23.02.2015 Views

version_arabe

version_arabe

version_arabe

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

متنامية<br />

مدن<br />

È<br />

مفاتيح من أجل الفهم والعمل


متنامية<br />

مدن<br />

مفاتيح من أجل الفهم والعمل


4<br />

مدن متنامية،‏ الطبعة العربية<br />

ترجمة:‏ مؤسسة أفريام (Afriam)<br />

3, rue de l'Atlas - 75019 Paris<br />

afriam@wanadoo.fr<br />

هيئة الإرشاد<br />

وزارة البيئة والتنمية والتهيئة المستدامة<br />

إدارة الشؤون الإقتصادية والدولية (DAEI) : Thierry Desclos<br />

الإدارة العامة للعمران والمسكن والإنشاء (DGUHC) : Francine Gibaud<br />

خطة عمارة الإنشاء المديني (PUCA) : Anne Querrien<br />

ISTED<br />

Xavier Crépin, Anne Charreyron-Perchet<br />

Isabel Diaz, Anne Baron<br />

وزارة الشؤون الخارجية والأوروبية<br />

الإدارة العامة للتعاون الدولي والتنمية<br />

(DGCID) : Olivier Mourareau<br />

الوكالة الفرنسية للتنمية<br />

(AFD) : Thierry Paulais<br />

معهد التهيئة والعمران المديني في منطقة إيل دو فرانس<br />

(IAURIF) : Gilles Antier .<br />

النصوص والمساهمون<br />

Gilles Antier / Iaurif ; Anne Baron / Isted ;<br />

Patrice Berger / AU Lyon ; Sarah Botton / LATTS ;<br />

Anne Charreyron-Perchet / Isted ; Xavier Crépin / Isted ;<br />

Félix Damette / Groupe Huit ; Thierry Desclos / DAEI ; Isabel Diaz / Isted ;<br />

Ludovic Faytre / Iaurif ;<br />

Mireille Grubert / Cedhec ; Gilles Horenfeld / Consultant ;<br />

Mylène Hue / IEP de Rennes ;<br />

Marie-Alice Lallemand-Flucher / Dexia ;<br />

Éric Le Breton / Université Rennes 2 ;<br />

Cédric Lebris / IGD ; Émile Lebris / IRD ;<br />

Louis Lhopital / Isted ; Michel Marcus / Forum français<br />

pour la sécurité urbaine ;<br />

Olivier Mourareau / MAEE ;<br />

Jean-Claude Oppeneau / ADEME ; Annik Osmont / Gemdev ;<br />

Thierry Paulais / AFD ; Vincent Renard / CNRS.<br />

التحرير<br />

تنسبيق التحرير:‏ Isabelle Biagiotti / Courrier de la Planète<br />

التصميم والإخراج الفني:‏ Bernard Favre / Louma productions<br />

ISBN : 2.86815.053.5<br />

الموقع الإلكتروني<br />

www.villesendevenir.org


تمهيد 5<br />

تمهيد<br />

يعيش اليوم في المدن ثلاثة من كلّ‏ ستة أفراد،‏ إثنان منهم يسكنان في مدن نامية.‏ هذه الأرقام تبيّن<br />

نطاق التحدي الذي تمثله التنمية المدينية في العالم الراهن،‏ والضغط المتزايد الذي تمارسه راهناً‏<br />

على مختلف المستويات في المدن.‏<br />

وبسبب النموّ‏ السكاني سوف يتواصل التمدد العمراني والمديني الضخم في المدن النامية،‏ ليزيد<br />

كل يوم في تأخر طاقات هذه المدن الطاقات المؤسساتية والمالية والتقنية بالتأكيد،‏ ولكن أيضاً‏<br />

الإنسانية وحتى المفهومية في وجه ‏«مسألة مدينية»‏ تزداد معالجتها تعقيداً.‏ ومن الواضح بالتالي<br />

أنّ‏ المعنيين بالتعاون على النطاق العالمي والثنائي والفرنسيين،‏ بين آخرين سوف يُسألون أكثر<br />

فأكثر من جانب نظرائهم المحليين ‏(الجمعيات،‏ والإدارات الوطنية والمحلية،‏ وما إليها)‏ حول<br />

مواضيع ذات صلة بالتهيئة،‏ والتنمية المستدامة،‏ والإدارة،‏ وكذلك على نطاق أعرض ما نسمّيه<br />

اليوم ‏«الحكم المديني».‏<br />

ولهذا بدا مفيداً‏ لإدارة الشؤون الإقتصادية والدولية في وزارة البيئة والتنمية والتهيئة المستدامة،‏<br />

ان تقدّم الموضوعات العمرانية بطريقة تركيبية وعملية،‏ في كتاب مخصص للأفراد والسفارات،‏<br />

وتحديداً‏ ‏«دائرة التعاون والعمل الثقافي»‏ ،SCAC الذين غالباً‏ ما يكونون معنيين أكثر بالمطالب<br />

والمشروعات المحلية في هذا المضمار.‏ والنطاق الذي يغطيه هذا الكتاب،‏ الساعي إلى أن يكون<br />

تعليمياً‏ ومتوجهاً‏ إلى غير الاختصاصيين،‏ هو البلدان غير الأعضاء في ‏«منظمة التعاون<br />

الاقتصادي والتنمية»‏ .OCDE والكتاب لا يشكّل،‏ بحال من الأحوال،‏ ‏«دليلاً‏ إلى التنمية المدينية».‏<br />

وطموحه في الأساس هو تقديم عدد من المفاتيح التي تساعد على إدراك أفضل للمطلوب،‏<br />

والاعتماد على 12 موضوعاً،‏ هي جوهر الإشكاليات،‏ في توفير رؤية للمناهج والتجارب في<br />

المضمار،‏ إلى جانب المراجع على الإنترنيت في ما يخص المنظمات والمعنيين الأساسيين في<br />

القطاع.‏<br />

والموضوعات التي يعالجها الكتاب تنقسم إلى شطرين كبيرين،‏ أولهما يتناول معرفة المدن<br />

وإدارتها،‏ والثاني يثير الميادين الرئيسية في التنمية المدينية.‏ ويُختتم الكتاب بعرض حول التعاون<br />

بين المدن،‏ التي يُطلب منها اليوم أن تلعب دوراً‏ متزايداً‏ في جهاز التعاون الفرنسي والدولي.‏<br />

دومنيك بيرو Dominique Bureau<br />

رئيس إدارة الشؤون الإقتصادية والدولية (DAEI)<br />

وزارة البيئة والتنمية والتهيئة المستدامة


6 فهرس<br />

فهرس<br />

مقدمة 8<br />

منذ قمّة المدن،‏ التي عقدتها منظمة الأمم المتحدة في إسطنبول سنة 1996، جرى الإقرار بأنّ‏<br />

المدن تشكّل واحدة من التحديات الكبرى أمام المجتمع الدولي في ما يتعلّق بالتنمية الإقتصادية<br />

والإجتماعية،‏ وكذلك مستقبل المعمورة.‏<br />

u<br />

Pékin<br />

Delhi<br />

Karachi<br />

Bombay<br />

Calcutta<br />

Dakha<br />

Tokyo<br />

Osaka-Kobe<br />

Shanghai<br />

Manille<br />

Jakarta<br />

توصيف المدن 16<br />

كل إجراء يستهدف التخطيط والإدارة والحكم العمراني إجمالاً‏ في المدن،‏ ينطوي أولاً‏ على امتلاك<br />

صورة معمقة عن المنطقة المعنية،‏ بهدف الفهم الكامل للقضايا التي على المحكّ‏ .<br />

حكم المدن 22<br />

إنّ‏ الحركة الدولية باتجاه لامركزة السلطات الإقليمية أسبغت أهمية متزايدة على حكم المدن.‏<br />

لكنّ‏ العوامل الرئيسية التي تحدد فاعلية الإدارة المحلية شديدة الإرتباط بالسياسة الثقافية الخاصة<br />

بكلّ‏ مدينة.‏<br />

تمويل المدن 26<br />

تمويل حاجات المدن يقتضي من السلطات المحلية بذل طاقات غير مسبوقة في إدارة وتنويع<br />

مصادر التمويل.‏ وهذا ملفّ‏ فنّي للغاية،‏ والسيطرة عليه سوف تحدد شروط الحياة اليومية<br />

لأبناء المدن.‏<br />

توجيه التنمية المدينية 32<br />

في سنوات التسعينيات تغيّرت أدوات التنمية المدينية وإطاراتها المرجعية،‏ وذلك لكي تستجيب<br />

للضغوطات السكانية المتزايدة.‏ وهي إذْ‏ تطرح مقاربة شاملة،‏ وتقترح رؤية على المدى المتوسط،‏<br />

فإنها تشهد كذلك على تأسيس عمليات أكثر تشاركاً‏ في اتخاذ القرار.‏<br />

السكن والمسألة العقارية 38<br />

ينبغي على كل مدينة آخذة في التوسع أن تطرح مسألة السكن،‏ مع ما تنطوي عليه من إشكاليات<br />

مختلفة:‏ الأنظمة العقارية،‏ وإنشاء وتمويل الحصول على المساكن.‏ وفي البلدان الواقعة خارج<br />

‏«منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية»،‏ تتحكم المسألة العقارية اليوم بكلّ‏ ما عداها.‏


فهرس 7<br />

توفير الخدمات الضرورية 44<br />

المدن هي المستوى الممتاز لتأمين الخدمات التي تُسمّى ضرورية:‏ ماء الشرب،‏ التنظيفات،‏<br />

المعالجة الجماعية للنفايات،‏ الكهرباء ‏(والطاقة،‏ بصفة أعمّ)،‏ والنقل.‏ وهذه مهمة حاسمة تتطلب<br />

تجهيز السلطات المحلية بالخبرة وبالوسائل المالية على حدّ‏ سواء.‏<br />

التنقل في المدينة 50<br />

مسألة الانتقال داخل المدينة لا تقتصر على تطوير البنى التحتية وإقامة تجهيزات فعالة.‏<br />

إنها تتطلب جهوداً‏ في الإدارة،‏ وابتكارات في احتساب وتمويل حاجات السكان وبيئتهم.‏<br />

مدن أكثر أمناً‏ 56<br />

تزويد السكان المدينيين بمدن أكثر أمناً‏ لتكون مساحات عيش ونشاط،‏ هو هدف واجب على جميع<br />

البلديات في المعمورة.‏ وهذا يتجاوز تأمين السلامة الجسدية،‏ لأنّ‏ خلق رابطة اجتماعية وزجّ‏<br />

السكان في الحياة البلدية هما وسيلتان هامتان في خدمة سياسات المدينة.‏<br />

مدن مستدامة 60<br />

حماية البيئة ليست مسألة مدينية بالمعنى الدقيق للكلمة.‏ ومع ذلك فإنّ‏ النضال ضدّ‏ التلوّث،‏ واختيار<br />

مصادر طاقة نقية،‏ ومعالجة النفايات المدينية،‏ تشكّل كلها ميادين أساسية من أجل تنمية متجانسة<br />

ومستديمة للمدن والتجمعات السكانية.‏<br />

التكهن بالأخطار الرئيسية ومعالجتها 66<br />

كارثة تسونامي سنة 2004 أو إعصار كاترينا سنة 2005 تسببا في خسائر إنسانية وأضرار<br />

جسيمة.‏ وهذا أظهر،‏ في آن معاً،‏ عواقب الإعمار في المناطق المعرّ‏ ضة للاخطار،‏ وضرورة<br />

إدراج احتمال الخطر في كلّ‏ سياسة للتهيئة،‏ وكذلك أهمية أنظمة الوقاية،‏ والحماية،‏ أو إدارة<br />

الأزمات.‏<br />

الحفاظ على التراث المديني وتثمينه 72<br />

إنّ‏ الحفاظ على التراث المعماري المديني وإبراز قيمته صار أكثر من مجرّ‏ د مؤسسة ثقافية:‏ إنه<br />

عامل هامّ‏ في التنمية المدينية.‏ وهو أيضاً‏ يخلق روابط ذات مدى طويل بين مؤسسات التأهيل<br />

والمراجع المحلية،‏ في الشمال كما في الجنوب.‏<br />

التعاون بين المدن 76<br />

لم تكن المدن في أيّ‏ يوم حاضرة في المشهد الدولي كما هي حالها الآن،‏ ليس بسبب ثقلها السكاني<br />

فحسب،‏ بل كذلك بوصفها مكاناً‏ تتجسد فيه التحديات الرئيسية للعولمة.‏ والشاهد على هذا ظهور<br />

شبكات من المدن ذات الاعتماد المتبادل،‏ والتسلسل الهرمي بين المدن الكبيرة والمتوسطة<br />

والصغيرة.‏


8 مقدمة


مقدمة 9<br />

مدن متنامية<br />

منذ قمّة المدن،‏ التي عقدتها منظمة الأمم المتحدة في إسطنبول سنة<br />

1996، جرى الإقرار بأنّ‏ المدن تشكّل واحدة من التحديات الكبرى<br />

أمام المجتمع الدولي في ما يتعلّق بالتنمية الإقتصادية والإجتماعية،‏<br />

وكذلك مستقبل المعمورة.‏ وفي الواقع،‏ وكما توقع علماء السكان،‏ فإنّ‏<br />

فرداً‏ من كلّ‏ اثنَين يقطن اليوم في المدن.‏<br />

وللمدن خصائص مختلفة تماماً،‏ على امتداد العالم النامي:‏ كثيفة<br />

السكان في آسيا والشرق الأوسط،‏ منبسطة في أمريكا اللاتينية،‏<br />

وذات صفات ريفية مدينية في أفريقيا.‏ بعضها يشهد دينامية<br />

اقتصادية عالية،‏ وبعضها الآخر يفتقر إلى أيّ‏ محرّ‏ ك للتنمية.‏ غير<br />

أنّ‏ هذا التنوّع ينطوي على نقاط مشتركة،‏ وطموح هذا الكتاب هو<br />

تحديد سماتها المشتركة وتزويد كلّ‏ منها بإمكانية التحرّ‏ ك على<br />

مستواها وفي ميدان اهتمامها.‏<br />

ولتأليف هذا الكتاب اجتمع عدد من خيرة الأخصائيين الفرنسيين<br />

وشكّلوا هيئة تحرير لاقتراح نظرة معرفة عامة،‏ استناداً‏ إلى 12<br />

موضوعاً‏ اتفقوا فيما بينهم عليها.‏ ولكي تكون هذه المواضيع سهلة<br />

الوصول إلى نطاق كبير،‏ وبهدف الخروج من دائرة المطلعين<br />

الضيقة،‏ عُ‏ هد بالصياغة اللغوية لهذا الكتاب إلى فريق من<br />

الصحافيين،‏ وخبراء التنمية،‏ الذين استخدموا لغة الحياة اليومية<br />

لتصوير ميدان ما يزال حكراً‏ على الاختصاصيين.‏ وجرى تزويد<br />

الكتاب بعدد من الصور لتحسين إدراك عملية ما تزال مبهمة أو حتى<br />

مثيرة للقلق عند الكثيرين.‏<br />

والنتيجة هي ثمرة إرادة سياسية تمثّل وزارتين فرنسيتين تلك<br />

المكلّفة بالأمور المدينية وإدارتها المكلفة بالشؤون الإقتصادية<br />

والدولية،‏ ثمّ‏ وزارة الشؤون الخارجية والأوروبية والتزام عدد من<br />

المساهمين،‏ المهنيين والباحثين والخبراء،‏ الذين كانوا مستعدين<br />

لقبول النواقص المقترنة بكلّ‏ تعميم لأوضاع خاصة.‏<br />

والمجازفة الموروثة في مثل هذه الممارسة تتمثل في تجزئة ظاهرة<br />

مثل العمران إلى مقاربات مختلفة،‏ رغم أنها في طبيعتها شاملة<br />

متكاملة الأجزاء.‏ والمرء،‏ باختلاف ثقافته وتاريخه،‏ يتناول المدينة<br />

حسب التخطيطات المتأصلة عميقاً‏ في الذاكرة الجَ‏ مْعية،‏ محطّ‏ جميع<br />

الأخطار بالنسبة إلى البعض،‏ وكلّ‏ الإمكانات عند البعض الآخر.‏<br />

وهذا التبسيط للمدينة قد يبدو اختزالياً‏ بعض الشيء.‏<br />

مشهد من مدينة القاهرة ‏(مصر).‏<br />

ومع ذلك يبدو ضرورياً‏ نشر المعلومات المتوفرة،‏ خصوصاً‏ تلك التي


10 مقدمة<br />

عدد السكان في 24 مدينة ضخمة سنة 2003<br />

المدن الضخمة المتطورة عدد السكان تقديرات 2003<br />

طوكيو<br />

نيويورك<br />

أوساكا/‏ كيوتو/‏ كوبيه<br />

لوس أنجليس<br />

موسكو<br />

سيؤل<br />

لندن<br />

باريس/‏ إيل دو فرانس<br />

المدن الضخمة النامية<br />

المكسيك<br />

بومباي<br />

ساو باولو<br />

دلهي<br />

شنغهاي<br />

كالكوتا<br />

لاغوس<br />

كراتشي<br />

داكا<br />

القاهرة<br />

جاكرتا<br />

بيونس أيريس<br />

ريو دي جانيرو<br />

مانيلا<br />

بكين<br />

إسطنبول<br />

استجمعها منذ 50 سنة ‏«المركز الفرنسي للتوثيق والمعلومات»‏ تحت<br />

عنوان ‏«مدن في طور النموّ»‏ ،Villes en développement 1 لدى<br />

جمهور آخذ في الازدياد.‏ وفي هذا الصدد كان اختيار 12 مدخلاً‏<br />

موضوعاتياً‏ بمثابة محاولة لتيسير وصول المعطيات،‏ التي باتت<br />

متوفرة على شبكة الإنترنيت،‏ إلى عدد متزايد من المستخدمين،‏<br />

خصوصاً‏ في قاعدة المعلومات التوثيقية .Urbamet<br />

والمدن تثير الاهتمام أكثر فأكثر.‏ واليوم تقترح وسائل الإعلام<br />

تصنيفات للمدن حسب مستوى المعيشة وجاذبية السكن.‏ لكنّ‏ هذه<br />

الظاهرة لا تصف،‏ مع ذلك،‏ إلا بضعة مدن على نطاق العالم،‏ أي<br />

المدن الكونية التي حدّدتها عالمة الإجتماع والإقتصادية الأمريكية<br />

ساسكيا ساسن،‏ في حين أنّ‏ القدر الأكبر من العمران يخصّ‏ مدناً‏ ذات<br />

أحجام أصغر.‏ ومؤسسات مراقبة الحسابات تقدّم تصنيفات مالية للمدن،‏<br />

حيث تشكّل حكوماتها المحلية زبائن خاصين للمنظمات المالية.‏<br />

وأخيراً،‏ تحتوي الدراسات المقارنة للتنمية في مختلف البلدان على<br />

أعداد متزايدة من المؤشرات حول كيفية قيام المدن بوظائفها؛ ولأنها<br />

تركز على التنمية البشرية،‏ فإنها تعدّ‏ تكملة للتصنيفات الماكرو <br />

إقتصادية.‏<br />

الأحدث بين هذه التطورات،‏ أي المقاربة التي تعتمد على حكم البلدان<br />

والمدن،‏ تضع موضع المساءلة موقع السلطات المحلية المسؤولة عن<br />

هذه المدن،‏ ومدى قدرتها على خفض الصعوبات التي يواجهها<br />

السكان،‏ خصوصاً‏ الأكثر فقراً‏ ممّن يشكّلون<br />

الأغلبية عموماً.‏ والفوز في الانتخابات<br />

الوطنية أو خسارتها يتمّ‏ اليوم في المدن،‏<br />

معقل النخب الوطنية السياسية والإقتصادية<br />

والإجتماعية.‏<br />

33 600 000<br />

20 100 000<br />

17 200 000<br />

16 900 000<br />

13 200 000<br />

12 400 000<br />

11 380 000<br />

11 130 000<br />

عدد السكان تقديرات 2003<br />

19 650 000<br />

18 300 000<br />

17 900 000<br />

13 800 000<br />

13 700 000<br />

13 500 000<br />

12 800 000<br />

12 500 000<br />

12 400 000<br />

12 300 000<br />

12 100 000<br />

12 100 000<br />

10 970 000<br />

10 950 000<br />

10 800 000<br />

10 300 000<br />

المصدر:‏ Antier, 2006 .Gilles<br />

وإنّ‏ عولمة الإقتصاد وتعاظم الهجرات<br />

الدولية يلقيان بثقلهما على مجمل المدن في<br />

البلدان المتطورة،‏ وكذلك على المراكز<br />

المدينية الإقليمية في بلدان الجنوب.‏ ولهذا<br />

فإنّ‏ موضوعات جديدة،‏ مثل الأمن المديني<br />

وتأثير المدن على البيئة المحلية والعالمية،‏<br />

تعبيء المسؤولين السياسيين في مجمل<br />

البلدان وعلى النطاق العالمي أيضاً.‏<br />

وأخيراً‏ وقبل كلّ‏ شيء،‏ فإنّ‏ التحوّل المديني<br />

الكوني الحقيقي الجاري حالياً،‏ وهو النتيجة الضرورية والحتمية للتحوّل<br />

السكاني،‏ يشكّل واحداً‏ من التحديات الرئيسية في هذا القرن،‏ كما يتضح<br />

في ‏«أهداف التنمية الألفية»‏ التي تبنتها الأمم المتحدة سنة 2000.<br />

1 www.isted.com/villesdeveloppement/accueil_<br />

documentation.htm


مقدمة 11<br />

لتطوّ‎ 1975 2002<br />

‏(عد لسكا مضرباً‏ ب (<br />

لزيا<br />

تطوّ‎ لسكا في لمد 1975 2002<br />

x 4.15<br />

x 2<br />

x 1.5<br />

لنقصا<br />

لثبا<br />

لنقصا<br />

x 1.2<br />

x 1<br />

لمنهج لإحصائي:‏<br />

مج لمعدلا لمتوسطة<br />

عز لقِيَم لسلبية<br />

Benoit MARTIN, Atelier de cartographie de Science Po, 2005 يا<br />

4,15<br />

3,99<br />

3,97<br />

3,93<br />

3,41<br />

لحدّ‏ لأنى<br />

طاجكستا<br />

قرغيزستا<br />

بكستا<br />

تركمانستا<br />

سريلانكا<br />

لحدّ‏ لأعلى<br />

ند<br />

بوتسونا<br />

مومبيق<br />

عما<br />

تنزنيا<br />

0,70<br />

0,90<br />

0,94<br />

0,95<br />

0,96<br />

غيا<br />

لمعلوما<br />

: لمصد<br />

PNUD, Human Development Report,http:// www.undp.org/<br />

لتطوّ‎ 1975 2003<br />

) عد لسكا مضرباً‏ ب)‏<br />

طوكيو<br />

تطوّ‎ لتجمعا لسكانية لكبير 1975 2003<br />

لو نجليس (2)<br />

x 10,4<br />

x 3,1<br />

نيويو (1)<br />

(1) نيويو - نيو<br />

(2) لو نجليس -<br />

ساكا-‏ كوبى<br />

شنغها<br />

بكين<br />

لهي<br />

موسكو<br />

لونج بيتش - سانتا نا<br />

x 2,1<br />

x 1,5<br />

x 1<br />

لنقصا<br />

لمنهج لإحصائي:‏<br />

مج لمعدلا لمتوسطة<br />

عز لقِيَم لسلبية<br />

مانيلا<br />

كرتشي<br />

لقاهر<br />

لمكسيك<br />

لتجمعا لسكانية<br />

تزيد عن 2 مليو لتي<br />

هي حدها لمبيّنة<br />

جاكرتا<br />

كالكوتا<br />

كا<br />

بومبا<br />

لاغو<br />

Benoît MARTIN<br />

نوفمبر 2005<br />

جانير يو<br />

سا بالو<br />

بيونيس يريس<br />

Marie - Françoise DUR AND, Benoît MARTIN, Delphine PLACIDI, Marie TÖRNQUIST- CHESNIER,<br />

Atlas de la mondialisation, , Par is, Presses de Sciences Po, 2007, [2nde éd.]<br />

35<br />

18<br />

7<br />

Department of Economic and Social Affairs – Population Division لمتحد لأمم لمصد‏:‏<br />

http://www.un.org<br />

2003 لسكا عد جمالي<br />

‏(ببملايين نسمة)‏<br />

نشوء عالم من المدن<br />

تشير آخر تقديرات الأمم المتحدة 2 إلى ازدياد قوي في عدد السكان<br />

المدينيين:‏ 3,1 مليار ‏(بالمقارنة مع مليار سنة 1960 ومليارين سنة<br />

1985)، أي ما يعادل %50 من أهل المدن في عام 2007.<br />

والتوقعات المستندة إلى النموذج المعتمد من الأمم المتحدة ‏(أربعة<br />

مليارات في 2020، وربما خمسة في 2030) تظلّ‏ غير مؤكدة وهي<br />

لتوّها قد ضخّ‏ مت تقدير سرعة ونطاق التمركز المديني في بلدان<br />

الجنوب:‏ لهذا فإنّ‏ فكرة %60 من أهل المدن،‏ المقدّرة في 2030،<br />

تظلّ‏ قابلة للتدقيق.‏<br />

2 World Urbanization<br />

Prospects: the 2005 Revision,<br />

UNDESA/Population Division,<br />

New York, mars 2006.


12 مقدمة<br />

المدن والمناطق المدينية تتوسع<br />

أكثر فأكثر،‏ إلى الأعلى ‏(من حيث<br />

الكثافة)‏ وإلى الخارج ‏(من حيث<br />

‏«التمدّد العمراني»).‏<br />

ولا شكّ‏ في أنّ‏ الإنسانية تشهد اليوم طوراً‏ غير مسبوق،‏ حيث<br />

يتضافر الإنفجار المديني مع النموّ‏ السكاني.‏ إنّ‏ نسبة النموّ‏ السنوي<br />

للسكان المدينيين تقارب حالياً‏ %1,9 في السنة،‏ ويظهر كلّ‏ يوم على<br />

الأرض ما يعادل مدينة عدد سكانها 160,000 نسمة.‏<br />

وضمن هذا النظام المديني الهائل،‏ نعدّ‏ 940 مليون نسمة في المدن الكبيرة<br />

أكثر من مليوني ساكن بما في ذلك ما يزيد قليلاً‏ عن ثلث ‏(نحو 350<br />

مليون)‏ يعيشون في 24 مدينة ضخمة يزيد عدد سكانها عن 10 ملايين.‏<br />

إثنتان من كلّ‏ ثلاثة هما في عداد المدن النامية،‏ في حين أنّ‏ نيويورك<br />

وطوكيو كانتا سنة 1960 تنفردان وحدهما بعدد يفوق 10 ملايين.‏<br />

واليوم يتصف العالم المديني بحركة ثنائية:‏<br />

• نموّ‏ معتدل في الشمال منذ دورة الستينيات،‏ تتعارض مع طور<br />

سابق من الدينامية الإقتصادية خلال الثورة الصناعية أواسط<br />

القرن التاسع عشر.‏ وهذا التباطؤ ملحوظ في أوروبا أكثر من<br />

أمريكا الشمالية.‏<br />

• نموّ‏ مرتفع كثيراً‏ في الجنوب،‏ منذ الستينيات كذلك،‏ ولكنه يختلف<br />

في السرعة بين منطقة وأخرى:‏ يميل إلى البطء في أمريكا<br />

اللاتينية،‏ ويتميّز خصيصاً‏ بالحجم كما بالسرعة في آسيا،‏ ويمكن<br />

أن يشهد منحنى تمثيلياً‏ دالاً‏ في أفريقيا.‏ وهذا موضوع ما يزال<br />

قابلاً‏ للنقاش:‏ في كلّ‏ حال،‏ تقدّر الأمم المتحدة أنّ‏ معدّل الساكنين<br />

المدينيين في أفريقيا سوف يبلغ %50 في 2030، مقارنة ب %84<br />

في أمريكا اللاتينية.‏


مقدمة 13<br />

ولهذا فإنّ‏ المدن والمناطق المدينية تتوسع<br />

أكثر فأكثر،‏ إلى الأعلى ‏(من حيث الكثافة)‏<br />

وإلى الخارج ‏(من حيث ‏«التمدّد العمراني»).‏<br />

وكلما توسعت المدن في العالم النامي،‏ ازداد<br />

تمركز السكان الشباب والأقلّ‏ رفاهية في<br />

تخومهم،‏ في مناطق سكنية غير آمنة،‏ سيئة<br />

التخديم من حيث شبكات المواصلات<br />

والطرق،‏ ويندر أن تتوفر فيها المياه وشبكات<br />

التنظيفات.‏ وهكذا فإنّ‏ هذا التمدّد المديني<br />

يجعل السكان أقلّ‏ أماناً‏ في مستوى حيازة<br />

الأرض والسكن.‏ وهذا الانعدام الدراماتيكي<br />

في الأمن العقاري،‏ الذي يصيب عشرات<br />

الملايين في مدن الجنوب الكبرى،‏ هو عامل<br />

أوّل في التوتر.‏<br />

اختناقات المواصلات مشكلة متعاظمة،‏ لأنّ‏<br />

نسبة استخدام السيارات تزداد بسرعة كبيرة،‏<br />

وكذلك لأنّ‏ مساحة الطرق محدودة والآليات ذات التنوّع الشديد<br />

تتنافس فيما بينها على هذه الطرق.‏ والمدينة الآخذة في التوسع تعني<br />

أن الناس سوف يضطرون سريعاً،‏ وبشكل فردي،‏ إلى اقتناء الآليات<br />

‏(السيارات،‏ أو الدراجات النارية المتزايدة)،‏ خصوصاً‏ وأن هذا<br />

التوسع يجعل من الصعب إدارة شبكة النقل العامّ‏ في المدينة.‏ ولأنّ‏<br />

هذا النقلّ‏ أقلّ‏ ربحاً‏ وأقلّ‏ تشغيلاً،‏ فهو بدوره يشجّ‏ ع النموّ‏ القياسي في<br />

الآليات الخاصة.‏ وهكذا ازداد عدد الآليات في بكين سبعة أضعاف<br />

في 13 سنة،‏ في حين أنه لم يتضاعف في منطقة إيل دو فرانس إلا<br />

بنسبة 2,7 خلال ما يقارب 40 سنة.‏<br />

اختناقات المواصلات مشكلة<br />

متعاظمة،‏ لأنّ‏ نسبة استخدام<br />

السيارات تزداد بسرعة كبيرة،‏<br />

وكذلك لأنّ‏ مساحة الطرق<br />

محدودة والآليات ذات التنوّع<br />

الشديد تتنافس فيما بينها على<br />

هذه الطرق.‏<br />

ومن هنا مصدر المزيد من الضوضاء وتلوّث الجوّ.‏ ويتضح أن<br />

الأضرار البيئة تتضاعف في مدن الجنوب،‏ خصوصاً‏ بالنظر إلى<br />

ازدياد استخدام الآليات والكيفية المتدنية للمركبات،‏ والوقود،‏<br />

والمراقبة،‏ والمعايير.‏ وانعدام الأمان في شروط المعيشة داخل<br />

الضواحي يؤدي بدوره إلى مزيد من دمار البيئة المدينية:‏ فقدان<br />

تأمين مياه الشرب،‏ وخصوصاً‏ فقدان المرافق الصحية ومعالجة<br />

النفايات،‏ مما يسفر عن تلوّث الأنهار والمياه الجوفية.‏<br />

وهذا يفضي بنا إلى إثارة عامل رابع في الأزمة:‏ الضغط المتعاظم<br />

للأخطار،‏ خصوصاً‏ الصحية ‏(الإلتهاب الرئوي الحادّ،‏ موجات الحرّ‏<br />

الشديد...)،‏ ولكن أيضاً‏ الطبيعية ‏(تنامي الأعاصير والفيضانات المرتبطة<br />

بالتبدلات المناخية)،‏ والصناعية والتكنولوجية أو حتى الإرهابية.‏ ورغم<br />

هذا يمكن القول إننا نملك فرصة في الحصول على الإغاثة في مدينة<br />

كبيرة أو مركز عمراني،‏ أفضل من فرصتنا في مناطق ريفية معزولة<br />

كما تبيّن بعد الهزة الأرضية في باكستان أواخر 2005.


