Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
يذكر العهد القديم أن َّ اليوم الإلزاميّ الوحيد الذي فرضضَ ته الششّ يعة اليهودية، هو<br />
ما يُسمى بصصوم يوم الكف َّارة، لكي يكف ِّر الشش َّ عب عن خطاياهم وآثامهم: «ويكون لكم<br />
فريضضة دهري َّ ة أنكم في الششهر السابع في عاشر الششهر تذل ِّلون نفوسكم... وتكون هذه<br />
لكم فريضضة دهرية، للت َّكفير عن بني اسراءيل من جميع خطاياهم، مرّة في السنة»<br />
(لاويين ٢٩و٣٤). ١٦: في حوارٍ جريءٍ بين تلاميذ يوحنا المعمدان والمسيه، حول<br />
موضضوع صصوم تلاميذه، والذي قد يعطي انطباعاً بأن تلاميذ المسيه لا يصصومون<br />
(مع أنّهم كانوا يصصومون، إذْ يبدأ المسيه عظته على الجبل بهديش عن الصصّ وم<br />
«ومتى صصُ مْتُم» متى ١٦:٦). حيش قال تلاميذ يوحنا قاءلين للمسيه: «لماذا نصصوم<br />
نهن والفريسيون كشيرًا، وأما تلاميذك فلا يصصومون؟ فقال لهم يسوع، هل يستطيع<br />
بنو العريس أن ينوحوا ما دام العريس معهم؟ ولكن ستأتي أيام حين يُرفع العريس<br />
عنهم حينئذ يصصومون» (متى ١٤-١٧). ٩: والجدير بالذّكر أنّ تلاميذ يوحنا<br />
والفريسيّين كانوا يصصومون كشيرًا في أوقاتٍ حدّدها آباوءهم في التّقليد، لكن لم<br />
تفرضضها الششّ يعة، إذ أنّ فريضضة الصصّ وم الوحيد الذي أوصصى به الناموس هو صصوم<br />
«يوم الكفارة»، كما ذكرت آنفاً. لكن المسيه ميّز بين مُ تطلّبات الشريعة ومتطلّبات<br />
التّقليد حول الصصّ وم، فهافظ مع تلاميذه على الصصّ وم المُوصصى به من الشريعة،<br />
وأهمل أصصوام التّقليد التي زادت أعدادها كشيراً حتّى أصصبه من الضروريّ ، بعد<br />
خراب أورششليم، تحديد الأيّام التي يُ ْنَع فيها الصصّ وم. والمسيه في إجابته على<br />
سوءال تلاميذ يوحنّا «هل يستطيع بنو العريس أن ينوحوا ما دام العريس معهم»<br />
لم يقُل لهم. نعم أو لا، بل طره في جوابه سوءلاً غير مباشر، مفاده: «كيف تحكمون<br />
بأن تلاميذي لا يصصومون، وأنتم لا تعرفون الهقيقة؟ فالهقيقة هي أنهم لم يصصوموا<br />
تلك الأصصوام المُتعدّدة غير الإلزاميّة التي صصامها تلاميذ يوحنا والفريسيّين، لكن َّهم<br />
صصاموا صصوم يوم الكفارة، والأصصوام التي احتاجتها حياتهم الروحية بهدف النموّ<br />
في العلاقة مع االله». وقد ششبّه المسيه حالة عدم صصوم تلاميذه آنذاك، بهالة العُرس<br />
الذي لا يصصوم فيه الناس، بل يأكلون من أطايب العُرس، لكن سينتهي ذلك الوقت<br />
ويُرفع العريس عنهم، وحينئذٍ يصصومون.<br />
٤٩