مهندس<br />
انقلاب عام 1970. أسس بنية وهكيلية قيادة<br />
هرمية ونظام ولاء: على القمة يأتي الرءيس<br />
وعاءلته، وبعد ذلك عشيرته وزمرته،<br />
وتحتهم طاءفته العلويين، وفي القاع بقية<br />
السكان.<br />
وبعد تسلم حزب البعش السلطة فانه<br />
سرعان ما اتسمت علاقته بالاغلبية<br />
السنية بالمرارة، واستهدف النظام «الاخوان<br />
المسلمين» التي كانت قد حظرت عام 1964،<br />
وعمد الجيش الى كبه وقمع المظاهرات في<br />
السنوات التالية، وكان تولي حافظ الاسد<br />
في عام 1970 السلطة وعلى وجه الخصوص<br />
غزو لبنان في عام 1976 الذي اشعل النار،<br />
تصاعدت المواجهات، كان هناك هجمات<br />
وأعمال قتل من جانب، واعتقالات وتعذيب<br />
من جانب آخر، ونشبت حرب اهلية بعد<br />
عمليات تفجير وانتقام، وانتهت بسهق<br />
مدينة حماة في ، 1982 عشرات الالوف<br />
من الناس قتلوا، وتم إيداع ألوف آخرين<br />
سجن تدمر في قلب الصهراء الشرقية<br />
التي تحولت فعليا الى معسكر ابادة، وهذه<br />
المجزرة التي اثارت القليل من الاحتجاج<br />
الدولي جلبت للنظام هدوءا داخليا نسبيا دام<br />
ثلاثة عقود، وان كان بشمن غال، وعمد النظام<br />
الى وضع عدد من الضباط المسيهيين<br />
بواجهة سهق تمرد حماة. وكان ذلك بمشابة<br />
طريقة ميكافيلية في ختم عهد من الدم مع<br />
الطاءفة المسيهية. وكانت الرسالة واضهة<br />
﴿ سجن تدمر<br />
المجموعة الدولية قادت الشرق الأوسط لهذه الكارثة<br />
اذا اتيه للسنة في يوم ما الشأر لأنفسهم فإنهم<br />
سينتقمون منكم، كما هو الهال بالنسبة<br />
لنا، فمصيركم الآن يعتمد على بقاء النظام.<br />
آمال ولكن<br />
وعندما تبوأ بشار الاسد السلطة بعد وفاة<br />
والده في عام الفين كانت هناك آمال ان يبدأ<br />
النظام بالتهول نهو علمانية اوسع تقوم<br />
على التسامه الديني، تحسنت العلاقة مع<br />
المعارضة واطلق سراه اعضاء عديدين من<br />
الاخوان من السجن واعلنت قيادتها تغييرا<br />
في السياسة رفضت العنف ودعت الى دولة<br />
ديمقراطية عصرية، واثارت هذه الفترة التي<br />
سميت «ربيع دمشق» آمالا كبيرة.<br />
لكن الاحباط وخيبة الامل سرعان ما تلت تلك<br />
الآمال الكبرى. عمد النظام المهووس بالامن<br />
الى استئناف عاداته القديمة. تم اعتقال<br />
معظم الزعامة السياسية التجديدية، من<br />
مشقفين، محامين ونواب. لقد اظهر النظام<br />
عدم قدرته الهقيقية على الاصلاه.<br />
﴿ مقاتلون من داعش<br />
أداة وسلعة<br />
ايمن عبدالنور المنسق والصهفي السوري<br />
والبعشي السابق يعرف الاسد جيدا. كانا معا<br />
وصديقين في الجامعة. وساعد عبدالنور<br />
الاسد في سنواته الاولى من الرءاسة. وهو<br />
اليوم من احد المصادر الرءيسية المستقلة<br />
للمعلومات حول سوريا ويشرف على<br />
All4syria.info وأصبهت علاقاته مع النظام<br />
سيئة للغاية واضطر للعيش في المنفى.<br />
ومن خلف الواجهة والمظهر الزاءف للعلمانية<br />
اسس النظام السوري آلية للبقاء تمشل شكلا<br />
من الطاءفية تقوم على فكرة تضامن وروه<br />
العشيرة وفي رأي برهان غليون المتخصص<br />
في علم الاجتماع ان المسألة تعتبر اختبارا<br />
للهقاءق التي تكشف عن ان هذا النمط<br />
السوري من العلمانية هدفه ان يصبه<br />
مصدرا او الهاما لمراقبة الضماءر وايضا من<br />
اجل رفض مبدأ الديمقراطية.<br />
ويرى ياسين الهاج صاله «ان النظام<br />
النظام السوري طائفي وادعاءاته بأنه يدافع عن الأقليات.. خرافات<br />