14 مقدمة<br />

قيو معتدلة<br />

قيو ثقيلة<br />

الحصول على العقار هو أكثر من مجرد معيار للعدل الاجتماعي.‏<br />

ولكي تتركز المؤسسات الفعلية في المدن،‏ يجب عليها أن تتمكن من<br />

هذا بسهولة،‏ وبشكل شرعي ودائم.‏ وهو إجراء يراه أصحاب<br />

الشركات بمثابة قيد ثقيل في كثير من المدن النامية.‏<br />

المصدر:‏ Alliance, 2006 Cities<br />

والسياق الجيو سياسي والبيئي والإجتماعي <br />

الإقتصادي الراهن يساهم في ترسيخ إحساس جلي<br />

بوجود ‏«أزمة مدن»‏ وتنمية مدينية:‏ التلوث،‏ العنف<br />

والاعتداءات المدينية،‏ والضغوط المتنوّعة التي<br />

تجهد السلطات العامة للتغلب عليها ‏(فضلاً‏ عن<br />

النقل،‏ والسكن،‏ والخدمات المدينية)،‏ كلها تعطي<br />

الإنطباع بالأزمة،‏ خصوصاً‏ في مدن الجنوب.‏ ولا<br />

شك في أنه من الأفضل الحديث عن توترات<br />

متعددة الأشكال:‏ بعضها محددة ‏(مثل انعدام الأمن<br />

العقاري وتوفّر المياه والمرافق الصحية)،‏ وبعضها<br />

الآخر مشتركة مع مدن الشمال ‏(اختناقات النقل<br />

وعواقبها على البيئة،‏ ولكن أيضاً‏ تصاعد<br />

الأخطار).‏ ومع ذلك،‏ وفي الوقت ذاته،‏ فإنّ‏ الحال<br />

الراهنة للتنمية تُظهر بوضوح أنّ‏ المدن والحواضر<br />

الكبرى هي محرّكها الرئيسي:‏ تأمين المرافق<br />

والبنى التحتية يسهّل الحركة وتوفير أنشطة الثقافة،‏<br />

وأنساق التوصل إلى الخدمات الأساسية أوسع نطاقاً‏<br />

في المدينة،‏ إسوة بمصادر الدخل.‏ وهكذا تتضافر<br />

العوامل لتجعل من الفضاء المديني،‏ وأكثر من ذي<br />

قبل،‏ موقعاً‏ مميزاً‏ للإبتكار والتقدم،‏ على صعيد<br />

ثقافي مثلما هو إجتماعي ثقافي وتكنولوجي.‏<br />

والحال أنّ‏ المدن تبرهن كل يوم على طبيعتها<br />

الإبتكارية.‏ ولأنّ‏ وضع مدن الجنوب يجعل هذا<br />

التحدي أكثر صعوبة،‏ من الواجب بالتالي فهم اشتغالاتها المحلية<br />

والكونية،‏ من أجل محاولة تحسينها.‏<br />

وإذا كانت مسألة العمران المديني قد صارت على أجندة السياسات<br />

الدولية،‏ مثلها في ذلك مثل السكن في بداية الحقبة الصناعية،‏ فإنّه<br />

يتبقى تحقيق الكثير من التقدم من أجل تحديد الإطار.‏ وهذا العمل،‏<br />

إلى جانب أعمال أخرى صدرت أو ستصدر،‏ يسعى لإضافة رؤية<br />

تساعد أولئك الذين يودّون التحرّ‏ ك في هذا السبيل وضمن شروط<br />

افضل من ذي قبل.‏<br />

فلنأمل أنه على أساس هذا الكتاب سوف تُتخذ مبادرات جديدة في<br />

اتجاه إدراك أفضل لهذه الظاهرة حول مدن في طور النشوء،‏ والتي<br />

إنما تكاد تبدأ المعرفة بها والعمل الجماعي من أجلها.‏ ■


مقدمة<br />

15


16 توصيف المدن<br />

توصيف<br />

المدن<br />

كلّ‏ إجراء يستهدف التخطيط<br />

والإدارة والحكم العمراني<br />

إجمالاً‏ في المدن،‏ ينطوي أولاً‏<br />

على حيازة أفضل معرفة ممكنة<br />

بالأرض المعنية،‏ بهدف الفهم<br />

الجيد للتحديات.‏ هذه المعرفة تمرّ‏<br />

اليوم عن طريق إتقان أدوات<br />

معالجة المعطيات ورسم الخرائط بشكل<br />

لا سابق له من الدقة.‏<br />

أجزاء من مسح روماني<br />

في منطقة أورانج.‏<br />

على الأرض بهدف تدقيق السكان في<br />

القطاعات التي يكون فيها البناء متجانساً.‏ وأما<br />

المشكلة المزدوجة فهي أنها عالية الكلفة،‏<br />

وسرعان ما يتجاوزها واقعياً‏ التوسع<br />

السريع في المدن النامية.‏<br />

ويتزايد،‏ أكثر فأكثر،‏<br />

التحويل الرقمي لهذه الصور<br />

القياسية الجوية،‏ للحصول<br />

على صورة مجسمة تمّ‏<br />

إذا توفرت عن المدن معطيات وإحصائيات،‏<br />

فإنها لا تكون موثوقة دائماً.‏ وسواء تعلق<br />

الأمر بإشغال المساحة على الأرض،‏ أو<br />

إحصاء السكان،‏ أو النشاط الثقافي والعمل،‏ فإنّ‏<br />

المعرفة بالمدن تظلّ‏ منقوصة في كل مكان،‏<br />

ويتوجب غالباً‏ الإكتفاء بالتقديرات والغربلة.‏<br />

ولتحقيق هذا الغرض تشترط السلطات<br />

المحلية أن تشتمل الإجراءات الخارجية على<br />

حصيلة حقيقية من المعطيات الموسوعية.‏<br />

ويتوجب،‏ في هذا السياق،‏ أن يلحظ التشخيص<br />

الجيد أمرين:‏ المعطيات الفيزيائية الحاسمة عن<br />

الأرض،‏ و«تحديات المستقبل»‏ بمصطلح<br />

المنظورات الاقتصادية والاجتماعية.‏<br />

المعطيات والأطلس ورسم الخرائط<br />

تتيح الصور الفوتوغرافية الجوية القطرية<br />

دراسة وثيقة للنسيج المديني والبناء.‏ ويمكن،‏<br />

فيما بعد،‏ مطابقتها مع الإحصاء بهدف<br />

تحديد كثافة السكان،‏ او مع نتائج التحقيقات


توصيف المدن 17<br />

ضاحية سكنية تابعة لمدينة<br />

كيب تاون،‏ جنوب أفريقيا.‏<br />

تصحيحها هندسياً‏ لكي تصير كل نقطة قابلة<br />

للتموضع في خريطة مسطحة متوافقة<br />

معها.‏ وهذا الإجراء يسمح باستخراج ملفات<br />

تحتوي على معلومات وتعليقات محددة<br />

‏(حدود الأحياء،‏ كثافة السكان،‏ توزّ‏ ع<br />

الشوارع،‏ الخ.)‏ مضافة على الصورة<br />

ذاتها.‏ وتحديث المعلومات موثوق<br />

تماماً،‏ ما دام من الممكن تنفيذ<br />

مطابقة دقيقة على الشاشة بين<br />

تضاريس الخارطة القديمة<br />

والصورة الجوية.‏<br />

والمعطيات والتغطية<br />

الجوية تتطلب الإستكمال<br />

الدائم عن طريق<br />

الإستقصاءات الميدانية،‏<br />

التي ستدخل نتائجها في<br />

‏«أنظمة المعلومات<br />

منطقة ،L'île de la cité باريس،‏ صورة جوية وخارطة.‏<br />

المعلومات.‏ والأطلس المعلوماتي لمدينة<br />

كيتو،‏ والذي أنجزه ‏«معهد أبحاث التنمية»‏<br />

،IRD يقدّم على سبيل المثال خرائط<br />

موضوعاتية متنوعة حول الحصول على<br />

الخدمات المدينية ‏(مياه الشرب،‏ مياه<br />

الإستهلاك،‏ جمع النفايات،‏ الخ.).‏ كما يتيح<br />

تحليل العلاقات بين هذه الخدمات وشروط<br />

المعيشة في المدينة ‏(مستوى تجهيز الأحياء).‏<br />

لكنّ‏ هذه التمثيلات الخارطية والجغرافية<br />

الجغرافية»‏ .SIG<br />

وبذلك يصبح<br />

ممكناً‏ إجراء<br />

العديد من<br />

مطابقات<br />

إشغال الأرض في مدينة<br />

بانغالور ‏(الهند)،‏ خارطة<br />

من رسم IAURIF استناداً‏ إلى<br />

صورة .Spot المناطق المدينية<br />

ملوّنة بالأحمر والبنفسجي،‏<br />

والأراضي الزراعية بالأصفر<br />

والبرتقالي.‏


18 توصيف المدن<br />

تُعطى على مستويات أقلّ‏ دقة (1/80,000<br />

و‎1/40,000‎‏)‏ من الملفات الناتجة عن<br />

الصور الجوية (1/5,000 أو<br />

‎1/10,000‎غالباً).‏<br />

والتزايد الكبير في ‏«المهمة المدينية»‏ على<br />

امتداد العالم النامي يفضي،‏ أكثر فأكثر،‏ نحو<br />

اللجوء إلى الرصد التلفزي عن طريق الأقمار<br />

الصناعية،‏ وهو أسرع وأقلّ‏ كلفة في الإستخدام،‏<br />

لكنه يتطلب وسائل تقنية وبشرية أضخم من<br />

مجرد التحليل البصري للصور الجوية.‏<br />

الرصد التلفزي<br />

القمر الصناعي الفرنسي ،Spot الموضوع<br />

في مداره على ارتفاع 830 كم عن الأرض،‏<br />

يتناوب قطرياً‏ على النقطة ذاتها كلّ‏ 26 يوماً،‏<br />

بمدى رؤية 60x60 كم.‏ وهو يشكل مصدر<br />

معلومات جغرافية دائمة التحديث،‏ ويوفّر<br />

حالياً‏ دقة تصوير تعادل 5 إلى 10 أمتار.‏<br />

ويتوجب معالجة المعطيات الرقمية من<br />

جانب مؤسسة متخصصة ‏(مزودة بنموذج<br />

رقمي للأرض 1 في حال وجود نتوءات<br />

كبيرة)،‏ ينتج صورة على المستوى المطلوب.‏<br />

والفائدة هنا تتمثل في أننا نستطيع معالجة<br />

رُ‏ قَع الأرض حسب وظيفة الموضوع<br />

المطلوب ‏(الزراعة،‏ العمران المديني،‏<br />

الطبقات السفلية...)،‏ وهذا ما يتيحه التصوير<br />

الفوتوغرافي.‏<br />

إشغال الأرض في مانيلا<br />

في سنة 1995 كان مشروع الخطة الرئيسية في مانيلا ‏(الفليبين)‏ قد<br />

انطوى أولاً‏ على معرفة الامتداد الفعلي لهذه المدينة الضخمة ذات ال<br />

9,5 مليون نسمة.‏ وجرى دمج صورتين وتفسيرهما بهدف تمييز 39<br />

طرازاً‏ لإشغال الأرض ‏(بينها 30 في منطقة مدينية)‏ في 17 ضاحية<br />

ومناطقها المتاخمة.‏ والمعالجة انطلقت من تحديد مساحة كلّ‏ قطاع<br />

منفرد في الصورة وكشفت،‏ بدقّة المتر المربع،‏ المساحات المشغولة<br />

من هذا النمط العمراني أو ذاك.‏ وهكذا بيّنت الخارطة أنّ‏ 2/3 من<br />

النموّ‏ يقع،‏ لتوّه،‏ خارج حدود مانيلا الكبرى.‏<br />

والقمر الصناعي Spot أو Landsat يتيحان<br />

رسم خرائط،‏ طيلة سبعة إلى ثمانية أشهر<br />

وبمعدّل 1/25,000، لطراز إشغال الأرض<br />

على مساحة عمرانية تبلغ 1500 كم مربع.‏<br />

ولكننا أيضاً‏ نستطيع مزج صورتين التُقطتا<br />

بفارق عدد من السنوات فنحصل بذلك على<br />

‏«معالجة متعددة التواريخ»،‏ وبالتالي تظهر<br />

بطريقة بديعة التوسّ‏ عات المدينية لمركز<br />

عمراني كبير.‏<br />

1 النموذج الرقمي للارض (MNT) هو تمثيل رقمي لمنطقة ارضية<br />

تتيح حساب المساحات والحجوم،‏ كما تتيح إعادة تكوين مشهد<br />

تصويري لتركيب الأرض وبالتالي إعطاء رؤية ثلاثية الأبعاد<br />

للتهيئة المستقبلية لمنطقة ما أو لحيّ‏ ، الخ.‏


توصيف المدن 19<br />

وسيلة ‏«أنظمة المعلومات الجغرافية»‏ SIG<br />

تخزّن ‏«أنظمة المعلومات الجغرافية»‏ مجموعة<br />

من المعطيات الجغرافية المحوّلة رقمياً‏<br />

وترتّبها هيكلياً،‏ على نحو يتيح استخلاص<br />

استنتاجات مركبة مفيدة لاتخاذ القرار:‏ تصبح<br />

معرفة المدينة سهلة الأرشفة،‏ والتوزيع،‏<br />

والتحديث،‏ والديمومة.‏ ولهذا فإنّ‏ إقامة نظام<br />

لإدارة المعلومات حول منطقة مدينية معينة،‏<br />

يمكن أولاً‏ أن يقتصر على طبقة معلومات<br />

مرجعية بسيطة تستند على قاعدة مخطط<br />

مدينة ما،‏ بما يتيح تحديد مواقع عمليات<br />

التهيئة،‏ وتركيب المعدّات الرئيسية،‏ وإيضاح<br />

توزّع السكان وإنشاء التحليلات الأولى.‏<br />

وحين يتمّ‏ ضبط معاييره بصورة أوسع نطاقاً،‏<br />

فإنّ‏ النظام سوف يقوم بتزويد أي مزيج من<br />

المعطيات الفيزيائية والإجتماعية الإقتصادية<br />

المبيّنة والضرورية لاتخاذ القرار،‏ ثمّ‏ الإدارة:‏<br />

يمكن،‏ مثلاً،‏ اختيار إقامة مصنع عن طريق<br />

تقليب الرأي في عدد متنوع من خيارات<br />

التنفيذ ‏(كثافة السكان،‏ السكن،‏ الطرقات،‏<br />

درجة الأخطار البيئية،‏ الخ.).‏<br />

وفي المجال المديني تكون أولوية نظام<br />

المعلومات الجغرافية هي معالجة أنماط إشغال<br />

الأرض ‏(المصادر : صور الأقمار الصناعية<br />

والدراسات الميدانية)،‏ وخرائط تحديد قابلية<br />

العمران،‏ ومعطيات السكن،‏ والوظائف،‏<br />

والمعدّات ‏(الموقع والخدمة)،‏ المساحات<br />

الخضراء،‏ إلخ.‏ وفي الميدان البيئي يتمّ‏ أيضاً‏<br />

تجريب خرائط الضوضاء والتلوّث المناخي.‏<br />

المزواة ‏(تيودوليت)‏ منصوباً‏<br />

على حامل،‏ يتيح قياس الزوايا<br />

في المستويين الأفقي<br />

والشاقولي.‏ وفي علم المساحة<br />

‏(الطبوغرافيا)‏ يُستخدم في<br />

قياس مساحات الأرض.‏<br />

مزج بين الصورة الجوية<br />

ومخطّ‏ ط مبسط لإشغال<br />

الأرض في منطقة<br />

،Issy-les-Moulineaux قرب<br />

باريس.‏<br />

ولكن من الهامّ‏ التمييز بين أنظمة المعلومات<br />

الجغرافية على مستوى إقليمي أو في نطاق<br />

مركز عمراني،‏ وأنظمة المعلومات الجغرافية<br />

‏«المَسْ‏ حيّة»،‏ التي تُعرف كذلك باسم ‏«أنظمة<br />

المعلومات المجزّأة»‏ .SIP فالأنظمة الأولى<br />

ملائمة تماماً‏ إذا أردنا إقامة أداة على مستوى<br />

مركز العمران مشروع خطّ‏ ة مثلاً‏ والثانية<br />

ضرورية إذا كنّا نريد أداة إدارة شبكة معينة<br />

‏(المياه،‏ الطرقات،‏ الخ.).‏ وفي الوقت الراهن<br />

لا تتوفر أداة أنظمة معلومات جغرافية تتيح<br />

القيام بالوظيفتين.‏<br />

عمليات المسح المبسطة<br />

إنّ‏ غياب المسح،‏ أو توفّر مسح من أيام<br />

الإستعمار فقد صلاحيته،‏ غالباً‏ ما يقود<br />

السلطات المحلية إلى التفكير في تنفيذ مسح<br />

مبسط،‏ لأسباب تعود إلى الوقت والمال.‏<br />

ويكون الهدف هو تجسيد الحقوق القائمة ‏(أياً‏<br />

كانت مصادرها)‏ والتوصل إلى الإجماع على<br />

الصعيد المحلي،‏ في استباق لاحتمال إصلاح<br />

تشريعي للتملّك العقاري.‏ لكن التحليل<br />

الإجتماعي العقاري لأنماط الحقوق القائمة<br />

يظلّ‏ مع ذلك جنينياً‏ في هذه ‏«الخطط المسحية<br />

المتوقفة عند منتنصف الطريق».‏ وينبغي على<br />

المنظمات المحلية أن تستخلص وتستكمل<br />

لائحة بملاّك الأراضي الصغيرة،‏ بهدف<br />

إصدار صكوك عقارية حقيقية.‏ وسواء تعلق الأمر<br />

بالمعطيات المسحية والعناوين البريدية وتسجيل<br />

صكوك الملكية،‏ أو بمتابعة التبدلات العقارية<br />

والبنائية،‏ فإنّ‏ دقة تحديد الموقع هي مصدر قيمة<br />

مضافة.‏ والسجل العقاري المديني في دولة بينان<br />

يحصي،‏ بالتالي،‏ الأراضي والإنشاءات إلى جانب<br />

معرفة وإدارة شبكات أنظمة المعلومات الجغرافية SIG<br />

إنّ‏ استخدام أنظمة المعلومات الجغرافية كوسيلة مساعدة في إدارة<br />

الشبكات يصبح خياراً‏ لا مفرّ‏ منه فور بلوغ المدينة عتبة حاسمة،‏<br />

بين 0,5 و‎1‎ مليون نسمة.‏ وهذه الأنظمة تقتضي حيازة حدّ‏ أدنى<br />

من المسح المبسط والرقمي.‏ عندها يمكن أن تُتيح إدارة الصفات<br />

الفيزيائية للشبكات ‏(إدارة المعطيات)،‏ وإدراك توسعها ‏(المساعدة في<br />

الأشغال أو إعادة تأهيل الناجز منها)،‏ وحسن اختيار عمليات التدخل،‏<br />

سواء في الصيانة ‏(التطهير)‏ أو في الطوارىء ‏(التلوّث العرضي،‏<br />

انفجار أنابيب المياه،‏ الخ.)‏


20 توصيف المدن<br />

إقامة المراصد<br />

التبدل السريع الذي يطرأ على المدن يقتضي المتابعة والتحديث المنتظم<br />

للمعطيات.‏ وإلى جانب أنظمة المعلومات الجغرافية،‏ يتيح تطوير مراصد<br />

مدينية ائتلاف أطراف القطاعات العامة والخاصة حول الإستخدام<br />

المشترك للمعطيات وإنتاج المعلومات.‏<br />

وفي المغرب،‏ كما في الجزائر أو كمبوديا،‏ تقوم مراصد العقار والسكن<br />

بمتابعة أسعار الأراضي،‏ وتطوّر أسواق شراء المساكن،‏ وعمليات<br />

الإسكان،‏ والإنشاءات،‏ واستراتيجيات المشتغلين بها في القطاعات العامة<br />

والخاصة،‏ الخ.‏<br />

الشوارع تًسمّى والبيوت تُرقّم:‏<br />

ملفات عنونة الشوارع تتيح القيام<br />

بتقسيم مريح للأحياء وإطلاق<br />

الأشغال الإجتماعية.‏<br />

ملاّكها ومستأجريها،‏ ولكنه يقتصر على الأحياء<br />

المركزية في المدن الكبرى.‏<br />

العنونة،‏ هل هي البديل؟<br />

تنفيذ المسح يقتضي قياس مساحة كلّ‏ قطعة<br />

أرض صغيرة،‏ وهذا ينطوي على ثلاثة<br />

مستلزمات إجبارية:‏ الكلفة الباهظة،‏ الأمد<br />

الطويل للمشاريع،‏ وضرورة حيازة مخططات<br />

بالغة الدقة ومعقدة الإستخدام.‏ والعنونة لا<br />

تُعنى إلا بموقع قطعة الأرض وطبيعة<br />

إشغالها،‏ ولكنها تسفر عن معلومات عديدة:‏<br />

رسم خرائط المدينة،‏ وتوصيف الإنشاءات،‏<br />

التنظيف،‏ الأنشطة،‏ والمعدّات.‏<br />

في الآن ذاته يتجلى النموّ‏ المديني الهائل على<br />

نطاق البلدان النامية (PED) في ظهور أحياء<br />

عديدة تفتقر إلى المعدّات وتعيين أسماء<br />

الطرقات.‏ وانطلاقاً‏ من هذه الواقعة فإنّ‏<br />

عنونة الشوارع تستهدف السيطرة على<br />

المعلومات المدينية خطوة خطوة:‏ خارطة<br />

المدينة،‏ ترميز الشوارع،‏ دراسات الإحصاء<br />

الميدانية،‏ إقامة نظام معلوماتي بسيط،‏ تطوير<br />

أدوات الإدارة التطبيقية.‏<br />

وإن وضع عملية عنونة الشوارع قيد التنفيذ<br />

يستدعي بالضرورة إنشاء مخطط معلوماتي<br />

للمدينة.‏ هذا المخطط،‏ بمعدّل 1/10000،<br />

يحتوي على رقم لكلّ‏ درب،‏ وبدايته،‏ ونهايته،‏<br />

وموقع التجهيزات والخدمات الرئيسية<br />

وتعيين الحدود بين الأحياء.‏ والترميز البسيط<br />

يتيح منح رمز محدد حسب الدرب الذي<br />

يخدّمه،‏ ورقمه ضمن الشارع،‏ وذلك بالنسبة<br />

مسّ‏ احون من القرون الوسطى<br />

أثناء العمل،‏ مقطع من كتاب<br />

عن المساحة وتحديد العقارات،‏<br />

لمؤلفه برتران بويسيه<br />

،Bertrand Boysset وهو<br />

مسّ‏ اح من مدينة آرل Arles<br />

الفرنسية عاش في أواخر القرن<br />

الرابع عشر.‏<br />

مسح لمدينة ،Cheilly منطقة<br />

Bourgogne الفرنسية،‏ يعود<br />

إلى سنة 1820.<br />

إلى كل الإنشاءات والأراضي والمواقع<br />

المدينية.‏ فائدة هذا المنهج مؤكدة:‏ إنه قابل<br />

للتطبيق على كل أنماط المدن ‏(إذ لا توجد<br />

مدينة من غير طرقات)،‏ وتنفيذه يتمّ‏ بسرعة<br />

بالغة،‏ وهو متحرّ‏ ك ‏(تُستبدل الرموز بالأسماء<br />

في الوقت المناسب،‏ باستمرار).‏<br />

المؤشرات<br />

أنظمة المعلومات الجغرافية،‏ وعمليات المسح<br />

المبسطة أو العنونة،‏ تتيح في نهاية المطاف<br />

استخلاص مؤشرات على المناطق المدينية<br />

المخدّمة،‏ أو إجراء جرد من أجل برمجة<br />

استثمارات وتجهيزات .(IPIE) وملف العنونة<br />

يتيح الحصول على معلومات تخصّ‏ قطعة<br />

الأرض الصغيرة والقيام بتقسيمات مريحة<br />

للأحياء،‏ بهدف استخلاص برنامج عمل حول<br />

التجهيزات القريبة ‏(الصحة،‏ التربية،‏ صنابير<br />

المياه العمومية،‏ القمامة،‏ الخ.)‏<br />

واعتماداً‏ على عدد منخفض من المعطيات<br />

على أساس المؤشرات والجداول،‏ يمكن لهذا<br />

الملفّ‏ أن يعطي صورة عن مستوى تخديم<br />

سكان الأحياء بواسطة البنى التحتية<br />

والتجهيزات،‏ ويؤدي إلى تصنيف الأحياء<br />

والأولويات حسب الحيّ‏ ونمط الخدمة.‏<br />

وعلى سبيل الخلاصة،‏ لا نستطيع سوى<br />

التذكير بأنّ‏ أيّ‏ عمل في مدينة ما غير ممكن<br />

دون توصيفه أوّلاً.‏ والتقنيات المتنوعة التي<br />

عُ‏ رضت هنا تساهم جميعها في ذلك،‏ وكلّ‏<br />

منها يغني الآخر.‏ ■


توصيف المدن 21<br />

مواقع مفيدة<br />

على الإنترنيت<br />

معهد أبحاث التنمية IRD<br />

www.ird.fr<br />

جمعية مهنيي التنمية المدينية والتعاون<br />

ADP<br />

www.adp.asso.fr<br />

معطيات بالأرقام<br />

صورة Spot<br />

تقدّم المعطيات عن طريق الأقمار<br />

الصناعية.‏ وهناك كاتالوغ للمصادر<br />

الخارطية يمكن الدخول إليه على<br />

الموقع.‏<br />

www.spotimage.fr<br />

المجلس الوطني للمعلومات الجغرافية<br />

CNIG<br />

العديد من الوثائق الخاصة بالتأمل<br />

في المعلومات الجغرافية وكذلك<br />

ملفات ‏«الإشراف على العمل»‏ يمكن<br />

الإطلاع عليها.‏<br />

www.cnig.gouv.fr<br />

معهد التهيئة والعمران المديني في منطقة<br />

إيل دو فرانس IAURIF<br />

مصادر موثقة عن فرنسا وباقي العالم.‏<br />

www.iaurif.org/fr/index.htm<br />

عنونة الشوارع في ألف استخدام واستخدام<br />

إذا كانت التجارب المتطورة في أفريقيا منذ 1990 قد جرى تنفيذها بتعاون تام مع شركات المياه<br />

والكهرباء والهاتف،‏ فإنّ‏ تطبيقات أخرى رأت النور،‏ خصوصاً‏ على الصعيد الضريبي:‏ ضريبة<br />

الإقامة في بوركينا فاسو،‏ ضريبة العمران المديني في توغو،‏ قسط العمران المديني في مالي.‏ هذه<br />

كلها تسهّل،‏ كذلك،‏ قيام أجهزة الصحة المحلية بمعالجة الأزمة الصحية:‏ رسم خرائط فعلية للبيوت<br />

المصابة بوباء الكوليرا ‏(مابوتو)،‏ وحملات التلقيح أو التطهير في حالة أوبئة الحيوانات.‏<br />

جيوبوليس<br />

قاعدة معلومات عالمية عن التجمعات<br />

السكنية التي تزيد عن 10.000 نسمة<br />

www.geo.univ-avignon.fr<br />

Rubrique : «Géopolis»<br />

مرصد الأراضي ‏(مرصد تابع لهيئة<br />

حكومية متخصصة في سبر<br />

الأراضي)‏ يمكن تنفيذ خرائط حيّة<br />

حسب الطلب.‏ وهذا الموقع يتيح أيضاً‏<br />

القيام ببحث حول مؤشرات معيّنة.‏<br />

www.territoires.gouv.fr<br />

رسم الخرائط<br />

المعهد الجغرافي الوطني IGN<br />

www.ign.fr<br />

الموقع:‏<br />

www.villesendevenir.org


22 حكم المدن<br />

حكم<br />

المدن<br />

إنّ‏ الحركة الدولية باتجاه<br />

لامركزة السلطات الإقليمية<br />

أسبغت أهمية متزايدة على حكم<br />

المدن.‏ لكنّ‏ العوامل الرئيسية<br />

التي تحدد فاعلية الإدارة المحلية<br />

شديدة الإرتباط بالسياسة الثقافية<br />

الخاصة بكلّ‏ مدينة.‏<br />

مسألة حكم المدن هي اليوم على الأجندة<br />

الدولية،‏ وذلك بعد أن شهدت العقود الأخيرة<br />

اعترافاً‏ بالجهات المحلية كأطراف حاسمة<br />

في التنمية الإقتصادية والإجتماعية،‏ وبوصفها<br />

الموقع الأول للتعبير عن الديمقراطية من<br />

جانب المؤسسات الدولية والرعاة الماليين<br />

للتنمية.‏<br />

هذا الدور يفترض مسبقاً‏ أن تكون السلطات<br />

المحلية تمثيلية،‏ شرعية،‏ وفعالة في قيادة<br />

التنمية المدينية.‏ وهذه السمات هي نتاج ثلاثة<br />

أنواع من العناصر المنطقية:‏ الثقافة<br />

والمؤسسات السياسية المحلية،‏ والعلاقات<br />

بين المستوى المحلي والحكومة المركزية،‏<br />

والعوائق الخارجية.‏<br />

المشاركة في الموازنة<br />

في سنة 1988 وضع حزب العمال وسيلة للإدارة<br />

المشتركة للميزانية في بورتو ألليغري ‏(البرازيل).‏<br />

وبفضل صيغة هرمية للمشاركة،‏ صار في<br />

وسع السكان المساهمة بنسبة 3 إلى %15 من<br />

الموازنة البلدية:‏ المستوى الأول،‏ تمثّله العمارات<br />

والشوارع،‏ يوكل إلى المستوى الثاني،‏ المحدد في<br />

الأحياء والقطاعات ذات الأولوية،‏ وهذه بدورها<br />

تشارك في مجلس الموازنة التعاوني إسوة بالإدارة<br />

إجتماع بلدي في بيليمن البرازيل.‏<br />

والفرقاء الإجتماعيين.‏ وهكذا بات في يد السكان<br />

بين 3 إلى %15 من الموازنة.‏<br />

ولقد طبّقت هذه التجربة على قرابة 200 مدينة،‏ مع بعض التنويعات:‏ مدينة ريو غراندي دو سول<br />

وضعت موازنة تعاونية على مستوى الدولة؛ ومدينة بيليم وسّ‏ عت جهازها ليشمل مجلس المدينة؛ وبيلو<br />

هوريزونتو أدخلت موازنة تعاونية للسكن الاجتماعي.‏ وخارج البرازيل نجد إجراءات مماثلة في<br />

