مجلة رسائل الشعر - العدد 5
مجلة رسائل الشعر، مجلة فصلية تعنى بالشعر. العدد الخامس، كانون الثاني 2016 (ملف خاص بالقصيدة المغاربية المعاصرة) www.poetryletters.com رئيس التحرير: د.رامي زكريا
مجلة رسائل الشعر، مجلة فصلية تعنى بالشعر.
العدد الخامس، كانون الثاني 2016
(ملف خاص بالقصيدة المغاربية المعاصرة)
www.poetryletters.com
رئيس التحرير: د.رامي زكريا
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
ً<br />
ً<br />
ً<br />
القصيدة املغاربية املعاصرة<br />
مختلفة تأثرت بنيارات أدبية متباينة، ودراسات<br />
أسلوبية متنوعة"<br />
.<br />
)6(<br />
وهكذا تضيق<br />
-<br />
أحيانا- دائرة<br />
الصورة لنشمَ ل ماشكال املجازية املشحونة<br />
بالعاطفة والخيال فقط، وتنسع<br />
لنشمُ ل<br />
أحيانا -<br />
- أخرى<br />
"كل تشكيل لغوي يستقيه خيال فنّ ان<br />
)3(<br />
ملعطيات الحواسّ والنفْ س والعقل" .<br />
إن تر ُّ ح مفهوم الصورة بين الدائرتين يجعل<br />
ً<br />
متها مفهوما<br />
ً<br />
معقدا<br />
. وغامضا<br />
ورغم ذلك، فإن<br />
<strong>الشعر</strong>ية الحديثة واملعاصرة تميل إلى قَ صْ ر هذا<br />
املفهوم على ستعارة والنشبيه.<br />
يقول بيير كاميناد<br />
)P. Caminade(<br />
:“Image et métaphore”<br />
مفهوم الصورة لكي يشمل<br />
وفي هذا إلاطار،<br />
في كتابه<br />
”لقد طوّ ر بروتون ووسّ ع<br />
ستعارة والنشبيه وكل<br />
مانما املعتمَ دة للكشف عن املشابِ هات“.<br />
ويمكننا أن نعرّف الصورة <strong>الشعر</strong>ية بأنها<br />
ِنه خيالُ الشاعر انطالقاً من<br />
تشكيل لغوي فني يكوّ<br />
معطياتٍ ، أبرزها أشياء العالم الفيزيقي املُحيط بنا.<br />
وللصورة مستويان أو بُ عْ دان تتوقف عليهما في<br />
تأثيرها ونجاحها؛ بعد معنوي، وبعد نفس ي.<br />
يقول<br />
املرحوم عبد هللا راجع: "نجاح الصورة <strong>الشعر</strong>ية في<br />
أدائها مُ همّ تَ ها على الوجْ ه ماك ْ مل إنما يعود إلى<br />
نسجام والتآلف الذي يحصل بين هذين<br />
املستوييْ ن، كما أن إخفاقها يعود ال محالة إلى<br />
)6(<br />
التغايُ ر والتنافر املحتمَ ل أنْ يحصل بيتهما" .<br />
تحضُ ر في قصيدة املجاطي جملة من الصور<br />
<strong>الشعر</strong>ية التي تشكل عالمات بارزة على طبيعة<br />
)5(<br />
الواقع املَعيش. من ذلك قوله عن املرجفين :<br />
)22(<br />
)27(<br />
)28(<br />
ونِ<br />
َّ كالض بَ اب الجُ<br />
صارُ وا<br />
قيلَ أبْ يَ ضٌ كالقُ ْ طن<br />
قيلَ أسْ وَ دٌ كاملَوْ تِ<br />
املالحظ أن السطر<br />
)22(<br />
ورد بش يء من<br />
التعميم أو إلاجْ مال الذي جاء السطران املواليان<br />
لتفصيله. وهذه الصورة مبنية على التأليف بين<br />
متناقضين، والتوليف بين ثنائيتين ضِ دّ ْ يتين<br />
)أبيض/<br />
القطن/ - أسود<br />
املوت(.<br />
وتوحي هذه<br />
الصورة ب"املفارقة" التي اعتمدها الشاعر بوصفها<br />
أداة تعبيرية لخلق مسافة التوتُّ ر في عملية إلابداع<br />
<strong>الشعر</strong>ي. وتتكون الصورة نفسُ ها من ثالثة تشبيهات<br />
مُ رْسَ لة دالة -في كليتها- على عمق املأساة والهزيمة<br />
والضياع.<br />
َ<br />
وفي القصيدة كثيرٌ من<br />
املجاطي في السطر الثاني:<br />
ستعارات؛ متها قول<br />
"ال جبَ لَ يَ صُ ولُ إذا<br />
مَ شوا"؛ بحيث شبّ ه الشاعر الجبل بإنسان، ثم<br />
حَ ذف املشبَّ ه به<br />
لوازمه<br />
ماسطر )7<br />
و(<br />
)يصول(<br />
و( )62<br />
)إلانسان(<br />
ورَ مز إليه بش يء من<br />
على سبيل ستعارة املَكْ نية.<br />
)58( مثالً استعارات أخرى.<br />
وفي<br />
ملف<br />
81 |<br />
<strong>رسائل</strong> <strong>الشعر</strong><br />
- <strong>العدد</strong> الخامس - كانون الثاني 2016