المرأة في عصر الديموقراطية
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
الفصل الثاني<br />
هم دون الثانية عشرة العاملني <strong>في</strong> مخازن البيع، <strong>في</strong>نتج عن ذلك، كما اعتقد كثري من<br />
النساء العاملات <strong>في</strong> القرن التاسع عشر، استبدال العاملات بالعمال <strong>في</strong> كثري من الأعمال<br />
التي يعتمد <strong>في</strong>ها عليهن أكثر شيء.<br />
٢<br />
قلما اجتمع مجلس من مجالس التشريع <strong>في</strong> أنحاء أوربا خلال القرن املاضي فلم ينظر <strong>في</strong><br />
تشريعات العمل ليفرض على العمل النسوي قيودًا ترمي إلى شلهن ودفعهن عن منافسة<br />
الرجال، بما يسن من شرائع ولوائح تنظم العمل، حتى يؤدي تنظيمه إلى هذه النتيجة،<br />
وأكبر مثل على ذلك ما وقع <strong>في</strong> إنجلترا سنة ١٨٩٥ عندما أقر مجلس العموم قانون املصانع<br />
الذي أدخل املغاسل العمومية <strong>في</strong> نطاق العمل الذي تنظمه القوانني، فسن قيودًا جديدة<br />
تناولت الزمن الإضا<strong>في</strong> الذي يحق للمرأة أن تعمل <strong>في</strong>ه تحت ظروف خاصة، وشفعها بقيود<br />
أخرى تناولت عملهن <strong>في</strong> املنازل بما ينتقص ذلك العمل انتقاصً ا، وهيئ وزير الداخلية<br />
بسلطات جديدة، بحيث أصبح من حقه منعهن عن العمل <strong>في</strong> أعمال قد يتراءى له أنها<br />
خطرة أو غري صحية.<br />
ولا شك <strong>في</strong> أن هذا التشريع وغريه من أمثاله، إن هو إلا ثمرة قانون الانتخاب الذي لا<br />
صوت للمرأة <strong>في</strong>ه، بل إنه الجني املباشر لتصويت الرجال واحتكارهم هذا الحق الطبيعي<br />
دونهن، واستبدادهم بذلك الحق، مضافًا إلى ذلك ضغط هيئات العمال السياسي، وما قولك<br />
<strong>في</strong> أن التفتيش <strong>في</strong> املصانع قد ظل إلى وقت قريب، و<strong>في</strong> أكثر أنحاء أوربا، وقفًا على الرجال<br />
دون النساء، وكان تعيني امرأتني للتفتيش <strong>في</strong> املصانع سنة ١٨٩٣ <strong>في</strong> إنجلترا، حادثًا يروى<br />
<strong>في</strong> املنتديات ويتندر به.<br />
٣<br />
<strong>في</strong> املقدمة الفذة التي وضعها «تريجو» الوزير الفرنسي املعروف سنة ١٧٧٦ للأمر العالي<br />
الذي حظر <strong>في</strong>ه نظام العرفاء 2 للمهن والصناع والتجار <strong>في</strong> فرنسا، فقرة نعى <strong>في</strong>ها تلك<br />
القيود املفروضة على الصناعات والتي — «تقصي عن العمل أحد شطري الجمعية؛ ذلك<br />
2 العريف النقيب دون الرئيس والجمع عرفاء وبابه ظرف إذا صار عريفًا (مختار الصحاح).<br />
29