البيرو والإكواتور وبوليفيا.‏


حكم المدن 23<br />

الثقافة المدينية والسياسية<br />

الثقافة السياسية المحلية مسألة خاصة بكل<br />

تراث،‏ وكل منطقة،‏ بل كل مدينة،‏<br />

والمؤسسات المناطقية ضمن تنظيمها<br />

وسلطاتها ووظيفتها تشهد على هذا التنوع.‏<br />

ومتانة الثقافة السياسية والمؤسسات هي<br />

نتاج التاريخ،‏ كما يبيّن الدور المركزي الذي<br />

يلعبه العمدة في أمريكا اللاتينية.‏ وفي أمكنة<br />

اخرى تبدو فكرة السلطات المحلية ذاتها<br />

حديثة العهد تماماً،‏ بحيث لا يكون دورها<br />

محسوماً‏ أو معترفاً‏ به تلقائياً.‏<br />

وفكرة المواطَ‏ نة المحلية ليست كونية هي<br />

أيضاً،‏ والمجتمع المدني ليس مُمَؤسَ‏ ساً‏ في<br />

كل مكان وعلى مستويات قابلة للمقارنة.‏<br />

وإذا كانت تعبيرات المجتمع المدني الحقّة<br />

متوفرة في أمريكا اللاتينية،‏ بحيث تتيح<br />

إشراك السكان في عمليات اتخاذ القرار،‏<br />

فإنّ‏ هذه التعبيرات في القارة الأفريقية<br />

ترقى إلى مسألة تجاوز الأنظمة<br />

الأوتوقراطية.‏<br />

إنّ‏ فهم طراز عمل المدينة وظيفياً‏ يقتضي،‏<br />

في مثل هذه الظروف،‏ إدراكاً‏ دقيقاً‏ للعلاقات<br />

بين المنطقة التي تتمّ‏ إدارتها،‏ وتحديات<br />

التنمية المدينية،‏ والثقافة السياسية المحلية.‏<br />

والبنى التحتية الضخمة،‏ وتأمين مياه الشرب<br />

والتنظيفات غالباً‏ ما تتطلب مستويات أخرى<br />

حملة الإنتخابات البلدية في كراكاس،‏ فنزويلا.‏<br />

‏«الكوكبة البشرية»،‏ عمل يرمز إلى ‏«الحقول الحديثة للحوار والتبادل<br />

الأخوي بين الشعوب»،‏ حسب صاحبه تشين زين.‏


24 حكم المدن<br />

قطاع عام للمياه،‏ رغم كل شيء<br />

في سنة 2000 رفض سكان مدينة كوشابامبا ‏(بوليفيا)‏ قبول توكيل<br />

إدارة المياه البلدية،‏ وصارت الواقعة رمزاً‏ عالمياً‏ لمقاومة خصخصة<br />

الخدمات.‏ وبعد سنة من الشدّ‏ والجذب،‏ وجدت الشركات الوكيلة<br />

نفسها مضطرة للإنسحاب بعد خسائر قُدّرت ب 50 مليون دولار.‏<br />

واليوم،‏ تشرف على مياه المدينة شركة قطاع عام،‏ هي ،SEMPA<br />

حيث ثلاثة من أعضاء مجلس الإدارة السبعة هم من السكان أنفسهم.‏<br />

وبفضل العديد من الرعاة الماليين،‏ نجحت الشركة في توسيع شبكتها<br />

واقترحت تعريفات مخفضة حسب الوضع الاجتماعي.‏ وبعد تدخل<br />

الحكومة البوليفية،‏ تنازلت الشركتان السابقتان عن المطالبة بعطل<br />

وضرر في كانون الثاني ‏(يناير)‏ 2006.<br />

من الإدارة ما يعادل وكالات جرّ‏ وتأمين<br />

المياه أو المراجع المختصة في ميدان النقل<br />

المديني.‏ ولهذا فإنّ‏ تجميع السلطات بهدف<br />

إدارة أفضل للأراضي أمر ملحوظ في العديد<br />

من التجمعات السكانية الضخمة.‏ مدينة<br />

بانكوك وضعت،‏ منذ الثمانينيات،‏ استراتيجية<br />

إدارة للأراضي على مستوى التجمع السكاني.‏<br />

ومنذ سنة 2004، تتوفر في مدينة بومباي<br />

والمدينة الجديدة نافي بومباي منطقة مشتركة<br />

لإدارة شؤون التنمية في التجمع السكني.‏<br />

وانبثاق المدن على نحو معمم،‏ وما اتصف<br />

به من فصل بين الجاليات والتمدد المديني،‏<br />

يبدو غالباً‏ وكأنه ناتج عن صعوبة تكوين<br />

رؤية إدارية للتنمية.‏ واليوم تسعى بعض<br />

التجمعات السكنية إلى التجاوب مع هذا<br />

التطور،‏ وتقترح إعادة تقسيم المنطقة المدينية<br />

إلى كيانات متعددة،‏ يصبح من السهل فيها<br />

تعريف فكرة المدينة ووضع استراتيجية<br />

تنمية قادرة على توجيه تدخل مجموع<br />

الأطراف الفاعلة.‏ هذا الميل ملحوظ خصوصاً‏<br />

في البرازيل،‏ التي صارت تمتلك تجربة<br />

طويلة في إنشاء الأنماط اللامركزية من<br />

الحكم المديني.‏<br />

وعند الخروج من أزمة معينة الكوارث<br />

الطبيعية،‏ والحروب تجد السلطات المحلية<br />

نفسها في الصف الأول لتلبية حاجات<br />

السكان العاجلة،‏ وبناء المستقبل.‏ وفي معظم<br />

هذه الحالات،‏ يحظى منطق الطوارىء<br />

‏(عمليات إعادة<br />

الإنشاء السريعة،‏<br />

إعادة الإسكان،‏<br />

المشكلات الصحية،‏<br />

الخ.)‏ بالأسبقية تجاه<br />

الإستثمار من أجل مشروع مدينة على<br />

المدى البعيد.‏ وفي هذا الصدد كانت جنوب<br />

أفريقيا قادرة على تكوين رؤية للمدينة ما<br />

بعد نظام التمييز العنصري ‏(الأبارتيد)،‏<br />

المدينة المتراصة.‏ وقامت الفكرة على التحام<br />

النسيج المديني،‏ عن طريق التقريب بين<br />

أجزاء المدن التي خلقها نظام الأبارتيد،‏<br />

وعن طريق تنظيم السير،‏ وإعادة توزيع<br />

الأرض المدينية وإعادة تنظيم الأنشطة<br />

ضمن توجّ‏ ه نحو امتزاج أكبر،‏ مع مشروع<br />

للتكثيف.‏<br />

اللامركزة والحكم المحلي أمام الاختبار<br />

منذ خمس عشرة سنة تجري،‏ في غالبية<br />

البلدان،‏ عملية واسعة لبلوغ اللامركزة<br />

السياسية والضريبية والإدارية.‏ وهي تستجيب<br />

لهاجس جعل الحكومات أكثر فاعلية في<br />

معالجة الشؤون المحلية عن طريق إشراك<br />

القطاعات العامة،‏ والقطاعات الخاصة،‏<br />

وجمعيات السكان.‏ والصلات بين السلطات<br />

المحلية والدولة المركزية تميل اليوم،‏ مع<br />

ذلك،‏ إلى تنظيم ذاتها وفقاً‏ لهذا النموذج.‏<br />

وفي الأماكن التي تقوم فيها سياسات التعديل<br />

الهيكلي باختزال دور الدولة إلى مجرّ‏ د منظّ‏ م<br />

المجالس البلدية للمدن في<br />

بابودو ‏(تشيلي)،‏ وبرايا<br />

غراندي ‏(البرازيل).‏


حكم المدن 25<br />

بسيط جُ‏ رّ‏ د من وسائله المالية،‏ يمكن لسياسات<br />

اللامركزة أن تمثّل فرصة للحكومات<br />

المركزية كي تتنازل عن بعض واجباتها<br />

لصالح السلطات المحلية.‏ ويُلاحظ،‏ في القارة<br />

الأفريقية خصوصاً،‏ أنّ‏ النقل الضروري<br />

للموارد بهدف مجابهة الاختصاصات لم<br />

يحدث.‏ ولهذا وجد بعض المسؤولين<br />

السياسيين المحليين أنفسهم مجردين من<br />

طاقات السيطرة على العمل والتفاوض مع<br />

الرعاة الماليين.‏<br />

لامركزة على الطريقة الهندية<br />

تستقبل المدن الهندية ثلث سكان البلاد<br />

فقط،‏ ولكنها تساهم ب %60 من الدخل<br />

القومي.‏ هذا الدور المحرّك اعترفت به<br />

الحكومة الهندية منذ الثمانينيات.‏ وفي<br />

سنة 1992 تمّ‏ تعديل الدستور،‏ وصارت<br />

السلطات المحلية،‏ الريفية والمدينية<br />

على حدّ‏ سواء،‏ في المستوى الثالث من<br />

الحكومة.‏ والمجالس المنتخَ‏ بة،‏ حيث<br />

يُخصص ثلث المقاعد للنساء،‏ لا تُسند<br />

إليها إدارة التهيئة المدينية فحسب،‏ بل<br />

أيضاً‏ تمويلها،‏ ويكون نقل المسؤوليات<br />

مترافقاً‏ مع خفض في الدعم المقدّم من<br />

الدولة.‏ ونلاحظ اليوم دينامية عالية<br />

متنوعة في المناطق الهندية،‏ حسب<br />

قدرة السلطات المحلية أو عدم قدرتها<br />

على الاستفادة من تلك الوسائل.‏<br />

وما تزال طاقات التدخل لدى الجهات<br />

المناطقية محدودة للغاية،‏ وغير كافية أبداً‏<br />

بالقياس إلى الصلاحيات الممنوحة لهم<br />

بموجب عملية اللامركزة.‏ وهذا يعود<br />

خصوصاً‏ إلى الوسائل المحدودة التي<br />

توضع تحت تصرفها،‏ على صعيد الموارد<br />

البشرية المناسبة،‏ ولكن أيضاً‏ لدى دوائر<br />

الدولة اللاممركزة والخدمات العامة<br />

المحلية.‏ وهذه الحاجة إلى منح الصلاحية<br />

تخص،‏ في المقام الأول،‏ إدارة الخدمات<br />

ذات الإدارة المباشرة،‏ وأيضاً‏ سلوك<br />

الدوائر التي صارت لامركزية.‏ وتأهيل<br />

المسؤولين المحليين يشكل،‏ بهذا،‏ شرطاً‏<br />

ضرورياً‏ لحكم المدن على نحو فعال.‏<br />

والإعتراف بالمدن كأطراف مركزية فاعلة<br />

في التنمية لم يكن كافياً،‏ في كل مكان،‏<br />

لخلق شروط إدارتها السياسية الذاتية.‏ لكنّ‏<br />

مخصصاتها الجديدة تضعها،‏ رغم ذلك،‏<br />

في موقع الفاعل الحاسم في كل الأجهزة<br />

المحلية للتنمية والتعاون.‏ ■<br />

ال ‏«بانشايات»،‏ المجلس<br />

البلدي،‏ في بيدار ‏(الأسفل)،‏<br />

وفي كاساراغود ‏(إلى اليمين)،‏<br />

الهند.‏<br />

مواقع مفيدة<br />

على الإنترنيت<br />

برنامج الأمم المتحدة للمؤسسات البشرية<br />

ONU-Habitat<br />

www.unhabitat.org<br />

صفحة البنك الدولي المخصصة للحكم<br />

والقطاع العام<br />

www.worldbank.org<br />

publicsector<br />

المدن والحكومات المحلية المتحدة -<br />

CGLU مرصد دولي للديمقراطية<br />

المحلية واللامركزة،‏ GOLD حسب<br />

الإختصار الإنكليزي،‏ وهو بوّابة<br />

إنترنيت أطلقها المرصد لإعلام<br />

الممثلين المحليين حول وضع<br />

اللامركزة والحكومات المحلية على<br />

امتداد العالم.‏<br />

www.cities-localgovernments.<br />

org/gold<br />

تحالف المدن<br />

شراكة بين البنك الدولي،‏ ومنظمات<br />

عالمية،‏ ووكالات تعاون في مختلف<br />

البلدان،‏ من أجل النضال ضدّ‏ مدن<br />

الصفيح والفقر في المدن.‏<br />

www.citiesalliance.org<br />

السلطات المحلية العالمية WLA<br />

قاعدة معلومات تقدّم للمثّلين المحليين<br />

وأصحاب القرار،‏ والجامعيين<br />

والشركات،‏ ملفات معلومات وجيزة<br />

للغاية حول الحكومات المحلية في<br />

مختلف بلدان العالم.‏<br />

www.almwla.org<br />

تجمّع المصالح العلمية لدراسة العولمة<br />

والتنمية GEMDEV<br />

www.gemdev.org<br />

تعاونية التنمية البلدية PDM<br />

www.pdm-net.org<br />

الجمعية الدولية لرؤساء البلديات<br />

الفرانكوفونية AIMF<br />

www.aimf.asso.fr<br />

الموقع:‏<br />

www.villesendevenir.org


26 تمويل المدن<br />

تمويل المدن<br />

تمويل حاجات المدن يقتضي<br />

من السلطات المحلية بذل<br />

طاقات غير مسبوقة في<br />

إدارة وتنويع مصادر<br />

التمويل.‏ وهذا<br />

ملفّ‏ فنّي للغاية،‏<br />

والسيطرة عليه<br />

سوف تحدد شروط الحياة<br />

اليومية لأبناء المدن.‏<br />

للمدن اليوم حاجات بالغة الأهمية،‏ مدعومة<br />

بنموّها.‏ ذلك لأنّ‏ توفير الخدمات الضرورية،‏<br />

والسكن،‏ والنقل،‏ وجمع ومعالجة النفايات،‏<br />

وحماية البيئة،‏ وتأمين شروط معيشة لائقة<br />

للسكان في المدن،‏ كلها تقتضي إستثمارات<br />

هائلة وصناديق مالية فعلية ضخمة.‏ وفي<br />

قطاع معالجة مياه الصرف وحدها مثلاً،‏<br />

تشير التقديرات إلى الحاجة لاستثمار 14<br />

مليار يورو سنوياً،‏ حتى العام 2025.<br />

ومن حيث التقليد تتولى الدول والضرائب<br />

تمويل حاجات المدن.‏ ومناقلات الدولة لم<br />

ِ تماماً‏ في أيامنا هذه،‏ ولكنها صارت<br />

تختف<br />

تدخل ضمن حركة لامركزة تميل إلى زيادة<br />

المسؤوليات المحلية،‏ ولكن من دون نقل<br />

وسائط العمل المقابلة لها.‏ وفوق هذا،‏ غالباً‏<br />

ما تكون الضرائب المحلية أكثر ضعفاً‏ من<br />

أن تجلب الموارد الضرورية الناقصة.‏<br />

هذه الحالة،‏ التي تشترك فيها مجمل الدول،‏<br />

تفتح ثلاث إمكانيات كبرى لتمويل<br />

المشروعات في المدن:‏ تطوير أنظمة<br />

الضرائب المحلية،‏ اللجوء إلى الإقتراض،‏<br />

والشروع في شراكة بين القطاعات العامة<br />

والخاصة.‏ ولا ينبغي لسبيل أن يقصي سواه،‏<br />

إذْ‏ على العكس تتطلب الإدارة المحلية الجيدة<br />

إدراج الإمكانيات الثلاث واستخدامها بأكبر<br />

قدر ممكن من تنويع الأشكال.‏<br />

تطوير الموارد المناسبة<br />

تعيش المدن في وضع إقتصادي متناقض.‏<br />

إنها اليوم،‏ في كل مكان على امتداد العالم،‏<br />

حاملة التنمية الإقتصادية،‏ وهي التي تستقبل<br />

غالبية الأنشطة الصناعية والتجارية.‏<br />

وإسهامها في الثروة القومية متفاوت،‏ حسب<br />

البلدان،‏ بين 50 إلى %80 من الناتج القومي<br />

الإجمالي.‏ والمدن الكبرى في جنوب أفريقيا<br />

تبديل طرائق العمل<br />

الحديث عن ‏«تمويل الجهات المحلية»‏ يفترض الإبتعاد عن التدخلات<br />

الإنتقائية المرتبطة بقرار تمويل مشروع محدد،‏ وذلك للتوجه نحو<br />

تمويل الآليات التي تستجيب لاحتياجات التمويل على المدى المتوسط<br />

والطويل،‏ حسب نماذج العمل المعتمدة لدى مؤسسات التمويل<br />

المتخصصة في المغرب CPSCL) ،(FEC, وفي جنوب أفريقيا<br />

DBSA) .(INCA, وتقدير المجازفة مختلف،‏ ويشدد على مجازفة<br />

المقترض،‏ دون التقليل من مجازفة المشروع أيضاً.‏


تمويل المدن 27<br />

تعلّم الإستقلال الذاتي<br />

تأسست وكالة التنمية البلدية في<br />

السنغال (ADM) سنة 1997 لكي تزوّد<br />

معظم مناطق السنغال بالخدمات<br />

المالية:‏ التمويل الآلي يُحتسب على<br />

أساس معايير بسيطة ‏(أعداد السكان<br />

وقيمة التسليف).‏ وهنالك دعم يغطي<br />

%70 من المبلغ،‏ وتُستكمل نسبة<br />

%20 بواسطة قرض؛ وال %10<br />

المتبقية يجري تمويلها ذاتياً.‏ وتنفيذ<br />

الإستثمارات يُعهد إلى وكالة تتولى<br />

مسؤولية العمل الذي تمّ‏ التفويض<br />

به،‏ ضمن علاقة وثيقة مع ال .ADM<br />

وأخيراً،‏ يُسجّ‏ ل التمويل ضمن عقد<br />

بين المدينة والدولة،‏ تُلحق به إتفاقية<br />

تمويل بين البلدة وال ADM وبرنامج<br />

لتقوية القدرات قبل كلّ‏ شيء.‏ والهدف<br />

الرئيسي هو تحسين مصداقية البلدة<br />

تجاه الإقراض،‏ بما يتيح لها المزيد<br />

من الإقتراض والإعتماد الأقلّ‏ على<br />

دعم الدولة.‏<br />

جوهانسبرغ ودربان ولوكاب تنتج وحدها<br />

%50 من الناتج القومي الإجمالي للبلاد.‏ لكن<br />

الحصول على الخدمات<br />

الضرورية،‏ السكن والنقل<br />

وجمع ومعالجة النفايات<br />

وحماية البيئة:‏ تأمين شروط<br />

معيشة لائقة لسكان المدن<br />

يتطلب استثمارات هامة.‏<br />

هذا الدور المميّز لا يجلب لها الموارد<br />

المناسبة.‏ وفي معظم الحالات تقوم الدولة<br />

الوطنية بجباية العائدات الناجمة عن الأنشطة<br />

الإقتصادية دون أي إعادة توزيع لها.‏<br />

وإلى جانب هذا،‏ ليست أنظمة الضرائب<br />

المحلية على مستوى الحاجات.‏ ففي<br />

الإقتصادات الأفريقية،‏ لا تتجاوز الجباية<br />

الضريبية %1 من الناتج الداخلي الإجمالي<br />

المحلي،‏ في حين أنه يجب أن يقارب ‎5‎‏%؛<br />

وجهات القطاع غير الرسمي والإنفاق<br />

المنزلي لا تسدد الضرائب،‏ باعتبارها غير<br />

شرعية.‏ وزيادة التغطية الضريبية تستوجب<br />

أولاً‏ تحديد مشروع سياسي مديني قادر على<br />

تعبئة الموارد المحلية.‏<br />

عثرة أخرى هي تعريف الملكية العقارية،‏<br />

قاعدة الضرائب المحلية الرئيسية.‏ وإنشاء<br />

سجلّ‏ عقاري مديني،‏ يبيّن مواقع الحيازات<br />

وملاّكها،‏ يتيح توسيع الصحن الضريبي.‏ ففي<br />

دولة بينان أتاحت عنونة الشوارع زيادة<br />

الموارد الضريبية أربعة أضعاف في دورة<br />

زمن قصيرة نسبياً،‏ دون تضخيم الضغط


28 تمويل المدن<br />

الثروات المحلية<br />

المدن أطراف إقتصادية مشاركة تتزايد أهميتها يوماً‏ بعد يوم،‏ قياساً‏<br />

على الناتج الإقتصادي المديني.‏ والمدن التي تنتج أعلى الثروات في<br />

العالم تقع في الولايات المتحدة،‏ وفي أوروبا،‏ وبعض المدن في آسيا.‏<br />

ومعظم المدن ذات الناتج الأشدّ‏ ضعفاً‏ تقع في أفريقيا وآسيا.‏<br />

الضريبي.‏ وبالمثل،‏ في دول أوروبا الوسطى،‏<br />

أقيمت شراكة بين الملكية العقارية الخاصة<br />

والضرائب.‏<br />

وأخيراً،‏ يحدث غالباً‏ أن تسفر عمليات<br />

اللامركزة عن نقل المسؤوليات ذات الصلة<br />

بالتعليم والصحة،‏ أكثر من تلك الخاصة<br />

بإدارة الماء والكهرباء،‏ التي تشكّل مصادر<br />

دعم أكثر سهولة في الحصول على القروض<br />

والشراكات بين القطاعين العامّ‏ والخاصّ‏ .<br />

تحدّي الإقتراض<br />

تضطرّ‏ السلطات المحلية إلى البحث عن<br />

عمليات تمويل إضافية،‏ بسبب أنها تجابه<br />

حاجات تفوق غالباً‏ مواردها الخاصة.‏<br />

واللجوء إلى الإقراض هو توجّ‏ ه جديد ولكنه<br />

هامّ‏ للتمويلات المحلية.‏ ومنذ الثمانينيات<br />

ارتفعت القروض البلدية إلى ما يقارب 12<br />

مليار يورو سنوياً.‏ وأكبر المقترضين،‏ خارج<br />

دول ال G7، هم أفريقيا الجنوبية،‏ بلغاريا،‏<br />

بولونيا،‏ هنغاريا،‏ إستونيا،‏ البرازيل،‏<br />

كولومبيا،‏ الجمهورية السلافية،‏ وأوكرانيا.‏<br />

وبالمعنى الفني،‏ هنالك سبيلان أمام المدن<br />

لتأمين تمويلات من السوق.‏<br />

المصدر:‏ .Global Urban Observatory 1998<br />

الناتج/نسمة<br />

البلد المدينة $ 44 392,00<br />

الولايات المتحدة الأمريكية هارتفورد بال سويسرا $ 42 300,00<br />

سولت ليك الولايات المتحدة الأمريكية $ 37 116,00<br />

ستوكهولم السويد $ 36 240,00<br />

$ 30 155,00<br />

الولايات المتحدة الأمريكية بروفيدانس $ 28 750,00<br />

الولايات المتحدة الأمريكية برمنغهام ‏(أمريكا)‏ $ 26 333,00<br />

المملكة المتحدة إدنبرة $ 24 989,00<br />

المملكة المتحدة لندن $ 23 100,00<br />

السويد أوميا $ 22 955,00<br />

سنغافورة سنغافورة $ 21 672,00<br />

المملكة المتحدة بلفاست $ 18 717,00<br />

إسبانيا مدريد $ 17 865,00<br />

سلوفينيا لبوبليانا $ 17 776,00<br />

المملكة المتحدة برمنغهام $ 17 759,00<br />

المملكة المتحدة كارديف $ 17 360,00<br />

السويد أمال $ 16 218,00<br />

المملكة المتحدة مانشستر دي موينس الولايات المتحدة الأمريكية $ 15 342,00<br />

بامبيلوني إسبانيا $ 14 840,00<br />

بنوم بنه كمبوديا $ 699,00<br />

$ 614,00<br />

أندونيسيا سامارانغ $ 571,00<br />

بينان باراكو $ 564,00<br />

الهند بنغالور $ 547,00<br />

الهند شيناي $ 538,00<br />

رواندا كيغالي $ 518,00<br />

الكونغو برازافيل أولان باتور منغوليا $ 505,00<br />

$ 500,00<br />

بنغلاديش داكا $ 402,00<br />

زمبابوي بولاوايو $ 400,00<br />

أوغندا عنتيبي $ 340,00<br />

لاوس فيانتيان بورت جنتيل الغابون $ 186,00<br />

$ 180,00<br />

الغابون ليبرفيل $ 156,00<br />

توغو سوكودي $ 119,20<br />

السنغال تييس $ 43,30<br />

سريلانكا كولومبو $ 12,59<br />

أرمينيا يريفان


تمويل المدن 29<br />

في معظم الحالات،‏ ولأسباب تخصّ‏ الوضع<br />

أو الإعتبارات الفنية،‏ لا تكون للمدن صلة<br />

بأسواق التمويل،‏ أو حتى ببرامج رعاة<br />

الصناديق الدولية.‏ عندها تصبح السلطات<br />

المحلية بحاجة إلى وسيط يضمن قرضها<br />

ويسمح وضعه بإقراض المال.‏ هذا هو مبدأ<br />

المؤسسات المالية المتخصصة ،(IFS) التي<br />

أنشئت في بلدان عديدة من إجل إقراض<br />

الجهات المحلية وجباية التعويضات.‏<br />

السبيل الثاني هو قيام الجهات المحلية ذاتها<br />

بالدخول إلى الأسواق المالية،‏ عن طريق<br />

إصدار سندات بلدية.‏ ويمكن لهذه السندات أن<br />

تكون ذات غرض عام،‏ ولكنها في الغالب<br />

تكون مرتبطة بمشروع تجهيز أو صادرة<br />

عن مؤسسة مالية متخصصة تضمن تمويلاً‏<br />

خارجياً.‏ ولكي تكون فعالة،‏ ينبغي لهذه<br />

السندات أن تلبي سلسلة شروط:‏<br />

• شفافية التمويلات المحلية.‏ وينبغي للنتائج<br />

البلدية أن تُعرف وتُستثنى من الإختلاس<br />

أو الإفلاس.‏ وإن استقرار الموارد الخاصة<br />

وفعالية نظام تسعير الخدمات تشكّل<br />

مؤشرات أخرى على الإدارة المالية<br />

الحسنة.‏<br />

• حدّ‏ أدنى من الكادر التنظيمي،‏ الشفاف<br />

والفعال.‏ وإن وجود القواعد يتيح تحديد<br />

مسؤوليات مختلف الأطراف المشاركين،‏<br />

وخلق سبيل للجوء إلى الرعاة الماليين.‏<br />

• سياق إقتصادي ملائم.‏ وتستطيع السلطات<br />

المحلية وضع حوافز ضريبية تشجّ‏ ع نظام<br />

إصدار السندات،‏ وكذلك الإعفاء من فوائد<br />

السندات.‏ ويمكن إدخال ضمانات وحوافز<br />

أخرى من الخارج:‏ يمكن لمجموعة<br />

مصرفية أن تنشيء صندوقاً‏ لضمان<br />

إصدار السندات البلدية؛ ويمكن للتحويلات<br />

موازنات غير متكافئة<br />

من الصعب المقارنة بين ثروات المدن.‏ وتلك التي تمتلك الموازنة<br />

الأعلى بالقياس إلى كل نسمة،‏ تقع في أوروبا أو الولايات المتحدة.‏ مدن<br />

أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية هي الأقلّ‏ حيازة على الثروات.‏ وهذه<br />

نتائج تجعل إمكانياتها محدودة في مواجهة الإستثمارات المحتملة.‏<br />

المصدر:‏ .Global Urban Observatory 1998<br />

الناتج الإقتصادي لكلّ‏ نسمة في مدينة هارتفورد،‏ في الولايات<br />

المتحدة الأمريكية،‏ أعلى ب 3,256 ضعفاً‏ من الناتج في يريفان،‏<br />

أرمينيا.‏<br />

المدينة البلد الناتج/نسمة<br />

$ 5 450,00<br />

السويد ستوكهولم $ 4 942,00<br />

السويد أوميا $ 4 835,00<br />

السويد أمال $ 4 637,00<br />

سنغافورة سنغافورة نيويورك الولايات المتحدة الأمريكية $ 3 962,00<br />

$ 3 609,00<br />

ألمانيا فايسبادن $ 3 531,00<br />

ألمانيا كولونيا $ 3 273,00<br />

ألمانيا دويسبرغ $ 3 273,00<br />

ألمانيا لايبزغ $ 2 803,00<br />

ألمانيا فريبورغ بوسطن الولايات المتحدة الأمريكية $ 2 668,00<br />

إرفورت ألمانيا $ 2 552,00<br />

$ 2 442,00<br />

الولايات المتحدة الأمريكية هارتفورد $ 2 379,00<br />

الولايات المتحدة الأمريكية واشنطن $ 2 232,00<br />

الولايات المتحدة الأمريكية سان خوسيه $ 2 232,00<br />

الولايات المتحدة الأمريكية سياتل $ 2 066,00<br />

الولايات المتحدة الأمريكية منيابوليس سانت بول $ 1 902,00<br />

الولايات المتحدة الأمريكية أتلانتا $ 1 854,00<br />

الولايات المتحدة الأمريكية دي موينس $ 7,50<br />

بوروندي بوجومبورا $ 7,30<br />

الهند ميسوريه $ 7,00<br />

كينيا نيروبي ياموسوكرو ساحل العاج $ 6,92<br />

$ 5,59<br />

أوغندا جينجا $ 5,48<br />

بنما كولون $ 5,41<br />

عُ‏ مان مسقط $ 5,20<br />

كمبوديا بنوم بنه هوانوكو البيرو $ 4,92<br />

أولان باتور منغوليا $ 4,36<br />

سيبو الفليبين $ 4,14<br />

بورتو نوفو بينان $ 4,10<br />

$ 2,61<br />

البيرو تاكنا $ 2,29<br />

نيجيريا لاغوس $ 2,23<br />

زمبابوي بولاوايو $ 2,19<br />

سريلانكا كولومبو $ 0,94<br />

الكونغو برازافيل $ 0,91<br />

توغو سوكودي كنشاسا جمهورية الكونغو الديمقراطية $ 0,09


30 تمويل المدن<br />

التخمين على الطريقة الهندية<br />

بلدية ستوكهولم،‏ في<br />

السويد،‏ تمتلك ميزانية بقيمة<br />

5450 دولاراً‏ أمريكياً‏<br />

للشخص،‏ مقابل 0,09 دولار<br />

امريكي للشخص في<br />

كنشاسا،‏ جمهورية الكونغو<br />

الديمقراطية.‏<br />

كانت ‏«دائرة معلومات تخمين التسليف<br />

المتحدة»‏ أول وكالة وطنية للتخمين<br />

في الهند،‏ وفي عام 1997 أطلقت<br />

خدمة تخمين للجهات المحلية تعتمد<br />

على ستة عوامل:‏ (1) الإطار القانوني<br />

والتنظيمي،‏ (2) الأساس الإقتصادي<br />

للمنطقة،‏ (3) الوضع المالي الفعلي،‏<br />

(4) العمليات القائمة للبلديات،‏<br />

(5) القدرات الإدارية للبلديات،‏<br />

(6) المشروع المعنيّ‏ . وتُعطى أهمية<br />

خاصة لتوفّر مورد ثابت وقابل<br />

للتثمين،‏ بما يعوّض خدمة الدين.‏<br />

الدخول في شراكة<br />

المالية من الدولة إلى الشركة صاحبة<br />

الإصدار أن تكون كبيرة،‏ كما في الفليبين؛<br />

وقد يقوم بعض الرعاة الماليين باقتراح<br />

أجهزة ضمان،‏ تتوجه غالباً‏ نحو القطاع<br />

الخاص.‏ وعلى سبيل المثال،‏ تقوم ‏«سلطة<br />

تسليف التنمية»‏ التابعة لوكالة التنمية<br />

الأمريكية ،(USAID) بضمان على مستوى<br />

%50 من إصدارالسندات البلدية،‏ كما تقدّم<br />

المساعدة الفنية.‏<br />

هذه الآليات لا تستثني التنمية الموازية في<br />

أنظمة الشراكة بين القطاعين العام والخاص<br />

في الخدمات العامة المحلية،‏ وهذا يخرج عن<br />

نطاق التسليف البلدي بمعناه الحرفي.‏<br />

مساعدات مالية مكيّفة<br />

الإقرار بالحاجات الجديدة للمدن قاد بعض الرعاة الماليين،‏ وبينهم<br />

الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) إلى تكييف أدواتهم التمويلية.‏ فإلى<br />

