The Diabetologist #22
طبيب السكري - العدد 22
طبيب السكري - العدد 22
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
مرضى السكري .. وصوم رمضان<br />
حتى جند أن شهية احليوان للطعام ترتبط باحلاجة احلقيقية له<br />
أو ملا سخرت من أجله، فقد ميتنع احليوان عن تناول الطعام<br />
لفترة طويلة قد تصل الى عدة شهور، كما في حالة البيات<br />
الشتوي لبعض احليوانات، أو يتناول وجبات متباعدة جدا كما<br />
في بعض الثعابني، أو ميتنع احليوان عن الطعام خالل فترة<br />
املرض أو اإلصابة بكسر أو جرح كما هو حال اخليول والقطط<br />
والكالب، أو عندما يريد احليوان السفر والهجرة أو التكاثر كما<br />
في سمك السلمون وبعض الطيور والثدييات.<br />
أما اإلنسان فقد تنفصل الشهية لديه لتناول الطعام عن<br />
حاجته احلقيقية له، فتراه يلتهم منه ما يزيد على حاجته، وغالبا<br />
ما يحدث ذلك عند وفرة الطعام بأنواع مختلفة وأشكال عديدة،<br />
ويتراكم الفائض منه في اجلسم فيضطرب لذلك التوازن الدقيق<br />
لعناصر مكوناته، وتتراكم سموم األغذية في أنسجته فيحدث<br />
اخللل وتظهر األمراض والعلل.<br />
>> التقوى املتوخاة من الصيام.. كيف تتحقق؟<br />
بني مركبات اجلسد األرضية أو بني الغذاء والروح كلطيفة<br />
ربانية عالقة وسر، فمن حتكم في غذائه وشهواته سمت روحه<br />
وأشرق وجدانه وارتفعت درجة استجابته ألوامر ربه وتوقى<br />
العلل واألمراض التي ميكن أن تصيب اإلنسان من كثرة األكل<br />
ودوامه على مدار العام، فاإلنسان بنيان خلقه الله وفق نظام<br />
محكم بديع ال يعرف دقائق سنن خلقه وال يحيط بها وبتدبيرها<br />
إال هو سبحانه القائل "أال يعلم من خلق وهو اللطيف اخلبير"<br />
فالله وحده يعلم على وجه الدقة والشمول واإلحاطة ما يصلح<br />
هذا املخلوق الفذ وما يفسده وما يصحه وما ميرضه، ففرض<br />
الله سبحانه وتعالى الصيام علينا وعلى كل األمم والشعوب<br />
قبلنا ال لكونه أمرا تعبديا للخالق العظيم جل وعال فحسب،<br />
ولكن لفوائده احملققة جلسم اإلنسان وروحه.<br />
>> هل نفهم أن باألمر توازنا.. وسموا روحيا للنفس يقابله<br />
حرمان مادي للجسد؟<br />
أهم املفاهيم غير الصحيحة عن الصوم في هذا الزمان أن<br />
كثيرا من الناس يظنون أن الصوم هو حرمان اجلسم بأنسجته<br />
وخالياه من عناصر التغذية في الطعام والشراب وأن اجلسم<br />
البشري كاآللة الصماء التي تعمل بالوقود، فإن حرمت منه<br />
توقفت عن العمل واحلركة، كما يخلط بعض األطباء بني<br />
التجويع املطلق وبني الصيام اإلسلالمي، فيحملون الثاني كل<br />
آثار األول وأخطاره، ألن املدرسة الطبية الغربية وعلى نهجها<br />
تسير املدارس العربية واإلسالمية ال تدرس في مناهجها إال<br />
التجويع وتسميه أحيانا الصيام، وال تشير من قريب أو بعيد<br />
إلى الصيام اإلسلالمي، وبهذا الظن واخللط شكك اجلهالء في<br />
حكمة الصيام وفائدته، وفرط ضعاف اإلميان في االلتزام به<br />
وأعطيت التوجيهات الطبية لبعض املرضى باإلفطار في شهر<br />
الصيام بغير ضوابط علمية مستيقنة. ولكن احلقيقة التي ثبتت<br />
بيقيني بعد تقدم العلوم املذهل في هذا الزمان أن للجسم<br />
البشري مخازن هائلة للطاقة تتيح له العمل واحلركة لعدة أيام<br />
من جوانب التقوى المرجو تحققها من<br />
الصيام اتقاء العلل النفسية والجسمانية..<br />
وهو أيضا تحقيقا لقول المصطفى<br />
صلى اهلل عليه وآله وسلم “الصوم جنة”<br />
32<br />
العدد )الثاني والعشرون( < يونيو - يوليو 2013