المرأة في عصر الديموقراطية

الفصل الثاني
Somerville والسماح للنساء بشهود املحاضرات في الجامعات الكبرى،‏ وأداء امتحانات
الدرجات والشرف والامتحانات املوضعية التي تنظمها الجامعات في طول البلاد وعرضها،‏
وتلقني العلوم الطبيعية والرياضية،‏ كل ذلك كان من شأنه أن ينشر املعرفة بني النساء،‏
وأن يزيد من خطرهن؛ سواء أكن َّ من أهل الطبقة العليا أم املتوسطة،‏ وإن قليلاً‏ جدٍّا
من الأحداث العظمى في تاريخ الحضارة الإنجليزية،‏ ما يبز فتح أبواب الجامعات للنساء،‏
وقبولهن عضوات في حركة الفكر والثقافة،‏ أما ما خافه بعض املعارضني من فتح أبواب
معاهد العلم للنساء،‏ مثل الخوف من الفوضى في النظام والأخلاق،‏ فأشياء لم يقم عليها
من دليل،‏ بل كانت مخاوف وهمية،‏ كما أنه لم تقم من حاجة إلى تغيري كبري في برامج
الدرس.‏
على أن هذه الحركة الارتقائية لم تقتصر على إنجلترا وحدها؛ ففي بلاد اسكانديناوة
وإيطاليا وسويسرا والولايات املتحدة واملستعمرات البريطانية،‏ فتحت الجامعات أبوابها
للنساء،‏ وبذلت جهود الجبابرة في سبيل رفع مستوى تعليمهن.‏
كانت صوفيا كوڨالڨسكي Sophie Kovalewsky التي أثارت الترجمة عن حياتها
إعجاب القراء وبعثت فيهم إحساسً‏ ا بالإكبار والإجلال،‏ أستاذ الرياضيات العليا في جامعة
استوكولم،‏ على أن البنات كن َّ قد أخرجن من حظرية التعليم بمقتضى الإصلاحات التي
وضعتها حكومة الثورة في فرنسا؛ وفي عصر نابوليون الأول،‏ وقد اعتقد نابوليون؛ بل
استمسك بفكرة أن تعليم النساء لا ينبغي أن يتعدى الأوليات،‏ ولكن قوانني ١٨٥٠
و‎١٨٦٧‎ قد أباحا تأسيس مدارس ابتدائية؛ لتعليمهن في كل مركز من املراكز الكبرية في
فرنسا،‏ كما قصد قانون ١٨٨٢ على أن يكون تعليم البنات إجباريٍّا،‏ وفي عصر نابوليون
الثالث أسست في باريس مدارس لتعليمهن املهن،‏ وأتيح لهذه املدارس أن تتبع في تعليمها
برامج الكوليج دي فرانس Collège de France وعند سقوط الإمبراطورية أتيح لهن أن
يحملن شهادات الجامعات في الآداب والعلوم والطب.‏
ظلت أملانيا حتى عهد قريب متخلفة عن أكثر املمالك الأوربية في التعليم العالي
للمرأة،‏ ومضت الحكومة الروسية خاصةً‏ تقاوم كل حركة ترمي إلى إعطائها حق الدخول
في الجامعات والترخيص لها بالاشتغال بمهنة الطب،‏ ففي أواخر القرن التاسع عشر
كان في روسيا ٢٠٩ مدرسة ابتدائية للبنات،‏ لم يكن منها سوى ١٧ مدرسة لها ناظرات
والبقية نظارًا،‏ كما أن فكرة الطبقة الحاكمة والجامعات كانت معادية لكل حركة قصد
بها التسوية بني الجنسني في التعليم العالي والثقافة العامة،‏ كذلك صدر عن الروح البروسي
37