جانب التمويلات الممنوحة للدولة ‏«السيادية»،‏ يقترحون تمويلات<br />

للجهات المحلية ‏«مستقلة السيادة»‏ تُمنح مباشرة أو بواسطة مؤسسات<br />

متخصصة.‏ سبيل آخر هو تسهيل وصول تلك الجهات إلى سوق<br />

التمويل.‏ هذه الأدوات الجديدة آخذة في التطور وتتطلب تقنيات<br />

متخصصة وجديدة.‏ و«حملة التمويل البلدي»‏ تقوم بمركزة العديد من<br />

هذه التجارب،‏ وتقدّم بالتالي مساحة تفكير حول الممارسات الجارية.‏<br />

ثمة مصدر آخر لتمويل الخدمات هو تشكيل<br />

شراكة بين القطاع العام والخاص.‏<br />

وتقوم الفكرة على اقتران متابعة نفع عام <br />

هو في أغلب الأحيان تطوير الخدمات<br />

الضرورية بطراز من الإدارة الخاصة التي<br />

تُعرف عنها كفاءة أفضل.‏ والتمويل المشترك<br />

الخاص للخدمات يتيح تخفيف عدد من<br />

التزامات الموازنات البلدية.‏ ففي بيونس<br />

أيريس،‏ ومن أصل 11 مليون نسمة،‏ يتمتع<br />

ستة ملايين باستخدام شبكة المياه.‏ وتلبية<br />

الاحتياج تتطلب توسيع الشبكات القائمة<br />

وإنشاء محطات تنقية،‏ ذات كلفة هائلة لا<br />

تستطيع السلطات المحلية تأمينها لوحدها.‏<br />

ورغم ذلك،‏ ولأنّ‏ هذه الخدمات تمثّل أسواقاً‏<br />

هامة في المستقبل،‏ فمن الممكن استدراج<br />

شركات من القطاع الخاصّ‏ لتشغيلها.‏<br />

ويوجد شكلان للشراكة،‏ هما الخصخصة<br />

التامة أو التفويض المشروط لإدارة البنى<br />

التحتية ذات النفع العام،‏ كما في شبكات جرّ‏<br />

المياه أو شبكة النقل.‏<br />

وخصخصة الخدمة جرى تطبيقها في بعض<br />

البلدان الأنغلو سكسونية،‏ خصوصاً‏ في<br />

المملكة المتحدة،‏ وبطريقة منهجية.‏ وإذا<br />

www.afd.fr — www.mftf.org


تمويل المدن 31<br />

مواقع مفيدة<br />

على الإنترنيت<br />

الوكالة الفرنسية للتنمية AFD<br />

www.afd.org<br />

منظمة التعاون والتنمية الإقتصادية <br />

OCDE<br />

www.ocde.org<br />

* www.ocde.org/cad<br />

* إدارة التعاون من أجل التنمية (CAD)<br />

هي الجهة الأساسية المعنية،‏ في<br />

منظمة التعاون والتنمية الإقتصادية،‏<br />

بمسائل التعاون مع البلدان النامية.‏<br />

وكالة التعاون التقني الدولي <br />

MINEF - ADETEF<br />

www.adetef.minefi.gouv.fr<br />

موقع البعثات الإقتصادية<br />

www.missioneco.org/me<br />

Dexia<br />

مصرف التنمية المحلية<br />

www.dexia.com<br />

البنك الدولي<br />

www.banquemondiale.org<br />

صندوق النقد الدولي<br />

www.imf.org<br />

البنك الاوروبي للإستثمار - BEI<br />

www.bei.org<br />

البنك الأفريقي للتنمية<br />

www.afdb.org<br />

بنك أفريقيا الغربية للتنمية<br />

www.boad.org<br />

بنك التنمية بين الدول الأمريكية<br />

www.iadb.org<br />

البنك الآسيوي للتنمية<br />

www.adb.org<br />

الموقع:‏<br />

www.villesendevenir.org<br />

كانت الخصخصة تحدّ‏ من عمل السلطات<br />

المحلية،‏ فإنها في الوقت ذاته تتطلب صناديق<br />

تمويل كبيرة ثابتة بشكل دائم في البنى<br />

التحتية الخاصة.‏<br />

التفويض بإدارة الخدمة العامة يتميز عن<br />

الأسواق بأنه يقتضي مدة محدودة للعقد (15<br />

إلى 50 سنة)،‏ ويقيم تسديد تعويضات<br />

الأطراف المتعاقدة على أساس نتائج التشغيل.‏<br />

وهذه الشراكة تستهدف خلق كفاءة أفضل في<br />

إدارة الخدمة مثل إدارة الموظفين،‏ وانتقال<br />

ملكية الأسواق،‏ وتسديد الفواتير.‏ وهكذا<br />

كانت أوّل أعمال شركة المياه في ساحل<br />

العاج ،SODECI أو في الأرجنتين Aquas<br />

،Argentinas هي ترشيد الإدارة التجارية<br />

للخدمة،‏ والإدارة الداخلية للشركة.‏ ومن<br />

المأمول أيضاً‏ بذل اهتمام أكبر تجاه نوعية<br />

الخدمة وإدارة العلاقة مع الزبائن.‏<br />

ويمكن للتفويض أن يأخذ أشكالاً‏ مختلفة،‏<br />

وفي نهاية التسعينيات لقيت هذه الشراكات<br />

في إطار عقد بين<br />

اهتماماً‏ بالغاً‏ مع توقيع عقود شهيرة بين مدن<br />

ولكنها جميعاً‏ تظلّ‏<br />

السلطات العامة وجهة تشغيل ‏(خاصة،‏<br />

العالم الكبرى ومجموعات دولية مثل Suez<br />

في بيونس أيريس.‏ ومع ذلك،‏ وبالنظر إلى<br />

مشتركة،‏ أو عامة)‏ خلال مدّة محددة.‏<br />

الإستثمارات في البدء،‏ فإنّ‏ ريعية هذه العقود<br />

استقراراً‏ هائلاً.‏ وحالات تبدّل معدّل<br />

وفي صميم هذا النموذج يمكن تمييز تقليدَين<br />

كبيرين.‏ هنالك التجربة الأنغلو سكسونية،‏ تتطلب<br />

الفوائد أو وقوع أزمة إقتصادية أظهرت أنّ‏<br />

دائماً‏ ضمانات<br />

في تمويل المشروع ،(BOT) حيث يُعهد إلى<br />

الإدارة بالتفويض لا تحمل<br />

صاحب امتياز بإنشاء واستثمار الخدمة.‏ وهو<br />

كافية لشركات التشغيل الكبرى.‏ واللجوء إلى<br />

لا يصبح مالكاً‏ فعلياً‏ إلا عند نهاية العقد.‏<br />

شركات عامة أو خاصة وطنية،‏ في حاجات<br />

والفائدة هنا تتمثل في تمويل الإستثمار<br />

أكثر تواضعاً،‏ يمكن أن يكون أفضل أداءً.‏<br />

الإبتدائي عن طريق المستخدمين بدل دافعي<br />

وهذا الخيار تدعمه الوكالة الفرنسية للتنمية<br />

الضرائب.‏<br />

،(AFD) في أفريقيا الصحراوية وعلى امتداد<br />

وأمّا في التجربة الفرنسية للإدارة بالتفويض،‏ العالم.‏<br />

فإنّ‏ السلطات العامة تحتفظ بالمسؤولية عن<br />

الأعمال وملكية البنى التحتية.‏ ويتمّ‏ منح<br />

الإمتياز بواسطة دفتر مهامّ‏ يركّز على مهامّ‏<br />

المنفعة العامة أكثر من تركيزه على احترام<br />

الإدارة الخاصة.‏<br />

حين يصبح المصرف بلدياً‏<br />

بسبب نظامه الذي يضيّق نطاق الإقراض أمام الدول،‏ أنشأ البنك<br />

الدولي،‏ بالتعاون مع المؤسسة المالية الدولية،‏ ‏«الصندوق البلدي»‏<br />

سنة 2003. وهذه المؤسسة تقترح قروضاً‏ مستقلّة السيادة في نطاق<br />

عريض من القطاعات ‏(المياه،‏ النظافة العامة،‏ النقل،‏ الكهرباء،‏<br />

النفايات الصلبة،‏ التدفئة المدينية،‏ التعليم،‏ الصحة،‏ وغيرها من<br />

الخدمات العامة الضرورية)،‏ التي يمكن أن تفيد نطاقاً‏ عريضاً‏ من<br />

الكيانات في القطاع العام البلدي أو الإقليمي ‏(الإدارات المحلية<br />

أو المناطقية،‏ شركات الخدمة العامة،‏ شركات الإقتصاد المختلط،‏<br />

الشراكات بين القطاع العام والخاص،‏ أصحاب التمويلات الوسيطة).‏<br />

وأياً‏ كانت النماذج الفنية المختارة،‏ فإنّ‏<br />

الضمانات الضرورية للحصول على التمويل<br />

الخارجي تظلّ‏ عسيرة المنال بالنسبة إلى<br />

كثير من مدن العالم،‏ ونطاق التعاون في هذا<br />

الميدان ما يزال هاماً.‏ ■


32 توجيه التنمية المدينية<br />

توجيه التنمية<br />

المدينية<br />

في<br />

سنوات<br />

التسعينيات تغيّرت<br />

أدوات التنمية المدينية<br />

وإطاراتها المرجعية،‏ وذلك لكي تستجيب للضغوطات<br />

السكانية المتزايدة.‏ وهي إذْ‏ تطرح مقاربة شاملة،‏<br />

وتقترح رؤية على المدى المتوسط،‏ فإنها تشهد كذلك<br />

على تأسيس عمليات أكثر تشاركاً‏ في اتخاذ القرار.‏<br />

خطة مدينية مرجعية مثل هذه<br />

التي تخص موندو ‏(تشاد،‏<br />

الأعلى)‏ توفّر إطاراً‏ أوّلياً‏<br />

للبرمجة والعمل على المدى<br />

المتوسط.‏ ومدينة كيسومو<br />

‏(اليمين)‏ اعتمدت من جانبها<br />

أهداف التنمية الألفية في خطة<br />

العمل الخاصة بها.‏<br />

تمتلك السلطات المحلية وثائق عديدة حول<br />

التخطيط والتنمية لمواجهة التحديات المدينية،‏<br />

السكانية والبيئية والإقتصادية.‏ هذه الوثائق<br />

تطورت كثيراً‏ في السنوات الأخيرة،‏ من<br />

حيث أهدافها ‏(توجيه التنمية المدينية بدلاً‏ من


توجيه التنمية المدينية 33<br />

الأمل في<br />

السيطرة عليها)،‏<br />

أو من حيث الشكل ‏(الوثائق<br />

المبسطة)،‏ أو المحتوى ‏(التنفيذ والتأثير<br />

البيئي)،‏ والإعداد ‏(الإشتراك).‏<br />

وثائق ملائمة للمنطقة<br />

تتباين المناطق التي تخصها الوثائق،‏ حسب<br />

حجم المدينة.‏ وفي صدد مدينة يقارب عدد<br />

سكانها 200,000 نسمة،‏ نستطيع الإقتصار<br />

على المجموع المديني وتخومه المباشرة.‏<br />

وفي هذه المرحلة تكفي وثيقة رئيسية،‏<br />

تُستكمل بعدئذ بخطط عديدة حول تهيئة<br />

القطاعات الجديدة أو المناطق الواجب إعادة<br />

تنميتها.‏ ولكن كلما كبر تجمّع مديني،‏<br />

انخفضت أكثر إمكانية تأمين التخطيط<br />

والإدارة على مستوى الوثيقة الواحدة.‏<br />

وتأثير هذا النموّ‏ على المحيط الريفي يفرض<br />

وجوب إدراج هذه المنطقة في مشروع<br />

التهيئة والتنمية على المدى البعيد.‏<br />

وفور وصول المدينة إلى مرحلة الحاضرة<br />

‏(قرابة مليون نسمة)‏ أو الحاضرة ‏«الكبيرة»‏<br />

أيضاً‏ ‏(قرابة مليونَيْ‏ نسمة)،‏ يصبح محتماً‏<br />

أن تدرك السلطات المحلية ضرورة اعتماد<br />

خطط عديدة ذات وظائف محددة:‏<br />

• وثيقة استراتيجية على المستوى البسيط<br />

مقياس (1/10,000 إلى 1/50,000)، تحدّد<br />

التوجهات الاستراتيجية،‏ والبنى الهيكلية<br />

الرئيسية،‏ والعوائق ومناطق الأخطار،‏<br />

والمناطق المدينية أو القابلة للتوسع<br />

في فنوم بينه ‏(كمبوديا،‏<br />

الأعلى)،‏ كما في كويريتارو<br />

‏(المكسيك،‏ الأسفل)‏ يتوجب<br />

على البلديات أن تمتلك أدوات<br />

تتيح لها إدارة نموّها.‏<br />

فنّ‏ التشخيص المشترك<br />

لا بدّ‏ للتشخيص،‏ الذي يسبق<br />

بالضرورة أيّ‏ مخطط توجيهي،‏<br />

من أن يعالج حالة مؤهلات المدينة<br />

ونواقصها:‏ ما هي فرص الأرض<br />

المعنية،‏ من حيث البنى التحتية<br />

والتجهيزات أو البيئة؟ ما هي نقاط<br />

الضعف من حيث درء الاخطار<br />

والتجهيز المديني القائم؟ وعلى هذا<br />

الأساس،‏ ما هي التحديات من حيث<br />

الجاذبية،‏ وشروط المعيشة،‏ وأداء<br />

المدينة لوظائفها؟ وابتداء من إشتراك<br />

الممثّلين المحليين في اعتماده،‏ يصبح<br />

من الممكن لهذا التشخيص أن يوفّر<br />

إطاراً‏ للتوجّ‏ ه أكثر تلاؤماً،‏ ويصبح<br />

‏«جدول عمل»‏ حقيقي لتطبيق الوثيقة.‏<br />

المديني،‏ الخ.‏<br />

• وثيقة أو وثائق لكلّ‏ قطاع قائم أو جديد<br />

(1/5,000، وأحياناً‏ 1/2,000)، تتيح إدارة<br />

أفضل،‏ محلية الموقع،‏ للإنشاء والشبكات.‏<br />

ولكن أياً‏ كان حجم المدينة،‏ ينبغي أن تُستكمل<br />

وثائق التهيئة هذه بخطّ‏ ة عمل على المدى<br />

القصير،‏ تفصّ‏ ل مختلف العمليات ‏(العقار،‏<br />

السكن،‏ الأنشطة،‏ البنى التحتية،‏ الشبكات،‏<br />

الخ.)،‏ ضمن عدد معيّن من الملفات ‏(تفصيل<br />

المشروع،‏ الخطوات والأكلاف،‏ الوثائق<br />

المصوّرة من نوع الخرائط،‏ الأقسام<br />

المتقاطعة،‏ الخ.)،‏ يضمّ‏ كذلك تقييماً‏ بيئياً‏ أو


34 توجيه التنمية المدينية<br />

وثائق تعليمية ‏(الأعلى،‏ مشروع<br />

التهيئة والتنمية المستدامة في<br />

مدينة روان،‏ فرنسا)،‏<br />

اجتماعات للشرح ‏(اليسار)‏ في<br />

كاويمبي ‏(كينيا)،‏ أو للتشاور<br />

‏(الأسفل،‏ في نواكشوط،‏<br />

موريتانيا)،‏ حيث يمرّ‏ توازن<br />

نموّ‏ المدينة عن طريق<br />

المشاركة المتعاظمة للمواطنين.‏<br />

دراسة حول تاثير كلّ‏<br />

عملية.‏<br />

ولقد تطوّر كثيراً‏ مفهوم<br />

وثائق التهيئة والعمران<br />

المديني.‏ والمبدأ،‏ حتى<br />

سنوات الثمانينيات،‏ كان يتألف<br />

من اقتراح صيغة تقاسم<br />

للإستثمار على أرض المدينة،‏<br />

حسب الحاجات النوعية المتنامية خلال<br />

السنوات ال 25 التالية.‏ لكنّ‏ الإجراءات<br />

الحالية للتخطيط تميل إلى مزيد من السلاسة.‏<br />

وهنا يتمّ‏ تفضيل خطاطات توجيه ملائمة<br />

وقابلة للتطوّر،‏ أكثر بساطة من حيث<br />

الإدارة،‏ وقائمة على أهداف ذات أفق يتراوح<br />

بين 10 إلى 15 سنة.‏ والهدف هنا هو إسناد<br />

الديناميات المحلية القائمة والكفيلة بصياغة<br />

المشروع،‏ أكثر من تخيّل برامج تهيئة معقدة<br />

الأهداف،‏ وصعبة التنفيذ على المدى البعيد.‏<br />

وإذا كانت تستطيع الإعتماد على ‏«الممارسات<br />

الطيبة»‏ المتوفرة في مدن أخرى،‏ فإنّ‏ هذه<br />

المقاربة لا تضمر مسبقاً‏ التطبيق الحرفي<br />

لها.‏<br />

ممارسات جديدة<br />

في العديد من الحالات تكون وسائل التمويل<br />

والتنظيم،‏ التي تمتلكها المدن بهدف توجيه<br />

تنميتها،‏ ملائمة على نحو معاكس للضغط<br />

المديني الذي تجابهه.‏ ومن دون أدوات فعالة<br />

حقاً‏ في الحفاظ على استملاك الأرض،‏<br />

وفرض احترام وظيفة هذه المنطقة<br />

أو عدم البناء في منطقة أخرى،‏<br />

سوف تجد المدن أنها بالفعل عاجزة<br />

عن توجيه التنمية التلقائية.‏ وفي<br />

غياب إطار تنظيمي وإداري فعّال،‏<br />

فإنّ‏ طاقة المخططات والخطاطات<br />

التوجيهية في اللجوء إلى الحظر،‏<br />

تصبح ضعيفة كثيراً.‏<br />

وإذا كانت المخططات التوجيهية


توجيه التنمية المدينية 35<br />

وظيفة خطاطة توجيهية<br />

في فنوم بينه ‏(الأعلى)‏ قام التعاون<br />

الفرنسي بدعم إنشاء خطاطة توجيهية<br />

للعمران حتى أفق 2020. ولأنها<br />

مرجع للإستثمار العام والخاص،‏ تحدد<br />

الخطاطة مواقع البنى التحتية الكبرى<br />

والهيكل الرئيسي لشبكة الميدان<br />

العام،‏ إلى جانب الإستخدام التفضيلي<br />

للمساحات المدينية.‏ وهي أيضاً‏ تؤطر<br />

تعديل الوثائق القطاعية حول المياه،‏<br />

والنظافة العامة،‏ الخ.‏<br />

وبالإضافة إلى أعمال الطوارىء<br />

‏(الفيضانات،‏ الخ.)،‏ تلحّ‏ الخطاطة<br />

التوجيهية على تقوية الإدارات<br />

المحلية،‏ وتعريف تنظيم عمراني<br />

على مستوى الأحياء،‏ والحفاظ على<br />

استملاكات الأرض الكبرى،‏ وإنشاء<br />

مصرف للسكن ووكالة عقارية.‏<br />

خطاطة توجيهية للعمران في<br />

فنوم بينه ‏(كمبوديا).‏<br />

وخطاطات القطاعات تظلّ‏ حاسمة في<br />

الحواضر العمرانية،‏ فإنّ‏ وثائق جديدة أخذت<br />

تظهر في المدن الصغيرة والمتوسطة:‏<br />

بعضها يتيح،‏ قبل أيّ‏ أمر،‏ إدارة مبسطة<br />

لتهيئة المساحة والخدمات المدينية،‏ وبعضها<br />

الآخر يفضّ‏ ل تحديد وتنفيذ أولويات واضحة<br />

بمعنى الأعمال والإستثمارات.‏<br />

والخرائط المرجعية للمدن،‏ التي اختُبرت منذ<br />

سنوات التسعينيات،‏ تقتصر على وثيقة هيكل<br />

واحدة،‏ دون تقسيم فعلي للمناطق،‏ بما يخدم<br />

كمرجع في تنفيذ شبكات وعمليات المستقبل:‏<br />

إنها لا تشير إلا إلى تصميم الطرق الرئيسية<br />

والأجهزة الرئيسية للخدمات المدينية،‏ فضلاً‏<br />

عن المناطق التي وقع عليها الإختيار لتوسيع<br />

الأحياء خلال السنوات الخمس أو العشر<br />

التالية،‏ واحتياطيات التجهيزات الكبرى.‏<br />

وهكذا فإنها تقدّم إطاراً‏ للبرمجة والعمل على<br />

المدى المتوسط،‏ أسهل بكثير من حيث<br />

الإدارة بواسطة الأطقم المحلية.‏<br />

ويمكن للوثيقة أن تثبّت حدود المناطق<br />

المقرّرة للإنشاء،‏ وتوصي بطراز معيّن من<br />

إشغال الأرض ‏(صناعة،‏ سكن بكلفة أقلّ‏ ،<br />

تجهيزات مجاورة)،‏ وأحياناً‏ تقدّر عدد السكان<br />

المتوقع في حينه.‏ كما تتيح حساب الحاجات<br />

من التجهيزات الجماعية،‏ وتقيس مسبقاً‏ أبعاد<br />

الطرق والشبكات.‏ وهذا الإجراء يجري<br />

إبتداء من هيكل المدينة القائم ما نطلق عليه<br />

اسم ‏«العقدة الكبرى»‏ في المدينة مع انتباه<br />

بالغ إلى الترابط بين التخطيط والخدمات<br />

المدينية ‏(مياه الشرب،‏ التنظيفات،‏ المجاري،‏<br />

الكهرباء،‏ الإنارة،‏ الخ.).‏<br />

لكنّ‏ هذا الإجراء يبلغ الحدود القصوى حين<br />

يصل عدد السكان عتبة 200 أو 300 ألف


36 توجيه التنمية المدينية<br />

وكالات الإعمار في المغرب<br />

منذ بدء التسعينيات،‏ تمّ‏ إنشاء،‏ أو العمل على إنشاء،‏ 25 وكالة إعمار<br />

في المدن المغربية.‏ وهذه دوائر لامركزية مستقلة عن الإدارة المركزية،‏<br />

وصلاحياتها تستند على أربعة محاور رئيسية:‏<br />

1 إعداد دراسات ووثائق العمران التنظيمي ‏(خطاطات توجيهية،‏ خطط<br />

تهيئة،‏ الخ.)؛<br />

2 وضع الوثائق وممارسة الإدارة المدينية ‏(إبداء الرأي النظامي في<br />

مشاريع الإسكان،‏ ومشاريع النفع العام)؛<br />

3 تنفيذ العمليات ‏(إعادة التأهيل والتجديد،‏ إعادة هيكلة الأحياء)؛<br />

4 وأخيراً‏ تنظيم مهمات إستشارية لدى الهيئات المحلية وجميع المشغّلين،‏<br />

في القطاعين العام والخاص،‏ والتدخل في ميدان التهيئة والعمران.‏<br />

ومنذ سنة 1999 ينادي البنك الدولي<br />

بإنشاء ‏«استراتيجيات تنمية مدينية»‏<br />

،(City Development Strategies, CDS)<br />

ترتكز فكرتها الرئيسية على إطلاق تنمية<br />

للمدينة أكثر توازناً‏ حول المشاركة المتعاظمة<br />

للمواطنين.‏ هذه الاستراتيجية تقدّم رؤية<br />

كونية للتهيئة وللتنمية المدينية أكثر محدودية<br />

من المخطط التوجيهي،‏ ولكنها تبرهن على<br />

أنها عملية أكثر من حيث تعريف الأولويات،‏<br />

والعمل،‏ وتقييم هذا كلّه.‏ ويجري تحديد<br />

الأهداف بالإشارة إلى ‏«التشخيص المشترك»‏<br />

لنقاط القوّة والضعف،‏ وكذلك الفرص<br />

والأخطار.‏ وعلى هذا الأساس تتمّ‏ صياغة<br />

استراتيجيات تنمية المدينة،‏ وسلسلة الأعمال<br />

والإستثمارات.‏ ومن جانب آخر يتمّ‏ استخلاص<br />

مؤشرات تتيح متابعة تنفيذ الأهداف.‏<br />

وإذا كان ممكناً‏ أن يؤخذ على ال CDS<br />

ضعف معرفتها ومتابعتها لتنمية المدينة<br />

بمجملها،‏ فإنّ‏ من الواجب الإقرار لها<br />

بنقطتين قويتين:‏<br />

هيئات أحياء الدائرة في مدينة<br />

بيكيني ‏(السنغال)‏ أنشأوا خطط<br />

عمل ذات أولوية:‏ منتديات<br />

مشاركة المواطنين،‏ ولجان<br />

المتابعة،‏ والهيئات البلدية<br />

المتخصصة.‏<br />

نسمة.‏ ويمكن،‏ أعلى من هذا،‏ أن يظل<br />

الإجراء طرازاً‏ جيداً‏ كافياً‏ للتخطيط داخل<br />

التخوم المدينية،‏ ولإدارة العمران التلقائي أو<br />

غير النظامي.‏<br />

• أنها تتيح لأصحاب القرار المحليين أن<br />

يجسدوا،‏ على نحو جيد،‏ رؤية المدينة،‏<br />

وتطوّرها الإقتصادي،‏ وأهدافها في ما<br />

يخصّ‏ البيئة وخفض معدّل الفقر،‏ مع<br />

أولويات واضحة حول الأعمال<br />

والإستثمارات؛<br />

• وهي تشجّ‏ ع مشاركة جيدة للسكان والممثّلين<br />

المحليين،‏ مثل المنظمات غير الحكومية<br />

(ONG) والجمعيات.‏<br />

وبصدد هذا الاعتبار،‏ استمدت ال CDS<br />

دروساً‏ كثيرة من الأعمال متعددة الجهات،‏<br />

مثل برامج الإدارة المدينية ،(PGU) أو<br />

اعتمدت على التنمية الإجتماعية المدينية<br />

.(PDSU) وهذه الأخيرة،‏ مثلاً،‏ تدعم إنشاء<br />

خطط إستراتيجية للتنمية يكون التحدّي<br />

الجوهري فيها هو تشجيع انبثاق مشروع<br />

محلي متجانس وتكاملي،‏ إبتداء من إجراء<br />

ينطوي على التنسيق والتفاوض بين مختلف<br />

الأطراف المحلية ‏(البلديات،‏ الشرائح


توجيه التنمية المدينية 37<br />

مواقع مفيدة<br />

على الإنترنيت<br />

تحالف المدن<br />

تتوفر هنا معلومات عديدة،‏ بينها<br />

تلك التي تخص استراتيجيات التنمية<br />

المدينية (CDS)<br />

www.citiesalliance.org<br />

معهد التهيئة والعمران المديني في<br />

منطقة إيل دو فرانس IAURIF<br />

www.iaurif.org/fr/index.htm<br />

الورشة الباريسية للعمران APUR<br />

بنك معلومات مدينية قابلة للاطلاع.‏<br />

www.apur.org<br />

فرع المعهد الوطني الجغرافي IGN<br />

www.ignfi.fr<br />

المؤسسة العامة لتهيئة منطقة سينار <br />

EPA Sénart<br />

www.epa-senart.fr<br />

تجمّع المصالح الإقتصادية للعاملين<br />

في التهيئة والتنمية بفرنسا GIE<br />

ADEFRANCE<br />

www.gie-adefrance.fr<br />

الموقع<br />

www.villesendevenir.org<br />

الإجتماعية المهنية،‏ خدمات الدولة،‏ الخ.).‏<br />

وبين أكثرها شهرة،‏ مشروع مدينة بيكيني<br />

‏(السنغال)‏ حين دعمت ال PDSU هيئات<br />

الدائرة بحيث تتمكن من إنشاء خطط عمل ذات<br />

أولوية،‏ من خلال منتديات مشاركة المواطنين<br />

ولجان المتابعة والهيئات البلدية المختصة.‏<br />

ولكن إذا كانت الهياكل المحلية قد اشتغلت<br />

بشكل جيد ومقبول على مستوى الأحياء،‏ فإنّ‏<br />

النتائج كانت محدودة بسبب فقدان المتابعة<br />

المستديمة على المستوى البلدي.‏<br />

وخلاصة القول،‏ إنّ‏ التفكير في إدارة ومتابعة<br />

وثيقة التهيئة في ساعة إنشائها بالضبط،‏ هو<br />

أمر حاسم.‏ الكثير من الخطط والخطاطات<br />

قُدّمت للمدن والحواضر،‏ جاهزة على طريقة<br />

‏«مفتاح في اليد»،‏ ولكن دون متابعة حقيقية<br />

من جانب هيكل محلي أو أكثر.‏ والمتابعة<br />

تقتضي إشراك وتكوين الأشخاص المحليين<br />

منذ بدء الإجراء،‏ وكذلك إقامة الوسائط<br />

الفنية.‏<br />

وهذه المتابعة جوهرية لضمان تطبيق<br />

الخطة،‏ ومتابعتها ‏(المؤشرات،‏ جداول<br />

التصميم الإحصائية،‏ الأدوات اللازمة لرسم<br />

الخرائط والعنونة،‏ والمراصد،‏ الخ.‏<br />

يرجى الرجوع إلى فصل ‏«توصيف<br />

المدن»)،‏ وتقييمها بشكل منتظم،‏ بهدف<br />

عمليات ملاءمتها أو مراجعتها لاحقاً.‏ وفي<br />

المدن الصغيرة أو المتوسطة،‏ يكفي عموماً‏<br />

إنشاء ‏(أو تدعيم)‏ مكتب للعمران أو التنمية.‏<br />

وفي المدن الكبرى والحواضر،‏ الأمر<br />

التزوّد بالمواد الغذائية في هانوي،‏<br />

ثاني مدن فييتنام،‏ يعتمد على<br />

حزام من قرى إنتاج الخضار.‏<br />

إنّ‏ تحوّل البناء المديني<br />

والتوجهات الجديدة في مسألة<br />

التهيئة توجب إيجاد حلول متجانسة<br />

لمشكلات البيئة المتفاقمة،‏ وإدارة المياه،‏ وتأمين<br />

العقار.‏ وأطلس المعلومات المصوّر ‏«العمران<br />

المحيطي في إقليم هانوي»،‏ الذي صدر عن ال CNST في فييتنام<br />

وجامعة بوردو الثالثة،‏ يتضمن رؤية جديدة تماماً‏ عن هذه<br />

العلاقات المعقدة بين المركز والمحيط،‏ وبين الزراعة والامتداد<br />

العمراني.‏<br />

يفترض إنشاء هياكل محددة مثل وكالات<br />

الإعمار ‏(المغرب)،‏ أو مؤسسات التخطيط<br />

البلدية ‏(المكسيك).‏ ■<br />

زائر في معهد تخطيط مدينة ليون<br />

‏(المكسيك).‏


38 السكن والمسألة العقارية<br />

السكن والمسألة<br />

العقارية<br />

من اليمين إلى اليسار ومن<br />

الأعلى إلى الأسفل:‏ تجسيد<br />

ثلاثي الأبعاد لشقّة في اليابان؛<br />

تضادّ‏ بين المسكن النظامي<br />

وغير النظامي،‏ وكلاهما آيل<br />

للتهديم،‏ في سويتو ‏(جنوب<br />

أفريقيا)؛ سياج عمارة في<br />

بوزنان ‏(بولونيا)؛ شارع<br />

في الإمتياز<br />

الفرنسي<br />

في الوقت الحاضر،‏ وعلى نطاق الكرة<br />

الأرضية،‏ تُبنى معظم المساكن خارج أيّ‏<br />

إطار تشريعي أو تنظيمي،‏ إما لأن المسكن<br />

لا يلتزم برخصة البناء الممنوحة،‏ أو لأنّ‏<br />

المسكن أقيم من غير ترخيص،‏ أو وهذه<br />

هي الحالة الغالبة أن البناء تمّ‏ على ملكية<br />

الغير،‏ وعلى أرض هي ملكية عامة إجمالاً.‏<br />

وبين 40 إلى %80 من سكان المدن الكبرى<br />

في الهند يقيمون في مساكن لا تتمتع بوضع<br />

نظامي وهذا وضع تشترك فيه نسبة 30 إلى<br />

%40 من سكان المدن في أمريكا اللاتينية.‏<br />

هذه النسبة هي أعلى أكثر من هذا في مدن<br />

البلدان الأفريقية شبه الصحراوية.‏ وهكذا<br />

تشهد المدن النامية تعارضاً‏ ملحوظاً‏ بين<br />

المدينة القانونية والمدينة الفعلية،‏ مع عواقب<br />

تنعكس على شروط المعيشة:‏ عمليات البناء<br />

تجري غالباً‏ قبل حيازة الملكية وتهيئة<br />

الشبكات.‏ وإنّ‏ تأمين الوصول إلى سوق<br />

العقار وتنظيم تمويل المساكن يصبحان،‏<br />

ينبغي على<br />

كلّ‏ مدينة آخذة<br />

في التوسع أن تطرح مسألة<br />

السكن،‏ مع ما تنطوي عليه<br />

من إشكاليات مختلفة:‏ الأنظمة<br />

العقارية،‏ وإنشاء وتمويل<br />

الحصول على المساكن.‏ وفي<br />

البلدان الواقعة خارج ‏«منظمة<br />

التعاون الإقتصادي والتنمية»،‏<br />

تتحكم المسألة العقارية اليوم<br />

بكلّ‏ ما عداها.‏<br />

القديم<br />

في شنغهاي<br />

‏(الصين).‏<br />

الأحياء غير النظامية<br />

لم تعد عمليات فرز الأراضي غير النظامية تتجلى في عدم نظامية الإجراءات عدم نظامية<br />

التحويل،‏ والخلل في التسجيل،‏ وعدم المطابقة مع أنظمة العمران المديني،‏ ومعايير التجهيز أو<br />

الإنشاء،‏ أو المعايير الضريبية بل بافتقارها إلى التجهيز.‏ ومستوى الوضع غير النظامي يتفاوت<br />

حسب الحالة،‏ ولكن يندر أن يكون سكان حيّ‏ منعدم الأمن في وضع غير نظامي على المستوى<br />

العقاري،‏ والمديني،‏ والضريبي.‏ والكثيرون يتفادون انعدام الأمن والبيئة الملوثة في أحياء الإستيلاء،‏<br />

عن طريق الاحتماء بالطبقة المتوسطة.‏ هذه حال ال loteamentos في ساو باولو،‏ وال colonias في<br />

