09.01.2016 Views

مجلة رسائل الشعر - العدد 5

مجلة رسائل الشعر، مجلة فصلية تعنى بالشعر. العدد الخامس، كانون الثاني 2016 (ملف خاص بالقصيدة المغاربية المعاصرة) www.poetryletters.com رئيس التحرير: د.رامي زكريا

مجلة رسائل الشعر، مجلة فصلية تعنى بالشعر.
العدد الخامس، كانون الثاني 2016

(ملف خاص بالقصيدة المغاربية المعاصرة)
www.poetryletters.com
رئيس التحرير: د.رامي زكريا

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

ً<br />

القصيدة املغاربية املعاصرة<br />

لقد وظف املجاطي في قصيدته ‏"عودة<br />

املرجفين"‏ النصوت الغائبة َ وفق أحْ‏ دث الطرق<br />

التناصية،‏ وببراعة منقطعة النظير.‏<br />

وهذه<br />

النصوت،‏ في معظمها،‏ مستوْ‏ حاة من التراث العربي<br />

وإلاسالمي.‏<br />

.<br />

يقول محي الدين صبحي عن كيفية<br />

تعامل املجاطي مع التراث:‏ ‏"إن استعمال املجاطي<br />

للتراث أعمق غوْ‏ راً‏ ْ وأبعد مرمى ... فقد ابتكر طريقة<br />

تجعل من قاموسه في معظمه ألفاظا تراثية،‏ توحي<br />

بظِ‏ اللٍ‏ ملضامينَ‏ تراثيةٍ‏ ، ْ وإن كانت تستمر في إعطاء<br />

د ملواطنِ‏<br />

معناها املعاصر"‏ وفيما يلي رصْ‏ ٌ<br />

ِ بالنشريح واملُقارَبة<br />

التنات في نص املجاطي املَعْ‏ نيّ‏<br />

:<br />

)61(<br />

"<br />

-<br />

يبدو من خالل قراءة قصيدة املجاطي كلها<br />

وتفهُّ‏ م سياقها وكشف محتواها أن عنوانها يشير إلى<br />

َّ ف يْ‏ حُ‏ َ ن ْ ي نٍ‏<br />

املَثل العربي الشهير رَجَ‏ عَ‏ ُ بخ<br />

)60(<br />

، والذي<br />

"<br />

-<br />

يُ‏ ضرب في مقام اليأس وإلاخفاق والخَ‏ يْ‏ بة.‏ والعنوان<br />

يدل كذلك على الفشل و ضطراب وانصرام زمن<br />

الشموخ ومامل ليحلّ‏ محله زمن مافول واليأس.‏<br />

ومما يزكّي هذا التخ ْ ريج ورود مفهوم العودة في كل<br />

متهما؛ إذ ورد في عنوان النص لفظ ‏"عودة"،‏ وجاء<br />

في صيغة املثل املذكور الفعل<br />

معنى العودة والقفُ‏ ول.‏<br />

‏"رجع"‏<br />

الذي يفيد<br />

رُّد<br />

ويبدو أن في قول املجاطي:‏ " أحِ‏ سّ‏ تمَ‏ َ<br />

مامْ‏ واتِ‏ فيه،‏ نَ‏ ْ ك هَ‏ ة البَ‏ عْ‏ ث،‏ التِ‏ ئام ُ الج رْح في<br />

" إلى أسطورة ‏"طائر<br />

ُ الغ صَ‏ ص الدَّ‏ فينَ‏ هْ‏<br />

الفينيق"‏ الذي كان يتحول إلى رماد،‏ ثم يقوم ‏–بعد<br />

مدة زمنية-‏ من رماده حيّ‏ ا.‏ وقد اسنثمر هذه<br />

عدد من <strong>الشعر</strong>اء العرب<br />

ٌ<br />

ماسطورة القديمة<br />

املعاصرين،‏ متهم حسن مامراني؛ تلميذ املجاطي،‏<br />

الذي استغل هذه ماسطورة في مختلِ‏ ف قصائد<br />

ديوانه ‏"سآتيك بالسيف وماقحوان"‏ الصادر عام<br />

0992<br />

عن دار الرسالة البيروتية.‏ وفي هذا الصدد،‏<br />

يحْ‏ سُ‏ ن بنا أن نذكر أن مامراني قد أوْ‏ ضح في مقال<br />

له أن املجاطي استغل ماسطورة مرة واحدة،‏ وذلك<br />

في قصيدته<br />

‏"مدينتي"؛ وهذه القصيدة لم ترد في<br />

ديوان الفروسية بطبعتيْ‏ ه ماولى<br />

)0987(<br />

( والثانية<br />

6110(، وإنما وردت في ديوان املجاطي الذي نشرته<br />

<strong>مجلة</strong> ‏"املشكاة"‏ عام 0992. ويعلل مامراني في املقال<br />

نفسه غياب ماسطورة في قصائد املجاطي قائال:‏<br />

‏"لعل السّ‏ ر وراء ذلك ‏-فيما أتصوَّ‏ ر-‏ أن املجاطي كان<br />

بكل مكوّ‏ ناتنا<br />

أشد<br />

ّ<br />

ره<br />

في ّ فنه وفي فكْ‏<br />

ً<br />

التصاقا<br />

الحضارية،‏ وال يشرئبُّ‏ بعُ‏ نقه إلى ما وراء ذلك،‏ إال<br />

بالقدْ‏ ر الذي يحس فيه بأن ذلك ال يمحو كِ‏ يانه<br />

الحضاري وال يشوّ‏ ش صفاء رؤيته <strong>الشعر</strong>ية"‏<br />

.<br />

)66(<br />

إن قراءة فاحصة ألشعار املجاطي تبرز أنه قد<br />

وظف ماسطورة أكثر من مرة.‏<br />

فباةضافة إلى<br />

ماسطورة التي أشار إليها الدكتور حسن مامراني،‏<br />

يمكن أن نقف على أسطورتين أخْ‏ ريَ‏ ْ ين في شعر<br />

ً<br />

املجاطي على ماقلّ‏ ؛ إحداهما ذكرْناها آنفا<br />

ملف<br />

ً<br />

تلميحا<br />

87 |<br />

<strong>رسائل</strong> <strong>الشعر</strong><br />

- <strong>العدد</strong> الخامس - كانون الثاني 2016

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!