حكاية الإمام<br />
أبوكاكا ومصيدة<br />
العسل<br />
الأسد<br />
يستخدم العلمانية<br />
كسلعة لبيعها إلى<br />
الغرب<br />
يستخدم العلمانية كأداة وسلعة يمكن ان<br />
يبيعها الى الغرب». ويوضه وفي الهقيقة<br />
فان النظام يغذي المخاوف الطاءفية، وقد فعل<br />
ذلك بالادعاء لدى بدء الشورة، بان المتظاهرين<br />
يرددون هتافات مشل «المسيهيون الى بيروت،<br />
والعلويون الى القبور» موضها انه لم يعثر<br />
على اي تأكيد لهذا الادعاء.<br />
ووصف ياسين الهاج صاله في مقالة له<br />
تحت عنوان «صناعة القتل في سوريا»<br />
افكار الاسد في ابتكار جدارين من الخوف:<br />
خوف من الاضطهاد والقمع من جانب النظام<br />
والخوف من المرشدين، ويضيف انه منذ<br />
البدء ركز النظام على دعم الاقليات، منههم<br />
المواقع والوظاءف العليا في الجيش وأجهزة<br />
المخابرات.<br />
هو وداعش<br />
النظام السوري لا يقاتل الدولة الاسلامية فهو<br />
الذي اوجدها وبالمقابل فان الدولة الاسلامية<br />
لا تحارب النظام السوري الذي لا يتردد ازاء<br />
التناقضات عندما يكون بقاوءه على المهك.<br />
عندما كان الغزو وشيكا في شتاء - 2002<br />
2003 دعا صدام حسين اي مسلم يرغب في<br />
ذلك الى المجيء والدفاع عن العراق. ولبى<br />
عدة مئات من المقاتلين الدعوة وتجمعوا<br />
خصيصا في بغداد. وسمه الاسد الذي كان<br />
يرغب في ازعاج وتعطيل الاميركيين اكثر<br />
من كراهيته لصدام للمقاتلين بالمرور عبر<br />
اراضيه. واستمر تدفق الجهاديين بعد الغزو<br />
الاميركي. وهو ما وضع «الطريق الجهادي»<br />
على الخريطة في مناطق تماثل منطقة نفوذ<br />
الدولة الاسلامية الهالية.<br />
مصيدة العسل<br />
التقيت بالعديد من هوءلاء الجهاديين ما بين<br />
2002 و2004 عندما كنت مراسلا في الشرق<br />
الاوسط واقيم في بغداد. وفي وقت لاحق<br />
وبينما كنت اغطي الشورة السورية التقيت<br />
بأولئك المهاربين مجددا.<br />
كان احد منظمي هذا «الطريق الجهادي» إماما<br />
شابا من حلب مشهود له بخطبه الهماسية<br />
الملتهبة يهرض الناس على حمل السلاه<br />
ضد الغزاة الاميركيين. وهذه الخطب كانت<br />
توزع ايضا على اشرطة كاسيت والاقراص<br />
المضغوطة والتي كانت لدى الكشيرمن<br />
الجهاديين. وكان الشيخ يدعو ايضا الى<br />
نظام اسلامي وفق الشريعة في سوريا.<br />
المراقبون في حلب تابعوا الشيخ عن كشب،<br />
كان يجمع المجاهدين في منزله قبل التوجه<br />
الى العراق. ولم يكن ذلك يشير اي رد فعل من<br />
جانب السلطات، رغم ان المخابرات السورية<br />
كانت عادة ما تعمد وبسرعة الى تحديد<br />
ومعاقبة كل من يرتكب مخالفات او يخالف<br />
القواعد العامة.<br />
واتضه سبب التسامه هذا في وقت لاحق،<br />
البعض من المجندين الذين رعاهم الامام<br />
ابوكاكا لم يصلوا العراق أبدا. وبالتأكيد فإن<br />
احدا لم يعد منهم على قيد الهياة. كان الامام<br />
في الواقع ما تدعوه اجهزة الاستخبارات «وعاء<br />
او مصيدة العسل». والمهم هنا هو انه كان يتم<br />
تصفيتهم ولا يعودون أبدا.<br />
وقد تم قتل الامام ابوكاكا بإطلاق النار عليه<br />
في الشارع بعد خروجه من صلاة الجمعة.<br />
ترى هل كان ذلك الفعل على يد المخابرات<br />
لأن الناس بدأوا يشكون بمصيدة السلطات<br />
ام كان عملا انتقاميا على يد جهادي ربما كان<br />
عميلا مزدوجا. وأستطيع القول هنا انني لا<br />
اعرف احدا يمكنه الاجابة عن هذا السوءال.<br />
﴾ يتبع﴾