المكسيك،‏ أو الأحياء المخالفة في المدن المغربية.‏


السكن والمسألة العقارية 39<br />

بذلك،‏ ميدانَيْ‏ عمل جوهريين يعتمد واحدهما<br />

على الآخر في مسألة المسكن.‏<br />

تأمين الوصول إلى السوق العقارية<br />

فكرة الملكية العقارية ليست بسيطة ولا<br />

أحادية المعنى.‏ وابتداء من الإستخدام غير<br />

النظاميّ‏ نهائياً‏ لقطعة أرض،‏ وانتهاءً‏ بالملكية<br />

التامة والكلية الموثقة،‏ ثمة سلسلة كاملة من<br />

أشكال الملكية الوسيطة ذات المحتوى<br />

المتنوع.‏ الملكية العقارية،‏ واستخدامها،‏<br />

وتناقلها وتبادلها،‏ تقع كلها داخل إطار<br />

مجموعة من القوانين.‏ ومن حيث الممارسة<br />

التقليدية،‏ كانت الأعراف هي التي تحدّد تلك<br />

القوانين،‏ وهي تظلّ‏ الأكثر شيوعاً‏ لدى<br />

السكان،‏ في أفريقيا خاصة.‏ ومع ذلك،‏ وتحت<br />

تأثير الرعاة الماليين،‏ يميل الإتجاه الحالي<br />

إلى استصدار القوانين ضمن إطار نصوص<br />

تشريعية ذات تسلسل هرمي سليم.‏<br />

والعمران غير الرسمي وغير النظامي في<br />

المدن النامية يثير عواقب سلبية على<br />

مستويات مختلفة.‏ غياب الأمن وانعدام<br />

التجهيزات العامة يثبط الإستثمار في السكن،‏


40 السكن والمسألة العقارية<br />

وكذلك في الأنشطة المولّدة للدخل،‏ فيزيد<br />

بذلك من حال انعدام الأمن.‏ كذلك فإنّ‏ غياب<br />

صكوك الملكية يحدّ‏ من القدرة على الإقتراض<br />

عن طريق منع الرهن.‏ والقروض،‏ من غير<br />

ضمانات،‏ تصبح أكثر ندرة وكلفة،‏ وبهذا<br />

تحدّ‏ الربح الإقتصادي من وراء الإستثمارات.‏<br />

وأخيراً،‏ تساهم الحالات غير النظامية في<br />

تدهور البيئة المدينية.‏<br />

ولقد عارضت السلطات العامة،‏ طويلاً،‏<br />

ترخيص وتهيئة الأحياء غير النظامية،‏<br />

بهدف الحدّ‏ من اتساعها.‏ والحال أنّ‏ تجهيز<br />

هذه الأحياء يمثّل استثماراً‏ هائلاً‏ يقع على<br />

عاتق المدن،‏ في حين أنّ‏ الضرائب المحلية<br />

لا تسمح دائماً‏ بتعبئة الموارد الضرورية.‏<br />

ومع ذلك فإنّ‏ الأوضاع غير النظامية لهذه<br />

الأحياء هي ذاتها التي تعرقل تطبيق نظام<br />

ضريبي بلدي فعال،‏ على العقارات المبنية أو<br />

غير المبنية.‏<br />

وتدفق السكان على هذه الأحياء غير النظامية<br />

يطرح سؤال الإنتاج العقاري.‏ ذلك لأنّ‏<br />

الإنتاج العام للأراضي المخصصة للمعيشة،‏<br />

وكذلك لسكن المداخيل المتدنية،‏ لا تلبّي في<br />

أحسن الأحوال إلا قسطاً‏ صغيراً‏ من الطلب.‏<br />

وهي عموماً‏ تفضّ‏ ل المداخيل المتوسطة<br />

وزبائن الدولة.‏ والعائلات الفقيرة لا يعود<br />

أمامها خيار آخر سوى اللجوء إلى شبكات<br />

الإنتاج العقاري غير النظامية وغير الرسمية،‏<br />

بهدف الحصول على أرض للسكن.‏<br />

وإنّ‏ سيطرة الدولة على الأراضي،‏ ووضع<br />

سقف للملكية،‏ وإقامة وكالات عقارية<br />

وشركات تهيئة عامة وشبه عامة:‏ كلّ‏ أشكال<br />

التدخّ‏ ل المباشر للسلطات العامة فشلت،‏ على<br />

الدوام تقريباً.‏ وتبقى وسائط التدخل غير<br />

المباشرة:‏<br />

• يمكن لسياسة عقارية معينة أن تحدّ‏ من المضاربة<br />

العقارية:‏ فرض ضريبة على الأراضي المدينية<br />

غير المخمّنة،‏ وضريبة على القيمة الزائدة<br />

المتحققة جرّاء المناقلات أو تركيب تجهيزات<br />

ثلاث مقاربات غير متطابقة<br />

إن هدف العائلات التي تعيش في أحياء غير نظامية هو،‏ أوّلاً،‏ عدم<br />

التعرّ‏ ض للطرد،‏ ثمّ‏ التوصل إلى الخدمات والتجهيزات الأساسية،‏<br />

والحصول أخيراً‏ على الحقّ‏ في بيع أو تسليم أو نقل ميراث الأرض<br />

والسكن الذي تشغله.‏ ولبلوغ هذه الأهداف،‏ لاجاجة أبداً‏ إلى صكّ‏<br />

ملكية.‏ فبالنسبة إلى السلطات العامة،‏ يكون منح صكوك الملكية<br />

بمثابة وسيلة لجباية الضريبة،‏ وتحديد المشمولين،‏ وإدخال الأسواق<br />

العقارية غير النظامية في مضمار السوق النظامية.‏ الأهداف الأخرى<br />

للسلطات العامة ‏(التخطيط العمراني،‏ إدارة البيئة)‏ لا تتطلب منح<br />

صكوك الملكية.‏<br />

وفي الواقع،‏ لا مصلحة إلا لممثّلي القطاع الخاص النظامي في تعميم<br />

الملكية الخاصة الفردية،‏ لأنها من جهة تسهّل وتضمن الحصول على<br />

العقار ضمن مشروع لترويج العقارات والأبنية،‏ ولأنها من جهة ثانية<br />

تشكّل عنصراً‏ هاماً‏ لتطوير الشركات،‏ وأخيراً‏ لأنها الشرط الضروري<br />

لإقامة نظام تمويل للسكن،‏ عن طريق تطوير سوق رهنية.‏<br />

محلية.‏ هذه الإجراءات الضريبية تقترن عموماً‏<br />

بسياسات دعم حكومي.‏


السكن والمسألة العقارية 41<br />

تمويل الملكية<br />

في بلدان أوروبا الشرقية ‏«المتحوّلة»،‏ لجأت الدول،‏ التي كانت في السابق<br />

منتجة ومالكة المساكن،‏ إلى خصخصة القسط الأعظم منها لصالح التوجّ‏ ه<br />

الليبرالي،‏ ومنحتها إلى ساكنيها بأسعار زهيدة.‏ لكن الوضع تدهور،‏ بعد<br />

هذه المرحلة الإبتدائية.‏<br />

فالقليل فقط من العائلات تمتلك القدرة الشرائية الكافية لحيازة مساكن<br />

جديدة،‏ خصوصاً‏ في المدن ذات الجاذبية الإقتصادية.‏ ومن جانب آخر،‏<br />

يظلّ‏ السكان مترددين في العهدة باقتصاداتهم إلى الأنظمة المصرفية،‏ ولهذا<br />

تواجه هذه البلدان الكثير من الصعوبات في وضع آليات جديدة للتمويل.‏<br />

والبرامج التي اُطلقت تتراوح بين أنظمة العون على التوفير ‏(وفقاً‏ للنموذج<br />

• خلال سنوات 1980 1990، سعى البنك<br />

الدولي إلى وضع أنظمة تمويل للسكن<br />

مرتكزة على القرض الرهني.‏ ولقد أعطت<br />

هذه المشاريع نتائج في الصين وماليزيا،‏<br />

بين البلدان التي تمزج بين الإستقرار<br />

السياسي،‏ وفعالية الإدارة والنظام<br />

المصرفي،‏ ومعدّل النموّ‏ المدعوم والتضخم<br />

المعتدل.‏ وفي أفريقيا الصحراوية كانت<br />

النتائج متباينة.‏<br />

• وثائق العمران ومختلف الأجهزة القانونية<br />

والتنظيمية يمكن أن تشكّل وسيلة فعالة<br />

لتأطير وتنظيم الإنتاج العقاري.‏ وفي<br />

سياق الدول النامية،‏ يحدث أن يكون<br />

تطبيقها محدود الفعالية غالباً.‏<br />

• ترخيص الإشغالات غير القانونية شكّل<br />

واحداً‏ من الأغراض الرئيسية للمؤسسات<br />

العقارية حتى بداية سنة 2000. وفي<br />

العموم،‏ يتمّ‏ الترخيص لقاء إسهامات مالية<br />

من جانب شاغلي الأراضي.‏<br />

والواقع أنّ‏ فتح المجال أمام الملكية وإصدار<br />

الصكوك يمنحان المالك شعوراً‏ بأمن<br />

المؤسسة،‏ وهذا شرط لا غنى عنه للتنمية في<br />

كل أبعادها.‏ وانعدام الأمن الذي يواجهه<br />

مئات الملايين من ساكني مدن الصفيح يكمن<br />

في قلب مشكلة التخلّف.‏<br />

تمويل السكن:‏<br />

الخروج من المدى القصير<br />

يندر،‏ عموماً،‏ أن يؤخذ السكن في الحسبان<br />

القديم في فرنسا وألمانيا)،‏ ونموذج أمريكا الشمالية القائم على ضمان<br />

مركزي للإقراض الرهني ‏(بولونيا).‏<br />

القليل فقط من العائلات تمتلك<br />

القدرة الشرائية الكافية لحيازة<br />

مساكن جديدة؛ ولهذا،‏ لكي<br />

تسكن العائلات الفقيرة،‏ ليس<br />

أمامها من خيار آخر سوى<br />

اللجوء إلى الشبكات غير<br />

النظامية وغير الرسمية للإنتاج<br />

العقاري.‏<br />

ضمن إطار الهيئات الدولية:‏ صندوق النقد<br />

الدولي (FMI) والبنك الدولي لا يخصصان<br />

عملياً‏ أيّ‏ تمويل للسكن.‏ وتدخلات البنك،‏ عن<br />

طريق ‏«تحالف المدن»‏ ،Cities Alliance لا<br />

تُعنى إلا بتطهير الأحياء الفقيرة واستراتيجيات<br />

تنمية المدن.‏ وفي المقابل،‏ يندر أن يستفيد<br />

هذا القطاع من الأولوية على مستوى وطني،‏<br />

إذْ‏ غالباً‏ ما يُعدّ‏ هذا الطراز من الإستثمار<br />

جزءاً‏ لا يتجزأ من منطق السوق.‏ وأخيراً،‏<br />

تُطرح مسألة السكن على نحو يختلف جذرياً‏<br />

من بلد إلى بلد.‏ وثمة القليل من النقاط<br />

المشتركة،‏ في الواقع،‏ بين بلدان أوروبا<br />

الشرقية التي خصخصت مساكن الدولة منذ<br />

سقوط جدار برلين،‏ ومدن أفريقيا التي<br />

يتوجّ‏ ب عليها أن تجابه نموّاً‏ للسكان غير<br />

مسبوق.‏<br />

وفي المدن النامية يأتي الطلب،‏ في الحقيقة،‏<br />

من سكان فقراء غالباً،‏ يتعين عليهم تخصيص<br />

30 إلى %40 من دخولهم للاستئجار ‏(مقابل<br />

معدّل %19 في البلدان المتقدمة).‏ وإنتاج<br />

المسكن يصطدم،‏ هكذا،‏ بعدم كفاية المداخيل.‏<br />

ولأنّ‏ السلطات العامة لا تمتلك وسائل تنفيذ<br />

مساكن شعبية ‏(سوف تكون،‏ لا ريب،‏ باهظة<br />

كثيراً‏ بالنسبة إلى الفقراء)،‏ يتولى الأمر في<br />

هذه الحال الإنتاج الأهلي داخل مدن الصفيح،‏<br />

كما يتدخل فيه أكثر فأكثر قطاع غير نظامي<br />

للترويج العقاري (20 إلى %25 من سكان<br />

دلهي يعيشون في مساكن غير نظامية).‏


42 السكن والمسألة العقارية<br />

وهكذا فإنّ‏ القسط الجوهري من إنتاج<br />

المساكن في الحواضر النامية يضمنه القطاع<br />

الخاص.‏<br />

وفي البلدان المصنّعة،‏ تتولى قروض الرهن<br />

تمويل نسبة %90 من استثمارات السكن.‏<br />

وفي شرق آسيا،‏ كما في الشرق الأوسط<br />

وأفريقيا الشمالية،‏ تنخفض هذه النسبة إلى<br />

35 إلى %40. وفي أفريقيا الشرقية<br />

والصحراوية،‏ كما في آسيا الجنوبية،‏ يظلّ‏<br />

نموّ‏ قروض الرهن محدوداً‏ للغاية ويمثّل أقلّ‏<br />

من %10 من إستثمارات السكن.‏<br />

واليوم،‏ تسمح الأنظمة المصرفية والمالية<br />

لاقتصادات البلدان المتقدمة بتوجيه ما يكفي<br />

من التوفير نحو تمويل السكن.‏ وفي كلّ‏<br />

البلدان عملياً،‏ وأياً‏ كان مستوى التطوّر،‏<br />

تكون كافية تلك المصارف الخاصة وعروض<br />

التمويل المباشر للشرائح الإجتماعية الأكثر<br />

بحبوحة.‏ لكن خطّ‏ المشاركة في البلدان<br />

النامية والناشئة يمرّ‏ عبر القرض إزاء حيازة<br />

الملكية بالنسبة إلى الشرائح المتوسطة،‏ في<br />

حين أنّ‏ تمويل سكن الشرائح الفقيرة،‏ وهي<br />

الأغلبية،‏ يعود أيضاً‏ وعلى نطاق واسع إلى<br />

الإقتصاد غير النظامي.‏ وفي مستوى الكلفة،‏<br />

يمكن أن يصبح السكن غير النظامي أعلى<br />

ثمناً‏ من السكن الكلاسيكي.‏ وهكذا يُعتبر<br />

السكن والغذاء والنقل ممثّلاً‏ ل %80 من<br />

ميزانية أسرة فقيرة،‏ وهذه نسبة مرتفعة<br />

للغاية بالقياس إلى أسرة متوسطة أو<br />

مرتاحة.‏<br />

ولهذه الأسباب أنشئت وسائل للتمويل الرهني<br />

منذ بدء التسعينيات في آسيا ‏(كوريا،‏ ماليزيا،‏<br />

تايلاند،‏ أو الصن)،‏ وأمريكا اللاتينية ‏(تشيلي،‏<br />

الأرجنتين،‏ أو البرازيل)،‏ والشرق الأوسط<br />

‏(إيران والأردن)،‏ أو أفريقيا الشمالية.‏ ومع<br />

ذلك يظلّ‏ تطوّر هذه الأداة محدوداً‏ بفعل<br />

المنظورات الإقتصادية التي لا تشجّ‏ ع عليه<br />

كثيراً،‏ وخصوصاً‏ بفعل عدم كفاية الإطار<br />

المؤسساتي والتقني والقانوني للكثير من<br />

البلدان النامية.‏<br />

يمكن للمدن أن تتلقى العون في<br />

إعداد استراتيجيات التنمية<br />

العمرانية،‏ وتستفيد من<br />

التمويلات والخبرة.‏<br />

إستراتيجيات مالية على المدى البعيد<br />

ولقد أجريت أيضاً‏ تجارب متنوعة على<br />

إنشاء ‏«مصارف سكن»‏ ‏(تونس،‏ السنغال،‏<br />

ساحل العاج...)،‏ فأعطت نتائج مخيّبة غالباً.‏<br />

وتحت غطاء كونها وسائل متخصصة<br />

للسوق،‏ خدمت تلك المصارف في التقاط<br />

الدعم العام الخارجي واجتذاب زبائن<br />

المصارف التجارية المحلية.‏ ولكن تدفقات<br />

القروض،‏ الفعلية أو المنتظَ‏ رة،‏ من هذه<br />

المؤسسات،‏ يظلّ‏ أدنى بكثير من حاجات<br />

تلبية الأولويات الإقتصادية والإجتماعية.‏<br />

والتمويل غير النظامي لاستثمارات السكن<br />

‏(الكفالة،‏ الربا،‏ العائلة...)‏ والقروض<br />

القصيرة ولمبالغ ضئيلة،‏ مقترنة بالضمانات<br />

الشخصية لدى المصارف ومؤسسات<br />

الإقراض المحدود،‏ تظلّ‏ بالتالي هي القاعدة.‏<br />

وتوسيع سوق التسليف لصالح السكن،‏<br />

وأمنه،‏ وإنشاء سوق مالية قادرة على تسهيل<br />

حشد الموارد طويلة الأمد،‏ تظلّ‏ أهدافاً‏<br />

مبتغاة.‏ وإمكانية الرهن ليست ضمانة آمنة<br />

بناء على مبادرة البنك الدولي ومنظمة UN-Habitat التابعة للأمم<br />

المتحدة،‏ وبدعم من 12 دولة أعضاء في منظمة التعاون والتنمية<br />

الإقتصادية،‏ يقوم ‏«تحالف المدن»‏ بمساعدة المدن في تحضير<br />

استراتيجيات التنمية المدينية .CDS وهي تقدّم التمويل وخبرة الإنشاء،‏<br />

من جانب الممثّلين المحليين،‏ لمشروع تنمية مدينتهم.‏ هذه الاستراتيجيات<br />

تتضمن،‏ بشكل رئيسي،‏ تسلسلاً‏ هرمياً‏ للأولويات بمعنى الأعمال<br />

والإستثمارات.‏ وال CDS تدعم الأعمال على مستوى مجموع أراضي<br />

مدينة ما،‏ وكذلك إصلاح السياسات،‏ والمؤسسات،‏ والأنظمة.‏ وأحد<br />

المحاور هو شفافية إدارة الخدمات بغرض موازنة العوائد واجتذاب<br />

رؤوس الأموال المحلية والخارجية،‏ العامة والخاصة.‏ ومنظمة ‏«تحالف<br />

المدن»‏ ساندت ال CDS في أكثر من 150 مدينة في العالم.‏


السكن والمسألة العقارية 43<br />

مواقع مفيدة<br />

على الإنترنيت<br />

برنامج الأمم المتحدة للمؤسسات البشرية<br />

ONU-Habitat<br />

www.unhabitat.org<br />

الوكالة الوطنية للمعلومات حول السكن<br />

ANIL<br />

www.anil.org<br />

الشبكة الأوروبية لأبحاث السكن<br />

www.enhr.ibf.uu.se/index.html<br />

دراسات عقارية<br />

www.foncier.org<br />

الإتحاد الإجتماعي للسكن<br />

www.union-hlm.org<br />

حركة ‏«باكت أريم»‏ لتحسين المسكن<br />

www.pact-arim.org<br />

المركز العلمي والفنّي للبناء CSTB<br />

www.cstb.fr<br />

جيوإكسبرت<br />

www.geoexpert.asso.fr<br />

المجموعة الثامنة<br />

www.groupehuit.com<br />

الرابطة الفرنسية للمعلومات الجغرافية<br />

AFIGEO<br />

www.afigeo.asso.fr<br />

الموقع<br />

www.villesendevenir.org<br />

من الإنكار إلى الإعتبار<br />

حتى نهاية الستينيات،‏ كان يتمّ‏ إنكار<br />

وجود الأحياء غير النظامية ذاتها.‏<br />

فهذه لم يكن يُشار إليها في مخططات<br />

المدينة والوثائق العمرانية.‏ واعتباراً‏<br />

من سنوات السبعينيات،‏ جرى<br />

تدريجياً‏ تفضيل إزالتها،‏ ثمّ‏ إدراجها<br />

وخصخصتها.‏ ومنذ التسعينيات،‏ تريد<br />

جميع الشركات إضفاء صفة قانونية<br />

على الأوضاع القائمة،‏ سواء عن<br />

طريق تفضيل دمج الأسواق المالية<br />

غير الرسمية في الأسواق الرسمية<br />

والحصول على الملكية الفردية،‏<br />

كما في الأعمال التي يدعمها البنك<br />

الدولي؛ أو عن طريق منح الأولوية<br />

للإندماج الإجتماعي والإقتصادي<br />

للأحياء،‏ والمواءمة في النهاية بين<br />

دمج الأسواق العقارية وتوحيدها،‏<br />

وهي المقاربة التي تطبّقها وكالات<br />

الأمم المتحدة.‏<br />

للمصارف فحسب،‏ بل تعني أيضاً‏ حماية<br />

حقوق الأفراد.‏ وفي غضون ذلك،‏ لا غنى<br />

عن التمويلات الخارجية والدعم الفنّي<br />

والمؤسساتي لمشروعات هادفة ومحدّدة<br />

الموقع،‏ تنطوي على اشتراك نشط من جانب<br />

السكان لإنتاج مساكن ذات أسعار منخفضة.‏<br />

والبرامج الإرادية من هذا الطراز انطلقت<br />

في موريتانيا والمالاوي وأنغولا وغانا.‏<br />

وتطوير سلفة السكن من جانب المؤسسات<br />

المالية التعاونية،‏ القريبة من السكان،‏ يمثّل<br />

ميداناً‏ آخر يسمح باستصدار آليات تمويل<br />

للسكن في البلدان الفقيرة.‏ وهكذا فإنّ‏ شبكات<br />

التوفير والتسليف الرئيسية في الكونغو <br />

برازافيل وبوركينا فاسو ومالي تعطي أمثلة<br />

فعالة على الإدارة والبنى التحتية القانونية<br />

والمصرفية.‏ وهذه المؤسسات تضمّ‏ عدداً‏ من<br />

المودعين يفوق عدد الزبائن في مجموع<br />

المصارف المحلية.‏ صحيح أنّ‏ مبالغ التوفير<br />

متواضعة في المتوسط،‏ ولكنها تتنامى<br />

بانتظام وبسرعة.‏ وبسبب كونها في وضع<br />

إقتصادي صحّ‏ ي،‏ فإنها تمتلك قدرات تحويل<br />

تتيح لها تمويل المزيد من القروض الهامة<br />

على المدى القصير والمتوسط.‏ ويمكن لها<br />

تحت رقابة المصرف المركزي،‏ مثل سواها،‏<br />

أن تستكمل مواردها عن طريق الإنخراط<br />

في السوق المالية والتمويلية.‏ ولسوف تتمكن،‏<br />

في نهاية المطاف،‏ من اقتراح قروض طويلة<br />

مقترنة بضمانات رهنية.‏<br />

وعملية التنمية الإقتصادية للمدن تمرّ‏ ،<br />

ختاماً،‏ عبر إقامة حقوق إشغال وآليات<br />

تمويل للمساكن.‏ وتلبية هذه الحاجات بطريقة<br />

ملائمة تقتضي التكامل ضمن تحديد كوني<br />

لسياسة المدينة.‏ ■


44 توفير الخدمات الضرورية<br />

توفير<br />

الخدمات<br />

الضرورية<br />

المدن هي المستوى<br />

الممتاز لتأمين<br />

الخدمات<br />

التي تُسمّى<br />

ضرورية:‏ ماء<br />

الشرب،‏ النظافة<br />

العامة،‏ المعالجة<br />

الجماعية للنفايات،‏<br />

الكهرباء ‏(والطاقة،‏ بصفة أعمّ)،‏<br />

والنقل.‏ وهذه مهمة حاسمة<br />

تتطلب تجهيز السلطات المحلية<br />

بالخبرة وبالوسائل المالية على<br />

حدّ‏ سواء.‏<br />

قرابة نصف سكان المدن في البلدان النامية،‏<br />

اليوم،‏ لا تتوفر لهم الخدمات الضرورية.‏<br />

وبالإضافة إلى هذا،‏ حين تتوفر المنشآت،‏<br />

فإنّ‏ النوعية ليست مضمونة دائماً‏ ‏(إنقطاع<br />

الكهرباء،‏ المعدّل الضعيف للماء...)‏ وسكان<br />

المدن غير قادرين عموماً‏ على سداد أكلافها.‏<br />

ولكن من دون هذه الخدمات لا يمكن<br />

لقطاعات مثل التعليم والصحة والسكن،‏ دون<br />

احتساب جميع الأنشطة الإقتصادية،‏ أن تعمل<br />

بشكل سليم.‏


توفير الخدمات الضرورية 45<br />

ولكي توفّر هذه الخدمات لمواطنيها،‏ يتوجب<br />

على الهيئات المحلية أن تتبنى سلسلة من<br />

المبادىء:‏ العدل في توفير الخدمة،‏ اشتراك<br />

الأطراف في تحديد الخدمة،‏ إدارة تشاركية<br />

في التنفيذ،‏ والتمويل المستديم للإستثمار<br />

والاستخدام معاً.‏<br />

العدل في الحصول على الخدمة<br />

الحديث عن توفير الخدمات يشمل مسألتين<br />

متمايزتين في الواقع:‏ هل تتوفر البنى التحتية<br />

الضرورية،‏ وهل استمرار الخدمة مضمون؟<br />

وثانياً،‏ هل في مستطاع المستخدمين سداد<br />

تعرفة الخدمات؟<br />

والحال أنّ‏ بلداً‏ مثل فرنسا احتاج إلى قرابة<br />

مئة سنة لكي يتوصل إلى تعميم توفير<br />

الخدمات على الطريقة الفنية التي نعرفها<br />

اليوم،‏ من نوع صنبور مياه الشرب داخل<br />

المنزل.‏ ولسبب كهذا يبدو ملائماً،‏ بالنسبة<br />

إلى البلدان النامية،‏ أن تثير المسألة على<br />

مستوى العدل في توفير الخدمة ‏(توفيرها<br />

للجميع)،‏ أكثر من المساواة ‏(توفير النوعية<br />

ذاتها من الخدمة)‏ لمجموعة محددة من<br />

إلى اليمين،‏ من الأعلى<br />

إلى الأسفل:‏<br />

ربط مدينة ماسيا<br />

‏(الموزمبيق)‏ بالشبكة<br />

الكهربائية،‏ تجميع<br />

النفايات في شيمالواكان<br />

‏(المكسيك).‏<br />

الأسفل:‏ في المدن<br />

الهندية يمثّل ماء<br />

الصنبور الصالح للشرب<br />

تحدياً‏ أمام الصحة<br />

العامة.‏ إلى اليسار،‏<br />

غطاء مجرور في البيرو.‏<br />

السكان.‏ في معنى آخر،‏ من المهمّ،‏ ضمن<br />

أفضل الآجال الممكنة،‏ ضمان الخدمة<br />

للجميع،‏ حسب أشكال ومعايير مختلفة يمكن<br />

بعدئذ أن تتطوّر لتحقيق هدف المساواة في<br />

الخدمة لجميع السكان.‏<br />

وهذه المقاربة تشتمل على بُعدين:‏ منظور<br />

على المدى البعيد،‏ يعتمد على أجندة موثوقة<br />

وواقعية في ما يخصّ‏ توسيع وتحسين<br />

الخدمة؛ وملاءمة التقنيات ومقاييس الخدمة<br />

المتوفرة،‏ ضمن معطيات مختلفة ‏(التوفّر<br />

المالي للخدمة وقدرة السكان على السداد<br />

أساساً).‏<br />

تحديد الخدمة بالشراكة<br />

تاريخ الخدمات الضرورية في معظم البلدان<br />

النامية أظهر فشل نماذج التشغيل التابعة<br />

للدولة والممركزة والبيروقراطية،‏ ورجّ‏ ح<br />

بذلك المقاربات الفنّية.‏ ولأنّ‏ شروط توفير<br />

الخدمات تحددها الخصائص المحلية،‏ فإنّ‏<br />

الإطار الملائم لتنظيم الخدمات ‏(على الأقلّ‏<br />

بالنسبة إلى الخدمة المباشرة للسكان:‏ التوزيع،‏<br />

الجمع...)‏ هو السلطات المحلية اللامركزية.‏<br />

وينبغي أن يكون هنالك دور لكلّ‏ من<br />

السلطات المركزية والمحلية،‏ وجهات<br />

التشغيل ‏(العامة،‏ الخاصة،‏ المختلطة،‏<br />

التعاونية)‏ والمستخدمين،‏ وذلك في تحديد<br />

الخدمات ‏(الإطار القانوني،‏ المعايير الفنية


46 توفير الخدمات الضرورية<br />

مباشر بين كلّ‏ الأطراف المشاركة والمواثيق،‏<br />

مثل ميثاق الخدمات العامة المحلية في<br />

فرنسا،‏ أو ميثاق الخدمات الضرورية،‏ التي<br />

يمكن أن توفّر مرجعيات مفيدة في تعريف<br />

مسؤوليات كلّ‏ فريق،‏ ضمن إطار تفاوضي.‏<br />

إعداد الفواتير،‏<br />

والتحصيل،‏ وخدمة<br />

الزبائن في تعاونية<br />

كهرباء تانغيل<br />

‏(بنغلاديش).‏<br />

إدارة تشاركية<br />

ينبغي للخيارات الأساسية في إدارة الخدمات،‏<br />

مثل نمط الإنتاج ومستوى التعرفة وبرامج<br />

الإستثمار،‏ أن تظلّ‏ من صلاحية السلطات<br />

تعرفة إجتماعية هادفة<br />

في تشيلي،‏ جرى وضع آلية لتقديم<br />

الدعم الحكومي إلى العائلات المعوزة،‏<br />

وذلك لتسهيل دفع فواتير المياه<br />

والتنظيفات.‏ وهذه العائلات،‏ فور<br />

تحديد أوضاعها من جانب البلديات،‏<br />

تحصل على الحقّ‏ في تعرفة مخفضة<br />

بين 25 إلى %85 من قيمة الفاتورة<br />

التي يرسلها المشغّل.‏ وهذا الأخير<br />

يتلقى دعماً‏ من البلدية يعادل قيمة<br />

التخفيض.‏ أمّا البلديات فهي تستفيد<br />

من تحويلات مالية من الدولة.‏ ومنحة<br />

التخفيض للمستخدمين مشروطة بسداد<br />

الفواتير فعلياً.‏<br />

والبيئة،‏ المراقبة،‏ ومستوى اشتراك<br />

المستخدمين).‏<br />

والمحاصصة الواضحة في مسؤوليات كلّ‏<br />

الأطراف المشاركة تفرض نفسها:‏ إحكام<br />

الإطار التشريعي والتنظيمي،‏ بالنسبة إلى<br />

السلطات العامة؛ وتنظيم الخدمات ‏(لا سيما<br />

اختيار نمط الإدارة)،‏ ومراقبة أدائها وتحديد<br />

التعرفة،‏ بالنسبة إلى السلطات المحلية؛<br />

واختيار الوسائط الفنية والبشرية والمالية<br />

لتحقيق أهداف الخدمة التي عهدت بها إليهم<br />

السلطات المنظ ِّ مة،‏ بالنسبة إلى جهات<br />

التشغيل؛ والإشتراك في اختيار التوجهات<br />

الكبرى للخدمات،‏ والرقابة المباشرة على<br />

المشغّل،‏ مقابل سداد التعرفة،‏ بالنسبة إلى<br />

المستخدمين.‏ ويجب الحفاظ على حوار<br />

في مسكن تصل إليه<br />

الكهرباء،‏ يزداد على<br />

الفور وقت الدراسة<br />

اليومية بعد المدرسة،‏<br />

بمعدّل 10 على %15.


توفير الخدمات الضرورية 47<br />

العامة ِّ المنظمة.‏ وفي كلّ‏ ما يخصّ‏ الإدارة<br />

اليومية والتشغيلية ‏(الإستهلاك،‏ الصيانة،‏<br />

إعداد الفواتير والجباية،‏ المعلومات)،‏ تقع<br />

المسؤولية على عاتق المشغ ِّل.‏ وفي غالبية<br />

كبيرة من الحالات،‏ نشهد اضطراباً‏ في<br />

الأدوار بين السلطات المنظّ‏ مة والمشغّلة<br />

‏(وهي عموماً‏ شركة أو إدارة عامة)،‏ وهذا<br />

يلحق الأذى بفعالية الخدمة ‏(الشللية،‏<br />

المحاباة،‏ غياب الرقابة).‏<br />

نمط دفتر المهامّ،‏ وبرنامج تحسين الخدمة،‏<br />

ومؤشرات الأداء.‏ ومحتوى هذه الشراكات<br />

يعود إلى الحاجات والقدرات الذاتية لدى<br />

السلطة المنظمة.‏<br />

تمويل مستديم<br />

تمويلات الخدمات تتضمن منظوراً‏ ذا أمد<br />

قصير ‏(المهامّ‏ المباشرة لتشغيل الخدمة:‏<br />

الربط،‏ الإستخدام،‏ الكشف والصيانة)،‏<br />

ومنظوراً‏ ذا أمد بعيد،‏ لا سيما بخصوص<br />

إطار للتشاور<br />

في فرنسا تمّ‏ التوقيع على ‏«ميثاق الخدمات العامة المحلية»‏ بين<br />

الجمعيات الرئيسية للمثّلين المحليين المنتخَ‏ بين،‏ والمشغ ِّلين الرئيسيين<br />

في القطاعين العام والخاص،‏ وجمعيات المستخدمين و«معهد الإدارة<br />

التفويضية»‏ .(IGD) وهذا الميثاق ركز على المبادىء الرئيسية في<br />

الحكم:‏ الشفافية،‏ الوضوح واقتسام المسؤوليات،‏ مشاركة جميع<br />

الممثلين في قرارات التوجيه،‏ تقييم الأداء...‏ ولأنه ليس مُلزماً،‏ يستند<br />

الميثاق على النزعة الإرادية لدى الموقّعين،‏ ويتيح تنظيماً‏ فعالاً‏ على<br />

أساس أثر السمعة.‏ ومنذ توقيعه تقوم مجموعات عمل قطاعية بجمع<br />

الأطراف المشاركة لاستخلاص مؤشرات الأداء بخصوص المياه،‏<br />

والنظافة العامة،‏ وجمع ومعالجة النفايات،‏ والنقل الجماعي.‏<br />

وأياً‏ كانت طبيعة المشغ ِّل،‏ عاماً‏ او خاصاً،‏<br />

من المستحب تطوير المقاربات التشاركية<br />

والمهنية،‏ المرتكزة على أفكار المدى البعيد<br />

‏(الأهداف)،‏ والتعديل ‏(إعادة التفاوض<br />

بانتظام)،‏ اعتماداً‏ على أدوات تعاقدية من<br />

هندسة إجتماعية ناشطة<br />

في بورت أو برانس تقوم ال<br />

،CAMEP وهي جهة تشغيل عامة،‏<br />

ببيع المياه بالجملة إلى لجان أحياء<br />

تدير استغلال صنابير المياه النقية،‏<br />

بكلفة أقلّ‏ . ونموذج الإدارة التشاركية<br />

الذي تطبقه في بيونس أيريس شركة<br />

(Suez) Aquas Aegentinas في<br />

الأحياء الفقيرة يستند على اقتسام<br />

الأدوار.‏ الشركة تقدّم الموادّ‏ والتأهيل،‏<br />

والبلدية تقدّم المعدّات،‏ وسكان<br />

الحيّ‏ يقدّمون اليد العاملة للأشغال.‏<br />

والإقتصاد في الكلفة يتيح خفض تعرفة<br />

المياه في هذه الأحياء.‏ وفي بانغالور<br />

تقترح شركة المياه (BWSSB) خيارين<br />

في تقديم الخدمة:‏ واحدة منزلية<br />

‏«تقليدية»‏ بتعرفة ملائمة،‏ وأخرى<br />

‏«شبه جماعية»‏ ‏(صنبور لكلّ‏ 8 إلى<br />

12 بيت)‏ للأحياء ذات الكثافة السكانية<br />

العالية.‏<br />

الصهاريج تتزوّد من خراطيم<br />

المياه في بورت أو برانس<br />

‏(هاييتي).‏


48 توفير الخدمات الضرورية<br />

البنى التحتية للمؤسسة الأولى،‏ التي يمكن أن<br />

يتجاوز عمرها 50 سنة.‏ مهامّ‏ المدى القصير<br />

ينبغي أن يؤمّنها المستفيدون الفعليون من<br />

الخدمات،‏ والنمط الأكثر ملاءمة للجباية هو<br />

دائرة التعرفة.‏ ومن الضروري أن تكون<br />

جميع النفقات المباشرة مغطاة من ناتج<br />

التعرفة ‏(خصوصاً‏ الصيانة)،‏ وإلا فإنّ‏ نوعية<br />

الخدمة سوف تتدهور باضطراد.‏<br />

وبخصوص تمويل البنى التحتية،‏ يمكن اعتماد<br />

العديد من الخيارات،‏ لكن التمويلات الإبتدائية<br />

العامة،‏ وهي غالباً‏ صناديق غير قابلة للتحصيل،‏<br />

تبدو لا غنى عنها.‏ والصناديق يمكن أن تأتي<br />

من هبات عالمية أو من قروض ‏(يجري سدادها<br />

عن طريق الضرائب،‏ وأحياناً‏ جزئياً‏ عن طريق<br />

المستخدمين مباشرة).‏ ولكي تصبح واردة،‏<br />

ينبغي للقروض أن تدوم أطول فترة ممكنة (30<br />

40 سنة)،‏ وتكون نفقتها أدنى ما هو ممكن:‏ إما<br />

أن تأتي الصناديق من مصدر يتيح معدّل فائدة<br />

منخفض ‏(التوفير الشعبي،‏ صناديق المتقاعدين،‏<br />

القروض في إطار التعاون العالمي)؛ أو تكون<br />

ضمانات يتعهد بها رعاة ماليون عالميون،‏ تتيح<br />

تخفيض استحقاقات الأخطار.‏ وأخيراً،‏ يتوجب<br />

على هذه القروض أن تكون في متناول<br />

السلطات المنظمة.‏ وفي العديد من البلدان،‏ لا<br />

يكون القرض في متناول الجهات المحلية،‏ أو لا<br />

يكون في وسعها مخاطبة جميع الرعاة الماليين <br />

بعض المؤسسات الدولية لا تتعامل إلا مع الدول<br />

( أنظر فصل ‏«تمويل المدن»)،‏ رغم أنّ‏<br />

الوضع آخذ في التبدّل.‏<br />

التوصّ‏ ل إلى تسوية بين التوازن<br />

الإقتصادي والعدل الإجتماعي<br />

الخدمات الضرورية هي أنشطة إقتصادية<br />

خاضعة للصالح العام،‏ الذي يقتضي أنظمة<br />

الضمان الشعبي<br />

توجد في البرازيل دائرة Fundo<br />

de Garantia por Tiempo de<br />

،Serviçio التي تعادل ضمان البطالة<br />

المموّل من إكتتابات مقتطعة من الرواتب،‏<br />

ويُعهد بإدارتها إلى مصرف عام<br />

.(Caixa Economica Federal)<br />

جمع القمامة في بيليم<br />

‏(البرازيل).‏<br />

وهذه تسمح باقتراح قروض للبلديات،‏<br />

ذات أمد طويل ومعدّل فائدة مناسب<br />

موجّ‏ ه خصوصاً‏ إلى الإستثمارات في<br />

قطاعات التنظيفات والسكن.‏ ومنذ بعض<br />

الوقت فُتحت هذه القروض أمام الشراكات<br />

الخاصة في مشاريع التنظيفات.‏<br />

بين العام والخاص<br />

إدارة الخدمات المدينية تلجأ غالباً‏ إلى شراكات عامة خاصة (PPP) تجمع بين سلطة منظمة عامة،‏ وشركة.‏ بعضها مؤسسات،‏<br />

مثل جمعيات الإقتصاد المختلط (SEM) في فرنسا،‏ لكن النمط الأكثر شيوعاً‏ من ال PPP له طابع تعاقدي،‏ مرتكز على دفتر مهامّ‏<br />

تحدده السلطة العامة وتنفذه الشراكة الخاصة.‏ وحقل تطبيق ال PPP يمكن أن يكون الخدمة في مجموعها ‏(الإستغلال،‏ الكشف<br />

وصيانة الأعمال،‏ إدارة المستخدمين)،‏ أو العمل المحدد ‏(مركز توليد كهرباء،‏ محطة تنقية).‏ ويمكن تصوّر العديد من التطبيقات:‏<br />

المصدر:‏ معهد الإدارة التفويضية<br />

مصدر التعويض<br />

المالي للشراكة<br />

مشاريع تمويل المدة المتوسطة حقل الخاصة<br />

الأشغال الإستثمارات لل PPP التطبيق التعرفة المدفوعة من المستخدمين<br />

الشراكة الخاصة الشراكة الخاصة غير محددة خدمة خصخصة سلطة عامة تعرفة يدفعها<br />

‏(تحويل نتيجة المستخدمون عموماً‏<br />

الشراكة الخاصة<br />

20 إلى 30 سنة خدمة إمتياز توقيع عقد)‏<br />

إكتراء خدمة 10 إلى 20 سنة سلطة عامة سلطة عامة تعرفة يدفعها<br />

المستخدمون عموماً‏<br />

عقد خدمة أو مهمة 1 إلى 5 سنوات سلطة عامة سلطة عامة سداد من جانب<br />

إدارة محددة ‏(مثل إعداد السلطات االعامة وأحياناً‏<br />

الفواتير للمستخدمين)‏ مشاركة في كتلة الأرباح<br />

السداد من جانب<br />

سلطة عامة الشراكة الخاصة مدة تخفيض أشغال عقد من نوع السلطات العامة<br />

‏(تحويل نتيجة الإستثمارات ‏«بناء تشغيل نقل»‏ توقيع عقد)‏<br />

(BOT)


