20.12.2015 Views

المرأة في عصر الديموقراطية

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

املرأة <strong>في</strong> <strong>عصر</strong> الديمقراطية<br />

الحب والعطف والإنسانية؛ حيث يسود الإدمان على الخمر وترتع الرذيلة وتعصف النزوات<br />

بكل معاني الرحمة،‏ كانت ترتكب تلك الخطايا التي إن تناولها القانون بما يحقق املساواة<br />

أو جزء منها؛ فقد يحول الفقر دون أن يصلت القانون سيفه على رءوس البغاة املعتدين.‏<br />

٧<br />

إن عناية املرأة وازدياد الرغبة عندها <strong>في</strong> الاشتغال بالأمور السياسية،‏ كان <strong>في</strong> أكثر الأمر<br />

نتاجًا ملا أحست من تفضيل الجنس الآخر عليها أمام القانون و<strong>في</strong> املعاملات،‏ وأطعمها <strong>في</strong><br />

أن تنغمر <strong>في</strong> لجج السياسة ما أنست من قدرة على رفع تلك املظالم التشريعية التي حاقت<br />

بها من قبل،‏ فمضت تعمل بجهد وفراهة نادرين على أن تنال حق التصويت <strong>في</strong> الانتخابات<br />

العامة،‏ وقد بدأت حركتها تشتد وتقوى <strong>في</strong> بداية القرن العشرين.‏<br />

لقد كان للحركة السياسية النسوية <strong>في</strong> إنجلترا أسباب من التقاليد ومن العرف ومن<br />

القانون،‏ ولكن نزعتها إلى العمل على نيل حق التمثيل النيابي إنما يرجع <strong>في</strong> أكثر الأمر<br />

إلى عبقري من عباقرة الإنجليز هو ال<strong>في</strong>لسوف ‏«جون ستيوارت مل»،‏ بدأ ‏«ستيوارت مل»‏<br />

حركته بأن قدم إلى مجلس العموم مشروعًا ملحقًا بقانون الإصلاح؛ ليقرر املجلس للنساء<br />

حق التمثيل النيابي <strong>في</strong> سنة ١٨٦٧، ودافع عن مشروعه دفاعًا مجيدًا برسالة نشرها وبني<br />

<strong>في</strong>ها كيف تستعبد املرأة،‏ وكيف تنتهك حرمتها،‏ وعقب على ذلك ببضعة رسائل أخرى<br />

تناول <strong>في</strong>ها هذا املوضوع من جميع جهاته،‏ ولقد قويت تلك الحركة من بعد ذلك؛ إذ أيدتها<br />

ظروف جعلت الرأي العام الإنجليزي أميل إلى التسليم بحقوق املرأة النيابية،‏ حتى انتهى<br />

الأمر بأن أعطيت حق التصويت <strong>في</strong> نواح قريبة جدٍّا من مجال السياسة الصرفة،‏ ف<strong>في</strong><br />

قانون إصلاح البلديات الذي صدر <strong>في</strong> سنة ١٨٦٩ منحت املرأة حق الانتخاب <strong>في</strong> جميع<br />

الانتخابات البلدية،‏ و<strong>في</strong> سنة ١٨٧٠ أعطني حق التصويت <strong>في</strong> انتخاب أعضاء مجالس<br />

التعليم،‏ و<strong>في</strong> سنة ١٨٨٨ أعطني حق التصويت <strong>في</strong> انتخاب أعضاء مجالس الأقاليم،‏ أما<br />

قانون ١٨٩٤، ذلك القانون الذي حور <strong>في</strong> إنجلترا كل نظام الحكم املحلي ووسع توسعة<br />

كبرية <strong>في</strong> نظامه التمثيلي؛ فقد محي كل أثر لتفضيل جنس على الآخر <strong>في</strong> مسائل الانتخاب.‏<br />

كانت هذه البداية بمثابة تمهيد لأن تشترك املرأة <strong>في</strong> انتخاب أعضاء مجلس البرملان،‏<br />

فإن اشتراكها <strong>في</strong> املعارك الانتخابية الصغرى،‏ وتمرسها بخوض بعض املعارك كان <strong>في</strong>ها<br />

الكثري من التنابز واملجاهدة ودرس املشكلات املحلية وتكوين الرأي <strong>في</strong>ما يضر و<strong>في</strong>ما<br />

ينفع،‏ كل ذلك كان مدرسة عليا أخذت <strong>في</strong>ها مدارك الإنجليزيات تتضح وتستقر على<br />

50

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!