مجلة رسائل الشعر - العدد 5
مجلة رسائل الشعر، مجلة فصلية تعنى بالشعر. العدد الخامس، كانون الثاني 2016 (ملف خاص بالقصيدة المغاربية المعاصرة) www.poetryletters.com رئيس التحرير: د.رامي زكريا
مجلة رسائل الشعر، مجلة فصلية تعنى بالشعر.
العدد الخامس، كانون الثاني 2016
(ملف خاص بالقصيدة المغاربية المعاصرة)
www.poetryletters.com
رئيس التحرير: د.رامي زكريا
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
القصيدة املغاربية املعاصرة<br />
َ<br />
الرمز<br />
.<br />
)2(<br />
إن الصورة في قصيدة املجاطي تمتاز بكونها<br />
َّ<br />
تستوي على مساحة واسعة؛ بحيث يمكن أن نعُ د<br />
هذه القصيدة رُمَّ تَ ها صورة شعرية موحدة تصور<br />
واقعا معيّ ناً ، وداخلها صورٌ شعرية فرعية ترتبط<br />
بالصورة مامّ . وهذا متداد يعد من مِ يزات<br />
القصيدة املعاصرة؛ إذ لم تعد الصورة رهينة بيت<br />
شعري بعينه، وإنما هذه الصورة في <strong>الشعر</strong> الجديد<br />
تستوي على مجموعة من ماسطر قد تقْ صُ ر وقد<br />
تطول لنستغرق القصيدة بأكْ ملها.<br />
لقد وظف املجاطي الصور، في قصيدته "عودة<br />
املرجفين"، لغرضين اثنين؛ أحدهما فني، ولاخر<br />
تعبيري داللي. إذ أضْ فت هذه الصور على النص<br />
ً وأسْ همت في<br />
جماال ورَ وْ نقا واضحين من وجهة،<br />
تجسيد الواقع وتصويره ونقله إلى القارئ من وجهة<br />
ثانية. ثم إن هذه الصور أو املركَّ بات التخيّ لية التي<br />
أحْ كم الشاعر صَ وْ غَ ها وسَ وْ قها تدل داللة قوية على<br />
موهبة صاحبها، ومؤهالته إلابداعية، وقدرته على<br />
النشكيل البديع والجميل للصور <strong>الشعر</strong>ية املؤثرة.<br />
الرمز:<br />
يعرف الفرنس ي جيرار دولودالّ<br />
G.de (<br />
)Ledalle<br />
الرمز<br />
)Symbole(<br />
بأنه<br />
"عالمة فرعية<br />
ثالثة لبُ عْ د املوضوع، تحيل على املوضوع الذي تشير<br />
إليه بفضل قانون، أو بفضل أفكار عامة مجتمعة<br />
ُ<br />
كما يحدث في العادة" ويَ قصد الباحث<br />
كما في سيميوطيقا شارل بيرس.<br />
ِف أحد<br />
ويعرّ<br />
الباحثين املغاربة الرمز اللغوي بأنه "الداللة الثانية<br />
التي تتخذها الدوالّ اللغوية بعد تجريدها من أرْدِ يَ تها<br />
ماولى وتلبيسها أرْدِ ية جديدة. ويتميز الرمز اللغوي<br />
بنُزوعه الدائم إلى الظهور وقدرته البالغة على<br />
التأثير في السياق"<br />
.<br />
)7(<br />
وعن عالقة الرمز بالصورة،<br />
يقول عِ ز الدين إسماعيل )ت6117م(: "ليس الرمز<br />
)8(<br />
إال وجها مقنَّ ً عا من وجوه التعبير بالصورة " .<br />
اِ سنثمر املجاطي، في قصيدته املدروسة، الرمز<br />
اللغوي بشكل متميز لنشييد ضروبٍ من التلميح<br />
وإلايحاء وتكثيف املعاني السياقية.<br />
أضْ فى على عناصر الطبيعة )مثل:<br />
وهكذا فقد<br />
الريح – التهر –<br />
املوج – املاء –<br />
- الليل<br />
املدينة...( قيماً رمزية دالة. إن<br />
هذه العناصر الطبيعية استحالت إلى مؤشرات<br />
وعالمات مجازية تحمل إبد<br />
غنى املعنى وتعدده.<br />
ً<br />
دورانا<br />
ملف<br />
في أشعار املجاطي<br />
القصيدة املحلَّ لة مرتين.<br />
ت رمزية؛ مما أدى إلى<br />
ولعل من أكثر هذه الرموز<br />
"الريح"، الذي ورد في<br />
يقول سعد الدين كُ ليب<br />
عن رمزية الريح في <strong>الشعر</strong> العربي الحديث: "فيما<br />
يخص رمز الريح في شعرنا الحديث، يمكن القول<br />
إن هذا الرمز قد شاع بشكل الفت للنظر في ذلك<br />
<strong>الشعر</strong>، حيث ال يكاد الدارس يجد شاعراً حديثا<br />
| 82 <strong>رسائل</strong> <strong>الشعر</strong><br />
- <strong>العدد</strong> الخامس - كانون الثاني 6102