توفير الخدمات الضرورية 49<br />

محددة للتضامن.‏ وإذا كانت وجهة نظر<br />

كونية ترى أنّ‏ على المشغّل تغطية جميع<br />

النفقات ‏(بما فيها الصيانة والإستثمار،‏ حين<br />

يكون هذا من مهمّته)،‏ فإنّ‏ العائدات يمكن أن<br />

تتضمن مساهمات فردية من المستخدمين<br />

على اختلافهم ‏(هيكل التعرفة)،‏ أو من<br />

التحويلات العامة ‏(الدعم الحكومي).‏<br />

ويمكن لهيكل التعرفة أن يستند على معادِلات<br />

أسعار بين المستخدمين ‏(المنازل أو<br />

الصناعات،‏ الفقراء أو الأغنياء)،‏ لكنّ‏ هذه<br />

بموجبها تحديد واضح للمستخدمين<br />

المستفيدين،‏ وتتولى التمويل سلطة منظمة.‏<br />

ويمكن تأمين التمويل التكميلي عن طريق<br />

التحويلات الضريبية القائمة على التضامن<br />

الجغرافي والإجتماعي،‏ واعتماداً‏ على دخل<br />

دافع الضرائب.‏ وعندها يكون للدولة<br />

ومستويات الإدارة الإقليمية دور رئيسي في<br />

إعادة التوزيع.‏ ■<br />

تسفر غالباً‏ عن تاثيرات ضارة مثل تطوّر<br />

خدمات بديلة حيت تبدو الإسهامات بالغة<br />

الأهمية.‏ ويمكن لمعادلات الأسعار بين<br />

الخدمات أن توجد ‏(في الأغلب بين المياه<br />

والتنظيفات،‏ أو بين الكهرباء والمياه)،‏ مع<br />

احتمال الخطر ذاته.‏ واليوم يعتبر أفضل<br />

سبيل هو إنشاء تعرفة إجتماعية،‏ يجري<br />

مواقع مفيدة<br />

على الإنترنيت<br />

المجلس الدولي للمياه<br />

www.worldwatercouncil.org<br />

المكتب العالمي للمياه<br />

www.oieau.fr<br />

برنامج المياه وتضامن المياه<br />

جمعية متخصصة في إشكالية المياه<br />

‏(الجرّ،‏ التطهير...)‏ في البلدان النامية.‏<br />

www.pseau.org<br />

معهد الإدارة بالتفويض IGD<br />

www.fondation-igd.org<br />

معهد إدارة النفايات<br />

www.iwm.co.uk<br />

عالم إعادة التصنيع<br />

www.recycle.net<br />

برنامج الأمم المتحدة للبيئة<br />

www.unepie.org<br />

توفير المياه وتنقيتها WatSan<br />

برنامج البنك الدولي<br />

www.worldbank.org/watsan<br />

المعهد العالمي لإدارة المياه IWMI<br />

www.cgiar.org/iwmi<br />

شركة المياه ‏«سويز ليونايز»‏ Ondéo<br />

Services<br />

www.suez-env.com<br />

شركة مياه ‏«فيوليا»‏<br />

www.veoliaeau.com<br />

الشركة الهندسية الفرنسية BCEOM<br />

www.bceom.fr<br />

مكتب الإستشارات Sogreah<br />

www.sogreah.fr<br />

شراكة المهندسون والإقتصاديون<br />

ICEA<br />

www.icea-consult.com<br />

نقابة رجال الأعمال الفرنسية العالمية<br />

SEFI<br />

www.sefifrance.fr<br />

معهد الدراسات السياسبة في رين IEP<br />

‏(هندسة الخدمات المدينية والشبكات في<br />

البلدان النامية)‏<br />

www.rennes.iep.fr<br />

الموقع:‏<br />

www.villesendevenir.org<br />

الكشف على مجرور في باماكو<br />

‏(مالي).‏


50 التنقل في المدينة<br />

التنقل في<br />

المدينة<br />

مسألة الإنتقال داخل المدينة<br />

لا تقتصر على تطوير البنى<br />

التحتية وإقامة تجهيزات فعالة.‏<br />

إنها تتطلب جهوداً‏ في الإدارة،‏<br />

وابتكارات في احتساب وتمويل<br />

حاجات السكان وبيئتهم.‏<br />

النموّ‏ المديني وضع النقل المديني تحت<br />

ضغط هائل.‏ وغياب سياسة إدارة المساحة<br />

العامة في البلدان النامية يزيد في تفاقك<br />

الآثار الناجمة عن النموّ‏ المتسارع للمدن.‏<br />

وعلى السلطات المحلية،‏ في كلّ‏ مكان،‏ أن<br />

تجد الوسائط المالية والفنية للربط بين أنماط<br />

النقل ذات الطابع المتنوع الفردية<br />

والجماعية،‏ العامة والخاصة،‏ في أمكنتها<br />

المخصصة أم لا وذلك لتلبية حاجات<br />

السكان.‏<br />

توصيف الحاجات<br />

تستقبل شوارع المدينة في البلدان النامية<br />

مارّ‏ ة متنوعين ‏(حسب تعدد أنماط الإنتقال،‏<br />

والأنشطة غير المبيّنة...)،‏ يزيد كلّ‏ منهم في<br />

صعوبة حركة السير وهشاشة حركة<br />

المشاة.‏<br />

والتزايد الكوني في استخدام الآليات اقترن<br />

بتطوّر ازدحام المدن والتلوث.‏ وكانت النتيجة<br />

أنّ‏ السرعة المتوسطة للسير انخفضت،‏<br />

رافعة بذلك كلفة استغلال وسائط النقل<br />

العامة.‏ وارتفاع التعرفة جعلها أقلّ‏ جاذبية،‏<br />

وأخذ دورها في التنقل يميل إلى التناقص.‏<br />

وهكذا يُقدّر أنّ‏ النقل يمثّل 10 إلى<br />

%30 من مصادر دخل العوائل<br />

الأقلّ‏ بحبوحة.‏ وفي بعض المدن،‏<br />

يُضاف انعدام النقل العام إلى عدم<br />

كفاية الموارد لدى السكان،‏ وبذلك<br />

يمثّل السير على الأقدام نسبة %50<br />

من التنقلات.‏<br />

كذلك تتجسد الكلفة في الوقت المهدور.‏<br />

ففي سنة 2000، في المكسيك،‏ احتاج<br />

%20 من العمال إلى ثلاث ساعات<br />

جيئة وذهاباً‏ من بيوتهم إلى أماكن<br />

عملهم.‏ وهذا معطى يفسّ‏ ر تطوّر<br />

الإستيلاء على مساكن مجاورة<br />

مباشرة لمراكز المدن،‏ وعرقلة سوق


التنقل في المدينة 51<br />

زمن التنقل<br />

على المستوى الكوني،‏ يتفاوت الزمن اللازم للإنتقال إلى مكان<br />

العمل،‏ بين مدينة وأخرى.‏ في معظم مدن البلدان النامية التي يتجاوز<br />

عدد سكانها ثلاثة ملايين،‏ تستغرق المسافة أكثر من 45 دقيقة.‏<br />

لكن عدد السكان لا يفسر كل شيء.‏ في بانغالور ‏(الهند)‏ يصرف<br />

الستة ملايين نسمة متوسط 30 دقيقة في المواصلات،‏ في حين أنّ‏<br />

ال 570 ألف سكان فنوم بينه ‏(كمبوديا)‏ يحتاجون إلى 45 دقيقة.‏ وفي<br />

بانكوك ‏(تايلاند،‏ 8,8 مليون نسمة)‏ تقتضي الضرورة ساعة كاملة<br />

للقيام بالمشوار.‏ وفي التجمعات السكنية للبلدان المصنّعة،‏ تكون المدّة<br />

عموماً‏ بين 20 إلى 30 دقيقة ‏(بالنسبة إلى سكان بوسطن،‏ وعددهم<br />

3,2 مليون نسمة،‏ ينبغي قضاء 25 دقيقة وسطياً،‏ و‎20‎ دقيقة بالنسبة<br />

إلى سكان برمنغهام).‏<br />

حصة وسائط النقل العام<br />

ضمن التنقلات المدينية<br />

الآلية في عدد من المدن<br />

في آسيا.‏<br />

المصدر:‏<br />

،Minefi-DGTPE<br />

تموز ‏(يوليو)‏ 2005.<br />

شوارع المدن في البلدان<br />

النامية تستقبل العديد من<br />

المارّة،‏ يصادف كلّ‏ منهم<br />

صعوبة في السير.‏ إلى الأعلى،‏<br />

من اليمين إلى اليسار:‏ موقف<br />

عالق في شاوكسنغ ‏(الصين)،‏<br />

سائق تكسي في الجزائر،‏ شارع<br />

المشاة في جايبور ‏(الهند)،‏<br />

اختناق السير أثناء الليل في<br />

السكن.‏ وحين يكون النقصان فادحاً‏ للغاية،‏<br />

يتزايد خطر رؤية الشركات تنقل منشآتها من<br />

مدينة إلى أخرى.‏<br />

كييف ‏(أوكرانيا)،‏ الدراجات<br />

النارية المتواجدة في كل مكان<br />

من هانوي ‏(فييتنام).‏<br />

وفي الماضي،‏ وبسبب الإفتقار إلى قدرات<br />

الإستثمار وواقع النموّ‏ المديني،‏ لم يكن أمام<br />

العديد من الحواضر سوى خيار شقّ‏<br />

الطرقات،‏ وهو حلّ‏ دافع عنه الرعاة الماليون<br />

آنذاك.‏ وهذا الميل شجّ‏ ع الإنتشار،‏ الفوضوي


52 التنقل في المدينة<br />

في كثير أو قليل،‏ لجهات التشغيل الخاصة<br />

والنقل غير النظامي،‏ أو حتى غير الشرعي،‏<br />

في حواضر الجنوب.‏<br />

إقتراح استراتيجية كونية<br />

تنمية النقل العام المديني تشكّل مكوّناً‏ رئيسياً‏<br />

في خطط التنقل المديني،‏ وشرطاً‏ للتنمية<br />

المستدامة للمدن،‏ وعنصراً‏ حاسماً‏ في البحث<br />

عن قدرتها على المنافسة الإقتصادية<br />

والتجانس الإجتماعي.‏ والنقل يسمح بالوصول<br />

إلى المدرسة،‏ والعمل،‏ ومراكز النشاط<br />

والصحة وكلها انتقالات تمثّل غالبية التنقل<br />

المديني.‏ والنوعية السيئة للنقل،‏ أو حتى<br />

إنعدامه،‏ هما سبب ظاهرة التغيّب.‏ والنقل<br />

الإجتماعي،‏ لتوّه،‏ مشكلة رئيسية لا تنفك عن<br />

التفاقم في البلدان التي تكون فيها نسبة %70<br />

من السكان في أعمار تقلّ‏ عن 25 سنة.‏<br />

وإنشاء أنظمة نقل منظمة يسمح،‏ أيضاً،‏<br />

الهند:‏ الخروج من السيارة<br />

في دلهي ‏(الهند)،‏ سوف يرتفع عدد<br />

الإنتقالات للشخص الواحد يومياً،‏ من<br />

0,8 إلى 1,2 مرّة،‏ إذا استمرت الميول<br />

الراهنة في العقد المقبل.‏ والطول<br />

الوسطي للمسافات ‏(في السيارة كما<br />

في الحافلة)‏ ينبغي أن يتضاعف.‏<br />

وجواباً‏ على هذا،‏ سوف يزداد عدد<br />

السيارات إلى 8 مليون.‏ ولهذا وضعت<br />

المدينة برنامجاً‏ طموحاً‏ للنقل السريع<br />

الجماعي،‏ ودشنت خطّ‏ المترو الثالث<br />

فيها.‏ وإلى جانب تنويع أنماط النقل،‏<br />

تركز الهدف على التأثير في الهيكلة<br />

المدينية ومكافحة الإتساع والتمدد،‏<br />

وهي كلها مصادر للاعتماد على<br />

السيارات.‏ وهذا يمرّ‏ عبر تنسيق<br />

سياسات العمران والنقل،‏ لا سيما<br />

تخصيص الأراضي.‏<br />

الموقع الخاص:‏<br />

البحث عن الترابط<br />

مشروعات مثل مترو هانوي،‏ بتمويل<br />

من التعاونية الفرنسية؛ أو مترو دلهي،‏<br />

بدعم من التعاونية اليابانية؛ تُظهر أنّ‏<br />

نجاح مشروعات الإنشاء ‏«الثقيلة»‏<br />

للنقل العام تمرّ‏ عبر إدراجها في عمق<br />

خطاطات تنمية المدينة،‏ وعبر مقاربة<br />

شاملة لمختلف أنماط النقل الحافلة،‏<br />

التاكسي،‏ السكك الحديدة المدينية <br />

وذلك لخلق نظام مترابط.‏<br />

بخفض عوامل انعدام الإستقرار الإجتماعي<br />

والسياسي،‏ ويقي من آثار الفصل المكاني.‏<br />

وتطوير وسائط النقل يفعل فعله،‏ كذلك،‏<br />

لصالح حماية البيئة ويسمح بمكافحة التلوّث<br />

المناخي الذي تتسبب فيه وسائط النقل<br />

الفردية،‏ وبذلك يضع النموّ‏ المديني في قلب<br />

الهدف الكوني الساعي إلى خفض الإحتباس<br />

الحراري.‏<br />

إحدى الاستراتيجيات تقوم على تطوير<br />

أنظمة نقل جماعية،‏ تشكّل شبكة تنتظم من<br />

الحافلة والترومواي لم يغادرا<br />

أبداً‏ مراكز مدن أوروبا الشرقية<br />

ومحيط المتوسط.‏ أعلى<br />

الصفحة:‏ أنطاليا ‏(تركيا)؛ بلزن<br />

‏(جمهوريك التشيك)؛ بودابست<br />

‏(هنغاريا)؛ الأسفل في تونس<br />

‏(تونس).‏ والترومواي يعود<br />

اليوم بقوّة في شكل أكثر حداثة،‏<br />

كما إلي اليسار في إسكسيسر<br />

‏(تركيا).‏


التنقل في المدينة 53<br />

حولها المركبات ذات الطاقة الأصغر.‏ وهذا<br />

التنظيم يمكن أن يُستكمل عن طريق الحافلات<br />

أو أنظمة النقل المديني في موقع خاصّ‏ بها<br />

على المحاور الأشدّ‏ ازدحاماً،‏ مُعدّة في<br />

حارات محجوزة لها.‏<br />

الإنطلاق من الطلب<br />

سوق النقل المديني يجب أن ينتظم استناداً‏<br />

إلى الطلب،‏ دون أن يتوقف عن اعتماد<br />

أنظمة تشجيعية لأنواع معينة من وسائط<br />

النقل حين تدعو الحاجة،‏ مستنداً‏ في هذا إلى<br />

تسلسل هرمي للعرض الذي يفسح المجال<br />

أمام كلّ‏ طراز في النقل ضمن شبكة هيكلية<br />

منظمة.‏ وبدل وضع القطاع العام في مواجهة<br />

القطاع الخاص،‏ ينبغي لحاجات التنقل أن<br />

تكون صالحة في أفضل الشروط الممكنة،‏<br />

وبأقلّ‏ كلفة بالنسبة إلى الهيئات المحلية.‏<br />

ومن هنا تتعايش شرائح مختلفة من خدمات<br />

النقل:‏ النقل الجماعي،‏ مع تعرفة ملائمة<br />

ومؤهلة حسب مواثيق متفق عليها بين


54 التنقل في المدينة<br />

المستخدمين والسلطة المنظمة؛ وسيارات<br />

التكسي الفردية والجماعية،‏ التي تلبّي<br />

حاجات محددة،‏ في مناسبات معينة؛<br />

والخدمات المخفضة عن طريق الحافلة<br />

الكبيرة والصغيرة،‏ وتتيح تخديم الأحياء<br />

الوعرة التي يصعب على السيارات الضخمة<br />

الوصول إليها.‏<br />

والعرض المتنوع يتيح تلبية حاجات التنقل<br />

المتزايدة،‏ وكذلك أخطار التشبّع وعرقلة<br />

في شكل ‏«بناء تشغيل نقل»‏ ،(BOT) كما<br />

في مترو بانكوك أو مانيلا؛ وتطوير شراكة<br />

بين القطاع العام والخاص ،(PPP) كما في<br />

ساو باولو أو المكسيك؛ واللجوء إلى<br />

قروض عامة ثنائية أو متعددة الجهات،‏<br />

وهو خيار تعتمده الجزائر وتونس<br />

ومصر.‏<br />

ولتحليل مشكلة التمويل،‏ يتوجب تمييز<br />

استخدام أنظمة النقل المديني واستثمار<br />

السير.‏ لكن تنفيذه يقتضي عمليات تهيئة<br />

هامة،‏ واستثمارات مكلفة يتوجب تعميمها مع<br />

الزمن.‏ وهو ينطوي كذلك على تجميع<br />

مختلف الأطراف في القطاع.‏<br />

مسألة التمويل<br />

ضعف الموارد التمويلية المتوفرة يشكّل<br />

العائق الرئيسي أمام السلطات المحلية في<br />

حسن تنفيذ مشاريعها.‏ واللجوء إلى السلطة<br />

المركزية لا يكفي في الغالب،‏ ويُلاحظ تطوّر<br />

أنماط تمويل بديلة:‏ التنازل للقطاع الخاص<br />

المترو ‏(من اليمين إلى اليسار:‏<br />

براغ،‏ القاهرة،‏ وارسو)‏ يغري<br />

المسؤولين في الحواضر<br />

الكبرى المختنقة،‏ لكنه الحلّ‏<br />

الذي يتطلب المزيد من<br />

الإستثمارات المالية.‏<br />

وتمويل الطرقات،‏ عن تهيئتها.‏ وبسبب<br />

دورها الجوهري في التنمية الإقتصادية<br />

والإجتماعية والبيئية للمدن،‏ لا يمكن لوسائط<br />

النقل أن تُعتبر قطاعاً‏ منتمياً‏ كلياً‏<br />

إلى السوق،‏ حيث ينبغي أن تتوازن<br />

المصروفات والأرباح دون تدخّ‏ ل خارجي.‏<br />

ولا بدّ‏ من تدخّ‏ ل السلطات العامة في تنظيم<br />

وبرمجة وسائط النقل المديني،‏ وتهيئة<br />

الطرقات،‏ وحجوزات الإستملاك،‏ وواقع<br />

الموازنات المرتفعة الضرورية وتعقيد أنساق<br />

التمويل.‏<br />

وغالباً‏ ما يكون الإستثمار الإبتدائي كبيراً،‏<br />

ويتطلب آليات تمويل ملائمة.‏ ويصعب على<br />

المشغّلين أن يعوّضوا قروضهم ويستوفوا<br />

نفقات عرباتهم في الوقت ذاته،‏ مثلاً.‏ وفي حالة<br />

مواقع العربات الثقيلة،‏ يكون تمويل الإستثمار<br />

الإبتدائي أكثر تعقيداً.‏ والغالبية العظمى من


التنقل في المدينة 55<br />

البلدان تضع خطاطات مؤسساتية وتمويلات<br />

تكميلية لحصيلة التعرفة،‏ وذلك لضمان تطوّر<br />

النقل العام المديني الخاص بها.‏<br />

ومن المهمّ،‏ بالتالي،‏ تحديد ما يتوجب تمويله<br />

وحسب أيّ‏ نسق.‏ والدراسات التي أُجريت<br />

في بعض البلدان الأفريقية تشير إلى أنّ‏<br />

الحصيلة الضريبية على قطاع النقل المديني،‏<br />

بما في ذلك السيارات الخاصة،‏ أعلى من<br />

النفقات المصروفة على هذا القطاع ذاته،‏<br />

مستبعَداً‏ إلى حدّ‏ كبير.‏<br />

والأمثلة السابقة تُظهر أنّ‏ التمويلات لا تكفي<br />

للحفاظ على المؤسسة.‏ هنالك إجراءات<br />

مكمّلة ضرورية،‏ لا سيما التنظيم والرقابة.‏<br />

ومن المهمّ‏ أيضاً‏ أن يتبنى المشغّلون،‏ في<br />

القطاعين العام والخاص،‏ قواعد صارمة في<br />

الإدارة،‏ وأهداف في تحقيق الإنتاجية تمكّنهم<br />

من بلوغ التوازن.‏ والمؤسسات التي تستغلّ‏<br />

المحاور الهيكلية ينبغي أن تكون ذات أحجام<br />

مواقع مفيدة<br />

على الإنترنيت<br />

التعاون من أجل تنمية وتحسين وسائط<br />

النقل المديني CODATU<br />

www.codatu.org<br />

مركز دراسات شبكات النقل والعمران<br />

المديني CERTU<br />

www.certu.fr<br />

المعهد الوطني لأبحاث وسائط النقل<br />

وأمنها INRETS<br />

www.inrets.fr<br />

مختبر اقتصاد وسائط النقل LET<br />

www.let.fr<br />

برنامج العمل والتجديد في وسائط النقل<br />

الأرضية PREDIT<br />

برنامج بحث،‏ وتجريب،‏ وتجديد<br />

في وسائط النقل الأرضية،‏ أطلقته<br />

وأدارته الوزارات المكلفة بالأبحاث،‏<br />

والنقل،‏ والبيئة،‏ والصناعة،‏ ال<br />

.ANVAR وال ADEME<br />

www.predit.prd.fr<br />

الإدارة الذاتية للنقل الباريسي RATP<br />

www.ratp.fr<br />

SNCF العالمية ‏(فرع من الشركة<br />

الوطنية للسكك الحديدية الفرنسية<br />

(SNCF<br />

www.sncf-international.com<br />

SNCF الهندسة التابع ل ‏(فرع Systra<br />

وRATP‏)‏<br />

www.systra.com<br />

المهامّ‏ العامة<br />

www.missionspubliques.com<br />

برنامج النقل التابع للبنك الدولي<br />

www.worldbank.org/transport<br />

الموقع:‏<br />

www.villesendevenir.org<br />

حتى إذا أضفنا إليها مصروفات الطرق<br />

المدينية.‏ والتحويل الجزئي لهذه الضرائب،‏<br />

في شكل يُتفق على تحديده،‏ يمكن أن يكون<br />

مبرراً،‏ خصوصاً‏ بصدد الإستثمارات.‏<br />

وبالنسبة إلى الرعاة الماليين يكون الهاجس<br />

الرئيسي هو ديمومة الأنظمة.‏ وتبعاً‏ للبنك<br />

الدولي،‏ جرى تفضيل خصخصة وسائط<br />

النقل،‏ والمنافسة بين العديد من صغار<br />

المشغّلين،‏ وإلغاء الدعم العام والأولوية<br />

المعطاة لمشغّلي الطرقات في الأنظمة الثقيلة،‏<br />

حتى للمدن التي يبلغ سكانها عدة ملايين.‏<br />

واحتساب التأثير البيئي أتاح تطوّر موقف<br />

الرعاة الماليين الذين أخذوا يموّلون المزيد<br />

فالمزيد من المشروعات الثقيلة،‏ أو شراء<br />

معدّات النقل.‏ ومع هذا،‏ إذا كانت التمويلات<br />

متعددة الجهات متوفرة،‏ فإنّ‏ الإجراءات<br />

والإشتراطات ما تزال تجعل النقل المديني<br />

كافية،‏ والحوافز الدافعة إلى التجميع يمكن أن<br />

تكون مفيدة لتحسين قدراتها على المنافسة.‏<br />

وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بالإنخراط<br />

الحقيقي للسلطات العامة المحلية،‏ بهدف<br />

استشراف رؤية كونية للمدينة،‏ وتنظيم كامل<br />

لنظام النقل المديني.‏ ■


56 مدن أكثر أمناً‏<br />

مدن أكثر أمناً‏<br />

تزويد السكان المدينيين بمدن أكثر أمناً‏ لتكون<br />

مساحات عيش ونشاط،‏ هو هدف واجب على<br />

جميع البلديات في المعمورة.‏ وهذا يتجاوز تأمين<br />

السلامة الجسدية،‏ لأنّ‏ خلق رابطة اجتماعية<br />

وزجّ‏ السكان في الحياة البلدية هما وسيلتان<br />

هامتان في خدمة سياسات المدينة.‏<br />

تميل المدن في هذه الأيام إلى أن تصبح<br />

أطرافاً‏ فعلية في الصراع ضدّ‏ ظواهر انعدام<br />

الأمن المديني،‏ خصوصاً‏ عن طريق تطوير<br />

مقاربات تشاركية تجمع ممثّلي القطاعين<br />

العام والخاص.‏ إلى ذلك،‏ يكون هذا الإجراء<br />

أكثر ضرورة حيث يحدث غالباً،‏ وبالنظر<br />

إلى فقدان الوسائل،‏ أن تعتمد المدن في هذا<br />

على ديناميات محلية سكانية إجمالاً،‏ إذا<br />

توفرت:‏ آليات التنظيم الذاتي التقليدية<br />

‏(مجالس الأسرة أو الحيّ‏ ( يُضاف إليها<br />

ثلاثة أعمدة للوقاية<br />

الوقاية الإجتماعية<br />

• إستهداف المجموعات المعرّ‏ ضة للخطر<br />

الموسرون من سكان المدن ذات<br />

الخطورة الأمنية يحيطون أنفسهم<br />

بحرّاس خصوصيين ‏(صورة<br />

الأعلى،‏ في أوغندا).‏ ولأنهم<br />

ضحايا أيضاً،‏ يدافع المعوزون<br />

عن أنفسهم كما ينبغي:‏ الأعلى،‏<br />

مدينة صفيح في بورت هاركورت<br />

‏(نيجيريا)،‏ يحمي السكان أنفسهم<br />

من اللصوص عن طريق تنظيم<br />

دوريات ليلية،‏ هنا،‏ مع فزّاعة<br />

يُراد لها أن تبدو في هيئة<br />

حارس.‏<br />

• التعليم<br />

• الأنشطة التفاعلية للشباب<br />

• تقديم العون للضحايا<br />

مفهوم البيئة<br />

• تحسين الإنارة<br />

• إعادة تشغيل الحدائق والميادين العامة<br />

• تصميم طرق ومبانٍ‏ وحدائق أكثر أمناً‏<br />

• إعادة تنظيم الأسواق والمحطات<br />

تطبيق القانون<br />

• دوريات شرطة مرئية في الأحياء<br />

المستهدفة<br />

• شبكة مراقبة للجوار<br />

• اتصال أفضل وعلاقات مبسطة مع<br />

ممثّلي القانون<br />

المصدر:‏ ‏«مدن أكثر أمناً»،‏ برنامج UN-Habitat<br />

مبادرات وقاية جماعية مثلاً‏ ‏(لجان الأمن<br />

المحلية)‏ و«فردية»‏ ‏(مؤسسات الحراسة<br />

الخاصة).‏<br />

ولكن قبل مسألة الوسائل ذاتها،‏ هنالك افتقار،‏<br />

منذ زمن طويل،‏ إلى مفهوم الأمن المديني<br />

نفسه.‏ وليس هذا بالعلاقة مع الأولوية شبه<br />

المطلقة التي تُمنح للبنى التحتية أو الخدمات<br />

العامة التجارية،‏ بل أيضاً‏ في المفهوم ذاته<br />

للأحياء الجديدة،‏ ومناطق الأنشطة،‏ أو<br />

التجهيزات العامة.‏ ومسألة الأمن تخص،‏ في<br />

صفة شاملة،‏ العلاقة بين المباني،‏ الشوارع،‏<br />

والميادين العامة الأخرى،‏ فضلاً‏ عن مجموع<br />

قاطني المدينة:‏ ‏«المستهلكون المدينيون»‏<br />

الجدد يمكن أيضاً‏ أن يكونوا مصادر خطر.‏<br />

دمج الأمن في السياسات المدينية<br />

الجريمة والقلاقل المدينية تُلحق الأذى<br />

بالأفراد والجماعات على حدّ‏ سواء،‏<br />

خصوصاً‏ في تثبيط الإستثمار.‏ وإذا كان<br />

الفقر يستولد انعدام الأمن غالباً،‏ فإنّ‏ التنمية<br />

الإقتصادية المدعومة يمكن أن تتعايش مع<br />

نسبة عالية من ارتكاب الجريمة،‏ أو حتى<br />

تغذّيها.‏ ولا يمكن لأي مدينة أن تتفادى<br />

التحرّ‏ ك في هذا المضمار.‏ ودمج الأمن في<br />

السياسات المدينية يشكّل توجهاً‏ حديثاً،‏ جرى<br />

تجريبه في الولايات المتحدة خلال سنوات<br />

الثمانينيات،‏ ثمّ‏ في أوروبا خلال التسعينيات.‏


مدن أكثر أمناً‏ 57<br />

وفي سنة 1990، وبناء على طلب رؤساء<br />

البلديات الأفارقة الذي واجهوا ازدياد العنف<br />

في مدنهم،‏ أنشأت وكالة ،Habitat التابعة<br />

للأمم المتحدة،‏ برنامج ‏«مدن أكثر أمناً».‏<br />

والفكرة الأقوى في هذه السياسات هي الوقاية،‏<br />

المتحققة من حول المؤسسات والثقافات<br />

المحلية.‏<br />

الوقاية جماعياً‏<br />

الكثير من الأفعال سوف تتمّ‏ ضمن الشعور<br />

بالإنتماء والتضامن.‏ ويمكن أن تأخذ هيئة<br />

مجموعات تقديم العون إلى أشخاص يعانون<br />

من المشكلات ذاتها،‏ من طراز المدمنين،‏<br />

والآباء الذي يواجهون عنف الأبناء،‏ الخ.‏<br />

ويمكن أيضاً‏ إنشاء وساطات جديدة،‏ لا سيما<br />

لصالح الأطفال والشباب الذين أهملهم أهلهم<br />

أو غابوا عنهم.‏ والجماعة هي التي يتوجب<br />

تعاون مباشر في مدغشقر<br />

أن تستنفر قواها،‏ سواء بهدف العثور على<br />

مهنة أو ثقافة المدينة.‏<br />

إدارة الميادين العامة<br />

إنّ‏ عدم كفاية الإنارة،‏ أو وضعية الميادين<br />

العامة،‏ يمكن أن تؤثر على الإحساس بانعدام<br />

الأمن العام.‏ وتنشيط الميادين العامة المدينية،‏<br />

أو أعمال التهيئة التي تتيح تعايش شرائح<br />

مختلفة من السكان،‏ تشكّل وسائل أخرى<br />

للتحرك.‏ أخيراً،‏ تسهيل الإستقبال في مراكز<br />

الشرطة أو البلديات يتيح نزع فتيل الكثير من<br />

النزاعات والبون الإجتماعي.‏ وهذا المحور،‏<br />

الذي يستلهم تجارب البلدان المتقدمة،‏ هو أحد<br />

أعمدة برنامج ‏«مدن أكثر أمناً».‏<br />

تكييف الحقّ‏<br />

الأنظمة القانونية الرسمية ليست متكيفة دائماً‏<br />

بحيث توفّر معالجة سريعة للشكاوى،‏<br />

وتخفيف أحاسيس الإقصاء.‏ والتوسط على<br />

مستوى الجوار،‏ القائم غالباً‏ على مؤسسات<br />

ثقافية قديمة،‏ يتيح تخفيف مقدار معاملات<br />

الاستئناف.‏ وفي الهند،‏ داخل مدن الصفيح،‏<br />

يتوفر سكان متطوعون للقيام بدور المُحاور<br />

المميّز مع الشرطة.‏ وهم يرافقون سكان<br />

الحي الراغبين تقديم شكوى،‏ ويؤدون كذلك<br />

دور الوسطاء في تحكيم النزاعات المحلية<br />

البسيطة.‏ والممارسات الجديدة تسعى إلى<br />

القطع مع المقاربة التجزيئية لمشكلات الأمن،‏<br />

باحثة عن علاجات متطورة ومكيفة مع<br />

المنابع الثقافية للمدينة،‏ وكذلك مع أسباب<br />

مركز الشفاء من الإدمان<br />

وإعادة التأهيل أكينجي أديلي،‏<br />

في لاغوس ‏(نيجيريا)،‏ حيث<br />

يُعالج ‏«صبيان المنطقة»،‏ فئة<br />

السوقيين الشباب الذين<br />

يتعاطون المخدّرات الثقيلة،‏<br />

خصوصاً‏ الكوكايين.‏<br />

برنامج دعم مبادرات الأحياء ،(PAIQ) الذي تموّله التعاونية الفرنسية،‏ بدأ كدعم<br />

للمجتمع المدني المدغشقري في الأوساط المدينية،‏ وأصبح برنامجاً‏ للتنمية المحلية،‏<br />

جامعاً‏ السكان والمؤسسات في عواصم مدغشقر الإقليمية الستّ‏ .<br />

وال PAIQ ينجز تجهيزات صغيرة،‏ محسّ‏ ناً‏ شروط وإطار معيشة السكان المعوزين،‏<br />

عن طريق إشراكهم في تصوّرها وإنشائها:‏ إعادة تأهيل وإنشاء التجهيزات<br />

الجماعية،‏ الطرق،‏ فتح التنظيفات،‏ المجمعات الصحية،‏ المدارس،‏ بيوت الشباب...‏<br />

وهذا يتيح،‏ من جهة،‏ وضع السكان أمام مسؤولياتهم حول إطار معيشتهم،‏<br />

وكذلك إطلاق تشاور مستمرّ‏ مع السلطات العامة من جهة ثانية،‏ ضمن إطار من<br />

الديمقراطية التشاركية والإدارة المشتركة للميدان وللحيّ‏ .


58 مدن أكثر أمناً‏<br />

السلوك العنفي أو اللصوصي.‏<br />

استنفار الممثلين المحليين<br />

في هذا السياق من التكييف الدائم،‏ يكون<br />

للحركات التعاونية،‏ على تعدد أوجهها في<br />

كلّ‏ مكان من العالم،‏ دور جوهري في تولّي<br />

المؤسسات وتقوية الروابط الإجتماعية:‏<br />

روابط الأحياء وجمعيات الشباب تستنفر<br />

ذاتها لتحسين الشوارع أو فكّ‏ عزلة الأحياء؛<br />

وجمعيات آباء التلاميذ تأخذ على عاتقها،‏<br />

مباشرة،‏ إنشاء المدارس والمسائل الصحية؛<br />

ومنظمات التضامن تهتم بالمعوزين<br />

المحتاجين؛ وتوسيعاً‏ لمبدأ الكفالات،‏ تقوم<br />

منظمات التوفير المشتركة بتقديم القروض<br />

للتعويض عن نفقات صحّ‏ ة وتعليم الأطفال أو<br />

المسكن؛ وتترافق هياكل تأهيل مع إنطلاق<br />

مهن صغيرة،‏ الخ.‏<br />

هذه الجمعيات تبني هيكل الفضاء الإجتماعي<br />

وتتقن الحوار البنّاء مع السلطات.‏ ولقد<br />

صارت وسائط حوار لا غنى عنها للكفاح<br />

ضدّ‏ الأشكال الجديدة من الفقر المديني،‏<br />

وتأهيل الشباب،‏ وأنماط التمييز الإجتماعي<br />

والمكاني.‏<br />

أرض مواطنة خصبة<br />

النسيج التعاوني والتعبئة حول تحديات<br />

الإدارة الجماعية يجري تطبيقهما على نحو<br />

مختلف كلياً،‏ حسب البلدان والقارّات:‏ تشهد<br />

أمريكا اللاتينية تراثاً‏ قوياً‏ في التنظيم على<br />

قاعدة الجماعات المحلية؛ وفي أفريقيا،‏ تتمّ‏<br />

هذه العمليات أساساً‏ بمبادرة من جهات<br />

التشغيل الخارجية؛ وفي جنوب وجنوب<br />

شرق آسيا،‏ يتباين التمفصل بين الجمعيات<br />

المحلية والسلطات البلدية،‏ وبين الجماعات<br />

هذا الهيكل مسبق الصنع،‏<br />

المثبت أمام محكمة كيب ‏(جنوب<br />

أفريقيا)‏ يؤوي مستشارات<br />

مركز تدريب وعلاج النساء،‏<br />

حيث تتمّ‏ مساعدة الضحايا<br />

الأشدّ‏ فقراً‏ في إجراءاتهم<br />

القانونية.‏ والشعار الجديد<br />

للمحكمة العليا في جنوب<br />

أفريقيا ‏(في الخلفية)‏ يمثّل<br />

شجرة العدالة التقليدية التي<br />

تظلل أيضاً‏ الرجال والنساء<br />

والبيض والسود.‏<br />

تمويل مهاجر<br />

جمعيات المهاجرين المقيمين في<br />

فرنسا تميل أكثر فأكثر إلى المشاركة<br />

في مشروعات التنمية،‏ بالإرتباط<br />

مع البلديات الشابة،‏ والسلطات<br />

القديمة ‏(رئيس القرية،‏ أو الحيّ‏ )،<br />

وجمعيات الشباب والنساء،‏ والتجار،‏<br />

والمزارعين،‏ والحرفيين.‏ الهدف هو<br />

دعم الديناميات المحلية الخالقة للعمل،‏<br />

والكفيلة بالحدّ‏ من الرحيل.‏ هذه هي<br />

حالة رابطة ائتلاف الجاليات في حلقة<br />

دييما ‏(منطقة كايس،‏ مالي)‏ في فرنسا.‏<br />

إنها على صلة مع باماكو:‏ جمعية<br />

‏«المهاجرين العائدين»‏ في دييما.‏ وتقدّم<br />

منطقة نور با د كاليه الفرنسية<br />

دعماً‏ ذا صفة مؤسساتية،‏ تحت عنوان<br />

التعاون المركزي.‏


مدن أكثر أمناً‏ 59<br />

مشاركة دكارية<br />

إندياريم ليمامولاي هو واحد من 43 تجمّع سكاني في محيط مدينة دكار.‏ وتحت ضغط الجمعيات<br />

تقوم السلطات المحلية بتجريب إدارة تشاركية قائمة على«الميثاق الأفريقي للشراكة بين السكان<br />

والهيئات المحلية»‏ ‏(منتدى السكان،‏ وندويك،‏ ناميبيا 12 18 أيار/‏ مايو 2000).<br />

وهنالك لجان أحياء تشاركية ولجان موضوعات،‏ تتشكل مع الأخذ بالإعتبار جميع المجموعات<br />

الإجتماعية والإقتصادية،‏ تقوم بتوصيف المشكلات والحاجات،‏ وتبحث عن الحلول،‏ بالتعاون مع<br />

المجلس البلدي.‏ وممثّلو هذه اللجان يحضرون مداولات المجلس البلدي،‏ ويمكن لهم التدخّ‏ ل فيها<br />

إذا لم يكن لديهم حقّ‏ التصويت.‏ وهذا الإجراء،‏ المستقى من بورتو ألليغري ‏(البرازيل)‏ يترافق مع<br />

تدخلات هادفة حول الجماعات الضعيفة:‏ المجلس البلدي للنساء،‏ المعاقين،‏ والشباب.‏<br />

ألعاب أطفال،‏ موسيقى في<br />

الشوارع،‏ مغنّو ال ‏«راب»‏<br />

‏(الفرقة النيجيرية (Kora أو<br />

الراقصون ‏(كابوييرا،‏ البرازيل):‏<br />

حرية التعبير في الميدان العام<br />

هي واحدة من العناصر<br />

التكوينية للمواطنة.‏<br />

إلى أعلاه،‏ من الأعلى إلى<br />

الأسفل:‏ لقاء المجموعات في<br />

ليمامولاي لإنشاء تعاونية؛<br />

ممثلون عن المنظمة غير<br />

الحكومية ،Enda مع معاون<br />

العمدة؛ حراسة تعاونية للصحة.‏<br />

المحلية القوية والجمعيات ذات الأصل التابع<br />

للدولة،‏ حسب الخصوصيات الوطنية.‏<br />

والمنظمات غير الحكومية أدركت،‏ بشكل<br />

مضطرد،‏ أنّ‏ الهياكل المتضاعفة التي تولد<br />

في الأحياء تشكّل رافعة للتغيير الإجتماعي.‏<br />

ولقد ساندوا دورها التوسطي لكي تصبح<br />

مواقع تأهيل وتعليم،‏ أو حتى مشاركة في<br />

الحياة العامة.‏<br />

والمشاركة في الشأن العام،‏ وتحديد القواعد<br />

التي تتيح الوصول إلى مواقع المدينة<br />

وخدماتها،‏ والدمج أو التهميش الإجتماعي،‏<br />

وحرية التعبير،‏ وتشكيل الجمعيات،‏ وتكوين<br />

الشركات في الفضاء المديني،‏ الخ...‏ كلّها<br />

ممارسات إجتماعية تكوينية لمواطَ‏ نة منبثقة.‏<br />

وفي مواجهة الخطاب الرسمي بهذه<br />

الممارسات،‏ يمكن قلب المعنى المألوف<br />

للكلمة:‏ المواطنة ليست حقاً‏ فحسب،‏ بل هي<br />

أيضاً‏ ممارسة وبحث دائم.‏ هذا العكس<br />

للمقاربة يصبح أكثر ضرورة،‏ بالنظر إلى أنّ‏<br />

المطالبة بمدن أفضل أداء لوظائفها ودعم<br />

التنمية الإقتصادية،‏ تسبّب شروخات عميقة<br />

في النسيج المديني.‏ ■<br />

مواقع مفيدة<br />

على الإنترنيت<br />

برنامج ‏«مدن أكثر أمناُ»:‏<br />

ONU-Habitat<br />

www.unchs.org<br />

المنتدى االأوروبي للأمن المديني<br />

www.urbansecurity.org<br />

المنتدى الفرنسي للأمن المديني<br />

FFSU<br />

www.ffsu.org<br />

المعهد الوطني للدراسات العليا للأمن<br />

INHES<br />

www.inhes.interieur.gouv.fr<br />

Finansol<br />

موقع التمويل التضامني<br />

www.finansol.org<br />

تنسيق الجنوب<br />

موقع المنظمات غير الحكومية<br />

الفرنسي،‏ للتضامن العالمي<br />

www.coordinationsud.org<br />

الموقع:‏<br />

www.villesendevenir.org


60 مدن مستدامة<br />

حماية البيئة ليست مسألة مدينية<br />

بالمعنى الدقيق للكلمة.‏ ومع<br />

ذلك فإنّ‏ النضال ضدّ‏ التلوّث،‏<br />

واختيار مصادر طاقة نقية،‏<br />

ومعالجة النفايات المدينية،‏<br />

تشكّل كلها ميادين أساسية من<br />

أجل تنمية متجانسة ومستديمة<br />

للمدن والتجمعات السكانية.‏<br />

مدن مستدامة<br />

إلى سوء قيام المدن الكبرى بوظائفها يرجع<br />

أصل قسط كبير من الأخطار البيئية الرئيسية<br />

الكونية،‏ إلى جانب الإحتباس الحراري<br />

وتدهور طبقة الأوزون.‏ ومن الآن وحتى<br />

العام 2015 سوف تمثّل المناطق المدينية<br />

أكثر من %80 من إطلاق غاز ثاني أوكسيد<br />

الكربون على نطاق العالم،‏ جاعلة منها منابع<br />

أساسية لتلوّث الهواء والماء والأرض.‏<br />

وهكذا فإنّ‏ الحفاظ على الصحة وشروط<br />

المعيشة يمرّ‏ ، في جزء كبير،‏ من إدارة<br />

مستديمة للعلاقات بين التنمية المدينية،‏<br />

والطاقة،‏ والبيئة.‏ والبحث في التنمية<br />

المستدامة للمدن والتجمعات هو الجواب على<br />

هذا الوضع،‏ وكذلك على تحديات طلب<br />

عالمي على الطاقة لا يكفّ‏ عن الإزدياد،‏<br />

والتبدّلات المناخية،‏ وندرة المصادر<br />

الطبيعية.‏<br />

نحو مدن أكثر ديمومة<br />

خلال القرن التاسع عشر،‏ كان توفير التنقل<br />

داخل المدينة قد أتاح توسعاً‏ مدينياً‏ عدّل<br />

ميدان المدينة بشكل جذري.‏ ففي اليابان،‏<br />

حيث الكثافة السكانية عالية رغم المسكن<br />

الأفقي عموماً،‏ بلغ التوسع الساحلي نِسَ‏ باً‏<br />

عالية،‏ ممّا جعل الإنتقال داخل التكتل<br />

آثار السيارات<br />

الكثافة،‏ واختيار النموذج،‏ وتلوّث الجوّ‏ عن طريق عربات نقل الأشخاص<br />

إطلاق الغازات،‏<br />

إطلاق الغازات،‏ % المشي،‏ المنطقة (CO, SO 4 , Nox, COV) COV) (CO, SO 4 , Nox,<br />

الدراجات،‏ المواصلات الكثافة لكلّ‏ هكتار ‏(كغ)‏<br />

لكلّ‏ نسمة ‏(كغ)‏ العمومية ‏(نسمة/هكتار)‏ الولايات المتحدة وكندا %14 18.5 237 950-3<br />

