version_arabe
version_arabe
version_arabe
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
مقدمة 13<br />
ولهذا فإنّ المدن والمناطق المدينية تتوسع<br />
أكثر فأكثر، إلى الأعلى (من حيث الكثافة)<br />
وإلى الخارج (من حيث «التمدّد العمراني»).<br />
وكلما توسعت المدن في العالم النامي، ازداد<br />
تمركز السكان الشباب والأقلّ رفاهية في<br />
تخومهم، في مناطق سكنية غير آمنة، سيئة<br />
التخديم من حيث شبكات المواصلات<br />
والطرق، ويندر أن تتوفر فيها المياه وشبكات<br />
التنظيفات. وهكذا فإنّ هذا التمدّد المديني<br />
يجعل السكان أقلّ أماناً في مستوى حيازة<br />
الأرض والسكن. وهذا الانعدام الدراماتيكي<br />
في الأمن العقاري، الذي يصيب عشرات<br />
الملايين في مدن الجنوب الكبرى، هو عامل<br />
أوّل في التوتر.<br />
اختناقات المواصلات مشكلة متعاظمة، لأنّ<br />
نسبة استخدام السيارات تزداد بسرعة كبيرة،<br />
وكذلك لأنّ مساحة الطرق محدودة والآليات ذات التنوّع الشديد<br />
تتنافس فيما بينها على هذه الطرق. والمدينة الآخذة في التوسع تعني<br />
أن الناس سوف يضطرون سريعاً، وبشكل فردي، إلى اقتناء الآليات<br />
(السيارات، أو الدراجات النارية المتزايدة)، خصوصاً وأن هذا<br />
التوسع يجعل من الصعب إدارة شبكة النقل العامّ في المدينة. ولأنّ<br />
هذا النقلّ أقلّ ربحاً وأقلّ تشغيلاً، فهو بدوره يشجّ ع النموّ القياسي في<br />
الآليات الخاصة. وهكذا ازداد عدد الآليات في بكين سبعة أضعاف<br />
في 13 سنة، في حين أنه لم يتضاعف في منطقة إيل دو فرانس إلا<br />
بنسبة 2,7 خلال ما يقارب 40 سنة.<br />
اختناقات المواصلات مشكلة<br />
متعاظمة، لأنّ نسبة استخدام<br />
السيارات تزداد بسرعة كبيرة،<br />
وكذلك لأنّ مساحة الطرق<br />
محدودة والآليات ذات التنوّع<br />
الشديد تتنافس فيما بينها على<br />
هذه الطرق.<br />
ومن هنا مصدر المزيد من الضوضاء وتلوّث الجوّ. ويتضح أن<br />
الأضرار البيئة تتضاعف في مدن الجنوب، خصوصاً بالنظر إلى<br />
ازدياد استخدام الآليات والكيفية المتدنية للمركبات، والوقود،<br />
والمراقبة، والمعايير. وانعدام الأمان في شروط المعيشة داخل<br />
الضواحي يؤدي بدوره إلى مزيد من دمار البيئة المدينية: فقدان<br />
تأمين مياه الشرب، وخصوصاً فقدان المرافق الصحية ومعالجة<br />
النفايات، مما يسفر عن تلوّث الأنهار والمياه الجوفية.<br />
وهذا يفضي بنا إلى إثارة عامل رابع في الأزمة: الضغط المتعاظم<br />
للأخطار، خصوصاً الصحية (الإلتهاب الرئوي الحادّ، موجات الحرّ<br />
الشديد...)، ولكن أيضاً الطبيعية (تنامي الأعاصير والفيضانات المرتبطة<br />
بالتبدلات المناخية)، والصناعية والتكنولوجية أو حتى الإرهابية. ورغم<br />
هذا يمكن القول إننا نملك فرصة في الحصول على الإغاثة في مدينة<br />
كبيرة أو مركز عمراني، أفضل من فرصتنا في مناطق ريفية معزولة<br />
كما تبيّن بعد الهزة الأرضية في باكستان أواخر 2005.