أوروبا الغربية %50 55 88 800-4<br />

آسيا ‏(المدن الغنية)‏ %62 134 31 900-3<br />

آسيا ‏(مدن أخرى)‏ %68 190 84 200-14<br />

أفريقيا %67 102 148 600-8<br />

أمريكا اللاتينية %64 90 118 300-9<br />

المصدر : 2001 Dakar, Yves Amsler, Banque mondiale,


مدن مستدامة 61<br />

‏«المدن الحدائق»،‏ الأقل كثافة،‏<br />

أسفرت عن اتساع مديني بات<br />

بلا حدود.‏ من الأعلى إلى<br />

الأسفل:‏ شارع في لشبونة<br />

القديمة ‏(البرتغال)،‏ الإزدحام في<br />

نيروبي ‏(كينيا)،‏ ضاحية<br />

صناعية في الولايات المتحدة.‏<br />

السكاني في طوكيو معتمداً‏ على حسن<br />

اشتغال أنظمة النقل الجماعي.‏ وعلى العكس،‏<br />

كان النموذج الأمريكي المرتكز كلياً‏ على<br />

التنقّل بالآلية قد بلغ أبعاداً‏ جعلت التنقل<br />

اليومي صعباً،‏ في عالم أخذت تتناقص منه<br />

مصادر الطاقة الحَ‏ فْرية.‏ وتناثر السكن يترافق<br />

مع تناثر الإنتاج في المصانع والخدمات.‏<br />

واللجوء العام إلى النقل البري والمراكز<br />

اللوجستية المرتبطة به يؤدي اليوم إلى إشباع<br />

محاور السير.‏ هذه الظواهر،‏ التي لا تشمل<br />

بلدان الشمال وحدها،‏ تميّز الحواضر<br />

والتجمعات السكانية في بلدان الجنوب،‏<br />

حيثما تبدّت أهمية التنمية السكانية<br />

والإقتصادية المحلية.‏<br />

و«المدن المتراصة»،‏ أي المحتشدة والتي<br />

تكون مساحة أرضها محدودة،‏ نُظر إليها<br />

على الدوام كأماكن للتدهور البيئي ‏(التلوّث،‏<br />

الضجيج،‏ نقص المساحات الخضراء).‏<br />

‏«المدن الحدائق»‏ ‏(الأقلّ‏ كثافة،‏ المتنقلة بين<br />

المدينة والريف،‏ المبنية على تخوم المدن)،‏<br />

أتاحت بنفسها ولادة توسّ‏ ع مديني وهو<br />

تطور أخذت تظهر حدوده من جوانبها البيئية<br />

والإقتصادية والإجتماعية.‏ واليوم يبدو شكل<br />

المدينة الكثيفة وكأنه إجابة معقولة على<br />

التحديات البيئية:‏ مسافات قصيرة،‏ نقل<br />

مندمج،‏ سيطرة على الحاجات ونفايات<br />

الطاقة.‏ وبناء هذه المدينة ينطوي على سياسة<br />

حقّة لاستخدام الأرض:‏ إعادة الإستيلاء على<br />

المراكز المتداعية،‏ والأراضي البور،‏<br />

والأحياء المتدهورة في الأطراف...‏ والموارد<br />

العقارية،‏ التي كانت حتى اليوم تعتبر غير<br />

محدودة بالنظر إلى تقدّم الإنتاج الزراعي،‏<br />

صارت تحدياً‏ حاسماً‏ في استراتيجية تنمية<br />

المدن،‏ مثلها في ذلك مثل الماء والطاقة.‏<br />

والإرتكاز على مبدأ الوقاية،‏ وتصوّر خطط<br />

إدارة إندماجية،‏ وتهيئة المساحات على<br />

المدى البعيد،‏ وتوفير الموارد،‏ إشاعة عمليات<br />

إعادة التصنيع،‏ وتطوير طاقة مناسبة،‏ تشكّل<br />

كلها مقتضيات صعبة ولكن لا غنى عنها من<br />

أجل مدن آخذة في التوسع السريع.ز<br />

نموذج دونغتانغ<br />

مستلهمة تجربة القرية البيئية الإنكليزية BedZed<br />

هواء نقي<br />

التلوث هو العاقبة الأسهل بروزاً‏ في الطراز<br />

الراهن من التنمية المدينية.‏ إنها نتاج الطاقة<br />

المستخدمة،‏ وتفاقم السير الآلي،‏ ولكن أيضاً‏<br />

عدم كفاية إدارة النفايات،‏ ولهذا فهي تطرح<br />

مشكلات حول الصحة العامة والبيئة.‏<br />

والإتساع المديني في البلدان النامية يستدعي<br />

حاجات كبيرة من الطاقة،‏ المرتبطة بالأنشطة<br />

الإقتصادية،‏ والنقل،‏ وكهربة المساكن،‏ فضلاً‏<br />

عن التدفئة.‏ ومصادر الطاقة المتوفرة هي،‏<br />

غالباً،‏ مسبّبة لتلوّث كبير،‏ في حدّ‏ ذاتها<br />

،(Beddington Zero Energy Developmen)<br />

أطلقت السلطات الصينية في سنة 2005 مشروع<br />

قرية بيئية حسب تصميم الشركة الهندسية<br />

البريطانية .Arup وفي سنة 2010، سوف يتعين<br />

على قرية دونغتانغ،‏ الواقعة على مبعدة بضعة<br />

كيلومترات من شنغهاي،‏ أن تستقبل قرابة 50,000 ساكن أولي،‏ في قرية<br />

مكتفية ذاتياً‏ بالطاقة القابلة كلياً‏ للتجديد ‏(ريحية وشمسية).‏ وعن طريق<br />

جعل السيارات المهجنة نموذجاً‏ رئيسياً‏ للنقل،‏ وتحريض المزارعين<br />

على ممارسة الزراعة البيئية،‏ تسعى دونغتانغ إلى أن تصبح القرية<br />

النموذجية للمستقبل.‏


62 مدن مستدامة<br />

التلوث الجوي والصحة<br />

مدن جنوب شرق آسيا هي الأكثر معاناة.‏ سكانها يخسرون أكثر من<br />

عشر سنوات من أعمارهم وهم يعانون من أمراض مرتبطة مباشرة<br />

بتلوث الجو.‏ الأقل إصابة هم سكان أمريكا اللاتينية وأوروبا.‏ وبصفة<br />

عامة،‏ البلدان المصنّعة جداً‏ هي وحدها تقع أدنى معدل التلوث<br />

المناخي الأقصى الذي حدّدته منظمة الصحة العالمية.‏<br />

آثار تلوث الجو ‏(سنة الإعاقة بالنسبة إلى 1000 شخص)‏<br />

وبسبب التكنولوجيات المستخدمة فيها.‏ هذه<br />

هي حالة الفحم المستخدم على نطاق عريض<br />

في الصين للتدفئة المدينية،‏ والذي،‏ بسبب<br />

نوعيته وطبيعة البيوت التي تستخدمه،‏ هو<br />

السبب الأول في التلوّث المديني هذه<br />

الظاهرة كانت سائدة في إنكلترا خلال الثورة<br />

الصناعية.‏ ويمكن أن يُضاف إلى هذا،‏ كما<br />

يتسبب في تلوّث مناخي وحراري شديد،‏<br />

اهتلاك الآليات العتيقة أو انحسار الغابات<br />

نتيجة توسع المدن.‏<br />

المصدر:‏ Lvosky, 2002, Banque mondiale<br />

والمدن الأكثر تعرّضاً‏ للتلوّث المناخي حالياً،‏<br />

هي أثينا،‏ المكسيك،‏ ومدن آسيا حيث نسبة<br />

تدنيّ‏ أداء المركبات وكثافة السكان عالية.‏<br />

وبشكل عام،‏ ما يطرح مشكلة هو نوعية<br />

المركبات تحديداً،‏ أكثر من معدّل وجودها.‏<br />

ولهذا فإنّ‏ مدناً‏ ذات معدّل منخفض في<br />

استخدام المركبات،‏ مثل الرباط أو طهران،‏<br />

تعاني من تلوث مناخي عالٍ‏ جداً،‏ عائد إلى<br />

وسائط النقل.‏ ما يفسّ‏ ر هذه النتيجة هو متوسط<br />

عمر المركبة القديمة،‏ والنوعية الرديئة للوقود،‏<br />

والنسبة العالية للعربات العاملة على الديزل.‏<br />

ريو على شاكلة باريس<br />

منذ سنة 2005، على صورة شبكة Airparif في منطقة إيل دو<br />

فرانس الباريسية،‏ صار لدى مدينة ريو دي جانيرو أداة لضبط<br />

التلوث الجوي تتيح تحديد مواقع وكميات مصادر التلوث حركة<br />

سير الآليات،‏ الصناعات ومتابعة انتشارها في الجو ساعة بساعة،‏<br />

وتمثيل نسبة التلوث.‏ ويمكن لدوائر البلدية أن تصوّر في خرائط آثار<br />

القرارات التي تنوي إتخاذها:‏ التشجيع الضريبي لتجديد الآليات<br />

المعدومة،‏ والإستثمار في النقل العام،‏ ونقل المصانع أو<br />

المصافي،‏ الخ.‏ وهذا المشروع،‏ الذي تموّله الحكومة الفرنسية<br />

وشركة رينو،‏ نفذته شركات فرنسية<br />

ومنذ بدء القرن الحاي والعشرين،‏ وضعت<br />

الدول المتقدمة أنظمة قياس لمعرفة ورصد<br />

التلوث المناخي بشكل أفضل.‏ ومؤخراً‏ جرى<br />

تجهيز حواضر نامية،‏ بينها ريو وساو باولو<br />

ومكسيكو وسانتياغو وبانكوك وشنغهاي،‏<br />

بأنظمة مماثلة.‏ وفي الشمال كما في الجنوب،‏<br />

تتوفر ترسانة إجراءات لمكافحة التلوث،‏<br />

لاسيما الناجم عن الآليات،‏ تبدأ من تشجيع<br />

استخدام أجهزة فنية،‏ وصولاً‏ إلى حظر<br />

استخدام الآليات.‏ وفي حالة الإنذار،‏ تحظر<br />

سيؤل سير المركبات في أحياء الأعمال<br />

المركزية.‏ وفي المكسيك كان برنامج مكافحة<br />

التلوث،‏ الذي انطلق سنة 1988، يجمع<br />

بدرجة معينة من النجاح بين تنظيم إسطوانة<br />

الإنفلات وحركة السير واستخدام الوقود غير<br />

الرصاصي للسيارات والحافلات.‏ ومنذ سنة<br />

1987 تطوّر بكين التدفئة على الغاز الطبيعي<br />

لاستبدال أجهزة التدفئة على الفحم.‏<br />

Ingérop) ،(Aria Technologies, Citepa, ويدخل في<br />

بفضل العولمة،‏ أمكن متابعة تلوّث<br />

الجو في خليج ريو،‏ ساعة بساعة<br />

وفي صيغة خرائط ‏(أعلاه).‏<br />

إطار برنامج ‏«مبادرة الهواء النقي لمدن أمريكا<br />

اللاتينية»،‏ التابع للبنك الدولي.‏


مدن مستدامة 63<br />

معالجة النفايات<br />

مسألة النفايات الصلبة والسائلة مرتبطة<br />

بالتنامي المديني وتطور طراز الإستهلاك.‏<br />

والتمركز العمراني الشديد في بعض المدن<br />

الناهضة،‏ التي لا تمتلك أي بنية تحتية<br />

لاستقبال سكان جدد،‏ يزيد في تدهور البيئة.‏<br />

ويمكن تمييز الفضلات السائلة عن الفضلات<br />

الصلبة،‏ رغمّ‏ أنّ‏ البلديات تعالج النوعين<br />

محلياً‏ بصفة عامة،‏ وتتولى مسؤولية تطبيق<br />

القانون الوطني غالباً‏ الذي يفرض<br />

المبادىء الكبرى لحماية البيئة.‏<br />

وبلاد الشمال مثل بلاد الجنوب تتخذ،‏ في<br />

وقت متأخر عموماً،‏ إجراءات التطهير،‏<br />

وهذا بُعد مهمل تماماً‏ في سياسة المياه.‏ لكنّ‏<br />

تحدّي نوعية المياه أمر هائل على المستوى<br />

العالمي.‏ واستيعاب الماء الملوث هو السبب<br />

المياه المستهلكة تُطرح عادة<br />

في الطبيعة دون معالجة،‏<br />

بالنظر إلى غياب التمويل اللازم<br />

لاستثمار وتشغيل البنى التحتية<br />

الضرورية.‏<br />

الرئيسي في الوفيات على نطاق الأرض.‏<br />

وفي سنة 2000 وضع المجتمع الدولي نصب<br />

عينيه تحقيق هدف للألفية وللتنمية حتى العام<br />

2015، هو تخفيض عدد غير الحاصلين على<br />

ماء الشرب،‏ إلى النصف.‏ وتتوفر تقنيات<br />

معالجة الماء،‏ ودفع مياه الصرف إلى<br />

الطبيعة بطريقة ملائمة للبيئة،‏ وتجعل منابع<br />

المياه نظيفة صالحة للإستهلاك البشري،‏ لكنّ‏<br />

هذا كله يفتقر إلى تمويلات إنشاء واستغلال<br />

البنى التحتية الضرورية.‏<br />

وإدارة النفايات الصلبة تغطي ثلاثة أنماط<br />

من الأنشطة:‏ الجمع،‏ المعالجة،‏ والتخزين.‏<br />

وجمع النفايات،‏ وكذلك الفرز الإنتقائي<br />

وإعادة تصنيع المنتوج ليكتسب حياة ثانية،‏<br />

يتولاه غالباً‏ القطاع غير النظامي ويمثّل<br />

وظائف للناس الأكثر احتياجاً‏ في المدن<br />

جمع النفايات ‏(يمين،‏ عمّال<br />

تنظيفات صينيون)،‏ الفرز،‏<br />

وإعادة التصنيع يتولاها غالباً‏<br />

قطاع غير نظامي ‏(أسفل،‏ تلّة<br />

قمامة في الفليبين).‏<br />

الناهضة.‏ والنمط المثال هو جامعو فضلات<br />

القماش في القاهرة.‏ ويقوم التحدي على<br />

تنظيم شبكة لجمع النفايات،‏ قادرة على<br />

مواجهة الحجم المجموع.‏ وعلاج النفايات<br />

الخطيرة،‏ خصوصاً‏ نفايات المشافي التي<br />

يمكن أن تمثّل %15 من النفايات كما في<br />

هانوي،‏ يتطلب استخدام<br />

شبكات خاصة.‏


64 مدن مستدامة<br />

8<br />

509<br />

والتفريغ يظلّ‏ طراز التخزين الأكثر انتشاراً‏<br />

في العالم،‏ بالرغم من الأخطار التي يمثلها<br />

على صحة الإنسان وبيئته.‏<br />

لكنّ‏ التنظيم الأكثر عقلانية،‏ والأكثر تصنيعاً،‏<br />

في معالجة النفايات يقتضي معرفة ودمج<br />

القطاع غير الرسمي في الخطط الاستراتيجية<br />

لإدارة النفايات.‏ وأخيراً،‏ في حالة نفايات<br />

المدن،‏ يتوجب من جهة أولى منهجة العمل<br />

‏(تفريغ حاويات القمامة والنفايات،‏ والفرز<br />

اليدوي لفصل النفايات حسب العائلة)،‏ والنقل<br />

من جهة ثانية ‏(مكان الجمع،‏ مكان<br />

التخزين).‏<br />

اختيار أنواع الطاقة<br />

تشتمل مسألة الطاقة على إشكاليات عديدة:‏<br />

إنتاج،‏ وبالتالي نمط،‏ الطاقة المستخدم،‏<br />

والتوزيع،‏ والتعرفة،‏ والآثار الناجمة خصوصاً‏<br />

في المسائل البيئة.‏ وخارج بلدان منظمة<br />

التعاون والتنمية الإقتصادية،‏ تكون أنواع<br />

الطاقة التقليدية الخشب،‏ الموادّ‏ الحيوانية <br />

هي أالاكثر شيوعاً‏ في ميدان السكن.‏ ويحدث<br />

غالباً‏ أن لا تكفي الكميات المتوفرة،‏ والحصول<br />

عليها يتمّ‏ خارج كل إطار قانوني،‏ وتكون<br />

أنماط التلوث الناجمة هائلة.‏ والحال أنّ‏<br />

الحصول على الطاقة النظيفة،‏ في حدّ‏ ذاتها،‏<br />

له عواقبه في ميادين عديدة:‏ التنمية<br />

الإقتصادية،‏ الصحة ‏(تخفيض<br />

الأمراض التنفسية ووفيات<br />

الأطفال)،‏ الحياة اليومية ‏(تخفيض الجوع،‏<br />

التوفير الأفضل لمياه الشرب،‏ وخفض الزمن<br />

المهدور في الذهاب لجلب الماء،‏ خشب<br />

التدفئة،‏ وأعمال السخرة اليومية الأخرى)،‏ أو<br />

البيئة ‏(خفض التلوث).‏<br />

إعادة المعالجة:‏ حلول تشاركية<br />

في البرازيل،‏ تشير التقديرات إلى أن %35 فقط من مياه الإستهلاك<br />

تُعالَج وتُجمع.‏ وقرابة 11 مليون متر مكعب من الماء المستهلك<br />

تُطرح يومياً‏ في الطبيعة،‏ دون معالجة.‏ وخلال الثمانينيات كانت<br />

ناتال،‏ في ريو غراندي دو نورتي،‏ أول مدينة تقترح نظاماً‏ للمجاري<br />

قائماً‏ على الملكية المشتركة في أحياء العمران التلقائي وغير المنظم،‏<br />

وكثيف السكان عادة.‏ وحسب هذا النظام تُدفن شبكة خراطيم على<br />

عمق بسيط (40 سم)،‏ مستفيدة من الحركة الخفيفة،‏ وبإدارة شراكية<br />

بين السكان وجمعياتهم والفنيين ‏(في القطاعين العام والخاص).‏ ونمط<br />

التشغيل هذا اعتُمد كنموذج في منظمة الصحة لدول أمريكا اللاتينية.‏<br />

وحسب الأمم المتحدة،‏ لا تتوفر الكهرباء<br />

لمليارين من البشر في العالم.‏ ملياران آخران<br />

يعتمدان على أنواع الطاقة التقليدية،‏ مثل<br />

الخشب والفضلات الحيوانية أو النباتية،‏ من<br />

أجل الطبخ والتدفئة.‏ وغالباً‏ ما تلجأ البلدان<br />

النامية إلى انواع الطاقة المتعارف عليها،‏<br />

مثل النفط أو الفحم،‏ التي تكون عالية التلويث<br />

عموماً.‏ في لاغوس ‏(نيجيريا)‏ لا تزوّد شركة<br />

الكهرباء الوطنية إلا بضع ساعات من<br />

الكهرباء يومياً،‏ حيث أنّ‏ معظم الأبنية<br />

مجهزة بمجموعات توليد على الديزل.‏ وفي<br />

نهاية اليوم،‏ تعمل المدينة كلها بمساعدة<br />

المولدات التي يغطّ‏ ي دخانها المدينة بسحابة<br />

الفحم،‏ المستخدم للتدفئة على<br />

نطاق العموم في الصين،‏ هو<br />

السبب الأول في التلوث<br />

المديني.‏<br />

575<br />

2005<br />

18<br />

801<br />

713<br />

706<br />

223<br />

292


مدن مستدامة 65<br />

إعادة التفكير في النموّ‏ المديني<br />

صار من المحتم اليوم إعادة التفكير في النموّ‏<br />

المديني على مستويات حفظ البيئة والطاقة.‏<br />

وهذا الإجراء يمكن أن ينتظم حول خمسة<br />

أهداف رئيسية:‏<br />

1 تفضيل التجهيز،‏ المسبق إذا أمكن،‏ لبنى<br />

تحتية تتيح هيكل تنمية للمدينة في أفضل<br />

الظروف:‏ جرّ‏ المياه وتوزيع ماء الشرب،‏<br />

النظافة العامة،‏ شبكة النقل العام،‏ معالجة<br />

النفايات،‏ إلخ؛<br />

2 تسهيل توفير مصادر الطاقة الملائمة،‏<br />

مثل الطاقة القابلة للتجديد،‏ والمحروقات<br />

البيولوجية،‏ والطاقة الأحفورية المناسبة،‏<br />

وتوطيد فاعلية استخدام الطاقة في جميع<br />

ميادين النشاط والإستهلاك؛<br />

3 إعطاء الأولوية للنقل الجماعي،‏ وتنظيف<br />

وسائط النقل الفردية؛<br />

4 تخطيط التنمية عن طريق تفضيل المزج<br />

بين الوظائف والبقاء على قرب من<br />

المسكن مكان العمل،‏ ظهور أشكال من<br />

الخدمات والتجارة في الجوار،‏ تحقيق<br />

التجهيز الجماعي اللامركزي؛<br />

5 في المسكن الشعبي،‏ تفضيل معايير<br />

رفاهية واستهلاك للطاقة أعلى أداءً،‏<br />

والتفكير في حدائق للأنشطة تأخذ بعين<br />

الإعتبار مسائل البيئة الصناعية أو البيئة<br />

الدائرية.‏ ■<br />

مواقع مفيدة<br />

على الإنترنيت<br />

وزارة البيئة والتنمية والتهيئة المستدامة،‏<br />

فرنسا<br />

www.developpement-durable.<br />

gouv.fr<br />

الصندوق الفرنسي للبيئة العالمية<br />

FFEM<br />

www.ffem.net<br />

معهد التنمية المستدامة والعلاقات الدولية<br />

IDDRI<br />

www.iddri.org/iddri<br />

اللجنة 21<br />

اللجنة الفرنسية للبيئة والتنمية المستدامة<br />

طاقة<br />

www.comite21.org<br />

وكالة البيئة والسيطرة على الطاقة<br />

ADEME<br />

www.ademe.fr<br />

مجموعة الطاقة القابلة للتجديد والبيئة<br />

GERES<br />

http://geres.free.fr<br />

بوابة إلكترونية حول الطاقة والتنمية<br />

المستدامة في الجنوب:‏ روابط،‏<br />

استثمار،‏ ومناهج تشغيل<br />

ENERDEV<br />

www.enerdev.org<br />

مؤسسة الطاقة للعالم،‏ موقع لأنواع<br />

الطاقة القابلة للتجديد FONDEM<br />

www.fondem.org<br />

سوداء.‏ وتعميم هذا النمط من الحلول يتسبب<br />

في مشكلات الصحة العامة ‏(مرض الرئة)‏<br />

ويزيد في الأخطار ‏(الحرائق المتكررة في<br />

مدن الصفيح).‏<br />

والفاعلية في استخدام الطاقة تشكل اليوم<br />

تحدياً‏ اساسياً‏ لخفض إطلاق الغاز والإحتباس<br />

الحراري،‏ وتوفر مصادر إقتصادية هامة<br />

لكلّ‏ نشاط في المدينة.‏ ومثال البناء ذو دلالة<br />

هنا:‏ الوكالة الفرنسية للبيئة والسيطرة على<br />

الطاقة (Ademe) بادرت إلى إطلاق برامج<br />

تجريبية حول فاعلية استخدام الطاقة ضمن<br />

قطاع الإنشاء،‏ في لبنان وأفغانستان وتشيلي.‏<br />

وفي الصين تمّ‏ بناء 800 ألف متر مربع من<br />

المساكن الشعبية في هاربين وشينيانغ وبكين،‏<br />

بفضل إجراءات تتيح اكتساب معدّل طاقة<br />

يفوق %50، وخفض ملموس في إطلاق<br />

الغاز والإحتباس الحراري ‏(تفادي 44000<br />

طن من ثاني أوكسيد الكربون،‏ سنوياً)،‏<br />

مقابل %7 من الزيادة في كلفة الإنشاء.‏ هذه<br />

النتائج تبرهن أنّ‏ التحويلات التكنولوجية<br />

الهادفة تتيح تثمين منجزات البلاد الغنية في<br />

مسائل النوعية البيئية للسكن،‏ والتوجه نحو<br />

إنشاء محايد للطاقة أكثر فأكثر في مدن بلدان<br />

الجنوب.‏<br />

تأمين المياه وتنقيتها WatSan<br />

برنامج البنك الدولي<br />

28<br />

www.worldbank.org/watsan<br />

نفايات<br />

معهد إدارة النفايات<br />

www.iwm.co.uk<br />

عالم إعادة التصنيع<br />

www.recycle.net<br />

ملياران من<br />

الأشخاص لا تتوفر<br />

لهم الكهرباء في<br />

العالم.‏ ملياران آخران<br />

يعتمدان على الخشب<br />

والفضلات الحيوانية أو<br />

النباتية،‏ من أجل الطبخ<br />

والتدفئة.‏<br />

الماء والنظافة العامة<br />

برنامج المياه تضامن المياه pS-Eau<br />

www.pseau.org<br />

المعهد الدولي لإدارة المياه IWMI<br />

إنشاء<br />

www.cgiar.org/iwmi<br />

المركز العلمي والتقني للبناء CSTB<br />

www.cstb.fr<br />

الموقع:‏<br />

56 96<br />

www.villesendevenir.org


66 التكهن بالأخطار الرئيسية ومعالجتها<br />

كارثة تسونامي<br />

سنة 2004 في<br />

جنوب شرق آسيا<br />

أو إعصار كاترينا<br />

سنة 2005 تسببا<br />

في خسائر إنسانية<br />

وأضرار جسيمة.‏<br />

وهذا أظهر،‏ في آن<br />

التكهن بالأخطار<br />

الرئيسية<br />

ومعالجتها<br />

معاً،‏ عواقب الإعمار<br />

في المناطق المعرّضة للاخطار،‏ وضرورة إدراج احتمال الخطر في كلّ‏ سياسة<br />

للتهيئة،‏ وكذلك أهمية أنظمة الوقاية،‏ والحماية،‏ أو إدارة الأزمات.‏<br />

إعصار في نيو أورليانز ‏(الولايات المتحدة)،‏ تدفق حمم بركانية في<br />

بليموث ‏(مونسيرات)،‏ هزة أرضية في بالاكوت ‏(الباكستان)،‏<br />

فيضانات دورية في فنوم بينه ‏(كمبوديا)،‏ أو تسونامي في باندا أتشي<br />

‏(أندونيسيا):‏ العواقب البشرية والمادية للكوارث الطبيعية هائلة.‏


التكهن بالأخطار الرئيسية ومعالجتها 67<br />

إنّ‏ تعرّ‏ ض الأشخاص والممتلكات للأخطار<br />

الرئيسية هو اليوم في ازدياد مضطرد على<br />

نطاق العالم.‏ في سنوات 2005، حلّت بالكرة<br />

الأرضية 360 كارثة طبيعية ‏(فيضانات،‏<br />

أعاصير،‏ زلازل،‏ هزات أرضية...)،‏ متسببة<br />

في قرابة 92,000 وفاة،‏ وخسائر إقتصادية<br />

تُقدّر ب 159 مليار دولار.‏ وهذه الأحداث،‏<br />

الطبيعية ولكن أيضاً‏ ذات المنشأ التكنولوجي،‏<br />

تثير الأسئلة حول الأمن الجماعي وتسفر عن<br />

خسائر مباشرة أو غير مباشرة في الممتلكات،‏<br />

والبنى التحتية،‏ والنشاط الإقتصادي،‏<br />

والبيئة.‏<br />

وتطوّر الظواهر الحادة المرتبطة بالتعيّرات<br />

المناخية،‏ ليس له سوى تفسير واحد.‏ وعدد<br />

الأشخاص المتضررين وكلفة الأضرار<br />

ترتفع بانتظام منذ عقدين.‏ هذه النتيجة تنجم<br />

فيضان في ميوز،‏ فردان<br />

‏(فرنسا)،‏ من الأعلى إلى الأسفل:‏<br />

صورة بالأقمار الصناعية بتاريخ<br />

2002/1/1 تُظهر موجة فيضان<br />

نهر في فردان؛ والصورة صباح<br />

اليوم التالي تظهر الحدّ‏ الأقصى<br />

للفيضان.‏<br />

إجراءات الوقاية ‏(صناديق التضامن،‏<br />

آليات التأمين،‏ الخ.).‏<br />

التهيئة بقصد الوقاية<br />

الخطر هو اجتماع طارىء خطير مع تحدّ‏<br />

من نوع ما.‏ وكلما ازداد الخطر،‏ تزايدت<br />

معه التحديات ‏(كثافة السكان،‏ الكمون<br />

الإقتصادي).‏ والسيطرة على العمران المديني<br />

في المناطق المعرّ‏ ضة للأخطار تبدو،‏<br />

بالتالي،‏ واحدة من أكثر الوسائل فعالية في<br />

تخفيض وطأة كارثة ما.‏ والمشكلة مضاعفة<br />

في المدن النامية:‏<br />

• من جهة أولى،‏ العمران المنفلت من<br />

السيطرة يتنامى غالباً‏ في المناطق<br />

المعرّ‏ ضة لكوارث طبيعية أو تكنولوجية<br />

كفيلة بإصابة الأشخاص وممتلكاتهم.‏<br />

أساساً‏ عن التنامي الكبير في العمران<br />

المديني،‏ وقيمة الممتلكات في المناطق<br />

المعرّ‏ ضة لمخاطر فادحة،‏ ولكن أيضاً‏ نتيجة<br />

سرعة العطب الكبيرة المرتبطة بحالة<br />

الإعتماد المتبادل بين الأنظمة والشبكات.‏<br />

وسياسة الوقاية،‏ سواء أكانت محلية أم<br />

وطنية،‏ ينبغي أن تجيب على ثلاثة أهداف:‏<br />

1. ضمان أمن الأشخاص وتأمين حماية<br />

الممتلكات والمعدّات الجماعية؛<br />

2. دمج الأخطار الطبيعية ضمن خيارات<br />

الإستثمار والتهيئة؛<br />

3. التغطية المالية للأضرار الناجمة رغم


68 التكهن بالأخطار الرئيسية ومعالجتها<br />

• ومن جهة ثانية،‏ في مناطق معينة من<br />

العمران ‏«النظامي»،‏ يجري تجاهل<br />

الأخطار أو عدم احتسابها بشكل كاف من<br />

جانب سلطات التهيئة.‏ ومعظم المشاريع<br />

المدينية،‏ الخاصة بالبنى التحتية<br />

والتجهيزات،‏ يتمّ‏ الشروع فيها دون اعتبار<br />

للأخطار الرئيسية في وثائق التوسع<br />

العمراني.‏<br />

ومن الناحية العملية،‏ يحيل دمج الأخطار<br />

الطبيعية إلى ثلاثة مبادىء:‏<br />

1. الوقاية،‏ التي تعتمد على معرفة الخطر،‏<br />

وتنفيذ الحماية،‏ والأخذ بعين الإعتبار<br />

الخطر الكامن في تهيئة الأراضي<br />

والرقابة.‏ وتجري معرفة الخطر عن<br />

طريق رسم خرائط لوقوع الطارىء،‏<br />

والتحديات وتناميها.‏ والحماية هي الحدّ‏<br />

الحوادث الصناعية ليست أقلّ‏<br />

تسبباً‏ في الوفيات من الحوادث<br />

المسماة طبيعية.‏ سيفيسو<br />

‏(إيطاليا)‏ وبوبال ‏(الهند)‏ ما<br />

تزالان في كلّ‏ ذاكرة؛ وانفجار<br />

مصنع AZF في تولوز ‏(فرنسا)‏<br />

ومحطة قطارات ريوشون<br />

‏(كوريا الشمالية)‏ تسبّبا حديثاً‏<br />

بأضرار بالغة.‏ وإلى الأعلى،‏<br />

مدينة ريوشون قبل الحادث<br />

وبعده.‏<br />

من وقوع الطارىء ‏(بناء الأعمال<br />

المضادة للفيضانات،‏ ردم المناطق الواقعة<br />

فوق مناجم...)،‏ أو خفض عواقبه على<br />

البيئة.‏ الرقابة،‏ أخيراً،‏ تتيح كشف دنوّ‏<br />

الخطر الرئيسي وإنذار السكان.‏<br />

2. الحماية،‏ التي تستهدف إدارة الأزمة<br />

وتنظيم الإغاثة في حالة الكوارث<br />

الطبيعية.‏<br />

3. الإعلام الوقائي للسكان حول الأخطار<br />

التي يتعرضون لها،‏ وتأهيل المكلفين<br />

بمواجهتها:‏ خفض التحديات ضمن المناطق<br />

المعرضة للخطر،‏ والقيام بما يلزم لخفض<br />

احتمالات تعرض الممتلكات الموجودة،‏<br />

والاستعداد لمواقف محتملة جراء الأزمات،‏<br />

كلّ‏ هذا يمرّ‏ بإشعار مجموع الممثلين<br />

المحليين ‏(المنتخبَين،‏ أصحاب القرار،‏<br />

الفنيين،‏ الممثلين الإقتصاديين...)،‏<br />

والسكان،‏ حول وجود الأخطار.‏


التكهن بالأخطار الرئيسية ومعالجتها 69<br />

رسم الخرائط لمعرفة الخطر<br />

إن إنتاج المعطيات الخرائطية أمر<br />

لا غنى عنه،‏ سواء في دراسة<br />

وتصوير الخطر الطارىء،‏ أو<br />

تقديره،‏ أو محاولة الحدّ‏ من<br />

تأثيره على المناطق المعرضة<br />

للأخطار.‏ وهو يشكّل أساس إجراء<br />

شامل للوقاية من الأخطار الرئيسية<br />

ومعالجتها.‏ ويتوجب على هذه<br />

الخرائط أن تكون قابلة للدمج في<br />

طور التكهن،‏ ولكن أن تشكل أيضاً‏<br />

سنداً‏ للتفكير والمساعدة في اتخاذ القرار<br />

ضمن طور استخلاص مشروع<br />

للتهيئة أو للتنمية المدينية.‏<br />

وفي هذا السياق،‏ يقدّم تطوير<br />

نظام المعلومات الجغرافية (SIG)<br />

فرصة لتحسين وتسهيل تبادل<br />

المعرفة بالأخطار.‏ وبمعزل عن<br />

المعرفة البسيطة للموضوعات،‏<br />

يتكشّ‏ ف ال SIG عن أداة جبارة<br />

للتحليل متعدد المعايير.‏ وهو<br />

يوفر إمكانية التنبؤ بالأخطار<br />

والتحديات خلال عمليات تهيئة أرض<br />

ما،‏ متيحاً‏ كلّ‏ التصويرات المتوقعة لموقف<br />

معين،‏<br />

أو لمشروع وتنويعاته.‏ وهو يوفر،‏ بذلك،‏<br />

عناصر في تشخيص وتقييم المشروعات،‏<br />

ويلقي الضوء على أعمال التحكيم التي<br />

تشترط تهيئة أرض ما وتنميتها<br />

( أنظر فصل ‏«توصيف المدن»).‏<br />

أخيراً،‏ إنّ‏ قدرته على إنتاج خرائط تُحمّل<br />

عليها كلّ‏ الظواهر،‏ حيث تتقاطع وتُقارن<br />

كمياً،‏ جعلت منه أداة معلومات مفضلة،‏<br />

تسمح باستيعاب مشترك لأرض أو إشكالية<br />

معينة.‏<br />

وانتثار المعلومات يظل،‏ في الغالب،‏ العقبة<br />

التي يجب تجاوزها.‏ ومن حيث أنّ‏ مصادر<br />

معرفة الأخطار مبعثرة عموماً‏ بين منظمات<br />

عديدة،‏ فإنّ‏ تنفيذ الخرائط المركبة ينطوي<br />

رسم خرائط الأخطار في منطقة<br />

الألب العليا ‏(فرنسا).‏ وعن<br />

طريق الجمع بين خرائط أخطار<br />

الإنهيارات الثلجية،‏<br />

والفيضانات،‏ وانزلاق التربة،‏<br />

والزلازل ‏(أعلاه،‏ من الأعلى<br />

إلى الأسفل)،‏ في الإمكان<br />

الحصول على خارطة عامة<br />

للبلديات المعرّضة للأخطار<br />

‏(اليسار).‏<br />

على مضاعفة الشراكات مع المنظمات<br />

والدوائر حاملة المعلومات.‏<br />

مسألة مستوى<br />

‏«خارطة معلومات»،‏ تحدّد وتمزج<br />

مناطق الخطر على مستوى<br />

أرض معينة،‏ هي للتوّ‏ وثيقة<br />

هامة.‏ إنها تصف الظواهر<br />

الناشطة أو الأحداث الماضية الأكثر<br />

أهمية.‏ وبالنسبة إلى الأخطار<br />

الطبيعية،‏ تقيم الدليل على<br />

المناطق المغمورة بفعل<br />

الفيضانات الأشدّ‏ قوة،‏ أو<br />

إنزياحات الأرض.‏ وفي ما<br />

يخص الأخطار التكنولوجية،‏<br />

والمؤسسسات الأكبر تعرضاً‏<br />

للخطر ‏(الصناعات الكيماوية،‏<br />

التخزين للهيدروكربور...)،‏<br />

فضلاً‏ عن تعيين مواقع خطوط<br />

أقنية نقل الغاز والهيدركاربور<br />

والمحاور الرئيسية المرشحة لاستقبال<br />

تدفق نقل المواد الخطيرة.‏<br />

وللذهاب أبعد،‏ يمكن إنشاء<br />

‏«خارطة طوارىء»،‏ تعيد تثبيت<br />

تحليل أكثر تعقيداً‏ وتفريداً‏<br />

للقطاعات الجغرافية على أساس ترتيب


70 التكهن بالأخطار الرئيسية ومعالجتها<br />

فرنسا تكون عادة في الخطّ‏<br />

الأول لإدارة الأزمة وتنظيم<br />

أعمال الإغاثة في حالة الكوارث<br />

الطبيعية.‏<br />

تمثيل لسحابة الدخان المنبعثة<br />

من حادث صناعي نحو المناطق<br />

المأهولة.‏<br />

الأخطار هرمياً،‏ بالإحالة إلى المعطيات الجيو<br />

تقنية والهدروليكية ونمط المعايير،‏ إلخ.‏<br />

وبصفة عامة،‏ إنّ‏ إقامة الصلة بين الوقاية من<br />

الأخطار الرئيسة،‏ والتهيئة،‏ والتنمية،‏ تمرّ‏<br />

كلها من تعريف المستويات المطلوبة.‏ بعض<br />

الأخطار الطبيعية يمكن التعامل معها على<br />

مستوى إقليمي ‏(خطر الزلازل)،‏ وبعضها<br />

الآخر،‏ مثل انزياحات الأرض أو الفيضانات،‏<br />

تُدرس على مستويات أكثر من محلية.‏<br />

والبعض منها أوضح تحديداً،‏ مثل الأخطار<br />

التكنولوجية المرتبطة بمؤسسات صناعية.‏<br />

ونقل الموادّ‏ الخطرة يبدو،‏ من جانبه،‏ أشدّ‏<br />

اتساعاً‏ بكثير.‏<br />

تحديد التحديات<br />

تحديات كارثة طبيعية أو تكنولوجية يمكن أن<br />

تأخذ العديد من المضامين:‏ بشرية،‏ إقتصادية<br />

إجتماعية،‏ ولكن أيضاً‏ بيئية أو تراثية.‏<br />

وتقدير أبعادها ينطوي على إمكانية تحديد<br />

موقعها ومقارنته مع خرائط الطوارىء،‏<br />

وذلك بالعلاقة مع المؤشرات الفيزيائية،‏<br />

السكانية،‏ أو الإجتماعية الإقتصادية.‏<br />

والتحديات الرئيسية الواجب تحديدها هي<br />

التالية:‏<br />

• الميادين العمرانية أو المقرر إعمارها،‏ مع<br />

التمييز بين مناطق السكن حسب كثافتها،‏<br />

والمناطق الصناعية أو التجارية،‏ والمراكز<br />

الإدارية.‏<br />

• البنى التحتية وتجهيزات الخدمات<br />

والمصادر:‏ وسائل الإتصال،‏ مؤسسات<br />

استقبال الجمهور ‏(المدارس،‏ المشافي...)،‏<br />

التجهيزات الحساسة ‏(مراكز الإغاثة،‏<br />

المراكز الهاتفية...)؛<br />

• الميادين غير المعرّ‏ ضة مباشرة للأخطار،‏<br />

ولكن التي يمكن حسب الظروف أن تلعب<br />

دوراً‏ في تشديد أو تخفيف الظاهرة ‏(مدى<br />

توسّ‏ ع الفيضانات،‏ الخ.).‏


التكهن بالأخطار الرئيسية ومعالجتها 71<br />

ومعرفة إشغال الأراضي وكثافة السكان تتيح<br />

تقدير المساحات المعنية حسب نمط العمران،‏<br />

وكذلك السكان المحتمل تعرّ‏ ضهم للخطر.‏<br />

وتعيين التجهيزات ومناطق النشاط يتيح<br />

تحديد الممتلكات المعرّ‏ ضة.‏ ولكن إلى جانب<br />

احتمال الخطر المباشر الذي قد يصيب بناية<br />

أو بنية تحتية،‏ يتوجب على رسم الخرائط أن<br />

يتيح تقدير الآثار غير المباشرة،‏ المتصلة<br />

بعدم توفر مقدار معين من التجهيزات<br />

الجماعية ‏(الصحة،‏ منشآت الإنتاج،‏ النقل،‏ أو<br />

تحويل الطاقة...)،‏ مع العواقب الوخيمة<br />

لاستمرار عمل تجمّع سكاني ما،‏ أو عواقب<br />

إغلاق بعض محاور الطرقات في ما يخصّ‏<br />

الإنتقال أو الوصول.‏<br />

الإستعداد لأوضاع الأزمة يمرّ‏<br />

من توعية السكان في ‏«ثقافة<br />

الخطر»،‏ كما في الصورة خلال<br />

دورة تأهيل لإدارة الأخطار<br />

الرئيسية،‏ نظمتها بلدية<br />

سانت ماري في المارتينيك.‏<br />

مواقع مفيدة<br />

على الإنترنيت<br />

معهد البيئة الصناعية والأخطار<br />

INERIS<br />

خدمات على الإنترنيت،‏ وتقارير<br />

حول دراسات،‏ وبطاقات تصنيف،‏<br />

وعدد من الروابط تتوفر على هذا<br />

الموقع.‏<br />

www.ineris.fr<br />

بوّابة الوقاية من الأخطار الرئيسية<br />

بطاقات تصنيف حسب الموضوعات،‏<br />

وملفات معلومات،‏ ودليل مواقع تتوفر<br />

على هذه البوّابة المواطنية.‏<br />

www.prim.net<br />

معهد علوم وتقنيات التجهيز والبيئة من<br />

أجل التنمية ISTED<br />

نشرة ‏«أنظمة المعلومات الجغرافية<br />

وإدارة الأخطار»‏ يمكن تنزيلها من<br />

هذا الموقع.‏<br />

www.isted.com<br />

موقع الأخطار العامة Educnet<br />

هذا الموقع،‏ المكرس لتعليم استخدام<br />

تكنولوجيا المعلومات والإتصال<br />

في التعليم،‏ وضع على الشبكة ملفاً‏<br />

موضوعاتياً‏ بعنوان ‏«الإنسان في<br />

مواجهة الأخطار»،‏ يحتوي على<br />

معلومات حول الأخطار الرئيسية.‏<br />

www.educnet.education.<br />

fr/securite/indrmaj.htm<br />

معهد أبحاث الهندسة الزراعية والبيئة<br />

المياه والأرض CEMAGREF<br />

هذا المعهد منظمة عامة للبحث<br />

المعمق في إدارة المياه والأراضي.‏<br />

وهو يخصص مافاً‏ موضوعاتياً‏ حول<br />

الأخطار الطبيعية والتكنولوجية.‏<br />

www.cemagref.fr<br />

الشركة العامة لمنطقة الرون CNR<br />

www.cnr.tm.fr<br />

قسم ‏«الأمن»‏<br />

الموقع:‏<br />

www.villesendevenir.org<br />

ومعرفة الأخطار الطارئة والتحديات توفر<br />

تمثيلاً‏ ديناميكياً‏ للمناطق المعرّ‏ ضة للأخطار<br />

نقل التكنولوجيا بهدف درء الخطر<br />

المشروع الأوروبي ،(Information Systems for Local Authorities Needs to face Disasters) Island الذي<br />

انطلق في تشرين الثاني ‏(نوفمبر)‏ 2004 ولمدة سنتين،‏ يستهدف نقل وتكييف أدوات اتصال متطورة في<br />

أوروبا،‏ إلى جنوب شرق آسيا ‏(فييتنام وكمبوديا ولاوس)،‏ في إطار مشروع<br />

.(Operational Solutions for the Management of Inundation Risks in the Information Society) Osiris وهو يتيح<br />

التنبؤ بأخطار الفيضانات وتحديد خطط العمل.‏ والمقاربة ترتكز على الوقاية والتواصل في المعلومات،‏ وتسعى إلى<br />

تزويد المسؤولين المحليين بوسائط التحرك.‏<br />

الطبيعية أو التكنولوجية في وثائق التوسع<br />

العمراني.‏ وهي تتيح تحديد،‏ لكي لا نقول<br />

التنبؤ،‏ بالآثار على العمران الراهن.‏ كما<br />

تشير إلى العراقيل التي يتوجب أخذها بعين<br />

الاعتبار،‏ أثناء التطوير المتوقع لحيّ‏ جديد.‏<br />

وهي،‏ أخيراً،‏ تتسح استخداماً‏ أفضل لأرض<br />

محلية،‏ عن طريق التعويض عن بعض<br />

الأخطار:‏ أقنية تتيح التخزين المؤقت لمياه<br />

الإعصار قبل الضخّ‏ ، المساحات الخضراء<br />

العامة في فصول الجفاف وتحولها إلى<br />

مناطق توسع في فترة الأمطار،‏ الخ.‏<br />

والسلطات المحلية والسكان صاروا على<br />

معرفة متزايدة بالتحديات التي تمثلها<br />

الأخطار.‏ وبعض المدن أخذت تتزود بأدوات<br />

للوقاية،‏ او دمجت هذا الجانب في إدارة<br />

الميدان العام.‏ وهنالك إجراءات تنظيمية<br />

باتت تُطبّق في مسألة إشغال الميدان أو<br />

قواعد الإعمار.‏ ولكن الحاجات في هذا<br />

المضمار تظل هامة،‏ مع ذلك.‏ ■


72 الحفاظ على التراث المديني وتثمينه<br />

الحفاظ على التراث<br />

المديني وتثمينه<br />

من الأعلى يساراً:‏ ‏«باب<br />

اللاعودة»،‏ المبني على طريق<br />

العبيد في ويدا،‏ بينان.‏ إلى<br />

الأعلى:‏ باب تقليدي في<br />

المغرب.‏<br />

مع مدرسة التراث الأفريقي<br />

في قصر ملوك أبوماي.‏<br />

إنّ‏ الحفاظ على التراث<br />

المعماري المديني وإبراز<br />

قيمته صار أكثر من مجرّد<br />

مؤسسة ثقافية:‏ إنه عامل<br />

هامّ‏ في التنمية المدينية.‏ وهو<br />

أيضاً‏ يخلق روابط ذات مدى<br />

طويل بين مؤسسات التأهيل<br />

والمراجع المحلية،‏ في الشمال<br />

كما في الجنوب.‏<br />

تنظم مدرسة التراث الأفريقي،‏ بالتعاون مع المؤسسة<br />

الوطنية للتراث ومدرسة التراث ،Chaillot دورات<br />

تأهيلية لمدراء المتاحف ومسؤولي الإعمار المديني<br />

في البلدان الأفريقية الفرنكوفونية.‏ والدراسات تبدأ<br />

من ترميم وتثمين قصور ملوك أبومي ‏(بينان)،‏ إلى<br />

مشاريع تنمية مدينة بورتو نوفو،‏ تحت راية البيئة،‏<br />

والتراث غير المادي،‏ والارتياد السياحي والبنى<br />

التحتية.‏<br />

التراث،‏ في المعنى التقليدي،‏ هو تلك<br />

الصروح والنُصُ‏ ب المنعزلة.‏ لكن المفهوم<br />

يتسع اليوم ليشمل المجموع المديني أو<br />

الطبيعي المراكز القديمة،‏ القرى،‏ المناظر<br />

الطبيعية أو الأراضي الواسعة،‏ التي يندر أن<br />

يجري الحفاظ عليها في البلدان الناهضة،‏<br />

بالرغم من أصالتها العظيمة.‏ وإلى جانب<br />

تثمين المواقع الأركيولوجية التي تشهد على<br />

حضارات اندثرت،‏ ثمة اليوم توجّ‏ ه نحو<br />

حماية التراث المبنيّ‏ المنبثق من تراثات<br />

محلية،‏ بهدف نقل الخبرة الحرفية والعادات<br />

الإجتماعية التي تمثّلها.‏<br />

وبالمثل،‏ يحظى بالاعتراف التراث غير<br />

المادي المواقع المقدسة،‏ الشعائر،‏ الأحداث<br />

التاريخية التي قلّ‏ أو انعدم تسجيلها في<br />

المنطقة،‏ مثل طريق العبيد في أفريقيا<br />

الغربية.‏ والشهادات عن الفترات الإستعمارية<br />

هي بدورها موادّ‏<br />

www.epa-prema.net<br />

www.inp.fr<br />

www.citechaillot.fr<br />

المشاركون في محترف ‏«أماكن<br />

وتراثات،‏ روح المكان»،‏ تشرين<br />

الثاني ‏(نوفمبر)‏ كانون الأول ‏(ديسمبر)‏ 2004، بالتشارك مع المعهد<br />

الوطني للتراث.‏


الحفاظ على التراث المديني وتثمينه 73<br />

خبرة فرنسية وتراث صيني<br />

إنفجار المدن الصينية الكبرى،‏ منذ عشر سنوات،‏ أدى إلى تهديم<br />

الاحياء القديمة واستثارة يقظة ضمير كردّ‏ فعل،‏ لصالح الحفاظ على<br />

التراث.‏ والمعهد الوطني الصيني لدراسة وأبحاث المدن التاريخية،‏<br />

بالتعاون مع جامعة تونغجي في شنغهاي،‏ أطلقا حملة واسعة<br />

لحماية الأحياء القديمة عن طريق خطط في الإدارة تستلهم الوسائل<br />

الفرنسية.‏ واعتماداً‏ على المرصد المعماري للصين المعاصرة،‏ قامت<br />

بعثات خبرة فرنسية ومدرسة Chaillot بالإسهام في تثمين مدينتي<br />

تونغلي وكسيتان،‏ المصنّفتين كتراث عالمي.‏<br />

تاريخية،‏ يساهم الاعتراف بها وإحياؤها في<br />

إبراز الخصوصية المحلية.‏<br />

أدوات إقتصادية،‏ إجتماعية،‏ وبيئية<br />

التراث الذي لا يُستخدم،‏ يندثر.‏ ومن أجل<br />

الحفاظ المستدام،‏ يتوجب على المعالم القديمة<br />

أن تفيد الإستخدام الفعلي.‏ ونقص الوسائل في<br />

البلدان الأقلّ‏ تقدماً‏ ليس عائقاً‏ إلا من حيث<br />

المظهر.‏ ذلك لأنّ‏ اللجوء إلى اليد العاملة<br />

المحلية يتيح التوصل إلى معالجات باهظة<br />

النفقة في البلدان التي تُعتبر أكثر تقدماً.‏<br />

الأعلى:‏ مدينة تونغلي ‏(الصين)‏<br />

التي كانت موضوع خطة ترميم.‏<br />

إلى الأعلى يساراً:‏ استقبال<br />

العاملين في الإعمار ورؤساء<br />

البلديات الصينية في مدينة رين<br />

‏(فرنسا).‏<br />

وتظلّ‏ قائمة تقنيات مثل بناء الحجر أو<br />

الطين،‏ وأعمال الخشب،‏ واللجوء إلى الكلس<br />

كمادة ملاط،‏ والطلاء،‏ والجير.‏ ودورات<br />

التأهيل الملائمة تتيح تناقل هذه الخبرات.‏<br />

وإحياء التراث،‏ بوصفه مصدراً‏ مباشراً‏<br />

للوظائف في الورشات،‏ يستولد ايضاً‏ أنشطة<br />

تجارية وحرفية.‏ وتصبح السياحة محوراً‏<br />

للتنمية،‏ مع تنفيذ هياكل استقبال الزوار،‏<br />

وتهيئة تنظيم الزيارات.‏ وكلّ‏ ارتياد سياحي<br />

تكون له تبعات ضاغطة.‏ ولهذا فإنّ‏ التوازن<br />

بين أعمال التهيئة التي تهدم،‏ وتلك التي<br />

ترمم،‏ يتطلب معرفة جيدة جداً‏ بالتراث.‏


74 الحفاظ على التراث المديني وتثمينه<br />

إعادة تجهيز<br />

وإعادة تنشيط مركز<br />

أحمدآباد التاريخي<br />

في سنة 1997، في الذكرى الخمسين<br />

لاستقلال الهند،‏ اقترحت الحكومة<br />

الفرنسية على الحكومة الهندية التعاون<br />

في ميدان ترميم وتثمين التراث.‏ وفي<br />

سنة 2000، استفاد مركز أحمدآباد،‏ ذو<br />

النوعية المدينية والمعمارية الرائعة،‏<br />

من بروتوكول تجديد يستهدف مساعدة<br />

السكان المحليين على ترميم تراثهم<br />

والبقاء في الموقع،‏ وإعادة تنشيط<br />

الحياة في الأحياء،‏ وتأهيل المعماريين<br />

الهنود في تقنيات الترميم.‏ وفي سنة<br />

2003 بُني بيت تراثي،‏ صار مكاناً‏<br />

للإستقبال والمعلومات والتأهيل،‏ وفي<br />

نهاية عام 2005 تمّ‏ بنجاح إنجاز 49<br />

مشروع ترميم.‏<br />

ِ<br />

أقنية التعاون<br />

منظمة اليونسكو،‏ وبرنامجها في الحماية<br />

تحت اسم التراث العالمي،‏ لا تجلب عوناً‏<br />

مالياً‏ مباشراً،‏ بل معرفة بالمواقع التي تجتذب<br />

الإستثمارات الخاصة والعامة.‏ وتبادل<br />

التجارب على صعيد شبكات المدن المتشاركة<br />

في الاهتمامات العامة،‏ هو قناة أخرى واعدة<br />

للتعاون.‏ والتعاونيات اللامركزية تختار غالباً‏<br />

التراث المديني كمحور أولوية.‏<br />

وهنالك برامج أوروبية عديدة تستهدف المراكز<br />

القديمة في البلدان الناهضة.‏ والبلدان الجديدة<br />

المنتسبة تستفيد من إعانات هيكلية برامج<br />

إقليمية أو مبادرات لجماعات محلية،‏ Urban<br />

أو .Interreg وهنالك برامج إقليمية مختلفة،‏<br />

وفي فرنسا يشكل التراث جزءاً‏ من<br />

المحاور ذات الأولوية في تدخّ‏ ل وزارة<br />

الشؤون الخارجية والأوروبية،‏ والوكالة<br />

الفرنسية للتنمية .(AFD) وأما وزارة<br />

الثقافة والإتصالات فإنها تدعم تبادل<br />

الخبرات.‏<br />

ومدارس العمارة الفرنسية تتعاون مع<br />

المؤسسات الاجنبية.‏ وفي ما يخصّ‏<br />

الأعمال الحرَ‏ فية،‏ تقوم مدرسة أفينيون<br />

للتأهيل في مهن الحفظ والترميم،‏ بتنظيم<br />

مدارس ورشات وتشترك في تحديد<br />

مدوّنة حول المسكن التقليدي الأجنبي.‏<br />

والمعهد الوطني للتراث يساهم في أعمال<br />

ترميم الديكور،‏ وفي تأهيل محافظي<br />

المتاحف.‏ مدرسة Chaillot تتعاون مع<br />

بلدان عديدة لتأهيل المعماريين<br />

المتخصصين.‏<br />

ولأنها غنية بالمعلومات،‏ تكون هذه<br />

التعاونيات مصدر صلات وأسواقاً‏<br />

مثل ،EuroMed Heritage وAsie-Urb‏،‏<br />

إعادة تجديد مسجد جلالي في<br />

أحمدآباد ‏(الهند).‏<br />

الشهادات على الفترات<br />

الإستعمارية صارت موضوعاً‏<br />

تاريخياً‏ ‏(مبنى بورجوازي في<br />

وسط مدينة الجزائر،‏ الجزائر).‏<br />

وUrb-Al‏،‏ تموّلها المفوضية الأوروبية.‏<br />

وبرنامج ‏«التراث والتنمية المدينية»،‏ التابع<br />

للبنك الدولي،‏ يموّل مشاريع هامة للبنى<br />

التحتية،‏ تضمّ‏ أحياناً‏ مكوّنات تراث ثقافي<br />

ومعماري.‏ وفي سنة 2006، كان 18 مشروعاً‏<br />

من هذا النمط قيد التنفيذ.‏<br />

درس حول الترميم في بلغاريا،‏ معهد النصب البلغارية/‏ مدرسة<br />

،Chaillot محترف في رودوبوس.‏


الحفاظ على التراث المديني وتثمينه 75<br />

للمحترفين في هذا الجانب أو ذاك.‏ وإذا كان<br />

الطراز الغربي يثير الاهتمام،‏ فإنّ‏ الإعتماد<br />

على الهويات المحلية هو الذي يتيح للبلدان<br />

الناهضة أن تبتكر أدواتها الخاصة.‏ وعلى<br />

التعاونيات أن تستولد مناقلات حقيقية<br />

للكفاءات،‏ وترافق الأعمال المستدامة.‏ ■<br />

درس حول الترميم في سورية،‏<br />

كلية العمارة في دمشق/مدرسة<br />

،Chaillot المحترف المشترك.‏<br />

اقتراح خطة ترميم لحيّ‏ القنوات.‏<br />

مواقع مفيدة<br />

على الإنترنيت<br />

التراث العالمي لليونسكو<br />

http://whc.unesco.org/FR/<br />

apropos<br />

المجلس العالمي للنُصُ‏ ب والمواقع<br />

ICOMOS<br />

www.icomos.org<br />

برامج أوروبية<br />

EuroMed Heritage)<br />

(Asia-Urbs, Urb-Al<br />

http://europa.eu.int<br />

المنظمة العالمية للسياحة<br />

www.world-tourism.org<br />

موقع عالمي لإعادة تنشيط المراكز<br />

التاريخية لمدن أمريكا اللاتينية<br />

والكاريبي SIRCHAL<br />

www.archi.fr/SIRCHAL<br />

التعاون الفرنسي<br />

www.diplomatie.gouv.fr/<br />

solidarite/fsp<br />

لجنة التنسيق،‏ والتوجيه،‏ والمشروعات<br />

COCOP<br />

www.egide.asso.fr/fr/<br />

programmes/econet<br />

مدرسة أفينيون<br />

www.ecole-avignon.com<br />

ثقافة فرنسا<br />

جهة تشغيل مفوضة من وزاراتَيْ‏<br />

الشؤون الخارجية والأوروبية،‏<br />

والثقافة والإتصال،‏ للتبادل الثقافي<br />

العالمي.‏<br />

www.culturesfrance.com<br />

الموقع:‏<br />

www.villesendevenir.org


76 التعاون بين المدن<br />

التعاون<br />

بين المدن<br />

منذ قمّة الأرض في ريو<br />

دي جانيرو سنة 1992،<br />

ومؤتمر المسكن الثاني<br />

في إسطنبول سنة 1996،<br />

ثمّ‏ قمة جوهانسبرغ سنة<br />

2002، كانت الخشية من<br />

تنامٍ‏ لا حدّ‏ له للمدن قد أخلت<br />

مكانها لرؤية أكثر إيجابية للأراضي<br />

المدينية بوصفها محرّكات إقتصادية<br />

للتنمية.‏ وهكذا فُرضت ضرورة انخراط<br />

السلطات المحلية في تنفيذ الأهداف الشاملة<br />

للتنمية المستدامة،‏ واليوم تتوجه الأمم المتحدة<br />

مباشرة إلى الجهات المحلية لمتابعة الأهداف<br />

الألفية للتنمية .(ODM)<br />

مدينة<br />

كوتيني d’Or) (Côte فتشت عن<br />

مدينة ألمانية شريكة ‏(بوس)‏<br />

بعد كانت قد طوّرت علاقات مع<br />

مدينة كولوكورو ‏(مالي).‏<br />

لم تكن المدن في أيّ‏ يوم<br />

حاضرة في المشهد الدولي كما<br />

هي حالها الآن،‏ ليس بسبب<br />

ثقلها السكاني فحسب،‏ بل<br />

كذلك بوصفها مكاناً‏ تتجسد<br />

فيه التحديات الرئيسية<br />

للعولمة.‏ والشاهد<br />

على هذا ظهور<br />

شبكات من<br />

المدن ذات<br />

الاعتماد<br />

المتبادل،‏<br />

والتسلسل الهرمي<br />

بين المدن الكبيرة<br />

والمتوسطة والصغيرة.‏<br />

وأدواتها،‏ في تبادل الخبرة<br />

عن طريق المعاملة بالمثل،‏<br />

تعدّل مقاربة التعاون في المسألة<br />

المدينية.‏<br />

شبكات المدن<br />

هذا المناخ السياسي شجّ‏ ع انبثاق جهات<br />

محلية بوصفها مجموعات ضغط على المشهد<br />

الدولي وإنشاء شبكات المدن في مختلف<br />

مناطق العالم.‏ وفي سنة 2004 كان إنشاء<br />

‏«إتحاد المدن والحكومات المحلية»‏ (CGLU)<br />

قد دشّ‏ ن عتبة في هيكلة ونفوذ السلطات<br />

المحلية،‏ مع اندماج رابطتين كبيرتين <br />

‏«الإتحاد العالمي للسلطات المحلية»‏ (IULA)<br />

و«الرابطة الدولية للمدن المتحدة»‏ (FMCU)<br />

مع شبكة .Métropolis وهذه المنظمة<br />

الجديدة،‏ المكلفة بتوطيد دور وموقع<br />

أوروبا:‏ التعاون بالمعنى العريض<br />

فكرة التعاون اللامركزي،‏ التي ظهرت مع ميثاق لوميه السادس<br />

سنة 1989، تترجم التزام المفوضية الأوروبية لصالح أشكال الحكم<br />

المحلية،‏ ولمشاركة معمقة من جانب المجتمع المدني.‏ والتعاون<br />

اللامركزي،‏ في المعنى الإتحادي،‏ لا يقتصر على العلاقات التي<br />

تقيمها الجهات المناطقية مع نظرائها في البلدان النامية،‏ بل يُدرج<br />

المجتمع المدني أيضاً.‏ وبهذه الصفة،‏ يمكن الإبقاء على التعاون<br />

اللامركزي حين تكون علاقات الإتحاد الأوروبي مع مؤسسات<br />

الدولة لبلدٍ‏ مستفيد من العون،‏ قد عُ‏ لّقت لأسباب سياسية،‏ كما في مثال<br />

برماني وهاييتي.‏


التعاون بين المدن 77<br />

الحكومات المحلية لدى المراجع الدولية،‏<br />

وكذلك الصلات مع التعاونيات اللامركزية،‏<br />

كانت تؤشر على الدور المتعاظم ل<br />

‏«دبلوماسية المدن»‏ على الساحة العالمية.‏<br />

وفي الجنوب كما في الشمال،‏ تأسس العديد<br />

من شبكات المدن:‏ الشراكة من أجل التنمية<br />

البلدية (PDM) في أفريقيا،‏ وال CALGA<br />

وCiudades Merco في أمريكا اللاتينية،‏<br />

وCityNet في آسيا،‏ وEurocitiés لعدد من<br />

المدن الاوروبية.‏ والأعمال الاوروبية لصالح<br />

التعاون اللامركزي والمبادرات من نوع<br />

Cities Alliance ترتكز على هذه الشبكات،‏<br />

وتساهم في تنميتها وفي تضامنها.‏ وفي<br />

اعتمادها على التبادل،‏ تقدّم الدليل على أنّ‏<br />

التعاون في ‏«المساعدة»‏ وفي تناقل الخبرة<br />

من الشمال إلى الجنوب،‏ قد تطوّر إلى تعاون<br />

أكثر اتجاهاً‏ نحو المعاملة بالمثل،‏ مستهدفاً‏<br />

توطيد دور وسلطة التأثير لدى الجهات<br />

المحلية.‏<br />

ومنذ عشر سنوات،‏ وبهدف ضمان حكم<br />

مديني أفضل في المسائل الإدارية والمالية أو<br />

اليمين،‏ من الأعلى<br />

إلى الأسفل:‏<br />

محترف عمل ل<br />

Urb-Al Rede10<br />

‏(شبكة مكافحة الفقر)‏ في ساو<br />

باولو،‏ شباط ‏(فبراير)‏ 2005.<br />

المؤتمر التأسيسي لاتحاد المدن<br />

والحكومات المحلية (CGLU)<br />

في باريس،‏ أيار ‏(مايو)‏ 2005.<br />

حفل الإفتتاح ومحترف العمل.‏<br />

س.‏ مكاتشوا،‏ الرئيس المشارك<br />

ل .CGLU<br />

إلى الأسفل:‏ المنتدى العالمي<br />

المديني في برشلونة،‏ أيلول<br />

‏(سبتمبر)‏ 2004.<br />

المشروع الألفي للأمم المتحدة:‏<br />

مجموعة عمل حول تحسين<br />

مدن الصفيح.‏<br />

توفير الخدمات،‏ قامت جهات ONU-Habitat<br />

والبنك الدولي،‏ ثمّ‏ مؤخراً‏ ال ،CGLU بتطوير<br />

أدوات تحليل وتقييم للظواهر المدينية.‏<br />

وأنشئت،‏ لهذا،‏ مراصد مدينية هدفها تحسين<br />

معرفة،‏ ومساعدة،‏ السلطات المحلية والمجتمع<br />

المدني في تطوير المؤشرات والإحصائيات،‏<br />

وفي جمع المعلومات الكفيلة بخدمة صياغة<br />

سياسات مدينية.‏<br />

وفي هذا السياق من الصعود القوي لمشاغل<br />

الجهات المحلية على المسرح العالمي،‏<br />

توجهت التعاونيات اللامركزية إلى أداء دور<br />

أساسي على صعيد إعادة تحديد توجّ‏ ه التنمية<br />

المحلية والعون العامّ‏ على التنمية.‏


78 التعاون بين المدن<br />

تدعيم التعاون في المناطق<br />

منذ أكثر من عشر سنوات،‏ جرى تطبيق أنظمة مساعدة لممثلي التعاون<br />

اللامركزي،‏ وذلك في جميع المناطق الفرنسية تقريباً.‏ وهي تقوم على<br />

وضعيات قانونية مختلفة،‏ ولكنها تقدّم خدمات متماثلة:‏ توحيد المعلومات،‏<br />

دعم حَ‏ مَلة المشاريع،‏ التنسيق بين الأطراف،‏ التأهيل.‏ أوّل هذه الأنظمة<br />

تاسس سنة 1993 في منطقة رون ألب .(RESACOOP) وتوجد<br />

مبادرات مماثلة في مناطق أخرى:‏ الألزاس ،(IRCOD)<br />

باس نورماندي solidaires) (Horizons ، بورغون ،(AB2C) فرانش<br />

كونتيه ،(CERCOOP) نور با د كاليه ،(LIANES) بروفانس <br />

ألب كوت دازور ،(MEDCOOP) لوار ALCID) ،(SGAR, والوسط<br />

. (CENTRAIDER)<br />

نقاط امتياز التعاون اللامركزي الفرنسي<br />

التوأمة بين المدن،‏ في أعقاب الحرب<br />

العالمية الثانية،‏ هي في أصل التعاون<br />

اللامركزي الفرنسي.‏ وصبيحة الجفاف في<br />

بلدان الساحل الأفريقي خلال سنوات<br />

السبعينيات،‏ اتخذت التوأمة شكل الأعمال<br />

الإنسانية.‏ ومنذ خمس عشرة سنة،‏ تُطوّر<br />

الجهات المحلية أنشطة عالمية ضمن حقل<br />

الكفاءة الخاصّ‏ بها.‏ وهكذا فإنها تنقل خبرتها<br />

في تطبيق سياسات عامة مثل اللامركزة،‏<br />

وإدارة الخدمات المدينية،‏ وتنفيذ المشاريع<br />

المدينية،‏ أو تهيئة الأراضي.‏ وهذا الحقل من<br />

النشاط أقرّ‏ ه قانون 6 شباط ‏(فبراير)‏ 1992،<br />

وإنشاء المفوضية الوطنية للتعاون<br />

اللامركزي،‏ التابعة لوزارة الشؤون الخارجية<br />

والأوروبية في فرنسا،‏ بهدف دعم قيام<br />

الجهات المناطقية بنشاطات خارجية.‏ وفي<br />

فرنسا تقوم جميع المناطق،‏ و‎%80‎ من<br />

الدوائر،‏ و‎%80‎ من البلدات الأزيد من 5000<br />

نسمة،‏ بممارسة التعاون اللامركزي مع 120<br />

بلداً‏ على امتداد العالم.‏ والمناطق الأكثر<br />

تركيزاً‏ هي أفريقيا الفرنكوفونية،‏ أمريكا<br />

اللاتينية،‏ جنوب شرق آسيا،‏ والصين.‏ والحقل<br />

يتجه إلى التوسع صوب أفريقيا الناطقة<br />

بالبرتغالية أو الإنكليزية،‏ وأوروبا الوسطى<br />

والهند.‏<br />

المبادرة المحلية<br />

أعمال التعاون اللامركزي هي،‏ بصفة كلية،‏<br />

بالإضافة إلى التعاون السياسي،‏<br />

عمدة لعمدة،‏ ثمة الكثير من<br />

التوأمة بين مدن فرنسية ومدن<br />

نامية،‏ ينخرط فيها المجتمع<br />

المدني ضمن مشروع تعاون.‏<br />

من الأعلى إلى الأسفل:‏ توقيع<br />

توأمة بين لاو ‏(بوركينا فاسو)‏<br />

وبورغون ‏(منطقة بلفور)،‏<br />

تومبوكتو ‏(مالي)‏ وسانت<br />

‏(شارانت)،‏ أنتسيراب<br />

‏(مدغشقر)‏ ومونلوسون ‏(ألليه).‏<br />

مسؤولية الجهات المناطقية الفرنسية.‏ ولهذا<br />

فإن المبادرات مبعثرة وتستجيب لأهداف<br />

متغايرة.‏ ومع ذلك،‏ تسعى الجهات المحلية<br />

اليوم إلى توحيد وسائلها حول استراتيجية<br />

وطنية واحدة،‏ بحيث تتيح للمدن،‏ كبيرة<br />

وصغيرة،‏ في الشمال كما في الجنوب،‏ أن<br />

تنضمّ‏ إلى الأعمال العالمية المشتركة.‏<br />

وهذا،‏ قبل كل شيء،‏ يعني تعاوناً‏ سياسياً،‏<br />

بين عمدة وعمدة،‏ قائماً‏ على التزام بين<br />

طرفين متساويين.‏ وفي تعبئة الموظفين<br />

المناطقيين والهياكل المنبثقة عن المجتمع<br />

المدني،‏ تهدف مشاريعها وبرامجها إلى<br />

تدعيم طاقات الإدارة وتنمية الإستقلال الذاتي<br />

لدى الشركاء.‏ ومبدأ المعاملة بالمثل من<br />

خلال التبادل الثقافي،‏ ودعم الجمعيات<br />

المحلية،‏ وتوطيد الكفاءات المحلية ومرافق<br />

التميّز،‏ يشكّل واحداً‏ من الأهداف النهائية.‏<br />

الجذور المناطقية<br />

البعد المناطقي للسياسات العامة هو اليوم،‏<br />

وعلى نطاق واسع،‏ صلاحية الرعاة الماليين.‏<br />

ويجري،‏ أكثر فأكثر،‏ الإعتراف بالجهات<br />

المحلية كأطراف حوار حول المشروعات<br />

التي تتجاوز المنطق القطاعي الوحيد.‏ وفي<br />

هذا السياق،‏ يمتلك التعاون اللامركزي قدرة<br />

على تعبئة الممثلين المحليين للمنطقتين<br />

المشتركتين في مشاريع وأهداف متجذرة


التعاون بين المدن 79<br />

مواقع مفيدة<br />

على الإنترنيت<br />

محلياً،‏ وداخلة في المضمار العالمي،‏ على<br />

حدّ‏ سواء.‏ وإنها،‏ في اعتمادها أولاً‏ على<br />

مواردها الخاصة،‏ تضمن للشركاء التزاماً‏<br />

على المدى البعيد.‏ وأخيراً،‏ وبفضل تطور<br />

التمويل المشترك بين الجهات المحلية<br />

والرعاة الماليين الوطنيين والعالميين،‏ يمكن<br />

لها أن تساهم في تنفيذ مشروعات عملياتية<br />

ذات شأن كبير،‏ مطبّقةً‏ المستويات الإقليمية<br />

أو الوطنية للإدارة وللمنظمات العالمية.‏<br />

والمستقبل،‏ بذلك،‏ يعتمد على التنسيق مع<br />

%1 للماء<br />

قانون أودان سانتيني،‏ الذي أُقرّ‏ سنة 2005، يوفّر منظورات جديدة<br />

للإسهام في تمويل التعاون اللامركزي وغير الحكومي.‏ فهو يتيح<br />

للبلدات،‏ وللمؤسسات الحكومية المعنية بالتعاون بين البلديات،‏ أن تموّل<br />

أعمال تعاون لامركزي،‏ وتقديم العون الطارىء أو التضامن في ميادين<br />

المياه والنظافة العامة،‏ في ميزانية المياه والنظافة العامة.‏ ويمكن ل<br />

%1 من ميزانية هاتين الخدمتين أن يُخصص لهذا الغرض.‏ وكذلك يتمّ‏<br />

الترخيص لوكالات المياه بإقامة أعمال تعاون عالمي ضمن حدود %1<br />

من ميزانياتها.‏<br />

التعاون اللامركزي<br />

وزارة الشؤون الخارجية والأوروبية<br />

المفوضية الوطنية للتعاون اللامركزي <br />

CNCD قاعدة معلومات عن مشاريع<br />

التعاون اللامركزي المنبثقة عن<br />

الجهات المحلية الفرنسية.‏<br />

www.diplomatie.gouv.fr/cncd<br />

المدن المتحدة فرنسا CUF<br />

جهات مناطقية ملتزمة بالتعاون<br />

العالمي،‏ والمعلومات،‏ والروابط،‏<br />

والمساعدة في تنفيذ المشاريع.‏<br />

www.cites-unies-france.org/<br />

html/cuf/index.html<br />

وكالات الإعمار المديني الفرنسية<br />

الرابطة الوطنية لوكالات الإعمار<br />

FNAU<br />

www.fnau-international.org<br />

جمعية مناطق فرنسا ARF<br />

www.arf.asso.fr<br />

التعاون الدولي<br />

إتحاد المدن والحكومات المحلية CGLU<br />

www.cities-localgovernments.<br />

org<br />

متروبوليس<br />

‏(الرابطة العالمية للحواضر الكبرى)‏<br />

تشجّ‏ ع التعاون العالمي بين حكومات<br />

الحواضر الكبرى.‏ أجندة للقاءات<br />

العالمية والمعطيات حول الحواضر<br />

الكبرى.‏<br />

www.metropolis.org<br />

البحر الأبيض المتوسط<br />

ميدكوب ‏(مجموعة تنمية التعاون<br />

اللامركزي في المتوسط)‏<br />

www.medcoop.com<br />

أفريقيا<br />

الشراكة من أجل التنمية البلدية<br />

PDM<br />

آسيا<br />

www.pdm-net.org<br />

CityNet<br />

‏(الشبكة الآسيوية للسلطات المحلية)‏<br />

www.citynet-ap.org<br />

أوروبا<br />

Eurocities ‏(المدن الأوروبية)‏<br />

www.eurocities.org/main.php<br />

أمريكا<br />

الرابطة اللاتينو أمريكية للمدن<br />

والبلديات والجمعيات FLACMA<br />

www.flacma.org<br />

الموقع:‏<br />

www.villesendevenir.org<br />

لافتة توأمة في مدخل مدينة<br />

شوفيني،‏ فيين ‏(فرنسا).‏<br />

الجهات المحلية الأخرى في الإتحاد<br />

الأوروبي،‏ ووكالات التنمية،‏ والشبكات<br />

العالمية.‏ ■


الغلاف • 2007 Grrrr (www.grrrr.net) @Adagp, Paris<br />

حقوق الصور<br />

مقدمة • Agadir Le Caire © B. McKelvie, Shutterstock — Feu piétons © B. Pike Pikeynet.cm — Foule © L. Pavel, Shutterstock — Enfants<br />

© Socrates, Shutterstock — Hong Kong © T. Wei Ming, Shutterstock — Scooter Hanoi © Tom Andrus Photography — Construction à<br />

Doha, Qatar © P. Cowan, Shutterstock — Enfants sur le chemin de l’école © L. Harms, Shutterstock — Enfants jouant au ballon © G.P.<br />

Gennadevitch, Shutterstock — L’accès au foncier © La transition urbaine en Afrique subsaharienne C. Kessides, Cities Alliance, 2005,<br />

basé sur Chakraborty, Mita. 2005. Acting Locally While Thinking Globally: Subnational Strategies to Promote Investment Climate. TUDUR.<br />

Avant-projet.<br />

توصيف المدن • © Cap Cadastre romain d’Orange © D.Acolat — Occupation des sols à Bangalore © Sce & Iaurif — La ville du<br />

M. Leiter — Orthophoto île de la Cité © Apur — Cadastre île de la Cité © Apur — Manille satellite © Cnes, Spot-Image® & Iaurif<br />

— Théodolite DR — Plaque de rue © Groupe Huit — Issy-les-Moulineaux © IGN-BD Ortho et Iaurif — Arpenteur médiéval © P. Portet<br />

— Cadastre de Cheilly 1820 DR — Boîte aux lettres © Groupe Huit — Matériel d’adressage © Groupe Huit — Adressage © Groupe Huit.<br />

حكم المدن • Bruley, Réunion Belém © F. Lieberherr — La Constellation Humaine, Chen Zen © F. Lerin — Elections au Vénézuela © V.<br />

www.sipao.net — Conseil municipal de Papudo, www.lacoctelera.com/sinfronteras — Conseil municipal de Praia Grande DR — Panchayat<br />

de Kasagorod et panchayat de Bidar, extrait de l’ouvrage Culture and Public Action, par V. Rao et M. Walton, Stanford University Press,<br />

2004.<br />

تمويل المدن • www.arrakeen.ch Poignée de mains DR — Immeuble en construction © The Innovation Hub — Hartford © C. Haase,<br />

— Yerevan DR — Stockholm © Stockholm-Hotell.info — Kinshasa © SL, Calateboca.<br />

توجيه التنمية المدينية • Embouteillages Schéma directeur Moundou © Groupe Huit — Kisumu © E. Gray — Étude de plans DR —<br />

à Phnom Penh © Dana, www.phongsaly.com — Querétaro © G. Antier — Padd Rouen © Direction de l'Aménagement Urbain et de<br />

l'Habitat de la Ville de Rouen — Consultation Kawempe © UN-Habitat — Consultation Nouakchott © Groupe Huit — Panorama Phnom<br />

Penh © D. & K. Ciprari —Schéma directeur Phnom Penh DR — Casablanca © runswithscissors — Pikine © L. Ratton, Association Aidder<br />

— Agriculture péri-urbaine à Hanoi © G. Mandret, Cirad —Leon © C.Schwartzmann.<br />

السكن والمسألة العقارية • Immeuble Maquette d’appartement japonais DR — Township de Kliptown © E. Deliry Antheaume, IRD —<br />

à Pznan © B. Oporowski — Shangai © R. Jurkovskis, Shutterstock — Ouvriers du bâtiment © Isted — Rénovation d’immeuble à Tunis<br />

© B. Favre, Louma productions — Ouvrier du bâtiment © B. Favre, Louma productions — Construction de maisons pour les réfugiés en<br />

Afghanistan © Undpi — Maisons en bande, quartier Carapungo au nord de Quito © P. Cazamajor d'Artois, IRD — Programme gouvernemental<br />

de logement des jeunes en Egypte © A. Sierra, IRD — Maroc © Isted.<br />

توفير الخدمات الضرورية • Décharge Compteur d’eau DR — Électricien au Mozambique © E. Miller, The World Bank Group —<br />

Mexique © noticias@alianzatex.com — Lavabo © P. Virot, Who/Oms — Plaque d’égout © J. Miller, Malcolm Pirnie Inc, www.sewerhistory.<br />

org — Coopérative d’électricité de Tangail © The World Bank Group — Électricité solaire au Sri Lanka © D. Sansoni, The World Bank<br />

Group — Camion-citerne à Haïti © F. Duclos, www.suco.org — Éboueurs à Belém © F. Lieberherr — Égout Mali © C. Carnemark, The<br />

World Bank Group.<br />

التنقل في المدينة • de Quai de gare à Londres © F. Fontana-Giusti — Embouteillage à Shaoxing © Chuck@China, 2004 — Chauffeur<br />

taxi à Alger © C. Pointereau, Isted — Jaipur © G. Dominique, dom@alovelyworld.com — Embouteillage à Kiev © nostalgi@nostalgia.<br />

org.ua — Motos à Hanoi DR — Voiture et tram à Tunis © B. Favre, Louma productions — Tram à Antalya © www.trampicturebook.de<br />

— Trolleybus à Plzen © M. Taylor, www.einbahn.org —Tram de nuit à Tunis © B. Favre, Louma productions — Métro de Prague © S.<br />

Milton — Métro du Caire © M. Guarino, www.acappellafella.nomadlife.org — Métro de Varsovie © www.arikah.com.<br />

مدن أكثر أمناً‏ • de Souterrain © Á. Mándok, Shutterstock — Garde à Kampala © R. Abrahamsen — Épouvantail © M.A. Pérouse<br />

Monclos, IRD — Centre de désintoxication © M.A. Pérouse de Monclos, IRD — Femmes Madagascar © M. Lasure, Shutterstock<br />

— Préfabriqué de conseil légal © R. Zurba, USAID — Kayes DR — Enfants fontaine © A. Popescu, Shutterstock — Groupe rap © emediawire<br />

— Musicien de rue © D. Remesov, Shutterstock — Capoeira DR — Ndiarème Limamoulaye © asbl Frères des Hommes Belgique.<br />

مدن مستدامة • P. Coucher de soleil avec smog © T. Olson, Shutterstock — Lisbonne © A. Gvozdikov, Shutterstock — Kampala ©<br />

Dmirty, Shutterstock — Maisons aux États-Unis © S. Stevenson, Shutterstock — Donftang DR — Visualisations pollution Rio © Aria<br />

Technologies — Christ Rio © Prefeitura de Rio de Janeiro — Écoulement d’eau dans une décharge © T. Olson, Shutterstock — Éboueurs<br />

G. Gonsalves, Shutterstock — Ordures compactées © V. Kozlovsky, Shutterstock — Décharge © B. Wahlstedt, Conexor — Eau<br />

croupie dans une décharge © trialart, Shutterstock — Sortie d’égout © salamanderman, Shutterstock — Seau de charbon © M. Natale,<br />

Shutterstock.<br />

توقع الأخطار الرئيسية ومعالجتها • aériennes Sauveteurs à la Nouvelle-Orléans © California University of Pennsylvania — Vues<br />

de la Nouvelle-Orléans © spaceimaging.com — Coulée de lave © C. Taylor, Shutterstock — Balakot © MD Ambulance — Inondations à<br />

Phnom Penh © R. Seghers — Crue de la Meuse © Cnes 2002, source Spot, carte Sertit — Tsunami © P. Jeffrey/Act International — Vues<br />

aériennes Ryongchon DR — Site AZF DR — Gare de Ryongchon © G. Bourke, WFP — Cartes des risques des Hautes-Alpes © Mairie<br />

d’Aix-en-Provence — Modélisation panache © Aria Technologies — Entraînement chien de secours (Tim, élevage Babillebaou) © M.<br />

Laroyenne — Entraînement aux premiers secours © Ville de Sainte-Marie.<br />

الحفاظ على التراث المديني وتثمينه • DR Porte du non-retour © J.-L. Rigot, voyagesaventures.com — Porte Maroc DR — Abomey<br />

— Atelier EPA © École du Patrimoine Africain — Tongli © Tsinghua University, Department of Matematical sciences — Ahmedabad © C.<br />

Dupavillon — Statue Alger © V. Rengifo, Isted — Cours de restauration en Syrie © Faculté d’architecture de Damas / École de Chaillot<br />

— Cours de restauration en Bulgarie © Institut des monuments bulgares / École de Chaillot.<br />

التعاون بين المدن • CGLU Quetigny-Koulikoro-Bous DR — Atelier Urb-Al Rede 10 © Prefeitura de Sao Paulo — Congrès fondateur de<br />

à Paris © CGLU/UCLG — Forum Mondial Urbain à Barcelone DR — Groupe de travail sur les bidonvilles © CGLU/UCLG — Smangaliso<br />

Mkhatshwa © CGLU/UCLG — Jumelage Lao-Bourogne DR — Jumelage Antsirabe-Montluçon © Consulat de Madagascar à Moulins<br />

— Panneau jumelage DR.<br />

www.villesendevenir.org<br />

———————<br />

الإيداع القانوني:‏ إبريل 2008


مدن<br />

متنامية<br />

مفاتيح من أجل الفهم والعمل<br />

تبدّلت المدن.‏ إنها مسكن لواحد من اثنين من سكان المعمورة،‏ ولهذا أصبحت واحدة من التحديات الكبرى التي تجابه المجتمع<br />

الدولي على صعيد التنمية الاقتصادية والاجتماعية،‏ وكذلك مستقبل الكرة الأرضية.‏<br />

ولا شكّ‏ في أنّ‏ الإنسانية تشهد اليوم طوراً‏ غير مسبوق،‏ حيث يتضافر الإنفجار المديني مع النموّ‏ السكاني.‏ إنّ‏ نسبة<br />

النموّ‏ السنوي للسكان المدينيين تقارب حالياً‏ %1,9 في السنة،‏ ويظهر كلّ‏ يوم على الأرض ما يعادل مدينة عدد سكانها<br />

160,000 نسمة.‏<br />

وللمدن خصائص مختلفة تماماً،‏ على امتداد العالم النامي:‏ كثيفة السكان في آسيا والشرق الأوسط،‏ منبسطة في أمريكا<br />

اللاتينية،‏ وذات صفات ريفية مدينية في أفريقيا.‏ بعضها يشهد دينامية اقتصادية عالية،‏ وبعضها الآخر يفتقر إلى أيّ‏<br />

محرّك للتنمية.‏<br />

والحال الراهنة للتنمية تُظهر بوضوح أنّ‏ المدن والحواضر الكبرى هي محرّكها الرئيسي:‏ تأمين المرافق والبنى التحتية<br />

يسهّل الحركة والتوصّ‏ ل إلى أشكال الثقافة،‏ وأنساق توفير الخدمات الأساسية أوسع نطاقاً‏ في المدينة،‏ إسوة بمصادر الدخل.‏<br />

وهكذا تتضافر العوامل لتجعل من الفضاء المديني،‏ وأكثر من ذي قبل،‏ موقعاً‏ مميزاً‏ للإبتكار والتقدم،‏ على صعيد ثقافي<br />

مثلما هو إجتماعي ثقافي وتكنولوجي.‏ والحال أنّ‏ المدن تبرهن كل يوم على طبيعتها الإبتكارية.‏ ولأنّ‏ وضع مدن الجنوب<br />

يجعل هذا التحدي أكثر صعوبة،‏ من الواجب بالتالي فهم اشتغالاتها المحلية والكونية،‏ من أجل محاولة تحسينها.‏<br />

ويغطي هذا الكتاب 12 موضوعاً،‏ موزعة على قسمين عريضين يمكن قراءة كلّ‏ منهما على حدة.‏ الأوّل يتناول معرفة<br />

المدن وإدارتها،‏ والثاني يتفحص المناطق الرئيسية للتنمية المدينية ‏(الإسكان،‏ الخدمات الأساسية،‏ التنقل،‏ الأمن،‏ الطاقة،‏<br />

الأخطار،‏ والتراث).‏ وثمة فصل أخير يتضمن استعراضاً‏ للتعاون بين المدن،‏ التي يُطلب منها اليوم أن تلعب دوراً‏ متزايداً‏<br />

في نظام التعاون الفرنسي والدولي.‏<br />

وهذا الكتاب،‏ إسوة بالكثير سواه من الكتب التي صدرت أو سوف تصدر،‏ يحاول تقديم رؤية مرّكبة،‏ تعليمية ومصوّرة،‏<br />

حول قضايا العمران الرئيسية.‏<br />

www.villesendevenir.org<br />

معهد علوم وتقنيات التجهيز<br />

والبيئة من أجل التنمية<br />

(ISTED)<br />

La Grande Arche<br />

Paroi Nord<br />

92055 La Défense<br />

Cedex<br />

France<br />

www.isted.com<br />

الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)<br />

5, rue Roland Barthes<br />

75598 Paris Cedex 12<br />

France<br />

www.afd.fr<br />

وزارة الشؤون الخارجية والأوروبية<br />

الإدارة العامة للتعاون الدولي والتنمية<br />

(DGCID)<br />

إدارة سياسات التنمية (DPDEV)<br />

الإدارة الفرعية للحكم الديمقراطي<br />

مكتب تحديث الدولة والحكم المحلي<br />

20, rue Monsieur<br />

75700 Paris 07 SP – France<br />

www.diplomatie.gouv.fr<br />

وزارة البيئة والتنمية<br />

والتهيئة المستدامة<br />

إدارة الشؤون الاقتصادية والدولية<br />

(DAEI)<br />

Tour Pascal A<br />

92055 La Défense<br />

Cedex<br />

France<br />

www.developpementdurable.gouv.fr<br />

التوزيع:‏ anne.baron@i-carre.net<br />

ISBN 2.86815.053.5

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!